رواية حياتي الجزء الثاني الفصل الثامن 8 بقلم منال كريم


 رواية حياتي الجزء الثاني الفصل الثامن 


في الصباح 

تقف حياه أمام قبر محمد و نور

حياه بعصبية : ممكن اعرف ليه طلبتي أننا نتقابل هنا

شروق بهدوء: ممكن تهدي بس 

حياه بعصبية: مش اهدي غير لما أعرف أنا جيت  ليه هنا 

شروق بدموع: بابا و ماما زواني في الحلم امبارح و دي اول مره تحصل من يوم الوفاة

حياه بعصبية: أنا مالي بكل ده 

شروق بدموع: مش عايزه تعرفي كانوا عايزين ايه 

حياه بغضب شديد: لا مش عايزه لأن مش يفرق معي في حاجة 

شروق بدموع: عايزين السماح يا حياه بابا و ماما يتعذبوا بسبب ظلمهم ليكي سامحي يا حياة
علشان خاطر ربنا سامحي يا حبيبتي

حياه بدموع: الكل يقول سامحي و انسي لأن محدش شاف أنا عشت  أزاي 
محدش  حس بالجحيم اللي كنت فيا  
فطبعا عادي تقولوا سامحي يا حياة  و اغفري 

نظرت إلى القبر و انفجرت غضبا شديدا: 
عمري ما اسامح عمري لأن كل ما اجي اسامح افتكر الايام السودة اللي عشتها بسب الفلوس و الطمع بتاعكم بكرهكم 

و رحلت حياه و تركت شروق 
شروق بدموع: للأسف مقدرش الوم حياه 
من كثرت العذاب قلبها بقا كله حقد و غل ربنا يرحمكم و يغفر ليكم الذنوب

تجلس حياه في السيارة مغمضة العينان و لا تستطيع منع ذكريات الماضي
 كانوا يعاملها بالقسوة 
و لا مرة شعروا بها عندما تكون حزينة 
و لا مرة اخذوا قرار يكونوا معها و يمنعوا سامر من فعل ذلك 
الا كانوا يشجعوا سامر على إهانة حياة ، و طرق إلى ذهنها ذكرى منذ زمن.

في شركة سامر 
طلب سامر. من حياه أن تذهب الى الشركة
دون سبب تهبط حياه من السيارة 
تقف  أمام الشركة و تنظر لها بكراهية
فهي كل مرة تأتي إلى الشركة يكون سبب حزن لها 
اول مرة عندما قرر سامر الزواج منها 
ثاني مرة عند مقابلة علي 
و هذه المرة 
ماذا يريد سامر ؟  

اخذت نفس عميق و دلفت الي الشركة 

وصلت الي مكتب  سامر لم تجد السكرتيرة في مكتبها ؛ و سمعت أصوات ضحكات عالية من مكتب سامر 
فتحت الباب ؛ وقفت مصدومة من هذا المنظر أغمضت عيونها سريعاً 
كان سامر و السكرتيرة في وضع غير اخلاقي 

تحدث سامر و هو يعدل  ثيابه : أيه  ده حياه تعالي 
و اكمل ببروده المعتاد: أنا و السكرتيرة كان عندنا شوية شغل 

أصدرت هذه الحقيرة ضحكة ؛  خالية من الأحترام 
وهي تهندم نفسها :أه فعلا كان شغل مهم أوي 

حياه لنفسها: و الله العظيم أنت تصعب عليا أوي يا سامر فاكر لما تعمل كده و أنا أشوفك أزعل والله و لا يفرق معي أن شاء الله تروح الجحيم 
فعلا مريض نفسي ياريت أقدر أن  أقول  كل الكلام ده ليك لكن خوفي من الضرب و الإهانة و الاغتصاب يمنعني 
انا أخلي خطتك تنجح ياسامر و أرضي غرورك 
يمكن ترحمني 
فاقت  حياه من شرودها و السكرتيرة تمر بجانبها و تهمس: منورة يا مدام

غادرت السكرتيرة
و قال سامر: تعالي يا حياه

حياه بغيرة و عصبية مصتنعة: أيه ده يا سامر 

سامر ببرود: أيه يا حبيبتي

حياه بصوت عالي جدا: بلاش استعباط

سامر بغضب : واطي صوتك و أوعي تنسني نفسك 

حياه بدموع: مش أنسي نفسي يا سامر باشا لكن أنا مش عايزه أشوفك تاني بكرهك 

و غادرت مكتب سامر و ذهبت الي السكرتيرة 
وهمست : الرجل اللي أنتي   كنتي معه جوه يعمل كده علشان يخليني أغير عليه علشان يعرفني أن مرغوب فيه بلاش تفرحي بنفسك مبروك عليكي 

و غادرت حياه الشركة و ذهبت الي منزل عائلته هذا خطتها حتي تخبر سامر أنها تشعر بالغيرة عليه لعل يتوقف عن هذه الأفعال 

في منزل عائلتها 
نور بعصبية: خير يا حياة يارب تكوني جايه تقعدي شوية و خالص مش نفس كلام كل مرة 

حياة بحزن: لا أسوء سامر يخونني

محمد ببرود: و بعدين 
حياه بعصبية: بعدين  أيه  شوفته مع السكرتيرة

نوار : يا حبيبتي كل الرجال كده و الستات لازم تستحمل 

حياه بصوت عالي جدا: كل الرجال اللي معه فلوس  صح لكن تخيلي لو بعد الشر شروق قالت إن محمود  خائن 
مش تقولها اختيارك و تحملي لأنك اتجوزتي  وأحد فقير صح 

صرخت بصوت عالي:  انتوا أيه بجد أنت أبوي أنتي أمي   أنا فعلا بنتكم  قولوا الصراحة أنا مش  من دمكم صح أنا بنت من الشارع 

محمد بصوت عالي جدا: ياربي  منك كل يوم تجي تعملي فيلم و تمشي أنتي عايزه أيه 

انهمرت دموعها بشدة : عايزه حاجة بسيطة 
عايزه أبوي  عايزه أمي  علشان خاطر ربنا مرة واحدة  أشعر أنكم أهلي  و خائفين عليا مرة واحدة بس 

تحدثت نور ببرود غير مبالية. بما قالتها هذه المسكينة و غير مبالية بدموعها : بصي سيبك من الكلأم الفارغ ده أحنا كنا مسافرين الساحل كويس أنك جايتي بظروفها علشان نسلم عليكي 

فأبتسمت حياه ابتسامة استهزاء : يعني لو كنت مش جات كنتوا تسافروا من غير ما تسلموا عليا

 محمد: حياة

قاطع الحديث دق الباب بصوت عالي
وسامر يصرخ  : أفتح الباب يا محمد

محمد بخوف من سامر : يا شيخة منك لله ربنا يأخذك و يريحنا منك بقا 

أنصدمت حياه من هذا الجملة  رغم كل ما فعلوا 
معها لكن لم تصل أن يتمني أبيها لها الموت 

دلف سامر وهو يستشاط غضبا 

سامر بغضب شديد: أنتي أزاي يا هانم تمشي من غير آذاني 

حياه بصوت عالي جدا: و أنت عايز أعمل أيه بعد ما شفتك مع السكرتيرة، أنا مش عايزه اشوفك تاني 

كانت نور جالسة الأريكة و محمد يقف و يشاهدون في صمت 
صفعة قوية من سامر جعلت حياة تختل توازنها وتقع  عند قدم نور 

و نظرت لها بعيون باكيه تطلب منها فعل شيء تطلب منها الاستغاثة 
تخبرها أنها في حاجة إلى حضنها 
تخبرها تسمح دموعها 

نطقت بصوت ضعيف : ماما 

وهي لا تبالي و ياليت ظلت على ذلك 
بل أخرجت كلمات أصابت قلب حياه  بالانكسار

نور بعصبية : و الله عندك حق يا سامر باشا تعمل كده احنا مش عرفنا  نربي 
دي واحدة مش مقدرة النعمة أنت مليون بنت تمني أشاره منك 

نهضت حياه و تنظر إلى أبيها حتي يكسر ما تبقي  من قلبها ولم يخذلها أو يخيب ظنها : و الله مش عارف عملت أيه في الدنيا علشان ربنا يرزقني بنت زيك أنا اسف يا سامر باشا

كان تعبير حياه دموع تنهمر بشدة مع ابتسامة وهي تسمع هذا الحديث
و ألتفت إلى سامر حتي تسمع ما يقول في حقها فهي بلاء بالنسبة للجميع 

سامر باشمزاء : أنا بجد قرفت منك و من العيشة معاكي متحملك بس علشان بحبك 
لكن اكتر من كده مش أتحمل 

 ونظر إلى محمد : و كل العز ده يروح منك 

ليقترب محمد من سامر و يقبل يده: 

لا أبوسك إيدك يا باشا أوعي تعمل كده

نور بخوف: هي عندك أعمل فيها اللي يعجبك و إحنا مش نقولك تعمل أيه 

نظر سامر إلى حياه بغرور و كبرياء و قال: 
يلا و لا عايزة حاجه 

و غادر سامر و نظرت حياه: بكرهك محمد 
بكرهك يانور
 
و من هذا اليوم توقفت حياه عن مناداة محمد و نور بماما و بابا.

في السيارة 
كانت تحاول إرضاء سامر حتي لا تعاقب 

تعبث في قبضة قميصه، و تتحدث بدلال شديد: يعني ينفع كده يا حبيبي ، ادخل عليك تكون مع السكرتيرة و مش عايزني ازعل و لا اسيب البيت، أنا عارفة أن محمد ونور مش اب و لا أم و كل اللي يهمه الفلوس اللي ياخدوه منك .
بس أنا كنت غيرانة اوي ، ليه تعمل كدن يا سامر ، هي السكرتيرة احلى مني.

قال بعصبية: انتي تعملي كده علشان مش تتعاقبي صح.

قالت بدلال أكثر: لا أنا استحق العقاب فعلا 
اول حاجة علشان مش قتل السكرتيرة الحقيرة دي، و تأتي حاجة اني مش رجعت بيتي و رحت عن محمد و نور، عقابي لازم يكون صعب .

ثم نظرت في عيونه و حاولت جاهدة اظهار الغيرة في عيونها و قالت ؛ أنت عقابك ايه بقا انك قربت للحلوة دي.

أبتسم و قال: انتي بجد غيرانة 

أجابت بعصبية: أيوة غيرانة اوي ، و زعلانة منك 

ابتسم لها و قال: اسف حقك عليا اوعدك اتغير.

و بهذه الحيلة انقذت نفسها من عقاب سامر...

فاقت من شرودها على صوت السائق 
مدام حياه وصلنا 

هبطت حياه من السيارة
 تقف أمام الشركة التي يعمل فيها زياد 

قررت تعمل له مفاجأة 

وصلت إلى مكتب زياد و أيضا لم تكن السكرتيرة موجودة  و قبل أن تدق الباب 

سمعت صوت زياد و هو يقول :
أنا بحبك و عايز أتجوزك و بحبك من زمان بس كنت خايف أتكلم  تكوني مش تحبني 

"حياتي و الخيانة"

تعليقات



×