رواية اللعنة الفصل التاسع
صابرين فتحت عينيها لقيت نفسها نايمة على سرير في مستشفى , وأختها تهاني قاعدة جنبها والشيخ الذي قابلته بالمقابر كان هو كمان موجود , وناس كتير متعرفهمش ودكتور وممرضة ...كانوا بيتكلموا كثير وكانت سامعه أصواتهم العالية وهنا صرخت مرة واحدة وهي بتحاول تقوم من فوق السرير :
- ولادي فين ولادى سلمى ....سيف...انتوا فين ؟
ردت أختها بإرتياح :
- الحمد لله يا صابرين إنك فوقتي وبخير قلقتينا عليك إيه اللي حصل لسيف وسلمى المدرسة كلمتني ومش فاهمه حاجة ..
- سيف وسلمى فين يا تهانى ..ولادي فين ؟
- المدرسة بتقول إنك أختيهم يا صابرين ورجعت تاني عملت مشكلة , واغمى عليك والمدرسة كلمت الشرطة والكاميرا مصوراك انت ودتيهم فين ؟
صرخت برعب وهى بتبصلهم ..
- لا كدابين أنا ما اخدتهمش انا كنت مع الشيخ ..وشاورت بيديها على الرجل العجوز اللى كان واقف جنب الباب
الشيخ قرب منها وهو يقول:
- حمد لله على سلامتك يا بنتي , المدرسة كلمتنى لما اتصلت بأخر رقم على تليفونك , وكنت أنا وعرفت القصة منهم ايه إللي حصل للأولاد ...
ردت برعب..
- يا شيخ أولادى راحوا فين ’ في واحدة شبهي أخدتهم من المدرسة ومشيت بيهم مش انا ..
وهنا افتكرت بنتها سلمى وهي بتردد :
" المكان السري"
"ممكن اروح معاها يا ماما المكان السري ريتا هتزعل منى لو مروحتش معاها وهاخد سيف معايا "
قامت بصعوبه وهي حاسة بالدوار الشديد والصداع , وصرخت :
- ولادي هناك في الشقة لازم اروح لهم ألحقهم ...
الممرضة حاولت تهديها وتقولها
- انت رايحة فين يا مدام انت لسه تعبانه استنى المحلول يخلص..
بس صابربن اتجاهلت كلامها وشالت الخراطيم من ايديها وقامت بصعوبه تمسك بايد الشيخ وتقوله:
- عوزاك تساعدني ارجع أولادي يا شيخ بالله عليك , انت عارف كل حاجة ارجوك ولادى ملهمش ذنب ...واعدت تعيط بهيستريا
الشيخ بصلها وهز رأسه بنعم وموافق يساعدها , هو عارف هيلاقي الأطفال فين .. اكيد حد خد الاولاد علشان ترجع للشقة تاني..
في حاجة بالشقة عوزاها ومش عوزاها تمشي ومش هتسبها بسهولة , طاقة شريرة واستحواذ كبير ولكن اللي مش مفهوم ليه هي بالذات يا ترى ؟
رد عليها بتوتر كبير :
- هروح معاك يا بنتي متخافيش ربنا موجود وهو الحامي والحارس وبيقف مع المظلوم قولي يارب ..
ردت بتوتر..
- يا ررررررررب ولادي يا رررررب ملهمش ذنب
كانت تهاني مش فاهمه حاجة ...ولا فاهمه الشيخ دا مين ..ولكنها حست بالسعادة لضياع الطفلين ، علشان صابربن اختها ترتاح من همهم ومسؤليتهم وتهتم بنفسها وصحتها وتتجوز دى لسه صغيرة والحياة قدامها طويلة ...وضحكت تهاني وهى بتهمس كويس انهم غيروا في داهية...
صابرين بصت لاختها بغضب وعيون حمراء , كانت فاهمه اللى بيدور في عقل اختها وسمعتها , وعارفة كويس اللي بتتمناه لاولادها , فضربتها في كتفها بقوة وهي بتقول بقوة :
- ولادي هيرجعوا هيرجعوا غصب عن عين اي حد في الدنيا بيكرههم , انت فاهمه هيرجعوا وهرجعهم لحضني ومحدش هيبعدهم عني ابدا بالحياة ..
تهاني حسيت بالغضب الشديد والغيظ ومردتش عليها بس بصيت لاختها نظرة طويلة وبعدها زفرت بغضب مرددة :
- - انا اللي غلطانه يا صابرين واستاهل والله , اني سبت جوزى واولادى وجيت اطمن عليك وبعدها مشيت من الاوضة بسرعة .. ثم من المستشفى كلها ... وكانت بتقول لنفسها انها غلطانه لأنها جت بسرعة لما اتصلوا بها من المدرسة ويقولها اللى حصل لاختها لما فاقدت الوعي وهي بتصرخ ..
صابرين بصت بلامبالاة لأختها ولم تهتم أو تعلق , من امتى وهى بتهتم بمشاعرها ومشاعر أولادها ؟
كانت زى القطة الجريحة بتهجم على كل اللى بيحاول يقرب منها ، الشيخ قالها بعتاب :
- ليه يا بنتي كدة بس دي أختك الوحيدة وملكيش غيرها في الدنيا وكانت خايفة عليك وقلقانه؟
ردت بحزن
- لانها بتتمنى موت ولادى يا شيخ انت فاكر انها زعلانه عليهم دى تلاقيها فرحانه انهم ضاعوا مني دى بتكره عجزهم وقلة حيلتهم .
رد عليها بصوته الهادى
- متقوليش كدة محدش بيتمنى الشر لحد وانتوا اخوات ملكوش الا بعض هي بس خايفة عليك ..
- هتيجى معايا يا شيخ ولا لا انا رايحة الشقة لاولادى دلوقتي ..
الشيخ حس بأنها مش عاوزة تتكلم عن أختها , فهز رأسه بنعم هيروح , ولكنه هيستنى الشيخ جلال ويروحوا بعد ساعتين مع بعض.
بس صابرين رفضت الإنتظار وقالتله بأنها هتروح دلوقتى ومسمعتش كلام الرجل اللي قالها بأن علمه محدود ومش هيقدر يتصدى وحده للشر وقوى الإستحواذ الموجودة بالمكان لانها واضح قوة كبيرة , والأفضل الإنتظار عند آذان المغرب , فوقت ذكر الله وما بين الصلاة والإقامة تضعف كل قوى الشر والشياطين بالكون وهيكونوا بأمان أكثر ,..
ولكن صابرين نظرت له نظرات ناريه وبغضب كبير ، وقالت
يظهر ان الرجل هو كمان هيتخلى عنها ويبتعد , زى ما تخلى عنها الجميع , وما الجديد فالكل تخلى وأبتعد عنها وكأنها مصابة بمرض معدى صابرين قالت بتحدي :
- انا رايحة لولادى وهساعدهم لوحدى و لو كان اخر نفس ليا هروح وهحميهم يا شيخ ومش محتاجة نصيحة ولا مساعدة من حد ..
سابت المستشفى زى المجنونه ومدتش فرصة للرجل انه يرد عليها , ويوضح وجهة نظره ومكنتش مهتميه تسمع خلاص هي قررت تروح لاولادها..دفعت الجميع وجريت زى المجنونة وكانت دموعها تتساقط بغزارة والكثير من التخيلات السيئه في عقلها تدور عن موت أولتدها...
كانت متأكدة بأنها مش هتلاقى حد يقف معها ويساعدها في مصيبتها , ومن امتى حد ساعدها ...كانت صاحبتها روقيه وجوزها وخلاص ماتوا ماتوا.....لما افتكرت فضلت تعيط بهيستريا... ركبت اول عربية تاكسي في طريقها وراحت على الشقة الملعونة ، وكانت كلمات سلمى بتتردد في عقلها :
المكان السري ...المكان السري..
&&&
في البيت الملعون ...
سيدنا كان قاعد على كرسي عالي من القطيفة الحمراء وأيديه مزينه بنقوش لونها ذهبي , وله ظهر طويل يشبه عرش الملوك , أمام القفص الحديدي الذي كانت " الحياة " جواه , كان بيبص لها ويبتسم بسعادة ، كل مالجني الموكل بتعذيبها , بتعذيبها أكثر بطرق لا تخطر على عقل بشري , كان بيقرأ بعض الكمات ويأمر الجني بتعذيبها أكثر وأكثر , وكانت هي بتصرخ برعب و بألم , فلمسات الجني كانت محرقة كالجمر من النار تحرق جسدها , أخذ يردد الكمات باستمتاع ويستمتع بآلالآمها وهو ينظر لها بنشوة , توقف عن القرأة في الكتاب الأسود اللى قدامة ....وتوقف الجني الموكل عن اللى بيعمله ..
وأخذ ينظر بعيونة الحمراء المشقوقة طوليلا إليه , ويرفع ايده السوداء المشعره التي بتنتهي بمخالب حادة مثنيه لأسفل وينظر لسيدنا... ينتظر الأوامر يكمل تعذيب ولا يرجع لعالمه يرتاح...
وهنا سيدنا شاور للجني أنه يرحل خلاص دوره انتهى , فإنشق الجدار من أمامه ليدخل الجني فيه ويختفي كل شيء في الظلام , بس الدخان الأبيض للبخور كان لسه بالاوضة...
لم ينتهي وقعدت هي على أرض القفص وهدومها متقطعه والدم بينزل من أماكن متفرقة من جسمها...
كانت حاسة بأعياء شديد والتعب , لقد إعتادت تعذيب الجني لها كل يوم وما يفعله بها ببشاعه ، ولكن تلك المرة أطال التعذيب ..
يبدوا أن سيده استحوذ على أحد وأستمد قوته منه انهارده , هى تعرف عندما يكون قويا , فتلك الحالة لا تأتيه إلا كل فترات بعيدة ...
عندما يستمد قوته من أحد الضحايا اللى بموقعهم حظهم السيء في طريقة واعتقدوا بغباء بأنه هيساعدهم وهم لا يعرفون بأنه شيطان رجيم ....
لا يساعد أحد ,قالت لنفسها يمكن الست الغبية وأطفالها هم مصدر قوته الجديد , بصتله بكراهية شديدة ورددت بوهن:
- انت لسه مكتفتش بكل العذاب دا ارجوك خليه يقتلني يا سيدنا علشان ارتاح ..
رد بصوته القوى وعيونة البارزة ببرود :
- لاااااااا ..
الموت راحة ليكي وانا مش هخليك ترتاحي طول ما انا عايش في الحياة .
- ارحم شيبيتي وضعفي يا أخويا انا مش عاوزة أعيش أنا بكره الحياة واليوم اللي اتولدت فيه وانك أخويا الكبير ...
رد بغيظ
- اخوك وارحمك وانت مرحمتيهاش ليه مدام بتطلبي الرحمة .
ردت بضعف ..
- لأنها كانت تستحق الموت تستحق الموت ولو كانت عايشة كنت هموتها تاني وتالت ورابع على اللي عملته في ابويا واخواتي واولادهم منها لله ..
وهنا صاح بغضب :
- متذكريش الاسم دا هحرقك وهقتلك زى ما قتلت جوزك واخواتك هتموتي زى ما موتيها وحرمتيني منها ..
قعدت تردد ما تحفظة من ايات القران :
"اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ .."
فضل يصرخ بصوت عالي :
- اخرسي اسكتي ولكنها لم تتوقف عن ترديد أيه الكرسي ، كانت الآيه بتبعد عنها الجني ومش بيقدر ياذيها احيانا مكنتش بتقدر ترديدها من شدة العذاب والألم ..
فضل يصرخ ولكنها كانت حاسة بالسعادة وهي شيفاه بيتعذب وحاسة بالراحة الكبيرة لسماع كلمات الله عز وجل , لم يتحمل فأخذ الكرباج السوداني المعلق على الجدار وفضل يضرب فيها علشان تسكت ومتذكرش اسم الله ..
فوقعت على الارض فاقدة الوعي من شدة الألم وجسمها ينزف ..
قعد يلص عليها بغيظ ووشة احمر من شدة الغيظ والغضب , وكانت هي في عالم تاني بعيد عن الزمان والمكان ...
رجعت بالزمان إلى سنين بعيدة وافتكرت يوم إختفاء بنت أخوها الصغيرة " ريتا " ،اختفت الطفلة ومحدش عارف هى راحت فين ولا اختفت ازاى ..؟
الأطفال يومها قالوا بأنها دخلت شقة جدهم جوهر من مكان سري إكتشفته ريتا ، ولكن محدش شافها ومرجعتش وانكرت زوجة سيدنا انها شافت البنت الصغيرة أو دخولها الشقة في غيابها..
وأنكر العم اللى اتغير حاله بعد جوازه من الشيطانه انه شاف ريتا بنت اخوه الصغيرة , وانهارت ام ريتا وفقدت عقلها لما لقيت فستان بنتها اللى كامت لبساه وهو غارقان بالدم في احدى شنط القمامة امام منزل سيدنا ..
ولما واجهت زوجته وكانت هي معها يومها ابتسمت الحربية بسخرية وقالتلهم بانها كانت عاوزة دم البنت الفضولية علشان تحمل وتجيب بنت زيها وشبهها ... وبعدها فضلت تضحك وتضحك ..
وظهرت انيابها الصفراء وتحولت عيونها الى اللون الابيض , وقتها الحياة مقدرتش تتمالك نفسها ولا مشاعرها بعد ما مرات اهوها وقعت ميته من شدة القهر والصدمة على بنتها ريتا ..
مكنتش عارفة هى الساخرة الشريرة بتضحك عليهم ولا بتتريق الكبام دا حقيقي ولا هزار , بتتلاعب باعصابهم ولا بجد قتلت الطفلة ريتا .. وهنا صوت آذان المغرب اذن
الله أكبر الله أكبر
لا اله الا الله
كانت الساحرة بتحط اديها على ودنها مش عاوزة تسمع ...عاوزة تدخل شقتها بسرعة بس الحياة شافت مرات اخ ها الميته وشافت فستان ريتا الغرقان بالدم ومفدرتش تميك نفسها وزقتها بقوة من فوق السلم ومن الدور الثاني لتسقط على ظهرها بعنف ,..
وبعدهم اخذت اصيص زرع كبير وحدفته فوق رأسها فتهشمته تماما , وعندما أنهى المؤذن ..
الله أكبر الله أكبر
لا إله إلا الله
كانت الساحرة خلاص ماتت ، ورحلت إلى الجحيم , ووقفت الحياة هي بتشعر بالإرتياح الشديد لتخليص الجميع من ذلك الشر ,....
وكان ابن الساحرة حسين الصغير واقف بعيد في الزاوية وشاف كل حاجة , وحكى لزوج امه سيدنا اللى جن جنونه , على اللى أخته عملته وقرر أن ينتقم منهم كلهم لانهم قتلوا حبيبته ومراته...
قرر مش هيترك لهم نسل ولا ذرية لان مراته كانت حامل في ابنه لم يتهم أخته بقتلها بل تركها وتركهم جميعا يعتقدون بأنهم اتخلصوا من زوجته ...
وبأنه مش هينتقم منهم بعت حسين إبن زوجته بعيدا إلى مدرسة في محافظة تانية وخلى أسرة تعتني به وكان بيسأل عليه من قت للتاني , كان عاوز يحميه من إخواته .
وبعدها بدأ ينتقم منهم واحدا ورا التاني ...واستخدم السحر الاسود اللى اتعلمه من مراته وفرق بينهم..
اخواته كلهم اتاذوا منهم اللى مات ومنهم اللى فقد عقله , حياة مات جوزها بعد أن وقع في نفس المكان اللى ماتت فيه الساحرة الشريرة ...
ومات ابوها واخوها التاني مسموم ومفضلش الا اخ وحيد وهرب بأحد أولاده المتبقين بعد موت باقى اولاده ومراته وخرج من المنزل ..
وحتى ابنها الصغير اللي لم يكمل الثلاث سنين تاه منها وفتح له سيدنا بوابة البيت وخرج الطفل الصغير ولم تعرف له مكان من سنين طويله...مش عارفة ابنها عايش ولا مات ..
وبعد ما انتقم سيدنا من الكل مفضلش غيرها ..ومرديش يقتلها رغم إنه قتلهم كلهم. وكانت تتمنى يريحها من العذاب ومن الألم ويقتلها من سنين..
بس مقتلهاش حبسها لسنين عديدة في قفص من الحديد وفضل يعذبها كل يوم ,..
حتى كبر سنه وتعب من تعذيلها فوكل جني بتعذيبها بدلا منه ...
مطنتش عارفة شكل الحياة بالخارج وبتفتكر اخواتها وابنها الصغير اللى متعرفش مصيره ..ويا ترى عايش ولا ميت ...
افتكرت سنين الماضي والظلام والضلمه اللى عاشت فيها تتكنى الموت وبتستغرب هو ليه الموت مش بيزورها .. ؟
وكان سيدنا بيمارس على جسمها السحر وكل دا كان بسبب اللعينة اللي كان بيعشقها بجنون وسحرتله فأفقدته عقله لدرجة إنه بيقتل ويعذب أقرب الناس ليه بالحياة من أجل الإنتقام ليها ولموتها ..
مكنتش تعرف أخوها اللى هرب عايش ولا مات هو التاني وابنها مصيره ايه مات هو كمان ..ولا نجا من سحر سيدنا...
&&&&&&&
في شقة حسين...
حسين كان قاعد في مكان خلوته والاوضة اللى خصصها لممارسة هوايته فيها والقراءة في كتب السحر والشعوذة , حسين كان نفس دم أمه وأبوه كانوا سحرة , وبيمارسوا السحر على الناس ويسخروا الجن لتنفيذ مطالبهم , واللي عاوزينه , مكنش حسين في مهارة أمه ولكنه كان بيتعلم من سيدنا , لانه بعد لسنين عن الطريق دا ..
لما شاف موت أمه وازاى الحياة حدفتها من السلم وموتتها ازاى رأسها اتهشمت كان بيتمنى يموتوا كلهم بس معرفش يعمل حاجة..
جوز أمه رباه واهتم به ومبخلش عليه بشيء بالحياة ، كان بيعامله على إنه إبنه مش ابن مراته و علمه الكثير من علمه وطلب منه أن يعيش معه بالبيت بس هو رفض...لان البيت بيفكره بموت أمه واللي حصل وازاى الحياة قتلتها بدم بارد وطلب منه مرارا أن يقتل اخته الحبيسة بالقفص بدل تعذيبها ولكن سيدنا كان بيرفض ويردد ..
" اللي غلط لازم يتعاقب طول عمره , الموت دا رحمة وراحة من العذاب يا ابنى "
وكان حسين يتمنى أنه يقتل الحياة زى ما قتلت أمه د وحرمته منها , وكان بيستمتع لما بيشوف عذابها ويستمتع به مش هينكر ...
فلن يشفى غليله ما حدث لها من فقد طفلها وزوجها وعائلتها كلها اللى اتدمرت...
عاش لسنوات عند عائلة في طنطا عند أحد معارف سيدنا واهتمت العائله به وبتعليمه حتى تخرج من الجامعة وعاد ليعمل موظف في احدى الشركات ...
وعندما عاد اشترى له سيدنا الشقة اللي بيسكن فيها وشاف صابرين زميلته في الشركة وتعلق قلبه بيها...
, حبها بجنون من كل قلبه وحس بأنها سرقت قلبه بعيونها الزرقاء. وكان بيعشق الهواء اللي بتتنفسه , وهى كانت بتكره التراب اللي بيمشي عليه ومش عارف ليه؟
هو احبها بجنون وهى كرهته كأنه مرض ورفضت حبه , ولما تقدم لطلب ايدها للزواج رفضت طلبه وأخبرته بأنها لا تراه إلا زميل عمل ..
ومن يومها وقرر العودة لممارسة هوايته القديمة وطلب من جوز أمه " سيدنا " أن يعلمه من علمه , وأخذ يقرأ في كتب السحر والشعوذة وتحضير الجان وتسخيرهم , ..
كان عاوز يكون قوى وقرر أن يدمرها ويدمر حياتها زى ما حطمت قلبه هيخليها تحبه من خلال السحر والجلب والأعمال السفلية والتقريب وقرر يخليها هي اللى تطلب منه الجواز..
وفضل يقرأ التعاويذ والكلمات زى الكتب بتقول وكما تعلم ولكنها كانت تبتعد عنه وتنفر منه ولم يستطع تقريبها إليه بالسحر والمحبة واعمال الطاعة والجلب مفيش حاجة نفعت ومعرفش يخليها تحبه ..
ولكنها ازدادت نفور وكراهية وابتعاد عنه , فقرر يخلي "سيدنا " يعلمه ازاى يقوم بجلبها إليه بالسحر والمحبه ..لان واصح انه بيعمل حاجة غلط ...
وهنا رن تليفونه المحمول وكان سيدنا , ..فتح التليفون بسرعة وهو بيسمع بإهتمام..
فزوج أمه لا يتصل إلا لشيء هام , سمع صوته وهو بيقول :
- " ابعتها يا حسين تنظفها وتلبسها "
- هو خلص يا سيدنا
- ايوة خلص يا ابني ابعتها بسرعه مفيش وقت
- متموتها يا سيدنا وتخلص ..
- الموت راحة من العذاب واللي غلط لازم يتعاقب طول عمره يا حسين طول عمره ومتعارضنيش تاني انا تعبان لما ابقى أموت اقتلها براحتك لكن طول ما انا عايش هتفضل عايشة وتتعذب ..
- انت ليه معذبتهاش اكتر وقولتها يا سيدنا
- مستعجل ليه كدة كدة هتعرف بس في الوقت المناسب لازم اشوفها بتتعذب أكتر وأكتر, وبعدين هو صعبان عليك ولا ايه ...انا خليتك تعمل اللي انت عاوزة فاهم متعرضنيش يا ولد... وقفل التليفون من غير ما يسمع رده..
اغلق حسبن التليفون وبعدها اغمض عينه بغضب دقيقية محاولا أن يكتم مشاعره وغضبه وهو بيقول :
- صعبان عليا دانا نفسي اكل من لحمه واشرب من دمه وبعدين عندك حق يا سيدنا اللي بيغلط لازم يتعاقب لازم يتعاااااقب طول عمره .
خرج بعدها بغضب وفتح باب الأوضة بقوة وفضل يصرخ بصوت عالي :
- صابريييييييييين
اسرعت تركض اليه وكانت هتقع على الارض من شدة الرعب , قالها بصوت غاضب :
- البسي هدومك ويلا بينا في مهمه عند سيدنا ..
- هزت رأسها بنعم ورددت بتوتر :
- حاضررررر ثواني اغير هدومي ..
وراحت بسرعة تلبس وقلبها يتقطع على المسكينة اللى سيدنا حابسها في القفص الحديد في شقته وبيقول بأنها بنته ومجنونه وبتؤذي نفسها ولكنها كانت عارفة بأنه كاذب..
, كان جسمها كله حروق مش هتعرف توصل لها في ظهرها وايتحالة تكون عملت كدة في نفسها ..
كانت خايفة يجي يوم وتكون زيها وحبيسة في قفص حديد في بيت المجنون جوزها خسين وابوه سيدنا...
, كانت بتروح كل فترة علشان تغير لها هدومها وتضمد جراحها وتاكلها وأحيانا كثيرة كانت المجنونة بتضربها وتبعدها عنها , ..
ولكنها كانت بتعذرها بسبب جروحها الكتير والألم وعذابها الشديد اللي لا يطيقه بشر بالكون...