![]() |
رواية الحب والخطيئة الفصل الثامن بقلم حازم الباشا
كانت رانيا وسوزان قد استقلا تلك السياره الفاخره ، ووصلا الى ذلك القصر الفخم في اطراف القاهره
ودخلا الى القصر بصحبة السائق الذي كان يرتدي زيا رسميا انيقا
ليجدا وجدي في استقبالهما قائلا بكل ترحاب :
اهلا وسهلا رانيا هانم وسوزان هانم
انا وجدي اللي اتصلت بحضرتك
بجد نورتو القصر
وسالم بيه في انتظاركم في حمام السباحه
ردت رانيا بتهذب :
اهلا استاذ وجدي
واسفين لو اتاخرنا على سالم بيه
انت عارف بقا البنات وهي بتلبس
رد وجدي بابتسامه خبيثه ، وهو يلتقط حقيبتين من الطاوله التي امامه ، ويناول احداهما الى رانيا والاخرى الى سوزان ، ثم يقول بلهجه ودوده :
هو في مشكله صغيره
مش هينفع تدخلوا حمام السباحه
بالبس ده
ممنوع الدخول الا بالمايوهات !!!
ساد صمت مخيف للحظات !!!
ثم اشار وجدي بيده الى باب احدى الغرف الجانيه بردهة القصر ، واستطرد قائلا بلهجه حاده :
حضراتكم هتدخلوا الاوضه دي
تقلعوا هدومكم
وكل واحده فيكم هتلبس المايوه
اللي في الشنطه اللي معاها !!!
وقعت كلمات وجدي على اذني الفتاتان كالصاعقه !!!
وارتجفت اجسادهم بقوه ، بينما علت وجوههم اقصى علامات الفزع ، وهما يتبادلان النظرات المرتعبه ، غير مصدقين ما قد سمعوه للتو !!!
لم تستطع رانيا التحدث او حتى الحركه ، فتجمدت في مكانها كتمثال ثلجي !!!
بينما استجمعت سوزان شجاعتها ، وفتحت الحقيبه الى كانت تحملها ، ثم التقطت ذلك المايوه الخليع المكون من قطعتين بدهشه عارمه ، وظلت تتفحصه باندهاش !!!
وفي اقل من ثانين واحده ، احمر وجه سوزان من شدة الغضب ، والقت الحقيبه في وجه وجدي ، ثم قالت بلهجه حاده :
انت بتستعبط ولا شكلك كده
واضح انك فهمتنا غلط يا استاذ وجدي
احنا مش بتوع الكلام ده
احنا هنمشي من هنا دلوقتي حالا
ولو سمحت رجعنا من مكان ما جبتنا
والا ورحمة ابويا هاعملك فضيحه
وهوديك في ستين داهيه
انت واللي مشغلك
وقبل ان تنهي سوزان عبارتها ، كان قد ظهر اربع رجال غلاظ الهيئه ، ضخام البنيه ، وقد واحاطوا برانيا وسوزان !!!
بينما طفت ابتسامه صفراء على وجه وجدي ، وقال بكل برووود :
طيب انا هاديكو ٣ دقايق
يا تخشوا تلبسو المايوهات
بكل هدوء وادب
يا إما هاخلي الرجاله دي
تساعدكم وتقلعكم وتلبسكم بمعرفتها
وخللي في بالك
ان الرجاله دي بقالها اكتر من شهرين
ما شافتش ستات
وانا مش ضامن هيعملوا فيكم ايه
لما يقلعوكم !!!
تطلعت رانيا وسوزان الى وجوه الرجال الذين التفوا من حولهما
وقد كانت نظراتهم الطامعه ، وافواههم المتدليه التي سال منها اللعاب ، كافيه لان يتوقف قلب الفتاتان من شدة الرعب
وقد بات المشهد واضحا للجميع ...
فذلك الحلم الوردي الذي داعب روح رانيا
قد تحول الي كابوس مرعب ...
سوف يعتصر قلبها البريء !!!
وينهش جسدها النقي !!!
في تلك اللحظه ... انهارت رانيا تماما ، ولم تعد قدماها تقويان على حملها ، فسقطت راكعه على ركبتيها ، وقد انفجرت في نوبه بكاء حاد
بينما صمدت سوزان ، وقد قررت ان تستخدم ذكائها في التفاوض ، للخروج من هذه المحنه بأقل الاضرار الممكنه
فإنحنت على رانيل واحتضنتها برفق ، ثم همست في اذنها :
ما تخافيش يا رانيا
انا السبب في كل اللي احنا فيه دلوقتي
وانا مسؤوله انك تطلعي من هنا صاغ سليم
ومحدش ها يمس شعره واحده منك
قاطعها وجدي وهو يشير الى رجاله قائلا :
انتو واقفين تتفرجوا عليهم
خدوا موبايلات الهوانم
وادخلو قلعوهم الهدوم اللي عليهم
ولبسوهم المايوهات بسرعه
استوقفتهم سوزان وقالت بكل حده :
لو بغل منكم قرب لي او لرانيا
ييبقا انتوا ناويين تاخدونا جتت مييته
واظن ده مش هيعجب سالم بيه خاااالص
فخلونا نلاقي حل وسط
تجمد الرجال في اماكنهم وتبادلوا النظرات فيما بينهم ثم استقرت اعينهم صوب وجدي في انتظار تعدليه لاوامره لهم ، فقد اثارت كلمات سوزان الرعب في قلوب الجميع
هنا ابتسم وجدي بخبث ، وقال بكل هدوء :
وايه بقا الحل الوسط بتاعك
وانجزي بقا
عشان مش هنقضي اليوم كله
واحنا بنتحايل عليكم تقلعوا
ردت سوزان وهي تساعد رانيا على الوقوف ، بعد استجمعت الكثير من هدوءها ، وقالت :
الموبايالات بتاعتنا اهيه
خليها معك
وانا هادخل اغير هدومي
والبس المايوه
بس سيبوا رانيا بهدومها
البت دي غلبانه
ولو دبحتوها كده
مش هاتقلع هدومها
وانا هاقعد مع سالم بيه
واوعدك انه ها يتبسط
واليوم ده هيعدي زي الفل
ايه رأيك ؟؟
كان كلام سوزان منطقيا جدا ، مما دفع وجدي للرد بكل حماس :
موافق بش بشرط
رانيا هانم تلبس المايوه برضوا
بس ذوقيا مني انا
هاديها بشكير طويل
يغطيها كلها من راسها لرجليها
ردت سوزان بكل ثقه ، وهي تسحب رانيا برفق الى تلك الغرفه :
ماشي موافقين
ردت رانيا برعب :
لا انا مش هاقلع ولا هالبس اي حاجه
تدخلت سوزان وبدات تجر جسد رانيا المتجمد من الخوف ، وتقول :
هات بس البشكير
وانا هاقنعها في الاوضه
وبالفعل احضر احد الرجال البشكير ، وناوله لسوزان ، ودخل الفتاتان الى الغرفه ، واغلقت سوزان الباب باحكام ، وبدات في خلع ملابسها ، وارتداء ذلك المايوه المثير ، ثم همست في اذن رانيا ، قائله :
سامحيني يا رانيا
انا اللي ورطتك الورطه السودا دي
وانا مسؤوله اخرجك منها على خير
بس انتي اسمعي كلامي ونفذيه بالحرف
اقلعي والبسي المايوه بسرعه
وغطي جسمك كله بالبشكير ده
ثم اخرجت سوزان من رأسها دبوس معدني طويل وقالت :
انا هاحاول استدرج الكلب
اللي اسمه سالم ده
واول ما اقرب منه
هارشق الدبوس ده في رقبته
وبعدها تهربي انتي على طول
وتبلغي البوليس
صرخت رانيا برعب ، وقالت بكل انفعال:
انتي اجننتي
مستحيل اسيبك تعملي كده
دوري على حل تاني
انا ....
وقبل ان تكمل رانيا عبارتها ، كانت سوزان قد ارتدت ذلك المايوه ، وبدات في نزع ملابس رانيا ، ثم خرجت الفتاتان من الغرفه وذهبا في صحبه وجدي الى حمام السباحه
ليجدا مفاجأه كبرى بإنتظارهما !!!
ففي قلب حمام السباحه ، كان يجلس احد الرجال يحتسي الخمر ، وقد احاطت به مجموعه من النساء العاريات
وقد تعالت اصوات ضحكاتهن الماجنه ، لتطغى على صوت الموسيقى الهادر في ارجاء المكان
الا ان ذلك الرجل ... لم يكن سالم بيه !!!
التفتت رانيا الى وجدي في ذهول ، وقالت بارتباك :
مين الراجل ده
وفين سالم بيه بتاعك ده
انت مش قلت انه قاعد مستنينا
وقبل ان يرد وجدي ، قاطعه ذلك الرجل باشاره من يده ، انصرف على اثرها وجدي دون ان ينطق كلمه واحده
ثم قام الرجل من جلسته بحمام السباحه وصعد ليصافح رانيا بحفاوه ، وهو يقول
اهلا بأمورتنا الحلوه رانيا هانم وصاحبتها
طبعا انتي مش فاكراني
وليكي حق طبعا
ما انتي عنيكي امبارح ما نزلتش
من على سالم ولا دقيقه
هنا توهجت ذاكره رانيا فجأه ، فصاحت بانفعال :
لا انا افتكرتك
انت كنت في الفرح
وكنت قاعد جنب سالم بيه
ممكن بقى تفهمني انت عاوز ايه مني ؟؟؟
وفين سالم بيه ؟؟؟
رد الرجل بكل غطرسه:
سالم على وصول
ما تقلقيش يا عروسه
دقايق وهيكون معانا
بس خلينا نتفق بقا
انا عاوزكم تبسطوه عالاخر
ولو عرفتوا تفرفشوه وتدلعوه
ليكم عندي مكافأه كبيره اوي
كل واحده منكم هتروح الليله
ومعاها ميت الف جنيه
تدخلت سوزان في الحوار وقالت :
طب ممكن تخلي رانيا تروح
وانا هاقعد اعمل لك اللي انت عاوزه
رد الرجل بكل حده:
انا مش عاوز رغي كتير
ما تبوظوش المفاجاه بقا
ثم دفع الفتاتان ليسقطا في الحمام ، وسط صيحات باقي الفتيات العاريات ، الذين تدافعوا حول جسد رانيا
في محاوله لنزع البشكير الذي تداري به جسدها
واشتبكت معهن سوزان في محاوله للدفاع عن صديقتها ، وسادت حاله من الهرج والصراخ داخل حمام السباحه
مما دفع رانيا الى البكاء بحرقه شديده وهي تلملم البشكير لتداري جسدها العاري
وفجأه توقفت الفتيات عن العراك مع سوزان ورانيا ، وانطلقوا مسرعين خارج حمام السباحه ، بعد ان صاح ذلك الرجل بقوه قائلا :
ولا حركه يا بنات
سالم بيه وصل
كان سالم قد وصل الى القصر ، وتوجه نحو حمام السباحه ، وقد علت ملامحه ابتسامه عريضه ، وهو يصافح ذلك الرجل قائلا :
ايه كل المهرجان اللي انت عامله ده يا صفوت
مش هتعقل بقا وتبطل حركاتك دي
رد شكري وهو يصافح سالم بكل حفاوه ويقول :
هو انا عندي كام سالم يعني
انت صاحب عمري
وبقالك فتره مش في المووود
فقلت اعملك مفاجأه
ونفك جو الشغل اللي ما بيخلصش ده
امتعض سالم وقال بإستهزاء شديد :
يا فرحة امك بيك
بقا شويه النسوان الكسر دول هما المفاجأه
على فكره انت ذوقك بقا واقع اوي
رد شكري بابتسامه خبيثه :
لا يا فالح
المفاجأه هناك اهيه
ثم مد اصبعه واشار الى رانيا ، التي كانت ترتعد وتبكي في حضن سوزان ، في احد اركان حمام السباحه
وعلى غير توقعات شكري ، فقد تلاشت ابتسامه سالم ، وتبدلت ملامحه الى كتله من الجمر المشتعل ، وقال بكل صرامه وغضب :
انت ايه اللي هببته ده
مين قالك تعمل كده
حسابي معاك بعدين
امتقع وجه شكري ، وقال بصوت متلعثم :
انا افتكرت انك هتفرح
انا ....
قاطعه سالم مجددا ، وقال بكل غلظه :
انت تخرس خالص
مش عاوز اسمع صوتك
واتفضل لم كل الزباله اللي معاك دي
واطلعوا بره
مش عاوز المح حد واقف هنا
وفي اقل من ثانيه واحده ، كان شكري وفتياته ورجاله قد غادروا المكان
وقد التقط سالم بشكيرين نظيفين ، ثم تقدم من طرف حمام السباحه ، ومد يده لينتشل رانيا وسوزان من الماء
وصعدت الفتاتان وارتديا البشكيرين بسرعه ، ورانيا تردد عباره واحده :
ارجوك خرجنا من هنا
ارجوك سبنا نروح
رد سالم بصوت متعاطف :
حاضر هاروحكم من هنا
انا اسف بجد
عالموقف ده
وشكري هيدفع تمن اللي عمله ده
بس طمنيني
انتي كويسه
حد لمسك من البهايم دول
ردت رانيا وهي تبكي :
الحمد لله
محصلش حاجه
ربنا بعتك في الوقت المناسب
وانتهى ذلك الكابوس المخيف ، بأن امر سالم احد افراد حرسه الشخصي بتوصيل الفتاتان الى منزل سوزان ، وقد امر باقي افراد الحرس الخاص به باقتياد وجدي وباقي رجال شكري لاحد المعتقلات السياسيه
والتي كان مشهورا بأن من يدخله ، لا يخرج منه ابدا !!!
‐--------------------ء
ورفضت رانيا العوده الى منزل سوزان ، واصرت على العوده الى منزل والدها
فبرغم من انها تعلم مدى حب سوزان لها ، وحرصها على سلامتها ، الا ان تلك الواقعه المرعبه ، قد جعلتها تدرك ان المضي قدما في تلك الصداقه قد كلفها الكثير من عفتها واحترامها لنفسها
وقد كانت قاب قوسين او ادنى ، من ان تتحول الى فريسه ينهشها اصحاب النفوذ !!!
ووصلت الى المنزل لتجد وثيقه طلاقها من حسام ، فبكت بحرقه شديده ، وتمنت لو انها لم تتسرع في انهاء ذلك الزواج
فبرغم جفاء وبروده تلك العلاقه ، الا انها كانت تمنحها كل الاحساس بالامان
ذلك الاحساس الذي تفتقده الان بشده ، فلقد تركت ذكرى احداث ذلك اليوم العصيب جرحا عميقا في قلبها
ولم تعد تدري هل انتهى ذلك الكابوس بالفعل ، ام انها مجرد بدايه !!!
ومرت الايام بطيئه ورانيا تعيش في حاله من الندم ، والرعب المتواصل
وقد تازمت حالتها النفسيه ، فبدات تراودها كوابيس النوم واليقظه ، وهي تتخيل مشاهد هؤلاء الرجال وهم يتناوبون على افتراس جسدها بكل وحشيه
-------------------ء
اما حسام فقد توطدت علاقته مع مروه ، واصبحا صديقين ، وقد اعتادا على قضاء اوقات طويله على الهاتف كل ليله
وقد ساهمت تلك العلاقه في ان تدفع مروه الى الانقلاب على حياتها المريره ، وقد قررت من داخلها ، ان تنقلب على سالم ، وعلى عماد ، وتضع حدا لهذه المهزله
مهما كلفها ذلك الامر !!!
ففي احد الايام ، اتصل بها سالم ليخبرها برغبته في قضاء بعض الوقت معها ، فاجابت بكل حزم :
لا يا سالم
انا خلاص مش هاقدر اعمل كده تاني
روح دور لك على عيله صغيره
واعتقني لوجه الله بقا
كفايه قرف ونجاسه وفضايح
انا تعبت وزهقت من حياتي دي
انا بكرهك من كل قلبي يا سالم
رد سالم بكل حده :
واضح ان في حد مقوي قلبك عليا
بس انا هادفعك تمن الكلام ده غالي اوي
وهاخليكي تيجي تبوسي رجلي
عشان اسامحك على قله ادبك دي
قال ذلك ثم اغلق الخط في وجهها ، ثم اعاد الاتصال برقم اخر ، وقال بلهجه حاده :
انا هابعت لك رقم تليفون دلوقتي
عاوزك تجيبلي بيان
بكل الارقام اللي بتتصل بيه
طول الشهر اللي فات
وعازوك تجيبلي الواد المجرم
اللي اسمه "جمجمه"
من تحت الارض
رد المتلقي بكل انضباط :
اوامرك يا سالم بيه
بس "جمجمه" مقبوض عليه حاليا
في قضيه خطففففف واغتصااااااب وقتللللل
البت بتاعت وسط البلد
رد سالم بكل هدوء ، وقد لمعت عيناه بشكل مخيف :
طلعوه باي شكل
ومفيش مشكله
بدل ما يبقى عنده قضيه واحده ...
هنخليهم اتنين !!!