رواية زواج تحت التجربة الفصل العاشر 10 بقلم رباب حسين



 رواية زواج تحت التجربة الفصل العاشر بقلم رباب حسين 


حبيبتي وإن قسوت عليكي يومًا فعلمي أن قلبي طعن بخنحر الندم فإن قلبي يعترف بأنه كان الجارح وإنتي كنتي الدواء لم أقصد يومًا أن أنثر الألم في عينيكِ

لكن غضبي ذلك الغريب عني تسلل بيننا

وأغلق نوافذ الوصل وترككِ وحدكِ تقاومين الريح العاصف فهل لي بغفرانكِ؟

إن كنتِ قد بكيتِ فأعلم أن دمعكِ غاليٌ كنور الفجر وإن كنتِ قد صمتِ فأعلم أن صمتكِ كان صراخًا تمزق فيه قلبي وأنا لا أسمع...

سامحيني ليس لأنني أستحق بل لأن قلبكِ أسمى من الجراح ولأنني لا أجد لنفسي حياةً في غيابكِ....عودي ولنجعل من هذا الألم دربًا جديدًا نحو فهمٍ أعمق وحبً أنضج لا تهزه الزلات بل تبنيه المغفرة....

وصلت إيمان إلى منزلها ووجدت تهاني تجلس حزينة في البهو وعندما رأتها وقفت أمامها وقالت : الهانم كانت نايمة فين إمبارح؟

إيمان : في شقتي

تهاني في حزن : لوحدك؟

إيمان : لا

تهاني : يعني زي ما أبوكي قالي..... رحتي لخالد تاني يا إيمان.... يا بنتي إنتي هتقتنعي إمتى إن خالد مبقاش ينفعك ولا ينفع حد؟

إيمان : تاني يا ماما؟

تهاني في غضب : تاني وتالت..... يا بنتي ده لسة قاتل واحد.... هتقوليلي بقي هو اللي غلط في حقه من الأول زي عمه وإبن عمه؟..... أهوه ده واحد غريب لا عمله حاجة ولا بياخد حقه..... يعني خلاص خالد بقى قاتل.... سفاح.... هتفضلي متجوزة واحد سفاح؟

إيمان : خالد ملوش أي علاقة بجريمة القتل التالتة ديه.... وده كلام الظابط علاء ذات نفسه وخالد قالي نفس الكلام..... هو مشفش الراجل ده ولا يعرفه

تهاني : طيب إيه الكلام اللي نازل على الأنترنت ده؟

إيمان : إنتي عارفة الناس يا ماما بتحب تدور على أي حاجة يتكلمو فيها..... ماما أنا بساعد خالد ولو مش جوزى هساعده برده طالما في مجالي وأقدر أساعده هساعده ما بالك ده جوزى..... عايزاني أتخلى عنه؟.... إنتي معملتنيش كده ولا ربيتيني كده

تهاني : يا بنتي أنا خايفة عليكي لو البوليس عرف إنك مخبياه هتروحي في داهية معاه

إيمان : أنا خدت شقة صغيرة بعيد في أخر بدر محدش عايش هناك كتير وعملت معمل أنا وأيهم والمفروض نروح نجرب عليه بعض الأدوية وأنا عندي أمل الدوا يعمل مفعول وإن شاء الله نوصل لنتيجة بسرعة وساعتها هيروح يسلم نفسه ونخلص من الكابوس ده

تهاني : يعني إنتي هتنزلي تاني؟

إيمان : اه.... ولو عندك عباية قديمة هاتيها عشان أنزل بيها..... بسرعة عشان عايزة ألحق أروح لخالد

ذهبت تهاني وأحضرت لها الملابس وبدلت إيمان ثيابها ووضعت غطاء رأس أسود على رأسها ونزلت دون أن يلاحظها أحد تحت نظرات العيون التي تتابع خطواتها منذ أن خرجت من المشفى

مدحت عبر الهاتف : أيوة يا طارق باشا.... مراته الدكتورة خرجت من المستشفى روحت على بيت أبوها..... أفضل مستني سعادتك؟

طارق : اه.... خليك قدام البيت لو خرجت أو اللي إسمه خالد ده ظهر بلغني فورًا

مدحت : أمرك يا باشا

وصلت إيمان إلى المنزل الجديد وعندما دخلت وجدت أيهم يقف أمام باب الغرفة الفارغة ويمسك ذراعه في ألم ويطرق على الباب ويقول : يا خالد أفتح الباب..... يا خالد إهدى وافتح خليني أشوف إيه اللي حصل بالظبط

اقتربت إيمان منه في ذعر عندما سمعت صوت خالد داخل الغرفة ونظرت إلى ذراعه وقالت : مالك يا أيهم؟! إيه اللي حصل؟

أيهم في ألم : إيمان... كويس إنك جيتي.... خالد معرفش جراله إيه.... أول ما خد هرمون السيترونين لقيته إتعصب وزقني وقعني على دراعي ودخل جوا الأوضة ومش عايز يفتح

ذهبت إيمان إلى غرفة النوم وأحضرت المفتاح الأخر للغرفة وفتحتها ولكن أوقفها أيهم وقال : رايحة فين؟..... خالد ممكن يأذيكي

إيمان : خالد لا يمكن يأذيني..... خليك إنت هنا

دخلت إيمان وجدته يحاول أن يقوم ببعض تمارين التنفس ولكن لا يستطع أن يهدأ وأنفاسه تتصاعد بشدة فاقتربت منه ووضعت يدها على عاتقه.... شعرت إيمان بالخوف فعينيه كانت مليئة بالغضب الشديد وتبدو حالته أصعب وهذا ما جعلها تتعجب فكيف أصبح هكذا بعد أخذ هذا الهرمون؟ فمن المفترض أن يكون في حالة هادئة الآن ولكن اقترب منها خالد فحاولت أن تبتعد عنه فهو الآن لا يشعر بما يفعل فقالت له وهي تبتعد عنه : خالد..... خالد أنا إيمان.... خالد أقف

لم يستمع إليها ودب الخوف في قلبها فهو لا يراها وغضبه قد أعمى عينيه.... ظلت تبعد حتى حاصرها عند الحائط فنظرت له في بكاء وقالت : يا خااااالد أرجوك فوق.... أنا إيمان يا خالد فتح عينيك وحاول تهدى

لم يستمع إليها وقبض يده ليلكم وجهها ولكن إبتعدت عن يده في اللحظة الأخيرة وتوجهت قبضته إلى حائط الذي تصدع وحدث فجوة به حتى أصبحت تستطيع أن ترى المعمل من خلالها فنزلت من تحت ذراعه ونظرت إلى الحائط في دهشة ثم مدت يدها داخل حقيبتها وأخرجت حقنة منها... نظر لها خالد ورأي الحقنة بيدها فاقترب منها سريعًا ليمسك يدها ولكن حاولت إيمان حماية الحقنة منه فأعطت خالد ضهرها وحاولت أن تركض منه ولكن أمسكها ودفعها إلى الحائط بكل قوته فتألمت إيمان واقترب منها خالد فأخذت تزحف بقدمها وتحمي الدواء الذي يدها حتى اقترب منها وجثا على ركبتيه وأمسك ذراعيها بقوة ورفعها عاليًا فوضعت إيمان الحقنة في رقبته وهي تتأوه من قبضته فتركها سريعًا لتقع أرضًا وأمسك خالد رأسه في ألم وسقط أرضًا مغشيًا عليه... اقتربت منه إيمان وهي تبكي في ألم وحزنًا عليه فكانت تأمل أن تتحسن حالته ولكن من الواضح أن حالته قد تدهورت كثيرًا... حاولت إيمان النهوض واقتربت من الباب في ألم وفتحته وجدت أيهم ينتظر بالخارج فساعدها بيده السليمة ونظر داخل الغرفة ووجد خالد على الأرض فقال : إيه اللي حصل؟

إيمان في ألم : إديته مهدأ.... الحمد لله إني فكرت فيه وخدته في الشنطة معايا قبل ما أمشي من المستشفى..... روح ساعده ودخله أوضة النوم

أيهم : شكلك موجوعة

إيمان في ألم : سيبك مني وركز معاه هو..... أنا هبقى كويسة

دخل أيهم الغرفة وحاول حمل خالد أمامها بصعوبة ثم وضعه على الفراش داخل الغرفة ثم وقف منتصبًا دون ألم فهو يصطنع أمامها حتى لا تشك بإمره ثم وضع عليه الغطاء وأمسك ذراعه مرة أخرى وخرج من الغرفة وأغلق الباب واقترب من إيمان فوجدها تمسك بذراعيها في ألم

أيهم : خليني أشوف دراعك

إيمان : لا مفيش داعي..... روح إنت يا أيهم.... خالد هينام للصبح وأنا هفضل جنبه لحد ما أطمن عليه

ذهب أيهم وتركها معه وعاد إلى منزله ودخل إلى غرفة المكتب ثم فتح بها باب سري ليدخل إلى معمله الخاص وقام بإخراج عينة من الدواء المعدل وقام بإعطاءه لنفسه وبدأ يشعر بالقوة والغضب وخرج من المنزل وذهب إلى مقر شركة الألفي وارتدي قناع على وجهه وانتظر حتى خرج طارق من الشركة ودخل سيارته وسط الحراسة المشددة.... وقف أيهم أمام السيارة التى بدأت أن تتحرك وأوقفها بكلتا يديه ثم ضرب على مقدمة السيارة بقبضتيه فانفجرت أطارات السيارة الأمامية وحدث إنبعاج كبير بها فنظر السائق وطارق إليه في ذعر ثم خرج الحرس من السيارة التي خلفه ووقفو أمام أيهم محاولة للتصدي له.... التفت أيهم إليهم وبدأو الاقتراب منه ليضربوه ولكن تصدى لهم أيهم بكل سهولة وأحدث إصابات بالغة لهم تحت نظرات العاملين بالشركة اللذين قامو بتصوير ما يحدث مباشرةً وهذا ما شاهدته إيمان فقامت بتصوير خالد وهو نائم ووثقت موعد الفيديو لتثبت برائته من هذه التهمة.... بعد أن إنتهى أيهم من الحراس التفت إلى سيارة طارق الذي يجلس بها وهو يشعر بالخوف منه وقام عزت بالإتصال بالشرطة على الفور..... اقترب أيهم من نافذة باب السيارة الذي بجانب طارق وكسره بيده ثم قال له في غضب : المرة الجاية..... روحك هتبقى في إيدي

استمع أيهم إلى صوت إنذار سيارات الشرطة فركض مسرعًا وعاد إلى المنزل وتم نشر الفيديو سريعًا على شبكات التواصل الإجتماعي والأسوء أنه تم توجيه تهمة قتل مراد الألفي إلى خالد بعد أن تم تهديد طارق وربط ما عمله أيهم بما فعله مسبقًا وتم أخذ الحرس إلى المشفى وتم إضافة قضية القتل والإعتداء وترحيل ملف القضايا إلى الضابط علاء الذي جلس في مكتبه لا يعرف سبب ما يقوم به خالد الآن فهناك دافع لقتل عاطف وسالم ولكن لا يوجد أي صلة لقتل مراد الألفي أو معاداة وتهديد طارق الألفي رجل الأعمال المعروف..... عاد أيهم إلى منزله ووجد رنا تنتظره وعندما رأته قالت : إنت اللي في الفيديو ده صح؟ 

أيهم : اه

رنا : إيه اللي وداك يا أيهم؟..... كده ممكن يتقبض عليك

أيهم : محدش يقدر يلمسني..... أنا جعان جدًا

رنا : حاضر.... بس قولي صحيح هو إيه المعمل اللي جوا ده؟.... أنا أول مرة أشوفه

أيهم : أنا عملته..... عشان الدوا محدش يعرف تركيبته غيري..... يلا بقى حضريلي أكل

ظلت إيمان بجانب خالد تنظر إليه وتبكي على حالته وعلى وضعه الذي يصبح أكثر صعوبة وبعد أن علمت أن الشرطة تأكدت من أن خالد هو من قتل مراد الألفي ثم تركته عند الفجر وعادت إلى منزلها

أما طارق فذهب إلى منزله بعد أن قضى الليل في قسم الشرطة ليتابع قضية مراد ودخل معه المنزل عزت ووجدا ليلى ونورة تنتظران بالأسفل

ليلى : طارق حبيبي.... جرالك حاجة

طارق : متقلقيش أنا كويس.... الولاد فين؟

نورة : سفرناهم زي ما قلت

عزت : أحسن خليهم بعيد لحد أما نشوف المجنون ده عايز مننا إيه

ليلى : معرفتوش السبب اللي خلى خالد ده يعمل كده؟

طارق : لا.... الغريب إن مفيش أي صلة بينا وبينه ولا عداوة قديمة حتى.... ده إبن رفيق رجل كده غلبان كان عنده شركة هو وأخوه عاطف اللي هو قتله حتى الشركة إتقفلت دلوقتي وكل أموال عاطف ورفيق إتجمدت في البنوك والناس ديه ملهاش أي علاقة بينا

نزلت سوزي زوجة مراد وقالت : يعني إيه يا طارق بيه...... كده حق جوزى راح؟

طارق : متخافيش يا سوزي..... مراد حقه هيرجع هيرجع..... أنا بس عايز أعرف الواد ده واخد إيه خلاه بالمنظر ده..... إنتو شفتو وقف العربية إزاى وكسرها ده غير الرجالة اللي كل واحد فيهم أد الباب مخدوش في إيده خمس دقايق.... لو عرفت إيه الدوا اللي خده مش هتردد لحظة إني اخده عشان أعرف أقف قصاده وساعتها هجيب حق مراد وأعلم أي حد إن مش طارق الألفي اللي يتهدد في الشارع وقدام الناس كده

حل الصباح واستيقظ خالد وهو يشعر بالتعب الشديد.... وضع يده على رأسه وهو يشعور بدوار شديد ثم نظر حوله لم يجد إيمان فأمسك هاتفه واتصل بأيهم الذي تلقى الكالمة وهو لازال نائمًا وقال : أيوة يا خالد

خالد : أيهم أنا تعبان أوي..... وإيمان مش هنا

أيهم : أكيد روحت عشان تعبت أوي إمبارح..... طب أنا هحاول أجيلك

عقد خالد حاجبيه وقال : إيه اللي تعبها إمبارح؟

أيهم : إنت مش فاكر حاجة؟

خالد : لا

تعجب أيهم فلماذا خالد لا يتذكر ما يحدث خلال النوبة العصبية عكسه تمامًا ثم قال : طيب لما أجيلك هقولك..... قوم بس خد دش كده وأنا جي

نهض خالد بعد أن أنهى المكالمة وخرج من الغرفة ووجد المنزل في حالة فوضى وباب الغرفة الثالثة مفتوح دخل بها ووجد الفجوة التي في الحائط وعلم أنه قد فعل شئً سئً بالأمس..... ظل ينتظر أيهم حتى جاء وجلس يقص له ما حدث.... وقف خالد في خوف وقال : إيمان جرالها إيه؟

أيهم : أعتقد كدمات..... هي مردتيش أشوف أيديها

خالد في غضب : وإنت إزاى تسيبها تدخل عندي؟

أيهم : قالتلي إنك مش هتأذيها وإنت عارف إيمان عنيدة ومش بتسمع كلام حد

خالد : يادي القرف..... أنا مش عارف أنا هعمل إيه تاني في نفسي وفيها؟

أيهم : أعتقد المفروض نقلق من حاجة تانية دلوقتي؟

خالد : إيه هي؟

أخرج أيهم له تسجيل الفيديو المنتشر على الأنترنت ففتح خالد عينيه في صدمة وقال : مين ده؟

أيهم : الصراحة فيه حاجة إنت متعرفهاش..... فيه حد سرق الدوا اللي إنت خدته من المعمل في المستشفى وواضح إنه حقن نفسه بيه وأي مصيبة هيعملها إنت اللي هتلبسها يعني الشرطة دلوقتي شايفة إن إنت اللي قتلت مراد الألفي وإنت اللي في الفيديو ده وكمان هددت طارق الألفي..... واللي أعرفه إن طارق ده مش سهل أبدًا يعني كلنا كده في خطر وده اللي أنا خايف منه

خالد : يعني كمان إيمان في خطر..... لازم الراجل ده يعرف إن مش أنا اللي عملت كده

أيهم : وديه هتعملها إزاي؟

خالد : مفيش حل غير إني أروحله

الفصل الحادي عشر من هنا


تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1