قصة فريلانسر كاملة بقلم فهد حسن
بشتغل مصممة جرافيك فريلانسر من البيت، شغلي كله على اللابتوب، تصميمات ولوجوهات وإعلانات.. مؤخرًا شغلي زاد أوي، واللابتوب القديم بتاعي مبقاش مستحمل برامج التصميم التقيلة، فكنت محتاجة جهاز جديد بإمكانيات أعلى، بس الميزانية على قدي، قعدت أدور أونلاين على لابتوبات مستعملة تكون حالتها كويسة وسعرها حنين، وبعد بحث طويل لقيت واحد عارض لابتوب بمواصفات ممتازة وسعر لُقطة.. تواصلت مع البايع واتقابلنا، شوفت اللابتوب، ولقيت شكله نضيف ومفيهوش خدوش، وصاحبه أكدلي إنه عمله فورمات كامل ومسح كل حاجة من عليه.. اتفقت معاه وخدت اللابتوب وأنا فرحانة بيه جدًا، روحت البيت وبدأت أنزل برامجي وأنقل شغلي عليه.. اللابتوب فعلًا سريع وممتاز.. بس من أول يوم بدأت ألاحظ حاجات بسيطة غريبة.. مثلاً ساعات وأنا شغالة لمبة الكاميرا الصغيرة اللي فوق الشاشة تنور لوحدها لثانية وتطفي. أو ساعات الماوس يتحرك حركة بسيطة لوحده.. وساعات أسمع صوت تكة خفيفة جاية من جوه الجهاز.
فأقول لنفسي إن دي حاجات عادية ممكن تحصل في أي جهاز، أو يمكن أنا بيتهيألي من كتر التركيز في الشغل.. بس بعد كام يوم بدأت ألاحظ إن فيه ملفات قديمة بصيغ غريبة بتظهر لوحدها، وجواها صور مشوهة ومقاطع صوت فيها وشوشة وكلام مش مفهوم، وكل ما أمسحها ترجع تظهر تاني في مكان مختلف، الأغرب بقى إن شغلي نفسه بدأ يتأثر.. أكون شغالة على تصميم بألوان معينة وأسيبه شوية وأرجع ألاقيه الألوان اتغيرت وبقت غامقة وكئيبة.. او أكون راسمة شخصيات كرتونية لطيفة أرجع ألاقي ملامحها بقت مخيفة، زي ما يكون في فيه حد تاني بيعدل على شغلي وأنا مش واخدة بالي.. بصراحة بقيت خايفة من اللابتوب ده لدرجة إني مابقيتش أستخدمه، وجيبت ملاية كده ورميتها عليه.
بس الفضول دفعني أتواصل مع الشخص اللي اشتريت منه اللاب، لكن لقيت الأكونت بتاعه مقفول، ولا عملي بلوك مش عارفة.. حاولت اتصل بيه تليفونه مجمعش معايا.. عملت سيرش على الفيسبوك بالاسم، ولقيت كام نتيجة لناس بنفس الاسم، بس مفيش أي حاجة تربطهم باللابتوب أو بمجال التصميم.. بس وسط البحث لمحت بوست قديم عن شاب مصمم جرافيك اختفى فجأة من بيته من حوالي سنة، ومحدش يعرف عنه حاجة لحد دلوقتي.. نفس الاسم الأولاني بتاع البياع وفيه صورته، أنا قلبي اتقبض وبقيت مرعوبة.. هل ممكن يكون هو؟ طب إيه اللي حصله؟
وساعتها قررت إني لازم أتخلص من اللاب توب ده وعرضته للبيع أونلاين بسعر رخيص جدًا.. بس محدش عبرني.. حاولت أوديه لمحل صيانة عشان يغيروا الهارد، بس العجيب إن المحل رفض يستلمه وقالي الجهاز ده شكله مسروق ومسئوليته كبيرة.. في الآخر قررت أكسره.. خدت اللابتوب وطلعت بيه فوق سطح العمارة، مسكته ورفعته عشان أرميه بكل قوتي من الدور السابع في الشارع، وفي اللحظة اللي كنت هرميه فيها، الشاشة بتاعته نورت لوحدها وعرضت صورة، صورة ليا أنا وأنا واقفة على السطح ماسكة اللابتوب، بس الصورة غريبة.. السما ورايا لونها أحمر.. وملامح وشي مشوهة ومليانة رعب كأن الصورة دي متاخدة من مستقبلي المرعب لو رميت اللابتوب ده.. في اللحظة دي إيدي اتشلت ومقدرتش أرميه، نزلت بيه الشقة تاني وأنا منهارة.. اللابتوب ده مش عايز يسيبني.
فضلت قاعدة في الشقة أفكر ممكن أعمل إيه، وسيبته مفتوح قدامي، لكن الشاشة اسودت فجأة.. وظهرت عليها كلمة واحدة مكتوبة بخط أحمر: ساعديني.
وبعدها ظهرت صورة.. صورة وش الشاب المختفي بس المرة دي وشه كان واضح جدًا، وملامحه مليانة ألم وعذا.ب، وعينيه بتبصلي مباشرة كأنه محبوس جوه الشاشة وبيستنجد بيا.. حسيت بحد بيلمس بتلمس إيدي اللي على الماوس، اتفزعت وبصيت لقيت إيدي بتتحرك لوحدها وبتفتح برنامج تصميم وبترسم، بترسم بسرعة وبمهارة غريبة وش الشاب ده، بس بتضيف عليه تفاصيل مرعبة.. جروح، دموع بالدم، ابتسامة مشقوقة زي ما يكون في حد بيتحكم فيا، وبيستخدمني عشان أعبر عن شعور مؤلم لحد تاني، أو حد عايز يوريني مصيره.
مقدرتش أقاوم.. فضلت قاعدة مكانى والجهاز بيرسم بإيدي لحد ما الرسمة خلصت، أبشع وأجمل رسمة شوفتها في حياتي، رسمة مليانة ألم وعبقرية مجنونة. وبعد ما خلصت، اللابتوب طفى لوحده.. وبعدها الرسمة راحت واللابتوب مبقاش يظهر لي أي حاجة غريبة بعد كده.
وأنا مبقتش بحاول أتخلص منه، بقيت حاسى إنه جزء مني أو أنا اللي بقيت جزء منه.. لسه برسم عليه بس مبقتش برسم للعملا.. بقيت برسم ليه هو، برسم الكوابيس اللي بيوريهالي، برسم العذاب اللي جواه.. الناس بتقول إني اتجننت، وإني بقيت منعزلة وغريبة، يمكن عندهم حق بس أنا مش قادرة أبعد.. هو محتاجني، وأنا بقيت منعزلة معاه أو بقيت مكانه.
تمت..
انتهت احداث الرواية نتمني أن تكون نالت اعجابكم وبانتظار آراءكم في التعليقات شكرا لزيارتكم عالم روايات سكير هوم
