اسكريبت ونس كامل بقلم هاجر نور الدين
_ إنتِ طالق.
بصيتله بصد*مة وعيوني دمعت وقولت برعشة في صوتي:
=خالد إنت بتهزر صح، قول إنك بتهزر، بتطلقني وفرحنا بكرة!!
إتكلم ببرود وقال بعد ما ولع سيجارة:
_أنا كدا حققت مُرادي، وإحمدي ربنا إني مكملتش وطلقتك بعد الفرح بـِ يومين بس قولت إنك مالكيش ذنب وكفاية عليكي لحد كدا.
إتكلمت بعصبية ودموع وأنا مش فاهمة حاجة وقولت:
=إي هو مُرادك، وماليش ذنب فـِ إي
_إبقي إسألي والدك عن ذنب عمله زمان من آيهم السيوفي
بصيتله وقولت بإسغراب وسط دموعي:
=أيهم السيوفي مين?
إبتسم وقال:
_لما تقوليله الإسم هيقولك
كان هيمشي بس رجع تاني وقال بنفس الإبتسامة الخبيثة:
_بالمناسبة، مسميش خالد إبراهيم، إسمي علي أيهم السيوفي
بصيتله وأنا لحد دلوقتي مش مستوعبة اللي حصل قدامي دا، هو أكيد بيهزر وهيرجع أكيد، ماهو مش معقول خالد حب حياتي ومكتوب كتابنا وهنتجوز بكرة وطلب يقابلني عشان يديني هدية جوازنا، يعمل فيا كدا، لا لا مستحيل، فضلت قاعدة مستنياه يرجع ماهو أكيد بيهزر برضوا ياجماعة.. ولكنه مجاش، قومت وأنا بلم قلبي اللي إتكسر ورايا فضلت ماشية في الشارع بعيط وأنا مش مصدقة أو مش مستوعبة اللي حصل، يعني إي!?
يعني طول ال 3 سنين دول كان بيضحك عليا وغرضه بس الإنتقام، طب أنا ذنبي إي وذنب قلبي إي، كنت ماشية الناس كلها بتتفرج عليا بس أنا مكنتش شايفة حد قدامي، لحد ما في عربية سريعة جات وملمحتش منها غير النور وبعدها، مش فاكرة آي حاجة تاني.
فوقت وحواليا نور كتير أوي وبحاول أفتح عيني منه مش عارفة ولكني واحدة واحدة فتحت عيوني، ولاقيت بابا قاعد جنبي وبيقول وهو بيبكي:
_الحمدلله يابنتي الحمدلله، أنا أسف أسف على اللي حصلك بسببي من الحيوان اللي إسمه علي
بصيتله بإستغراب وقولت:
=علي مين يابابا?
كمل بنفس دموع الندم وقال:
_قصدي خالد أو اللي كان عامل نفسه خالد
بصيتله بدهشة أكتر وقولت:
=خالد مين وعلي مين يابابا أنا مش فاهمة، وأنا بعمل إي هنا?!
بصلي بخض*ة وقال:
_إنتي مش فاكرة حاجة??!!
بصيتله بإستغراب وقولت:
=حاجة زي إي?
سكت شوية وقال:
_لأ يابنتي مفيش، أصلك عملتي حادثة و واحد إسمه خالد هو اللي كان سايق
بصيتله بتعب وقولت:
=أنا مش فاكرة آي حاجة عن الحادثة، كل اللي فاكراه إني كنت قاعدة بتعشى معاك بس
بصلي بشفقة وقال:
_معلش ياحبيبتي، من أثر الصدمة بس، إرتاحي إنتي وأنا هكلم الدكتور وآجي
سابني وطلع وأنا قاعطة بحاول أفتكر آي حاجة ولكني مش فاكرة ولكن اللي تاعبني أكتر من وجع جسمي إني حاسة بإحساس خنقة وضيق رهيب جوايا من سبب أنا مش عارفاه، طلبت من بابا إني أخرج من المكان دا بسرعة لإن أكتر مكان بكرهه هو المستشفى، فـ إتكلم وقال:
_راسك بس فيها إصابة بسيطة لإن الإرتطام كان ناحيتها هيلفوهالك وهنخرج تاني يوم على طول
هزتله راسي بتعب وأنا مش قادرة أتجاهل إحساس الوجع اللي جوايا، عدا باقي اليوم عادي وجه تاني يوم، خرجت من المستشفى وأول ما وصلنا البيت الحاجة الوحيدة اللي كنت بفكر فيها هي البحر، طلبت من بابا إني أخرج ولكني صمم أرتاح شوية وأكل وبعدين هيسيبني أخرج، سمعت الكلام بس عشان أخرج، لكن من جوايا لسة حاسة بنفس إحساس الضيق، طلعت لبست ونزلت و روحت أقرب مكان لـِ قلبي “البحر”.
بس إستجمعت شجاعتي ولفيت فجأة وإحنا الأتنين إتخضينا وصرخنا، قولت بصد*مة:
_إنت?!
بصلي وهو بيجز على سنانه وبينهج وقال:
=إنا إي ياشيخة فزعتي اللي جابوني
قولت بعصبية:
_إنت بتمشي ورايا ولا إي?!!
إبتسم بسُخرية وقال:
_ إنت بتمشي ورايا ولا إي؟
بصلي وإبتسم بسخرية وقال:
=أنا همشي وراكي إنتي بتاع إي!
عصبتني طريقته المُستفزة وقولت:
_أومال بتمشي ورايا ليه??
إتكلم وهو شِبه متعصب وقال:
=برضوا بتقولي بمشي وراها!!
حضرتك أنا مروح بيتي عادي يعني زي ما إنتي مروحة بالظبط.
إتكلمت بإرستغراب وقولت:
_ليه إنت بيتك في نفس الشارع بتاعي?
إتكلم بهدوء وهو بيحط إيديه في جيوبه وقال:
=والله معرفش، عن إذنك.
سابني ومشي وأنا كنت هطق من الغيظ منه بجد، ولكني قولت كفاية إحراج ومشيت وراه، وطلع فعلًا ساكن في نفس الشارع بتاعي وأنا مشوفتهوش قبل كدا، و… لحظة إي دا!!!
دا داخل البيت اللي جنبنا على طول!!
معقول أول مرة أشوفه بجد، إتكلمت بتلقائية وبصوت عالي شوية عشان يسمعني وقولت:
_إي دا هو إنت الجار المجهول.
حطيت إيدي على بُقي بسرعة وتداركت اللي قولته، فـ بصلي وإبتسم إبتسامة جانبية وطلع وسابني ولا كإني إتكلمت، بصراحة حمدت ربنا إنه تجاهل كلامي الدبش دا وفي نفس الوقت إتدايقت وقولت لنفسي:
_هو شايف نفسه على إي مش فاهمة، هو عشان حلو شوية يعمل كدا، قليل ذوق ومشافش بـِ رُبع جنيه رباية.
مشيت ودخلت البيت بتاعي، قابلت بابا سلم عليا وإتطمن عليا وبعدين سابني ودخل ينام، وقت الليل…ياجماعة بقى وقت الليل دا ألطف وقت بالنسبة لـِ رواية جميلة وفنجان قهوة وبسكوت، وهوا البلكونة، خدت رواية كانت عندي من فترة بس مقرأتهاش ودخلت البلكونة وأنا مُستمتعة بالهوا اللطيف والرواية الألطف اللي وصلت فيها لما البطل والبطلة إعترفوا لـِ بعض بحبهم، بصيت للقمر فوق وتخيلت هل ممكن أعيش قصة حب زي كدا وأقابل الشخص اللي يخليني وكإني ريشة في الحياة دي، قاطع تفكيري صوت بيقول:
_القهوة مش حلوة للبنوتات اللي زِيك.
إتخضيت وبصيتله وقولت:
=مش تقول إحم ولا دستور خضتني.
إتكلم بعد ما شرب حبة شاي من اللي في إيديه وهو باصص للسما وقال:
_إحم ولا دستور.
بصيتله بغيظ وأنا بجز على سناني وقولت:
=وبعدين إنت مالك ومركز معايا ليه?
_مش مركز معاكي ولا حاجة، مجرد إني واقف من بدري في بلكونتي اللي لازقة في بلكونتك وسمعتك وإنتي بتفكري بصوت عالي فـ قولت أفوقك والحقك قبل ما تنيلي الدنيا أكتر وأسمع أفكار أكتر، ومش عشان حاجة، بس مش بحب أفكار البنات التافهه.
خلص كلامه وشرب حبة من الشاي ببرود وأنا هيجيلي ج*لطة منه وقولت بشئ من الإحراج:
=هو أنا بفكر بصوت عالي?
رد عليا وهو باصص للسما من غير مايبُصلي كالعادة:
_يادوب أنا والجيران اللي سمعنا بس.
قومت بإحراج وعصبية في نفس الوقت وقولت:
=تصبح على خير
مسمعتش منه رد ف دخلت وهبدت باب البلكونة ورايا من كتر الغيظ ورجعت فتحته تاني وقولت:
=وعلى فكرة، الشاي غلط عليك ك رجاجيل.
دخلت ورزعت البلكونة تاني، وسمعت صوت ضحكته الخافت وإبتسمت تلقائيًا، تاني يوم كان المفروض أنزل وأغير على الجرح في راسي مع بابا، ونزلنا وروحنا المستشفى، بعد ما الدكتور خلص نزل ومعاه بابا عشان يدفع الفلوس، وأنا خرجت برا أستنى بابا قدام المستشفى، لاحظت شخص عدا من قدامي وبعدين رجع تاني وقف قدامي وهو بيبتسم بطريقة مُستفزة وقال:
_إي دا، مراتي، قصدي طليقتي?
بصيتله بإستغراب وقولت:
=مين حضرتك?
بصلي بإستغراب أكتر وقال:
_مين حضرتي!
لما ركزت مع ملامحه حسيت بإن راسي صدعت جدًا، مسكت راسي وأنا بتأوه، لحد ما سمعت صوت بابا جاي وبيزعق للشخص دا وقال:
_إبعد عن بنتي ياحيوان، حسابك معايا مخلصش.
وبصله بنظرة حادة و وعيد والشخص زي ماهو لسة باصصلي بإستغراب، خدني بابا وركبنا العربية وروحنا.
وإحنا في الطريق بصيت لـِ بابا وأنا ماسكة راسي وسألت:
_تعرفه منين دا يابابا، وليه بيقولي طليقتي أنا مش فاهمة حاجة?!
إتكلم وهو سايق وباين عليه التوتر وقال:
=دا واحد بيني وبينه مشاكل في الشغل فـ هو بيحاول يدايقك مش أكتر فـ عشان كدا خوفت عليكي منه.
إتكلمت بإستغراب:
_ايوا ليه يقولي طليقتي برضوا!
إتكلم بابا بإنفعال بسيط وهو واضح عليه التوتر:
=معرفش يا حبيبة، هو بيحاول يدايقك وخلاص.
سكتت مع إني مش مقتنعة و وصلنا البيت، طلعت أوضتي لحد ما دماغي تهدا عشان أنزل أظبط شُغلي اللي راكناه بقالي 3 أيام، كنت قاعدة ساندة راسي على خشبة السرير ومغمضة عيوني وفجأة سمعت صوت صفير بنغمة مُعينة، تجاهلت الموضوع بس الصفير كان عالي وأتا أصلًا دماغي مصدعة فتحت البلكونة وأنا متعصبة وببُص مين اللي بيعمل كدا ولاقيته المُستفز دا، جزيت على سناني وقولت بغيظ:
_إنت بتعمل إي?
بص عليا بهدوء من غير تعبيرات على وشه وقال:
=وإنتي مالك?
فتحت عيوني من قوة الصد*مة وقولت بسرعة ومن كتر الإحراج:
_هو اي اللي إنتي مالك، أكيد مش بسألك بتعمل إي عشان عايزة أتعرف عليك مثلًا، حضرتك مسببلي إزعاج وأنا الجرح اللي في راسي عاملي صداع لوحده.
بص على الجرح اللي في راسي وبعدين قال بنفس الهدوء:
=متأسف، بس كُنت بنادي على العصفور بتاعي وجه.
بصيتله بصد*مة أكبر من الصد*مة بتاعت الإحراج وقولت:
_إنت إعتذرت?!
بص ناحية العصفور اللي ماسكه في إيده وبيملس عليه وقال:
=عشان أزعجت حد مريض لازم أتأسف.
إتعصبت وقولت:
_قصدك إي بـِ مريض دي، إنت شايفني مجنونة?!
بصلي بـِ ملل وهو بيحرك عينيه بحركة دائرية ونفخ وقال بنفاذ صبر:
=إنتي عبيطة يابنتي?
إنتي مش لسة قايلة إن راسك مُصابة وصفيري سببلك تعب، مش قصدي مريضة إن في فـ دماغك حاجة، دا إنتي عبارة عن كائن مخلوق للخناق.
بصيتله بإحراج وقولت:
_طب إعتبر الرد المُتعصب اللي قولته من شوية دا على كلمة عبيطة و كائن دي.
مبصش عليا فـ قولت بفضول:
_هو إنت ليه لوحدك، أقصد يعني مش بتتعامل معانا أو مع آي حد في الشارع.
رد عليا من غير ما يبُصلي وقال:
=شئ يُخصني.
قولت بإحراج:
_هو إنت متعود تحرج الناس كدا على طول?
بصلي وقال بعد دقيقة وهو باصصلي وساكت لدرجة إني شكيت إني قولت حاجة عيب وقال:
=إنتي اللي بتدخلي في حاجة متخصكيش، لكن أنا مش قصدي إني أحرجك أو حاجة.
بصيتله بعصبية ودخلت ورزعت باب البلكونة، ما أصل إزاي يفضل يحرج فيا كدا على التوالي، يااربي على الإحراج بجد، والله الواحد غلطان إنه بيتكلم مع شخص زي دا أصلًا، شخص مستفز وبارد ومشافش رباية أصلًا، بس.. بس حلو ومثير للإهتمام بصراحة، سمعت ضحكة عالية جاية من البلكونة فـ إستغربت وفتحت باب البلكونة وميلت راسي لـِ برا وأتأكد إن هو اللي بيضحك، دا طلع هو بجد يا ولاد!!
طلع بيضحك زينا وعادي أهو، إبتسمت وقولت بتلقائية:
_إنت بتضحك زينا عادي كدا?
قال وهو مُبتسم من الضحك:
=أومال لو عرفتي بضحك على إي.
إبتسمت إنه مأحرجنيش وقولت بحماس:
_على إي?
إبتسم وقال:
=صوت أفكارك كان عالي وسمعته، لأ وبيعلى لما تكوني متعصبة كمان!
خلص كلامه وكمل ضحك وأنا خدودي إحمرت من الإحراج ودخلت بسرعة وقفلت البلكونة، أتكلمت بصوت واطي وأنا بضرب نفسي بالألم بِخفة:
_يابنتي بقى يا بنتي بقى مش قولنا منفكرش بصوت عالي يخربيت أم تفكيرك ياستي متفكريش تااااني.
بعد شوية خدت اللاب توب بتاعي ونزلت عشان أظبط كام ديكور شقة كانوا جاينلي في شغل، موضوع إن يبقى عندي مكتب ديكور مُنفصل دا تحفة، فكرة إن يبقى ليك شغل مستقل أصلًا مُريحة نفسيًا، مكنش ليا مزاج أروح المكتب فـ روحت كافيه وقعدت بدأت أظبط في كام حاجة على اللاب، ولاقيت شخص جاي يُقعد قدامي بصيتله بإستغراب وإنفعال، ولاقياه نفس الشخص اللي شوفته الصبح إتكلم وقال:
_إنتي مش فكراني?
إتكلمت بعصبية وقولت:
=من فضلك قوم، عيب كدا.
_يعني إنتي فكراني?
=معرفكش أصلًا، بس كل اللي أعرفه إنك شخص مش كويس وبتحاول تدايقني وخلاص.
إبتسم بسُخرية وقال:
_شخص مش كويس وبحاول أدايقك، أممم يبقى الكلام اللي سمعته من المستشفى صحيح وإنك عندك فُقدان ذاكرة مؤقت يا حبيبة.
بصيتله بإستغراب وقولت:
=فُقدان ذاكرة إي، إنت عبيط?
بصلي بغضب وقال:
_بلاش غلط، إنتي كمان مش عارفة إنك فاقدة الذاكرة، دا إنتي حتى فقدتيها لما طلقتك وعملتي حادثة.
بصتله بصد*مة وقولت:
=طلقتني إي، أنا أعرفك أصلًا?!!
إبتسم بسخرية وشر وطلع من جيبه ورقة و ورهالي وقال:
_كنت عارف إنك مش هتصدقيني فـ جبتلك معايا ورقة كتب كتابنا وطلاقنا ياقمر .
مسكتها ولاقيتها فعلًا أنا!!
أنا إتجوزت وإتطلقت إمتى!!
حسيت بدوخة جامدة جدًا وملحقتش أسمع باقي كلامه لإني حسيت بإن في أحداث كتير أوي بتدور قدام عيني ومن كُتر الإرهاق أُغمى عليا ومحستش بأي حاجة بعد كدا.
فوقت لقيت نفسي على سرير في المستشفى وبابا قاعد جنبي وحاطط إيديه بين كفوفه، بصيتله بتعب وبعدين حاولت أقوم بهدوء قام بسرعة ولهفة وساعدني إني أسند ضهري على السرير وقال:
_أنا أسف يابنتي حقك عليا والله ما أعرف آي حاجة.
بصيتله بتعب وبعدين غمضت عيوني، للأسف إني إسترجعت ذاكرتي وإفتكرت اللي خالد أو علي بقى عمله فيا، فتحت عيوني بتعب وحُزن مالي قلبي وسألت بابا:
=هو يُقصد إي بـِ إنه بينتقم منك فيا بسبب ذنب عملته زمان مع واحد إسمه آيهم السويفي وهو إبنه.
بصلي وقال بحزن:
_دا مش ذنب يابنتي، في طبيعة شُغلنا لازم يكون التنافس موجود وأنا لما شركتي قامت ونجحت حاجات كتير هو عملها فشلت وشركته وقعت وأفلست بعد نجاح شركتي والأسهم كلها بقت ملكي.
غمضت عيني بتعب وإرهاق وأنا بتمنى إني أرجع أفقد الذاكرة تاني ومفتكرش كل الأيام اللي كانت بيني وبينه أبدًا، كانت كلها كذب مجرد كذب عشان يحقق الإنتقام بإنه يحرق دمي ودم والدي، بعد شوية خرجت من المستشفى وروحت البيت خدت حمام دافي ولبست ونزلت، بابا شافني وسأل بإستغراب:
_رايحة فين يا حبيبة?
=رايحة البحر شوية يابابا، محتاجة أفصل، عن إذنك.
خلصت كلامي وخرجت من الشقة ونزلت، بجد القاعدة قدام البحر وهوا وريحة البحر كفيل جدًا إنه ينسيك آي هم وياخدك مع رحلة الموج اللي بتتجدد قدامك، قد إي أتمنى لو كنت فضلت زي مانا مش فاكرة الفترة دي في حياتي، بدأت تنزل من عيوني دموع أنا مش مُتحكمة فيها بس أهي حاحة بتعبر عن الحُزن اللي في قلبي، سمعت صوته بيتكلم جنبي وبيقول:
_التَمَنِي مهما وصل بيه الحال، هيفضل في الأخر تَمني ومش هيتحقق.
إبتسم إبتسامة جانبية تدُل على حَسرة وكمل:
_بقالي سنين بتمنى حياتي ترجع طبيعية زي قبل ما قابلتها، ولكن برضوا مُجرد تَمني.
كُنت بصاله وهو بيتكلم قد إي موجوع، يمكن أكتر مني، عيونه وهو بيتكلم مش بتلمع حتى!
مطفية، تحس إنه خلص الدموع، كُنت عايزة أواسيه بس أنا مش عارفة أواسي نفسي حتى، فـ سِكتت أفضل، بصلي وإتكلم هت بشئ من المرح الغير مُعتاد عليه منه نهائي وقال:
_غريبة، مناقشتنيش ولا إتخضيتي من وجودي المفاجئ أو صوت أفكارك العالي اللي هيفضحك في يوم دا.
قولت من غير ما أبصلع وأنا موجهه نظري للبحر:
=أحيانًا بيبقى الإنسان عاجز عن الكلام أو مالهوش طاقة يتكلم.
إبتسم وقال بفخر:
_عارفة أحلى حاجة فيا إي?
بصتله بإستغراب وقولت:
=حاجة فيك!
إي?
قال بنفس نبرِة الفخر:
_إن آي حد بيقعد معايا مرة بس بياخد من طَبعي.
بثيتله بعدم فهم فـ كمل:
_كلامك ليا وإنتي مش بصالي، وكلامك العاقل اللي مفيهوش مرح.
بصيتله وقولت بإبتسامة:
=الظاهر مش إنت لوحدك.
بصلي وقال:
_بمعنى?!
قلدته في نبرة الفخر وقولت:
=يعني أصلي شيفاك بتتكلم بمرح وبتدخل في اللي ميخصكش وبتبتسم على غير العادة وبتبُصلي وإنت بتتكلم.
إتكلم بإحراج واضح وقال:
_دا عادي عشان أضحكك بس عشات تبطلي عياط مش عشان حاجة تانية.
ضحكت على توتره وقولت:
=تمام مصدقاك خلاص.
بصلي بعصبية طفيفة وقال:
_أيوا لازم تصدقيني عشان أنا مش بكدب.
بصتله وقولت بإبتسامة:
=أيوا إنت شطور.
بصلي بغضب وقال:
_أنا غلطان إني جاي أقعد جنبك أصلًا، أنا هروح أقعد في مكان تاني.
ضحكت وقولت:
=كلمتي دي برضوا.
قام وقف وقال:
_بقولك إي يا إسمك إي، بُصي مشلاعب.
سابني ومشي فـ قومت وراه وأنا بضحك على شكله الطفولي اللي كان مخبيه كل دا ورا الوش الخشب اللي كان ملازمه وقولت:
=إستنى طيب، طب أنا إسمي حبيبة مش إسمِك إي، إنت بقى إسمك إي?
بصلي بجنب عينه وقال بإبتسامة جانبة:
_أممم أعتبر دا تعارُف?
بصيتله بإبتسامة وقولت:
=إعتبره.
قال بإبتسامة:
_إسمي فادي.
قولت بإنبهار:
=إسمك جميل جدًا وكمان قليل اللي مسميين الإسم دا.
بصلي وقال بسُخرية:
_لأ مش قليل أنا في مني كتير.
بصيتله بتفكير وقولت:
=طب ممكن اسأل سؤال?
_لأ.
بصيتله بإستغراب على تحوله المفاجئ وقولت:
=طب ماتخليني أسألك يمكن ممكن!!
إتكلم وهو باصص للبحر:
_لأ، أنا عارف إنك فضولية وهتدخلي في حاجة متخصكيش.
بصيتله وأنا مبرقة عيوني وقولت:
=إنت إزاي بحالات كدا بجد?!
بصلي ورفع حاجبه وقال بِحِدة خفيفة:
_أنا بحالات!
خوفت من نبرة صوته وغيرت الموضوع وقولت:
=عايزة أسمع حكايتك اللي قولتلي عليها من شوية، بصراحة إنت شخص بتثير فضولي جدًا.
بصلي وقال:
_مش بقولك.
بصيتله بإحراج وقولت:
=على فكرة إنت اللي قولتلي الأول.
بص للسما وبعدين رِجع بصلي وقال بتفكير:
_إممم ممكن أقولك بشرط تقوليلي إنتي الأول كُنتي بتعيطي ليه.
بصيتله بو*جع وكإني إفتكرت دلوقتي اللي كان حاصل معايا ولسة هرد عليه قاطعني وقال:
_لو هتحكي، فـ أنا هبقى هنا بُكرة الساعة 7، عن إذنك.
سابني ومشي من غير ما أرد عليه، قد إي قليل ذوق بجد، إنسان مغرور ومُستفز.
بعد ما مشي من قدامها كلم نفسي وهو ماشي وقال:
_شكلك هتقع مرة تانية ولا إي?
بعدين رجع رد على نفسه بسُخرية وقال:
=لأ ياعم مستحيل أكرر الموضوع دا مرة تانية، أنا بس عايز أساعدها مش أكتر.
_وإنت من إمتى بتهتم لأمر بنت يعني.
=مش عارف بس حاسس إن هي السبب إني أضحك من زمان.
_إممم ودي حِجة عشان تقابلها بكرة تاني، ولا يمكن سبب عشان تُقع في حُبها?
=ياعم إسكت بقى، حقيقي مع عارف ليه عايز أشوفها تاني بكرة، بس حاسس إني عايز أشوفها وأتكلم معاها، بُص بُص اللي حصل حصل إسكت بقى.
كمل طريقة وفي نُص الطريق صقف بإيديه ونط في الهوا وهو بيضحك زي المجانين وبعدين بص حواليه وحمد ربنا إن مفيش حد شافه وكمل الطريق عادي وهو مُبتسم.
تاني يوم صحيت الصُبح وأنا مبسوطة، مش عارفة إي السبب بس أول حاجة حبيت أعملها إني أطلع البلكونة، لاقيت البلكونة بتاعته مقفولة فـ قولت بخيبة أمل:
_إنت بني أدم جاي بالعكس معايا، وقت ما أحب إني اشوفك متظهرش، غير كدا بلاقيك على طول في وشي.
رِجعت سكتت وإبتسمت وقولت:
_بس مش مهم كدا كدا هشوفك بالليل.
كتمت بُقي وأنا بقول بدهشة لـِ نفسي:
_إي اللي بتقوليه دا!!?
إنتي وقعتي ولا إي، لأ بقولك إي إتلمي كدا وإهدي وروحي شوفي شُغلك يلا.
نِزلت بعد شوية من البيت وروحت المكتب بتاعي، قعدت أشتغل شوية وبعدين لاقيت حد بيخبط على المكتب بإيديه، بصيت بغضب ولسة هزعق عشان مش عارفة إزاي دخل والسكرتيرة برا لاقيته علي!!
بصيتله بغضب كبير وقولت:
_إنت إي اللي جابك هنا ومين سمحلك تدخل أصلًا?!
رد عليا بطريقة مُستفزة وإبتسامة مُستفزة أكتر وقال:
=وحشتيني فـ جيت أشوفك، أما دخلت إزاي فـ سكرتيرتك مش برا أصلًا.
_وحش لما يلهفك إنت أهبل ولا إي!
إطلع برا ومش عايزة أشوف وشك تاني إنت فاهم?
قرب راسه مني وقال:
=طلِعلك ضوافر وبقيتي بتخربشي ولا إي?
رديت بسُخرية:
_لأ إنت مشوفتش الجزء الوحش مني لإن في الأول كنت معتبراك شخص تستاهل، بس دلوقتي فـ كل اللي مكنتش متوقعهُ مني هتشوفوا، إطلع براااا.
عليت صوتي في أخر كلمة فـ حسيته إتوتر من كلامي وقال:
=بس أنا فعلًا لسة بحبك وعايز لو نرجع تاني.
ضحكت بسخرية وقُلت:
_أنا مش هبلة عشان أقع مرتين في نفس الغلطة ومع نفس الغلطة، لأخر مرة بقولك هتطلع برا ولا أطلبلك الشرطة ونشوف الموضوع دا?
إتكلم وقال بغضب:
=مش هسيبك في حالك برضوا يا حبيبة، وهتشوفي.
مِشي من قدامي وأنا طلعت برا بغضب ولاقيت السكرتيرة لسة داخلة من الباب وزعقتلها وقولت بغضب:
_إنتي روحتي فين وسيبتي الشغل من غير ما تعرفيني!?
ردت عليا بتوتر وقالت:
=جالي موبايل مُهم فـ خرجت أرد عليه، هو في حاجة حصلت?
_وإنتي في الشغل فـ مفيش حاجة أهم من الشغل تخليكي تسيبيه والمكان فاضي وتطلعي برا من غير ما تعرفيني كمان، صدقيني لو إتكررت تاني فـ مش هيبقى بخصم هيبقى بمشيانك من هنا، إنتي عارفة إني مش بتهاون في الشغل.
ردت عليا بسرعة وتوتر:
=حاضر خلاص مش هعمل كدا تاني.
سيبتها ودخلت جوا بعصبية، خروجها من المكان معصبنيش للدرجة دي على قد ما عصبني إنه دخلي البني أدم دا، بعد شوية هِديت وبصيت في الساعة لاقيتها 6 ونص فـ خدت حاجاتي وخرجت وقولت للسكرتيرة:
_بعد ساعة مجاش شغل إقفلي وروحي، عن إذنك.
هزتلي راسها وأنا مشيت عشان ألحق "فادي"، وصلت هناك وكان قاعد وباصص للبحر في هدوء كـ عادته روحت قعدت جنبه في هدوء ولسة هتكلم قال:
_متأخرة رُبع ساعة على فكرة.
بصيتله بإبتسامة وقولت:
=معلش الطريق بقى وبعديت في حاجة إسمها السلام عليكم الأول، عاملة إي، كدا.
بصلي وقال:
_إممم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
إتكلمت في حماس:
=أنا مُستعدة أسمع.
بصلي وبعدين بص للبحر وإتنهد وقال بعد دقايق:
_كنت بحب واحدة وخطبتها وكنت مُستعد أعمل آي حاجة عشانها وعشان تبقى مبسوطة، بجد مكنتش مخليها عايزة آي حاجة وكنت مُهتم بيها فوق الوصف وبخاف عليها من أقل حاجة، بس.. بعد فترة قالت إنها عايزة تنهي كل حاجة ولما سألتها عن السبب مرضيتش تقول فضلت أحاول معاها تاني بس موافقتش، قولت يمكن عايزة تفصل شوية فـ وافقتها وقولت هسيبها شوية وبعدين هرجعلها تاني تكون فكرت في الموضوع.
إبتسم بسُخرية و و*جع وبعدين رجع قال:
_ملحقتش أرجعلها أو حتى لحقت هي تفصل لإني شوفتها تاني يوم خارجة مع واحد في كافييه وماسكة إيديه وبيضحكوا ولما شافتني و واجهتها قالتلي إني ماليش دعوة وإحنا إنفصلنا وهو هيبقى خطبيها الجديد، من ساعتها حياتي إتشقلبت وبقيت بفضل إني ابقى لوحدي بعيد عن كل الناس.
بصيتله بحُزن وأنا مش عارفة أهون عليه وأقوله إي وقولت:
=إنت تستاهل أحسن منها بكتير صدقني.
بصلي وقال بعد ثواني بإبتسامة:
_أكيد.
إتوترت من نظرته وبعدين بصيت للبحر قدامي وقولت:
=أنا مُطلقة على فكرة.
بصلي وكإنه إتصد*م وقال:
_إزاي!
بصيتله وقولت:
=كان مكتوب كتابي على واحد وقبل الفرح بـ يوم طلقني وقالي إنه كان بينتقم مني في بابا لإنه إبن مُنافس ليه.
إتكلم وقال بعصبية:
_دا حيو*ان ومالهوش آي علاقة بالآدمية، وميستاهلكيش أصلًا وكويس إنك سبتي واحد زي دا.
بصيتله بإبتسامة وقولت:
=أيوا إهدى بس.
إتكلم بتوتر وقال:
_أهدى إي أنا هادي.
ضحكت عليه وقولت:
=أيوا واخدة بالي أنا.
بصلي بضيق وبعدين بص للبحر بتوتر وأنا ضحكت عليه، إتكلم وقال:
_بتحبي الشاي بالنعناع?
إبتسمت وقولت:
=بحبه.
بصلي لثواني وبعدين قال بإبتسامة وحماس غريب عليه:
_أعرف عمِ صُبحي قدام شوية على البحر الناحية التانية بيعمل حبة شاي بالنعناع رهيب، تيجي نروح?
إبتسمت وقولت:
=يلا بينا.
روحنا هناك وطلبنا من "عمِ صُبحي" الشاي بالنعناع وقولنا هنتمشي قدام شوية ونرجع تاني عقبال ما يعمله، إتكلمت وقولت بتساؤل:
_طب إنت لسة بتحبها?
بصلي بإبتسانة وقال:
=لأ مبحبهاش، أكتر حاجة مش عايز اشوفها في حياتي هي، كانت عايزة ترجعلي قبل كدا على فكرة لما عرفت إنه بيضحك عليها، بس موافقتش، فـ إتطمنتي.
رديت وقولت بإحراج:
_وأنا هتطمن ليه انا مالي يعني.
بصلي بجنب عينيه وقال بإبتسانة خبيثة:
=إتطمني وخلاص.
بصيت الناحية التانية وإبتسمت على طريقته، بعد شوية لاقيت علي قدامي، إتكلم وهو بيزعق وقال:
_بقى مرضتيش ترجعيلي عشان في واحد تاني في حياتك مش عشان أنا أذيتك فعلًا والله عال اوي!
إتكلم فادي قبل ما أتكلم أنا وقال:
=إنت أهبل ولا إي، مش شايف معاها راجل، داخل بقلب جامد بتكلمها هي كدا ليه مش فاهم.
إتكلم علي بإستفزاز وقال:
_والله مراتي وأتكلم معاها زي ماإنت عايز الدور والباقي على اللي ماشي معاها دلوقتي.
رد عليه فادي بلكمة في وشه وقعته في الأرض وبعدين نزل كمل ضرب فيه وأنا بحاول أقومه وأنا متوترة ومش عارفة أعمل إي لحد ما سابه وقال:
=إتكلم عنها عِدل، وإسمها طليقتك مش مراتك، وبعد كدا أبقى ألمحك تاني قريب منها اللي نجدك مني المرة دي إني مش عايز أبوظ باقي اليوم بسببك إنت.
قام فادي معايا ومسك إيدي ومشاني وراه لحد ما وصلنا لعمِ صُبحي وخدنا منه الشاي بالنعناع وقعدنا، إتكلمت بإستغراب وقولت:
_إنت ولا كإنك كنت هتمو*ت الواد من شوية:
بصلي وقال بإبتسامة وبطريقة مفاجأة:
=تتجوزيني?
بصيتله بدهشة ممزوجة بصد*مة وقولت:
_إي?
=زي ماسمعتي!
فشلت دقايق بصاله وأنا ساكتة من الذهول ومش عارفة أقوله إي فـ قال:
=أنا قولت برضوا إنك مش هتوافقي.
إتكلمت بسرعة وقولت:
_لأ انا بس…
رجعت ضربت راسي بإيدي بعد ما أدركت اللي قولته وهو ضحك عليا وقال:
=إشربي الشاي بالنعناع عشان بكرة هنشرب شربات مع عمِ فاضل.
بصتله بإبتسامة وبعدين رجعت بصيت للبحر تاني.
قد إي الحياة ممكن تاخدك لأماكن كتير جدًا مع أشخاص مُهلكين تتعب فيها وتدوق الوحش كُله عشان بعدين ربنا يكافأك باللي يستاهلك ويبقى عارف قيمتك، العوض دا شئ جميل بجد وهدية جميلة اوي من ربنا، متيأسش لو شخص بتحبه سابك وتفتكر إنه نهاية العالم لإنه كان مجرد فترة في حياتك علمتك شئ متعملهوش تاني، وبعدها ربنا هيكفأك بالعوض، بالـ ونس.
#تمت