رواية ابتسامة الشيطان الفصل السادس 6 بقلم اسماء ندا

     


 رواية ابتسامة الشيطان الفصل السادس بقلم اسماء ندا

  

  داخل مقر شركة فيكتور ارس ريمور، امسك فيكتور الهاتف وطلب رقم مجهول الاسم، و ما إن أجاب الطرف الاخر حتى قال فيكتور بغضب 

"اريد معرفة كل حركة او فكرة تدور حول  ادريان"

ودون أن يجيب الطرف الآخر قطع  فيكتور الاتصال ، لكن الهاتف اصدر صوت رنين فضغط على الإجابة واستمع 

"لقد حصل السيد أرس على معلومات عن  أسلين وطلب معلومات أخرى" 

"ما هى هذه المعلومات التى يريدها؟" 

-"كونها كانت تقيم مع عمتها قبل وفاتهم والذين كانوا كثيري التنقل بها وآخر حى سكنوا به حى (.......) قبل انتقالها الى هذا الحى وان لا احد يعلم عنهم شئ هل هم أحياء او  قتلوا وكما مقيد بالسجلات انه تم تغير لقب هذه العائلة أكثر من مرة،  ولقد طلب  معلومات عن اسم عائلة العمه"  

"هل تعلم هوية  الذي يجمع المعلومات له؟"

"أجل، انه روسي  ضابط تحرى خاص طرد من العمل الأصلي لفساده، وحكم عليه ستة سنوات، ويعمل لدى السيد ارس فى الخفاء" 

"تابعه، وانقل له معلومات خطأ،،ثم بعد أن يسلمها اقتله"

" سوف انفذ" 

اغلق الهاتف ووضع يده فوق عينيه وهو يحاول همد نيران غضبه وتمتم 

"تأتى المصائب متتالية خلفك صغيرتى "

ثم رفع الهاتف مرة اخرى وتحدث الى شخص ما 

"لا يأتي الليل إلا. و ادريان  فى المزرعة دون علم أحد عنه"  

اغلق الهاتف وصاح بالجميع 

"انصرفوا، لا اريد احدا هنا "

خرج الجميع يتسابق للفرار من جحيم ثورة غضب لوسيفر ما عدا ذراعاه  الذين اعتدوا على غضبه  

قال كوبر "لا يوجد إلا اثنين من الحلول"

قال دايمون "  أن تخفيها عن الوجود بالموت  او تتزوج بها" 

جلس فيكتور ينظر الى دايمون ثم بعد لحظات ابتسم وقال 

"كلاهما موت عزيزى، وما تقترحه هو أن أدفنها وهى  على قيد الحياة أو  ميتة، سنرى أمر ادريان اولا "

نهض وخرج من المكتب بعد أن شاور لهم بعدم تتبعه 

فى احدى قصور الريف، مساء نفس اليوم كان  يجلس أدريان باريحيه متكأ على وسادة فوق فراش أرضي وامامه اطباق من الفواكه الطازجة ويرقصن أمامه مجموعة من الفتيات الجميلات، اقترب منه أحد الرجال وقال بصوت منخفض 

"لقد أنقذها بالمرة الاولى  الذراع الأيمن للكونت لوسيفر وقام بتصفية كل من كان متواجد أما المرة الثانية ظهر الكونت فيكتور أرس ريمور بنفسه  وأخذها وهو من أمر رجاله بالقبض علينا و إرسالنا إلى مكتب الشرطة" 

ضرب أدريان اطباق الفاكهه بقدمه ثم نهض والغضب يستعر بكل خلاياه وامسك فى رقبة الرجل وهو يهسهس 

"و إن ظهر الشيطان نفسه، ألم تكن الأوامر واضحة بخطفها وإرسالها إلى الملاهى الليلية بالمكسيك"

"لقد أرسلت إلى بيتها بعض الرجال وسوف يتم اختطافها الليلة"

ثم وضع السلاح بالقرب من رأس الحارس وقبل ان يطلق الرصاص، أصيب هو بطلقة مخدرة أوقعته فى الحال وسط ذهول من حوله وانتشار الحراس سريعا على شكل دائرى، ينظرون ويبحثون بأعينهم من اين تم الإطلاق عليه ولكن سرعان ما بدأوا بالتساقط تباعا، صرخت الفتيات و هرولوا مبتعدين عن المكان. 

وقفت  طائرة هليكوبتر على مسافة ليست بقريبة، على ارتفاع مناسب ثم تسلق رجلا هبوطا وربط  أحدهم جسد فابيان بالحبال ويجذبه من بالطائرة، أما الآخر كان يؤمن المكان وهو مستعد لإطلاق النار بأي لحظة، لحظات وعاد الرجلان الى الطائرة، التي حلقت مبتعدة عن المكان. 

 بنفس الوقت كانت اسلين تقف بالمطبخ تعد لنفسها بعض القهوة بالطريقة الفرنسية، وتدندن نغمات القطعة الموسيقية الأخيرة التي سمعتها من أمها، بعد ان انتهت امسكت بكوب القهوة وتحركت اتجاه غرفة الاستقبال، ثم جلست أمام بعض الملفات، وبدأت تقلب فى الأوراق وهى تسجل بعض الملاحظات فى أجندة صغيرة، قطع تفكيرها صوت الباب يفتح بهدوء، مدت يدها وجذبت زهرية الورد القريبة منها وتحركت على مهل حتى وقفت خلف الجدار القريب من الباب وهي متحفزة لضرب اى من كان قد يمر من باب البيت، ولكنها فوجئت بشكل دائرى اسمر اللون يتدحرج أرضا،  ألقى به احدهم، لم تستطيع أن   تستبين ما هو ،فقد  انتشرت الأدخنة وفى لحظات قبل أن    تفقد الوعى تماما  سمعت اصوات اطلاق النار ثم صوت راؤول يتبعه صورة مشوشه لوجهه وهذا كان اخر ما تذكرته. 

شعرت ببرودة تسرى فى جسدها، وأصوات أجهزة طبية حولها تعلمها عن ظهر قلب، أنها اجهزة لقياس نبضات القلب و مستشعرات حساسة لمعرفة الحيوية بالجسم، فتحت عينها ببطء، فكان البياض كل ما حولها، وسرعان ما شعرت بحركة ما بالقرب منها، شخص ما امسك يدها واقترب بضوء الى عينيها ازعجها فحاولت تحريك رأسها يمينا ويسارا كي تبتعد عن الضوء، لحظات واستمعت صوت انثوى ينادي اسمها

"أسلين،  أسلين، هل تسمعي صوتي، اغلقى عينك وافتحيها مرة كى أعلم كم استجابتك"

اغمضت عينى ثم جاهدت كى أفتحها وكم كان صعبا فما زلت  أشعر بثقل رهيب بجميع انحاء جسدى وخاصة راسي، حاولت التحدث ولكن لا صوت يخرج، وسمعتها تقول لشخص بجوارها 

"حسنا، لحظات وسوف يبدا الجسد بحركات غير ارادية مقاوم لنسبة المخدر الذي به، عليكم ان تكونوا بالقرب حتى لا تسقط من الفراش، لا تقلقي اسلين انت طبيبة وتفهمين ما يحدث عند أفاقت شخص ما من مخدر كامل للجسد"

بعد مرور ساعة كاملة لا اعلم هل عقلي استجاب للنوم مرة اخرى ام دخلت فى حالة غيبوبة، و لكن ما ان فتحت عينى حتى كان كل شئ حولى مختلف تماما، فقد كنت بغرفة ما فى احدى المستشفيات وليس موصل بجسدى اى اجهزة، وشعور هذا الثقل الذي كان يتملكني قد اختفى واستطيع التحرك بحرية ولكنى اشعر بصداع بسيط،  حاولت رفع الغطاء والنهوض، لكن لاحظت انى دفعت الغطاء بقوة وبالطبع عقلى اسرع بترجمة ما حدث، فهذا طبيعى عندما يخرج المخدر من الجسم ان يشعر المرء ان حركته البسيطة خفيفة وهى بالعكس فى الطبيعى تكون حركة قوية فكتفيت برفع جسدى والجلوس قليلا، ثم بدأت بالنظر من حولى وتيقنت انى بداخل المستشفى  الخاصة بعائلة فيكتور ريمور 

دقائق وسمعت نكر بسيط على الباب، ثم طل رأس راؤول مبتسما، وهو ينظر لي ثم هتف قائلا 

"لقد استيقظت الاميرة النائمة، مساء الخير سيدتي"

"مساء! هل لازلنا مساءا بعد تلك الأحداث؟"

"هذا رابع مساء سيدتي منذ تلك الليلة"

دلف الى الداخل وظهر جسده، لقد كان مصاب فى كتفه وتم تعليق ذراعه الى رقبته، فتبسمت له واردفت

-ماذا حدث؟ وكيف أصبت أنت؟ 

-سوف اخبرك بكل شئ ولكن ليس الان فالطبيب سوف يمر الان واعتقد انه سوف يكتب لك خروج، ولكن لن نعود إلى شقتك 

-ماذا؟ 

-سيدتى ان شقتك قد تدمرت كليا والان  تعد مسرح جريمة، وممنوع الدخول إليها 

-اين اذهب؟  واشيائي هناك 

-لا تقلقى، لقد نقلت كل شئ مهم كما اعتقدت الى شقة اخرى أعدها لك القائد قبل سفره، واخذت تصريح من قسم الشرطة بنقل ملابسك او ما تحتاجيه ولا يؤثر على مسرح الجريمة، وهذا وضع مؤقت سيدتي 

تنهدت فانا لا اعلم ماذا افعل، نعم كنت قد خطط منذ محاولت خطفي المرة الأولى    بالنقل الى حي جديد و  شقة قريبة من عملى ولكن لم ابحث بعد، دقائق وجاء الطبيب وقام بالكشف على جرح فى رأسي ثم تبسم واخبرني انه يمكننى الخروج، وبعد انصرافه عاد راؤول مرة أخرى وهو يحمل بيده حقيبة صغيرة ووضعها على آخر الفراش وقال 

- هذه حقيبة ملابس. اما الحذاء فسوف يأتي به شريكى الجديد فى الحراسة ديفوا 

-واين شريكك السابق؟ 

-لقد قتل داخل السيارة أثناء الهجوم على منزلك، وحظى انى كنت انصرفت وقتها لشراء بعض الطعام واكتشفت الأمر عند عودتي فاسرعت الى الاعلى وكان حارس المبنى قتيلا فى المدخل، لا عليك الان سوف أقص لك ما حدث فى بيتك الجديد 

-لفترة قصير راؤول، على اى حال كنت ابحث عن شقة  بالقرب من عملى 

-سيدتى، أن الشقة التى سوف نذهب اليها، قرب المستشفى التى انتقلت إليها ايضا وتم وضع حراسة من الشرطة، ولا تقلقى  ان الإيجارة ليس مرتفع، لقد ارهقت حتى وجدتها 

-ألم  تخبرني أن قائدك قد رتب لكل شئ 

-نعم سيدتي بالفعل فهو منذ ايام  اخبرنى ان اجد لك شقة قريبة من مكان عملك الجديد  ولكن ما حدث جعله يأمر أن تنتقلي  إليها بعد خروجك من المستشفى 

-وكيف علم انى سوف انتقل من المستشفى قبل هذا الهجوم 

-لقد تحدث مع السيد فيكتور ارس ريمور  عن موضوع نقلك بعد محاولة خطفك السابقة، وقد أمر السيد فيكتور بانتقالك لفرع آخر من فروع المستشفيات الخاصة به وهو الفرع الرئيسى عامة والخاص بالعائلة نفسها فقط 

قطع حديثنا وصول الطبيب الذي بالفعل كتب لها خروج بعد موافقة الضابط الذي يمسك القضية، وعند خروجه دلف ثلاث اشخاص وقدموا لها هويتهم، وقد كانوا ضباط، قال أحدهم 

-اعتقد الان يمكنك الإجابة على بعض الاسئلة

-نعم، أستطيع 

-لقد علمنا ان بسبب  من الأحداث الاخيرة انه قد ام محاولة اختطافك مرتين وانك فى المرتين اتهمت شخص واحد وهو فابيان ادريان 

-بالفعل، فلم يقم احد اخر بتهديدي 

-لكن، لا اعتقد انه هو، لان تم اختفائه بشكل غامض من داخل قصره،  وقد  ظهر أنها عملية اختطاف بسبب أعداد الجثث التى وجدت هناك وهذا قبل عملية المداهمة فى شقتك ب ستة ساعات، هل تشكين بشخص آخر 

بعد صمت دام لدقائق أردفت قائلة :- لا استطيع التفكير بشخص اخر فى الوقت الحالى 

نهض وهو يمد يده بكارت لها و قال 

-حسنا، لقد وضعت لك الشرطة حرس مصاحب لحرسك الخاص، وان تذكرت شئ او شككت فى شخص معبن أبلغينى وهذا هو رقمى الخاص 

ثم استأذن وانصرف وكان راؤول قد عاد بعد ان أنهى اوراق خروجها، ثم اصطحبها مدعيا انه سوف يأخذها الى شقة قريبة من مقر عملها، ولكنه توجه إلى طريق منعزل وبعد لحظات  من دخول الطريق وقبل ان تتسائل هى،  وضع قناع على وجهه ثم رش عطر بجهتها حتى فقدت الوعى .

عندما فتحت عينيها وجدت نفسها بغرفة غريبة، رفعت رأسها تنظر يمينا ويسارا فلم تتعرف على المكان الذي لم ترى مثله من قبل إلا على شاشات التلفاز، نهضت وهى لازالت تشعر بدوار ولكنها تحاملت على نفسها ثم اتجهت إلى الباب، حاولت ان تفتحه ولكنه كان مغلق بالمفتاح، دقت بوهن فوق الباب وهى تحاول ان تنادى راؤول ولكن لا مجيب، استدارت وهى تشعر بإرهاق  تبحث بعينها على الماء فشعور الظمأ ايضا منتشر فى حلقها.

وجدت طاولة بالقرب من النافذة رص عليها بعض الطعام وبجواره قنينة ماء، اسرعت الى القنينة وضعتها على فمها، تروى العطش وكأنها  لم نشرب من قبل، انتهت ثم جلست أمام الطعام تنظر اليه وتحدث نفسها (يجب ان اكل فانا احتاج الى طاقة لمواجهة أى إن كان ما  حدث) هكذا أقنعت نفسها وبدأت بالأكل حتى شعرت بالتخمة، وبعدها نهضت وتحركت الى الشرفة وفتحتها، كانت كبيرة ورخامية الأرض ذات سور من الحجر الأبيض المنحوت على شكل طابية (قطعة فى لعبة الشطرنج) فى احد اطرافها أرجوحة كبيرة زهرية اللون، و  الجانب القريب من باب الغرفة يوجد طاولة فوقها صينية بها بعض الحلويات المغطي وبجوارها ثلاجة صغيرة مليئة ب المثلجات والمشروبات الغازية المختلفة، وتمتد الشرفة طوليا بعرض الغرفة وفي النهاية وجدت سلم يصل الى حديقة صغيرة، نزلت سريعا وحاولت ان اجد نهاية للحديقة ولكن المفاجأة أنها محاطة بسور مرتفع من جهتين، أما الجهة الثالثة فتطل على بحيرة يسبح بها بعض البجع، لا انكر ان المنظر خلال وان داخلى كان يشعر اني داخل جنة ولكن  لا يوجد عصفور حر يستطيع الحياة فى قفص وان كان من ذهب، استدرت لارى ان المبنى الذى كنت به فقط طابق واحد،نظرت حولى وبجميع الجهات لا يوجد سوى كاميرتان، واحدة مثبته على السياج التى يمين البيت للخارج و الاخرى على الشياج التى شمال البيت وايضا وجهتها للخارج، عادت مرة اخرى الى الغرفة وبحثت عن اى كاميرا ولم تجد، انتبهت لطرق علي باب الغرفة ثم صوت مفتاح الباب، ثوانى ودلف الى الداخل راؤول وهو مبتسم وقال 

-اسف،هل انت بخير؟ لقد كنت مضطر لذلك 

-ماذا حدث؟ واين انا؟ ولماذا كنت مضطر 

-عذرا، سامحينى لقد لاحظت تتبع أحدهم لنا ورأيت فى المرايا العاكسة أسلحة فلم اريد ان تصابي بالذعر  

-حقا، وماذا حدث؟

-استطعت الفرار منهم بسلام دون اى مناوشات، ثم اكتشفت انهم تبع الشرطة بعد أن هاتفني أحد الضباط الذى كان أخذ رقم هاتفى فى المستشفى، واعطيته العنوان وقد حضروا وانتشروا للحماية من نصف ساعة 

-انت مجنون راؤول، لقد كنا نعلم بوجودهم قبل الخروج من المستشفى

فرك بيده فروة رأسه وهو ينظر للارض وقال : نسيت بأمرهم بعد خروجنا من المستشفى 

-أين أنا إذا هذه ليست شقة كما اخبرتنى 

-انها استراحة تابعة للمستشفى الخاصة بالأسرة 

-أى أسرة 

-اخبرتك انك انتقلت للعمل فى  المستشفى الخاص بعائلة ريمور، العائلة فقط 

-تعني أنها لا تعمل لعامة الشعب ولكن فقط للاثرياء 

-لا، سيدتى، اعنى المعنى الحرفي  انها خاصة بالاسرة نفسها 

-اذا لماذا تم نقل حفيد ارس ريمور إلى المستشفى التى كنت بها بالسابق 

أعاد تمسيد شعرة بتوتر ثم همس 

-كيف أشرح لك هذا؟  حنسا، أن الحادث الذي كان أصيب به السيد الصغير يعتبر حادث عام اى ان الشرطة تحقق به والعالم أجمع يعلم عنه، لهذا نقل الى المستشفى التى كنتى تعملين بها سابقا، اما هنا، الوضع مختلف فمن يصاب أثناء العمل الذي يحدث دون علم ما يسمى بالغطاء القانوني، فيتم إحضاره الى هنا بسرية تامة، حرصا على الابتعاد عن الرأي العام، نظرا لشهرة كبار الاسرة، انت تعلمين الأشاعات عندما توضع فى يد الرأي العام تسيء إلى الأسر المرموقة 

-بمعنى آخر أن أسرة رومير تعمل فى الظلام بالأعمال الغير قانونية  

-انا لم اقل هذا، فقط اعني ان ليست كل اخبار الأسر الكبيرة فى المجتمع يجب تداولها بين العامة، ليس إلا، بالمناسبة يمكنك قضاء الوقت بتعرف على المكان وغدا سوف تبدئين العمل فى المستشفى هذا ما اخبرنى به البوس (لقب رئيس المنظمة)

 
انصرف مسرعا واختفى خارجا من باب الغرفة وتركه مفتوح، تتبعته وخرجت خلفه وجدت ساحة كبيرة يوجد بها اريكة دائرية وطاولة بالمنتصف اما الجوانب فتوضع انتيكات للزينة ويوجد ثلاث ابواب اخرى أحدهم مفتوح وينبعث منه ضوء، تقدمت على مهل حتى اقتربت ونظرت إلى الداخل، لقد كان مطبخ واسع ويقف ثلاث عاملات ، نظرن لى بابتسامة واسرعت احداهم قائلة 

-تحتاجين الى شئ ما سيدتى، هل احضر العصير لحين انتهاء الطعام 

-لا، لا، لقد انهيت طعامى للتو ولست جائعة، ولكن هل يمكم أن أحضر بعض من القهوة لنفسي

-بالطبع سيدتى، ولكن نحن هنا لخدمتك 

دلفت الى الداخل وانا ابتسم لها  وقلت 

-شكرا لكم، ولكن احب صنع القهوة بنفسي ،هلا أرشدتني 

اسرعوا الثلاثة يتسابقن بوضع البن و الادوات امامى ثم قالت إحداهن 

-هل تحبى ان تشربيها تركى ام فرنسي سيدتي

-لم اجرب التركي من قبل ولكن اسمع عن القهوة العربية وارغب فى تناولها يوما 

صاحت الثالثة :-اذا دعينى اصنعها لك، فانا خبيرة بالمشروبات والأكلات العربية 

-حقا، اذا اعتقد الايام القادمة التى سوف اقضيها معك، سوف تبدعى لى بأصناف عديدة أليس كذلك 

-بالطبع 

-حسنا، سوف انتظر بالخارج، لا تنسي كوب  القهوة العربى 

خرجت ونظرت الى الابواب الاخرى  المغلقة ولكن قبل حتى أن تفكر  باكتشافها، سيدة متقدمة بالعمر دخلت من الباب الرئيسى، من الممكن ان تكون تجاوزت الخمسين بسنوات قليلة، كانت تبتسم بوجه بشوش وهى تتقدم اتجاهى، و قالت وهي تقترب 

-حسنا لقد استيقظت  الساحرة التى سمعت عنها كثير الفترة الماضية 

تبسمت لها وانا اشعر باندهاش وقلت 

-ساحرة! لما هل كنت اخرج أرنب من قبعتى، ومن من سمعتى عنى 

ضحكت السيدة وقالت ممازحة ولكنها قصدت ما تعنيه 

-بل أخرجت قلبا نابضا من جسد ميت منذ سنوات، لا عليك، ما رأيك بالمكان 

-قلب من لا افهم! اما عن المكان فهو جميل بالتأكيد، ولكني أشعر بالراحة أكثر فى المنازل الصغيرة 

-هذا صحيح المنزل الصغير يشعرك بالدفئ والامان أكثر ولكن سوف نحرص على ان تشعرى ان هنا بيتك صغيرتي، والحمد لله على استيقاظك بعد نوم ليومين 

-يومين!  انا هنا من الأمس فقط  

-أوه، صغيرتي، أنت هنا منذ مساء يومين مروا، لا عليك سوف تتذكري كل شئ مع الوقت، هيا تعالى اريك بيتك ثم نجلس سويا فى الحديقة، كي نتعرف.

***************

داخل القصر و بالتحديد فى غرفة المكتب، يقتحم أرس المكتب وهو يزمجر كالأسد وينادى فيكتور، ولكن يصدم بفراغ المكتب فيلتفت ونوى الصعود إلى غرفة فيكتور فيجد كبير الخدم يقف أمامه  بوقار ويقول

-أن السيد ليس موجود الآن، لقد سافر منذ ثلاث ساعات ومعه السيدان أيضا 

همهم فى نفسه بشيء ما ثم قال 

-واين أذا تلك الفتاة التى احضرها 

-لا اعلم سيدى، عن أى فتاة تتحدث 

-بالطبع، سوف تنكرين  معرفتك، بالتأكيد قد أمركم بهذا، على أي حال، عند عودة سيدك أخبريه ان يأتى الى  بيتي، هل فهمت 

-نعم سيدى 

انصرف أرس مستحب إعصار الغضب  الذي اتى به، وفي مكان آخر بعيد كل البعد عن القصر، بل عن روما كلها، فى مطار القاهرة الدولى يهبط من طائرته الخاصة، ويمر الى بوابات المطار الداخلية ثم الخارجية دون اى اعتراض له من قبل الأمن، وهذا يوضح أنها ليست المرة الاولى لمجيئه الى مصر، فهو يمتلك العديد من المنتجعات السياحية، والفنادق فى العديد من محافظات المصرية، غير التجارة الغذائية والدوائية من تصدير واستيراد.
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1