قصة بياع الافوكادو كاملة بقلم مصطفى ايمن شحاتة


قصة بياع الافوكادو كاملة بقلم مصطفى ايمن شحاتة


مهما شوفت قدامك متخليش الفضول يدفعك لحاجات انت مش قدها!!

أنا مطاوع أنت مين؟! 

دا كان سؤال عابر من راجل كبير في السن قاله وهو ماشي بيتسند على عصاية في أيده اليمين و ملزوق فيها ورقة كاتب عليها "متحاولش تتابعني لانك مش هتعرف توصلي" 
و في ايده التانية ماسك كيس اسود بيبيع فيه
 ثمرة الافوكادو 

لي راجل زي دا ممكن حد يتابعه أو يمشي وراه هل بيعمل حاجة غلط مش عايز حد يعرفها ، مش عارف ومش عايز اعرف عشان مشغلش نفسي بحاجات زي دي  ، بس خليني اقولك أن ساعات الفضول بيخلينا ندور ورا تفاصيل لا تعنينا بشئ وممكن برضو توصلنا للهلاك و دا اللي حصل معايا لما حاولت فعلا اتابع الراجل الغريب دا!

كل خميس متعود أسهر على قهاوي وسط البلد بجيب اللاب بتاعي وافضل اتابع البشر في تصرفاتهم و كلامهم ولبسهم كمان و ابتدي اكتب عنهم قصص و بصراحة بطلع بشوية قصص جميلة ، في وسط اليوم و وسط التركيز على الكتابة ظهرلي عم "مطاوع" الراجل البركة اللي بيتسند على عصاية 
لبسه وشكله كلهم ملفتين جلابية سودة مع وش ابيض شاحب و عصاية مهكعة زيه بظبط و عيون حمرا دم كأنه مش بينام بقاله سنة و طبعا تحسه متبهدل و دا الطبيعي على اي حد في حالته دي بس الراجل دا كان غريب حبة أو حبتين ، لانه كان بيبيع افوكادو!!

مش عارف انا لوحدي الي كان بيشوف أن الراجل دا غريب ولا  كل اللي بيبقوا قاعدين على القهاوي مستغربين زيي راجل بالحالة دي يبيع افوكادو لي!! معرفش هي الناس شايفه ولا لاء بس حاسس اني انا اللي مركز معاه بس ، كان بيبقى ماسك شنطة سودة معاه و بيطلع منها الافوكادو يعرضوا و هو ماشي في الطريق اللناس والأغرب بقا الورقة اللي لازقها في العصاية الي بيسند  عليها ، فضلت متابعه و هو بيعرض على الناس الفاكهة بتاعته ، بس انا قررت اكتب عنه و عن شخصيته بياع الافوكادو

كنت كل شوية ابصله و اكتب عنه كل تفصيلة فيه لحد ما قرب مني و قالي 

ـ بلاش انا يا بن الحلال لأني صعب!!

انا اتخضيت فجأة لما لاقيته جمبي لأنه كان بعيد عني بخمس طرابيزات مش عارف ازاي جه فجأة جمبي لساني تقل عن الرد عليه ومبقتش عارف اقوله اي بس حاولت اتهرب و اعمل نفسي مش فاهم حاجة 

ـ بلاش انت في اي مش فاهم حاجة؟!

ـ لا انت فاهم كويس يا "فارس" يبني 

هنا لحظة ذهول نزلت عليا لما قال اسمي مضحكش عليك انا اترعبت بس حاولت مبينش دا 

ـ لاء مش فاهم حضرتك بتتكلم عن اي؟!

ـ بتكلم عن اللي بتكتبه بلاش أنا و امسح كل حاجة لأن كل اللي انت كاتبه دا ميجيش حاجة جمب اللي اقدر اعمله 

ـ و انت تقدر تعمل اي بقا يا عم الحج معلش يعني انت بياع افوكادو

حاسس ان كلامي نزل عليه زي السيف و لاقيت عينه احمرت اكتر و بدء يجز على سنانه وبيقولي 

ـ دايما بيبقى البادي اظلم و انت اللي بدأت ، معلش يبقى استحمل ناري 

ضحكت ضحكة كانوع من أنواع الاستهزاء و لسة هرد عليه بس الراجل اختفى من قدامي!! امتى و ازاي معرفش بس فجأة ملقتهوش و لاقيت الراجل صاحب القهوة واقف جمبي بيقولي 

ـ انت كنت بتكلم مين يا استاذ فارس؟!

انا فضلت ثواني أو يمكن دقايق مش مجمع اللي حصل ولا قادر أصدقه ، كذبت على القهوجي و قولتله عايز قهوة لكن انا فضلت مرعوب من كلام الراجل ليا يومها شربت قهوتي و قفلت اللاب و روحت البيت مخي وقف عن التفكير و مبقتش عارف اكتب اي قصة حاسس بعطل رهيب حصلي ، كنت متعود يوم الخميس دا أسهر على للاب و افضل اكتب و اصلي الفجر و انام لكن معرفتش و حاولت انام غصب 

نمت و لاقيت نفسي صاحي على الساعة ٥ كان اذان الفجر خلص حاولت اقاوم النوم التقيل عشان اقوم اصلي بس مش قادر كان في شئ بيشدني للسرير ، لاء دا مش شئ انا مش عارف اتحرك اصلا رجلي مش حاسس بيها أو نصي اللي تحت كله كأنه مش موجود عمري م حسيت بأحساس الشلل بس اول مرة اعرفه ، قولت يمكن عشان النوم و كلها خمس دقايق و تفك لكن مفيش فايدة زي مانا ، أثناء مانا بحاول افك نفسي من التنميل دا لاقيت باب الغرفة بتاعي بيتفتح واحدة واحدة 
قولت دا اكيد امي جاية تصحيني عشان الصلاة بس بصراحة بقا دي مش امي!!

الباب اتفتح براحة جدا بس محدش دخل وفجأة اتقفل تاني فضلت مركز و انده عليها بس مفيش رد لأن مفيش حد موجود  حاولت مركزش معاها و رجعت تركيزي كله في نصي اللي مش عايز يتحرك دا ، لكن حسيت بشئ واقفة على شمالي ناحية شباك الغرفة مش ظاهر حاجة غير خيال بني ادم بس الخيال دا و الواقفة دي انا عارفها!!

اه هو عم مطاوع!!

نفس الجلابية و العصاية و الشنطة اللي ماسكها و بيبيع فيها الـ....!! فجأة لقيته بيقرب مني كنت بحاول اقوم اجري بس مش عارف بسبب رجلي ، فجأة وشه كله ظهر بقا منور في الضلمة  و عينه بقا بيخرج منها دم بيخرج بغزارة شديدة و بينقط على الارض كل مدى بيقرب مني و نفسه سخن جدا حسيت نفسي في فرن من كتر الحرارة غمضت عيني بسرعة بسبب شكله مش قادر ابصله بس كل اللي فاكره ساعتها جملته اللي قالها

ـ اوعى تدور ورايا لأني ميت!!

قلبي انقبض ب الجملة دي و فتحت عيني بسرعة بس ملقتش حاجة الاوضة فاضية خالص مفيهاش غيري و نفس اللحظة حسيت برجلي اللي فكت والتنميلة راحت ، قمت من مكاني بسرعة جري على الصالة و قررت منمش في الغرفة و كملت نومي في الصالة!!

فضلت الاسبوع دا مشغول بالشغل الأساسي بتاعي ومحاولتش افتح اللاب ولا حتى اروح القهوة غير على يوم الخميس ولما جينا في اخر الاسبوع افتكرت الموقف اللي حصل معايا في الغرفة لما افتكرته جسمي وجعني وحسيت بخوف برضو بس حاولت انسى لان عم مطاوع مشوفتوش تاني عند القهوة ولا بقا بيعدي زي ما كان بيعمل مع أن فضولي كان مستعد يراقب الراجل دا عشان اعرف سره اي؟! بس للاسف الراجل دا فضل اسبوعين مش بشوفه و لا اعرف عنه حاجة بس ظهر تاني لكن المرادي  على هيئة شخص تاني خالص!! 

 كعادتي قاعد على القهوة و سرحان في الكتابة لاحظت في شخص قعد على الطرابيزة اللي جمبي و بصوته العالي قال 

ـ بعد اذنك قهوة زيادة 

صوته كان مزعج اوي لمحته بطرف عيني وانا بقول في سري راجل مش محترم لاقيته رد عليا وقال :

ـ لي كدا دا انا حتى جتلك بدل مانت بدور عليا !! 

الجملة رنت في و داني و بصيت للشخص دا اللي كان لابس بدلة زرقة و شكله ابن ناس جدا شبه مواظفين البنوك لاقيت نفسي برد عليه بتلقائية بقوله 

ـ حضرتك قولت حاجة؟! 

بس هو ولا رد عليا ولا حتى بصلي أقنعت نفسي اني بيتهيألي صوت عم مطاوع من كتر مانا بدور عليه ، بعد ساعة بظبط الراجل اللي جمبي دا و قبل ما يمشي لاقيته ساب على الطرابيزة بتاعته حاجتين اغرب من بعض!! ورقة مكتوب عليها "متحاولش تتابعني" و الحاجة التانية هي ثمرة الافوكادو!! 

مسرحتش كتير وخدت القرار في ثانية و قفلت اللاب بتاعي و مشيت وراه ، حاولت أتابعه من بعيد و اعرف خط سيره اخره فين دخل شوارع كتير و حواري ضيقه لحد ما وقف قدام بيت مكون من دورين باب حديد مصدي زقيته و دخلت وراه بس انا مش لاقي الراجل اللي كنت براقبه لما دخل البيت اختفى ، لما دخلت من الباب الحديد قابلت طريق صغير بتاع ٥ متر بيوصلني لباب البيت الأساسي ولعت كشاف الموبايل و دخلت البيت لأن الباب اصلا كان موارب فضلت انده على اي حد يرد عليا بس مفيش رد ،  بيت قديم جدا والتراب في كل حتة مكان محدش بيدخله من سنين، بس فجأة انوار البيت اشتغلت و خرجت واحدة معرفش ظهرت ازاي و شكلها غريب مستحيل تكون بني ادمة لبسها قديم اوي و متقـ ـــطع كله و وشها ابيض جدا و تحس ان جلدها بايظ و لو لمسته هيطلع في ايدك ، لاقيته بتطلب مني اقعد على الكنبة لحد ما يحضر استاذ مطاوع 

انا مذهول من اللي بيحصل و مش عارف اعمل اي و لي اصلا انا  جيت هنا و ازاي الست دي ظهرت كدا فجأة ، كنت عمال أتلفت حوالين نفسي بتفرج على معالم البيت القديمة جدا برواز كبير في صورة مطاع اللي بيطرادني بس شكله في البرواز غير الواقع تحسه رئيس دولة وجمبه مراته كانت شبه الست اللي كانت موجودة من شوية فضلت سرحان في البرواز لحد ما سمعت صوت اقدام بتقرب 

كان مطاوع بس صغر كام سنة 
اول ما شوفته قولتله

ـ أنا مش بخاف و جتلك عشان اعرفك اني مش جبان متحاولش تخوفني بشوية الدجل والشعوذة دول حذرتك المرادي لكن المرة الجاية ليا تصرف تاني سلام 

الراجل فضل بصصلي و مردش بي اي كلمة ، سبته و روحت ناحية الباب حاولت افتحه بس متفتحش مقفول مهما افتح و مهما أشد فيه مش نافع ،   لافيت وشي لي تاني بس ملقتهوش!!  وفي نفس اللحظة الدنيا ضلمت اكدب عليك لو قولتلك اني مش خايف انا مرعوب حتى لو النور كان شغال بس الدنيا كحل و حتى مش شايف اي حاجة عشان اشغل كشاف الموبايل ، قبل ما افكر انده عليه لاقيت شئ بيهمس في ودني بيقولي 

ـ متبصش وراك!!

ضربات قلبي زادت لم سمعت الجملة دي مبقتش قادر اتنفس  حاسس بشئ ورايا بس مش قادر ابصله حاسس بنفس سخن بيضرب في ضهري و سامع صوت همس بس انا صعب عليا ابصله بلعت ريقي و لفيت و اتفاجئت بشئ بشع مليان شعر و وشه متقطع بيصرخ فيا شبه الحج مطاوع بظبط بس وشه كله متقــ ـــطع و بينزل في دم ملحقتش ابصله كتير لاني جريت جريت على حاجة انا مش شايفها بس على ما اتذكر وقت ما النور كان موجود اني دي غرفة و على حسب ملمسي أن دا باب 

كل دا لاحظته في ثواني و قفلت الباب ورايا وقفت عليه بضهري بحاول اتخطى الرعب اللي لسة حصلي من شوية ، كل تفكيري ازاي هخرج من البيت دا؟! ازاي افتح الباب و اجري عمال افكر و انا سامع صوت اقدام بارا عمالة تتحرك و تقرب من الباب ، كسرت خوفي و حاولت اشغل كشاف الموبايل اعرف المكان اللي انا فيه لما ولعت الكشاف اول حاجة ضرب فيها الضوء كان سرير كله دم اسود بس تحت السرير في شي لان السريب كان بيتهز جامدة اوي في شي بيتحرك اوي عايز يخرج من تحت ، قلبي مكنش مطاوعني اعمل اللي هعمله دا بس حاولت اكسر خوفي اكتر و ابص  تحت السرير وصلت عند السرير و قولت بسم الله و نزلت مرة واحدة بالكشاف وابص!!

لاقيت عين!! 

عين فقط و حواليها شعر كتير بشكل مرعب ، المرادي مستحملتش و اتصرعت اكتر و جريت على الباب وفتحته خرجت من الاوضة على باب البيت بسرعة فضلت افتح فيه و انا سامع ضحك كتير اوي ناس كتير عمالة تضحك كأنهم في عرض مسرحي شغال و انا الارجوز ، الباب اتفتح أخيراً بعد محاولات كتير و خرجت منه جري كانت الدنيا لسة مضلمة برا و انا بجري على الباب الحديد بصيت ورايا لاقيت مطاوع بياع الافوكادو واقف ورايا بيبصلي ويضحك كأنه بيقولي دي قرصة ودن عشان متحاولش تعرف عني حاجة!!

لما خرجت من البيت قابلت راجل كبير لاحظ عليا الخوف و وشي اللي مخطوف والدم نشف فيه خبطت فيه بالغلط 

ـ براحة يبني بتجري من اي في وقت زي دا 

ـ كانوا عايزين يمــ ـــوتوني عايزين يخلصوا عليا 

قولت جملتي وانا بشاور على بيت مطاوع

ـ و انت اي بس اللي دخلك البيت دا ، دا بيت مؤذي يبني مطاوع دا مش بيسيب حد في حاله 

ـ طيب وانتوا ساكتين عليهةلي بلغوا عنه 

ـ نبلغ عن مين يبني دا ميت من سنين  ، روح يبني و اوعى تدخل هنا تاني !!

كلام الراجل دا نزل عليا زي الصاعقة فضلت اجري لحد ما دخلت بيتنا و مش قادر من ساعتها انسى الموقف و الرعب اللي عيشت فيه و برضو مقربتش تاني من بيت مطاوع ولا حتى قهاوي وسط البلد.

تمت


انتهت احداث الرواية نتمني ان تكون نالت اعجابكم وبانتظار ارائكم في التعليقات وشكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم

للمزيد من الروايات الحصرية زورو قناتنا علي التليجرام من هنا
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1