رواية نجم الراضي الفصل الثامن 8 بقلم فاطمه النعيمي

 

 

 

 

رواية نجم الراضي الفصل الثامن بقلم فاطمه النعيمي



بقيت قضية مقتل جانيت لغز لم يستطع الملازم الوصول لحله رغم انه سأل كل شخص عرف جانيت عن كل شيء يخصها ورغم انه عرف قصة حياتها وقال لرئيسه .

-لولا ان سمير في اخر العالم لقلت ان سمير هو من فعلها فالجريمة عاطفية لبشاعتها هناك حقد وغل كبير في القتل
تفاصيل القتل يوحي انه تم 
**تعذيبها قبل ان تقتل وان الجريمة تمت بحرفية عالية بل يخيل لي من الاطلاع على مسرح الجريمة ان القاتل اطال مدة القتل كي يتلذذ بقتلها ورغم السرقة ينتابني احساس ان الهدف من الجريمة هو القتل وليس السرقة فاللص الذي يكون هدفه السرقة لايمكن ان يعرض ضحيته لهذه الطريقة بالموت بل ان اللص لايقتل في اغلب الاحيان الا اذا شعر ان بقاء الشخص سيكشفه فيقتله بسرعة ويرحل
مقتل جانيت ومن شكل مسرح الجريمة وتحليل الطبيب الشرعي انها عانت اكثر من ساعتين قبل الموت وقد قام القاتل بتعذيبها بادخال ادوات حادة في كل ثقب فيها رغم عدم وجود ا اثر اغتصاب عليها 
وتم قطع اصابع يديها ورجليها وثدييها وصب الاسيد عليها وقلع عينيها وهي على قيد الحياة ثم هشم جمجمتها بمطرقة وكسر كل عظامها فكيف يفعل هذا لص مطلقا هذا ليس لص**

ولايوجد اي مخلوق في كل الدنيا قد يحقد عليها كل هذا الحقد الا لو افترضنا ان كل حب سمير ذاك تحول لكره ولكن اين سمير
سمير في آخر العالم ولم يذكر اي شخص انه شاهد سمير جاء للعراق ولاحتى بزيارة وقد تأكدت بنفسي من مديرية الجوازات انه منذ ان غادر العراق لم يرجع ابدا
ثم لو استطاع دخول العراق بشكل ما
لماذا ينتظر سمير كل هذا الوقت لتنفيذ جريمة بهذه البشاعة ياسيدي هناك لغز خلف هذه القضية المتناقضة لا استطيع فهمه ابدا
........... 
وبعد ان سلم الملازم 
المتهمين الخمسة للقضاء وبعد توصيته للرفق بنجم الراضي لتعاونه معهم تم قفل كل القضايا
وبقيت قضية جانيت مفتوحة حتى يستجد فيها اي امر
فكل قضية قتل لايعرف فاعلها تبقى مفتوحة لحين الوصول للقاتل ولو بعد حين
والغريب بهذه القضية انه لايوجد اي دليل مادي فيها كأن القاتل نزل من السماء قام بالجريمة وعاد من حيث اتى
وبعد ان تم الحكم على شلة نجم بمايقرب من خمسين سنة لكل واحد فيهم لعدة تهم الا طه تم الحكم عليه بالاعدام لتعذيبه الحاجة سعادة والتسبب بموتها
....... 
عاد الملازم الى بغداد واستانف عمله وتم ترفيعه لعدة مهام ناجحة قام بها حتى وصل لرتبة نقيب
خلال سبع سنوات بعد قضية جانيت

وذات يوم شتوي بارد والنقيب خلدون يعمل في مكتبه وهو سارح في احدى القضايا كعادته
جفل لصوت رنين هاتف مكتبه
حين جائه اتصال من رئيسه يخبره ان مدير سجن بادوش في الموصل يريد ان يتحدث معه
طلب من مساعده الاتصال بسجن بادوش وبعد سلام وكلام سأل النقيب خلدون عن 
ما يريده 
قال مدير سجن بادوش
-هناك سجين يريد ان يلتقيك
وهو مريض جدا يقول ان لديه اعتراف يريدك ان تسمعه
قبل ان يموت
سأل النقيب 
-من هو ؟
قال مدير السجن
- اسمه نجم الراضي
تذكره على الفور
وقال ساكون عندكم خلال يومين او اكثر قال مدير السجن بنبرة جدية
-اعتقد ياحضرة النقيب
انه يجب ان تاتي باسرع مايمكنك لانه مريض جدا ويرفض الكلام مع اي انسان غيرك فتعال بسرعة،

في اليوم الثاني
سافر النقيب من بغداد للموصل وذهب لمقابلة نجم الراضي عصر ذاك اليوم
استقبله مدير السجن بالترحاب وقدم له فنجان قهوة ضيافة
وبعد ذلك
سارا سوية الى عنابر السجناء في الطرف الغربي من السجن 
وما ان دخل النقيب الممر الذي يؤدي الى زنزانة نجم الراضي حتى هبت عليه رائحة كريهة ،
وكلما تقدم كلما ازدادت الرائحة كثافة وثقل
كانت الرائحة تشبه الى حد بعيد رائحة عفن الموت مشبعة بعطن الرطوبة
سأل النقيب مدير السجن
- لماذا عزلتموه هكذا
اجابه المدير 
-خشينا على السجناء من العدوة
لانه مصاب بعدة التهابات مختلطة
جرب وجذام 

بدا على وجه النقيب الألم الممزوج بخوف وغثيان

حين وصلا الزنزانة شاهداه من خلف القضبان
كان يجلس على فراشه ويضم ركبتيه الى صدره وعلى كتفيه بطانية بلا لون قذرة جدا وكل شيء حوله ينبيء بالنهاية وهناك اثر لسوائل تنز من جسمه وقد تحول جلده لسواد مخلوط بلون رصاصي وبقع حمراء في يديه ووجهه
وهناك الكثير من جلده قد تقشر وتساقط بعضه حوله
وفقد عدد من اصابعه وذاب وجهه وجحظت عيناه حتى برزت عن جفون لاتغلق لجفافها،

ذهل الملازم حين راه وساوره العجب كيف يمكن ان يحيا انسان وقد بلغ تلك المرحلة من المرض
بل انه ذهل متسائلا كيف يمكن لجثة ان تتكلم

لقد اصبح نحيلا جدا كأنه هيكل عظمي
وجهه ويديه تغطيها قروح غريبة وقد تساقط شعره كله

سلم النقيب خلدون بقوله
-السلام عليك يانجم كيف حالك،

رفع نجم راسه وبعينين ذابلتين نظر نظرة غائرة وقد تهدلت شفته السفلى وكان لعابه يسيل على شدقيه
وحاول ان ينهض بصعوبة شديد لكنه كان يرتجف لم يستطع النهوض ،
طلب النقيب منه ان يستريح 
فرجع لجلسته نفسها وتقوقع على نفسه وساله النقيب
- ماذا تريد يانجم
قال له نجم بصوت غارب متقطع وارهاق ظاهر وكلمات مرتجفة
- سيدي.....
لدي اعتراف.... 
اريد ان ابلغك......
به قبل ان اموت
..... انا اشعر اني احتضر
فمنذ شهرين.... لم استطع ان اتمدد على ظهري ظهري متقرح ويؤلمني كثيرا
وانا على جلستي هذه منذ ايام
هكذا اناااام.... ولا استطيع النهوض ولم اعد آكل الا اليسير من الطعام،
سال النقيب مدير السجن قائلا
-لما لم تعالجوه؟
قال مدير السجن
-لقد حاولنا منذ سنتين ولافائدة
ثم التفت النقيب.........
الى نجم وساله
- ماذا عندك يانجم
اشار نجم بيده المرهقة المرتجفة
وقال....
- اجلب لك كرسي واجلس سيدي...
فالقصة طويلة نوعا ما،

نادى مدير السجن احد الحرس
وطلب منه كرسيين.....

جلس الرجلان
في الممر وبينهما وبين نجم القضبان فقط
رغم تلك الرائحة البشعة لكن فضول النقيب خلدون جعله يحتمل كل شيء
.............. 
وانطلق نجم يتحدث
قال بصوت كأنه قادم من عالم آخر
- ياسيدي حين دخلت السجن....
بقضية محمد...
تعرفت بصديقي طه واصدقائه الثلاثة....
رغم اني كنت اعرف طه مسبقا فهو من نفس بلدتي...
لكن...
لم يكن بيننا غير السلام
واصبحت صديقهم الخامس
ورغم حرص المصلحين في السجن على تعليمنا مهنة نعتاش منها وهي النجارة التي كنت احبها كثيرا...
لكني حين خرجت من السجن
لم يوظفني احد عنده رفض الجميع توظيفي...

حاولت بكل وسيلة ان اعمل وان اصبح انسان طبيعي واسيطر على ماكان يحصل في داخلي من صراع
لكن لا احد قبل ان اعمل عنده...
وبقيت في بيت اهلي فترة....
اعادتني فيها زوجة ابي الى ذكريات حاولت ان انساها
نعم لم تعد تستطيع ان تضربني لكنها فعلت ماهو ابشع،
كانت تمزق ثيابي 
وترمي بقية الطعام حتى اذا رجعت لا اجد شيء اكله واذهب انا واعد الطعام لنفسي وكل هذا وانا لا ارد على تصرفاتها اكراما لابي الذي كان الوحيد الذي احتواني ولم يؤذني
الى أن جائت احدى اخواتي الصغار ذات مرة وقالت لي 
-يانجم لاتشرب الشاي الذي عملته امي وستاتيك به بعد قليل لقد رايتها تبول في الكوب
هنا لم استطع الصمت ودخلت عليها وامسكتها من شعرها بيد والكوب بيد واكرهتها على شربه رغم انفها
وخلال تلك المدة فعلت بها مثلما كانت تفعل بي ضربتها عدة مرات وحين كان والدي يعلم يغض الطرف كانه كان يشعر ان هناك من ياخذ له ثأراته منها
وبقيت في بيت اهلي حتى جاء ذلك اليوم من ايام تموز
بعد اشهر قليلة من خروجي من السجن
حين زارني طه بعد ان خرج من السجن هو ايضا
حيث جاء إلى بيت والدي والتقينا وتحدثنا
حول كيفية ايجاد عمل
كنت احلم ان افتح دكان نجارة لقد اتقنت النجارة في السجن وكذلك رفاقي
وفكرنا بكل طريقة سوية للحصول على دكان نجارة ولم نستطع
كنا انا وطه فقط من دير العذراء اما البقية كانوا من قضاء البعاج وقد نبذهم اهلهم وطردوهم

خرج رفاقنا من السجن بعد طه بشهرين
والتقينا جميعا في دير العذراء حيث استضاف طه بقية رفاقه فهو يتيم امه الوحيد 
وليس لديه اخوات أو اخوة
وسعينا كل مسعى للعمل الشريف
كي نجمع المال الكافي لنفتح دكان نجارة مشترك
كنا نحاول ان نجد اي عمل لكن هيهات هيهات.....
ان يتقبل المجتمع شخصا اذا اخطأ كنا على استعداد ان نعمل باي عمل مهما كان حقيرا....
لهذا عملنا في نزح قصاطل الصرف الصحي مع احد المسيحيين ممن يملكون سيارات نزح القصاطل لكنه كان بخيل جدا استغلالي وانتهازي وكان يعاني من عقدة النقص.
لقد اهان فينا بقايا كرامتنا
فقررنا الانتقام منه
وذات يوم اتفق معنا للعمل في اليوم التالي لكننا بعد ان ذهبنا ونزحنا القصطل المطلوب وخرجنا للملوثة لافراغ القصطل في البرية امسكناه واشبعناه ضربا
وتركناه بعد ان هددناه انه اذا اشتكى علينا
أننا سنقتله فابتلع لسانه وصمت

كان لطه صديق مسيحي اسمه حنا في الاربعين من عمره
متزوج ولديه اطفال يعيش على عطايا اقاربه في امريكا
وانت تعلم ان المائة دولار اصبحت بثلاث مائة الف دينار عراقي
كان اقاربه في امريكا يرسلون له مائتين دولار واكثر كحوالة شهرية تجعله يجلس في بيته يأكل ويشرب بلا عمل
مقابل رعايته للأراضي الزراعية والبيوت التي تركها اصحابها وهاجروا الى امريكا
كان يقضي الوقت بالجلوس مع اصحابه والسهر وتعاطي الخمر
ذات يوم
دعانا حنا صديق طه للعشاء فاكلنا وشربنا وسكرنا،
وفعلا كانت قضية الحاجة سعادة عشوائية ولم نفكر بها اصلا هو مجرد انه عند خروجنا من بيت حنا كان طريقنا من امام بيتها
وبعد ان كنا قد سكرنا ولم نكن نعلم بانفسنا
ماذا نفعل وحاجتنا لاي انثى 
صغيرة كانت او كبيرة 
ونحن لانملك المال لنذهب الى من هي افضل من سعادة
وكانت سعادة سهلة المنال
وانت تفهم

بعد هذه القضية خفنا ان تطالنا يد الشرطة في اليوم الثاني.
ذهبنا لحنا واخبرناه بمافعلنا....
فقام باخذنا بسيارته الى القوش وهو يتذمر ويقول
- لولا صديقي طه لما اقدمت على هذه المغامرة الخطرة
ومن هناك ارسلنا مع صديق له للشمال...
ذهبنا الى دهوك ...
استقبلنا صديق حنا في مزرعته...
واستضافنا لمدة اسبوع
بعد اسبوع جاء حنا الينا مبتسما وقال لنا
-ساخرجكم من العراق الى قرية تركية على الحدود لتستريحوا فترة
كنا فرحين جدا لم نكن نعلم سر هذا التغير المفاجيء في اخلاق حنا........
واخذنا بسيارة خاصة وأوصلنا سوية الى الحدود التركية وفي الليل استطعنا ان نعبر الحدود عبر طريق يعرفه المهرب الذي قادنا الى داخل الاراضي التركية وهناك في احدى القرى الحدودية
استأجر لنا غرفة عند احد المزارعين الاكراد 
وقال لنا سيأتي اليكم رجل عنده عمل كي تعملوا عنده وتركنا حنا ورجع للعراق بعد ان اعطانا مأتين دولار مصرف وسكنا هناك لمدة شهر
لم نكن نعلم لماذا كل هذه الانسانية من قبل حنا 
الا بعد عشرة ايام حين طُرق علينا الباب ...
وحين فتحناه راينا امامنا رجل اربعيني ذو ملابس راقية سلم علينا بعربية عراقية واضحة .....
ودخل وقال جئت لمقابلتكم بعمل...
واذا اتفقنا ستكسبون الكثير من المال......
فرحنا كثيرا ونحن ننظر لبعضنا مستبشرين
وبدا عقلي يعمل بسرعة ورأيت نفسي وانا اشتري بيت وسيارة واتزوج واعيش بسلام واترك خلفي كل شيء
وتعجل طه وساله
- ماهو العمل؟
قال الرجل
-مهمة تقومون بها في دير العذراء
قلت له 
-هل تعرف دير العذراء ؟
قال لي 
-نعم انا من دير العذراء لكني هاجرت منها قبل ان يولد اي واحد منكم
قلنا له ماهي المهمة؟
نظر الينا طويلا وقال بعد صمت كنت اراه طويلا
- اريد ان تقتلوا لي شخص في دير العذراء
نظرنا لبعضنا مستغربين
وصمتنا فترة
قال لنا 
-عرفت انكم بحاجة دكان نجارة 
انا اعرف محل نجارة كامل بكل عدته في دير العذراء مقفل منذ عشر سنوات ساشتريه لكم
وارسل لكم مكائن جديدة وحديثة من امريكا
واعطيكم المال الكافي ليشتري كل واحد منكم بيت
وتعيشون بسلام،
تذكرت وانا اسمعه العذاب الذي عشته طوال حياتي 
وقلت لنفسي نقتل شخص واحد ونرتاح بقية عمرنا ثم تذكرت السجن وقلت له
-ربما ينكشف امرنا ونعدم
ياسيد هذه عملية خطيرة ونحن لانريد ان نفقد حياتنا بسببها
قال بثقة عالية
- اذا وافقتكم على المهمة
سيأتي من يدربكم تدريب يجعلكم محترفين لدرجة انكم ستقومون بالمهمة دون اي خطر عليكم والشخص الذي ستقتلونه ليس له احد في دير للعذراء انها سيدة وحيدة.
هنا التفت طه علي مبتسما وقال
- يانجم يجب ان ندفع دية افعالنا السابقة بهذه العملية ونعيش حياتنا وسينسى الناس كل شيء عنا اذا ملكنا المال
اما بقية رفاقنا وافقوا بلا تردد
ثم سالناه كم ستدفع لنا 
قال 
-اي مبلغ تريدون مهما كان شرط ان تنفذوا العملية بدقة شديدة جدا وانا لدي الخطة كاملة ولو نفذتموها بدقة لن يحصل لكم شيء بل ستأخذون نقودكم وتعيشون بسلام
لكن يجب ان تخضعوا للتدريب اولا 
اذا وافقتكم سابعث لمدرب محترف ليأتي الينا من امريكا
وننتقل من هنا الى مزرعة في الجبال ونبدأ التدريب

وفعلا انتقلنا فورا من تلك المزرعة في القرية الى مزرعة كبيرة في احد الجبال الوعرة هناك،

دخلنا فلا فخمة وكل واحد منا اخذ غرفة فارهة وعشنا في هذه الفلا عشرة ايام حتى وصل رجلا من أمريكا
ليقوم بتدريبنا
وفعلا بدأنا التدريب 
كان كل يوم يأتي وياخذنا ونذهب للغابات ونبدا التدريب على التسلق وتمثيل القتل بدقة من طريقة حركتنا ولبسنا وكيف نضع خطوات اقدامنا وكيف ننسحب وكل شيء
كنت طوال الوقت اسال نفسي ونسال بعضنا من قد تكون هذه المراة المهمة التي دفع هذا الرجل كل هذا المال
مقابل راسها
كنا نجلس سوية في السهرات نحن الخمسة والرجل الذي عرفنا فيما بعد ان اسمه 
سمير
هنا جفل النقيب واعتدل في جلسته وصرخ بذهول
سمييييير؟!!!!!!
اجابه نجم بصوت متعب وهو يتنهد
-نعم سمير سمير حبيب جانيت
ضرب النقيب كف بكف وقال لمدير السجن
-والله قلت يومها لولا ان سمير في اخر الدنيا لقلت انه سمير وقد بحثت عنه في سجلات المغادرون والقادمون ولم ارى له اسم فاستبعدته رغم يقيني أن الجريمة عاطفية
واستأنف نجم كلامه قائلا
-بعد عشرين يوما من التدريب كان الرجل راض عن تقدمنا 
وقال لنا
- الان يجب ان اقول لكم من هي المراة التي اريد قتلها
اريدمنكم ان تقتلوا جانيت لكن بشرط ان تعذبوها تعذيب مرير قبل ان تقتلوها
....
استغربنا كثيرا هذا الطلب ونعم نحن نعرف جانيت انا وطه يعني ونعرف قصتها مع سمير
لكننا لم نعرف كيف تحول ذاك الحب كله الى هذا الحقد كله
ورغم هذا وافقنا كلنا على المهمة.......

لقد درسنا كل تفصيلة كيف ندخل وكيف نخرج كيف نعذبها وكيف نقتلها واخرج من حقيبته كامرا فديو صغيرة وقال يجب ان تصوروا لي كل شيء اريد ان اراها تتعذب وتموت وتجلبون لي صليبها وقرطي اذنيها مع اذنيها
كان سمير يعرف كل شيء عن جانيت كأنه لم يغادر دير العذراء

كانت الخطة
ان نذهب نحن الخمسة بعد ان نلبس ثياب سوداء سمير اشتراها لنا ونلبس قفازات محكمة وننزل على بيتها من جانب شجرة التوت الجنوبية لبيتها
ورسم لنا موقع كل واحد فينا
ومهمة كل واحد فينا
قال لنا
- بعد ان تستقروا في اماكنكم داخل فناء المنزل يذهب اسعد ويطرق باب بيتها من الداخل طرقات خفيفة بحيث تسمع الصوت ولاتفهم ماهو كي يدفعها الفضول لفتح الباب
وانت يانجم وطه تقفان عند باب غرفتها ما ان تخرج حتى يضربها طه على رقبتها كي تستطيعوا السيطرة عليها بلا صوت
بينما احدكم يصور العملية ثم تسحبوها لداخل غرفتها وتقومون بتعذيبها ورسم لكل واحد منا مايجب ان يفعل بها وكيف نبدأ
وكل هذا يجب ان يتم تصويره 
وحصل كل شيء بالحرف الواحد كما خطط له سمير

لقد دفع لنا سمير مبالغ طائلة
واتفق معنا ان نسلم الكامرا والثياب لابن عمه حنا وهو سيتكفل بكل شيء وهو الذي سيخرجنا مرة اخرى الى دهوك لنبقى فترة ثم نرجع لدير العذراء

وبعد ان انتهينا من التدريب وعلمنا كيفية التصوير قام بدعوتنا لحفل عشاء فخم وشربنا الخمر وكان منشرح النفس سعيد 
سالته سيد سمير لماذا تريد قتل جانيت الم تكن حبيبتك
فلماذا؟
قال لنا
-لقد خانتني بعد ان اصبحت هي الحياة
ليس لي حياة غيرها لسنة كاملة وهي تتجاهلني وانا اقول لنفسي ربما اني مخطأ ربما اني اهملتها ربما انها غضبانة مني لذنب اقترفته
سنة كاملة وانا احاول فقط ان افهم فكرت بكل شيء الا ان تكون خائنة
بعد سنة وبكل بساطة تعترف لي بحبها وتطلب مني ان اسامحها
في تلك اللحظة لم استطع ان اتنفس
فجاةً فرغ العالم من الهواء فجأةً شعرت اني اموت شعرت اني انهار تماما لكني واقف امامها كصنم خرجت من عندها ولم يكن لي اي هدف سوا ان اهرب بعيدا عنها ابعد وابعد من امريكا
سافرت لامريكا وكنت اشرب الخمر واتعاطى المخدرات لسنين وسنين حتى اشرفت على الهلاك ورغم اني كنت كل ليلة ابيت في احضان فتاة مختلفة لكني ابدا ابدا لم استطع ان اكون رجلا معها
ذهبت الى اطباء من كل شكل ولون ولم يفلح احد منهم بعلاجي وعالجتني احدى بائعات الهوى......

ذات يوم وانا في احضان احداهن وبعد ان عجزت كعادتي على اتمام العملية
سالتني 
-لماذا ؟
فلم اشعر بنفسي الا وانا اروي لها كل شيء
وأنا ابكي كطفل فقد أمه وهو لايعرف احدا غيرها
او مثل مهاجرا غرق طوفه في عرض البحر بعد ان خانه بلده ورماه كطعم للأسماك فبكى احلامه التي اوصلته لذاك المصير الاسود

اخبرتها بكل شيء 
وهي.......
أي تلك الفتاة من جائت بفكرة الانتقام من جانيت امسكت بسكين الفاكهة الذي كان في صحن الفواكه قرب السرير
ووضعت امامها وسادة 
وقالت 
-أذا اردت ان تشفى فعلا عليك ان تقتلها......
اقتلها هاكذا هاكذا هاكذا ،

وكانت تطعن الوسادة بوحشية
شعرت بتلك اللحظات...
براحة ولذة الانتقام وهي تضرب الوسادة لمجرد التخيل
وحصل لي لأول مرة اكتمال رجولتي
ولأول مرة اقوم بالعملية كاملة وانا اتخيل تلك الوسادة التي مزقتها الفتاة قبل قليل أنها صدر جانيت
وبمجرد ان اغفل عن فكرة الانتقام افقد رجولتي

شعرت يومها ان هذه الفتاة هي التي انقذتني من الموت حسرةً وقهرا
لهذا خطرت ببالي هذه الفكرة اثناء كلام حنا معي عبر الهاتف عن مايحصل في دير العذراء وقصة مقتل سعادة
وكيف اخرجكم الى دهوك
وخططت معه لكل شيء
والباقي انتم تعرفونه
يجب عليكم ان تصوروا لي كل شيء
اريد الفديو كي اراه كلما خانت بي رجولتي
فلم يعد التخيل ينفع لقد رجعت للبرود الجنسي
اريد الفديو كي استعيد رجولتي
بعد ذلك بايام
رجعنا للعراق بنفس الطريقة التي خرجنا منه ووصلنا دير العذراء ووجد لنا حنة عمل عند صديقه صاحب حقل العجول
وبدأنا بدراسة حالة جانيت متى تذهب ومتى تعود من يزورها وتزور من...
اكتشفنا انها لاتختلط باحد ولايزورها احد وهذا بالتالي سهل علينا المهمة
بهذه المدة حصل ان اهانتني رهيفة وكنت قد بدات اعرف كيف اخطط لجريمة وفعلا تمكنت ان اقتل رهيفة دون ان اترك اي اثر خلفي بل وجعلت صاحب الحقل يشهد معنا ونفذنا من الجريمة
لكن جريمة جانيت كانت لعنة شملتنا جميعا جعلتك تاتي لتحل الكثير من الالغاز الا لغز جانيت لاننا تدربنا ايضا على مواجهة اي تحقيق....
ولأنك كنت رحيم معي اردت ان اكافئك بان امنحك حل هذا اللغز وهذه هي القصة كلها
كان صوت نجم يخفت كذبابة تحتضر... بينما كانت كلماته تضيء الزنزانة كصواعق

قال له النقيب 
-هل ترى يانجم كيف ان مال الدنيا كلها لايساوي لحظة واحدة في هذا المكان وفي مثل حالتك هذه
وماذا فعلتم بكل ماكسبتموه من هذه العملية....
لا شيء
قال نجم 
بل اني حسنت حال ابي اشتريت له بيت جديد
وزوجته بامراة اخرى وانتقمت من زوجته
والان ياسيدي اريد منك طلب واحد فقط ارجو ان تلبيه لي
اريدك ان تبحث عن أمي وتاتيني بها كي اراها
قال النقيب
- سافعل مابوسعي لكن يجب ان يوثق اعترافك هذا باوراق رسمية
قال نجم
- انا جاهز لكل ماتريدوه
حين خرج النقيب من السجن
كان الوقت ليلا...
نظر إلى السماء... كان هناك نجم قد اختفى، 
هز راسه وهو يردد لقد اختفى نجم

وبعد اسبوع جاء النقيب بام نجم كي تراه كان قد وصل الى حافة الهاوية نظر اليها وسالها
امي هل عشتي سعيدة؟ 
بكت امه بحرقة 
وقالت بحزن بالغ 
-والله ياولدي لم يكن ينغص علي حياتي الا بعدك عني 
نعم عشت سعيدة جدا 
حين كنت مع والدك كنت اظن ان الحياة كلها جحيم 
وان الرجال كلهم مثل ابوك
لكني عرفت فيما بعد ان الحياة جميلة ولولا بعدك عني كنت ساكون باتم السعادة
قال لها الان انا مرتاح ان ماحصل لي لم يذهب هباء مادمتي كنتي سعيدة 
وبعد زيارتها بيومين فارق نجم الحياة
وقد سمع الناس ان الدولة هي من قامت بتسميمه وانها ارادت اي الحكومة انهاء حياته بهذه طريقة
وكم حاولت الحكومة مراسلة امريكا للقبض على سمير
لكن امريكا ارسلت رسالة للحكومة تقول فيها
((من يحمل الجنسية الامريكية يكون بحماية امريكا فوق اي ارض كان وتحت اي سماء))

 
انتهت احداث الرواية نتمني أن تكون نالت اعجابكم وبانتظار آراءكم في التعليقات شكرا لزيارتكم عالم روايات سكير هوم



شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1