قصة لارا كاملة بقلم فهد حسن
في ليلة شتا من ليالي شهر ديسمبر التلج.. كنت راجع من شغلي على الساعة ١ بليل كده.. ومش عارف ليه الليلة دي كانت الشوارع كلها فاضية بالشكل الغريب ده.. والليلة العجيبة كملت.. لما فجأة لقيت بنت قدامي.. مسكت فرامل العربية ويا دوب بس يعنى خبطتها خبطة خفيفة.. نزلت بسرعة أشوف حصلها إيه؟! والحمد لله كانت كويسة ومافيهاش أي حاجة.. عرضت عليها إني أوديها مستشفى عشان أطمن عليها لكنها رفضت وقالت إنها كويسة ومش حاسة بأي حاجة وجعاها.
في وسط كل ده والحادثة والساقعة.. إلا إن الدفا اللي في عنيها امتلكني وسحرني.. حقيقي كان جمالها ميتوصفش بكلام.. شدتني جدًا وفضلت أفكر بعد مامشيت وأقول لنفسي: آه لو بس صدفة تانى تجمعنا؟ مجرد تمنى مسبنيش على مدار شهر كامل، لحد فعلاً ما قابلتها تاني في نفس المكان، لكن المرة دى خبطتها جامد، وماأعرفش ظهرت قدامي فجأة كده إزاي ولا منين ولا ليه الموقف بيتكرر، لا وفي نفس الميعاد ونفس اليوم بتاع الشهر اللي فات ونفس المكان كمان؟ استغربت جدًا.. لكن الموقف خلاني أسيطر على استغرابي وانساه، وخدتها بسرعة بالعربية وروحت بيها على أقرب مستشفي.. لكن في نص الطريق طلبت مني تنزل ورفضت تروح المستشفى.. لكن أنا صممت أوديها.. فقالتلي:
ـ أنا ساكنة هنا مش بعيد، سيبلي رقمك وأنا هبقى أكلمك أنا كويسة يعني والموضوع مش محتاج مستشفى.
كلامها فرحني بصراحة وخصوصًا إنها طلبت رقمي، لأن ده اللي كان نفسي أقوله وأعمله وأطلبه.. وافقتها ونزلتها عند الشارع اللي هي قالتلي عليه، نزلت ومشيت شوية بعيد عن العربية وعينى فضلت عليها لحد ما دخلت عمارة كانت قريبة من مدخل الشارع.
بعدها رجعت البيت وأنا مبسوط.. دخلت خدت دش وخرجت لقيت رسالة على الواتساب مكتوب فيها:
ـ أنا خايفة عليك.
اتصلت بالرقم من غير لحظة تفكير، لكن الرقم مكنش بيجمع.. فضلت أتصل بالرقم لأكتر من 3 أيام كاملين والرقم برضو مبيجمعش وأنا مش فاهم حاجة، بعت رسايل ورديت لكن ظهرلي علامة صح واحدة.
وفي اليوم الرابع صحيت على صوت رسالة من نفس الرقم، مكتوب فيها ميعاد وعنوان.. الساعة 11 بليل عند نازلة دائري المنصورية.. برغم إني استغربت المكان إلا إن الفضول دفعني إني أروح في الميعاد والمكان.. وساعتها لقيتها واقفة مستنية.. فسألتها:
هو أنتي كويسة؟ محتاجة تروحي مستشفى مثلاً أو في مشكلة؟
ـ لا عادي الموضوع بسيط.. أنا بس آسفة جدًا لأني حطيت رقمك على البلاك ليست وكمان عملت بلوك واتساب، لأن أهلي ناس صعبة شوية، وأنا كنت عارفة إنك أكيد هتتصل، فعملت كده عشان أنا حابة أعرفك والموضوع مايبوظش بسرعة.
كلامها خلاني ماأسألش كتير، وفرحتى بوحودها كانت أكبر.. وفضلنا من بعد اليوم ده بنتقابل أسبوع متواصل وقربنا من بعض جدًا.. في اليوم التامن بعد ما اتقابلنا ووصلتها على أول شارعها، طلبت منها إني أتقدملها، وأول ما طلبت منها الطلب ده اتغيرت، وفضلت تقولي:
ـ لا.. لا.. مش دلوقتي خالص، بعدين.. بعدين.
ونزلت من العربية بسرعة ودخلت العمارة اللي هي ساكنة فيها.. استغربت من رد فعلها ومشيت روحت البيت وأنا مضايق من ردها جدًا.. وجيت أتصل بيها استغربت أكتر لأن الخط طلع غير موجود بالخدمة.
ومابقيتش فاهم أي حاجة.
فات أسبوع على الحال ده، اتصل ويدينى غير موجود بالخدمة، عدى الأسبوع وأنا بتصل في اليوم أكتر من 100 مرة، ونفس النتيجة كل مرة؛ الرقم غير موجود بالخدمة.
مبقتش عارف أتصرف إزاي، مش معقول يبقي الموضوع انتهى بالسهولة دي، طيب هو أنا عملت حاجة تزعلها طيب؟ ثانية واحدة؛ هو إزاي أهلها شُداد وجامدين ومصعبينها عليها وهي كانت بتقابلني دايمًا بليل متأخر كده؟!
أنا حقيقي مش فاهم حاجة؟! طيب أروح البيت أسأل عليها؟ ولا كده هعملها مشكلة؟.. مكنتش عارف أتصرف إزاي، ولا فاهم أنا حبيتها كده إزاي في الوقت القصير ده؟!
عدى بعدها يوم كمان وأنا الحيرة مسيطرة عليا.. روحت الشغل في يوم جديد على أمل إن حاجة جديدة تحصل اليوم ده وأقدر أوصلها.. في اللحظة دي قطع تفكيري عم سيد الساعي، اللي خبط على باب مكتبي ودخل وقاللي:
ـ يا أستاذ رامي.. في واحد جه إمبارح بعد ما أنت مشيت وسابلك الجواب ده..
استغربت وقولتله:
ـ واحد؟ ده يطلع مين ده؟ ورينى كده.
خدت منه الجواب وفتحته بسرعة، وكان مكتوب فيه:
ـ مادورش عليها تاني أحسنلك.
استغربت من الجملة اللي مكنش مكتوب غيرها في الورقة، وسألت عم سيد:
ـ شكله إيه اللي ساب الجواب ده ولا اسمه إيه؟
ـ والله يا أستاذ رامي هو راجل عجيب كده، تحس إنه يعني اللهم احفظنا، أعوذ بالله يعني شبه الشياطين مش بني آدم، شكله غريب وعلى وشه غضب ربنا، أنا أول ماشوفته خوفت بصراحة، وهو ساب الجواب وقاللي اديه لرامي ومشي على طول.
شكرت عم سيد وخرج، وساعتها أنا قررت إني لازم أروحلها البيت وأعرف في إيه بيحصل بالظبط.
وفعلا روحت ودخلت العمارة، وهناك سألت البواب:
ـ هو في واحدة ساكنة هنا اسمها لارا؟
ـ أيوا في الدور الرابع.
فسيبته ومشيت ناحية السلم عشان أطلع، فندهللي وقاللي:
ـ هو أنت رايح فين يا أستاذ؟
ـ طالع للارا.
ـ يا أستاذ الآنسة لارا ماتت هي ووالدها ووالدتها من 3 شهور في حادثة عربية.. طالع لمين أنت؟
حسيت برعشة وتنميل في جسمي كله، رجليا مابقيتش شايلاني وقعدت على أول سلمة.. قلبي وقع في رجلي. بصيت للبواب وسألته:
ـ ماتت؟ إزاي؟ يعني إيه ماتت من 3 شهور؟! أنا كنت بقابلها كل يوم بليل، لمست أيدها وكلمتها وشوفتها بعيني وهي بتنزل من العربية وبتدخل العمارة! إزاي حد ميت ممكن يكون موجود بالشكل ده؟!
الراجل كان لسه بيتكلم، بس أنا مابقيتش سامعه وانعزلت عن الواقع وأنا سرحان وبفكر، عقلي بيحاول يستوعب وذاكرتي بتعيد شريط اللقاءات، صوتها، لمستها، الرسالة اللي بعتتهالي، حتى ريحة البرفان اللي كانت بتسيبها في العربية بعد ما تنزل.. كل حاجة كانت حقيقية.
مديت إيدي في جيبي طلعت الموبايل، فتحت الرسايل ولقيت لسه عندي رسالتها:
ـ أنا خايفة عليك.
بصيت للبواب وسألته بصوت بيرتعش:
ــ انت متأكد؟! متأكد إنها ماتت؟!
البواب هز راسه:
ــ يا أستاذ أيوا متأكد طبعًا.. الله يرحمهم كانوا ناس طيبين.
حسيت برعشة جامدة في إيدي والموبايل كان هيوقع مني.. طلعت أجري على باب العمارة، قلبي بيدق بجنون ودماغي هتنفجر من التفكير.. ركبت العربية بسرعة وجريت كإني بهرب من الحقيقة اللي عقلي رافض يصدقها، لحد ما لقيت قهوة قصادي.. فركنت قصادها ونزلت قعدت عشان أهدى وأقدر أفكر.. طلبت قهوة وولعت سيجارة وبدأت أفكر: مين لارا اللي كنت بقابلها دي؟ إزاي حد يموت ويرجع يظهرلي؟ وإيه معنى الجواب اللي جالي في الشغل؟ مين اللي كتب الجواب ده؟
حسيت في الوقت ده إن في حد أو قوة غريبة بتراقبني، القهوة مليانة ناس بس أنا حاسس إن في حد واقف بعيد وبيبص عليا.. يا ترى إيه حكاية لارا دي؟
حسيت بقلبي بيتخبط في ضلوعي، وداني بتصفر، لأني لمحت من بعيد راجل واقف باصصلي بتركيز غريب، مش بيرمش حتى.. ولما حاولت أتحرك عشان أقوم أشوف مين ده ومركز معايا ليه.. الراجل اختفى.
مسحت على وشي بسرعة وأنا بستغفر وقومت حاسبت ومشيت، ركبت العربية وقررت أروح البيت، بس وأنا بلِف من الشارع اللي قدام القهوة لقيتها واقفة تحت كشاف نور وبتبصلي.. وقفت مرة واحدة من الصدمة.. وهي مكنتش بتتحرك ولا بتقول حاجة، وفجأة اتحركت ومشيت عكس اتجاهي، ولما لفيت وشي لقيتها خرجت من الشارع واختفت.. نزلت أجري من العربية والدنيا مطرت مرة واحدة مطر شديد.. لكن ولا كان ليها أي أثر.. فاضطريت أرجع العربية تاني وأرجع البيت.
وصلت البيت ودخلت شقتي وأنا مش حاسس بنفسي، قفلت الباب بالمفتاح وسندت ضهري عليه وأنا بحاول آخد نفسي.. مسكت لموبايل وفتحت الرسايل.. رسالتها لسه موجودة، رقمها لسه محفوظ. حاولت أتصل تاني وسمعت نفس الرسالة المسجلة اللي بقت جزء من كابوسي:
"هذا الرقم غير موجود بالخدمة."
رميت الموبايل ودخلت أوضتي قعدت على السرير وعقلي هينفجر من التفكير..
كل حاجة بدأت ليلة الحادثة لما خبطتها أول مرة. هل أنا اللي فتحتلها باب حياتي؟ هل كان المفروض ماقابلهاش تاني؟ طب وهي عايزة مني إيه؟
مين اللي كتب الجواب؟ هو كان بيحذرني ولا بيهددني؟
وأنا غرقان في التفكير، فجأة نور الأوضة رعش مرتين وطفى.. وسمعت صوت حد بيتفس أنفاس تقيل في الأوضة.
بلعت ريقي بالعافية من الخوف وإيدي مليانة عرق، حاولت أتحرك ببطء وبصيت ناحية باب الأوضة، وحسيت إن في حد واقف ورا الباب.
الهدوء كان قاتل، والصوت اللي سامعه بيعلى أكتر. مدّيت إيدي وحركت الباب بسرعة.. لكن مفيش حد.
بس لاحظت إن الأرض كانت مبلولة.. كأن حد واقف في نفس المكان ده وكان جسمه بيقطّر وبينزل ماية.. قلبي كان بيدق بجنون وفجأة الموبايل رن.. فروحت بسرعة أشوف مين بيتصل، ولما مسكت التليفون اتجمدت في مكاني.. الرقم كان رقم لارا.. إزاي؟ الرقم مش شغال، فتحت المكالمة ببطء ولساني كان مربوط وقولت بصعوبة:
ــ ألو؟
الصمت كان مخيف، بس بعد ثانيتين، سمعت صوت ضعيف كان صوتها:
ــ ليه يا رامي جيت عند بيتي؟
الدم نسق في عروقي.
ــ لارا؟ إنتي.. إنتي فين؟ إزاي بتكلميني؟
لحظة صمت تانية، وبعدها قالت:
ــ قولتلك أنا خايفة عليك.. بلاش تدور عليا وبلاش تسأل عني.. أرجوك لو بتحبني لازم تهرب.
الخط اتقفل والمكالمة انتهت.. وبمجرد ما ده حصل، سمعت حاجة خلتني أنهار.. صوت حد بيضحك ضحكة واطية ومرعبة. رميت الموبايل وأنا حاسس إني هتجن. فتحت باب الشقة وخرجت جاري على السلالم، بس وأنا نازل سمعت صوت خطوات حد نازل ورايا.
بس مكنش في حد لما بصيت، بس الخطوات كانت موجودة، بتنزل معايا لحد ما وصلت لباب العمارة، وخرجت تحت المطر.
رفعت وشي وكان في راجل واقف على الرصيف الناحية التانية.
نفس الراجل اللي شوفته عند القهوة.. كان باصصلي ومبتسم.. نفس الابتسامة، نفس النظرة، بس المرة دي خد خطوة ناحيتي. خطوة واحدة بس، لكن كأن الدنيا كلها اتقفلت عليا. حسيت برجلي مشلولة، نفسي اتحبس، أنا لازم أمشي، لازم أهرب.. ركبت العربية، دوست بنزين بأقصى سرعة، في اللحظة دي لمحت انعكاسه في المراية الجانبية.. كان واقف بس مكنش بيبص ناحيتي. كان باصص لفوق على الشقة بتاعتي.. مالقيتش مكان أروحه إلا الشركة اللي بشتغل فيها، هي على طول فاتحة لأن في شيفتات ليلية.. وصلت مكان شغلي بعد نص ساعة، كنت عاوز أفهم.. قعدت قدام الكمبيوتر وبدأت أبحث عن أي حاجة تخص لارا وعيلتها.. لازم أعرف الحقيقة.
دخلت على أرشيف الحوادث على موقع معروف وكتبت اسمها وطبيعة الحادثة زي ما البواب قاللي.. النتيجة ظهرت في أقل من ثانية.
"وفاة عائلة مكونة من ثلاثة أفراد في حادث سيارة على الطريق الدائري.. السيارة انزلقت بسبب الأمطار واصطدمت بعمود إنارة.. الأب والأم توفوا في الحال، بينما الابنة الشابة (لارا ممدوح) تم نقلها إلى المستشفى في حالة حرجة، لكنها فارقت الحياة بعد ساعتين من وصولها."
تاريخ الحادثة: 8 فبراير
نهار أسود.. ده نفس اليوم اللي قابلتها فيه لأول مرة.
حسيت بجسمي بينمل وبيتقل، يعني يوم ما خبطتها أول مرة، كانت ميتة أصلًا؟ طب إزاي كنت بشوفها؟ إزاي كنت بلمسها؟ ده معناه إنها بتظهر في المكان ده كل شهر في نفس ميعاد الحادثة.
لقيت نفسي بكلم واحد صاحبي حبيبي جدًا شغال صحفي، حكيت له الموضوع بسرعة وطلبت منه يساعدني.. بعد ساعة كلمني وقاللي إنه عرف مكان المشرحة اللي كانت فيها جثتها بعد الحادثة.. شكرته وقفلت معاه المكالمة.. ومن غير ما أفكر نزلت ركبت العربية وروحت المشرحة.. وهناك قابلت حارس الأمن.. كان راجل عجوز قعد يبصلي بريبة، بس بعد ما حلفتله إني مش صحفي ولا حد من الشرطة واديته فلوس طبعًا بدأ يحكي:
ــ أيوا فاكرها كويس.. كانت ليلة ما يعلم بيها إلا ربنا، الجثة جت عندنا الساعة 3 الفجر، الدنيا كانت بتمطر جامد لكن حصل حاجة غريبة أوي يا بيه.
بعد ساعتين من دخول الجثة التلاجة، العامل بتاع المشرحة سمع صوت جوا .. صوت كأن حد بيحاول يفتح الباب من جوا.. نده عليا وروحتله وفتحنا التلاجة بسرعة، لكن الجثة كانت في مكانها.. بس في حاجة مش طبيعية، عين البنت كانت مفتوحة.. وقتها يا أستاذ حسيت إن الأوضة بتلف بيا.
فقاطعته:
ــ إزاي يعني؟! قصدك إنها كانت لسه عايشة؟
فكمل وقال:
ــ ماحدش عارف.. بس الدكتور أكد إنها ماتت، لكن شكلها وقت ماشوفناها خلت كل اللي كانوا موجودين وقتها يسيبوا الشغل بعدها بأيام.. بس أنا بقى اتعودت وفضلت مكاني على البوابة، بس حرمت أدخل جوه.. هو أنت تعرفها؟
ــ لا.. لا.. مجرد فضول مش أكتر.
شكرته ومشيت وأنا دماغي هتنفجر. أنا دلوقتي متأكد إن في حاجة غلط، حاجة مش طبيعية خالص.
كل الخيوط كانت بتوصل لنقطة واحدة.. البيت اللي هي كانت عايشة فيه.
قررت أرجع عند العمارة اللي قالتلي إنها ساكنة فيها، وأحاول أعرف أكتر.. وصلت عند البواب وسألته تاني عن العيلة.. الراجل كان متردد يتكلم بس لما صممت واديته فلوس برضو. قاللي:
ــ بصراحة يا بيه من بعد الحادثة وإحنا بنشوف حاجات غريبة هنا.. ناس ساكنة في العمارة بيقولوا إنهم بيسمعوا صوت حد بيعيط بالليل، وصوت خطوات على السلم.. لكن لما بيبصوا مابيلقوش حد.
ــ طب الشقة نفسها؟ حد سكن فيها؟
ــ لا مقفولة من يومها، ومن بعد ماتوا كلهم ماظهرلهومش أهل.. هما ماحدش كان بيزورهم ولا بيزوروا حد.
ــ هاتل مفتاح الشقة، أكيد معاك.. عاوز أشوفها.
الراجل بصلي كأني مجنون:
ــ إنت هتدخلها لوحدك؟!
ــ أيوا
واديته فلوس تاني، وبعد تردد شديد قام جابلي المفتاح وطلع معايا فتحلي الباب ووقف بعيد وهو بيقوللي:
ــ لو حصل لك حاجة أنا ماعرفكش.
طنشته ودخلت الشقة، وكان واضح إنها محدش دخلها من فترة.. التراب مالي الأرض والريحة تخنق، قلبت في كل مكان، فتحت الدواليب وتحت السراير، دورت على أي حاجة تدلني على السر اللي مستخبي.. لحد ما لقيت صورة قديمة في درج مكتب.
الصورة كان فيها لارا ومعاها الراجل اللي شوفته عند القهوة.. قلبي كان هيوقف. مين الراجل ده؟ وإيه علاقته بيها؟ وهل هو اللي بعتلي الجواب، وده عايش ولا ميت ده كمان؟ وساعتها سمعت صوت ورايا.. صوت باب بيتفتح ببطء. لفيت بسرعة بس الشقة كانت فاضية.
لكن على طرابيزة صغيرة موجودة في الأوضة، كان فيه ورقة جديدة ماكنتش موجودة لما دخلت.. بصيت فيها وكان مكتوب فيها:
"إنت اللي فتحت الباب.. وأنت اللي لازم تقفله."
اترعبت ومشيت بسرعة لحد باب الشقة وخرجت وقفلت الباب ورايا وأنا حاسس هموت من الرعب.. خرجت من الشقة وأنا مش قادر أتنفس، دماغي بتلف وقلبي بيدق بسرعة، وكنت حاسس إني لازم أتحرك، لازم أبعد عن المكان ده بأي شكل قبل ما يحصلي حاجة، بس وأنا نازل على السلم، سمعت صوت حاجة بتتحرك ورايا، صوت خطوات ناعمة كأن حد حافي بيحرك رجله على الأرض، قربت عيني من سور السلم وبصيت لفوق.. والفضول خدني وطلعت تاني أشوف مصدر الصوت ده.. ولقيت الباب اللي أنا لسه قافله من ثواني كان مفتوح.
ساعات خدت ديلي في سناني ونزلت السلم طيران زي ما بيقولوا وخرجت من العمارة، ماوقفتش ولا حتى بصيت ورايا، ركبت العربية وشديت على البنزين لحد ما خرجت من الشارع كله، كنت بحاول أفكر في أي تفسير منطقي، كنت بحاول أقنع نفسي إن كل اللي بيحصل ده مجرد تهيؤات، لكن كل حاجة كانت واضحة.. أنا دخلت نفسي في حاجة أكبر مني، حاجة غلط، حاجة مرعبة، ومش هتنتهي بسهولة.
أول ما وصلت البيت دخلت أوضتي ورميت نفسي على السرير، غمضت عيني وأنا عقلي لسه شغال، لحد ما النوم غلبني.. وبعد مدة مش عارف كبيرة ولا صغيرة صحيت على إحساس غريب، إحساس إن في حد واقف فوق راسي، فتحت عيني ببطء وكانت الأوضة ضلمة، بس كان فيه ظل واقف عند طرف السرير.
ماقدرتش أتحرك، جسمي كان متخشب، فضلت باصص ناحية الظل وعنيا مثبتة عليه لكنه مكتش بيتحرك، كان واقف ثابت وكأنه مستني مني حاجة، أو مستني اللحظة المناسبة اللي يموتني فيها مثلاً... وفجأة في ثانية واحدة اتحرك.. وشه بقى قريب مني جدًا، كنت حاسس بأنفاسه على وشي، بس ملامحه مكنتش واضحة رغم قربه مني، مشوشة كأنها مش ثابتة، وكأنه مش شخص واحد، وكأن في وشوش كتير بتتغير كل لحظة، لحد ما في ثانية واحدة ثبتت، واتضحلي إنه الراجل اللي شوفته عند القهوة، واللي كان مع لارا في الصورة.
فجأة همس بصوت مش بشري، صوت غليظ وكأنه خارج من تحت الأرض:
ـ أنت اللي فتحت الباب وأنت اللي لازم تقفله.
فجأة لقيت نفسي صحيت مفزوع، حلم جوه حلم جوه حقيقة، مبقيتش فاهم حاجة ولا عارف أفرق بين الحلم والخيال والواقع.. قلبي كان هينفجر من نبضاته العالية القوية، بصيت حواليّا والأوضة كانت هادية ومفيش حد، كل حاجة في مكانها، لكن صدري كان بيوجعني، كأن حد كان دايس عليه، قومت بسرعة فتحت النور ودخلت الحمام غسلت وشي، وحاولت أهدى نفسي بأي شكل، لكن لما بصيت في المراية.. كان فيه كلمة مكتوبة بالضباب أو البخار عليها:
ـ مدورش عليها تاني.
فضلت أقول: لا بقى كده كتير، أنا لازم أعرف في إيه.. كفاية كده أنا مش هفضل مستخبي وخايف، مش هفضل أجري وأهرب من حاجة أنا مش فاهمها، لازم أواجه، لازم أفهم الحقيقة كاملة، لازم أعرف مين الراجل ده وإيه علاقته بلارا، وإيه الباب اللي بيتكلموا عنه، والأهم.. ليه كل ده بيحصللي أنا؟
مسحت المراية بسرعة وخرجت أخدت مفاتيحي ونزلت من الشقة.. قررت أرجع لنفس المكان اللي كل حاجة بدأت منه.. نازلة الدائري.. بس اللي ماكنتش أعرفه وقتها إن اللي مستنيني هناك. كان أسوأ مما تخيلت.
رجعت تاني لنفس المكان اللي بدأت منه كل حاجة، النقطة اللي حياتي كلها اتغيرت عندها، المكان اللي خبط فيه لارا لأول مرة، واللي من بعد اللحظة دي الدنيا كلها بقت ضباب.. كنا عدينا نص الليل، والهواء البارد كان بيلسع وشي، بس المرة دي مكنتش خايف.. كنت حاسس إني خلاص قرّبت أفهم، قرّبت أوصل لحقيقة كل اللي بيحصل، وعقلي كان بيجبرني أسأل السؤال اللي هربت منه طول الوقت: هي لارا كانت عايشة من الأول؟ ولا كنت بكلم حد ميت طول الوقت؟
وقفت في نفس المكان وبصيت حواليّا، الدنيا فاضية ونفس البرودة، نفس الهدوء الغريب اللي كان في الليلة اللي قابلتها فيها لأول مرة، وكأن الزمن نفسه بيرجع للّحظة دي وقبل ما أفكر حتى أتحرك سمعت صوت:
ـ رامي
التفت بسرعة ولقيتها واقفة.. هي لارا نفس الملامح، نفس العيون اللي شدتني أول مرة، نفس الهدوء اللي كان بيسحرني، لكن كان فيها حاجة مختلفة.. كأنها حزينة بطريقة مش طبيعية، كأنها عارفة إني وصلت للحقيقة، وعارفة إن اللحظة دي هي آخر لحظة بينّا.. سألتها:
ـ كنتي عارفة إني هاجي صح؟
ـ القدر يا رامي.. فكان لازم تيجي ولازم تعرف.
سكتت لحظة وكأنها بتجمع شجاعتها وبعدين قالت بصوت مخنوق:
ـ أنا مكنش المفروض أكون هنا، مكنش مفروض أقابلك من الأول.
ـ ليه؟ إنتي كنتي عايشة وقته صح؟
ـ مش بالظبط.
كنت حاسس إن الإجابة دي أنا عارفها من الأول بس كنت رافض أصدقها، رافض حتى أفكر فيها، لكن دلوقتي مفيش مجال للهروب. بصيتلها وأنا مستني تصدمني بالحقيقة اللي لازم أعرفها.. وحكيتلي الحكاية:
الليلة اللي اتقتلت فيها، الليلة اللي العربية اتقلبت بينا على الطريق، كنت في العربية مع أهلي، بس أنا اللي كانت سايقة، والدنيا كانت ضلمة وبتمطر جامد، بس الحادثة ماحصلتش صدفة كان فيه عربية تانية ماشية ورانا بسرعة، وبتقرب مننا كأنها متعمدة تدخل فينا، حاولت أتفادتها بسرعة، لكن العجل اتزحلق والعربية خرجت عن السيطرة ودخلت في الرصيف واتقلبت على جنبها.
في اللحظة دي كل حاجة بقت ضباب، كنت سامعة صوت أنفاسي عالية، وحاسة بألم رهيب في جسمي، وبعدين سمعت صوت حد بيهمس جنبي وبيسألني:
ـ خايفة يا لارا؟
كان الصوت قريب أوي كأن حد قاعد جنبي في العربية، لكن لما حاولت أبص ماقدرتش أشوف حد.. ورجعت أسمع الصوت تاني:
ـ كنتي هتموتي كده كده، بس دلوقتي عندك اختيار.
كنت مش قادرة أتكلم ولا أفكر بس الصوت كمل:
ـ الباب مفتوح يا لارا وممكن ترجعي.
وقتها مكنتش فاهمة حاجة، كنت حاسّة بس بالخوف والرعب وكنت عايزة أهرب من الوجع والألم ومن الإحساس إن كل حاجة خلصت وإني هموت، فرجع قال:
ـ أنتي ميتة يا لارا، بس ممكن ترجعي بحياة تانية، لكن حياة مش شبه اللي عشتيها قبل كده.. قرينك اللي هيرجع.. وفي المقابل، فلازم تجيبي ناس أكتر عشان نعمر الحياة بعدد كبير من القرناء. زي ما حصل معاكي كده.. حبيبك اللي مات من ٤ سنين هو اللي جابك هنا.
في اللحظة دي كل حاجة اتغيرت، بصيت لها بذهول بعد ما خلصت كلامها وأنا مش قادر أصدق اللي بسمعه، لكن في نفس الوقت كل حاجة بقت منطقية.. أنا كنت السبب.. أنا اللي فتحت الباب، أنا اللي خبطتها، أنا اللي سلمتلها نفسي من الأول.. وفي اللحظة اللي عملت فيها كده أنا حكمت على نفسي بالنهاية.
لما قابلتها أول مرة كانت مجرد شبح، مجرد روح بتدور على مخرج، أو بمعنى أصح روح شريرة أو قرينها يعني بيدور على روح جديدة.. وأنا الشخص اللي فتحلها الباب من غير ما يعرف.. سألتها:
ـ مين اللي بعتلي الجواب؟ مين الراجل اللي شوفته عند القهوة؟
ـ الحارس اللي بيراقب الباب والمسؤول عن دخول وخروج القرناء.. لازم تيجي معايا يا رامي.. مش أنت بتحبني وعايز تعيش معايا؟
في اللحظة دي حسيت ببرودة جامدة، برودة مش طبيعية، برودة كسرت عضمي كأن الموت نفسه كان واقف جنبي، وكأن في حد بيستعد ياخد روحي.
والراجل اللي شوفته قبل كده كان واقف وراها.
لارا كانت بتبصلي بصات زي ما تكون بتترجاني أسمع كلامها.. وفجأ لارا مدت إيدها ليا كأنها عايزة تسحب روحي، وبدأت تبعد وحسيت إن اللي بحل وببقى مكانها وقالت وهي بتبعد:
ـ سامحني يا رامي.
وفي اللحظة دي أنا مكنتش عارف أنا فين، أو حتى أنا لسه حي ولا لاؤ بس كنت حاسس إن في حاجة مسيطرة عليا وبتتحكم فيا وفي الوقت والمكان:
ـ كل باب بيتفتح لازم يتقفل.
الصوت ده مكنش صوت بشري، كان صوت المكان نفسه، أو يمكن كان صوت الحاجة اللي بتحكمه، وكأن ده القانون الوحيد اللي مبيتكسرش، الباب اتفتح عشان قرين لارا يعيش حياة جديدة ويضم قرين جديد لحياة تاني مرعبة مخيفة شيطانية.
حاولت أتكلم أو أصرخ لكن صوتي ماطلعش، كل اللي كان موجود هو الفراغ، الإحساس إني متكتف أو متعلق بين الحقيقة والخيال وإني خلاص فقدت أي فرصة للرجوع للواقع.
بس في وسط كل ده سمعت خطوات حد بيتحرك، مش بسرعة ومش ببطء، خطوات ثابتة مخيفة بتقرب ناحيتي، وفضلت تقربلحد ما حسيت بوجود حد جنبي وسمعت صوت تاني بيقول:
ـ مكانك مش هنا.
الكلام ده كان صادم، حتى في اللحظة اللي كنت مقتنع فيها إن ده قدري، كان في صوت بيقولي لأ زي ما يكون في حد بيحاول ينقذني، وقبل حتى ما أحاول أفهم، لمحت الراجل اللي كان بيحذرني من الأول.. الحارس نفسه بس شكله مختلف شوية.. وقال:
ـ مكان مش هنا.
ـ مش أنت الحارس اللي خرج قرين لارا؟
ـ أنا الحارس فعلاً، لكن اللي بيحرر قرناء الأحياء قبل موتهم.. كلنا نشبه بعض، لكن كل واحد وليه عمل يقوم بيه
خلص كلامه وشاورلي أمشي وراه.. مكنش في نور، مكنش في اتجاه، لكن كل خطوة كنت باخدها كنت بحس إن الضلمة بتتراجع، والإحساس بالخوف بيتحول لأمل.. وفجأة بدأت كل حاجة تتحول، الأصوات بقت بعيدة، الفراغ بدأ ينكمش، وكأني كنت بتسحب بره الحلم الأسود ده، أو بره المكان اللي مالوش اسم، وفي لحظة فتحت عيني.. كنت على الأرض في نفس المكان بس كان الفجر بدأ يظهر، الدنيا فاضية والبرد كان مميت، كأن كل اللي حصل ده كان مجرد كابوس، بس لما رفعت عيني لقيت الحارس واقف قدامي.. هز راسه ببطء كأنه عارف كل الأسئلة اللي جوايا، كأنه بيقولي إن الإجابات مش هتفرق، وإن الحاجة الوحيدة اللي لازم أفهمها.. لكنه قال:
ـ أنت كنت على الحافة بس رجعت، ودي حاجة مش أي حد بيقدر يعملها.
كنت عايز أسأله، ليه أنا؟ ليه رجعت؟ ليه مكنش مكاني هناك؟ بس قبل حتى ما أفتح بؤقي كان هو بيختفي، خطوة بعد خطوة لحد مابقاش له أثر.. وسألت نفسي بصوت واطي: فين لارا؟
في اللحظة دي سمعت صوت همسة بعيدة، صوت هادي لكنه مألوف:
ـ سامحني يا رامي.
بصيت حواليّا ومكنش برضو في أي حد، وفي الوقت ده صوت الأذان بدأ يملا الدنيا، ففهمت إن الباب اتقفل ولارا مشيت. أنا كنت عارف… لارا مشيت
خدت العربية ومشيت رجعت البيت وأنا حاسس إن روحي مشيت وفضل مني جسد فاضي، كل حاجة كانت طبيعية، نفس الشوارع، نفس البيت، نفس السرير اللي نمت عليه آلاف المرات، لكن أنا مش أنا، كنت حاسس إني حد تاني، حد رجع من حتة مكنش مفروض يرجع منها، حد كان على الحافة واتفادى الوقوع بمعجزة، لكن السؤال اللي كان محيرني.. ليه رجعت؟ وليه أنا بالذات؟
نمت وأنا مش قادر أفكر، بس عقلي رفض يفصل عن التفكير، كنت بحلم، أو مش عارف إذا كان حلم أصلاً، لكن لقيت نفسي في مكان ضبابي، واقف قدام باب خشب قديم وسامع أصوات ورا الباب، صوت خطوات، صوت أنفاس، صوت حد بيتكلم، لكن الكلام مكنش واضح، كنت بحاول أفهم، بحاول أسمع، لكن في اللحظة اللي قرّبت فيها، الباب بدأ يتهز كأنه بيتفتح تاني ورفض يفضل مقفول ووقتها صحيت مفزوع قلبي بيدق بسرعة وجسمي غرقان عرق.. كان فيه هدوء غير طبيعي، قومت من السرير وقربت من الشباك وبصيت بره، الدنيا كانت لسه ضلمة، الساعة كانت قرب الفجر لكن الشارع كان هادي بطريقة تخوف، كأن كل الناس نايمة نوم أعمق من الطبيعي.
قعدت على الكنبة في الصالة وكان فيه فكرة واحدة بتتكرر في عقلي.. لو أنا رجعت طبب مين اللي خد مكاني؟
ـ أنا يا رامي.. وقفلت بابك نهائي
كان صوت لارا، الكلام كان واضح، مش منطقي أكون خرجت من هناك بدون تمن، كان لازم حد ياخد مكاني، حد يدفع الفاتورة اللي كنت المفروض أدفعها، يبقى فعلاً لارا هي السبب، لارا انعزلت تمامًا عشاني؟ بس إزاي وأنا لسه سامع صوتها؟ كل حاجة حصلت بسبب إني اندخلت في حاجة مكنتش تخصني؟ هل أنا السبب في اللي حصل للارا؟ هل كنت المفروض أسيبها من البداية؟
مسكت موبايلي وفتحته، دخلت على جهات الاتصال بصيت على رقمها، الرقم اللي كنت بتصل بيه كل يوم وكان بيديني مرفوع من الخدمة، الرقم اللي كان أول رابط بيني وبينها، وقررت أجرب آخر مرة، مش عشان مستني رد، مش عشان مستني معجزة، لكن عشان أعرف، عشان أتأكد، وعشان أحط نقطة في آخر السطر.
اتصلت.. والمفاجأة إن المرة دي والموبايل رن، والمفاجأة الأكبر إن في حد رد.
مكنش صوتها، سمعت بس كان صوت نفس تقيل ومحدش اتكلم.. قلبي كان بيدق بسرعة وريقي نشف، لكني مسكت أعصابي وقلت بصوت مهزوز:
ـ مين؟
الصمت دام لحظات وبعدين الصوت اتكلم:
ـ متكررش أخطائك، المرة دي الباب اتقفل وحد فداك، لكن المرة الجاية مش هتكرر نفس النتيجة.
وبعدها الخط قطع.. الشعور اللي جالي وقتها كان زي ما يكون حد دلق ماية ساقعة على حد نايم، إحساس إن اللي حصل مش النهاية.. وإن الباب اللي اتقفل ممكن يتفتح تاني.
فضلت واقف مكاني التليفون لسه في إيدي، المكالمة خلصت بس الكلام اللي اتقال كان محفور في دماغي، اللي حصل مكنش نهاية القصة، مكنش مجرد تجربة عدت وخلاص، ده عالم تاني وليه قوانين خاصة بيه.. وإن كنت محظوظ مرة.. فمش هكون محظوظ لمرة جديدة..
تمت..
انتهت احداث الرواية نتمني ان تكون نالت اعجابكم وبانتظار ارائكم في التعليقات وشكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
للمزيد من الروايات الحصرية زورو قناتنا علي التليجرام من هنا