رواية ركان الفصل السادس بقلم حنين إبراهيم الخليل
تعرف تجري؟
جلال نقل نظره من الرجل الذي يتقدم منهم إلى ركان مجيبا بخوف: ايه؟
ركان امسك يده وسحبه خلفه إجري يلا بدأ ركان بالركض وجلال يتعثر خلفه بالخطوات كان ذلك الرجل الخمسيني يركض خلفهم كان قريب من اللحاق بهم لكن لحظ الولدان وجدا حافلة على وشك المغادرة أمسك ركان العامود الجانبي للباب وكانت بدات في التحرك حين سحب جلال خلفه وبقيا معلقان في الباب الخلفي للحافلة لانها كانت مغلقة عندما قفزا ضل الرجل يركض خلف الحافلة لكن دون جدوى ليخرج شيء يبدو مثل اللاسلكي
جلال وهو ينظر له بيأس مفيش فايدة هيمسكونا
التفت له ركان باستغراب تقصد ايه
جلال موضحا هيتصل بعمو الي على أول الشارع يستنانا عند المحطة الجاية أنا حاولت اهرب كتير بس هما في كل مكان
نظر ركان حيث ترك الرجل خلفهم وعندما تاكد انه ابتعد عاد بنظره للولد يبقى مقدمناش حل غير إننا ننزل هنا
طب هنوقفها إزاي عشان ننزل
ركان وهو يمسك بيده مهي مش هتوقف صرخ جلال فجأة عندما وجد ركان يجذبه ويقفز وقعا بجانب الرصيف وهما يتألمان ركان وقف ينفض ملابسه إنت كويس؟
جلال ببكاء: رجلي اتكسرت
ركان: معلش
قوم بينا قبل مايلحقونا حاول النهوض ولكن لم يستطع من الألم
جلس ركان معطيه ضهره إركب على ضهري إخلص
وضع يديه حول رقبة ركان وركان وضع يده على ضهر جلال وتحركا بعيدا
جلال وهو متمسك به: هنروح فين؟
ركان بحيرة معرفش انا أصلا جديد على المدينة
إلتفت جلال يمينا ويسار تعرف على المكان ليردد بفرح ده شارع فهد أكيد هيلاقيلنا حل
ركان بتساؤل: فهد مين
جلال: فهد أخويا الكبير
ركان افلته من يده بغيض ليقع جلال وبصرخ بألم
: وطالما عندك أخ يعرف يحميك مروحتلوش ليه من الأول
جلال بالم: يا متخلف مهو معانا وهو بيحمينا أنه يدينا حصته من المبيعات عشان منتضربش
ركان طب هو فين دلوقتي
جلال: هناك اخر الشارع
ركان أخذه حيث أشار ليجد ولد يبدو عليه الارهاق و وجهه مليء بالكدمات و أعلى حاجبه علامة خياطة لجرح كان يضع طاولة سجائر و مناديل
يقف بين الحين و الأخر ليوقف السيارات يمسح الزجاج ويغسلها ليأخذ اجرة التنضيف كانا يقفان يختبأن خلف احد المباني المهجورة ليتأكد ان لا أحد ممن يراقبون الاولاد يراهما
ركان بملل إخلص هننده عليه إزاي
أمسك جلال حجرا يطرق على الحديد بطرقات مألوفة بينهم إنتبه فهد و وولد كان معه على الصوت لينظرا لبعضهما باستغراب
فهد وجه كلامه لصديقه: حموو تعال اقف مكاني هروح اعمل حمام و ارجع
حمو اقترب من الطاولة: امرك يا كبير
فهد توجه للمبنى وهو يلتفت حوله يتأكد من إبتعاد المراقبين
ما إن دخل ووجد جلال قال بخوف عليه: انت بتعمل ايه هنا ياض هو البيع معصلج معاك النهارده كمان ولا ايه؟
جلال وهو ينقل نظره بينه وبين ركان: انيل
فهد بدهشة: أنيل؟ ثم انتبه لركان ومين ده كمان
حكى له جلال ما حدث باختصار وعندما انتهى كان فهد يضع يديه على رأسه والهم بادي على وجهه: يا دي المصيبة إنت ايه الي خلاك تعمل كده انت نسيت الي حصل ل مصطفى لما حاول يهرب؟
جلال بدموع: منا كنت خايف أول ما شفته بيبصلي كده و محستش بنفسي غير و انا بجري مع الولد ده
ركان مُعرفا أسمي ركان
جلال مد يده يسلم عاشت الاسامي انا جلال
فهد بغضب هو ده وقته
ركان مستفسرا: طب انتو ليه مبلغتوش البوليس عشان يرجعوكم لاهلكم
فهد نظر له كأنه قال شيء غبي بالنسبة له: مهو إحنا معندناش اهل إحنا عايشين في ميتم و مدير الميتم هو الي مشغلنا ولو هربنا البوليس بيرجعنا ليهم وهما بيقفلو تحقيق بمقابل مادي
ركان بحيرة: طب و العمل دلوقتي
فهد نظر له بتفكير: الحل دلوقتي أني أخد جلال معايا ونستسمح المدير نقنعه بأي حاجة و انت ربنا يسهل طريقك شوف هتروح فين
جلال كان يرتعش بخوف بس هيضربني
فهد: متقلقش أنا هفاديك زي العادة
ركان كان شارد في نقطة ما لينطق فجأة: يعني هما واصلين وعندهم علاقات للدرجة دي؟
فهد: عميد القسم الي في الشارع الي هناك يبقى صاحبه وبيدارو بلاوي عن بعض، بتسأل ليه؟
ركان لامفيش بس انا هحتاج الناس دي في حياتي الفترة الجاية
جلال و فهد نظرا لبعضهما باستغراب: يعني ايه
ركان: يعني انا هرجع لعم خميس و اقبل عرضه إني اروح معاه
فهد بصدمة: انت مجنون يا جدع أنت يعني انا بقولك بنحاول نهرب و انت بتقولي أروح هناك
ركان: طب أنا راضي ذمتك أنا ههرب ليه انا لا ليا اهل يسألو عني ولا ليا مكان أبات فيه ولو هربت هيلحقوني ويجيبوني من تحت الارض بما أنهم واصلين كده
بينما لو رحت بمزاجي أخرهم هيشغلوني في الشارع و انا معنديش مانع
نظر له فهد بشك: حاسس إنك ناوي على حاجة بس مش عارف هي إيه
ركان ببراءة مصطنعة: هكون ناوي على إيه
اكمل كلامه بجدية خلي بالك إنت على الولد و أنا يومين هضبط أموري و أرجع تركهم و غادر بعد ان إتفق معهم على الكلام الذي سيقولونه لخميس و جماعته
فهد أخذ جلال من يده و وقفو عند محل خميس الذي هب من مكانه عندما رأى جلال: تعال هنا يا نص شبر إنت رحت فين؟
فهد خبأه خلف ضهره اهدى يا يا عم خميس أنا هفهمك الولد مكانش قصده يهرب الجدع الي كان معاه سحبه غصب عنه
عم خميس: يا سلام وهو هيعمل كده ليه؟
جلال من وراءه: أصل أنا كنت ببيعله المناديل ولما مرضيش فهمته إنك جوز أمي الي مشغلني ولو مديتلكش فلوس هتعاقبني انا و امي
عم خميس: نهار ابوك أسود يا مفعوص انت
فهد مبررا تصرفه: ما انت قولت أتصرفو و جيبو فلوس بأي شكل
عم خميس: و بعدين إيه الي حصل و هو فين دلوقتي
جلال: انا لما لقيته ساحلني وراه و الموضوع كبر مني اضطريت اقوله الحقيقة و إني اصلا معنديش أم قام ضربني و كسر رجلي و هرب
عم خميس بتشفي: أحسن تستاهل
فهد اخرج من جيبه نقود: و انا عارف إنك هتسامحه عشان خاطري و مش هتحكي للمدير
إلتمعت عينا خميس بطمع ايوة بس
قاطعه فهد ليك عندي زيهم كل خميس و تخلي بالك من الولاد لو حد ضايقهم بالكلام وهما بيشتغلو
ماشي يا فهد عشان خاطرك بس هسامحه المرة دي
فهد: ده العشم برضو إبقى بلغ المدير إن جلال حصلتله حادثة و رجله اتكسرت و أنا اخدته على المستشفى
عم خميس بخوف: بلاش يا فهد إنت عارف القواعد
فهد بلا مبالاة هراضيه متقلقش
أخذ فهد جلال للمشفى وضعو له جبس وعادو لعملهد
عاد كل منهم لمكانه و عند حلول المغرب جاءت حافلة أخذت كل الاولاد في الشارع و نقلتهم للميتم
خلال تلك الأيام كان ركان يتردد على المبنى المهجور ليسأل فهد عن عدة مواضيع حول من يشغلهم و الرجال الذين يحرسون هم ومن الذي يتولى امر إخفاء المخالفات التي تحدث في قسم الشرطة و أسماء المتورطين و إن كان المدير له علاقة مع أفراد عصابات
أجاب فهد بكل ما كان يعرفه و ركان يدون كل ما عرفه في دفتر
بعد مدة كان خميس يقف في المحل ظاهريا يبيع ما في محله من بقالة و باطنيا يراقب أولاد الشارع يتأكد أن لا أحد منهم سيدخل للقسم و يقدم شكوى ليتفاجأ بمن يقف أمامه بابتسامة سمجة: عامل ايه يا عم خميس
خميس باستغراب: انت؟