رواية انت عدوي كامله جميع الفصول بقلم زينب سمير
- سـوزي! متقوليش إنك بتفكري تروحي
بصت للدعوة اللي في إيدها تحركها بين صوابعها بشرود، لونها أسود وعليها ختم فضي لشكل شيطاني متحاوط بالنار
- لية لا..
بص الشاب للوشوش حواليه اللي كلهم ساكتين ينطق بإستنكار- أنتوا أزاي شايفين الموضوع عادي، دي حفلة علشان يعلنوا الزعيم الجديد للإليازيين، الدنيا ممكن تتقلب لو الزعيم الحالي كان مخرف فعلًا زي ما بيتقال وأختار على مزاجه
ممكن تقلب مزجرة هناك ما بينهم
سوزي بإستمتاع- وفي حد عاقل يضيع فرصة يشوف فيها الإليازيين منقسمين وماسكين في بعض
نطق صوت هادي- مستحيل يعملوا حفلة ويعزموا اعدائهم قبل حلفاءهم لو مش مجهزين كويس للي هيحصل، معروف مين هيكون الخليفة في الزعامة ياطاهر
بص لطاهر قبل ما يكمل- زاهر الحفيد الأكبر لأيوب إليازي، دا كلام كله متأكد منه، واتأكدوا أكتر لما اتعرف أن زاهر اللي جهز للحفلة دي وأصّـر إنها تتعمل
بصت سوزي لراجل كبير قاعد وساكت من أول القعدة ووجهت كلامها ليه- أوامرك اللي هتمشي، اية رأيك ياكبير؟ هنروح؟
هز راسه بآه و- التاريخ بيكتب حقبة جديدة في تاريخ الإليازيين.. لازم نكون شاهدين عليها
حقبة هيندم عليها أيوب إليازي لما أختار يضيع كل اللي بناه في أخر مجده ويسلم الزعامة لحفيده
نطق واحد بتعجب- حاسس إنك كلكم مستقليين بيه، رغم إننا مفروض نقلق، زاهر دا مجنون ومختل أكتر من أيوب نفسه، وأكتر واحد دمـوي في الإليازيين، معندوش أصحاب ومعتبر الكل أعـداء
الأب ببساطة- العالم مبيتحكمش بالدم.. بالحكمة، والعـدو هو صديق محتمل، في العالم دا بترفع سلاحك بعد ما ترفع سلامك.. مش قبل
أبتسمت سوزي وهي بتهز راسها، أخيرًا هتشهد بنفسها وقوع وسقوط الأليازيين في شر أعمالهم وبإيديهم
أفضل مما توقعت ومما أرادت
*****
الساعة تمانية، في ساحة قصر اليوراني، مليانة الساحة بعربيات جيب سوداء، محاوط كل عربية خمس رجالة ببدل سوداء وسلاح، قدام الباب الرئيسي للقصر في عربيتين وحدة بيضة ووحدة سودة، ظهر عند الباب زعيم اليوراني.. شاكر اليوراني والأب الروحي ليهم
في الستينات من عمره لابس بدلة سودا مع بالطو طويل، وطاقية فوق راسه، ماسكة دراعه سـوزي شاكر اليوراني بنته ودراعه اليمين، لابسة فستان أحمر طويل ستان، عاري الضهر إلا من خطين عاملين حرف إكس، ومن قدام واخد شكل سبعة، سايبة شعرها الأسود الطويل ورا ضهرها مع قصة شعر مغطية جزء كبير من عيونها حواليهم تلت شباب
طاهر ان عمها وتاني أهم شخص بعد سوزي، وبير أسرارها
وحليم ابن عمهم التاني، وعزيز أخوها
كبار عصابة اليوراني، شعارها الدم مع الكوبرا
قربوا من العربيات وركبوا، وإتجهت العربيات لقصر الإليازيين..
بعد مرور ساعة تقريبًا، في قصر ضخم جدًا وصلت عربيات اليورانيين، الساحة مليانة عربيات كتير وناس مسحلة، الجو ملغم بالتوتر، والهدوء، المكان مليان رهبة..
إتفتح باب عربية شاكر نزلت سوزي وساعدته ينزل، مشيت بخطوات ثقة معاه ووراهم باقي الأعضاء للساحة، أتفتح الباب ببطء، إنحنى ليهم أتنين من اللي واقفين على الباب بإحترام..
قاعة كبيرة مليانة ناس، كل العين اتوجهت عليهم لما دخلوا، مش كتير توقع أن اليورانيين هيقبلوا دعوة الإليازيين، دعوة لمناسبة تُعتبر حميمية مع طول الحرب اللي جمعت بينهم
والعداوة.. والعداء والصراع على الزعامة للعالم السفلي كله
اللي بدأت من سنين ولسة مخلصتش
الترقب ظهر في العيون، السهرة ممكن تبقى مزجرة في أي لحظة
شاور عزيز لمكان تربيزة خاصة بيهم، مكتوبة عليها أساميهم، قربوا وقعدوا عليها
اللحظات بتمر والحفل بقى على إتمام الإستعداد إنه يبدأ
كل الضيوف حضرت
قلة قليلة من الإليازيين ظهرت تستقبل الناس،
مع دقـة الساعة عشرة كل الأضواء اتقفلت، إلا من فلاشات توجهت للمسرح، ظهر راجل مقعد على كرسي متحرك ملامحه باين عليها الكبر لكن مقدرتش تخفي من ملامحه القوة والدهـاء والمكر..
حاوطه إتنين رجالة في الأربعينات والخمسينات من العمر، وشابين منهم زاهر.. وبنت
صوت الراجل في الخمسينات صدح في القاعة- بنشكركم لتلبية دعوتنا وحضوركم ومشاركتكم لينا لحظة مهمة زي دي في تاريخ عيلتنا..
صوت تسقيف هادي صدح في الإرجاء قبل ما يعطي خالد الميكرفون لوالده.. أيوب إليازي
خرج صوته هادي.. رخيم.. بطيء، متعب- إنهاردة بعد تلاتة وأربعين سنة من رأستي لعشيرة الإليازيين، ورأستي ليكم، هتنحى عن منصبي وأنا كلي فخر بكل سنين حكمي، اللي كان إستكمالًا لسنين وعقود طويلة كانت وبس عيلة الإليازيين هي الزعيمة وهتفضل هـي الزعيمة
ضم شاكر إيده بغيظ لما سمع كلامه، لاحظت سوزي ففكتها وهي بتديله بسمة إطمئنان و- أنا وعدتك.. الزعامة هتكون في يوم لينا، هخلي اليورانيين يحكموا العالم دا.. وعـد
ابتسم ليها، كمل أيوب- علشان كدا إنهاردة هعلن خليفتي في الزعامة من بعدي..
سكت وكترت الهمهمات والنظرات المتبادلة، الأضواء كلها متوجهة نحو أفراد عيلته
كمل- حفيدي..
الأضواء إتسلطت على إتنين بس من العيلة، زاهر وجلال.. أحفاده
- أيـوب إليازي
الصمت حل على المكان للحظة، الحفيد الغائب، المسافر، المختلف عن سائر أفراد العشيرة..
اللي بَعد نفسه من سنين عن شئون العيلة
عاد اليوم ليرأسها!
بصت سوزي لشاكر مستنية تفسيـر اللي ردد- دا أكبر أحفاده، سافر من لما كان عمره 16 سنة لإنه كان ناقم على أعمال العشيرة، أيوب وقتها إتبرأ منه
بص أيوب الجد للباب ببسمة خفيفة والكل عيونه إتوجهت ليه، الباب بأبطء صورة أتفتح ودخل منه شاب.. في نهاية العشرينات، لابس بدلة سودة، ملامحه هادية.. جامدة..
بصتله سوزي قبل ما تقف بصدمة، مسكت في حافة التربيزة تشـد عليها بعدم تصديق
قرب أيوب وطلع للمسرح، وقف جنب الجد وحط إيده على كتف الجد
وسط همهمات من الحضور
- أيوب أتجنن رسمي، دلوقتي أنا صدقت إنه عنده خرف لما جاب حفيده اللي رافض أعمال العيلة علشان يمسكه الزعامة
- أعتقد دا أنسب حل، زاهر ومجنون، وعياله ومن زمان قالوا مش هيرأسوا..
- بس مش أيوب، دا تلاقيه ممسكش سلاح في حياته لدلوقتي!
- بيقولوا عنده فوبيا من الدم
- نهاية حقبة الإليازيين حرفيًا
- مش هيعدي وقت كبير قبل ما اليورانيين يمسكوا الزعامة زي ما طول عمرهم بيحلموا
- الزعيم الجديد بيدخل فترة إختبار ثقة لمدة ست شهور ولو فشل بيطلع من الزعامة.. كلها ست شهور وهتخلص حكاية الإليازيين
كل الكلام بيتقال وبسمات مرسومة على الوشوش، لأيوب الشاب اللي أخيرًا بدأ يحرك وشـه بين الحضور ببطء لحد ما وقعت في أقصى اليمين.. فضل باصص هناك.. لبقعة دم وسط الظلام.. نقطة حمرة وسط السـواد
سكنت نظراته هناك.. نظرة باردة.. ملهاش تفسير!