رواية المطاريد الفصل الثامن 8 بقلم رباب حسين


رواية المطاريد الفصل الثامن بقلم رباب حسين 


صدمات.... تتوالى الصدمات في حياتي حتى أُرهقت روحي.... كم أشتهي هدوء النفس ولكن كتب علي أن تتوالى الصدمات على قلبي وعقلي وتستنزف روحي من الداخل..... بالماضي صدمت بما فعله عمار وكيف قتل جده دون تردد والآن إستمع إلى ما فعله بحبيبتي وكيف نجح في أن يفرقنا فنظرت لها في صدمة عندما نطقت بإسمه فقلت لها : عمار!!!! إزاى يعني عمار هو اللي عمل فيكي كدة؟! 

رهف : أنا مكنتش أعرف مين عمل الفيديو ده لحد النهاردة وكل ما كنت بفكر مكنتش بلاقي حد ليه مصلحة يعمل كدة أبداََ لحد النهاردة لما طلعت على الجبل عشان أعالج عمار

فلاش باك 

كانت رهف تجلس بجوار عمار وهي تنظر إليه متعجبة..... ماذا حدث وكيف وصلت الأمور به إلى هنا؟! فكان صديق يحيى وإبن عمه ومن أقرب الناس إليه كيف تحول هذا إلى عداوة وهروب وجرائم..... كيف تبدل حاله من طالب مجتهد إلى مجرم هارب ؟! قاطع تفكيرها صوت عمار وهو يهزي أثر الحمى ولم تفهم مما يقوله شئ حتى بدأت تقترب منه لتعلم ماذا يقول

عمار : رهف...... ره.....رهف.... حبيبت

عقدت رهف حاجبيها ولم تستوعب ما قاله ثم بدأ بالحديث مرة أخرى : سمح.... سمحيني..... أنا.... الفيديو...... أنا.... عملته...... سمحي

فتحت رهف عينيها من الصدمة ماذا يقول؟! أي فيديو يتحدث عنه؟! لا يعقل أن يكون هذا التسجيل قديماََ..... هل هو من فعل ذلك؟!

عمار : بحب...... رهف...... لا.... يحيى..... رهف..... حبيبتي

توسعت عين رهف من الصدمة وظلت تنظر إليه في تعجب ودخل رماح الكهف مرة أخرى وأعطاها الأناء وبدأت في عمل الكمادات له وقلبها يشعر بالألم فهي تداوي من أذاها...... وسبب تخلي الجميع عنها.... فقدت عائلتها ويحيى وإحترامها أمام الجميع..... عاشت حياتها في هروب وخوف من المجهول.... تغطي وجهها من كل من ينظر إليها وتشعر من نظراته أنه رأى ذلك التسجيل..... واجهت صعاب الحياة وحيدة وحتى الآن يعاملها يحيى بأسوء الطرق

عودة من الفلاش باك

تجمعت الدموع والصدمة على وجه يحيى وظل ينظر إلى الفراغ بشرود يحاول أن يستوعب ما قلته رهف ثم نظر إليها وقال : يعني عمار هو السبب.... هو اللي عمل كدة..... يعني كمان اللي حصل ده كله بسببي؟!

أغمضت رهف عينيها وقالت في حزن : لا مش بسببك.... إنت ملكش ذنب

يحيى : عمار عدوي.... يمكن مكنتش قادر أقولها زمان بس دلوقتي أقدر أقولها وبالفم المليان..... عمار..... عدوي..... وأذاكي وأذاني فيكي

حاولت رهف أن تترجاه فقالت : كفاية يا يحيى.....أرجوك كفاية..... خلاص أنا مش فارق معايا أي حاجة تاني..... فاكر لما سألتني إنتي ليه وافقتي تتجوزيني وقولتلك عشان أشيل العبء اللي على كتافي..... أنا خلاص شيلته فا مش فارق معايا مين عمل كدة ولا ليه...... المهم عندي إنك دلوقتي إتأكدت إني مخنتكش وإني فعلاََ حبيتك وخلاص تقدر تعيش حياتك من غير ما أكون سايبة وجع جواك مأثر عليك وهتقدر تنساني وتكمل حياتك

قاطعها يحيى في غضب وقال : مين قال إني هعرف أنساكي..... أنا بقالي ١٥ سنة بقنع نفسي إنك وحشة عشان أعرف أكرهك وأنساكي ومش عارف جاية دلوقتي بعد ما عرفت أني ظلمتك وعرفت اللي حصلك بسببي تقوليلي هتنساني

بكت رهف فزفر يحيى في غضب واقترب منها وأمسك يدها وقال في حزن : أنا مش عايز أبعد عنك..... إديني بس فرصة وأنا هصلح كل حاجة

رهف في بكاء : يحيى أنا مش رهف اللي إنت حبيتها زمان..... مش رهف اللي كانت عايشة الحياة مبسوطة وفرحانة وقادرة تضحك من قلبها.... أنا ميتة من زمان من ساعة ما هربت من أهلي وخسرتك وأنا مت..... أنا قدامك عايشة بس مشاعري وقلبي وكل حاجة جوايا ضاعت..... مش هتستحمل تعيش معايا ولا أنا هقدر أسعدك وهفضل طول الوقت مستنية الحقيقة تتعرف وأخسرك تاني والمرة ديه هتدفع إنت التمن..... أنا خلاص مش فارق معايا أي حاجة تحصلي أو تتقال عليا.... يعني لو مش عايز تتطلقني عشان محدش يقول عليا كلمة لا..... طلقني ويتكملو عليا أنا اه لكن إنت لا..... عمار عارف كل حاجة وممكن يفضحني تاني لو معاه نسخة من الفيديو وأنا مش هسمح إني أكون سبب في أذاك

وقف يحيى في غضب وقال : وإنتي عايزة تضحي بنفسك وبسمعتك تاني عشاني وأنا أقف أتفرج عليكي صح؟!..... مش يحيى التهامي اللي يعمل كدة ويسيب سيرة مراته والست اللي حبها على كل لسان عشان خايف يواجه يا رهف..... أنا هنفذ الإتفاق مهما حصل وهتفضلي مراتي ولما يعدو الكام الشهر اللي إتفقنا عليهم لو لقيتي نفسك لسة مش عايزة تكملي معايا.... هطلقك

نظرت له رهف في حزن وقالت : بس أنا مش عايزة أئذيك تاني يا يحيى

جلس يحيى أمامها ونظر في يعينيها وقال : إئذيني..... أنا أستاهل كل حاجة ممكن تحصلي عشان أدفع تمن الغلطة اللي عملتها زمان لما حاولت أعتدي عليكي ومصدقتكيش وطردتك من بيتي وإنتي محتاجاني...... أنا أستاهل أتأذي لكن إنتي ملكيش ذنب في اللي حصلك ده كله

وضع يده على وجنتها وأنسابت دموعه وهو ينظر إليها ويقول : أنا أسف..... حقك عليا.....بس أديني فرصة أعوضك وأصلح كل حاجة

ظلت رهف تبكي وهي تشعر بأنها قد أنهت السباق وربحت الجولة بعد عداء أستمر خمسة عشر عاماََ..... ظل يحيى ينظر إليها في حزن وضمها إلى صدره لأول مرة فشعر بأنه قد أمتلك الكون بيديه وأغمض عينيه وأخذ يستنشق عبيرها الذي أشتاق إليه كثيراََ ورتب على ظهرها حتى هدأت رهف بين أحضانه فقد وجدت ملجأها الذي حرمت منه وأفرغت ما بها من حزن وألم إعتصر سنين عمرها وأظهر الله برائتها أمامه فلا تبالي كيف يراها الأخرون فما يهم بالنسبة لها هو يحيى فقط.... هدأت بين أحضانه وابتعدت عنه ونظرت إليه وقالت : أنا عايزة أنام شوية

نظر يحيى إلى النافذة وقال : الفجر قرب يأذن...... نامي وإرتاحي ولما تصحي هنرجع السرايا

أماءت له رهف ودثرت نفسها تحت الغطاء وظل يحيى ينظر إليها والندم يقتله من داخله حتى نامت رهف ودخل يأخذ حمام دافئ وهو يلعن ذاته مئة مرة على كل ما فعله بها ويغمض عينيه بقوة والمياه تنساب على وجهه ولا يعلم هل سيستطيع أن يقنع رهف بالبقاء معه أم خسرها إلى الأبد..... ظل يتذكر بكائها ونظراتها إليه والدموع التي كانت تتجمع داخل عينيها وهو يطلق عليها حديثه المميت والآن تلاشى الغضب وظل الندم ..... خرج يحيى بعد قليل وارتدى ثيابه وخرج من الغرفة وتركها لترتاح فاليوم كان شاقاََ جداََ عليها.... ظل يجول بالمنزل يتفقده فهو لم يدخل ذلك المنزل منذ مقتل عمه مهران وزوجته حتى وصل إلى غرفة المكتب الخاص بعمه فتحه وتوجه إلى المكتب وجلس يفكر قليلاََ وهو ينظر إلى صورة عمه مهران المعلقة على الحائط وتذكر حديثه وضحكاته فكان طيب القلب حنون جداََ كأمه نيرة زوجة جده التهامي وعلى الرغم من أنها ليست والدة عزام ولكن كانت تعطف على عزام جداََ وتعامله بحب وكانت تعتبر يحيى بمثابة حفيدها..... لاحظ يحيى ميل أطار الصورة فنهض وأمسك به ليستعدله فوجد الأطار يتحرك وإذا بخزنة خلفه فتعجب من الأمر وفتحها وجد بها ملف كبير وبعض التحاليل الطبيه ولا يعلم ما هي ورأي بالملف ورق بخط يد جده التهامي ولم يفهم ما كتبه فأخذ التحاليل وذهب إلى رهف وأيقظها من النوم..... فتحت رهف عينيها عنوةََ ونظرت إليه وقالت في نعاس : عايزة أنام

يحيى : معلش حبيبتي..... فوقي بس قوليلي إيه التحاليل ديه ونامي تاني

نظرت له رهف وجلست بالفراش وقالت : تحاليل إيه؟!

يحيى : مش عارف..... بس هي بتاعت عمي مهران الله يرحمه

أخذت رهف التحاليل وقرأتها ثم عقدت حاجبيها وقالت : ديه بتاعت عمك مهران؟!!!.... عمك عمك يعني..... أخو أبوك؟!

يحيى في تعجب : أيوة يا رهف فيه إيه؟!

رهف : ديه تحاليل إثبات نسب

عقد يحيى حاجبيها وقال : إثبات نسب!!!! ليه؟

رهف : واضح إنها متطابقة مع حد إسمه مهران التهامي والدهشان راضي

زادت علامات الصدمة على وجه يحيى وقال : مش ممكن..... يعني عمي مهران بن دهشان..... كبير المطاريد؟!

رهف : أنا معرفش مين دول بس التحليل اللي معايا بيقول كدة

نظر يحيى إلى الملف الذي بيده وجلس على الفراش وبدأ بقراءة ما كتبه التهامي وفتح عينيه في صدمة والدموع تنساب على وجهه.... اقتربت منه رهف وقالت : مالك يا يحيى..... فيه إيه الورق ده؟ فهمني

يحيى : فيه مصيبة..... مصيبة هتجيب عيالة التهامية كلها الأرض

رهف : ممكن تفهمني..... أنا عايزة أعرف من بدري إيه اللي حصل بينك وبين عمار وصلكم لكده وباللي سمعته إمبارح من حقي أفهم عشان أنا أتأذيت بسبب الموضوع ده

نظر يحيى إليها في حزن وقال : هحكيلك..... اليوم اللي جيتيلي فيه وأنا طردتك من البيت....بعدها على طول إتصل بيا أبويا وقالي إن جدك مات لما رجعت البلد لقيته مماتش موتة طبيعية.... لقيت كل الناس بتقول إن عمار قتله

رهف : وهو يقتل جدك ليه؟!

يحيى : عمي مهران إتقتل قبليه بكام يوم والناس شافو جدي وهو خارج من بيته وكان السلاح في إيده وبعدها لقوه مقتول هو ومراته في البيت..... دارت إشاعة ساعتها إن جدي هو اللي قتلهم..... لما عمي مهران مات ساب عمار الأمتحانات وطلع على البلد ومرجعش تاني وبعدها لقيت أبويا بيقولي إن عمار بعد موت أبوه طلع على الجبل وعاش مع المطاريد وهو اللي قتل جدك التهامي ومن ساعتها والعداوة بينا كبرت..... أعتقد كمان إن هو حبك ولما فضلتيني عليه زاد حقده عليا عشان كمان جدي كتب كل ثروته لأبويا وأنا ويزن من بعده يعني عمار طلع من غير أي حاجة حتى البيت ده بقى لينا أحنا

رهف : طيب جدك عمل كدة ليه؟!

يحيى : مكنتش عارف السبب لحد ما لقيت الورق ده...... عمي مهران مش إبن جدي والتحاليل اللي معاكي بتثبت ده...... وكلام جدي اللي كاتبه بخطه بيقول الحقيقة كلها

رهف : هي إيه؟!

يحيى : جدي إتجوز إتنين أولهم نيرة وتبقي أم عمي مهران والتانية تبقي ستي أنا أم أبويا..... نيرة كانت بنت عم جدي ودهشان كبير المطاريد إعتدى عليها وجدي إتجوزها عشان يستر عليها وشرف العيلة ميتداسش عليه وواضح إنها حملت من دهشان وخلفت مهران وجدي كتبه على أسمه ورباه زي أبويا بالظبط..... بس فيه هنا حاجة غريبة جدي كاتبها

رهف : إيه هي؟!

يحيى : بيقول إن دهشان هو اللي قال لمهران على الحقيقة وخلاه يعمل تحاليل ال DNA عشان كان عايزه يطلع الجبل معاه ويبقى كبير المطاريد من بعده ولما جدي إعترض وقاله لا مش هنفضح أمك ولا نخلي سمعة العيلة في الوحل عمي مهران أصر إنه يجيب حق أمه من الدهشان وبيرجح إن المطاريد هما اللي قتلوه وبالذات رماح

رهف : ثواني هو رماح يقرب إيه لدهشان ؟

يحيى : أخوه.... يعني رماح كدة يبقى جد عمار..... يعني عمار قتل جده عشان فاكر إن هو اللي قتل أبوه والحقيقة إن المطاريد هما اللي قتلوه

رهف : بس مش منطقي إن دهشان يقتل مهران إبنه

يحيى : صح.... معاكي حق.... فيه حلقة مفقودة بس التحقيقات هتبين كل حاجة.... المهم إني مسكت طرف الخيط

رهف : يعني عمار كدة مش إبن عمك ؟! بس هو ميعرفش ده

يحيى : عمار دخل في غيبوبة وأنا هستني لما يفوق منها وساعتها هعرف أخد حقك وحقي منه وحق جدي اللي إتقتل ظلم

رهف : ملكش دعوى بحقي يا يحيى..... أنا كدة كدة إتدمرت من زمان...... ومش فارق معايا أي حاجة غير إني أعيش في هدوء وتسيبوني في حالي كلكم..... أنا بلاقي نفسي وأنا بعالج الناس ومش عايزة حاجة تانية من الدنيا

نظر لها يحيى وقال : حقك هجيبه يعني هجيبه..... وموضوع تسيبوني في حالي ده تنسيه نهائي...... إنتي مراتي وأنا مش هطلقك

نهض وكاد أن يتحرك ولكن أوقفته رهف قائلة : مش هعيش معاك غصب عني..... أنا مش عايزاك

مال يحيى عليها ونظر بوجهها وقال : عارف إنه من ورا قلبك.... عشان لو مكنتيش عايزاني مكنتيش إتجوزتيني وسلمتيلي نفسك عشان أتأكد إنك شريفة..... أنا مش مستعجل عليكي..... حتى لو كرهتيني زي ما قلتي قبل كدة أنا واثق إنك هترجعي تحبيني تاني

إعتدل يحيى في وقفته وظلت رهف تنظر إليه وهي تشعر بنبض قلبها يعلو داخل صدرها فهو محق لم تستطع أن تكرهه وكانت تتمنى لقاءه لتثبت براءتها ولكنها تخشى أن يصاب بأذى

ثم أردف يحيى : قومي خدي حمام ويلا عشان نرجع السرايا..... لازم أبلغ أبويا بالورق اللى معايا ده

نظرت رهف إلى نفسها فوجدت جسدها عاري تحت الغطاء فقالت في خجل : طيب لو سمحت أطلع برا عشان أقوم

أماء لها يحيى وخرج من الغرفة وأغلق الباب خلفه ثم ظهر على وجهه الحزن فقد شعر بأنه حقاََ خسرها والمسافة بينهما أصبحت بعيدة للغاية..... نهضت رهف وأخذت حمام دافئ وارتدت ثيابها وقامت بوضع أغراضها داخل الحقيبة وخرجت تبحث عن يحيى وجدته جالس شارد في البهو وبيده الأوراق ويبدو عليه الحزن.... اقتربت منه وقالت : أنا جاهزة

إنتبه لها يحيى ونهض وحمل الحقائب من يدها وأشار لها بأن تخرج من المنزل ثم صعدا إلى السيارة وقام يحيى بقيادتها وهو شارد الذهن ويدور بعقله الكثير وأكثر ما يؤلمه هو رفض رهف له.... لاحظت رهف شروده وحزنه ولكن لم تتحدث وبعد وقت وصلا إلى منزل التهامية ودخل يحيى وخلفه رهف واستقبلاهما العائلة في سعادة ومباركات وقامت أمينة بإحتضان رهف وقالت : حمد الله على السلامة يا بتي..... بركة إنك رجعتي بخير

إبتسمت لها رهف بحزن وقالت : الحمد لله

كان يحيى ينظر إليها ويرى حزنها الدائم والكسرة التي تتحدث بها.... فهي محقة فلم تعد تلك الرهف الذي عشقها قبلا..... فقد حطمتها الحياة وقضت على سعادتها.... لاحظ عزام ويزن نظرات يحيى الحزينة إلى رهف وشعرا بالخوف فقال عزام : أمل..... خدي رهف وطلعيها أوضتها

يحيى : وديها الأوضة الكبيرة يا أمل

أمينة : أنا حطيت خلاجاتك وخلاجاتها فيها..... ديه الأوضة عتنور

صعدتا أمل ورهف معاََ وكان يحيى يتابع رهف في حزن حتى صعدت إلى الطابق العلوي وقال عزام : مالك يا يحيى..... إنت زين؟!

نظر له يحيى وقال : بخير يا أبوي

عزام : يعني ليلتك عدت على خير يا ولدي؟!

يحيى : أيوة يا أبوي

يزن : محدش عملها حاجة على الجبل صح؟!

يحيى : لا محدش لمسها الحمد لله

إبتسم عزام بارتياح وقال : طيب فيك إيه عاد؟!

يزن : يا عم خضتني..... أنا قلت حصل حاجة

يحيى : هو حصل فعلاََ

عزام في تعجب : حوصل إيه يا يحيى ما تنطج

أعطى يحيى الأوراق لعزام وجلس ليقرأها..... أما أمل ورهف فدخلا إلى الغرفة وقالت أمل في سعادة : ديه بقى أوضة يحيى...... بابا وضبها كدة لما كان هتيجوز أخر مرة وهو رفض على أخر لحظة ومن ساعتها وهي مقفولة محدش لمسها وهو بقي ينام تحت في أوضة الضيوف

ظلت رهف تنظر حولها وقالت : شكلها حلو أوي

أمل : أنا نفسي أعرف هتفضلو إنتي ويحيى مبوظين كدة كتير..... ده حتى باين أوي إن إنتو الأتنين بتحبو بعض من زمان....ده طلع في وسط المطاريد عشان يجيبك ولسة برده حزينة كدة..... نفسي أعرف سر الحزن ده إيه؟!

رهف : مش حزن بس قولتلك قبل كدة أنا نسيت الكلام من كتر ما عشت لوحدي

أمل : متقلقيش..... أنا رغاية وهفكرك بيه

أما بالأسفل فوقف عزام في غضب بعد ما شرح له يحيى ما علمه اليوم وقال : يعني إيه؟!! يعني مهران يبجى مش أخوي

أمينة : معجول..... ده أبوك الله يرحمه كان بيعامله زيك وأكتر

يحيى : ما ده دليل إن جدي مقتلوش زي ما أهل البلد قالو

يزن : طيب وبعدين..... لازم عمار يعرف الحقيقة

يحيى : الأهم من عمار هو رماح....

أكيد عارف كل حاجة حصلت والسر عنده

أمينة : ما أنت بتجول يا ولدي إنه هورب..... عنجيبه منين عاد؟

يحيى : هجيبه..... لو في بطن الأرض هجيبه وهعرف مين قتل جدي ومهران

أما رماح فكان يجلس في كهف مغلق داخل الجبل ومعه بعض الرجال فقال جمال : وبعدين يا كبير... عنفضل محبوسين إكديه؟!

رماح : لحد ما الحكومة تبطل تدور في الجبل..... لولا عمار فكر في المخبأ ديه كان زمانا في الحجز دلوك

جمال : العلام بيفتح المخ عاد يا كبير

رماح : اللي جاهرني إنهم خدو عمار وكومان عزت..... ولو عزت جال أي حاجة عروح في ستين داهية

جمال : خايف من إيه يا كبير؟!

صمت رماح وظل شارد يفكر حتى لاحظ أن أحداََ يحاول تحريك الصخرة الكبيرة أمام باب الكهف..... وقفو جميعاََ وحملو السلاح حتى وجدو الرجال اللذين بعثهم عمار إلى الأسكندرية.... وقف طاهر أمام رماح وقال : إنتو فين يا كبير..... وفين باجي الرجالة

جلس رماح وقال : فزعتنا يا طاهر

جمال : الحكومة طلعت الجبل وكانت معركة والحمد لله نفدنا منيهم بأعجوبة

طاهر : وفين عمار عاد؟!..... أنا جبت الراجل اللي طلب مني أجيبه من الأسكندرية

رماح : خدته الحكومة..... مين الراجل ديه؟!.... دخله

جمال : إنت مخبرش كان عمار عايزه ليه؟!

رماح : لاع مجاليش

ذهب طاهر وأحضره من الخارج ووقف أمام رماح وقال له : إنت مين وإسمك إيه؟!

إنت جايبني هنا ومتعرفش أنا مين؟!... أنا حازم عمر عرابي

الفصل التاسع من هنا

تعليقات



×