رواية وصمة قلب أسير الفصل الثامن 8 بقلم رباب حسين



 رواية وصمة قلب أسير الفصل الثامن بقلم رباب حسين 

أُعاتب فيكِ القرب وأنا في شدةِ الإشتياق..... فإن قلبي بمنفى البعاد أسيرٌ بين قضبان الألم فلا تقتربي يا حلوتي فقربك معذبٌ إليه أكثر من جلد الفراق.... أشعلتي بجسدي نيران حبك التي أُخمدها بيدي فلما تسكبين على قلبي وقود حسنكِ الفتان..... كفى عذابًا.... كفى إرهاقًا فلا سبيل لدي للهروب من سحر عينيكِ....أين المفر؟ لا أستطيع أن أُخفي ما بقلبي أكثر وأعلم أن الوصول إليكي إنتحار ولن أخرج من هذا العشق إلا قتيلا....

ظل ريان في غرفته حتى رحلت ريماس وذهب معها سليم ليوصلها إلى الشركة وصعدت أمال إلى غرفة ريان وأذن لها بالدخول

أمال : إنت هتنام يا ريان ولا إيه؟

إعتدل ريان على الفراش وقال : لا يا أمي.... بريح شوية عشان نخرج سوا زي ما أتفقنا

إبتسمت أمال وقالت : عارف إن إنت شبهي يا ريان؟

إبتسمت ريان وقال : طيب حلو ده.... بس إزاى؟

جلست أمال بجواره وقالت : سليم طالع لعوني في كل حاجة..... اه بعد إنت ما رجعت حاسة إنه أتغير شوية بس سليم إبني وأنا عارفاه

ريان : مش فاهم يا أمي تقصدي إيه

تنهدت أمال وقالت : سليم طول عمره بيتضايق مني عشان مبقدرش أقف قدام أبوه..... مش ضعف مني بس عوني الوحيد اللي حبيته في حياتي ولما أتجوزنا عرفت إنه عصبي أوي ومرة وقفت قدامه وهو متعصب وكانت هتنتهي بخراب البيت ده وكنت حامل فيكو من ساعتها قررت مقفش قدامه وهو متعصب..... سليم شايف إني ضعيفة وعمري ما دافعت عنه قدام عوني بس اللي ميعرفوش إني كنت بستنى لما يهدى واتكلم معاه..... ساعات كنت بلاقي معاه حق وساعات كان بيغير رأيه بس سليم ميعرفش إني أنا كنت السبب في تغير رأيه ده..... عشان كده سليم دايمًا بعيد عني...... لكن إنت لا..... إنت شبهي في عقلك وتصرفاتك وعندك مبادئ ماشي عليها وديه أكتر حاجة مفرحاني بيك

إبتسم ريان وقال : طيب ممكن تروحي تجهزي عشان نخرج سوا

إبتسمت أمال كالطفلة المدللة وقالت : هتوديني فين؟

ريان : المكان اللي نفسك تروحيه

ذهبت أمال لتبدل ثيابها وبدل ريان ثيابه بصعوبة من جرح ظهره ثم نزل ينتظرها وبعد قليل نزلت وذهبا معًا

عادت ريماس إلى العمل وقررت أن تتحدث مع السيوفي بأمر الخطبة مرة أخرى عله يستجيب لها وقطع تفكيرها صوت طرق الباب ودخل منه مازن صديق ريماس المقرب من الجامعة ويعمل معها كمساعد لمدير الحسابات ودخل برأسه من الباب وقال مازحًا : إجتماع ده ولقاء الأحباب.... رحتي لخطيبك وسيبتي الشغل على دماغي ها

إبتسمت ريماس وأشارت له بأن يدخل وقالت : تعالى أدخل..... أحباب إيه ما أنت عارف اللي فيها

جلس مازن أمامها وقال : ما إنتي لو تقوليلي ليه متضايقة من سليم ومش عايزاه هساعدك والله

تنهدت ريماس وقالت : ما هو أنا معنديش سبب يخليني أتضايق منه..... أنا بس مش حاسة إني مرتاحة

مازن : اممممم..... بس ممكن عشان لسة متعريفهوش..... الخطوبة جات بسرعة وجواز صالونات فا ده طبيعي يعني

ريماس : أنا حاسة إني مش عايزة أكمل..... بكل الأشكال مش قادرة يا مازن.... حاسة إني مش على طبيعتي نهائي

مازن : على العموم فكري ولو لقيتي نفسك لسه عند موقفك إتكلمي مع السيوفي بيه تاني.... مع إني عارف إنه مش بيغير رأيه بسهولة

ريماس : ما ديه حياتي أنا برده مش هتجوز بمزاجه

مازن : يا بنتي ما إنتي اللي وافقتي من الأول

ريماس : عشان مش بحب أزعله بس بجد مش قادرة

مازن : طيب إهدي..... إن شاء الله يقتنع.... واتمنى إن موضوع الإندماج ده ميأثرش عليه

ريماس : ده اللي أنا مرعوبة منه....المهم عملت إيه في التقارير الأخيرة جهزتها عشان نبدأ بعرضها على شركة عوني..... لازم نبدأ بسرعة والتقارير ديه مهمة

مازن : متقلقيش شغال عليهم.... إنتي هتحتاجيهم إمتى؟

ريماس : بكرة..... عشان عندي إجتماع مع ريان

مازن : صحيح هو ريان ده توأم سليم صح؟ أنا سمعت إنه شبهه جدًا

ريماس : اه شبهه..... روح بقى خلص التقارير

مازن : حاضر يا ست المديرة...... براحة علينا

إبتسمت ريماس وذهب مازن إلى مكتبه وأنهى التقارير وأعطاها لها قبل الذهاب إلى المنزل ثم غادرت مع السيوفي وبعد أن بدلا ثيابهما جلسا معًا لتناول العشاء وظلت ريماس تنظر إليه في تردد ولا تعلم كيف تفاتحه بأمر فسخ الخطبة فقالت : بابا..... كنت عايزة أقولك على حاجة كده

السيوفي : قولي حبيبتي

ريماس : أنا عايزة أفسخ الخطوبة

ألقى السيوفي الملعقة من يده في غضب وقال : تاني!! تاني يا ريماس الموضوع ده

ريماس : يا بابا أرجوك إفهمني..... أنا مش مرتاحة.... وعارفة إنك هتقولي بيحبك وكويس وشاريكي..... بس بجد أنا مش حاسة إن ده هو جوزى..... مش شايفة الحتة ديه فيه

السيوفي : يا بنتي إنتي مستعجلة ليه؟ أنا خايف تظلميه وهو معملش حاجة..... طيب قوليلي عيب واحد فيه وأنا هفسخ الخطوبة

صمتت ريماس ولم تجيب فأردف السيوفي وقال : شوفتي..... أنا ببص لقدام..... وموضوع الدمج ده هيخليكي مربوطة بيه على طول وابقى أنا مطمن عليكي...... مش أحسن ما يجي واحد بعدي يضحك عليكي وياخد منك فلوسك و يسيبك في الدنيا بقى كده لا أهل ولا فلوس

صمتت ريماس ولم تستطع أن تقنعه ولاحظ السيوفي حزنها فقال : طيب بصي أنا عندي حل..... صلي إستخارة ولو الموضوع فيه مشكلة ربنا هيوقفه من عنده..... خلاص

أماءت له ريماس ونفذت ما طلبه منها وظلت تبكي طوال الليل وهي تشعر بأن قلبها ملك لريان فقط ولا تستطيع مواجهة كل هذه الجهات وحدها وكانت تتمنى أن يقبلها ريان ولكن أغلق كل الإبواب أمامها عندما أخبرها بأنه حتى إذا لم تكن خطيبة سليم فلن تكون له

عاد ريان وأمال إلى المنزل وهي تنظر إليه في سعادة وقد تأكدت أنه ليس مثل سليم ومن المؤكد أنه لن يقبل عمله المشبوه وفكرت أن تطلب منه المساعدة في منع عوني وسليم من مزاوالة هذا العمل

كان سليم يجلس مع عوني في غرفة المكتب ويقول : لازم تسافر قريب..... بكرة التمثال هيبقى عندك..... تروح الورشة وتحطه جوا العفش واقفل إنت عليه بنفسك

سليم : متقلقش يا بابا هي أول مرة

عوني : طيب وجهز نفسك السفر بكرة ولما ترجع عايزين نعمل حفلة كده نعلن فيها الخطوبة وعملية الدمج وكمان عشان ريان يظهر للناس ويعرفو إنه توأمك

سليم : اه هتبقى حلوة ديه فعلًا

دخل ريان الغرفة وقال : مين ديه اللي حلوة؟ 

سليم : بابا عايز نعمل حفلة وكده بس لما أرجع من السفر

ريان : إنت مسافر فين؟ 

سليم : لا فيه عفش طالع من عندنا تصدير وأنا اللي مصممه وكده ولازم أروح بنفسي عشان التنظيم وطريقة العرض وكمان لو حصل أي مشكلة بحاول ألحقها يعني

ريان : ترجع بالسلامة..... الحفلة هتبقى فين يعني؟

وقف عوني ووضع يده على عاتق ريان وقال : هنا في الفيلا..... عايزين الناس كلها تعرف إن ريان عوني عثمان فرد جديد في العيلة

إبتسم له ريان فأردف قائلًا : بكره إعمل حسابك هتبدأ إنت وريماس الدمج هي إتفقت معانا إنها هتيجي بكره..... عايزك تفضي نفسك خالص ولو فيه أي شغل خلي ريهام تعمله

ريان : حاضر متقلقش

ذهب ريان إلى غرفته واستعد للنوم وهو يشعر بالقلق والخوف من لقاء غدًا

حل الصباح وذهب ريان إلى العمل وجاء موعد الإجتماع وطلب من ريهام أن تحضر معه وجاءت ريماس في الموعد المحدد ودخلت غرفة ريان الذي نظر إليها ثم عقد حاجبيه قليلًا عندما رأى مازن يدخل خلفها ثم صافحته وجلست أمامه على طاولة الإجتماعات ثم صافحه مازن قائلًا : مازن أحمد..... مساعد ريماس

صافحه ريان وعرفه بنفسه ثم عرفهما على ريهام وجلسو معًا جميعًا وشرعو بالعمل بعد قليل دخل سليم وهو يحمل بيده باقة من الورود ووضعها أمام ريماس قائلًا : توقعت إنك هتعدي عليا بس واضح إن حبيبتي في الشغل مش بتهرج

نظر لهما ريان ثم أعاد بصره إلى الحاسوب فقالت ريماس : أسفة بس مكنتش عايزة أتأخر على ريان

سليم : واضح إنك بدأتي تفهمي طبعه..... ريان صعب أوي في الشغل فعلًا..... موظفين الحسابات مسمينه البعبع.... صح يا ريهام؟

نظرت له ريهام ثم إلى ريان في إرتباك ولم تجيب فقال مازن : واضح إنك معاك حق يا أستاذ سليم

ضحكا معًا وقال سليم : أنا جيبت البوكيه ده عشان اعتذرلك إني هسافر وهتأخر شوية..... بس الشغل بقى..... بس إعملي حسابك أول ما أرجع في حفلة في البيت عندنا.... جهزي نفسك بقى عشان عايزك أحلى واحدة في الحفلة مع إني عارف إنك كده كده هتبقي أحلى واحدة

أماءت له ريماس وابتسمت وقالت : حاضر..... ترجع بالسلامة

سليم : أنا مسافر بليل..... لو خلصتي شغل بدري هعدي عليكي في البيت

نظرت ريماس إلى الحاسوب وقالت : هو واضح إن مفيهاش بدري النهاردة

سليم : خلاص هروح أخلص شوية حاجات وقبل ما اروح المصنع هعدي أسلم عليكي

ذهب سليم ومال مازن قليلًا على ريماس هامسًا في أذنها : بجد الواد كويس..... نفسي أعرف مش قبلاه ليه؟

ريماس في همس : مش بالشكل على فكرة

مازن : ما هو مش شكل بس.... باين عليه بيحبك..... إديله فرصة

لاحظت ريماس نظرات ريان لها والغضب يتطاير من عينيه لقرب مازن منها وحديثهما الجانبي بهذا الشكل فارتبكت من نظرته وقالت : طيب نتكلم بعدين

نظر مازن إلى ريان واعتدل في جلسته وتابع العمل..... بعد وقت عاد سليم وودع ريماس وريان وذهب وظلو يعملون حتى حل الليل فقالت ريهام : مستر ريان.... أنا كده خلصت التقارير اللي حضرتك طالبها

ريان : طيب تقدري تروحي

مازن : أنا كمان خلصت يا ريماس..... هتروحي ولا مكملة؟

ريماس : لا لسه شوية.... روح إنت وأنا معايا عربيتي

مازن : طيب لو تسمحيلي أوصلك يا أنسة ريهام..... الوقت إتأخر

ريهام : لا مش عايزة أتعبك

مازن : مفيش تعب ولا حاجة.... يلا بينا

ذهبا معًا وظل ريماس وريان بالمكتب وعدد ضئيل من الموظفين داخل الشركة.... بعد وقت قال ريان : مش جعانة؟

نظرت له ريماس وقالت : اه.... جعانة جدًا

ريان : مقولتيش ليه؟ ثم أمسك هاتفه وقال : تحبي تاكلي إيه؟

نظرت له ريماس في إشتياق بعد أن تذكرت ذات الموقف سابقًا وقالت : برجر

نظر لها ريان وقال : فراخ؟

ريماس : لسة فاكر؟

نظر لها ريان مطولًا ثم عاد النظر إلى الهاتف وطلب الطعام لها وبعد قليل قال : مين مازن ده؟

نظرت له ريماس وحاولت التحكم في إبتسامتها فهو يبدو عليه الغيرة كثيرًا وقالت : ده المساعد بتاعي زي ما قولتلك

ريان : والمساعد بتاعك يندهلك بإسمك عادى ليه كده؟

ريماس : عشان إحنا زمايل من أيام الجامعة وكمان هو صديق ليا مقرب يعني

زفر ريان وقال : وده يديله الحق يقعد يتكلم بصوت واطي كده في ودنك قدام الناس

ريماس : وإنت متضايق ليه؟

نظر لها ريان وهو يحاول التحكم بأعصابه وقال : مش متضايق..... بس لو سليم موجود كان إتضايق من الحركة ديه..... صح؟

ريماس : مفتكرش..... أصل سليم عارف إن مازن يبقي صديق ليا وشافنا بنتكلم مع بعض قبل كده ولا علق ولا إتضايق..... إنت بقى متضايق ليه؟

ريان : مش متضايق

ريماس : واضح فعلًا

ألقى ريان القلم من يده في غضب وقال : إنتي عايزة إيه؟

ريماس : أنا عارفة أنا عايزة إيه..... إنت اللي مش عارف أو عارف بس مانع نفسك...... مشكلتك إنك فاكر إن اللي بتعمله ده صح لكن بكره هتعرف إنه أكبر غلط بس هيبقى بعد فوات الأوان..... بعد ما أكون مرات أخوك اللي عايشة معاك قدام عينبك معاه في بيت واحد

شعر ريان بالغضب لمجرد تخيل الأمر وقال : أنا مش فاهم إنتي بتتكلمي عن إيه؟

ريماس : عن مشاعرك اللي عينيك فضحاها والغيرة اللي باينة عليك..... غيران من مازن ومفكرتش هتعمل إيه ولا هتحس بإيه وأنا مرات أخوك

وقف ريان في غضب وقال : بس بقى..... إسكتي

ذهب بعيدًا عنها موالي ظهره لها يحاول السيطرة على مشاعره فوقفت ريماس خلفه وقالت : ليه بتعذب نفسك وبتعذبني معاك..... أنا مش قادرة أواجه كل دول لوحدي..... لو إنت معايا هعرف أحل المشكلة

نظر لها ريان في غضب وقال : أقف معاكي في إيه؟....أنا مش عايزك ولا حاسس بحاجة من نحيتك..... إنتي هتخليني أحبك بالعافية؟

نظرت له ريماس في حزن فقد رفضها للمرة الثالثة وتجمعت الدموع داخل عينيها وقالت : واضح إني برخص نفسي أوي

عادت إلى الطاولة وأكملت عملها دون النظر إليه أما هو فالتفت ينظر إلى النافذة ويغمض عينيه في حزن يحاول السيطرة على دموعه....

عذرًا حبيبتي..... فأنا أجرح قلبي قبل أن أجرحك إنتي..... فلتكرهيني كما شئتي ولكن سيظل قلبي عالقًا بين عينيكي

بعد قليل دخل تيم الغرفة ليرى ما الوضع بينهما ووضع الطعام على الطاولة وقال : مستر ريان..... الأكل وصل

إلتفت ريان إليه وقال : إفتكرتك سافرت مع سليم

تيم : لا مستر سليم بيسافر لوحده..... وقالي أفضل مع حضرتك لو إحتجت حاجة..... أنا موجود في مكتبي

أماء له ريان وذهب تيم إلى مكتبه وشرعت ريماس بتناول الطعام دون النظر أو الحديث مع ريان مرة أخرى..... وأبلغ تيم ما حدث إلى أسعد وأنه لم يستطع أن يحصل على أي دليل على وجود علاقة بينهما وأخبره أسعد أن يستمر بمراقبته

توالى لقاء ريماس وريان ولكن لم يتحدثا مرة أخرى سوى بالعمل وكان ريان يتابع ضحكاتها وكلامها مع مازن وريهام ويعتصر عشقه داخل قلبه في صمت..... بعد أيام عاد سليم إلى القاهرة وحددوا موعد الحفل وأرسلو الدعوات إلى الصحافة والإعلام وقامت أمال بتحضير حلتين متشابهتين لكل من سليم وريان وقاما بإرتدائهما وخرجا معًا إلى ممر الغرف ونظرت لهما أمال وهي تبتسم بشدة وتضع يدها على فمها والدموع تتلألأ داخل عينيها وقالت : شكلكم حلو أوي

نظر سليم وريان إلى بعضهما البعض وضحكا بشدة فقال سليم : يا ماما الناس مش هتعرفنا من بعض..... إنتي ذات نفسك مش هتعرفينا

أمال : لا ده كان زمان.... دلوقتي أنا أعرف أفرقكم عن بعض خلاص..... قلب الأم بقى

ريان : صح فعلًا..... بقت تعرفنا من غير ما نتكلم

أمال : طيب يلا بقى عشان الناس وصلو تحت وأنا كلمت ريماس وقالتلي إنهم جايين في الطريق لازم نستقبلهم

نزلو معًا وبدأت تعليقات الصحفيين وأخذ الصور لريان وسليم ثم دخلت ريماس الحفل وخطفت الأنظار حولها فتقدم منها سليم وأمسك يدها يقبلها تحت نظرات ريان ثم أخذها سليم ووقف في وسط المكان وقال : أنا عارف إن الموضوع اللي هقوله ده مش كتير يعرفه..... بس النهاردة الحفلة مش عن الإعلان عن ريان بس..... لا الحفلة عشان نعلن كمان الدمج بين شركتنا ومعارض السيوفي باشا..... وكمان عن خطوبتي أنا وريماس السيوفي

بدأت الصحافة في أخذ صورًا لهما وسأله أحد الصحفيين : يا ترى حددتم معاد الفرح؟

سليم : بعد شهر وبرده كلكم معزومين

ثم أخرج سليم من معطفه علبة صغيرة وفتحها أمامها وهي تنظر إليه في صدمة فقد حدد موعد الزفاف دون الرجوع إليها ثم أخرج الخاتم ووضعه بيدها وقبلها ثم أشار إلى الموسيقى لتعزف لحنًا هادئًا وأخذ ريماس بين ذراعيه ورقصا معًا

نظر ريان لهما وهو يحارب دموع عنييه فقد جاء اليوم الذي كان يخشى مجيئه..... رأها تتمايل بين يديه.... نظراته لها وهو يتأمل ملامح وجهها..... يقترب منها بشدة ويضع يده حول خصرها وهي تنظر إليه في خجل وكلما أبعدت عيناها عنه رفع وجهها إليه وهو يردد كلمات الغزل لها..... هذه النظرات كالسهام تخترق قلبي الدامي ولا دواء لمن قُتل عشقًا ولا شهود على تعذيبه سوى دموع عيناه.... ذهب ريان إلى غرفته دون أن يلاحظه أحد حتى يهدأ قليلًا

بينما ظلا يترقصان معًا حتى إنتهى العزف ثم أمسكت يد سليم وأخذته بعيدًا بغرفة المكتب ووقفت أمامه في غضب وقالت : إنت إزاى تعلن عن معاد الجواز من غير ما ترجعلي؟

سليم : حبيبتي وإيه اللي يخلينا نأجل أكتر من كده؟

ريماس : مقولتش نأجل بس على الأقل ترجعلي أو تاخد رأي بابا الأول.... ولا ده إختبار تاني؟

سليم : أنا مش عارف إنتي زعلتي ليه..... على العموم إعتبريني مقولتش حاجة وإنتي إختاري المعاد اللى يناسبك

هدأت ريماس وصمتت ثم قال سليم : أنا هعدي طريقتك ديه وأسلوبك في الكلام بس ديه أخر مرة ترفعي صوتك قدامي..... وعلى فكرة أنا سايبك تدلعي براحتك في الخطوبة لكن بعد كدة كلمتي هي اللي هتمشي وأظن ده الصح

ذهبت ريماس من أمامه في غضب فأمسك يدها وقال : ردي عليا

ريماس : ماشي..... سيبني بقى

سليم : رايحة فين؟

ريماس : هروح الحمام..... ممكن؟

سليم : طيب إطلعي الحمام اللي فوق عشان اللي تحت الضيوف بتستخدمه

تركته ريماس وذهبت إلى المرحاض بالطابق العلوي وعندما خرجت وجدت ريان يخرج من غرفته فنظرا لبعضهما مطولًا ولم يتمالك ريان أعصابه أكثر..... نظرت ريماس إليه ثم ذهبت من أمامه فأمسكها ريان من يدها قبل أن تذهب وجذبها إليه ثم دفعها نحو الحائط ورفع كلا ذراعيه حولها ليضع كفيه على الحائط بجانبها ونظر داخل عينيها نظرة إرتجفت أوصال ريماس أثرها ثم أخذ يتأمل ملامح وجهها وأنفاسه تتصاعد وقال : متخليهوش يلمسك قدامي..... ولا تبصي في عينيه كده..... مش قادر أستحمل أشوفك بين إيديه

ثم أغلق عينيه في حزن ونظر أرضًا يحاول أن يمنع نفسه مما يقول ولكن فشل فنظر إليها مرة أخرى والدموع داخل عينيه وقال : بحاول...... بحاول أمنع نفسي عنك بس مش قادر...... عملتي فيا إيه؟..... ليه ظهرتي في حياتي؟.... ليه مش عارف أنساكي؟

ثم ضرب قبضته في الحائط وقال وهو يبكي : ليه....ليه؟.... إطلعي من قلبي بقى..... إطلعي من تفكيري وارحميني.... كفاية تعذيب فيا

نظرت له ريماس في حزن وقالت : مش عايزة أطلع منه..... خدني من هنا..... أنا بحبك إنت مش هو

أماء بلا وهو يغمض عينيه في حزن يحارب قلبه ويمنعه فوضعت ريماس يدها على صدره وقالت : أنا عارفة إنك بتحبني..... متفرقناش عن بعض يا ريان..... خليك معايا وأنا هسيبه..... أنا هفسخ الخطوبة ديه

إبتعد ريان عنها في غضب وقال : لا..... لا سليم بيحبك..... قولتلك مقدرش أعمل فيه كده..... حتى لو هموت من غيرك أموت بس هو ميتأذيش..... أنا همشي...... هسيب البلد كلها وأمشي...... مش عايز أشوفك تاني ومش هقدر أشوفك بين إيديه ولا أبقى في الأوضة ديه وأنا عارف إنك في حضنه في الأوضة التانية..... مش هقدر

اقترب منها مرة أخرى وقال : إحنا مش لبعض.... ولا عمرك هتكوني ليا وحتى لو سيبتيه مش هتبقي ليا.... إفهمي بقى مقدرش أخدك منه وأخليه يحس باللي أنا حاسه دلوقتي

ريماس : سليم مش بيحبني كده..... ومش هيحس اللي إنت حاسه.... سليم مختارني بعقله وبس وحتى لو فرحان بعلاقتنا دلوقتي بعد كده مش هيبقى فرحان..... متحكمش عليا أنا وإنت بالعذاب والبعد.... لو وقفنا قدامهم إحنا الأتنين هننهي المهزلة ديه..... أنا مش قادرة أقنع بابا لوحدي وموضوع الدمج معقد المشكلة أكتر..... متتخلاش عني يا ريان

ريان : لو خيروني بينك وبين سليم هختاره هو...... حتى لو هموت هختاره

ذهب من أمامها وهي تنظر له في حزن تحت نظرات ثاقبة تنظر إلى ما يحدث وتسمع ما يقولان والغضب يسيطر على العين

الفصل التاسع من هنا

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1