رواية ظلمات آل نعمان ( عشقنا قلوب عاصية ) الفصل السادس
بـحجرة نومهم تـقف أمام المرأة تنظر إلى ثوب زفافها الأبيض الذي أستعارته من «داليدا» فقد كانَ ثوباً حريرياً فضفاض يـخفئ معالم جسدها و يعتليه حجابها بذات الون فكانت على حده من الجمال الهادئ'
«هتفضلي متنحه قدام المرايه كدا كتير'! ايه مفكره نفسك عروسه بجد و إلا الهانم بتفتكر أفرحها السابقه'؟
هكذا هتفَ بـجحود أثناء ربطه لرابط حذائه و هو جالس علي الفراش'فـلتفتت له و باتت الدموع ظاهره بسودويتها حينما قالت بـحزناً ملموس:
الجوزات اللى بتتكلم عنها دى عامله زى الكابوس الأسود فى حياتى'؟ أنا عمرى ما وافقت على أى جوازه منهم كنت بتغصب عليهم'أنا عارفه أنك مش مصدقنى و إلا حتى هتصدقنى بس بلاش بالله عليك تفتح في القديم أنا مش قادره أستحمل أي كلام وحش منك أنا فيا اللي مكفينى'!
القديم دا بقا بصمة عار ملازمه مستقبلي'
أنتفض من مجلسه بحنقاً متحدثاً:
أنتِ مفكرانى بتجوزك دلوقتي بمزاجى لاء للأسف غصبن عنى عارفه ليه لأنك خلاص وسختى أسمى و اللي حصل حصل'! و فكرت إنى أسيبك تمشي و أنسا اللي حصل صعبه أوى'
أنتِ النقطه السودا فى ملف حياتى و للأسف النقطه دي مبتتمسحش لا بطلاق و إلا ببعد و الا بنسيان لأنى مهما حاولت الناس هتفضل فاكره و عارفه أنك دخلتى حياتى و الغلطه الوحيده اللي عملتها أنى فكرت أتجوزك عشان أساعدك'؟
«دهسة ما تبقا من كرامتها فدافعت عن كيانها المحطم بـحنقاً متبادل:
أنتَ أتجوزتنى عشان نفسك عشان الأنتخابات يا «خليل بيه» بلاش تعمل فيها مضحى و بطل لأننا عارفين كويس سبب جوازك منى و لوله الأنتخابات و خوفك من المترشحين قدامك لا يعرفوا بحوار الڤيديو و اسمك يتوسخ مكنتش أتجوزتنى !
حتى دلوقتي لما قررت تتجوزنى تانى بعد ما عرفت الحقيقه بتعمل كدا عشان نفسك عشان مصلحتك'خايف لا أسيبك و أمشي و أرجع لأخويا فيقوم مستغل اللي حصل و يدبسك فى مصيبه جديده عشان كدا عاوز تتجوزنى تانى عشان تضمن نجاحك مش أكتر من كدا'؟
ما ذلك العبث التى تفوهت به هذا ما قاله عقله بتلك الحظه قبل أن ينطق لسانه بنزعاج:
لو كان في جزء من كلامك صح فالجزء التانى مبيدلش غير علي جهلك و قلة وعيك'و أخوكى دا اللي بتتكلمى عنه يمين بالله أقدر أحطه في السجن و مفيش قوة تقدر تخرجه مهما عمل'؟ متفكريش أنكم ماسكين عليا ذلة لويه دراعى لاء أنا لو بتجوزك تانى فعشان طول مانتِ على زمتى هقدر أخد حقى منك و أكسر اللي فاضل فيكى'! جوازى منك عقاب ليا الحد لما أشوف هعرف أزى أخلص من النقطه السودا اللي رسمتيها في حياتى'
القى ببعض الحقيقه بوجهها من ثم أتجها ليكمل طلته بينما هى فجلست علي حافة الفراش تصارع أحزانها بدموعاً عبرة عن مأساتها
ـــــــــــــــــ"
مـرا الوقت و أذنة العشاء و عاده «سلطان» إلى الحاره يعتلى مقعده علي قهوته'فـلفت أنتباهه أحد. الشباب الجالسين يتطلع للأعلى ببتسامة شهوائيه أدركها فـوراً'فـرفع رأسه ليرا على ما ينظر فاذا بمقلتيه تراها تقف أمام شـرفة نومها بـقميص نوماً أسود و شعرها الغجري منسدل كادا يصل إلى منعطف ظهرها'
فـغض بصره علي الفور و نهضا بـختناق إلى ذاك الشاب قائلاً:
ما تنزل عينك بدل ما خزء هوملك يا حنين'؟
نـهضا الشاب بـرتباك:
فى إيه بس يا ريس«سلطان»
«سلطان بحنق»
فى قلة أدب تحب تاخد'! بقولك ايه يلا قسماً بدين الله لو لمحتك قاعد علي قهوتى تانى أو عينك بتلف و لو بالصدفه نحية بيتى هكون مسففك تراب الحاره'! ياله يلا من هنا'!
لم يتناقش الشاب بل أستكفي بالذهاب'بينما هـو فـتجها لمنزله'و فـور وصوله لشقتها طرق الباب بـقوة فاتاه صوتها المزعور:
وااه مين اللي بيدبدب اكده'! چايه يلي ع الباب'
فتحت الباب بعد دقيقه مرتديه عبائتها و برقع عيناها التى وقعت علي طلته الغاضبه فقالت بـستغراب:
مالك يا «سلطان» مضايج أكده ليه حصول حاچه و إلا إيه'!
«سلطان بـحنق»
فيه مياصه وقلة أدب'أنتِ واقفه ورا الشباك بقميص نوم و عماله تتمخطري يمين و شمال و الرجاله تحت عينيهم أتحولة معاكِ'
برقت مقلتيها بـدهشه:
نهار أسود الرچاله بتتفرچ عليا يا فضيحتك يا «سمرا» بـجولك ايه أوعا تكون اتفرچت معاهم'!
ضرب كفتيه بغيظ:
هو ماتش كوره هانتقسموه سوا '!«سمرا» مطلعيش
مـيـ تين أهلى أنا على أخرى'!
زارة البسمة شفتاها فقد راق لها غضبه فقالت:
معاش و إلا كان اللى يضايجك يا «سلطان» بس جولى أنتَ بتغير عليا و إلا ايه'؟
أغير إيه و نيل إيه أنتِ ايه مفيش مخ خالص'! من الأخر كدا الشباك ميتفتحش تانى و لو حصل عكس اللي بقوله قسماً بدين الله هجيب صنايعى يمسمر كل الشبابيك و أخلي هالك ضلمه'! مش علي أخر الزمن الناس هتقول عليا عره و حريمى بقت فرجه للخلق'!
تحدثت بأعجاب:
خلاص متبجاش حمجى جوى أكده اللى تأمر بيه لو علي الشباك مش هيتفتح تانى'؟ تأمر بحاچه تانيه'!
قطب حاجبيه بـستسلاماً منها بقولاً:
عليكِ كمية برود أعصاب تحرق الدم'!أدخلى ياله أقفلى الزفت و نامى'؟
حركت رأسها بـقبولاً لأوامره و أغلقت الباب فـتنهدا بقولاً:
أنا بليت نفسي بمصيبه والله
ــــــــــــــــ"
بـقصر النعمان'بـعد كتب الكتاب بدقائق أقتحم «سليم» مكتب «خليل» قائلاً بـذهولاً:
سمعت «برهان» بيقول أيه على مراتك فى أول تصريح ليه بعد ما خرج'الكلام اللي بيقوله دا حقيقي يا «خليل»؟!
❤️❤️
# «ورده فى بحور الطوفان» 🥀🌊
بـجذور الشوك أتعكاز و أنا ك الوردة الذابله فـى قصراً
يبحر بالطوفان'ماذا عساى لأهرب من ذلك الطوفان'!
كم منا غريزة فى أعماق بحوراً لم نسعى لها يوماً'؟
بحوراً محت طفولتنا و هدمت صبانا و لونة قلوبنا
بعذاب الحزن و الحرمان'
نحن بنات حواء المكرمات خلقنا ك الورود الناصعه
بجمالاً خاص نضئ الحياة ببسمتنا'لكن كيف تظل الورده
زاهيه و حولها الأشواك الساعية لكسرها و حطامها'!
يا وردة الشباب صارعى الطوفان يا وردة العمر تحامى
بغصنا يأويكى'يا وردة الطوفان قفى بوجه الريح و عافري'
فـالطوفان آتى ليسرق منكِ الحياه'💙
ــــــــــــــــــــ
لم يـهتز من مجلسه بل فعلا العكس و أمسك بفنجال قهوته يرتشف منه مراراً بهدواً جعلا الأخر يلوح بيده بـحنق:
أنتَ مش سامعنى إيه هدؤ الأعصاب اللي فيك دا'! بـقولك «برهان» طلع في لايڤ بعد ما تم الأفراج عنه و قال أنك وراه اللي حصله عشان كشف سر جوازك من بنت كحيانه أخوها بياع أعراض و مخدرات'؟
سمعت اللي أتقال و مش فارقلى و بلاش يفرقلك أنتَ كمان'!
تقدم«سليم» و الغضب يسكنه و ركلا المقعد بـذات الحنق:
هو إيه اللى مش فارقلك'؟ دي سمعت عائلتنا أنتَ إيه مش همك العائلة اللي هتنهار فوق دماغنا بسبب جوازك من واحده أخوها مشبوه'!
«سليم» يمين بالله كلمه كمان و هنسا الأخوه اللى بنا'!
هكذا انفعالا ضارباً الطاوله بيداه معا نهوضه الصارم مثل كلماته:
العائلة اللى بتتكلم عنها دى محدش شايل همها زيه محدش منكم عايش حياته عشان يحافظ و يعلي أسم النعمان'! محدش منكم أتحرم من كل حاجه و دفن نفسه فى الشغل لليل و يا نهار عشان يوصل أسم عائلته للسما زيه'؟ لو فى حد عايش عمره عشان يسعد أهلو فهوا أنا يا «سليم» اما بقا جوازى و مراتِ فـ ديه خط أحمر ممنوع حد منكم يجيب سيرتها'أنا مش هسمح لحد يتكلم عنها فاهم و إلا مش فاهم'؟
«سليم بـحنق:
محدش انكر أنك شايل العائلة علي كتافك'! بس لما فجأه كدا نلقيك بتهد نفسك و بتهدنا كلنا بسبب واحده أتجوزتها بين يوم و لليله فلازم نفهم هل المدام تستاهل أنك تهدنا كلنا عشانها'؟ و متقوليش بتحبها عشان أنا أكتر واحد كاشفك نظراتك ليها و أنتَ بتكتب عليها كانت كلها كره و تحدى مستحيل تكون نظرات حب أنتَ مبتحبهاش و إلا حتى بطقها فممكن تفهمنى بقا ليه أتجوزتها:؟ ليه يا «خليل» قولى سبب واحد يخلينى أتقبل فكرة وجودها بنا'! وجود واحده هتكون السبب فى ضياعنا كلنا'
كل حاجه في حكايتك معاها مريبه'! أتجوزتها فى فترة صعبه بنمر بيها عمك بين الحيا و الموت و أنتَ فى أنتخابات دا غير أنك كتبت عليها مرتين'من حقى أفهم أنتَ ليه بتعمل فينا و فيك كدا'و مين ديه عشان تدمرنا كلنا كدا ؟
«خليل بصرامه:
فى لحظه الدنيا فجأتنى بكارثه مكنيتش علي بالى'!
مصيبه كانت هتهد اللى بنيته في سنين'لقيت نفسي مختار مش مخير لأول مره في حياتى القي نفسي قدام مصير بيجبرنى أعيش، جواه'! و عشان أنجى نفسي من مصيبه لقيت نفسي وقعت جوه كارثه ملهاش حل مكنش قدامى قرار غير أنى أدخل بكل جوارحى في الكارثه دي و اتعايش، معاها'
فى لحظه لقتنى بتهد و بخوض طريق عكس أرادتى مخترتهوش يا «سليم» "!!
لـمس أوجاع رفيق دمائه فقترب منه من ثمَ ربت على منكبه قائلاً بمسانده:
أنا حاسس بالبركان اللي، جواك بس أنتَ مش عايز تقولى السبب اللى وراه قرارك دا؟
نظرا له يلوح بمقلتيه بـسراً دسيس ملون بـالضعف أدركه الأخر جيداً فتنهدا ببعض الثبات قائلاً:
فهمتك السر اللى ورا قرارتك صعب أنك تشاركه معا حد'! أنا هحترم سكوتك بس صدقنى أنتَ لوحدك مش هتبقا حمل حفظ السر خصوصا لو ليه علاقه بهدم عائلتنا يا «خليل» كل اللي عايزك تعرفه دلوقتي أنى رجعت و هفضل جانبك ووقت ما تحب تحكى هتلقينى بسمعك و بساندك مهما كانت الأسباب و العوائق"؟
ربت على منكبه من جديد من ثمَ تركه بمفرده فى حروباً داخليه تنبش بما تبقا من صعوبة ما يمر به'
ــــــــــــــــــ"
مثل البركان تقف «الجده انعام» بـوجه «فلك» تضغط على ساعدها بقسوة مثل كلماتها التى تشهد عليها«ملكه و داليدا و نورا»
أنا من أول ما شوفتك و أنا مرتحتلكيش و متقبلتش فكرة جواز «خليل» منك بقا مرات«خليل النعمان» على أخر الزمن تبقى أخت ولد رد سجون مشبوه بتاع مخدرات و دعاره'! أنا مش مصدقة أننا سمحنا لوحده زيك بدخول بيتنا أنتِ مين اللى مسلطك على حفيدى'! مين اللى بعتك «برهان و سعاد» أنطقى ما الأشكال قليلة الأصل و الشرف اللي زيك متجيش غير منهم'!
تـرتجف بدموعاً تذبح أوتارها و تمزق قلبها الحزين بكلمات البشر التى لم ترحمها يوماً تقف أمام اتهامات الجدة صامته مكتفيه بدموع العذاب التى جعلت «ملكه» تتعاطف معها لتساندها بـقولاً:
من فضلك يا تيته بلاش الأسلوب دا'! خلينا نسمعها الأول و نسمع دفاعها عن نفسها واضح جداً أنها تحت ضغط نفسي شديد'؟
«الجده بحنق:
«ملكه» متدخليش في الموضوع عشان متزعليش منى أنتِ هنا مش في المحكمه ودي مش متهمه من متهمينك عشان تدافعى عنها'!
«ملكه بجدية:
أنا محاميه يا تيته و من الواجب عليا ادافع عن أي حد داخل المحكمه أو غيرها'و «فلك» بالنسبالي فرد من عائلتنا بما أنها مرات«خليل» و من حقي ادافع عنها'؟
«الجده بضيق:
أنتِ بتردى عليا يا بنت'! إيه خلاص مبقاش فى أحترام فى البيت دا خالص كدا'!
«داليدا بتدخل رآسي:
أستهدو بالله أعوذه بالله من الشيطان الرچيم'«ملكه» متقصدش تضايق حضرتك يا تيته هى بدافع عن «فلك» لأنها بقت واحده مننا دا غير أنها أنسانه كويسه و باين عليها الضغط النفسي و الظلم'!
ضربة الجده كفوفها بغيظ:
الله'الله'مرتات أحفادى بيوقفوا في وشي و يدافعوا عن بعض'خلاص مبقاش ليكم كبير تهابوا منوه'
تدخلت«نورا» بمكراً وربتة على منكب الجده بقولاً:
أهدى يا تيته عشان صحتك دى أهم حاجه عندى'و أنتِ يا بنت أنتِ شكلك فعلاً مريب و ميطمنش مين اللي وراكِ ردى على الهانم بدل مانتِ واقفه زي التمثال كدا'!
«ملكه بنفعال:
و أنتِ مالك بتكلميها كدا ليه'! و بتدخلى بينا ليه أصلاً كنتِ واحده من العائلة أتفضلي على أوضتك و بلاش تدخلى نفسك فحاجه متخصكيش'
أتقنت دور الظلم فى ثوانى قائلة:
أنا مكنش قصدى أدخل يا «ملكه» أنا كنت بدافع عن تيته عشان شايفه أن معاها حق على العموم أنتِ معاكِ حق أنا طالعه على أوضتى عن أذنكم'؟
«الجده بحده:
متتحركيش من مكانك يا «نورا» أنتِ مغلطيش و أنتِ يا «ملكه» على أوضتك فوراً مش عايزه أشوفك دلوقتي يالا'!
حدقة مقلتيها بـدهشة الغضب تلوحها بينهما و قالت بـرسميه بحته:
معا أحترامى لأمر حضرتك بس أنا بعتذر مش هقدر أنفذ طلبك لأنى مغلطش الغلطانه «نورا» و مقبلش أبداً بالظلم يا تيته'!
بتكسري كلمتى يا قليلة الأدب'
هكذا قالت الجده تزامناً معا صفعها «لملكه» صفعه قوية أمام الحاضرين فـرفعت وجهها بعين غزتها دموع الشموخ فقالت «فلك» بـدفاع مزدوج بالبكاء:
حرام عليكِ هى معملتش حاجه عشان تضربيها'!
أنتِ تخرسي خالص يا قليلة الأدب أكتر منها مش كفاية أننا أتفضحنا بسببك'
صفعة متجدده لازمة وجه «فلك» من تلك الجده التى أتاها صوت«خليل» الذى شاهد ما حدث منذ لحظات:
«جدتى»
نظروا جميعاً إليه يشاهدونه يآتى إليهم و الغضب يرسم عواقبه على وجهه حتى إستقر بالوقوف أمام الجده التى قالت أولاً:
جدتى إيه هو أنتَ خليت فيها جدتك و إلا عملت أعتبار لحد فينا'! بقا رايح تتجوز أخت مشبوه و بياع أعراض و يعالم كان بيبيع أعراض البنات الغريبه و إلا بيبيع معاهم عرض أخته و ألا أخته إيه قصدى عرض الست هانم مراتك'!بقا بعد ما ترفض بنت الواء و بنت الوزير تروح و تتجوزلى واحده مشغلهاش خدامه فى القصر لا توسخه بقذارتها هى و الحقير أخوها'!
غلصة غليظة تجلت بقلبه لتشيد قصوراً من النيران تقتل كرامته فغتاظ بما يكفى لينفعل بقولاً:
عرض مراتى خط أحمر'! و مش هسمح لحد يتكلم عنها نص كلمه عشان «فلك» أشرف من أي واحده ذكرتيها دلوقتى'! و يكون فى علمك أنا لو هسكت عن ضربك و رد العقاب اللى المفروض يتاخد لأي حد يفكر يمد أيده علي مراتى لأنك جدتى و ليكى عليا حق الأحترام لأخر لحظه في حياتى '! بس مش معنا كدا أن «فلك» تبقا مباحه للرايح و للجاى عشان يضربها أو يمسها بكلمه زباله'!
تدخلت «نورا» مجدداً لتساند الجده بمكراً:
عيب الكلام اللى بتقوله دا يا«خليل»دي بردو جدتك بقا بتطاول عليها عشان «فلك» بصراحه كدا تيته معاها حق الكلام اللى قالته'!
نظرا إليه بغضباً جعلها تتراجع خطوه للوراء معا بروز بحته الجشه حينما قال:
صوتك مسمعهوش تكونى مين أنتِ عشان تعرفينى العيب من الصح'أوعى تنسي نفسك أنتِ هنا ضيفه مش أكتر و لحظه ما تطاولى علي أهل البيت اللي معيشك هتلقي نفسك فى الشارع'! و بما أنك بقا فتحتى بوقك و اتكلمتى فايلا أعتذري حالاً من «ملكه» أنأ شوفت اللى حصل ليها دلوقتي بسبب واحده غريبه زيك'!
حدقة بـكراهيه فقاله بنفعال:
أنتِ لسه هتبصلها أعتذري حالاً يالا'!
قمعت كراهيتها و حنقها و قالت:
أسفه يا «ملكه»
«خليل ببرود:
ودلوقتى على أوضتك ملمحش وشك و يكون فى علمك قعادك هنا مش هيطول أظن عندك شقه تعيشي فيها فمن المستحسن أنك تبدئي بفرشها و تنقلي ليها لأن وجودك و سطينا مش مرحب بيه نهائي'!
شعرت «ملكه» بـالارتياح و أطلقت بسمة الأنتصار الشامخ بوج «نورا» التى رمقتها بحنق من ثمَ غادرة مجلسهم'أمام عين الجده التى لم يروق لها ما يحدث فقالت بعتراض:
اللى عملته دلوقتي ملوش غير معنا واحد أنك بتكسر كلامى و بتحاول تقف قدامى يا «خليل»
«خليل بجدية:
اللى بعمله دلوقتي هو اللى هيحفظ كرامتنا و يحافظ على كرامة كل واحده من البنات دى سواء كانت «ملكه أو داليدا أو فلك» لما حضرتك توقفى قدام واحده غريبه زي «نورا» و تفضلي تقللى منهم قدامها و تجرحيهم بالكلام فانتِ كدا اللى بتكسريهم و بتديها فرصه أنها تطاول عليهم ودا فعلاً اللي حصل و لما أطاولة حضرتك بدل ما توقفيها عند حدها ضربتى«ملكه» و مفيش ثوانى و ضربتى «فلك» و يعالم لو كانت «داليدا» فى الحظه ديه أتكلمت كانت هتاخد قلم زي اللي سبقوها'؟
«الجده بحده:
«ملكه» أضربة لانها كسرة كلمتى قدامهم'و «فلك» تستاهل الضرب لأنها أتسببت فى أن واحد زي «برهان» يطلع و يشهر بينا'!
«خليل بجدية:
أولاً «ملكه» مكسرتش كلمتك هى صححت الوضع لأنك جأتى على كرامتها عشان تعلى من كرامة واحده غريبه زي«نورا» أما «فلك» فلمهاش أي، ذنب فى تصريحات «برهان» و حتى لو كلام برهان كله صح فهى ملهاش ذنب بأخوها'و لأخر مره هقولها أنا مش هسمح لأي حد يجرح فيها باي كلمه'؟ و نفس الكلام بخصوص«داليدا» و«ملكه» مش هسمح لحد يجرحهم لأنهم في مقام أخواتى و بعتبر نفسي أخوهم الكبير اللي واجب عليه يحميهم و يسندهم فى أي وقت'و أتمنى أنك تحكمى عقلك زي ما كنتِ بتعملى دايماً يا جدتى'! و أنتو يالا كل واحده تطلع على أوضتها بلاش ندى للموضوع حجم أكبر من حجمه'!
لبت الفتيات أوامره أما هـو فتجها للخارج تارك الجده فى زروة غضبها الدامى'
ــــــــــــــــ"
«بـعد ساعه بـمنزل برهان»
بلايڤينج البيت يقف أمام «سعاد» التى تتسأل:
إيه الكلام اللى طلعت و قولته عن «مرات خليل» و عرفت أصلاً منين أنه أتجوز'!
«برهان بجدية:
أنا مش نايم على ودانى و عارف كل حاجه بتحصل للمحامى الهومان أبنك'! و السنيوره اللي أتجوزها اللى باذن الله هتكون السبب فى أنى هكسره حته حته و أهد الدنيا على دماغه و دماغ اللي جابوه'
«سعاد بتحذير:
أنا مش، هسمحلك تاذي «خليل» مش كفايه اللي عملته فيا و فيه و فى أبوه زمان'؟ إيه مش مكفيك كل دا سيبي «خليل» فى حالو بقا'
أقترب منها يمسكها من ساعدها بحنق:
اه مش كفايه عارفه ليه عشان البيه مفكر نفسه هيقدر عليا «خليل» مفكر نفسه بعد كل السنين دى هيقدر يهدنى و ياخد حق أبوه كان غيرو أشطر'و يكون فى معلومه كل ما هيفكر يقف قصادى أو يتحدانى هيلقينى بكسر فيه بموته بالبطيئ'! و لحظه ما حس أنه بقا خطر بجد عليا مش هتردد ثانيه واحده في أنى أبعته جثه لقصر النعمان و يروح بقا يحصل أبوه و يونسه في تربته'
تملكها الخوف و نقبض القلب المخزن بالآسرار و أصبحت الدموع مأوها و الصوت المنكسر ملجئها:
لاء متقولش كدا'! بالله عليك إلا «خليل» متوجعش قلبى عليه أكتر ما هو موجوع'أنتَ زمان حرمتنى من أبوه و حرمتنى من أنى أقضي عمري جنب أبنى فبلاش تحرمنى من وجوده في الدنيا'
شدد من قبضته و قال:
قولتلك قبل كدا بلاش تتكلمى عن المرحوم لأنك عارفه كويس السيرة دي بتعفرتنى'أما بقا أبنك فلو فضل سايق العوج كتير مش هيشوف منى غير كل جحود و دمار'
القاها بعدما قال ما لديه و تجها لحجرة نومه'تاركها تجلس على المقعد تتذكر حياتها السابقة بقلبً ملتهب من الألإم
ـــــــــــــــــــ"
بـحجرة نوم«داليدا» تـجلس على فراشها بمنامة نوماً فضفاضه تنظر بقلقاً إلى من يوبخها:
أنتِ مبتسمعيش الكلام ليه بقا دا منظر واحده متحضره لجوزها'و ايه شعرك دا لماه ليه ووشك شاحب مفهوش نقطة مكياچ توحد اللى خلقك'؟
«داليدا بقلق:
أنا قولتلك الصبح أن قربك منى حرام عشان كدا متجهزتش و لو أنتَ فعلاً برئ من الذنب زي ما بتقول سبنى أتاكد بنفسي'!
«أدهم بسخريه:
و هتتاكدى أزى ؟ هتعمليلي كشف عذريه ونبي متقوليش كلام يفور الدم'!
داليدا بتوضيح:
أنا أقصد أنك لو سبتنى و مغصبتنيش على حاجه هتاكد أنك فعلاً لسه جواك خير'و جايز تطلع برئ من الذنب'!
«أدهم بحنق:
هتقولى تانى ذنب'! أنتِ مخك دا ايه متبرمج على أنى واحد كافر زانى بتاع نسوان و خمورجى'أنا مش ملاك بس في نفس الوقت مش شيطان أوى كدا'؟ و مش عارف مين اللي زارع في عقلك الصورة دي عنى داحنا مكملناش شهرين جواز'؟
«داليدا بهدؤ:
كل الناس اللى أعرفها قالو عنك نفس الكلام أنك بتتردد على كباريه و تعرف بدل الواحده ميه دا غير الخمره اللي بتشربها و أنا بنفسى شوفتك مره وأنتَ بتشربها'؟
«أدهم بجديه:
المره اللى شوفتيتى فيها كانت يوم جوازنا الأوتيل بعتها هديه و أنا أصلاً كنت مخنوق و مش طايق نفسي و عشان أعدى الليله شربتلى كاسين عشان أتسكر و محسش بنفسي'! أما بقا الناس اللى شافونى فواجهينى بيهم و أنا أكدبهم قدامك'؟
«داليدا بجدية:
الكلام سهل يا«أدهم» من السهل تنكر و تخلى غيرك ينكر بس الأحساس اللى جوايا بيقول أنك مبتحبنيش و بتكرهنى و أنا مش فاهمه إيه السبب'و كرهك ليا دافع قوي ليك عشان تخونى و متاكده أن الخيانه دي تمت فعلاً'!
القا بالڤاظه من فوق الطاوله بغضباً:
أنتِ إيه مصممه تشوفينى حقير و خاين ليه'! بصي يا «داليدا» أنا فعلاً مبحبكيش و أتجوزتك عشان عجبتينى ك شكل مش أكتر من كدا'و متتخيليش أن علاقتى بيكى هتطور و نبقي عشاق الأن العشق دا مش، هيحصل و إلا حتى في خيالك'! و يكون في علمك أنا هسيبك النهارده عشان كلامك قفلنى و حاسس لو قربت منك همد أيدي عليكِ مش هطبطب و دادى'! بس بعد كدا لو فكرة اقرب منك و سمعت منك الكلام دا هتشوفى منى رد فعل هيزعلك قوى'!
القا ما لديه بمسمعها و تجها للتراث تاركها تكمش جسدها بقلبً جريح سبقت دموعه العين التى باحت عما يمزق أحساسها الضائع
ـــــــــــــــ"
«بغرفة خليل»
بعدما عادَ من الخارج وجدها تقف بوجهه و الدمع رفيقها:
حقك عليا جبتلك الكلام'مكنش ليه لازمه تدافع عنى و تزعل جدتك منك هى مغلطتش'! أنا فعلاً مش لايقه بيك و هكون السبب فى فضيحتك طلقنى و رتاح من همى بدري'؟
تجاوزها و بدا بنزع سترته من ثم قميصه تزمنا معا حديثه الجاف:
متقلقيش فضيحتك وسختنى من بدري قوى و هتكمل معايا حتى لو طلقتك ففكرت طلاقك زي عدامها مش هتفيدنى بحاجه'! اما بالنسبه للحاجه اللي حصلت تحت فأنا مكنتش، بدافع عنك أنا كنت بدافع عن كرامتى لأنك للأسف مرتبطه بأسمى و أي اهانه ليكى كأنها أهانه ليا'؟
«فلك بـحزن:
فهمتك على العموم أنا تحت أمرك فى أي وقت لو حبيت تطلقنى أو حتى تموتنى أنا كدا كدا مبقاش فرقلي حاجه و إلا باقيه على حاجه'؟
«خليل بجفاء:
شغل المسكنه دا بلاش يتعمل معايا عشان مش هيجيب نتيجه'! و بعدين أنتِ إيه اللى مصحيكى ما تنامى بعد كدا لما أرجع مش عايز أشوفك صاحيه عايز لما أرجع القيكى نايمه عشان مش ناقص قرف لليل ويا نهار'
بلعت غصتها بمراراً و حركت رأسها بستماع لأوامره من ثمَ تدلت و دخلت إلى المرحاض تبدل ثوبها "و بعد دقائق خرجت لكن بطلة أنثويه بمنامة حريريه بالون الأسود هوت شورت و تيشرت كب حصلت عليهم من «ملكه» و شعرها كان مرفوع مثل ديل الحصان الذي برزا من جمالها الهادئ'
و تجهت للفراش لكى تغفوا لكنها وجدتها يدخل من التراث ليتفاجئ بطلتها التى لم تهز جبل رجولته بل رمقها بعدم قبول و تجها للمرحاض'فـتنهدة بحزناً ذائد و صارت لفراشها لتسكنه'و بعد دقائق دلف من الداخل ببنطال قطن أسود و تيشرت نص كم بالون الأبيض و أطفئ الضوء و تجها ليغفوا بجوارها يعطيها ظهره فقالت بقلقاً:
ممكن أسئلك سؤال'!
أخلصى'؟
هو أنتَ ناويلى على إيه أنا مش حمل وجع قلب تانى والله'ربنا شاهد أنى بريئه و مكنش في نيتى أي أذيه ليك :!
بلل شفاه بأصرار:
اللي عشيته حاجه و اللى هتعشيه معايا هيعرفك معنا الوجع الحقيقي'!
أنقبض قلبها بالخوف فقالت:
بلاش بالله عليك تعمل كدا'طب، كنت سبتنى موت و كنت هترتاح منى'و حياة أغلى حاجه في حياتك لأنتَ مدينى فرصه أثبتلك فيها أنى كويسه و الدنيا هى اللي ظلمانى'!
معنديش حاجه غاليه في حياتى عشان أديكِ فرصه'
أتاها الرد بجفائً تام جعلها تغمض عيناها لتسقط دموعها التى باتت لا تعرف سواها'بينما هو فتنهدا بجفاء معلناً عدم شفاعته لها
ـــــــــــــــــــ"
«بـحجرة نوم سليم»
تقف تغفوا «ملكه» فوق ذراع «سليم» فوق فراشهما يسالها بستغراب:
مالك يا حبيبى حسك زعلانه من حاجه فى حد مضايقك'؟
«ملكه بهدؤ:
متقلقش عليا أنا تمام'!
نظرا لها بعشقاً تام يتلمس شعرها بقولاً:
مقلقش عليكِ أزى يعنى أنتِ دنينى بزمتك فى حد. ميقلقش على دنيته'؟
زارة البسمة شفاها بقولاً:
دنيتك بخير يا حبيبى أنا بس مش عايزاك تشغل بالك بهموم اكتر كفايه عليك موضوع عموا«منذر» و حكاية«خليل»
تنهدا بتفكير:
الحكايات جايه ورا بعض بسرعه قوى بدايتها غيبوبة أبويا و النهارده حكاية جواز «خليل» و الزفت«برهان» الواحد حاسس أن الأيام الجايه مش هتعدى على خير خالص'؟
مسحت على لحيته بحنان:
متقلقش مدام كلنا معا بعض مفيش، حاجه هتحصلنا باذن الله كل اللى جاي خير'و بعدين أنتو مش أول مره تتواجهوا معا «برهان» دا طار من سنين بداية من موت عموا «حافظ» الحد تشهيروا النهارده«بخليل»
«سليم بتوضيح:
خليل هو دا أساس الموضوع لو أفهم بس إيه الدافع من وراه جوازه من «فلك» هقدر أسانده بس الغريب أنه رافض رفض تام يتكلم و مستعد يدخل في حرب بسببها احنا في غنا عنها'؟
ضيقة عيناها بستفهام:
ميدخل مش بردو مراته'يعنى أنتَ مثلاً متدخلش في حرب عشان خاطري'!
نظرا لعيناها التى تاثره و قاله بغراماً تجلى من بحته العاشقه:
دأنا مش أخش حرب واحده دأنا أدخل حروب في سبيل نظرة من عيونك الحلوه دي'
لمسة الحياة قلبها المتعطش لمذيد من ذاك العشق الجارف:
بحبك يا «سليم»
بعشقك يا ملكة قلب سليم'
بعناق المشتاقين تقابلا ليرتوا من عشقاً يقتل القلوب شوقاً
ـــــــــــــــــــ"
«السيدة زينب بشقة سلطان الساعه الثالثه بعد منتصف الليل»
إستيقظ علي صوت طرق قوى يآتى من باب شقته'فـنهضا من فوق الفراش ببنطاله القطنى غير ساتر جزعه العلوي و تجها للباب يفتحه ليتفاجئ«بسمراء تقتحم شقته و تغلق الباب عليهما'
فجن جنونه و قاله بـحنق:
أنتِ أتخبلتى في عقلك و إلا إيه جايلي نص الليل بقميص النوم شكلك كدا عايزه تتلطشي قعدتك معا العره بتاعك خلوكى تفكري كل الناس أوساخ زيوه'
حاولت الحديث بخوفاً لجم حركتها:
أسمعنى الوال كفياك حديت'!«عزت» أهنه أنا شوفته داخل الحاره معا بوكس مليان ظباط و چاي عشان يرچعنى ليه أبوس علي يدك تخبينى'!
عقد حاجبيه بتسال:
و أنتِ شوفتيه أزي يعنى أيه اللى خلاكى تبصي من الشباك في وقت متاخر زي دا'؟
سقطط دموعها بقلقاً:
مبصتش أنا حلمت بيه داخل الحاره معا الظباط عشان يرچعنى ليه'!
أخذا نفساً عميقاً بسخريه:
ااه فى الحلم'و ياتره بقا كان لابس إيه'!
«سمرا بتاكيد:
أنا متاكده من اللى بجوله'احلامى مبتنزلش الأرض أبداً صدجنى «عزت» چاي الحاره دارينى يا «سلطان» أحب على يدك'؟
«سلطان بجدية:
أخبيكى ايه و نيل إيه أرجعى الشقه نامى دا مجرد حلم'و بعدين أنتِ جايه أخبيكى بقميص النوم في نص الليل و أنا بالشكل دا'! دا لو «عزت» فعلاً كان جه و شافنا بالمنظر، دا كنا هنلبس قضية «زنـ ا» وش مفهاش كلام'!
«سمرا ببكاء:
صدجنى مفيش وجت خبينى بسرعه جبل الوجت ما يفوت يا«سلطان»
«سلطان بحنق:
«سمراء» روحى شقتك و قولى يا صبح أنا مش ناقص جنان في نص الليل يالا على أم شقتك'لا أما'!
تلجم لسانه حينما أخترق صوت سيارة الشرطه مسمعه حينما توقفت أمام منزله'فنظرا «لسمراء التى بات الخوف يأكل معالم وجهها آسير الخوف و البكاء'و لم تمر سوا ثوانى و بدأ الطرق بشدة علي باب شقته من رجال الشرطه و «عزت» الذي هتفَ بحده:
أفتح أنا عارف أن مراتى جوه معاك أفتح'!؟