رواية اللعنة الفصل السادس 6 بقلم منى حارس


رواية اللعنة الفصل السادس بقلم منى حارس

حسين مسك الموبيل بغيظ وهو بيقول "ودى عاوزة منى ايه دلوقتي ؟"
و اخد نفس عميق ورد على التليفون ، وكانت روقيه وكانت بتتكلم بصوت متوتر وخايف وقالتله :
- ازيك يا حسين معلش ازعجتك بس سامح لسه موصلش لغاية دلوقتي وموبيله مقفول , صابرين قالتلي انه نازل من بدري , مش عارفة مرجعش ليه , هو مقلكش حاجة؟
رد عليها بفتور شديد
- لا مقالش حاجة  أنا سبته واستئذنت لإن كان عندى معاد مهم معرفتش أأجله خالص , بس لسه مكلمني من شويه متقلقيش تلاقيه بس إتأخر في الطريق وزحمة المواصلات يا روقية 
سمع صوتها المتوتر
- متأكد يا حسين إنه كلمك طمني بالله علبك انا قلبي متوغوش اووى 
- وهكذب عليك ليه دقايق وهتلاقيه داخل عليك وبيفتح باب الشقة متقلقيش هيرجع  ..
وهنا  روقيه سمعت  صوت تكة مفتاح الباب وهو بيفتح , فحمدت ربنا إن جوزها رجع  ، وقالت بإرتياح
-  شكرا يا حسين الحمد لله سامح رجع أهو مع السلامة .
وقفلت التليفون وهي بتبص على باب الشقة إللى كان بيتفتح بهدوء وقلبها بيدق بسرعة وحاسة أن الدنيا بردت اووى  ورجلها وايدها تلجت مرة واحدة ...

&&&&

صابرين اخدت ولادها ودخلت تنام في أوضتهم  بعد ما اتعشوا وعملتلهم ساندوتشات , هي مكنتش قادرة تأكل حاجة خالص  ونفسها مسدودة , صورة الدم للقط ميشو اللي دهسته العربيات والدم اللي كان مغرق ارضية الحمام  وسيف واقع فيه كل دا كان عملها صداع شديد , نيمت الأولاد مع بعض على السرير اللي في الدور الأول , علشان سلمى متقعش , وكانت الساعة لسه عشرة , فكرت تقعد تتفرج شويه على التلفزيون , فتحته بس مكنش شغال , بصت للمكتبة الكبيرة اللي في الأوضة التانية وقالت تطلع كتاب تقراه شويه يمكن تنام وهي بتقرا , اعدت تتفرج على الكتب الكتير المرصوصة صفوف , بس كل الكتب كانت بلغات غريبه عليها , لا انجليزى ولا فرنساوى مش فاهمه دى لاتينى ولا عبري ولا فارسي ولا لغة ايه بالظبط ،  وإزاي مكتبة في الحجم دا مفيش فيها كتاب عربي ولا رواية او قصة اتسلى فيها هو مين اللي كان ساكن هنا  .

 فتحت كتاب وكان كله رسومات غريبة وزى الشياطين والرموز المقلوبه وحروف كتير ونجوم , حسيت بتنميل في ايديها ورعشه كبيرة وزى ما تكون الحرارة قلت في الأوضة وسمعت صوت نقر على الخشب , الصوت فضل يعلى ويعلي اعدت تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم , اعدت تلف في الشقه عاوز تعرف الصوت جاي منين الصوت كان بيزيد في المطبخ ولما دخلت ونورت النور مسمعتش حاجة , فضلت تبص على باب المنور  كتير واطمنت إن الأقفال والترابيس  كلها مقفوله وحمدت ربنا إن سامح عمل الترابيس دى وافتكرت انها مطمنتش عليه رجع ولا لسه البيت  , رجعت تدور على المحمول وكان في رف المكتبه التاني جنب الصندوق الأسود بتاع المفاتيح ..

اتصلت بروقيه تطمن على جوزها رجع ولا لسه وتشكره , بس الموبيل كان مقفول مكنتش مطمنه , ولا عارفه تنام حاسه بالقلق وعدم الراحة ويومها كان طويل اووى , وهنا سمعت صوت حاجة وقعت على الارض بصوت عالي , وصرخت صابرين من الخضة وهي بتبص ناحية الصوت , ولقيت صندوق المفاتيح كله على الأرض وقع اتنهدت برعب  وهي بتقول 
- هو فيه إيه بس يظهر ان الصندوق كان على طرف الرف فوقع .

راحت تلم المفاتيح وتحطها في العلبه مفتاح اوضة النوم – مفتاح المطبخ- مفتاح ...- مفتاح   الج..م , اخدت المفتاح بين ايديها واعدت تقلب فيه , واشمعنى المفتاح دا كبير ولونه اسود ويا ترى دا مفتاح ايه بالظبط ؟
 ايه الج م دى  ؟

انا مش فاهمه وليه مش كاتب بتاع ايه , كانت بتحاول تلاقى حروف الكلمة الناقصة , وهنا لقيت سيف واقف قدامها مرة واحدة وبيقولها بصوت متقاطع وهو بيشاور على المفتاح اللي في ايديها  "
ال ج ج ج حححححح يييي   ممممم
رددت الكلمة وهتفت بخوف: 
" الجحيم مفتاح الجحيم اعوذوا بالله من الشيطان الرجيم " 
 رمت المفتاح بسرعه على الأرض وهى بتحاول تتمالك , هو سيف ليه بيقول الجحيم , فضلت تبص عليه ومش قادرة تتحرك , وهو دخل بعدها الحمام من غير مينطق لما فاقت من الصدمة قامت بسرعه تشوفه وتطمن عليه في الحمام , بس باب الحمام كان مفتوح والنور مطفى , نورت النور واعدت تنده عليه برعب مكنش موجود جريت زى المجنونه وهى بتصوت " سيف ابني " وهنا سلمى صحيت وسمعتها وهى بتقول :
- ماما  أنا خايفة في ايه وليه بتصرخي 
كانت صابرين منهارة وهنا لقيت صابرين جايه وسيف ماسك ايدها وهما الاتنين بيعيطوا وبيسالوا :
- في ايه يا ماما مالك ..

بصت وهي مش مصدقه عنيها دا سيف اهو اومال مين إللى دخل الحمام من شويه دى شافته بعينيها وهو بيدخل , معقول تكون مش مركزة بجد ومحتاجة تروح تتعالج زى ما حسين قالها ..
&&&

الصوت كان عالي اووى ومخيف , اصوات غريبه كانت مرعبه مع صوت فوران الزيت المغلي , وسيدنا كان عمال يقول بصوته العالي من وسط الدخان الابيض للبخور  :

" سلخع هم القاهر رب شيشلخ شلشلعطا جروب رب الدهور الداهرة والزمان منذر الاوقات والزمان الذي لا يحول ملكه ولا يزول صاحب العز الشامخ والجلال الباذخ وباسمائه دعوتكم احضر بلعطسيطل ابن ماروق "

و" الحياة " بنته كانت بتصوت في قفص من الحديد مقفول عليها بقفل كبير  , حاطة ايدها على ودانها ومغمضة عينيها مش عاوزة تسمع ولا تشوف حاجة , لانها عارفه انه واقف دلوقتي قدامها بشكله البشع وقرونه عارفه انه واقف مستنيها  علشان يعذبها بس مش عاوزة تشوف حاجة مش هتفتح عيونها ابدا  ..
 اعدت تصرخ وتقول كفاية كفاية كفاية ...
صوتها كان عالي وكان خارج القفص الدخان الابيض مغرق الاوضة في الضلمه  كان هو و واقف بحجمة الضخم وأيده الطويله وودانه كان لونه أسود  وضخم اووى ومخيف اطول من مترين  , جسمه  مليان  شعر أسود طويل اووى وغزير , وله عنين حمراء  زى الدم , وقرون سوداء طويله متنيه زى قرون الخروف  , و مخالبه كانت طويلة اووى ومتنيه لونها اسود  ومرعبه اعد يمرر مخالبه على القفص وصوت عالي مزعج كان بيرن من ظوافرة ..

 كان الصوت مخيف ومكنتش قادرة تستحمل وودانها وجعاها ومش قادرة تستحمله اعدت تصرخ وتقول كفاية كفاية يا ملعون ...
-
**********
الله أكبر الله أكبر ..
لا إله إلا الله ..
- ياااه الحمد لله رب العالمين , أخيرا صوت آذان الفجر , صابرين مكنتش مصدقة نفسها حست بالراحة الشديدة والأمان الكبير والمؤذن بيردد من بعيد الأذان ,
 " ألا بذكر الله تطمئن القلوب ", إحساس بالأمان والراحة اللي مكنتش حاسه بيه طول الليل ومن أول ما سكنت الشقه الشؤم دي  حمدت ربنا وقامت تتوضأ وتصلي الفجر , هي عارفه إنها مقصرة في العبادات مش هتنكر  ومش منتظمة في الصلاة بس حاسة إن نفسها تصلي نفسها تسمع  حد يطمنها ومفيش أجمل من القرب من ربنا هيحسسها بالأمان والراحة .

بصت على أولادها كانوا لسه نايمين , وقامت دخلت الحمام علشان تتوضأ لما فتحت الحنفيه مكنش فيه ميه خالص بس عملت صوت غريب وعالي , راحت على المطبخ فتحت الحنفيه مفيش ميه , كان في ازايز ميه في التلاجة راحت تجيب واحد لقيت التلاجة فاضية والازايز كلها فاضية , استغربت :
ازاي أنا كنت حطه تلت ازايز ميه معدنيه امبارح مش معقول الاولاد شربوهم " , وهنا سمعت صوت سلمى بنتها بتقولها :
- ماما أنا عطشانه 
- مش عارفة الازايز كلها فاضيه ليه انت قومت بالليل شربت يا سلمى وفضيتي انت واخوك
- لا  يا ماما  دى ريتا صاحبتي كانت عطشانه وشربت كل الميه اللي كانت بالأزايز.
صابرين حسيت بالغيظ الكبير اكيد سلمى لعبت بالميه بتاعة الشرب هي واخوها , وحمت العرايس بتاعتها  لما نامت شويه صرخت بصوت عالي :
- انتوا  ايه اللي عملتوا دا انتوا مبتفهموش مفيش ولا نقطة ميه نشربها ..
- مش انا يا ماما دى ريتا صاحبتي كانت عطشانه اووى وشربت كل الأزايز  بسرعة هي قالتلي كدة..
- اسكتي يا سلمى علشان ممسكش صاحبتك ارميها في الشارع دلوقتي ..
سامى قالت بصوت واطى 
- بس ريتا مبتحبش الصوت العالي يا ماما وبتزعل ..وطى صوتك ارجوك 
- صرخت بصوت عالي اسكتي ...
صابرين  كانت فاكرة  إن بنتها بتتكلم عن عروستها اللي بتلعب معاها في الاوضة  , مكنتش عارفه إن ريتا دي شخصيه حقيقية وبتظهر لسلمى اللي عندها ست سنين وبتلعب معها , ريتا دى كانت طفلة عندها ثمن سنين كانت عايشة في نفس الشقه  مع اخواتها التؤام ميرا ولارا ,  من سنين طويلة..

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1