رواية اسير في قلب صعيدي الفصل الثامن بقلم شيماء طارق
مكان شبه مهجور كان "البص" قاعد على كرسي فخم، و سيرين واقفة متوترة والسجاير في ايديه وهو بيزعق بنبره مرعبه)
البص (ببرود قاتل):
عرفتي آخر الأخبار يا سيرين ولا انتي نايمه على ودنك يا ست هانم؟
سيرين (بلعت ريقها بصعوبه وهي متوترة وخايفه):لا يا باشا... في حاجة حصلت وانا ما عرفتهاش انا عارفه كل حاجه بتحصل ومتابعه بس إيه اللي حصل وأنا ما عرفتهوش يعني؟؟؟
البص بص لها بقرف وقالها : مصعب اخو خطيبك السابق مع بنت الأيام دي والمشكله ان البنت اللي معايا مش اي بنت؟!
سيرين (بتحاول تفهم): بنت مش فاهمه حضرتك مين البنت دي؟
البص (رمى السيجارة ووقف وقالها):
تقريبًا... بنت اللواء اللي غانم بيه قال لازم تتصفى من زمان فاكراها البنت دي حاول يوصل لها كتير بس ما اعرفش يجيبها؟
سيرين (اتسعت عينيها):
يعني هي... البنت دي؟! البنت اللي وقفت الشحنة بتاعه المخدرات دي دمرت الدنيا وكانت خاربه كل حاجه بسبب ان هي اللي ارشدت على الشحنه دي اما شافتها خارجه من المستودع؟
البص (قرب منها خطوة وقالها بنبرة مرعبه):
رجالة غانم الأنجاس اعتدوا عليها لانها عجبتهم الاغبياء بس ماعرفوش إنهم كده ضيعوا الدنيا كلها إحنا ما كناش عايزين كده احنا كنا عايزين نخلص عليها في وقتها ما كناش عايزين نسيب ورانا اي دليل بس باللي عملوه سابوا وراهم اكبر دليل ممكن يودينا كلنا في داهيه؟!
سيرين (بتهمس):
إحنا نقدر نصلّح كل ده يا باشا ملحوقه يعني الموضوع لسه في ايدينا؟
البص (ضحك ضحكة مليانه شر):
نصلّح؟ إحنا لازم نصفي. البنت دي لازم تموت... ومصعب لازم يركع قدامي هنا ويطلب مني السماح على كل حاجه عملها فيا هو واخوه زمان؟!
(سكت شوية وهو بيقرب منها أكتر، صوته بدأ يعلى ويتملي غل):وكمان يا سيرين... احمد... خطيبك ... إنتي لسه ما خلصتيش معاه هو لسه عايش وكل المستندات معاها ؟يعني على طول بتسيبه ادله وراكم!
سيرين (بقلق):
"أنا عملت اللي قدرت عليه يا باشا... دلوقتي قاعد على كرسي متحرّك، مش بيقدر يتحرك حتى اعمل إيه اكتر من كده بقى عاجز خالص يعني انا مش عارفه هوصله ليه اكتر من اللي هو فيه!
البص (فجأة اتعصب وضرب بايديها على المكتب وقالها):
مين قالك إنه مش بيقدر يتحرك؟! ده بيدير الدنيا وهو قاعد! إنتي اللي غبية... ما تعرفيش هو مين ولا يقدر يعمل إيه او يوصل لايه يا ريت ما تستقليش بقدراته!
(قرب منها، نظرته نارية):
"أحمد مش بني آدم عادي... ومتستهونيش بيه تاني. وكمان... سمعت إنه اتجوز يا حلوه امال انتي كنت بتعملي معاه إيه؟!
سيرين (وهي متغاظه وبتقول له):
"فعلاً اتجوز... بنت عمه. بنت فلاحه... صعيدية يعني رجع لتوبه من تاني !
البص (ابتسم بسُم):
"بس واضح إن اللعبة لسه في أولها... والموضوع شكله كبير وهياخد وقت مننا يا سيرين؟؟!
سيرين وهي بتمسك شنطتها وطالعه من القصر قالت: وانا مش هسكت على الموضوع ده يا بص واكيد هجيبلك كل الأخبار والمعلومات وما تقلقش ولو على احمد اخرته اكيد هتكون على ايدي ؟!
البص: اما نشوف اخرتها معاكي علشان لو ما عملتيش اللي انا قلتلك عليه هيكون آخر يوم في عمري؟!
(في الفيلا عند رامي الزينه كانت ماليه المكان وصوت ضحك وموسيقى وميرنا لابسه فستان بسيط لونه ابيض مناسب لكتب الكتاب
و سيادة اللواء واقف جنبها وماسك ايديها ومصعب لابس بدله شيك وكان وسيم جدا يخطف الانظار بيطلته الجميله وعضلات المفتونه
لكن عنيه بتلف تدور حوالين الحضور. فجأة... بيظهر "سامي" — ظابط زميله من أيام الكلية ووشه مبتسم بس مصعب حاسس بحاجة مش مظبوطة اتجاههم)
سامي (وهو داخل بيهزر بس باين في نبر الصوت وحاجه غريبه ما طمنتش مصعب وهو بيقول له):
مبروك يا عريس… بس متنساش، في حساب قديم لسه ما تصفاش ما بينا بس تعرف انت على طول كسبان إيه القمر ده؟!
مصعب بص له بعصبيه ورفع حاجب وقاله: ما تتعودش تبص لحاجه مش ليك علشان لو عملتها تاني عينيك دي مش هتبقى موجودة في مكانها وعلى فكرة النهارده كتب كتابي مش فاضي اصفي حساباتي مع حد عايز افرح بس وكل حاجه هتخلص بس بعدين؟!
سامي (ابتسم بخبث): تعرفي يا حضره المقدم ان اوقات كثير غرورنا بنخلينا نغلط وده اللي بيخلي حد زيي يعرف يمسك لك اخطاء وقريب هتقع يا مصعب وانا هكون موجود وبتفرج عليك وهفكرك كمان ؟؟؟؟
مصعب (بهدوء وثقه قال): اوقات كثيرة اغلطنا بتكون سبب في نهايتنا… ونهايتك قربت يا صاحبي لاني انا ببقى وازن كل حاجه قبل ما بعملها وكل الجهاز عارف مين هو مصعب محمد الخطيب؟!
(قبل ما سامي يرد، الشيخ بيطلب من الكل يقعدوا علشان يبدا يكتب الكتاب و الكل بيقعد. مصعب بيبص على ميرنا اللي عينيها مليانه بالدموع والخوف وفي نفس الوقت الفرحه مصعب بيحط ايديه في ايديني اللواء عبد الكريم وبعد كده يبدا الماذون في كتب الكتاب وبعد دقائق الماذون بيشد المنديل ومصعب بيشيل وبيقول جملته الشهيرة .
(بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير)
مصعب اول ما بيسمع الجمله دي بيقوم من مكانه من غير ما يحس بياخد ميرنا في حضنه وبينسى كل الناس وبيبص لها بحنيه وثقه بيفضل حاضنها فتره طويله وبيحسسها بالامان اللي هي كانت مفتقداه طول عمرها وميرنا كانت حاسه بشعور جديد اول مره تحسه بس في نفس الوقت كان جواها خوف وراهبات ورعب من اللي ممكن يحصل لها فيما بعد وخوفها المسيطر عليها اتجاه مصعب هي اي نعم اول ما تعرفت عليه كنت شايفاه شخص مغرور ومتكبر وكانت مش متقبله ان هي تعيش معاه ولا تكلمه اصلا بس دلوقتي بقى جوزها وحبيبها وكل حياتها)
اللواء بدموع بعد ما أخذ ميرنا في حضنه وبيقول لمصعب وبيوصيه عليها: خلي بالك منها يا مصعب ميرنا امانه معاك هي بقت دلوقتي مراتك مش هوصيك عليها يا ابني أنت واخد حته من قلبي؟!
مصعب (بصوت واطي للواء):
"اطمن يا فندم… بنتك في أمان، وهفضل أحميها بروحي طول ما انا عايش على وش الدنيا ما فيش حد هيقدر يقرب لها او يزعلها اصلا وده وعد مني لحضرتك هي بقت مراتي مش محتاج حضرتك توصيني عليها؟!
اللواء (دمعة نزلت من عينه): وانا واثق فيك يا ابني ربنا يحميكم ؟!
اللواء عبد الكريم خد كل العناصر من الشرطه اللي كانت معاه وبعد كده مشي وسايب وكان رامي وساره مراته كم حد من صحاب مصعب هم اللي موجودين اللي هم كانوا شاهدين على عقد الجواز والحرس بتاع الفيلا كانوا بيرقصوا وبيهيصوا فرحانين جدا بس كان في حد ثاني قاعد على الترابيزه باين عليها الحقد والغيره والكره لمصعب بس فجاه وهو مصعب بيرقص مع ميرنا حصل هجوم وكانت كارثه.
(فجأة صوت صراخ وأصوات طلق نار بتسمع من برة الفيلا، الكل يوقف فجأة والخوف بيسيطر على الجميع )
ميرنا (بخوف):
"إيه الصوت ده؟ في حد بيضرب النار يا مصعب معقول عرفوا مكاننا اكيد جايين يموتوني؟
مصعب (بيقف على طول، عيناه بتتحول لحزم وتركيز شديد): ما تخافيش طول ما انا موجود معاكي اقعدوا هنا، أنا هطلع أشوف إيه اللي بيحصل؟
(مصعب بيخرج بسرعة على الباب، بيمسك مسدسه،وبيلاحظ وجود ناس كثيرة جدآ مسلحين بره الفيلا وفي ضرب نار وكده في خطر على حياة كل الموجودين في الفيلا )
رامي (بيقرب لميرنا وهو بيحاول يهدّيها):
"ميرنا، خليكي جوا مع سارة، ماتخافيش احنا هنامن كل حاجه وان شاء الله خير ما تقلقيش بس وجودك هنا خطر على حياتك؟؟
مصعب (مصعب وهو واقف على جنبه بيضرب نار وبيقول لميرنا بخوف قلق): اسمعي كلام رامي يا ميرنا يلا بسرعه ادخلي جوة؟؟؟
(صوت انفجار يهز المكان، صوت صراخ وأحداث فوضوية، مصعب بيقاتل بشراسه وناس كثيره جدا بتموت من العصابه والمسلحين اللي هجموا عليهم معركة عنيفة، مصعب قدر يحافظ على حياه ميرنا وساره ورامي وخرجوا من المكان خالص وكان معاهم افراد الامن اللي كانوا بيامنوا الفيلا وقدروا يامنوهم لحد ما خرجوا بره المنطقه وراحوا
مكان يقضوا فيه شهر العسل الكل كان تعبان وكان في خوف وقلق وفي نفس الوقت تعب من المجهود والمعاناه اللي كانوا عايشينها طول الفتره اللي فاتت )
ميرنا (بتتنهد وبتتنفس بالعافيه وبتقول):
كنت بحلم إن يوم كتب كتابي هيكون حاجه ثانيه خالص مش مصدقه أن إحنا اول يوم هنكون مع بعض هيبقى في ضرب نار وبالمنظر ده يا مصعب ؟؟
مصعب (بيضحك على قد ما يقدر، بيحاول يخفف الجو):دي بس البداية المعركة لسه ما خلصتش هو انتي فاكرة نفسك متجوزة مين ده انتي متجوزه ظابط حراسات يعني مش اي حد ده اقل حاجه عندي يا ماما؟؟؟؟
ميرنا (برفع حاجب): احسن حاجه فيك انك متواضع يا سيادة المقدم؟؟؟
مصعب :فضل ورضا من ربنا والله أنا مش عارف أعمل إيه في موضوع التواضع اللي عندي زيادة عن اللزوم مطمع في ناس كثيرة قوي يا ميرنا مش عارف أعمل إيه والله ؟!
ميرنا بصيتله بهدوء وقالتله :اقفل الموضوع ده علشان مش عايزة اتكلم فيه يا متواضع بس انا عايزه اطلب منك طلب ممكن ؟؟؟!
مصعب بص لها من فوق لتحت وقرب منها وحط ايديه على وسطها وقالها: اؤمري يا قمر عايزة إيه؟!
ميرنا داست بجزمتها على رجليه وقالتله: عيب يا إبن الأصول يا صعيدي تعمل كده في بنات الناس؟!
مصعب بعصبيه: انتي هبله يا بت انتي مراتي يا غبيه؟!
ميرنا بهدوء :بعد الفرح يا حبيبي دلوقتي إحنا في حكم المخطوبين تمام خليني هاديه وطيبه بدل ما ارجع ميرنا بتاع زمان؟!
مصعب: ماشي يا ميرنا لما نشوف اخرتها معاكي كنت عايزة إيه قولي خلصي؟!
ميرنا بهدوء :كنت عايزة اكلم مامتك وحشتني قوي؟!
مصعب باستغراب: غريبه قوي اشمعنا يعني عايزة تكلميها دلوقتي؟!
ميرنا: عادي بحس ان هي امي الثانيه يعني كلمه ام الثانيه دي قليله عليها كمان يعني بحس ان هي بجد امي انا حبيتها قوي من اول يوم شفتها فيه؟!
مصعب بحب وابتسامه هاديه: حاضر هتصل بيها دلوقتي واخليكي تكلميها؟!
مصعب: الو كيفك يمايا وكيف حالك يا حبيبتي ؟
ام مصعب بلهفه: الحمد لله يا ولدي كيفك وكيف بتي ميرنا كيف حالها اتوحشتها كثير والله يا ولدي؟!
مصعب بابتسامه حب :وهي اتوحشيتك كتير قوي قوي علشان اكده قالتلي اتصل بيكي هي رايده تتحدت مع حضرتك خديها وياك يا اهي؟!
ميرنا: ازي حضرتك يا ماما عامله إيه؟!
ام مصعب بحب :الحمد لله يا بتي مليحه كيفك وكيف احوالك بتاكلي مليح يا بتي انا حاسه انك تعبانه فيك حاجه يا بتي؟!
ميرنا بحب: الحمد لله يا ماما انا كويسه ندى عامله إيه وزينب عامله إيه واحمد إيه اخباره وبابا محمد إيه اخبارة عامل ايه طمنيني عليكم الكل؟!
ام مصعب بفرحه: بخير يا بتي طول ما انتي بخير الحمد لله في نعم والله كلنا رايدينكم ترجعي انتي وولدي مصعب تعيشي وسطينا والله يا بتي حبيتك كيف ندى بتي بالظبط وعايزاك ترجعي قلبي اتخطف مني يوم هملتي البلد ومشيتي ؟!
ميرنا بحزن: كلها كم يوم يا ماما وان شاء الله هنرجع وهفضل معاكي على طول؟!
مصعب حس بنبرة صوتها بخوف حب ينهي المكالمه وقالها :هو انتي هتاخدي التليفون كله لحسابك يا ميرنا ادي التليفون بقى علشان اكلم أمي شويه؟!
ميرنا بعصبيه : على فكرة انا اللي قايله لك اتصل ما ينفعش تاخد مني التليفون يبقى اتصل أنت في وقت ثاني يلا اتفضل بقى؟
مصعب بعصبيه وهو ماسك ميرنا من كتفها وبيقولها : هات التليفون يا ميرنا انا رايده اتكلم مع أمي شويه لاني توحشتها قوي همليها لي حبه ؟!
ميرنا وهي بتزق مصعب وبتقوله: أنت رجعت تاني للهجه الصعيدي تمام يا باشا الست دي امي زي ما هي امك تمام سيبيها لي شويه بقى يا عم ويبقى كلمها في وقت ثاني يلا يا باشا بقى طرقنا ؟!
ام مصعب وهي هلكانه على نفسها من الضحك وبتقول لهم :خلاص بقى يا ولاد ما تتخانقوش هكلمك انتي حبه وهو حبه؟!
مصعب برفعه حاجب وبيقول لامه: هو انتي ليه محسساني أنك بتكلمي طفل صغير في إيه يمايا؟!
ام مصعب بطيبه: يا ولدي بحاول اهدي النفوس مش رايد ازعلك وكمان ميرنا بتي مش رايداها تزعل هي صغيرة ما تعليش صوتك عليها؟!
مصعب بهدوء :ماشي ياما هي دلوقت بقت بتك وانا مش ابنك خلينا ندخل في المهم ؟!
احمد كيف اخبارة مع زينب مرته وابويا كيف حاله وعمي والبنت ندى توحشتها الكل مليح في حاجه صارت وانا ما عارفهاش؟!
الام وهي بتهز راسها بنفي وبتقوله :لا يا ولدي كلنا بخير الحمد لله وابوك من الأرض للبيت ما بيروحش اهنا ولا هنا وكلنا الحمد لله كويسين مش ناقصنا غير وجودك ويانا حتى احمد اخوك هيبدا العلاج الطبيعي وكل حاجه هتكون مالحه وهيعمل عمليه قريب ان شاء الله وهو وزينب بقوم حلوين ويا بعض؟!
في الوقت ده احمد نادى على امه بيقولها بخوف وقلق وصوته كان مليان رعب: ادخلي جوه يا مايا في هجوم على الدار؟!
مصعب بصوت عالي وبخضه في إيه يا مايا إيه اللي حصل؟؟؟؟؟
أم مصعب: مفيش رد
مصعب: الو الو يا احمد في ايه؟!!!!!؟