رواية اللعنة الفصل الحادى عشر 11 والاخير بقلم منى حارس


 رواية اللعنة الفصل الحادى عشر والاخير


حسين ردّ بغضب كبير:
- وهموتهم قدامك يا صابرين لان اللى بيغلط لازم يتعاقب انتى فاهمه لازم يتعاقب...وانت غلطتي ..
صابرين صرخت برعب وهى بتبصله وهى بتحضن أولادها بتحاول تحميهم .. 
- انت مجنون مجنون انا معملتلكش حاجة ولا عمرى اذيتك في شيء..ليه بتعمل فيا كدة ليه...يا حسين ارجوك ارحمني؟

حسين بصلها بغضب كبير و مردش عليها، بس زقّها قدامه بقوة وهو بيقول:
- معملتيش حاجة  يا ملعونة ... وبعدها ضحك بصوت عالي وكمل كلامه بغل وحقد كبير..
- تعالي يا صابرين أنا عامل لك مفاجأة هتعجبك اووى يلا ...اخلصي انتى والعجزة اللى معاكى دول..
صابرين صرخت مش من  قوة الضربة بس من كلامه على ولادها وأنه بيقول عليهم عجزة ...
ولادها كش عجزة ابدا ..دول احسن عيال في الكون في نظرها وهتحميهم منه ومن أي حد يقرب منهم  او هتموت معاهم  ... مسكت إيد عيالها سلمى وسيف وهما بيعيطوا من شدة الخوف والرعب ..
 ومشيت قدامه ودموعها بتنزل برعب وهي رابحة للمجهول وهو بيزق فيها بقوة وهى بتعيط والاولاد بيعيطوا من الخوف...
، دخلها أوضة سيدنا وكان لسه قاعد على الأرض والكفن الأبيض جنبه ومكتوب عليه رموز ونجومزكتير سداسية وخماسية بالدم،  حسين زقّها بعنف عشان تدخل وتقف في مكانها جنب الحيط ..وهو بيقولها ..
- يلا اخلصي ..
سيدنا رفع إيده لفوق وصابرين حست إن في حاجة مسكت رجليها  جامد فمكانها في شيء مسك رجلها  وثبتها بالارض...هى مش شايفة حاجة بس في حد ماسك رجلها وبيغرس مخلصه فيها..
صرخت من الالم ..
وهنا شاور سيدنا لحسين وقاله:

- هاتها بسرعة قبل الدم ما ينشف لازم نكمل الطقوس دلوقتى ..
صابربن  حاولت تبعد بخوف وهى بتضم اولادها لحضنها وفاكرة يقصدها هي ...
 بس  حسين  خرج من الأوضة بسرعة  وبعد دقيقة رجع وهو بيجر ست كبيرة في السن، باين عليها آثار التعذيب والحروق، وصابرين قالت بصوت مرعوب...
- دى الحياة بنت سيدنا المجنونه ...هيعملوا فيها ايه استر يارب..

حسين قفل باب الأوضة بعنف .. ورمى الحياة بعنف على الأرض، وقعت بسرعة من شدة التعب ومقدرتش تقوم تاني وسلمت تنرها لله  ، بس عينيها كانت على العيال الصغيرة ... كانوا شبه ابنها الصغير جدًا وفكروها بيه، فدموعها نزلت بحرقة وهى بتفتكر ابنها اللى مات ومشافتهوش ومتعرفش هو مات ولا عايش ...

سبدنا قال بصوته القوي:

- كنت عاوزة تموتي من سنين يا أختي، والنهاردة أنا هريحك من الحياة كلها، بس مش هموتك انتي، أنا هموت ابنك...
 فاكرة ابنك اللي تاه من البيت وهو صغير؟ 
أنا هموته قصاد عينك زي ما موتيها زمان يا حياة..

وبعدها فتح الصندوق الكبير  الأسود  وظهر راجل بءن من شدة الألم ومصاب جامد والدم بينزم من كل حته في جسمه ، الحياة بصّت عليه بلهفة، هو ده ابنها؟ 
مش متأكدة بس قلبها بيقول إنه هو فعلاً، وصابرين كانت بتبص بفضول وهي مش فاهمة حاجة، وفجأة صرخت بفزع:

- مهاااااب جوزي ...
وهنا حسين قال بغضب وصوته مليان كره وغل:

- أيوه هو مهاب جوزك اللي فضلتيه عليا ورفضتيني علشانه، ورفضتي حبي الكبير علشان تتجوزيه وتسيبيني... أنا عمري ما حبيت حد غيرك يا صابرين، وانتي غبية ورفضتيني ورفضتي حبي علشان دا...
وبعدها ضربه برجله في بطنه، فصرخ مهاب من الوجع، وصرخت أمه:

- ابني! اقتلني وسيبه بالله عليك

وهنا صرخ حسبن بغل ..
- اسيبه؟
 دا اللي اتجوز الإنسانة الوحيدة اللي حبيتها في الكون؟
 واللي أمه قتلت أمي؟
 أنا شفتها بعيني، عارفة؟
 أنا السبب إن أولادك يطلعوا معاقين! السحر اللي عملتهولك أول ما اتجوزتي، والتفريق، والمرض... خلي ولادك كده وخلّاه يكرههم ويكرهك، ويتهمك إنك السبب، وخليته يبيع شقتك ويطلقك ويرميك في الشارع تتعذبي، ويسيبك، ويعذبك، أكتر وأكتر...تستهلي لازم تتعاقبي طول عمرك..
ولما اكتشفت إنه هو نفس الدم الملعون اللي كان السبب في موت أمي وحرماني منها. ..
كنت بستمتع بعذابك كل يوم طول الـ ٨ سنين اللي فاتوا. وجبتك هنا علشان أستمتع أكتر، كنت بشوف عذابك وبضحك من قلبي، لأنك تستحقيه...يا صابرين ..اللي بيغلط لازم يتعاقب 
وكمل حسبن بغيظ كلامه.....

- وقلت أقتل صاحبتك روقية وجوزها علشان أزود عذابك على الناس اللي بتحبيهم... ودلوقتي وقت الحساب! 
هقتله قدامك، وهموت أولادك، وهتفضلي عايشة معايا ومش هتعرفي تهربي مني أبدًا...
لازم تتعاقبي يا صابرين لأنك تستحقي العقاب...واللي بيغلط بيفضل طول عمره يتعاقب ..

صابرين  من الرعب والصمة اتلزقت في الحيطة وهي مش مصدقة ... لا اللي بتسمعه ولا اللي بتشوفه، وقالت بصوت عالي:

- طول عمري بكرهك، بكرهك يا حسين من أول يوم شوفتك فيه، وأنا بشوفك شيطان رجيم...
 أنا موافقة أتجوزك وأعيش معاك، بس خليهم يعيشوا، ارحم أولادي الصغيرين وأبوهم، خليهم يمشوا وخدني أنا
صرخت الطفلة بحرقة:

- لا يا ماما متسبيناش مامااااا

ضحك بهيستريا وعيونه زائغة :
- لا كلهم هيموتوا يا صابرين قدامك... نسل اللي قتل أمي لازم يتمحى من على وش الأرض... وانتي لازم تتعذبي، تتعذبي عليهم، وبعدها تعيشي معايا طول عمرك خدامه ليا وتنفسي اوامري هحبسك في قفص حديد طول عمرك وهتفضلي قدامي اشوف عذابك كل يوم ..
صابرين صرخت برعب 
-  لاااااااااا بالله عليك سبهم ارجوك ملهومش ذنب ...
صرخت الحياة بفزع :
- ارحم ابني يا سيدنا، وخلي عندك رحمة، وسيب العيال الصغيرين، دول مالهمش ذنب بالله عليك ارحمهم ...

-  قولتلك متحبيش الاسم دا هنا ...ونسل الملعونة بنت القاتلة لازم يموت، لازم يموت
صابرين ضمت ولادها وصرخت برعب ....
- لااااااااااااا ولادى لا هحميهم منكم كلكم ...

وسيدنا فضل يردد كلماته بصوت عالي، والدخان بدأ يتصاعد في الأوضة، والصرخات زادت، وأصوات الرياح وصوت الزيت المغلي بدأت تعلى وتعلى وتفور...وتشششششششش تشششش 
، وأصوات غريبة طالعة من العدم...
وصوت سيدنا عالي بيقول:

"الوحا الوحا العجل العجل الساعة الساعة سلخع هم القاهر رب شيشلخ شلشلعطا جروب رب الدهور الداهرة والزمان منذر الاوقات والزمان الذي لا يحول ملكه ولا يزول صاحب العز الشامخ والجلال الباذخ وباسمائه دعوتكم احضر بلعطسيطل ابن ماروق وعذبهم وأحرقهم وقطع ايديهم يا ماروق"

رددت صابرين بحرقة:

- يارب ولادي مالهمش ذنب، يارب دول غلابة، انجدنا يارب
وقعدت تقرأ اللي حافظاه من القرآن الكريم، وسلمى قعدت تردد هي كمان، ومهاب اللي كان نص صاحي ونص غايب عن العالم واللى حوليه من كثرة العذاب اللي شافه من شهور، قعد يقرأ ويدعي بلسان منمل .. 
والحياة  بدأت تقرأ آية الكرسي، ومن ورا الباب كانت تغريد واقفة بتسمع كل حاجة وشافت اللى حصل ، وعرفت ليه جوزها كان بيناديها "صابرين"،..وشافت صابربن والاولاد وشافت الظلم والغدر للبشر والقسوة..

وبدأت تدعي ربنا ينقذهم، وتقرأ اللي حافظاه بصعوبة...
الكل كان صعب عليه الكلام ومش عارفين يكملوا ، لسانهم تقيل، وسيدنا  كان بيقرأ تعاويذ مع حسين بصوت عالي، وبيستدعي قوى الشر والجن عشان يقتلهم، لكن كلام ربنا كان أقوى من أي شر بالكون ..

وفجأة سمعوا صوت الأذان اللى طمن قلوبهم فر لحظة .. الا بذكر الله تطمئن القلوب :

الله أكبر الله أكبر
لا إله إلا الله
صوت سيدنا بدأ يضعف ويخور ، وقوته راحت، والمؤذن بيكمل:

الله أكبر الله أكبر
لا إله إلا الله...

وفجأة باب اباوضة اتفتح مرة واحدة بقوة، ودخل الشيخ  الطيب ومعاه ٣ شيوخ،..اللى كان نجده م اليماء ليهم علشان ينقذهم من الشر والعذاب اللى كانوا فيه ..
وبدأوا يقروا آيات القرآن لحرق الجن وفك السحر، وسيدنا كان بيرد عليهم بتعاويذ الشيطان من الكتاب الأسود اللي قدامه، لكنه كان ضعيف...ومهزوز وبدأ يضعف 
امام  كلام الله  اللى كان أقوى من الف سحر وتعويذة ، ووقع سيدنا على الأرض بتعب شديد وهو بيطلع صوت خوار ثور دايخ ..
 وبدأ هو وحسين يرجعوا  حاجات  سودا من بطنهم...
سائل أسود بريحة وحشة جدًا، وديدان سودا كتير ..
كانت طالعة من بُقّهم، وكأنها كانت ملياهم من جوه...زى سواد القلوب والغل اللى مالي نفوسهم...

وهنا  دخلت مرات حسين ، تغريد بتجري زى المجنونه  وهي شايفة جوزها في لحظة ضعف، أول مرة تشوفه كده،د من سنين وهو بيعذبها وبيعذبها  ..
سنين حرمان وخوف وذل وقهر وخوف كبير ورعب عاشت فيه شافت كل سنين حياتها قدام عينيها ...
جريت زى القكر السريع اللى صعب حد يوقفه وكانت مخبية سكينة  كبيرة في هدومها، ورفعتها تغريد بقوة  وغرزتها في صدره أكتر من مرة وهي بتضحك بهيستريا وتقول:

- موت موت، انت تستحق الموت يا ملعون...موت كانت شايفة منظر الدم وكانت مبسوطة وبتضحك دا فيه دم ..حسين طلع عنده دم زى البشر ...كانت بتضحك وهى مش مصدقة 

الكل كان واقف يتفرج ومحدش منعها.. لان حسين فعلاً كان يستاهل الموت والعذاب ، وبعد ما خلصت تغريد فضلت تضحك بجنون..
 باين إنها فقدت عقلها من كل اللى شافته والعذاب اللي عاشته لسنين طويلة وهى عايشة دور صابرين وبالعدسات الزرقاء ...
لما شافت حسين ميت عقلها مقدرش يصدق الصدمة..

سيدنا شاف جثة حسين مكنش مصدق إن اللي فاضل من نسل حبيبة الروح مراته  مات ...
حسبن اللى كان بيعتبره ابنه  وصرخ زي المجنون ... وهو بيحاول يلحقه..
- حسسسسسين...
 ووقع ميت  من الصدمة بسكته قلبيه ومقدرش يشوف حسين مقتول وهو كل حياته ..وبيعتبره ابنه ..
وقع سيدنا بقوة فوق الكفن اللي قدامه و اللي غرقان بالدم، والنقوش الغريبة  والنجوم الكثير المرحومه عليه  وهنا النار ولعت فيه مرة واحد زى ما يكون المفن كان مستنى يلمس جسمه ...
محدش يعرف ازاى بس  النار مرة واحدة ولعت فيه  بسرعة ..
وكان حد رمى بنزين وولع عود كبريت..
واتحرقت جثته في ثواني ومحدش عارف ازاى دا حصل والكل بيحاول يردد اللى حافظة من كتاب الله واياته ...

الكل بدأ يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، ويقرأ قرآن واللي حافظة...
وصابرين قربت من الصندوق تحاول تخرج و تساعد جوزها مهاب، والحياة  زحفت ناحيته رغم كل الالم اللى في جسمها بس ابامل كان اكبر في قلبها  وهى رايحة لابنها اللي اتحرمت منه سنين طويلة  بسبب أخوها الشرير ...كان نفسها تاخده في حضنها وتشم ريحته ..وتعيش نفسها تحس بالأمان فب حضن ابنها..

مهاب خرج من الصندوق بصعوبة  بيتألم، وبص لصابرين وولاده وقال من بين دموعه :

- سامحوني...انا معرفش عملت كدة ازاى يا صابرين ارجوك سامحينى ...انت عارفة انك اول واخر حب في حياتي وضم صابرين وولاده وباس راسها وحضن اولاده وباس ايديهم وهو بيعيط ومش عارف هو عمل كدة ازاى ..
وقرب من أمه وباس راسها، وحضنها وهو بيعيط  وكانت ألحياة رغم تعبها  بتبوس في أحفادها وبتحضنهم بقوة وهي مش مصدقة، حاسة إن كل العذاب اللي عاشته وسنين الحرمان  راحت خلاص وبقيت ماضي...حتى لو ماتت دلوقتى فهي هتموت مبسوطة وسعيدة وبتضحك لان ربنا عدل والحق رجع ..رغم طول الوقت بس النهاية الحق انتصر..

صابرين كانت عينيها على الباب  وكانت ريتا  البنت الصغيرة واقفة قدامها ، شايلة قطة بيضة في إيدها، وبتبتسم، وبتشاورلها،
 صابرين قالت  للشيخ برجاء:

- يا شيخ لو سمحت  في روح في البيت ده متعذبة من سنين، ممكن تساعدها علشان خاطر ربنا؟

وشاورت للباب، فابتسم الشيخ وخرج من الأوضة هو والشيوخ اللي معاه، والبنت الصغيرة دلّتهم على صندوق كبير تحت السرير في أوضة ضلمة وربحتها وحشة ، وفتحوه، ولقوا فيه بواقي عضم لطفلة صغيرة وجمجمه وسكينه...واضح ان البنت ماتت مدبوحة...
وفضل الشيخ يقرأ قرآن  بالاوضة وكانت ريتا قاعدة على الأرض بتضحك وهى ماسكة عروسته وجنبها القط الأبيض...

واخيرا خلاص ...


انتهت احداث الرواية نتمني ان تكون نالت اعجابكم وبانتظار ارائكم في التعليقات وشكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم

للمزيد من الروايات الحصرية زورو قناتنا علي التليجرام من هنا

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1