اسكريبت الست انت تبقي مين كامل بقلم الست نور



اسكريبت الست انت تبقي مين كامل بقلم الست نور  

- أنتِ تبقي مين؟

- بنت خالتك.

- وهي خالتي عندها بنات زي القمر كده؟

- عندها بس أنت اللي مش واخد بالك.

- لما كنت مسافر فمكنتش عارف مين عنده أي ومين خلف ومين كبر.

- أهاا لا حمدلله عالسلامة.

- الله يسلمك، مقولتيش أنتِ مين؟

- منة.

- منة السهُنة؟

- مانت جدع وفاكر أهو ومفتكرتش غير دي؟

- ياااه.


قعدت أضحك وأنا بشوف تعبيرات وشها وهي متعصبة وبتقوم من مكانها وبتبص لماما وتشكيلها مني، يااه على الزمن بيغير كل حاجة حتى منة كبرت ومبقتش منة اللي كنت بقولها سوكا، قاطع تفكيري رنة موبايلي بفتحه لقيت نور خطيبتي.


- بقولك يا مصطفى.

- معاكِ

- محتاجاك معايا يوم المناقشة.

- من غير ما تقولي ده لو مش فاضي أفضالك.

- مش عارفة أقولك أي والله شكرًا شكرًا من هنا لبكرة.


ضحكت عليها وعلى برائتها وقد أي هي بسيطة والقليل بيفرحها يمكن لذلك حبيتها وخطبتها وهو إني مرتاح معاها وفي وجودها وهو الراجل مننا محتاج أي غير واحدة تريحه؟


- تاكلي أي؟

- لأ مش جعانة أنا هشرب مانجا.

- وأنا اللي قولت هتفتحي نفسي وناكل سوا.

- أنت لسة مأكلتش؟

- تخيلي!

- يا خبر!


من ضمن الراحة إني بهتم بيها وباللي يخصها وهي بتهتم بأكلي وشربي وصحتي، وهو الحب أي غير راحة بال وسلام وواحدة تفهمك وتريحك؟


- كلم خالتك ياعيون خالتك.

- أي يا شبح خالتك دي مفيش حاجة اسمها ماما؟

- مهو ماما تبقى خالتك فرقت أي بقى يبو النباهة؟

- منة سهُنة مكدبتش والله طول عمري عندي نظر.


كان في إيديها عصير دلقته عليا:

- جت عليك؟ يقطعني

- أنتِ مجنونة؟

- لأ

- ده أنتِ باردة.

- في دي بقى عندك حق.


خدت بعضها وجريت عالمطبخ وأنا مكنتش شايف نفسي من العصبية ولولا خالتي وأمي هدوني لولا سكت بس مش هعديهالك يا منة يا سهُنة.


- كح كح ميه عايزة ميه

- تؤ تؤ...

- همو..ت ناولني ميه.

- بعض من أفعالك يا منة يا سهُنة.

- كح كح كح...


كنت فاكرها بتمثل وكحة وهتروح بس فجأة خالتي جريت عليها وأمي خطفت الميه من أيدي وشربوها وهي وشها بقى دم من كتر ما بقى أحمر وعيونها دمعت وهي بتكح.


- مالها؟

- مين حط شطة في أكلها وهي عندها حساسية منها؟

- والله يا أم منة ما حطيت ده أنا بإيدي حطيت الشطة على جنب قولت على حسب الطلب علشان منة.


منة بصتلي بس بعتاب وهي بتقوم وبتطمن أمها وأمي:

- أنا اللي حطيت الشطة بس خلاص بقيت كويسة.

- كده يا منة! وأنتِ عارفة إنها بتتعبك يا بنتي؟

- أنا همشي أريح في البيت يا خالتي علشان أعرف أحضر الفرح بالليل.

- طب استني مصطفى يوصلك.

- لأ البيت مش بعيد.

- خلاص يا أم مصطفى هروح أنا ومنة ونبقى نتقابل بالليل.

- لسة مقعدناش مع بعض طيب.

- بالليل بقى زي مانتِ شايفة حالة منة.

- سلامتك ياحبيبتي ألف سلامة وحقك عليا أنا.

- أنتِ ملكيش دخل يا خالتي.


بصتلي نفس البصة وأخدت بعضها ومشيت وأنا اضايقت من نفسي وضميري أنبني وطبعًا أمي مسكتتش وذنبتني وقالتلي لازم أعتذر وأطيب بخاطرها ولما أبويا جه قالي نفس الكلام طبعًا بعد ما أمي اشتكتله مني ومن تصرفي.


- فينك يا مصطفى؟

- أنا في القاعة أنتِ فين؟

- أنا جاية في الطريق مع أهلي.

- خلاص في انتظارك، خلي بالك من نفسك.

- حاضر.


كنت واقف مستني نور بس فجأة لمحتها من بعيد، بتمسك طرفي فستانها وتقدم خطوة وراها خطوة وصوت تكات جزمتها بتعزف إيقاع جميل، قربت أكتر وهي بتقف قصادي في هيئة غير الهيئة وطلة غير الطلة.


- هو خالتي عندها بنات قمر كده؟

- وسع يا جدع أنت عديني

- بقيتي أحسن؟

- ملكش فيه هتعمل نفسك خايف عليا دلوقتي وأنت كنت واقف وفي إيدك تساعدني بس رفضت، حتى هزارك بايخ وبيوجع اللي قدامك.

- أنا كنت فاكر نفسي بردهالك.

- كبيت عليك عصير تحطلي شطة في أكلي؟ بأي منطق ده.

- خلاص حقگ عليا غلطة ومش هتتكرر.

- ....


بصتلي من فوق لتحت وتجاوزتني لقيت إيد أسرع مني بتشدها وتسلم عليها بحرارة كان محمود ابن خالتي التانية وأخو العروسة اللي جايين نحضر فرحها.


- أي الحلاوة دي؟ كده هتسرقي الأنظار من العروسة ومريم تزعل وتزعلنا كلنا.

- يا بكاش مش للدرجادي وبعدين العروسة ليها طلتها برضو محدش يقدر يغطي عليها في ليلتها.


كانوا واقفين بيهزروا ويضحكوا وأنا واقف كأني شفاف وهي متجاهلاني لحد ما محمود وجهلي كلام:


- أي يا درش مستني حد؟

- خطيبتي.

- أهاا طب نسيبك إحنا هندخل قدامك.


دخلوا سوا القاعة وأنا وقفت مش على بعضي ورايح جاي بعصبية وكنت مضايق ومش قاعد لا على حامي ولا على بارد ومش عارف مالي لحد ما لقيت نور داخلة هي وأهلها.


- أهلًا وسهلًا نورتونا يا عمي.

- مبروك عليكم يحبيبي عقبال فرحكم بإذن الله أنت ونور.

- آمين يارب يا عمي، تعالوا اتفضلوا.


دخلنا واخترتلهم ترابيزة بعيدة عن المسرح شوية علشان الشباب ميضايقهمش برقصهم ونظراتهم وشوية وقامت ماما وخالاتي يرحبوا بيهم وقعدوا كلهم سوا وأبو نور قام مع بابا وراحوا عند الرجالة.


- محتاجة حاجة يا مريم؟

- ناديلي منة يا مصطفى بالله عليك هتعبك.

- عنيا حاضر ثواني.


دورت عليها لقيتها وسط بنات صحابها وصحاب مريم فناديت عليها.


- إحم منة عايزك ثواني.

- أي! مش سمعاك.

- مريم عاوزاكِ.


مكانتش سمعاني فميلت على ودنها قولتلها مريم عوزاكِ وهي بصت ناحية الكوشة لقيت مريم بتشاورلها ففهمت وراحت ناحيتها.


- جميلة مريم يا مصطفى.

- أها عقبالك يارب يا نور.

- ومنة كمان.

- أيوة فعلًا.

- ....


نور بصتلي بمغزى ورجعت قعدت مكانها بعد ما وقفت جنبي وبنشوف فقرات الفرح سوا وكأنها كانت مستنية ردي تحدد بيه حاجة.


- أنا قولتها بدون وعي مش قصدي حاجة كده كده مش بشوف غيرك.

- مهو مشكلتها إنها اتقالت بدون وعي وعقلك مأخدش وقت يفكر فده معناه إنك مقتنع باللي قولته بل وحاسه.

- يعني أي؟

- يعني خلينا نقفل الموضوع علشان محدش ياخد باله وكله مبسوط بالفرح.


العريس نزل يرقص مع الشباب ومحمود جه ناداني وولاد خالاتي وقرايبي كلهم اتلموا فقوموني أرقص معاهم فبصيت لنور اللي مضايقة مني لقيتها بتشجعني أقوم وهي مش حابة تعكنن عليا فرحتي.


- مالكم يا ماما فيه أي؟

- منة تعبانة ومش جايبة علاجها معاها.

- طب حد عارف اسمه وأنا أجيبه؟

- أيوة موجود عالتليفون معاها.

- طيب ابعتيهولي.

- منة هتبعتهولك.


ماما ادتها رقمي وهي بعتتلي عليه فلسة هروح أخرج أجيبه لقيت نور مع أهلها ماشيين وكانوا محتاجينني أوصلهم.


- أصل أنا ...

- معاك حاجة يابني؟

- بنت خالتي تعبت والله يا عمي وكنت خارج أجيبلها علاج.

- خلاص يحبيبي خليك مع أهلك وألف سلامة عليها وإحنا هنتصرف ونروح عادي 

- لأ هخلي حد يوصلكم ثواني بس...


ركبتهم مع ابن عمي في عربيته ونور بصتلي بهدوء ومتكلمتش وهدوءها رعبني لأني ببقى عارف هي لما بتسكت فبتفكر كتير وتفكيرها بيجيب قرارات مبترجعش فيها، سمعت صوت إشعار على موبايلي بصيت للواتساب لقيت رسالة من منة بروشتة العلاج قطعت تفكيري فاتحركت أنا كمان بعربيتي على أقرب صيدلية.


- اتفضلي العلاج والمياه.

- شكرًا.


اديتهم العلاج وخرجت برا بعيد عن الدي جي والصوت العالي رنيت عليها، بخاف أزعلها والزعل يطول بيننا.


- وصلتي؟

- أها لسة داخلين.

- طب الحمدلله.

- بنت خالتك كويسة؟

- أها أخدت العلاج.

- طب كويس.

- أنا آسف إني مقدرتش أوصلكم و...

- مقدرة طبعًا وبنت خالتك أهم.

- مش حكاية أهم بس ظرف طارئ وهي كانت تعبانة.

- هو مكنش فيه غيرك؟

- أنا اللي كنت في وشهم الباقي كان مشغول بالفرح.

- أممم طيب.

- يعني أي؟

- يعني ارجع انبسط بالفرح وألف مبروك للعروسة.

- يستي سيبك من الفرح، أنتِ زعلانة ليه؟

- مين قالك إني زعلانة؟ لأ مش زعلانة.

- مهو واضح.

- بكرة نتكلم يا مصطفى دلوقتي أنا محتاجة أنام.

- بتهربي من الكلام؟

- مانت عارف.

- مشكلتي إني عارف.


عارف إنها لما بتزعل بتهرب بالنوم، ومبتحبش تتكلم كتير في اللي مزعلها لأن عندها مبدأ إن اللي بيحبها هيتجنب زعلها وهي مش مضطرة توجه اللي بتحبهم يتجنبوا زعلها إزاي لأنها مقتنعة اللي بيحبها مش هيزعلها من نفسه، المشكلة إني فعلًا مكنتش قاصد أزعلها في أي موقف منهم.


- مالك؟

- أي خرجك من جوا مش لسة تعبانة؟

- شغلوا دخان في رقصة السلو وبيتعب جيوبي الأنفية فخرجت أتنفس هواء نقي أنت أي مزعلك ومقعدك مهموم؟

- أنتِ.

- أنا ليه؟

- قصدي أنتِ أحسن دلوقتي؟

- عايز الصراحة ولا؟

- الصراحة.

- هبقى كويسة لو أكلت غزل بنات.

- بس كده؟ ده أنتِ طموحك قد كده.


عملي حركة بإيده وهو بيضحك إن طموحي صغير وقام من مكانه راح عند الراجل اللي بيبيع غزل بنات وفشار واشترالي وكان هو الراجل الوحيد وسط العيال الصغيرة والأطفال اللي بتشتري، رجع قعد جنبي تاني على الاستاند وهو بيناولني.


- اتفضلي يستي.

- أي كل ده؟

- ده فشار وغزل بنات.

- هاكل لوحدي إزاي؟ كُل معايا.


مَديتله إيدي وبدأنا ناكل سوا وبعدها قعدنا نتكلم ونهزر ونضحك وكان فيه ملاهي جنب القاعة خرجوا قرايبنا البنات والشباب وقالوا عايزين يروحوا فروحنا كلنا سوا ومعانا مصطفى.


- لأ بدوخ مش هعرف أركبها.

- جمدي قلبك متبقيش طفلة.

- لا يعم اركبها أنت يا جامد.

- طيب خدي صوريني.

- حاضر.


مصطفى ركب مع الشباب وناولني تليفونه كنت بصورهم وهم بيضحكوا وصوتهم عالي من الحماس ومعاهم بنات خالتي بيصوتوا وشوية ولقيت تليفونه بيرن بـ اسم "حبيبتي" فعرفت إنها خطيبته، وكأني فوقت من سرحاني والغلط اللي كنت بعمله.


- تليفونك رن.

- مين؟

- امسك شوف.

- دي نور 


أخد التليفون بلهفة وهو كان نازل من اللعبة بينهج وأول ما فتح قالها أنتِ كويسة؟ وكان خايف عليها يكون معاها حاجة وسابنا وخرج يكلمها بعيد عننا.


- مصطفى فين؟

- معاه تليفون برا.

- طب تيجوا نشرب حاجة ولا نطلب أكل.

- طب ومصطفى؟

- هنطلبله معانا يا بنتي هو مبيقولش لأ كل الأكل عنده محضر خير.


كلهم ضحكوا وروحنا دخلنا الكافيه وطلبنا أكل فطلبت لمصطفى بيتزا بيحبها وطلبت لنفسي زيه وكل واحد فيهم طلب حاجة على ذوقه.


- أي طلبتوا؟

- أها يعم أنت سيبتنا وروحت فين؟

- كان جالي مكالمة بس.

- أهاا طبعًا العريس المنتظر.

- طالما عينك رشقت يا محمود يبقى باظت الجوازة.

- أنا ده أنا عيني باردة.

- ياراجل ده أنت عينك مبيلفش اليوم غير وهي راشقة في حياتي.

- طب يسيدي شكرًا كفاية 

- طلبتوا أي استنوا أطلب ليا 

- منة طلبتلك.

- طلبتيلي أي؟

- بيتزا.

- محتاجها والله.

- وبالطعم اللي بتحبه.

- كمان؟

- عد الجمايل.


قعدنا ناكل واتصورنا صور كتير وبعدها بدأنا نلعب لعبة تمثيل وتخمين اسم الفيلم ودي كانت لعبتنا المفضلة إحنا وصغبرين أنا ومصطفى وكنا أشطر اتنين فيها وكلهم كانوا بيخافوا لما يجمعنا فريق أنا ومصطفى لأننا هنبقى الفايزين بلا شك فخلونا ضد بعض.


- لأ أنت بتخم با مصطفى وبتسهلها على منة علشان تكسبها.

- مهو لو هي كسبت هخسر فريقي أكيد مش هسهلها عليها.

- طب قول من تاني.

- فيلم.

- كلمتين.

- أنا وأنت؟

- لأ لأ.

- طب قول هخمن تاني، أنا وأنت لا استنى أنا وقلب اااه أنا بحبك الفيلم الجديد أعععع عرفته عرفته.

- شاطرة يا منة.

- عيب عليك يولااا.

- تربيتي.


كلهم بصولنا بشك من التوافق اللي بيننا والجنان اللي إحنا فيه وأول ما خمنت الاسم هيصنا أنا ومصطفى وفرحنا كأننا فوزنا بالـ أولمبياد ولا كأننا فريقين ضد بعض، في الحقيقة من زمان وكنا متشافين أنا ومصطفى أنسب اتنين لبعض بس لما كبرنا وبعدنا بحكم الدراسة والسكن وهو سافر لشغله بقينا أبعد اتنين برغم القرب اللي كان بيننا.


- صاحية؟

- أها

- كنت عايز آخد رأيك في حاجة.

- معاك قول.

- ينفع أرنلك؟


استغربت إني بعد ما روحت بنص ساعة لقيت مصطفى باعتلي ولما رن لقيته بيكلمني عن خطيبته وإنها زعلانة منه وهو مش فاهم سبب زعلها وإنها مكبرة الموضوع ولا هو اللي غلط فكلمني ياخد رأيي.


- خطيبتك محترمة يا مصطفى وحتى في رد فعلها محترم وبنت أصول الحق عليا أنا مكنش ينفع أدخل بينكم حتى بدون قصد مني.

- مش بكلمك علشان تحملي نفسك ذنب حاجة.

- فاهمة بس فعلًا هي مغلطتش وأي واحدة مكانها مكانتش هتكتفي بإنها تسكت وكان رد فعلها هيبقى أكبر من كده، فأنا بعتذرلك وبعتذرلها.


مسحت رقمه بعد ما كنت مسجلاه وقفلت الكلام معاه وهو حاول يبعتلي واتساب مردتش ويظهر إني بدون وعي مني كسرت قلب بنت ملهاش ذنب غير إنها متربية وبتعرف في الأصول وأنا اللي كنت دخيلة عليها واتعديت حدودي زيادة.


- يعني أي؟

- يعني كل شيء قسمة ونصيب.

- أنتِ شايفة إنك واعية لكلامك ده؟

- مبدأيًا أنا واعية جدًا في كل قراراتي ولذلك بقولك قراري وإن الخطوبة اللي بيتقال عنها ماهي إلا وعد بالزواج أنا مش قادرة أخطي خطوة فيها بعد النهاردة.

- كل ده بسبب أي؟

- بسبب إن قلبك مش معايا.

- والله أبدًا و...

- متحلفش ومتكذبش على نفسك أنا بقولك اللي عقلك بيحاول يكذبه.

- منة بنت خالتي وأختي ومفيش بيني وبينها غير صلة قرابة.

- خوفك عليها؟ نظراتك؟ هزارك وخروجكم سوا والصور اللي نزلوها قرايبك؟ حتى ابتسامتك غير ... والفرحة كانت في عيونك ظاهرة.

- كلها مبررات ملهاش لازمة وضحكتي وسعادتي علشان كنا في فرح ومتجمعين ملهاش علاقة بمنة ولا غيرها، لكن أنا بحبك أنتِ يا نور.

- لو حبيت شخص وجه شخص تاني حسيت بمشاعر من ناحيته فـ اختار التاني يا مصطفى لأن لو كنت بتحبني مكنش قلبك دق ليها.


خلعت دبلتي من إيديها وأنا حسيت ببرودة رهيبة وفراغ مكانها، حاسس إني كنت متعري من كلامها والوجع اللي هي حست بيه وأنا معنديش رد عليه، غلطي من البداية محدش غلط غيري، لذلك كان لازم أنا كمان أبعد وأحدد أنا عايز أي.


- مش ناوي تنزل يا مصطفى يا حبيبي؟

- الأجازات هنا صعبة يا ماما ولسة حجز الطيران فممكن السنة دي منزلش كمان.

- سنتين كتيرة عليا يا مصطفى حرام عليك يابني؟ طب أنت بتهرب من مين وعلشان أي؟ ونور نفسها اتجاوزتك واتجوزت دلوقتي وسعيدة في حياتها وأنت مش عايز تفرحني بيك ليه؟


وقت ما فشكلنا أنا ونور منتظرتش باقي أجازتي تخلص ورجعت لشغلي في دبي بس مع الوقت اكتشفت إن قراري بالسفر وإني أشتغل برا وأبعد عن أهلي وأهرب من علاقاتي كان أكبر غلط خصوصًا في أكتر وقت كنت لازم أواجه فيه ومهربش وأحدد أنا عايز أي.


- السلام عليكم.

- وعليكم السـ ... مصطفى!

- إزيك يا نور.


نور بعد ما سابتني ربنا كرمها بدكتور محترم وليه وضعه وكان هو اللي بيشرف على مناقشتها ورسالة الماجستير بتاعتها، واللي عرفته إنهم منتظروش كتير واتجوزوا وده معناه إنها ارتاحتله واتطمنت ليه لأن نور بنت عاقلة مش متسرعة وهي شايفة إن الخطوبة كشف طباع بعض ويا نكمل يا كل واحد من طريق زي طريقنا أنا وهي، طريقنا اختلف علشان هي تكمل في طريقها وتبقى مع شخص يستحقها.


- مبارك عليكِ.

- الله يبارك فيك عقبالك يا مصطفى.

- عمي جوا؟

- أها اتفضل .. باباا..


نور غير إنها كانت خطيبتي هي قريبتي من ناحية أبويا وباباها يبقى ابن عم بابا فكنت رايحلها بيت أهلها وأنا واثق إني هلاقيها هناك في زيارة ليهم.


- طيب أنا هعملك عصير.

- تسلمي يا مرات عمي متتعبيش نفسك.

- تعب أي يحبيبي ده عنيا ليك.

- يسلملي عيونك الحلوين يا وزة.

- يا واد يا بكاش.


ضحكنا وبعدها سابونا لوحدنا وهم على مسافة مننا وأنا حمحمت وبدأت أتكلم:


- عاملة أي طمنيني عنك؟

- أنا بخير الحمدلله أنت أمورك تمام؟

- لأ يا نور.

- ليه؟

- هو أنا ظلمتك؟

- لأ أنا اللي بعدت بـ إرادتي.

- بس أنا كنت السبب إنك تبعدي.

- نصيبنا يا مصطفى، خلانا نتقابل علشان نقدر قيمة الاختيار اللي بعد كده وإنه هنبقى مع ناس شبهنا في طبعهم.

- بس أنا من بعدك حياتي وقفت.

- أنت محمل نفسك ذنب حاجة ملكش يد فيها وأنا والله ما زعلانة منك بالعكس أنا بشكرك.

- بتشكريني! ليه؟

- لما خطيبي في فترة ما جه يتقدملي بعتلك وكلمك يسألك عني وتقوله إني بنت أصول ومتربية وإن لو حد غلطان في علاقتنا فهو أنت وتشجعه على خطوة الجواز مني يبقى لازم أشكرك.

- هو حكالك؟

- تخيل بالصدفة بعد جوازنا.

- بس أنا مكدبتش في كلمة وأنتِ ونعم بنات الأصول المتربية اللي بتصون وبتحافظ على علاقاتها باللي حواليها

- دوري بقى أنصحك يا مصطفى.

- تنصحيني! تنصحيني ب أي؟

- منة جميلة وشبهك.

- بس منة أختي.

- مش أختك وتجوزلك عادي متعاقبهاش في مشاعرها وتعاقب نفسك بإنك متكملوش سوا، أنت طبعك نغش وتحب اللي يناغشك يا مصطفى ومنة ناغشت قلبك. وأنا هادية أغلب الوقت كنت محتاجة راجل يفهمني من نظرة عين ويفهم سكوتي وربنا كرمني بيه راجل يتمنالي الرضا أرضى، وفي النهاية كلنا بنقابل أشباهنا في الطبع.


اتنهدت:

- أنا بقالي سنتين بهرب وأول ما نزلت قولت لازم أجيلك قبل ما أشوف أهلي.

- اطمن يا مصطفى مش محملاك ذنب حاجة بالعكس ربنا شاء يجمعنا بنصيبنا في النهاية فمن وقتها أنت أخويا وأتمنالك كل خير.


ضحكت وأنا بقولها:

- جملتك لما قولتيلي "لو حبيت شخص وجه شخص تاني حسيت بمشاعر من ناحيته فـ اختار التاني يا مصطفى لأن لو كنت بتحبني مكنش قلبك دق ليها" كانت بترن في عقلي طول السنتين ومخلياني حاسس بالذنب.

- طب استنى ...


قامت دخلت الأوضة وجت بطفل على إيديها.


- سمّ الله.

- بسم الله ماشاء الله تبارك الله ده ابنك؟

- أيوة ريان ابني، يلا اتلحلح بقى وهاتلنا بنوتة نجوزهاله.

- يتربى في عزك وعز والده يارب.


حضنت ريان شوية معرفش قد أي وأنا بس ببصله وبلمسه وقتها عرفت إني ضيعت وقت بما يكفي وأنا بحرم نفسي من الحضن ده اللي بتمناه من زمان، طلعت فلوس من جيبي وحطيتهاله في اللفة.


- دي حلاوة البيبي وربنا يباركلك فيه يارب ومتشكر ليكِ إنك شيلتي هم كبير كان على قلبي.

- ربنا يسعدك يارب يا مصطفى، متنساش تبقى تعزمنا.

- يعني أنتِ شايفة كده؟

- متتأخرش عليها أكتر من كده. 


سلمت على عمي ومراته ومشيت على بيتنا وطلعت الشنط من العربية وطلعت فوق أفاجئهم ورنيت الجرس.


- حذري فزري أنا مين؟

- يا حبيبي يابني! مصطفى؟ ابني ابني جه لولولولويي يا بنات أخوكم جه يا أبو مصطفى ابنك رجع حبيبي رجعلي يا ناس.

- وحشتيني فوق ما تتخيلي يا ست الكل.


فرحتها بيا هي وأبويا وأخواتي البنات اللي كانوا موجودين بعيالهم اليوم ده مكانتش تتوصف والجيران نفسهم اللي طلعوا على صوت الزغاريط وفرحتهم حسستني إني كان فايتني كتير وأنا بعيد عن أهلي وناسي.


- بما إنكم متجمعين فـ محتاجكم في طلعة كده؟

- أنت لحقت ترتاح يابني؟ طلعة أي دي؟

- هنروح لـ خالتي.

- هي جيالك أصلًا بكرة.

- مانا عايز أروحلها بقى قبل ما هي تيجي.

- ليه يعني؟

- آخد الأمانة اللي عندها.

- أمانة! أمانة أي؟

- منة يا أمي.

- متهزرش! قول والله كده.

- والله.


ضحكت وأنا بقول والله ورجع بيتنا اتملى تاني بالزغاريط ومن وقتها والفرح زار بيتنا وجه الليل لبست بدلتي وشوية وبوكيه الورد وصلني على البيت بعد ما حجزته وكنت اشتريت حلويات وشوكولاتة وأخدت أهلي في عربيتي وروحنالها.


- جاي ليه؟

- جاي أطلب إيدك.

- إيدي بس؟ طب يسيدي كتر خيرك أنا اللي يحبني ياخدني كلي بأيدي ورجلي وراسي وكده يعني.

- يخربيت السم دمك يلطش.

- وأنت دمك تقيل ومتعرفش تهزر.

- اوعي يبت يا خليل يا كوميدي.

- شوية تاني وهرميك من بلكونة بيتنا.

- علشان جاي بيتكم يعني قلبك قوي طب بكرة أتجوزك وهرميكٍ من العاشر.

- هأوهأوهأو هاخدك ورايا يا نموت إحنا الكل يا نعيش إحنا الكل.

- أنا هعيش علشان أتجوز بعدك طيب.

- والله آخد روحك وروحها.

- وأهون عليكِ؟

- أها عادي.

- شرسة.

- إذا كان عاجبك؟

- هو أنا جايبني هنا على ملا وشي غير أنه عاجبني؟


ضحكت واللهمّ صلّ عالنبي اتكسفت وطلعت بتتكسف عادي زي البنات ولكن مطالتش ابتسامتها واختفت فجأة كأن فيه حاجة جت في عقلها فـ بصيتلها شجعتها تتكلم وتقول اللي شاغلها:


- ليه؟

- ليه أي؟

- ليه مكنتش اختيارك الأول؟

- أوقات لازم نمرّ بتجارب علشان في النهاية نقابل اللي يشبهنا في طباعنا.

- بس هي كانت مناسبة ليك على حد كلامك.

- مش كل مناسب هو اللي بيكملنا، هي ربنا كرمها باللي يقدرها ويستاهله‍ا وأنا اللي نكشت قلبي بنت واحدة بس.

- اللي هي؟

- أنتِ.

- بس أنا كنت عايزة أبقى حبك الأول.

- إحسان عبد القدوس كان ليه حاجة جميلة أوي قال "حبك الأول ليس حبك الأخير ولكن حبك الأخير هو حبك الأول" ما بالك إني محبتش قبلك وكان اختيار وفق العقل والمنطق بس.

- يعني أميل؟

- ميلي وأنا كتفي يسندك يا جميل.

- لآخر العمر؟

- عُمري كله.


حبيتها حب خلاني ألاقي راحتي معاها وحتى التعب منها بحبه وضجيج البيت معاها لقيت فيه أماني وراحتي وعمري ما ندمت إني اخترتها هي.


- هتسمي أي يا منة؟

- مصطفى هيختار.

- روزاليندا وهدلعها بـ روز.


من وقت ما خلفت منه وبقت هي كل حياته واهتمامه، طلع بيعشق الأطفال وروز بنتي خلته يعيش إحساس الأبوة ده وكان مديها كل الدلع والحب اللي بيملكه وكنت أنا في الأول بغير بعدها بقيت أهدأ لما قالي إنه بيحبها من حبه ليا وإنها حتة مني ومنه، فبقيت أتأملهم وأقول يارب متحرمنيش منهم.


- أنا حجزت بنتك خلاص يا منة لـ ريان ابني.

- دول ناقر ونقير يا نور دول مش هيعمروا سوا.

- بـ اختلافهم يكملوا بعض ولا أنا اللي هقولك!


وغمزتلي وهي بترمي على علاقتي بمصطفى فابتسمت وأنا بشكرها:

- مصطفى قالي على كلامك معاه قبل ما يتقدملي.

- هو قلبه اختارك من بدري بس إحساسه بالذنب من ناحيتي كان مأخره فأنا خلصته من الإحساس ده.

- يعني بجد مش شايلة مني وإني ...

- عمري ما أزعل منك ولا منه بالعكس، عارفة أبو ريان ابني كان هو اللي بدور عليه في مصطفى، الرجالة مش بتتصنع على عينك يا منة، لذلك مكنش ينفع أغيّر مصطفى بس كان ينفع أشوف نفسي مع غيره، ولقيت الشخص ده بعد ما سيبنا بعض أنا ومصطفى مش هقولك ملقيتوش، ووقتها بس عرفت يعني أي حب وتفاهم وزوج أتمناه.

- عندك حق في النهاية بنقابل أشباه طباعنا.

- نور مش يلا؟

- يلا يحبيبي، عن إذنك يا منة.


سلمت على منة ومشيت مع جوزي وهو ماسك ريان في أيديه ولقيته بيقولي هنتمشى لحد العربية.

- أنتِ عارفة، الفرح ده فكرني بـ فرحنا وخلاني أفتكر شعوري وقتها.

- إزاي؟

- كنت بدعي بيكِ من قبل ما أقابلك، كنت بقول يارب أنا طلبي عليك بـ هين بس عايزها على صنع أيديك وفيها الخير واحفظها حفظ يليق بجلالتك، مكنتش أعرف ليه بدعي بكده غير إن ربنا حفظك ليا وسبب الأسباب علشان تبقي ليا، لذلك عمري ما أفرط فيكِ.

- وأنت اختياري الأكيد وطلع في نهاية الصبر جبر وأنا اللي زيي كان صعب يتطمن بس اتطمنلك لذلك هفضل عمري كله أشكر ربنا على فضل عطاياه.


كنت ساكتة وبشوفه من بعيد وهو بيرقص بس الغريب إن حبي ليه بيزيد مش بيقلّ، حمدت ربنا وهو قدامي ومالي عيني وفي النهاية بقينا لبعض، كنت حاضنة روز اللي نامت بين إيديّا وإحنا في فرح حد من قرايب مصطفى وبصيت لإيديها الصغننة وبوستها.


- يا بختك يا ست روز.

- ست روز نامت في سابع نومة.

- نروح؟

- ياريت.

- يلا بينا، هاتي روز عنك.


شال عني روز ومدلي إيديه التانية فـ شبك كف إيدي في إيديه وبحركة منه لقيتني ماسكة في دراعه وماشية جنبه علشان يقولّي:

- أنا مبسوط.

- ليه؟

- كنت بستشعر النعم اللي عندي لقيت حظي الحلو كله فيكِ ورزقي أخدته لما اتجوزتك وجبتيلي بنت زي القمر نسخة منك.

- الست مننا لما تحب راجل تبقى عايزة تقوي الحب ده بزرعة جديدة تنبت وتنمو بحبهم.

- يعني أنتِ بتحبيني؟

- من وإحنا قد كده.

- أنتِ عارفة أمتى أول اعتراف اعترفتهولك؟

- أمتى؟

- وقت الفرح لما لعبنا لعبة الأفلام وعملتلك إشارة بإني بحبك.

- وقتها فهمتها بس حبيت أتعبك شوية وإنك تحاول أكتر.

- والله! يعني كنتِ فاهمة؟

- مفيش بنت مننا متفهمش التلميح بس اللي يهم هو اللي يصارح باللي في قلبه وقتها هو اللي يفوز باللي بيحبها.

- طلع نهاية الصبر جبر.

- ونهاية الحدوتة جميلة مش تخوف.

- لأن آخر فصل فيها هو بداية لحياة جديدة.

- وتوتة توتة.

- خلصت الحدوتة وحلوة مش ملتوتة رزقني فيها بأجمل بنوتة.

- ولااا يا ولااا

- قلب الولاااا.


"حبك الأول ليس حبك الأخير ولكن حبك الأخير هو حبك الأول"


#الست_نور

لمتابعه روايات سكيرهوم زورو موقعنا علي التلجرام من هنا
 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1