رواية من اجلك الفصل التاسع 9 بقلم اسماء ندا

     

 

رواية من اجلك الفصل التاسع بقلم اسماء ندا

 

بعد ساعتين، كانت سوسن داخل مكتب في أحد الأحياء الإدارية في العاصمة الجديدة، ويجلس معها المحامي الخاص بها وهو زوج أختها صابرين، وحامد ومعه المحامي الخاص به وهو سميح أحد مجموعتهم الخاصة، ويجلس أمامهم زوج نعيمة وابنتها، قالت زينب

"المفروض الشريك الأكبر لينا يكون موجود بس حقيقي الطيارة اتأخرت، بس مش مشكلة أنا معايا توكيل عام، وعلى العموم أول ما يوصل هنيجي للقصر نستلمه، يا ريت وقتها ما يكونش فيه غير الخدم."

قالت سوسن بتأكيد: "طبعًا، أنا هبلغهم يخلوا القصر خلال ساعة ما تقلقيش."

قدم المحامي الخاص بسوسن الأوراق إليها، وقامت بالإمضاء، وأثناء ما كانت توقع كان حامد قريبًا من أذنيها يغازلها ويحدثها عن مستقبلهما سويًا مما جعلها تغفل عن النظر للاسم المكتوب. وبعد لحظات أدار زوج نعيمة شاشة الحاسوب وقال لها: "تم إرسال المئة مليون دولار إلى حسابك"، وفي ثوان معدودة جاءت رسالة على هاتفها تؤكد دخول المبلغ إلى حسابها، لكنها حتى لم تتأكد إن كانت تلك الرسالة من البنك أم لا، فقط طار قلبها فرحًا برؤية رقم المبلغ المضاف.

أثناء خروجها من المبنى كان المحامي الخاص بأدهم يوثق بالفعل مع موظف من التوكيلات العقارية والزراعية إثبات الملكية لهم. اتصل أدهم بهاتف حامد وأخبره أن يؤخر رجوع سوسن إلى القصر ثلاث ساعات لحين الانتهاء من تثبيت الملكية، وأيضًا إعطاء فرصة للمحامي الخاص بسوسن للذهاب إلى فايز وإخباره بما حدث. وعلى الجهة الأخرى كان فوزي قد ذهب إلى الملجأ ولكنه اكتشف أن فايز قد كذب عليه فلم يضع ابن يزن داخل ذلك الملجأ، ففقد عقله وقرر العودة وقتل فايز ثم قتل نفسه فلم يعد للحياة معنى في نظره.

تحرك حامد وأخذ سوسن إلى أحد الفنادق الفخمة بعد أن كذب عليها وأخبرها أن ذلك الفندق كان له قبل بيعه، وبعد تناول الطعام سويًا أخبرها أنه قد جهز لها مفاجأة ولكن في الأعلى داخل الجناح الذي سيقضون فيه ليلتين قبل سفرهم إلى الخارج. وبعد أن صعدوا إلى الجناح تفاجأت بوجود شخص يرتدي عمة وجلبابًا، ومن سعادتها لم تتحقق من هوية الشخص، بل وافقت ومضت على أوراق زواج ثم رحل ذلك الشخص ومعه الشاهدان وهما وافي وسراج.

اقترب حامد وهمس لها:

"دلوقتي أنتِ مراتي يا سوسو وأنا مش قادر أستنى أكتر من كده."

"لأ، لأ، إحنا اتفقنا يا حبيبي مع اللي اشترت إن لازم أروح أخليهم يفضوا القصر."

"أيوه، فاكر بس لسه الطيارة بتاعة شريكتهم هتوصل بعد ساعتين ولا تلاتة، يعني لسه عندنا وقت."

"اممم، وقت لإيه؟"

"الله، ما قولنا أنتِ مراتي بقى."

في مكان تاني، بالتحديد داخل مكتب فايز، دخل المحامي وهو بيتنفّس بصعوبة وقال له:

"بس يا فايز، أنا بحاول أتصل بيك من الصبح وأنت ما بتردش."

نظر فايز بسخرية وقال: "إيه الجديد يا وش الفقر أنت، ومالك كده مش بتاخد نفسك، إيه كنت بتجري في ماراثون؟"

ألقى المحامي كام ورقة قدام فايز وقال: "أنا فعلًا كنت بجري لأني بحاول أمنع المصايب دي، بص يا سيدي أختك سوسن بالتوكيل باعت الأراضي والمصانع والقصر لواحدة اسمها نعيمة حمدان."

"أنت بتقول إيه يا مخبول أنت، وإيه اللي هيخلي سوسن تعمل كده لما تبيع كل حاجة؟"

"أنا المخبول ولا أنتم؟ زي ما أنت ما بعت الشركة وأخدت فلوسها لنفسك عشان تسد القرض اللي كان عليك، فممكن هي لما عرفت قالت تتغدى بيك وباعت كل حاجة وهتهج بره مصر، وادي تذاكر الطيران وكمان الرسالة من البنك بإنها سحبت كل الفلوس والأرصدة صفر."

"يا نهار أسود، أنا ما بعتش غير نص الشركة والنص التاني ملكنا إحنا الأربعة يا مجنونة!"

"نعم يا أخويا، بعت إيه سمعني؟ ده أنا اللي عامل لك الأوراق زي ما أنت طلبت في التليفون، أنت بايع الشركة كلها ووجودك هنا زي أي موظف."

"إيه، ما حصلش، أنا ما قلتلكش كده."

"أنت هتستهبل وتشيلني الليلة؟ لأ، أنا مسجل المكالمة، اسمع."

وضع المحامي التسجيل على مكبر الصوت في التليفون، وقد كان صوت فايز بيطلب منه يظبط أوراق بيع الشركة بالكامل عن طريق التوكيل اللي عنده، صاح فايز:

"مش أنا، ده مش أنا، يا نهار أسود، يعني دلوقتي لا شركة ولا أرض ولا قصر؟"

"ولا مصانع، ولا فلوس في البنك، أنتم فلستوا ما عدا أختك اللي زمانها راجعة من القاهرة دلوقتي تلم شنطتها دي لو ما كانتش لمّتها قبل ما تسافر الصبح."

صرخ فايز وهو بيجري وهو خارج من الشركة:

"ده أنا هقتلها بإيدي، لأ أنا هحرقها هي والقصر!"

عند باب الشركة وقف أدهم بينتظر ظهور فايز، وما إن رآه وقف قدامه وقال:

"على فين يا عمي، ما لسه بدري."

نظر فايز له وقال: "أنت مين، وعمك إيه أنت كمان؟"

"أنا أدهم يزن الإبراهيمي، أنا اللي اشتريت كل حاجة منكم، صحيح الحق لم هدومك من القصر واهرب قبل ما البوليس يقبض عليك، لأني فتحت قضية أبويا تاني وعمي فوزي اعترف عليك وكمان قدم الإثبات بصوتك وأنت بتتفق مع اللي قتل أبويا."
"أنت كداب، أنا ماليش علاقة بقتل أبوك، سوسن هي اللي عملت كل حاجة، وبعدين لما تبقى تثبت إنك ابن يزن ابقى اتكلم معايا، غور من وشي قال حتة عيل هو اللي اشترى كل أملاكي، غور ياض غير الكفولة."
ركب عربيته وشغلها لكنه ما اتحركش بعد ما سمع صوت حامد من التليفون:
"سوسن."
صوت سوسن: "أيوه يا حبيبي."
"حبتك عقربة، قومي انجري وغوري من هنا، آه وبقولك القصر يكون فاضي عشان هنقل أنا وأدهم ابن أخوكي اللي قتلتوه."

"أنت، أنت بتقول إيه، أدهم مين، أنا مراتك."

ضحك حامد بصوت جهوري وقال:

"مراتي؟ أنتِ صدقتي نفسك ولا إيه؟ أنا حامد أتجوّز واحدة زيك؟ أنتِ كنتِ مجرد تسلية، أنا داخل آخد شاور أخرج ما ألاقيش هنا، لو لقيتك هخلي العيال يرموكي بره في صندوق الزبالة."

أغلق أدهم التليفون وهو بيقرب من عربية فايز وقال:

"فاكر نعيمة يا فايز، الدادة اللي حاولت تقتلها؟ فاكر جدي اللي حرقته في بيته بعد ما قتلت أمي؟ افتكرهم كويس لأن لسه حسابك كبير عندي."

انطلق فايز بالسيارة في اتجاه القصر الذي أصبح بالنسبة له أضيق من القبر، ذلك القصر الذي شهد على كل جرائمه الان اصبح دليل حى سيقذف به الى السجن،  ضاع كل شئ قد حارب لاقتنائه ، دار بعقله الكثير من الذكريات  لكنه حدث نفسه قائلا 

" انا  فايز الابراهيمي  مفيش حاجه بيتاخد منى غصب ، هلاقى حل وارجع كل حاجه وهدفنك يا ادهم، كان لازم ادفنك مع امك زمان ومسمعش كلام الجبان فوزى، اكيد  سوسن لسه مسجلتش البيع فى الشهر العقارى ،  ده بياخد أيام ، انا هلغى البيع وهتهمها بالسرقة، بس اتاكد الاول انها لسه مسجلتش  البيع "

وصل إلى القصر وجلس ينتظر عودة أخته، لم ينتبه لرائحة البنزين التي تتغى على المكان أو نظرات فوزي الواقف أعلى الدرج في الطابق الثاني ينظر له وينتظر هو الآخر عودة سوسن لينتقم منهما سويًا. مرت ساعتان، انصرف الخدم من القصر متسللين رويدًا رويدًا كما أخبرهم فوزي، ولم يبق في الداخل سواهم الثلاثة. وصلت سوسن تجر أذيال خيبتها وتتناحر في عقلها الأفكار حول كيفية الانتقام من حامد أو إنهاء حياتها، خاصة بعد أن تأكدت أن حسابها في البنك فارغ حتى من الأموال التي كانت تدخرها طوال تلك السنوات. صدمت بوجود فايز يجلس في ساحة القصر وما إن رآها حتى قال:

" سجلتى البيع فى الشهر العقارى "

نطقت بتهكم " انت عرفت، قولت لك اقتل الواد زى امه وابوه ، بس انت سمعت  ل فوزى ابو قلب حنين ، اهو  الواد رجع وقشط كل حاجه" 

" انطقى ، سجلت الزفت "

" معرفش انا سيبت المحامى جوز اختك مع المحامى بتعهم ونزلت مع حامد الزفت" 

" ابن الك……، بقى بيلعب بينا "

جاء صوت فوزى وهى ينزل الدرج " متقلقوش ، زمانه مات زى اللى ماتوا "

نظر فايز بغل ل فوزى وقال وهو يتصل هاتفيا بالمحامى 

" مات، واالى كان معايا فى الشركه ده خياله"

أجاب من الطرف الآخر المحامى  وهو يضحك" ايه ، عرفت الحقيقة يا فايز ، اوعى تكون مستغرب انى كنت فى صف ادهم، ما انا قولت لك زمان انا دايما مع اللي يدفع "

وقبل ان يكمل حديثه استمعوا جميعا لصوت انفجار ضخم من الهاتف فقال فوزى 

" اهو عزرائيل خدك  من غير ما يدفع "

نظر فايز له وقال " عفارم، اخيرا عملت حاجه صح، بس دلوقتى تقولى هنعرف منين الهباب ده سجل البيع ولا لا"

أخرج فوزى ولاعة من جيب بنطاله ونظر إلى الباب التفتوا  جميعا ونظروا حيث   كان ينظر، فكان اثنان من الحراس يغلقون الأبواب  ، فقال فايز 

" هما بيعملوا ايه ، انت ،  ايه الريحة دى "

قالت سوسن " دى بنزين و لا كورياسين "

اسرعت سوسن تحاول فتح اى من الأبواب للغرف لكنها جميعا كانت مغلقة ، فصرخت 

" ليه يا فوزى ، ليه "

أخرج فوزى الجواب الذي  كانت صابرين تركته له ،امسكت به سوسن وقراته بصوت مرتفع ثم قالت 

" كذب ، مش ممكن فايز يعمل كده ، وبعدين حتى لو هو عمل كده انا مالى "

قال فايز " نعم ، انتى هتلزقى فى كل المصايب ، ما انت كنت  عارفة و موافقه على كل حاجه ، ايه نسيتى انت اللى حطيتى لمراته المخدر وسلمتها لى " 

" انتم وسخ ….. اوى "

فايز وهو يحاول الاقتراب لنزع الولاعة من يد فوزى " متبقاش اهبل ، احنا كده مش هنموت لوحدنا ، انت هتموت معانا، ايه حياتك مش مهمه "

ضحك فوزى زى المجنون وقال " وأنا فاضل لى ايه اعيش ليه"
وقبل ان يتحدث أحدهم او ينجح فايز بالامساك بالولاعة ، اشعلها  فوزى وانتشرت النيران بكل مكان ، لم يعد هناك مفر للهروب والنيران تلتهم كل شي  وفى لحظات اختفى صوت الصراخ من داخل القصر وأصبح موتهم حديث أهل البلد وتم غلق القصر كما هو ولم يقترب منه أحد بعدها.
الفصل العاشر من هنا

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1