قصة البيادة كاملة بقلم فهد حسن


 قصة البيادة كاملة بقلم فهد حسن

القصة كاملة
في آخر أيام جيشي كان لازم أسلم المخلة كاملة، كانوا مسلمينى عدد ٢ بيادة "الجزمة البوط" وفيهم واحدة اتسرقت للأسف.. ولو اكتشفوا ده هتحبس، ولو اتحبست ده هيعملي مشكلة إن ممكن الشهادة متكونش قدوة حسنة.. سألت واحد صاحبي عن مكان بيبع الحاجات دي فدلني على مكان في رمسيس ورا المحطة، كبري صغير بيوصل ما بين رمسيس وشبرا، وفعلاً روحت واشتريت البيادة وكنت مبسوط إني لقيت حد بيبعها، يمكن حاجة تافهة بس حسيتها ليلة العيد واشتريت جزمة جديدة، وإني خلاص هسلمها وأخلص الجيش بسلام بعد سنة غيرتنى كتير وعلمتنى حاجات كتيرة، منها الحلو ومنها السيء.. بس الحلو كان أكتر بصراحة.. رجعت البيت متأخر وحطيتها جمب باب الشقة من جوه.. ومكنتش شايف قدامي من التعب، غيرت هدومي ودخلت أوضتي.. حتى أمي قالتلي مش هتاكل فقولتلها لا أنا فعلاً محتاج أنام .. ولما نمت قلقني صوت خطوات رجلين ماشية جاي من الصالة في اتجاه أوضتي، كان صوت مألوف جداً بالنسبالي وبسمعه في العنبر، ده صوت حد لابس في رجله بيادة.. لفيت وشي في اتجاه الباب أشوف مصدر الصوت، ولقيت جسم من غير راس ولابس أفرول مموه غرقان دم وواقف قدامي.

أول ما شوفت المنظر ده قدامي فضلت أصرخ، وهو لف نفسه وخرج من الأوضة، كل ده ماخدش ثواني بس فاتوا عليا كأنهم سنة.. وأول ما هو خرج من الأوضة، أنا خرجت أجري على بره وأنا عمال أصرخ وعنيا مدمعة من الرهبة.. وساعتها اتلموا حواليا كل اللي في البيت مخضوضين وهما بيسألوني فيك إيه؟! 
بصيت على البيادة ولقبتها مكانها زي ما أنا حطتها بالظبط.. حاولت أقولهم وأطمنهم إنه كان كابوس مخيف شوية.. ومكنتش بكامل وعيي بس بقيت أحسن.. واقتنعوا.. لكن من جوايا كنت ميت من الخوف والرعب وسؤال واحد بيتردد جوه عقلي: اللي انا شوفته ده حقيقة ولا كابوس فعلاً؟!
كنا الفجر ، وكان مفروض إن فجر تاني يوم هكون مشيت في طريقي لوحدتى والمعسكر عشان أسلم المخلة كاملة، لكن مقدرتش أسكت وخلاص، ظبطت شنطتي عشان أكون جاهز على طول إني أرجع الوحدة، وبعدها فطرت والوقت فات وبقينا الساعة ٨ الصبح.. فأخدت البيادة وقررت إني هروح أرجعها واللي يحصل يحصل.
لما وصلت للمكان اللي اشتريتها منه ملقيتش الست اللي قاعدة، قولت يمكن لسه مفرشتش، ولما سألت عنها باقي البياعين كلهم أجمعوا إن كان فيه فعلاً ست هنا بتبيع حاجات الجيش لكن ماتت من سنتين، لقوها مقتولة في بيتها والسبب إن كان في حرامية فاكرين معاها فلوس.

الكلام ده رعبني أكتر، أومال أنا اشتريت البيادة اللي في إيدي دي من مين؟ بس مكنش عندي كلام أقوله ولا تفسير منطقي.. مشيت في طريقي للبيت وأنا معايا البيادة ومش عارف أتصرف إزاي، كل اللي في دماغي إني هرميها وهحاول أتصرف من أي حد من زمايلي، يمكن يكون معاه بيادة تاني، أو لما أرجع البيت هحاول أستلف فلوس وأجيب غيرها وخلاص.. وعند أول صندوق زبالة قابلته في طريقي رميتها ومشيت رجعت البيت.. لما دخلت أغير هدومي في أوضتي وقفت مذهول في مكاني.. لأني لقيت البيادة موجودة جمب السرير.. قربت منها ولقيت جواها تمنها، الفلوس اللي أنا اشتريتها بيها.. مفيش كلام ممكن يتقال، اتخرست،  حيرة وذهول واستغراب وبس سيطروا عليا.

بسرعة خرجت بره وقفلت باب الأوضة.. حاولت أكتم إحساسي عن أهلي.. فقضيت اليوم وأنا فكري شارد وعقلي مش فيا وحتى معرفتش أنام بليل.. واستنيت لحد الفجر ولبست وخدت حاجتي والبيادة معاهم ومشيت في طريقي للمعسكر اللي كان في محافظة تانية، وقررت ساعتها إني أرمي البيادة وأتخلص منها للمرة التانية، خرجتها من الشنطة ورمتها من شباك القطر.. فات الوقت ووصلت الوحدة، ولما فتحت الشنطة عشان أرتب حاجتي وأظبط أموري.. زي ما توقعت بالظبط.. لقيت البيادة موجودة.. واتفزعت لما زميل ليا حط ايده على كتفي وهو بيقولي:
واحشني ياض.
وأول ما لقيت وشي وشاف خضتي قال:
ـ مالك اتفزعت كده ليه؟! 
ساعتها غيرت الموضوع وقولتله:
ـ وأنت كمان أكيد هتوحشني.. هانت أهي والأيام عدت هوا.. خلاص هنسلم حاجتنا والدنيا هتاخدنا في دوامتها.

حاولت أنسى اللي بيحصل، أهي البيادة موجودة وهسلمها وخلاص، بس الخوف فضل ملازمني.
فات اليوم طبيعي.. لكن من جوايا كنت لسه قلقان وخايف، ولما جه وقت النوم، بصراحة نمت رغم إن عقلي مشغول، بس يمكن من التعب نمت، وصحيت على صوت زميلي ده بيقولي:
ـ ولا.. ولا اصحى كده اسمع.. في صوت حد ماشي في الممر.
قومت وأنا في حالة من التخبط وحاولت استعيد وعيي.. جريت على المكان اللي أنا حاطت فيه هدومي، وزي ما توقعت بالظبط.. مالقيتش البيادة.
وبدأ الصوت يخرج بره الممر في اتجاه الساحة بتاعت التدريب، المعسكر كان في صحرا ولو الجو سكون تسمع الإبرة ترن زي ما بيقولوا.. وكنا في الأرضي.. ففتحنا حتة صغيرة من الشباك وبصينا على مصدر الصوت وشوفته.. نفس الجثة أو الشخص اللي راسه مقطوعة والأفرول اللي لابسه غرقان دم، وكمان لابس البيادة. زميلي أول ما شاف المنظر جسمه اترعش ووقع على الأرض فاقد الوعي.
 
طبعًا الدنيا اتقلبت، لأني حاولت أفوقه معرفتش، ولما بقية العساكر صحيوا أفتكروه مات، ولما الصبح طلع، المعسكر كان في حالة غليان.. والضباط بدأوا يسألوا عن اللي حصل.. أنا كنت واقف زي التمثال وفي دماغي حاجة واحدة بس: البيادة دي مش هتسيبني أبدًا. حاولت أفكر بعقلي، أقول لنفسي إن دي مجرد تهيؤات من التعب والضغط، بس الصوت اللي سمعته أنا وزميلي، والمنظر اللي شوفناه بعنينا مكنش سايب مجال للشك. فيه حاجة غلط، حاجة سودا ومهببة متعلقة بالجزمة دي.
لكن من ستر ربنا زميلي فاق في الوقت ده، لكن ده مامنعش الظابط يستدعيني ويسألني:
ـ إيه اللي حصل؟ ومالك كده مش على بعضك.. شكلك تايه ومش مظبوط.
حاولت أمسك نفسي وأرد بصوت ثابت: 
ـ مفيش يا فندم، بس زميلي كان تعبان شوية، يمكن الجو هنا صعب عليه.
 الضابط بصلي بنظرة شك، لكنه قالي انصراف فمشيت رجعت للعنبر، قلبي كان عمال يدق زي طبول الحرب، ولما رجعت فتحت حاجتي بسرعة، وساعتها لقيت البيادة لسه في الشنطة.. وجوه البيادة لقيت حاجة غريبة، ورقة صغيرة مطبقة.. أخدتها وفتحتها بسرعة، فلقيت مكتوب عليها: "كل شيء مكتوب."
الجملة دي كانت غريبة جدًا وليها أثر مرعب مايتوصفش، مين كتبها؟ وإزاي وصلتلي لحد هنا؟ حسيت إن فيه حد زيما يكون بيراقبني.. قررت إني لازم أتصرف، ما أنا مش هفضل كده مستني الموت يخبط على بابي. خدت البيادة وخرجت برا المعسكر في حتة بعيدة وسط الصحرا، وحفرت حفرة عميقة في الرمل ورميت البيادة جواها ودفنتها، وأنا بقول في سري: خلاص كده، أعتقد الموضوع انتهى.

خلصت ورجعت المعسكر.. وأول ما دخلت العنبر لقيت البيادة مستنياني على السرير، ساعتها عيني غمضت من الرعب، وسمعت صوت خفيف جاي من البيادة نفسها: 
ـ ما تهربش وماتحاول.. كله مكتوب..
أخدت البيادة وأنا جسمي بيتنفض ورجعتها الدولاب، ومكنتش مصدق عينيا ولا مستوعب اللي بيحصل.. وبليل كان زميلي في حالة أفضل.. بس كان متغير، عينيه فيها نظرة خوف مش طبيعية، وكل ما أسأله عن اللي شافه يقول: 
ـ أنا مش عايز أفتكر، سيبني في حالي.
 حاولت أطمنه لكن الحقيقة إن أنا نفسي كنت محتاج حد يطمني.. الوقت عدى بطيء، وكل لحظة كنت بحس إن فيه حاجة واقفة ورايا، نفس ريحة الدم اللي شميتها أول مرة شوفت الجسم اللي من غير راس.

لكن كل حاجة بتعدي.. بطيئة أو سريعة فبتعدي.. وتاني يوم وأنا بظبط حاجتي عشان أسلم المخلة، لقيت الضابط بينده عليا وبيقولي إني أروحله بسرعة.
روحت جري ولقيته واقف قدام مخزن السلاح ومعاه كام واحد من الجنود وسألني:
ـ إنت كنت فين إمبارح بالليل؟
 قلبي وقع في رجلي وقولت: 
ـ كنت في العنبر يا فندم ماخرجتش.
 بصلي بنظرة غريبة وقال:
ـ تعالى شوف بنفسك.

دخلت المخزن واللي شوفته خلاني أتمنى الأرض تنشق وتبلعني. فيه جندي من بتوع الخدمة القديمة ميت وراسه مقطوعة وجسمه غرقان دم، لابس نفس الافرول المموه اللي شوفته في كابوسي.. بس اللي كسرني فعلاً إنه كان لابس البيادة بتاعتي في رجليه، والأفرول والآيش بتوعي.. إزاي ده ممكن يحصل؟ االضابط بصلي وقال: 
ـ أنت متأكد إنك ماخرجتش إمبارح؟
في اللحظة دي حسيت إن العالم كله بيضيق حواليا. حاولت أشرح، أقول إن فيه حاجة مش طبيعية بتحصل، بس الكلام كان بيطلع مني متكسر ومش مفهوم. الضابط قال: 
ـ هنعرف كل حاجة..
وخدوني على مكتب القائد وأنا حاسس إني في فيلم رعب ما بيخلصش.
في التحقيق حكيت كل حاجة؛ من أول ما اشتريت البيادة من الست اللي قالوا إنها ماتت، لحد اللي بيحصل دلوقتي. الضابط كان بيسمعني وهو ساكت، وبعدين قال: ـ إنت بتقول إن الجزمة دي مسكونة؟ إنت فاكرني هصدق الكلام ده؟ 
ـ جربها بنفسك يا فندم، خدها وشوف هتعمل معاك إيه.
الضابط ضحك ضحكة سخرية، وقال: 
ـ ماشي، هاخدها وأحطها في المخزن تحت عيني، ونشوف..
سابني وخرج، وجه بعض الجنود خدوني وحبسوني في أوضة.. فضلت محبوس في الأوضة الصغيرة مستني مصيري.. الليل جه وأنا قاعد في الضلمة، سمعت صوت خطوات بطيئة جاية من بعيد. الصوت اللي أعرفه كويس، صوت البيادة. الباب اتفتح ببطء وشوفت الضابط واقف قدامي، بس كان فيه حاجة غلط فيه. عينيه كانت بيضا زي الرخام، ومفيش تعبير على وشه. قاللي بهدوء: 
ـ إنت فاكر إنك هتخلص منها؟ ده دَين مش مجرد لعبة، قدر ومكتوب.

فجأة الضابط اختفى، والبيادة كانت قدامي على الأرض مرة تانية. سمعت صوت صريخ جاي من برا، وبعدين سكوت تام. خرجت أجري من الأوضة لقيت المعسكر كله فاضي، ولا في ضباط ولا جنود، بس كان في ريحة دم في كل حتة. في وسط الساحة لقيت الجثة اللي من غير راس واقفة قصادي وفي إيده سكينة كبيرة مليانة دم. بصلي أو يعني التفت بجسمه ناحيتي وحسيت زي ما يكون ليه عنين وباصصلي وكمان إنه بيتوعدني أو عايز يموتني.
ساعتها فهمت إن اللعبة دي مش هتخلّص إلا لما أكون أنا اللي من غير راس.. بس السؤال اللي لسه بيدور في دماغي: مين بدأ اللعبة دي من الأول؟ والدين ده دين مين؟

فضلت واقف متسمر مكاني ونبضات قلبي بتعلى وكسرت السكون.. والجثة اللي من غير راس أو الراجل ده ماسك السكينة اللي غرقانة دم، حسيت إن نفسي بيتكتم.. وإن الرعب مش بس في اللي بشوفه، ده في الصوت اللي بدأ يطلع من كل حتة، صوت خفيف زي همهمةمش مفهومة بس كفاية إنها تخليك تحس إنك عايش في كابوس مابيخلّصش، بصيت حواليا ولقيت المعسكر كله فاضي زي ما هو كإن الناس اتبخرت.. لا في صوت خطوات ولا كلا ولا حتى ريح الصحرا اللي كنت بسمعها كل ليلة، كل حاجة سكتت إلا الهمسة دي اللي بقت أعلى وأعلى لحد ما حسيت إنها بتطلع من جوايا أنا نفسي.
خدت نفس طويل وحاولت أفكر، قولت لنفسي إني لازم أتحرك، مش هفضل واقف كده زي الفريسة مستني الموت يجيبني، شوفت البيادة مرمية على الأرض جمب الراجل أو جثته.. البيادة بتظهر وتختفي بطريقة مش مفهومة.. كانت نضيفة زي ما تكون ما اتعفرتش برمل ولا دم، قربت منها بخطوات مترددة وأنا حاسس إن قلبي هينط من صدري من الرعب.. لمستها بإيدي، وفجأة حسيت إن الأرض بتتهز تحت رجليا.. وسمعت صوت راجل بينادي عليا من بعيد، صوت مكتوم زي ما يكون جاي من تحت الأرض، بيقول: 
ـ إنت لسه مافهمتش، دي مش حاجتك، دي حاجتي أنا.
جريت بعيد عن الجثمان والبيادة وأنا عمال ببص ورايا كل ثانية، لكن الجثمان مكنش بيتحرك، كان واقف زي التمثال بس السكينة اللي في إيده بدأت تقطر دم على الأرض بطريقة غريبة، الدم كان بيرسم خطوط زي ما يكون بيكتب حاجة، ركزت عيني وحاولت أفهم، لقيت مكتوب بالدم "رجّعها"، ساعتها حسيت إن دماغي هتنفجر، ارجّعها لمين؟ للست اللي اشتريت منها البيادة وماتت أصلا أو كانت ميتة؟ ولا للجثمان ده؟ ولا لحد تاني أنا ماأعرفوش؟
الهوا بدأ يبقى شديد ومليان ريحة دم نتن زي ريحة الجيفة خنقتني.. اتحركت اكتر وأنا بحاول أقاوم الهوا.. وكل ما أبعد المعسكر كان بيختفي ورايا زي ما يكون بيتمسح من الوجود، وفجأة لقيت نفسي قدام بيت قديم مبني من طوب، كان موجود في وسط الصحرا من غير أي منطق لوجوده، الباب مفتوح ومن جواه خارج نور خافت، حسيت إن فيه حاجة بتنده عليا، بس مش صوت، مجرد شعور جوايا بيقولي إني لازم أدخل، مع إن عقلي كان بيصرخ وبيقولي: ارجع، اهرب 

 

دخلت البيت، والنور الخافت كان جاي من شمعة وحيدة مرمية على الأرض، الحيطان كانت مليانة خدوش وكتابات متشخبط عليها، كلمات زي دين وحساب وماتهربش..  وفي ركن من أركان البيت لقيت صندوق خشب صغير مفتوح، لما قربت منه لقيت جواه حاجة غريبة، صورة قديمة متبهدلة لجندي لابس أفرول مموه، بس الغريب إن راسه كانت ممسوحة من الصورة، زي ما يكون حد شطبها.. وجمب الصورة  في الصندوق كان فيه خاتم عليه دم ناشف ومتجمد، حسيت إني شوفت الخاتم ده قبل كده، لكن فين وإمتى؟
فجأة الباب اتقفل ورايا بقوة والشمعة اتطفت والضلمة غطت كل حاجة، سمعت صوت نفس قريب من ودني، وحسيت إن  الصندوق اللي كان فيه الصورة بدأ يتحرك لوحده، زي ما يكون فيه حاجة جواه بتحاول تطلع، نور خفيف ظهر نورلي من جديد.. وأنا حاسس إني بغرق في رعب ماشفتوش قبل كده ولا حتى في الأفلام، وبمجرد ما لمست الصندوق، الصورة طارت منه ووقعت قدامي، والمرة دي الجندي كان ليه راس، بس الراس دي كانت راسي أنا.
صرخت بكل قوتي، والأرض بقت تتهز تاني، وسمعت صوت ضحكة خفيفة جاية من كل حتة، البيت بدأ يتهد والحيطان تتكسر، جريت ناحية الباب وحاولت أفتحه لكن مافتحش، وفجأة لقيت البيادة قدامي جوا البيت، لابساها رجلين متشوهتين، رجلين مش كاملين زي ما يكونوا مقطوعين من فوق، والدم بينزل منهم على الأرض، الصوت اللي سمعته من الأول رجع تاني:
ـ إنت اللي بدأت.
في اللحظة دي الباب اتفتح لوحده وطلعت أجري برا، الصحرا كانت لسه زي ما هي، بس البيت اختفى ورايا، وفي إيدي لقيت الخاتم، معرفش إزاي وصللي أنا ماخدتهوش، لكن اللي متأكد منه إن البيادة دي مش هتسيبني، واللعبة دي لسه ماخلصتش، وأنا تايه بين إني أهرب أو أواجه.. بس أهرب أروح فين وأواجه مين.. أنا محبوس ومتحاصر.. الخاتم كان لسه في إيدي زي تذكار ما أعرفش معناه، دماغي مش قادرة تستوعب اللي بيحصل، بس فيه حاجة جوايا بتقوللي إن الإجابة عند الست اللي اشتريت منها البيادة، لازم أروح رمسيس، أدور على بيتها، يمكن ألاقي حاجة تفسر الجنون ده، أكيد مماتتش والناس افتكروني بسأل عن واحدة تانية.. خدت قراري في لحظة، رجعت المعسكر بسرعة، ظبطت شنطتي من غير ما أبص على البيادة اللي لسه في الشنطة زي شبح بيترصدني، قولت لنفسي إني هتصرف لما أوصل القاهرة، بس المهم دلوقتي إني أطلع من هنا قبل ما الراجل اللي من غير راس يرجع يخلّص عليا.. كنت بسأل نفسي إزاي هخرج من المعسكر.. لكن اللي توقعته لقيته.. المكان كله مكنش في أي شخص غيري، حتى لقيت البوابة مفتوحة.. ده معناه إيه؟ لكني مافكرتش كتير وكملت في طريقي لرمسيس.
الطريق كان طويل لحد ما، القطر بيتحرك ببطء، وكل ما أسمع صوت عجلاته على القضبان الحديدية أحس إنها خطوات البيادة بتجري ورايا، حاولت أنام بس عيني مارضيتش تغمض، كل ما أحط راسي على الشباك أشوف انعكاس الجثمان في الازاز، أو واقف في الممر بين العربيات لابس البيادة وماسك السكينة، كنت بقول لنفسي: ده خيال، ده مجرد وهم ومش حقيقي.. بس ريحة الدم اللي بتملّى الهوا كانت بتقوللي إن الخيال ده أقرب للحقيقة من أي حاجة تانية، وصلت محطة رمسيس أخيرًا، والناس حواليا زحمة ودوشة، بس أنا كنت تايه في عالم تاني، عيني بتدور على المكان اللي اشتريت منه البيادة ورا المحطة.

خرجت من المحطة ومشيت لحد ما لقيت المكان، بس كان مختلف، البياعين اللي كانوا موجودين إمبارح اختفوا، والحتة كلها بقت زي مقبرة صغيرة، سألت واحد عجوز كان قاعد على كرسي بلاستيك، قولتله: 
ـ فين الست اللي كانت بتبيع حاجات الجيش هنا؟.
 بصلي بنظرة غريبة وقاللي: 
ـ يا ابني الست دي ماتت من سنتين.
 حسيت إن الدنيا بتلف بيا، بس اتمالكت نفسي وقولتله:
ـ  بس أنا اشتريت منها بيادة من يومين.. أنا متأكد.
ضحك ضحكة خفيفة وقال: 
ـ يبقى إنت اشتريت من عفريتها بقى.. عمومًا البيت بتاعها هناك في الشارع ده.. بس محدش بيقربله من يوم مالقوها مقتولة.

 
كان بيشاور على شارع في الجهة التانية من الطريق، ووصفلي البيت رقم كام بالظبط وشقيتها..
رجلي خدتني للبيت من غير ما أفكر، كانت عمارة قديمة متكسرة، السلالم ضلمة وريحتها عفن، طلعت للدور التالت زي ما العجوز قاللي، والباب كان نصه مفتوح زي ما يكون حد مستنيني، دخلت وأنا حاسس إن قلبي هيطلع من صدري، الشقة كان مهجور فعلاً، التراب مغطي كل حاجة، و في الأوضة الوحيدة في الشقة لقيتها مليانة صناديق وحاجات قديمة، بدأت أفتش، ولقيت رسايل مكتوبة بخط إيد، قريت واحدة فيها: "الجزمة دي للجندي أحمد، لازم ترجعله، ما تبيعيهاش" وتحتها كذا رسالة تانية بتحذر الست من بيع حاجات معينة، قلبي دق أكتر لما لقيت صورة قديمة لجندي، شاب في العشرينات لابس أفرول مموه ولابس بيادة زي بتاعتي بالظبط، بس عينيه كانت ممسوحة من الصورة زي ما يكون حد شطبها.. قولت عادي، ما كل لبس الجيش متشابه.. لكن فجأة سمعت صوت خبطة من الصالة، زي حاجة تقيلة وقعت، روحت أبص بحذر، لقيت مراية كبيرة مكسورة على الأرض، وفي انعكاسها شوفت الست واقفة ورايا، بشرتها بيضا زي الجير وعينيها فاضية، بصتلي وقالت بصوت مكتوم: 
ـ إنت خدت حاجته، رجّعها.
لفيت بسرعة ورايا لكن مالقيتش حد، بس البيادة اللي في الشنطة بدأت تتحرك لوحدها، زي ما يكون فيها حياة، قلبي وقع في رجلي، ولقيت جمب المراية دفتر صغير، فتحته بسرعة وكان مليان أسماء جنود وتواريخ موتهم، وفي آخر صفحة لقيت اسم "أحمد سعيد" وجمبه مكتوب: "البيادة لسه معاه".
الرعب سيطر على كل حاجة فيا، فهمت إن الست دي كانت بتسرق حاجات الجنود بعد ما يتقتلوا وتبيعها، لكن أكيد الجنود دول ماتوا أيام حروب زمان مع الصهاينة.. والبيادة دي كانت بتاعة أحمد، جندي مات بطريقة بشعة وقطعوا راسه في حرب من الحروب دي.. بس روحه لسه متعلقة بالبيادة وبقت بتطاردني عشان أرجعهلها. فجأة الباب اتقفل بقوة، والنور في البيت بدأ يضعف.. وسمعت صوت خطوات البيادة جاية من الأوضة، وصوت نفس قريب من ودني، ولما بصيت للأوضة لقيت الجثمان واقف في مدخل الأوضة، السكينة في إيده بتتحرك زي ما يكون بيقطع الهوا، وبدأ يقرب مني بخطوات بطيئة.
صرخت وجريت ناحية الباب لقيته مقفول.. حاولت أكسره عشان أطلع، بس كان زي الحديد وماقدرتش.. والجثمان بقى على بُعد خطوة مني، حسيت إن السكينة هتخبط فيا لكن فجأة وقف، وصوت الست رجع تاني:
ـ رجع كل حاجة مكانها.
فهمت..  بصيت على الخاتم في إيدي اللي لقيته في البيت اللي في الصحرا، وفهمت إن ده اللي هو عايزه مع البيادة.. رميته ناحيته بكل قوتي، وقبل ما أفتح الشنطة عشان أرميله البيادة.. الجثمان مسك الخاتم وفجأة الأرض بقت تتهز، والحيطان بدأت تتكسر، سمعت صوت زي عويل جاي من بعيد.. البيت بدأ ينهار، جريت برا بأعجوبة قبل ما السقف يوقع لأن الباب اتفتح لوحده زي ما اتقفل لوحده.. نزلت جري ووقفت في الشارع أنهج، بس الرعب ماسابنيش، لأني سمعت صوت البيادة تاني من بعيد كأنه بيناديني، وفي إيدي لقيت الخاتم رجع تاني، زي ما يكون حالف مايسبنيش أبدًا، عرفت إن اللعبة دي مش هتخلّص، وإن أحمد، أو اللي كان أحمد، لسه عايز حاجة مني.. جريت زي المجنون ركبت ورجعت البيت.. الغريب إني مالقيتش حد في البيت نهائي، كلمت أمي وأخويا محدش رد.. لكني قولت يمكن بره وهيرجعوا.. قعدت في أوضتي في البيت بعد ما رجعت من رمسيس.. وساعتها الكهربا قطعت، شغلت نور كشاف تليفوني.. ولاحظت وجود الخاتم لسه في إيدي، فضلت أحركه بصوابعي وأنا حاسس إنه تقيل أكتر من حجمه. وفي الوقت ده قولت لنفسي إني لازم أرتاح، بس كل ما أغمض عيني أسمع صوت خطواتها خفيفة بس واضحة، زي حد بيحوم حواليا في الضلمة، باب الأوضة حبطت وسمعت صوت أمي بتقول:
ـ إنت كويس؟ شكلك مش على بعضك من ساعة ما رجعت

من ساعة ما رجعت؟ إزاي ومكنش في حد في البيت، رجعت إمتى أصلًا؟ حاولت أداري كل حاجة جوايا وبس وحاولت أطمنها ورديت:
ـ أيوه يا أمي، بس تعبان شوية من السفر.
 بس الحقيقة إني كنت ميت من الخوف ومش عارف أقولها إيه ولا أشرحلها إزاي.
فجأة سمعت صوت خبطة جاية من الدولاب، من المكان اللي حطيت فيها الشنطة اللي جواها البيادة، زي ما تكون البيادة بتتحرك جواه، قومت من مكاني بسرعة وأنا حاسس إن قلبي هيوقف، قربت من الدولاب بخطوات مترددة والنور كان جه في الوقت ده بمجرد ما أمي خبطت.. فتحت باب الدولاب ببطء، لقيت البيادة مرمية على الأرض جوا وبره الشنطة، بس الغريب إن الدولاب كان مليان رمل، رمل الصحرا اللي دفنتها فيه قبل كده، حسيت إن الدنيا بتلف بيا، وفجأة شميت ريحة دم، ريحة قوية كأنها جاية من البيادة نفسها.. وسمعت صوت همسة خفيفة: 
ـ لسه ماخلّصناش.
 الصوت كان جاي من كل حتة.. وقطعه تليفوني اللي رن فجأة، كان زميلي من المعسكر.. اللي شاف الجثمان معايا، رديت وصوتي بيترعش: 
ـ ألو.. إنت فين؟.
ـ أنا في المستشفى، من ساعة ما شوفت اللي شوفته وأنا مش قادر أتحرك، بس لازم أقولك على حاجة، الجزمة دي مش هتسيبك، أنا شوفت حلم إمبارح، الجندي ده كان بيدور عليك.
 حسيت إن رجلي مش شايلاني وسألته:
ـ يعني إيه؟
ـ لما شوفته سمعت صوت ماعرفش خرج منين، بس أنا سمعته، قالي إنه كان واقف قدام بيتك، وبيقول إنك لازم ترجعله اللي خدته.
قفلت معاه وأنا حاسس إن الرعب هيموتني وقلبي هيوقف.. بصيت على الخاتم تاني وحسيت إنه بقى سخن في إيدي.. سمعت صوت البيادة بتتحرك تاني، بس المرة دي كان فيه حاجة بتخبط معاها، زي سكينة بتضرب في الأرض، جريت على باب الأوضة وحاولت أفتحه، بس كان مقفول من برا، مع إني متأكد إني ماقفلتهوش، بدأت أخبط وأصرخ:
ـ يا أمي افتحي الباب.
 بس مكنش في رد، وفجأة لقيت الراجل اللي من غير راس واقف قدامي والدم بينزل منه على الأرض ماسك السكينة وبيقرب مني، بس المرة دي حسيت إنه مش عايز يقتلني، لا، كان عايز حاجة تانية، شاور بإيده على الخاتم والبيادة.. وأنا فهمت إن اللعبة لسه فيها أسرار ما وصلتلهاش.. السكينة في إيده بتلمع، حسيت إن الوقت وقف، وإن كل اللي عيشته من ساعة ما اشتريت البيادة دي كان زي حلم طويل مليان كوابيس، بس المرة دي الجثمان مااتحركش ناحيتي، كان واقف مكانه ثابت. بصيت على الخاتم في إيدي اللي بقى سخن وبيترعش بين صوابعي، وفجأة سمعت صوت، بس مش همسة زي كل مرة، صوت واضح حزين جاي من بعيد، زي واحد بيعيط وهو بيحكي حكاية قديمة، الصوت قاللي: 
ـ أنا مش عايز أأذيك، أنا عايز أرتاح.
 حسيت إن قلبي اتقبض، وإن فيه حاجة كبيرة هتتكشف دلوقتي.
الباب اتفتح لوحده ببطء، والهوا البارد دخل الأوضة، الجثمان لف نفسه ومشي برا، وأنا من غير ما أفكر مشيت وراه، رجلي بتتحرك زي ما يكون حد بيسحبني غصب عني وبيجبرني أمشي وراه.. خرجت من الأوضة ومن البيت كله ونزلت الشارع،  الدنيا كانت ليل ومعرفش الوقت بيعدي بسرعة كده إزاي.. مكنش في عربيات ولا ناس ولا حتى كلب بينبح، بس صوت الخطوات بتاعة البيادة كان بيرن في وداني، وصلنا لحد حتة أرض فاضية، أنا مش عارف أنا بحلم ولا ده بجد..  مكان غريب عمري ماشوفته مع إني مابعدتش عن البيت، وحسيت إن كل حاجة حواليا اتغيرت.. الجثمان وقف هناك وبدأ يشاور بإيده على الأرض، زي ما يكون بيقوللي احفر، بصيت حواليا ولقيت عصاية خشب ليها ناحية مدببة.. أخدتها وبدأت أحفر في الأرض اللي كانت كلها رمل، وأنا حاسس إن كل ضربة بضربها في الأرض بالعصاية بتكشف حاجة من الماضي.

بعد ما حفرت شوية لقيت صندوق خشب صغير متبهدل وعليه خدوش كتير، فتحته وأنا ايدي بتترعش، وكان جواه فيه ورقة قديمة مكتوب عليها: "أحمد سعيد، ١٩٦٧، المعسكر الغربي".
وتحت الاسم كان فيه جملة: خدوا كل حاجة ومكفهمش الأرض وبس. 
جمب الورقة كان فيه صورة صغيرة لشاب في الجيش، عينيه حزينة ووشه مليان جروح، حسيت إني شوفته قبل كده، يمكن في حلم، يمكن في المعسكر، بس اللي لفت نظري إن الخاتم اللي في إيدي كان لابسه في الصورة، قلبي دق بسرعة وبدأت أبص في الورقة تاني، ولقيت في ضهرها حكاية أحمد، جندي زيي، كان بيخدم في نقطة ما.. وفي يوم جت غارة وزمايله كلهم ماتوا، فكتب الورقة دي لما لقوا نفسه لوحده.. وخباها في هدومه.. ولما حس أنه اتحاصر، قلع هدومه كلها وخباها جوه الأرض مع كل متعلقاته الشخصية.. ودي كانت عادة بيعملها أي جندي بيتأسر.. ولما لقوه عذبوه وضربوه لحد ما مات.. وقطعوا راسه عشان محدش يعرف هو مين، لكنهم بطريقة ما لقوا الحاجة اللي خباها، يمكن لأنه من الخوف والتوتر والحزن ماقدرش يخبيهم كويس.. وساعتها خدوا البيادة بتاعته والخاتم.. ومع الوقت بطريقة ما تانية الحاجة دي اتباعت ووصلت السوق.. يمكن الأفرول داب والبيادة فضلت، حد لقاها وباعها على إنها غنيمة من العدو لكن هي في الآخر لجندي مصري شهيد.. ويمكن اللي باعها عمل كده لما صاحبها ظهرله وطالبه يرطعها فخاف وأتخلص منها مش باعها.. في الآخر وصلت للست دي، وأنا كنت آخر حلقة في السلسلة دي.

الجثمان وقف جمبي وحسيت من حركته وهزته كأنه بيبكي.. الصوت رجع تاني وهو بيقوللي: 
ـ كنت زيك.. بحلم أخلّص الجيش وأرجع لبيتي، بس العدو هجم علينا على خوانة وقتلوني.
فهمت إن البيادة والخاتم مش لعنة، دول كل اللي فضل منه، ذكرى حياة اتسرقت، وروحه متعلقة بيهم بتدور على حد يرجعلها الكرامة اللي ضاعت، بصيتله وقولتله:
ـ أنا آسف مكنتش أعرف كل ده.. أنت وكل زمايلك وقتها أبطال.
 بس هو ماردش، بس شاور بإيده على الصندوق تاني، فهمت إنه عايزني أعمل حاجة.
خدت الخاتم من إيدي، وحطيته في الصندوق جمب الورقة والصورة، وبعدين طلعت البيادة من الشنطة الي لقيتها معايا معرفش إزاي.. وكانت تقيلة في إيدي زي ما تكون بتحمل كل آلام أحمد، حطيتها فوق الخاتم، وغطيت الصندوق، بدأت أدفن الصندوق في الرمل تاني، وأنا بحفر كنت بسمع صوت عويل خفيف، الجثمان كان واقف ساكت وثابت، وبعد ما خلّصت الدفن، لفيت أبصله، لقيته بدأ يختفي، جسمه بيتلاشى في الهوا زي الدخان لحد ما راح خالص، بس قبل ما يختفي، سمعت صوته لآخر مرة: 
ـ شكرًا لأنك ساعدتني.
حسيت إن فيه حاجة تقيلة اتشالت من صدري من أول ما بدأت القصة دي.

وقفت آخد نفسي وساعتها اتفزعت على صوت حد وايد بتلمس كتفي.. لما لفيت لقيت زميلي بيقولي:
ـ واحشني ياض والله.. 

ولقيت نفس المشهد بيتكرر، زميلي واقف وبيتسملي.. وبعدها سألني:
ـ احكيلي عملت إيه في يومك إمبارح وأنا مش موجود..

أنا افتكرت حاجة، إن زميلي ده كان هيرجع بعدي بيوم من اجازته، يعني في يوم كده فات في لحظة؟  فتحت الشنطة بسىرعة مالقيتش البيادة.. يعني أنا فعلاً عيشت كل ده في ومضة؟ انتبهت على صوت زميلي:
ـ أنت سرحان في إيه يا ابني؟ فوق كده عشان هنبدأ نسلم المخلة.. وآه صح، أنا اشتريتلك بيادة بدل اللي اتسرقت منك وعملت حسابك، بس إيدك على ٥٠٠ جنيه يا نجم..

هويت دماغي واصطنعت ابتسامة عشان أداري الموقف.. وفان بعدها كان يوم وخلصنا الجيش.. ويوميها لما رجعت البيت نمت زي المقتول كتير جدًا.. والصبح صحيت على صوت العصافير، أول مرة من أيام ما بدأت القصة دي أصحى من غير كوابيس، من غير صوت البيادة ولا ريحة الدم، قومت من السرير، وأنا حاسس إني خفيف، زي ما يكون الهم اللي كان على كتفي اترفع، وفطرت مع أخويا وأمي، وهي بتبصلي بفرحة وقالت:
ـ كُل يا حبيبي شكلك هفتان وخاسس.
 ابتسمتلها وقولتلها:
ـ أيوه يا أمي، كنت فعلاً تعبان بس دلوقتي بقيت كويس.

وبدأت بعدها الحياة تاخدني من بعد الجيش، لكن عمري ما نسيت الحكاية الغريبة المريبة دي، اللي أنا لحد النهارده بعد ما فات ٥ سنين عليها لسه مش مصدق إني عيشتها، لكني في نفس عارف ومتأكد إني عيشتها بكامل تفاصيلها.

تمت..
انتهت احداث الرواية نتمني ان تكون نالت اعجابكم وبانتظار ارائكم في التعليقات وشكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم

للمزيد من الروايات الحصرية زورو قناتنا علي التليجرام من هنا
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1