رواية من يوم مارجع الفصل السادس 6 بقلم نورسين

 

رواية من يوم مارجع الفصل السادس بقلم نورسين



بعد اللي حصل، زياد قرر ياخد خطوة تانية.

في يوم، واحنا قاعدين في البيت، لقيته بيكلمني في التليفون وبيقول:

– "جاهزة تتقابلي مع أهلي؟"

اتوترت، وسكت ثواني… وبعدين قلت:

– "جاهزة أكون على حقيقتي… مش أكتر."

ضحك وقال:

– "كفاية الحقيقة دي."

---

اليوم ده جه.

رحت مع ماما بيت عم زياد، وهناك كانت المفاجأة…

أمه ست رزينة، هادية، وعنيها فيها هيبة.
وأخته "سارة" كانت شابة أكبر مني بشوية، لابسة شيك… ونظراتها مش سهلة.

قعدت وسطهم، والمجاملات اتقالت… والابتسامات اتوزعت.

لكن نظرات سارة كانت فاحصة، كأنها بتحاول تشوف جوايا من غير ما أتكلم.

قالت لي وهي بتشرب العصير:

– "زياد طول عمره عايش وسط ستات مستقلة… إحنا مش بنحب البنات اللي بتدور على الحماية، إحنا بنحب اللي تحمي نفسها."

ابتسمت وقلت بهدوء:

– "زياد مش اختارني عشان أستخبى وراه، اختارني عشان أقف جنبه."

أمه بصت لي، وسابت كوب الشاي، وقالت:

– "الكلام ده كويس… لكن العِشرة بتوضح أكتر."

زياد دخل القعدة في اللحظة دي، وحس بالجو،
قعد جنبي وقال:

– "أنا اخترتها مش بس عشان بحبها… بس عشان لما بتتكلم، بحس إني مطمّن."

سارة اتغير وشها شوية، وابتسمت بخفة وقالت:

– "واضح إنك مش جايبها تهزر."

ضحكت ماما، وقالت:

– "ولا إحنا جايين نلعب."

وبدأ الجو يهدى، والكلام يتحوّل لضحك، والدنيا تتفتح شوية.

لكن وأنا خارجة، سارة قالت لي بهدوء:

– "لو زعلتيه يوم… أنا اللي هحاسبك."

بصيتلها بابتسامة وقلت:

– "ولو زعلني… مش هسكتله."

ضحكت ضحكة صغيرة، وقالت:

– "حبيتك."

---

وفي طريق الرجوع، زياد مسك إيدي في العربية وقال:

– "عدّينا مرحلة مهمة… بس اللي جاي؟ محتاج قلب قوي."

قلت له وأنا ببص قدامي:

– "طالما إنت فيه… أنا مستعدة."
---------------------

عدّى أسبوع، وكل حاجة ماشية بنعومة غريبة، كأن الحياة بتقول: "اتفضلي ارتاحي شوية قبل العاصفة."

زياد اتصل بيا وقال:

– "بابا وماما عايزين ييجوا يتكلموا رسمي… يوم الجمعة مناسب؟"

قلبي دق.

– "مناسب… وجاهزة."

فضلت أرتب في حاجات كتير، وأنا حاسة إني بحلم.
بس ماما كانت أكتر واحدة واقعية. قالتلي:

– "الخطوة دي حلوة، بس ما تطمنيش غير لما يتحط الكلام على ورق."

ضحكت وقلت:

– "إنتي قلبك محامي يا ماما، مش أم بس."

ضحكت، لكنها فضلت مركزة على التفاصيل.

---

يوم الجمعة جه…
بيتنا اتنضف من فوق لتحت، وأكتر كلمة اتقالت في البيت كانت: "هدّوا اللعب يا ولاد، في ناس جاية!"

وصلوا أهل زياد… وكانوا رسميين جدًا، لكن محترمين.
سارة جابت هدية ليّا… كانت سلسلة بسيطة، فيها حرف Z متعلق بجانب L.

زياد بصلي وقال همسًا:

– "أنا طلبت منهم يسيبوها على ذوقهم… بس أكيد قصدهم واضح."

ضحكت بخجل، بس سكتت… اللحظة دي كانت أغلى من الكلام.

وبعد العشاء، عمي (أبو زياد) قال:

– "احنا جاين نطلب ليان رسميًا لابني… وناويين نكتب الكتاب قريب إن شاء الله."

بابا قال:

– "نتشرف بيكم… بس ندي البنات وقتهم، نعمل خطوبة بسيطة الأول، وبعدها ربنا يسهل."

اتفقوا على ميعاد الخطوبة… كمان أسبوعين.

وكنت خلاص… على حافة الحلم.

---

بس طبعًا، مش كل الناس فرحانة.

قبل ما الليلة تخلص، وصلتني رسالة من رقم غريب:
"فاكرة إنه بيحبك؟ اسأليه عن ليلة السفر، وشوفي كان مع مين."

اتجمدت مكاني…
والدنيا اتقلبت جوا قلبي.
--------------------
الرسالة ما كانتش طويلة… بس كانت تقيلة جدًا.
قعدت أبص فيها أكتر من عشر مرات.
كل مرة أقرأ:
"اسأليه عن ليلة السفر، وشوفي كان مع مين."

بس ما سألتش.
ولا رديت.

لأني كنت عايزة أشوف، هل الحقيقة هتطلع لوحدها؟
ولا زياد هيفضل ساكت؟

---

اليوم اللي بعده، زياد كلّمني…
كان طبيعي، بيضحك، بيخطط للخطوبة، وبيقولي:

– "هاعملك مفاجأة في القاعة… بس أوعديني متسأليش."

قلت له بهدوء وأنا براقب نبرة صوته:

– "طالما المفاجأة مش من ليلة السفر… مش هسأل."

سكت.
ثواني تقيلة عدّت.

قال بعدها بصوت أوطى شوية:

– "ليه بتقولي كده؟"

قلت:

– "مافيش… جات في بالي."

ضحك ضحكة خفيفة، لكنه قال بعدها:

– "ليلة السفر كنت مع واحد صاحبي بيوّدعني…
اسمه طارق، وعنده مشاكل مع خطيبته.
قعدنا في كافيه، بس شكل اللي شايفنا… فهم حاجة تانية."

سكتّ شوية… ما رديتش.

قال:

– "عايزة أوريكي صور؟ أو تبقي تكلميه؟"

قلتله:

– "مش دلوقتي. خليني أصدقك لوحدي…
وأشوف لو الثقة بتتجدد."

---

قفلت المكالمة وقلبي مش مرتاح.
مش علشان أنا متأكدة إنه كذاب…
بس علشان أنا مابقتش متأكدة إني عايزة أدوّر على الحقيقة، ولا أعيش في الحلم.

---

بالليل، وأنا قاعدة على السرير، وصلتني صورة…
صورة لزياد، في الكافيه،
بس اللي جنبه مش راجل.
بنت… وشكلها مألوف جدًا.

وشوشها مش باين قوي، لكن شعرها ونظرتها خلتني أتأكد إنها نادين.


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات