رواية اسير عينيها الجزء الرابع (للعشق قيوده الخاصة) الفصل الحادي عشر 11 بقلم دينا جمال


 رواية اسير عينيها الجزء الرابع (للعشق قيوده الخاصة) الفصل الحادي عشر

نيران فقط نيران من حجيم مستعر تشتغل بين خلجات قلبه يده تقبض علي المقود بعنف عقله ينفي تلك الفكرة تماما .. ابنته زهرته البريئة تخون ثقته تطعنه بظهره ... شعور بالألم الخالص ينهش قلبه ... غضب أعمي يحجب بصيرته ... والانتقام فقط هو ما يفكر فيه الانتقام لشرفه ، ثقته التي دهستها كيف تفعل ذلك كيف 
دهس مكابح سيارته بعنف تكاد العجلات تشتعل من عنف احتكاكها بالرصيف ... كان فقط يود ان يكون كذبا حين جذب الأوراق من يد زيدان ليعرف اسم ذلك الفتي .. معاذ نظرته لم تخيب اذا فتي لعوب يعرف جيدا كيف يغوي الفتيات فاختار ابنته هو ... اقسم علي أن يذيقه الويلات لأنه فقط تجرأ واقترب من
ابنته

خلفه علي مقربه منه يحاول زيدان اللحاق به كأنها مطاردة بوليسية في احدي الأفلام الأكشن .. ضغط هو الاخر علي المقود بعنف يعنف نفسه :
- غبي .. حيوان كان لازم اقوله يعني .. استر يا رب أنا السبب لازم الحقها مش هسمحله يأذيها  

علي حين انفجر أحد الاطارات في سيارة زيدان لتنحرف السيارة بعنف علي جانب الطريق كادت ان تنقلب لولا أنه احكم قبضته علي المقود في اللحظات الأخيرة الفاصلة توقف بالسيارة علي جانب الطريق .. نزل منها سريعا تجمع الناس حوله كعادتهم يطمئنون أن السائق بخير لم يصبه مكروه .. ليتركهم ويركض في الشارع يبحث عن سيارة أجري .. وقف في منتصف الشارع يوقف سيارة توقف السائق ينظر له بحدة غاضبا كاد أن يذقه اقذع السباب علي ما فعل ليركب زيدان سريعا يصرخ فيه بحدة :
- أنا المقدم زيدان الحديدي بسرعة أطلع علي العنوان دا 

ارتجف السائق خوفا من ذلك الرجل المفزع ليحرك رأسه إيجابا سريعا التف بمقود السيارة ليذهب به الي حيث يريد 

اخرج زيدان هاتفه يطلب رقم حسام لحظات يكاد القلق ينهش قلبه خوفا عليه يصرخ في السائق بين لحظة والأخري بأن يسرع .. سمع صوت حسام من الطرف الآخر يهتف في مرح كعادته :
- حبيبي واخويا وعم العيال وح.....

قاطعه زيدان يصرخ فيه قلقا :
- حسام مش وقت هزار ... إنت معاك مفتاح العربية بتاعتي أنا سيباها مفتوحة في .... ، خد معاك ميكانيكي وغير الكوتش

استبد القلق بنبرة صوت حسام ليساله بتلهف ؛
- في ايه يا زيدان أنا بتنهج كدة ليه وليه في الفزع اللي في صوتك دا

ارتجفت نبرة زيدان خوفا أغمض عينيها يشد عليهما بعنف كور قبضته اليسري يصدم بها ساقه بعنف :
- لينا ضاعت مني يا حسام  
قال تلك الجملة ليغلق الخط ... 
__________________
في منزل خالد السويسي ... 
استيقظت صباحا اول ما فعلته انها ركضت الي هاتفها تحاول الاتصال بمعاذ وكالعادة لا مجيب هاتفه مغلق .. وسهيلة في رحلة مع والدها لا تذهب الي الجامعة هذه الأيام والا كانت طمئنتها عليه .. ماذا حل به يكاد قلبها ينفجر قلقا عليه ارتمت علي فراشها تحدق في سقف حجرتها عقلها يدور يفكر كلام والدتها حرك مشاعر قديمة كانت قد نسيتها ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيها بها من الحنين نا بها حين تذكرت ذلك الاسم الغريب التي كانت تطلقه عليه وهي صغيرة
( زمزوم ) وهو بدوره يصرخ فيها غاضبا ( يا بت ما بحبش الاسم دا.. قولي زيدان او زيزو زي ماما )

خرجت ضحكة خفيفة من بين شفتيها طفولتها كانت سعيدة تملك ما يحلم به أي طفل في مثل عمرها حتي انقلب الحال رأسا علي عقب بين يوم وليلة ... اضطربت دقاتها حين مر أمام عينيها ما كاد يفعله بها ... اطلق عليها الرصاص 
حاول اغتصابها ولا يصدقها أحد هي الكاذبة وهو الصادق الجاني ... زفرت بقوة لتمسد جبينها بقوة براحة يدها قامت تلتقط أحد كتبها لتنزل الي أسفل .. وجدت والدتها تجلس امام التلفاز اقتربت منها لترتمي علي الأريكة جوارها تهمس بملل :
- ماما أنا مش فاهمة حاجة في الفصل الثالث ممكن تشرحهولي 

ابتسمت لينا بحنو تحرك رأسها إيجابا لتغلق التلفاز ربعت ساقيها لتفعل الصغيرة المثل تنتبه لما تقول والدتها بإنصات للحظات فقط قبل أن تنجرف في دوامة تفكيرها معاذ وزيدان كفتي ميزان كفه معاذ بها قلبها العاشق له وكفه زيدان بها شعور غريب تكرهه تنفر قربه ولكن بعد ما حدث أمس استنكانته كطفل صغير بين ذراعيها ينشد الأمان كونت رابط خفي تشعر به لا تفهم سببه ولكنها حقا لا ترغب في أن يتضاخم ذلك الشعور الغريب الغير مفهوم بالنسبة لها 

قاطعها صوت والدتها ينتشلها من بحر افكارها العاتية راحت بعينيها تنظر لوالدتها لتجدها تبتسم بحنانها المعتاد لتهمس لها بهدوء :
- عقلك خدك وراح فين 

تنهدت بحيرة لتستند برأسها علي كتف والدتها لحظات صمت تنظر للفراغ شاردة لتهمس أخيرا باضطراب :
- مش عارفة يا ماما .. مش عارفة اديله فرصة 

مدت لينا يدها تمسد علي شعر ابنتها برفق تهمس لها :
- الموضوع مش صعب كدة الا ... 

صمتت للحظات تركز انظارها علي وجه ابنتها لتهتف فجاءة :
- الا لو كان في حد تاني في حياتك سقط قلب الصغيرة يكاد يلامس كعبي قدميها بصعوبة سيطرت علي تعابير وجهها حتي لا تشك والدتها في امرها ... لتحرك رأسها نفيا بعنف وبنبرة حاولت أن تكون متوازنة قالت :
- لا ما فيش .. أنا ما اعرفش حد ..أنا بس مش 
عايزة زيدان وخلاص 

ابتسمت لينا برفق تربط علي رأس ابنتها برفق تطمئنها :
- خلاص يا حبيبتي طالما مش قادرة تتقبليه خلاص ما حدش ابدا هيغصبك عليه .. إنت عارفه أنا وبابا بنحبك قد إيه 

ارتسمت ابتسامة واسعة سعيدة علي شفتي لينا تحاول تجاهل تلك الغصة التي ظهرت من العدم لتعانق والدتها بقوة تهمس بسعادة :
- ميرسي يا ماما 

ابتسمت لينا فرحة من قرب ابنتها منها لتلك الدرجة سعدت لسعادتها التي انارت بندق عينيها 
قاطع تلك اللحظة الحميمة السعيدة دقات عنيفة قاسية تكاد تحطم الباب من قوتها هرعت أحدي الخادمات تفتح الباب سريعا ... ليدخل خالد كالسهم سريع غاضب منطلق دون توقف ... صاحت الصغيرة بسعادة ما أن رأت والدها هرولت ناحيته دون معانقته كما تفعل دائما ليدوي صوت صفعة قاسية انتفضت لها حوائط البيت ذعرا ... شهقت لينا بفزع هرولت تجثي جوار ابنتها الملقاه ارضا من عنف صفعة والدها ... بينما تلك الملقاة ارضا عيناها علي وشك الخروج من مكانه ألم بشع يحرق وجنتها والدها صفعها لأنها ارادت معانقته .. تسمع صوت والدتها تصرخ بحرقة فيه :
 - إنت اتجننت يا خالد بتضرب البنت 

بينما هو يقف عينيه حمراء كالدم كل ذرة فيه ترتجف من شدة غضبه انفاسه تغلي فوق صفيح ساخن كلما زيدان تدوي كالرصاص أصاب قلبه مباشرة ... لم يشعر بنفسه سوي وهو ينحني يقبض علي شعر ابنته بعنف لتقف امامها صرخت الصغيرة من الالم تشهق في بكاء عنيف تهمس له تستنجد به منه :
- شعري يا بابا ... ايدك بتوجعني 

كلمتها ضربت فجاءة أمام عينيه عدت ذكريات قديمة متتالية 
تذكر حين كان يمشط شعرها وهي طفلة تلعب باحدي العابها حين سقطت منها بكت ... فانتفض هو كالمفزوع يصرخ خوفا :
- ايه في ايه بتعيط ليه المشط شد علي شعرها وجعتها 

هو علي اتم استعداد أن يحرق جسده حي وإلا تشعر فقط بالألم .. اجفل علي حركة لينا تحاول نزع ابنتها بعنف من يده تصرخ تبكي تنظر لابنتها بفزع جسد معاناتها القديمة :
- سيبها يا خالد حرام عليك أنت بتعمل كدة ليه .. سيب البنت يا خااالد سيب بنتي 

كانت تحاول دفعه بعنف بعيدا عن ابنتهم تخليص يده من شعر ابنتها ... الفتاة ترتجف في يديه كعصفور خائف مرتجف ... القي ابنته علي أحد المقاعد بعنف ليجذب يد لينا التي تحاول مقاومته بقوة تصرخ باسم ابنتها :
- لينا .. لينا سيبني يا خالد ... إنت بتعمل ايه أنت اتجننت .. افتح الباب 
صرخت بها بعنف تدق بيديها علي باب مكتبه المغلق الذي القاها فيه ليغلق الباب عليها من الخارج .... 

اتجه ناحية ابنته لتنكمش كقط خائف في مقعدها تنظر له بذعر لأول مرة تشعر بذلك الفزع من والدها انحني ناحيتها قليلا ليصرخ فيها بغضب افزعها :
- اعمل فيكي ايه ... قوليلي بنتي حبيبتي اللي مديها ثقتي ... اللي عمري ما تخيلت حتي في ابشع الاحوال أنها تكسر ضهري كدة كدة اعمل فيكي ايييييييه

انتفض جسدها فزعا ترتجف دموعها تنهمر بعنف تحفر طريقها عبر وجنتيها لتحرك رأسها نفيا بقوة تحاول إيجاد صوتها الخائف لتهمس بصوت خفيض اشبه بموء قط خائف :
- أنا ما عملتش حاجة 

صرخت حين قبض علي شعرها بقوة ليقربها لوجهه يصرخ فيها :
- يا بريئة تصدقي فعلا انتي بريئة وأنا ظالمك انطقي يا بت ايه علاقتك باللي اسمه معاذ دا 

شخصت عينيها ذعرا وعقلها يربط الخيوط ببعضها اختفاء معاذ معرفة والدها بعلاقتهم ... والدها اذي معاذ مستحيل انتفض فؤادها ذعرا لتصرخ فيه خوفا عليه :
- إنت عملت فيه ايه ... أنا بحبه ايوة بحبه ... اوعي تكون اذيته يا بابا .... اااااه 

صرخت ليصطدم رأسها بحافة الكرسي بقوة حين تلقت صفعة اخري من يد والدها ليقبض علي شعرها ... كلماتها اشعلت نيرانه لتستعر بعنف جذب شعرها لتقف أمامه يزمجر كليث غاضب :
- مقرطساني يا روح أمك ... يا بجاحتك خايفة علي حبيب القلب ... ابقي قابليني لو طلعت عليه شمس بكرة 

ختم كلامه بصفعة قاسية كادت ان تسقط ارضا لو يده التي تقبض علي شعرها يهمس متوعدا :
- أما انتي ورحمة ابويا لهربيكي من اول وجديد 

فجاءة دون سابق إنذار شعر بها تنتزع من بين يديه بعنف ليجد زيدان يخبئها خلف ظهره يقف هو أمامه يتحداه بنظراته ليصيح فيه حاول ان يأتي بأسرع ما يمكنه ولكنه للأسف تأخر كثيرا افزع قلبه منظرها وهي بين يدي خاله وجهها تكاد لا تظهر ملامحه من عنف صفعاته اندفع يخلصها من بين يديها يخفيها خلف ظهره يصرخ فيه تنصل عقله وقلبه عن دائرة الاحترام التي تلتف حول اسم خاله ليخرج صوته هادرا كالرعد :
- إنت بتضربها ليييه هي مش حيوانة عشان تضربها ... طول عمرك امانها وحمايتها ما تخليهاش تكرهك وتخاف منك زي ما بتكرهني 
ارتسمت ابتسامة مريرة علي شفتيه ارتجفت نبرته ليخرج صوته متألما يرتجف كطير ذبيح يلتقط أنفاسه الأخيرة :
- أنا عارف إنت حاسس بإيه مكسور مجروح حاسس أن في سيخ مولع في قلبك ... كأن حد طنعك في ضهرك ... بس هي ما غلطتش هي حبت يا خالي ... والحب عمره ما كان غلط ... لو حبها للي اسمه معاذ دا غلط يبقي حبي ليها غلط ... أنا قدامك أهو أعمل فيا اللي أنت عايزه أنا السبب في اللي حصل بس ما تضربهاش 

لم تهدئ أنفاسه ظلت كمرجل متشعل من نار يكاد يحرق تلك التي تختبئ خلف زيدان من عنف نظراته الغاضبة ... لينا تصرخ تدق علي باب المكتب بعنف تتوسله أن يفتح لها الباب ... أراد وزيدان إن يتحرك ليفتح لها الباب ليشعر بلينا تقبض علي ذراعه بعنف تهمس له بذعر :
- ما تسبنيش 

ابتسم ... ابتسامته كانت جريحة متالمة ليمسك بكف يدها يتجه بها ناحية مكتب خالد فتح الباب للينا لتندفع للخارج اخفت ابنتها بين ذراعيها تشد عليها كأنها تحميها نظرت لخالد تصرخ وهي تبكي :
- إنت مجنون وعمرك ما هتتغير ... 
عادت تشد علي جسد ابنتها بين ذراعيها لتشعر بجسدها يرتخي ... كادت أن تسقط بها ارضا تصرخ باسمها فزعة ليلتقطها زيدان بين يديه 

وقف هو يراقب فقط مجنون ربما لو كانت تلك الشخصية المريضة لازالت تسيطر عليه لما سمح لها بأن تتجرئ وتفعل لن تشعر ابدا بذلك الألم الذي يحرق اوصاله يكويه بنيران الخذلان 
انتفض حين رآها تتهاوي بتلك الطريقة ليهرول لها أخذها من بين ذراعي زيدان جلس ارضا وهي بين يديه ولينا جواره تحاول افاقتها ليصرخ في زيدان بفزع :
- اطلب الدكتور بسرعة .... لينا ، لينا ، فوقي يا ماما فوقي يا حبيبتي ، أنتي بتعملي كدة ليه 

اخفاها بين احضانه يشعر بجسدها يرتجف بعنف كأن كهرباء أصابته ليشدد علي احتضانها يمسد علي شعرها برفق يهمس لها بفزع :
- خلاص يا لينا اهدي يا حبيبتي ... انتي بتترعشي كدة ليه ... ما فيش خروج ما فيش جامعة ما فيش جواز مش هخرجك من حضني تاني ... طب هعملك كل اللي عايزاه بس يا حبيبتي ... ما تعمليش في بابا كدة 

دوامة من الذعر والخوف عليها عصفت به لم يفق منها الا وهو يقف خارج غرفة ابنته وزيدان يقف أمامه يتطلع كل منهما الي باب الحجرة المغلق والقلق كمرض خبيث ينهش خلياهم ... 

في داخل الغرفة جلست لينا جوار ابنتها تبكي في صمت تمسد علي شعرها بحنان .... وحسام يغرز برفق ابرة مهدئة في وريد ذراع ابنتها ... سحب الابرة برفق من يدها ... ليتطلع الي وجهها المكدوم بشفقة صحيح أنه لم يحب تلك الفتاة يوما ولكن حالتها المذرية ارجفت قلبه تنهد بحسرة لينظر للينا يحاول أن يطمئنها :
- ما تقلقيش يا دكتورة هي كويسة ... ترتاح شوية وهتبقي زي الفل 

حركت رأسها إيجابا دون أن تزيح عينيها عن صغيرتها الراقدة بلا حراك .. لملم اغراضه يضعها داخل حقيبته وقف يلقي نظرة اخيرة علي تلك الفتاة غصة عنيفة تعتصر قلبه .. تنهد بألم ما ان فتح الباب هرول زيدان يسأله بلهفة :
- خير يا حسام هي كويسة 
حرك رأسه إيجابا وجه نظره لزيدان يهتف فيه بحدة غاضبا :
- اللي حاصل جوا دا قمة الهمجية البنت ملامح وشها مش باينة لولا أنك صاحبي كنت بلغت البوليس 
مد يده بورقة طبية خط عليها أسماء الأدوية لحالتها يهتف بامتعاض :
- اتفضل الروشتة ومفاتيح عربيتك وما تطلبنيش تاني .. أنا دكتور نسا 

تحرك حسام خطوة واحدة ليشعر بيد تقبض علي كتفه التفت ليجد خالد ينظر له بهدوء مخيف بلع لعابه متوترا حين همس خالد متوعدا :
- لو تاني مرة صوتك علي في بيتي هخرسك خالص

وقف حسام ثابتا ينظر له دون ان يرف له جفن ليمد يده يزيح يد خالد من فوق كتفه يبتسم له ببرود اجاده :
- ما اعتقدش إن هيبقي في مرة تانية يا خالد باشا عشان أنا مش هدخل بيتك دا تاني ... أنا جيت بس عشان زيدان وصدقني بنتك ما تستاهلش حب زيدان ليها عن اذنك يا باشا 

قالها ليغادر بثبات ...ليزفر خالد غيظا ما به الجيل الجديد بات وقحا لتلك الدرجة .. اتجه ناحية زيدان يهتف فيه بحدة :
- إنت واقف عندك بتعمل ايه .. أنا عايز اللي اسمه معاذ دا من تحت الارض ما ترجعش من غيره 

اؤما برأسه إيجابا ليتركه ويغادر صحيح أنه من المستحيل عليه أن ياذي محبوبته بأي حال من الأحوال ولكنه يقسم أنه سيفرغ غضبه بأكمله في ذلك الفتي 

بينما اتجه خالد الي غرفة ابنته ما كاد يخطو فقط خطوتين داخلها ليجد لينا تقف أمامه تمنعه من التقدم تنظر له بشراسة لتشير بسابتها الي باب الغرفة تهمس له بحدة خوفا من إزعاج ابنتها :
- أطلع برة يا خالد مالكش دعوة لا بيا ولا ببنتي تاني ... أنت تقدر تخلف غيرها لكن أنا ما اقدرش دي بنتي الوحيدة ومش هسمحلك تأذيها تاني إنت إيه يا أخي ... شيطان عمرك ما هتتغير ... عملتلك ايه البنت عشان تعمل فيها كدة 

نظر لابنته الراقدة علي الفراش القابع خلف لينا ليبتسم ساخرا تعتقد بجسدها الصغير انها تقف عائقا بينه وبين ابنته ... أطال النظر لوجه ابنته اثار صفعاته القاسية انطبعت بعنف علي وجنتيها المكدوم تظهر من تلك الكدمات الزرقاء المائلة للون الغامق .... لم يشعر بدموعه التي أغرقت وجهه يهمس باختناق :
 - أنا اذيت بنتي ... ضربتها وأنا عمري ما مديت ايدي عليها ... غضبي علي اللي عملته كأن اقوي من اني اسيطر عليه ... بنتك تعرف واحد من ورانا وبتحبه  

اتسعت عينيها في صدمة مما قال أكدت لينا لها صباحا انها لا تعرف احد ... لا تحب لا احد يسكن حياتها ... لم يدعها في صدمتها طويلا بل انهار يخرج كل ما يجيش في صدره انفعل يصيح بحرقة :

- اتصدمت دي كلمة قليلة علي اللي حسيت بيه ... أنا عمري ما حسيت اني مكسور وعاجز زي دلوقتي ...ما تقوليش ما غلطتش ، غلطت لما خانت ثقتي ... أنا خايف ، خايف يكون ضحك عليها وسلملته شرفي أنا ممكن اموت فيها ، مش هستحمل الكسرة دي يا لينا ... أنا ما اعرفش علاقتهم وصلت لحد فين ...لأول مرة أنا ما اعرفش ومش بس كدة أنا خايف اعرف  
ازاحها برفق ليقترب من فراش ابنته جلس يحرك يده علي خصلات شعرها برفق يبتسم متألما ... طال الوقت وهو يجلس مكانه دون أن ينطق بحرف ... يحرك يده بحرص شديد علي وجهها كأنه يحاول مداوتها مما جنته يداه

اجفلا معا علي صوت دقات علي باب الغرفة قام هو ليجد زيدان يقف أمامه همس له بهدوء يحمل خلفه الكثير :
- البيه مرمي تحت 
خرج من الغرفة يغلق الباب خلفه ليتحرك بخطئ سريعة غاضبة نزل لأسفل ليجد ذلك الفتي ملقي ارضا في وضع اشبه بالمخطوفين ساقيه ويديه مقيدتان شفتيه مكممة ... اقترب خالد منه لينزل الي مستواه ينزع تلك القماشة من علي فمه ابتسم في شر يهمس له متوعدا :
- اهلا بدكتور معاذ شرفتنا ...ونعم الضيف حقيقي .. ولكل ضيف ليه كرم ضيافة ولا إيه يا زيدان 

بلع معاذ لعابه ذعرا ينظر للواقفين امامه بفزع صرخ في حدقتيه ليهمس بتلجلج :
- خالد باشا أنا حقيقي مش فاهم في إيه 

تعالت ضحكات خالد الساخرة نظر لزيدان يقول في تهكم :
- لذيذ معاذ وهو عامل عبيط 

توقفت ضحكاته فجاءة حين عاد ينظر لمعاذ ليكسي الوجوم قسماته الحادة ربط علي وجه معاذ بعنف يتشدق متهكما :
- كان في مثل قديم بيقولك ايه اللي يلعب بالنار تحرقه وأنت بقي مش لعبت بيها دا أنت رميت نفسها جواها ... 

مد يده يقبض علي فك معاذ بعنف شد علي اسنانه بقوة ليزمجر غاضبا :
- بتلف علي بنتي دا أنا هندمك علي اليوم اللي اتولدت فيه ... اوعي تكون لمستها 

اتسعت عيني معاذ فزعا ليحرك رأسه نفيا يهمس متالما من قبضة خالد :
- لا والله ابدا أنا بحب لينا وعمري ما افكر اضحك عليها ... أنا حتي طلبت منها اكتر من مرة تصارح حضرتك بعلاقتنا بس هي اللي رفضت 

اشتعلت عيني خالد من كلمات ذلك الفتي ليقبض علي تلابيب ملابسه بعنف يهتف ساخرا :
- يعني بنتي هي اللي غلطانة وأنت مالكش ذنب 

حرك معاذ رأسه نفيا ينظر له بذعر ليهمس بتلجلج :
- مش قصدي اااا 
وسكت يبدو أنها كان يحاول العثور علي كذبة ما ولكنه لم ينجح ... بعنف انتزع خالد الحبال التي تقيده جذبه خالد يلقيه علي احد المقاعد وقف امامه يبتسم متوعدا :
- بص يا موزو إنت قدامك حلين مالهمش تالت .. تسمع الكلام وتنفذ اللي هقولك عليه مش هنبقي حبابيب بس هتنجني نفسك ... هت 
قاطعه معاذ يصيح سريعا بقلق :
- هعمل اللي حضرتك عايزه 

ابتسم خالد ساخرا ينظر له باستنكار :
- كان نفسي لينا تبقي موجودة عشان تشوف حبيب القلب متمسك بيها قد ايه .. 
___________________



«للعشق قيوده الخاصة»
    «الجزء الرابع من أسير عينيها»
الفصل الحادي عشر 
¤¤¤¤¤¤¤¤¤
نيران فقط نيران من حجيم مستعر تشتغل بين خلجات قلبه يده تقبض علي المقود بعنف عقله ينفي تلك الفكرة تماما .. ابنته زهرته البريئة تخون ثقته تطعنه بظهره ... شعور بالألم الخالص ينهش قلبه ... غضب أعمي يحجب بصيرته ... والانتقام فقط هو ما يفكر فيه الانتقام لشرفه ، ثقته التي دهستها كيف تفعل ذلك كيف 
دهس مكابح سيارته بعنف تكاد العجلات تشتعل من عنف احتكاكها بالرصيف ... كان فقط يود ان يكون كذبا حين جذب الأوراق من يد زيدان ليعرف اسم ذلك الفتي .. معاذ نظرته لم تخيب اذا فتي لعوب يعرف جيدا كيف يغوي الفتيات فاختار ابنته هو ... اقسم علي أن يذيقه الويلات لأنه فقط تجرأ واقترب من
ابنته

خلفه علي مقربه منه يحاول زيدان اللحاق به كأنها مطاردة بوليسية في احدي الأفلام الأكشن .. ضغط هو الاخر علي المقود بعنف يعنف نفسه :
- غبي .. حيوان كان لازم اقوله يعني .. استر يا رب أنا السبب لازم الحقها مش هسمحله يأذيها  

علي حين انفجر أحد الاطارات في سيارة زيدان لتنحرف السيارة بعنف علي جانب الطريق كادت ان تنقلب لولا أنه احكم قبضته علي المقود في اللحظات الأخيرة الفاصلة توقف بالسيارة علي جانب الطريق .. نزل منها سريعا تجمع الناس حوله كعادتهم يطمئنون أن السائق بخير لم يصبه مكروه .. ليتركهم ويركض في الشارع يبحث عن سيارة أجري .. وقف في منتصف الشارع يوقف سيارة توقف السائق ينظر له بحدة غاضبا كاد أن يذقه اقذع السباب علي ما فعل ليركب زيدان سريعا يصرخ فيه بحدة :
- أنا المقدم زيدان الحديدي بسرعة أطلع علي العنوان دا 

ارتجف السائق خوفا من ذلك الرجل المفزع ليحرك رأسه إيجابا سريعا التف بمقود السيارة ليذهب به الي حيث يريد 

اخرج زيدان هاتفه يطلب رقم حسام لحظات يكاد القلق ينهش قلبه خوفا عليه يصرخ في السائق بين لحظة والأخري بأن يسرع .. سمع صوت حسام من الطرف الآخر يهتف في مرح كعادته :
- حبيبي واخويا وعم العيال وح.....

قاطعه زيدان يصرخ فيه قلقا :
- حسام مش وقت هزار ... إنت معاك مفتاح العربية بتاعتي أنا سيباها مفتوحة في .... ، خد معاك ميكانيكي وغير الكوتش

استبد القلق بنبرة صوت حسام ليساله بتلهف ؛
- في ايه يا زيدان أنا بتنهج كدة ليه وليه في الفزع اللي في صوتك دا

ارتجفت نبرة زيدان خوفا أغمض عينيها يشد عليهما بعنف كور قبضته اليسري يصدم بها ساقه بعنف :
- لينا ضاعت مني يا حسام  
قال تلك الجملة ليغلق الخط ... 
__________________
في منزل خالد السويسي ... 
استيقظت صباحا اول ما فعلته انها ركضت الي هاتفها تحاول الاتصال بمعاذ وكالعادة لا مجيب هاتفه مغلق .. وسهيلة في رحلة مع والدها لا تذهب الي الجامعة هذه الأيام والا كانت طمئنتها عليه .. ماذا حل به يكاد قلبها ينفجر قلقا عليه ارتمت علي فراشها تحدق في سقف حجرتها عقلها يدور يفكر كلام والدتها حرك مشاعر قديمة كانت قد نسيتها ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيها بها من الحنين نا بها حين تذكرت ذلك الاسم الغريب التي كانت تطلقه عليه وهي صغيرة
( زمزوم ) وهو بدوره يصرخ فيها غاضبا ( يا بت ما بحبش الاسم دا.. قولي زيدان او زيزو زي ماما )

خرجت ضحكة خفيفة من بين شفتيها طفولتها كانت سعيدة تملك ما يحلم به أي طفل في مثل عمرها حتي انقلب الحال رأسا علي عقب بين يوم وليلة ... اضطربت دقاتها حين مر أمام عينيها ما كاد يفعله بها ... اطلق عليها الرصاص 
حاول اغتصابها ولا يصدقها أحد هي الكاذبة وهو الصادق الجاني ... زفرت بقوة لتمسد جبينها بقوة براحة يدها قامت تلتقط أحد كتبها لتنزل الي أسفل .. وجدت والدتها تجلس امام التلفاز اقتربت منها لترتمي علي الأريكة جوارها تهمس بملل :
- ماما أنا مش فاهمة حاجة في الفصل الثالث ممكن تشرحهولي 

ابتسمت لينا بحنو تحرك رأسها إيجابا لتغلق التلفاز ربعت ساقيها لتفعل الصغيرة المثل تنتبه لما تقول والدتها بإنصات للحظات فقط قبل أن تنجرف في دوامة تفكيرها معاذ وزيدان كفتي ميزان كفه معاذ بها قلبها العاشق له وكفه زيدان بها شعور غريب تكرهه تنفر قربه ولكن بعد ما حدث أمس استنكانته كطفل صغير بين ذراعيها ينشد الأمان كونت رابط خفي تشعر به لا تفهم سببه ولكنها حقا لا ترغب في أن يتضاخم ذلك الشعور الغريب الغير مفهوم بالنسبة لها 

قاطعها صوت والدتها ينتشلها من بحر افكارها العاتية راحت بعينيها تنظر لوالدتها لتجدها تبتسم بحنانها المعتاد لتهمس لها بهدوء :
- عقلك خدك وراح فين 

تنهدت بحيرة لتستند برأسها علي كتف والدتها لحظات صمت تنظر للفراغ شاردة لتهمس أخيرا باضطراب :
- مش عارفة يا ماما .. مش عارفة اديله فرصة 

مدت لينا يدها تمسد علي شعر ابنتها برفق تهمس لها :
- الموضوع مش صعب كدة الا ... 

صمتت للحظات تركز انظارها علي وجه ابنتها لتهتف فجاءة :
- الا لو كان في حد تاني في حياتك سقط قلب الصغيرة يكاد يلامس كعبي قدميها بصعوبة سيطرت علي تعابير وجهها حتي لا تشك والدتها في امرها ... لتحرك رأسها نفيا بعنف وبنبرة حاولت أن تكون متوازنة قالت :
- لا ما فيش .. أنا ما اعرفش حد ..أنا بس مش 
عايزة زيدان وخلاص 

ابتسمت لينا برفق تربط علي رأس ابنتها برفق تطمئنها :
- خلاص يا حبيبتي طالما مش قادرة تتقبليه خلاص ما حدش ابدا هيغصبك عليه .. إنت عارفه أنا وبابا بنحبك قد إيه 

ارتسمت ابتسامة واسعة سعيدة علي شفتي لينا تحاول تجاهل تلك الغصة التي ظهرت من العدم لتعانق والدتها بقوة تهمس بسعادة :
- ميرسي يا ماما 

ابتسمت لينا فرحة من قرب ابنتها منها لتلك الدرجة سعدت لسعادتها التي انارت بندق عينيها 
قاطع تلك اللحظة الحميمة السعيدة دقات عنيفة قاسية تكاد تحطم الباب من قوتها هرعت أحدي الخادمات تفتح الباب سريعا ... ليدخل خالد كالسهم سريع غاضب منطلق دون توقف ... صاحت الصغيرة بسعادة ما أن رأت والدها هرولت ناحيته دون معانقته كما تفعل دائما ليدوي صوت صفعة قاسية انتفضت لها حوائط البيت ذعرا ... شهقت لينا بفزع هرولت تجثي جوار ابنتها الملقاه ارضا من عنف صفعة والدها ... بينما تلك الملقاة ارضا عيناها علي وشك الخروج من مكانه ألم بشع يحرق وجنتها والدها صفعها لأنها ارادت معانقته .. تسمع صوت والدتها تصرخ بحرقة فيه :
 - إنت اتجننت يا خالد بتضرب البنت 

بينما هو يقف عينيه حمراء كالدم كل ذرة فيه ترتجف من شدة غضبه انفاسه تغلي فوق صفيح ساخن كلما زيدان تدوي كالرصاص أصاب قلبه مباشرة ... لم يشعر بنفسه سوي وهو ينحني يقبض علي شعر ابنته بعنف لتقف امامها صرخت الصغيرة من الالم تشهق في بكاء عنيف تهمس له تستنجد به منه :
- شعري يا بابا ... ايدك بتوجعني 

كلمتها ضربت فجاءة أمام عينيه عدت ذكريات قديمة متتالية 
تذكر حين كان يمشط شعرها وهي طفلة تلعب باحدي العابها حين سقطت منها بكت ... فانتفض هو كالمفزوع يصرخ خوفا :
- ايه في ايه بتعيط ليه المشط شد علي شعرها وجعتها 

هو علي اتم استعداد أن يحرق جسده حي وإلا تشعر فقط بالألم .. اجفل علي حركة لينا تحاول نزع ابنتها بعنف من يده تصرخ تبكي تنظر لابنتها بفزع جسد معاناتها القديمة :
- سيبها يا خالد حرام عليك أنت بتعمل كدة ليه .. سيب البنت يا خااالد سيب بنتي 

كانت تحاول دفعه بعنف بعيدا عن ابنتهم تخليص يده من شعر ابنتها ... الفتاة ترتجف في يديه كعصفور خائف مرتجف ... القي ابنته علي أحد المقاعد بعنف ليجذب يد لينا التي تحاول مقاومته بقوة تصرخ باسم ابنتها :
- لينا .. لينا سيبني يا خالد ... إنت بتعمل ايه أنت اتجننت .. افتح الباب 
صرخت بها بعنف تدق بيديها علي باب مكتبه المغلق الذي القاها فيه ليغلق الباب عليها من الخارج .... 

اتجه ناحية ابنته لتنكمش كقط خائف في مقعدها تنظر له بذعر لأول مرة تشعر بذلك الفزع من والدها انحني ناحيتها قليلا ليصرخ فيها بغضب افزعها :
- اعمل فيكي ايه ... قوليلي بنتي حبيبتي اللي مديها ثقتي ... اللي عمري ما تخيلت حتي في ابشع الاحوال أنها تكسر ضهري كدة كدة اعمل فيكي ايييييييه

انتفض جسدها فزعا ترتجف دموعها تنهمر بعنف تحفر طريقها عبر وجنتيها لتحرك رأسها نفيا بقوة تحاول إيجاد صوتها الخائف لتهمس بصوت خفيض اشبه بموء قط خائف :
- أنا ما عملتش حاجة 

صرخت حين قبض علي شعرها بقوة ليقربها لوجهه يصرخ فيها :
- يا بريئة تصدقي فعلا انتي بريئة وأنا ظالمك انطقي يا بت ايه علاقتك باللي اسمه معاذ دا 

شخصت عينيها ذعرا وعقلها يربط الخيوط ببعضها اختفاء معاذ معرفة والدها بعلاقتهم ... والدها اذي معاذ مستحيل انتفض فؤادها ذعرا لتصرخ فيه خوفا عليه :
- إنت عملت فيه ايه ... أنا بحبه ايوة بحبه ... اوعي تكون اذيته يا بابا .... اااااه 

صرخت ليصطدم رأسها بحافة الكرسي بقوة حين تلقت صفعة اخري من يد والدها ليقبض علي شعرها ... كلماتها اشعلت نيرانه لتستعر بعنف جذب شعرها لتقف أمامه يزمجر كليث غاضب :
- مقرطساني يا روح أمك ... يا بجاحتك خايفة علي حبيب القلب ... ابقي قابليني لو طلعت عليه شمس بكرة 

ختم كلامه بصفعة قاسية كادت ان تسقط ارضا لو يده التي تقبض علي شعرها يهمس متوعدا :
- أما انتي ورحمة ابويا لهربيكي من اول وجديد 

فجاءة دون سابق إنذار شعر بها تنتزع من بين يديه بعنف ليجد زيدان يخبئها خلف ظهره يقف هو أمامه يتحداه بنظراته ليصيح فيه حاول ان يأتي بأسرع ما يمكنه ولكنه للأسف تأخر كثيرا افزع قلبه منظرها وهي بين يدي خاله وجهها تكاد لا تظهر ملامحه من عنف صفعاته اندفع يخلصها من بين يديها يخفيها خلف ظهره يصرخ فيه تنصل عقله وقلبه عن دائرة الاحترام التي تلتف حول اسم خاله ليخرج صوته هادرا كالرعد :
- إنت بتضربها ليييه هي مش حيوانة عشان تضربها ... طول عمرك امانها وحمايتها ما تخليهاش تكرهك وتخاف منك زي ما بتكرهني 
ارتسمت ابتسامة مريرة علي شفتيه ارتجفت نبرته ليخرج صوته متألما يرتجف كطير ذبيح يلتقط أنفاسه الأخيرة :
- أنا عارف إنت حاسس بإيه مكسور مجروح حاسس أن في سيخ مولع في قلبك ... كأن حد طنعك في ضهرك ... بس هي ما غلطتش هي حبت يا خالي ... والحب عمره ما كان غلط ... لو حبها للي اسمه معاذ دا غلط يبقي حبي ليها غلط ... أنا قدامك أهو أعمل فيا اللي أنت عايزه أنا السبب في اللي حصل بس ما تضربهاش 

لم تهدئ أنفاسه ظلت كمرجل متشعل من نار يكاد يحرق تلك التي تختبئ خلف زيدان من عنف نظراته الغاضبة ... لينا تصرخ تدق علي باب المكتب بعنف تتوسله أن يفتح لها الباب ... أراد وزيدان إن يتحرك ليفتح لها الباب ليشعر بلينا تقبض علي ذراعه بعنف تهمس له بذعر :
- ما تسبنيش 

ابتسم ... ابتسامته كانت جريحة متالمة ليمسك بكف يدها يتجه بها ناحية مكتب خالد فتح الباب للينا لتندفع للخارج اخفت ابنتها بين ذراعيها تشد عليها كأنها تحميها نظرت لخالد تصرخ وهي تبكي :
- إنت مجنون وعمرك ما هتتغير ... 
عادت تشد علي جسد ابنتها بين ذراعيها لتشعر بجسدها يرتخي ... كادت أن تسقط بها ارضا تصرخ باسمها فزعة ليلتقطها زيدان بين يديه 

وقف هو يراقب فقط مجنون ربما لو كانت تلك الشخصية المريضة لازالت تسيطر عليه لما سمح لها بأن تتجرئ وتفعل لن تشعر ابدا بذلك الألم الذي يحرق اوصاله يكويه بنيران الخذلان 
انتفض حين رآها تتهاوي بتلك الطريقة ليهرول لها أخذها من بين ذراعي زيدان جلس ارضا وهي بين يديه ولينا جواره تحاول افاقتها ليصرخ في زيدان بفزع :
- اطلب الدكتور بسرعة .... لينا ، لينا ، فوقي يا ماما فوقي يا حبيبتي ، أنتي بتعملي كدة ليه 

اخفاها بين احضانه يشعر بجسدها يرتجف بعنف كأن كهرباء أصابته ليشدد علي احتضانها يمسد علي شعرها برفق يهمس لها بفزع :
- خلاص يا لينا اهدي يا حبيبتي ... انتي بتترعشي كدة ليه ... ما فيش خروج ما فيش جامعة ما فيش جواز مش هخرجك من حضني تاني ... طب هعملك كل اللي عايزاه بس يا حبيبتي ... ما تعمليش في بابا كدة 

دوامة من الذعر والخوف عليها عصفت به لم يفق منها الا وهو يقف خارج غرفة ابنته وزيدان يقف أمامه يتطلع كل منهما الي باب الحجرة المغلق والقلق كمرض خبيث ينهش خلياهم ... 

في داخل الغرفة جلست لينا جوار ابنتها تبكي في صمت تمسد علي شعرها بحنان .... وحسام يغرز برفق ابرة مهدئة في وريد ذراع ابنتها ... سحب الابرة برفق من يدها ... ليتطلع الي وجهها المكدوم بشفقة صحيح أنه لم يحب تلك الفتاة يوما ولكن حالتها المذرية ارجفت قلبه تنهد بحسرة لينظر للينا يحاول أن يطمئنها :
- ما تقلقيش يا دكتورة هي كويسة ... ترتاح شوية وهتبقي زي الفل 

حركت رأسها إيجابا دون أن تزيح عينيها عن صغيرتها الراقدة بلا حراك .. لملم اغراضه يضعها داخل حقيبته وقف يلقي نظرة اخيرة علي تلك الفتاة غصة عنيفة تعتصر قلبه .. تنهد بألم ما ان فتح الباب هرول زيدان يسأله بلهفة :
- خير يا حسام هي كويسة 
حرك رأسه إيجابا وجه نظره لزيدان يهتف فيه بحدة غاضبا :
- اللي حاصل جوا دا قمة الهمجية البنت ملامح وشها مش باينة لولا أنك صاحبي كنت بلغت البوليس 
مد يده بورقة طبية خط عليها أسماء الأدوية لحالتها يهتف بامتعاض :
- اتفضل الروشتة ومفاتيح عربيتك وما تطلبنيش تاني .. أنا دكتور نسا 

تحرك حسام خطوة واحدة ليشعر بيد تقبض علي كتفه التفت ليجد خالد ينظر له بهدوء مخيف بلع لعابه متوترا حين همس خالد متوعدا :
- لو تاني مرة صوتك علي في بيتي هخرسك خالص

وقف حسام ثابتا ينظر له دون ان يرف له جفن ليمد يده يزيح يد خالد من فوق كتفه يبتسم له ببرود اجاده :
- ما اعتقدش إن هيبقي في مرة تانية يا خالد باشا عشان أنا مش هدخل بيتك دا تاني ... أنا جيت بس عشان زيدان وصدقني بنتك ما تستاهلش حب زيدان ليها عن اذنك يا باشا 

قالها ليغادر بثبات ...ليزفر خالد غيظا ما به الجيل الجديد بات وقحا لتلك الدرجة .. اتجه ناحية زيدان يهتف فيه بحدة :
- إنت واقف عندك بتعمل ايه .. أنا عايز اللي اسمه معاذ دا من تحت الارض ما ترجعش من غيره 

اؤما برأسه إيجابا ليتركه ويغادر صحيح أنه من المستحيل عليه أن ياذي محبوبته بأي حال من الأحوال ولكنه يقسم أنه سيفرغ غضبه بأكمله في ذلك الفتي 

بينما اتجه خالد الي غرفة ابنته ما كاد يخطو فقط خطوتين داخلها ليجد لينا تقف أمامه تمنعه من التقدم تنظر له بشراسة لتشير بسابتها الي باب الغرفة تهمس له بحدة خوفا من إزعاج ابنتها :
- أطلع برة يا خالد مالكش دعوة لا بيا ولا ببنتي تاني ... أنت تقدر تخلف غيرها لكن أنا ما اقدرش دي بنتي الوحيدة ومش هسمحلك تأذيها تاني إنت إيه يا أخي ... شيطان عمرك ما هتتغير ... عملتلك ايه البنت عشان تعمل فيها كدة 

نظر لابنته الراقدة علي الفراش القابع خلف لينا ليبتسم ساخرا تعتقد بجسدها الصغير انها تقف عائقا بينه وبين ابنته ... أطال النظر لوجه ابنته اثار صفعاته القاسية انطبعت بعنف علي وجنتيها المكدوم تظهر من تلك الكدمات الزرقاء المائلة للون الغامق .... لم يشعر بدموعه التي أغرقت وجهه يهمس باختناق :
 - أنا اذيت بنتي ... ضربتها وأنا عمري ما مديت ايدي عليها ... غضبي علي اللي عملته كأن اقوي من اني اسيطر عليه ... بنتك تعرف واحد من ورانا وبتحبه  

اتسعت عينيها في صدمة مما قال أكدت لينا لها صباحا انها لا تعرف احد ... لا تحب لا احد يسكن حياتها ... لم يدعها في صدمتها طويلا بل انهار يخرج كل ما يجيش في صدره انفعل يصيح بحرقة :

- اتصدمت دي كلمة قليلة علي اللي حسيت بيه ... أنا عمري ما حسيت اني مكسور وعاجز زي دلوقتي ...ما تقوليش ما غلطتش ، غلطت لما خانت ثقتي ... أنا خايف ، خايف يكون ضحك عليها وسلملته شرفي أنا ممكن اموت فيها ، مش هستحمل الكسرة دي يا لينا ... أنا ما اعرفش علاقتهم وصلت لحد فين ...لأول مرة أنا ما اعرفش ومش بس كدة أنا خايف اعرف  
ازاحها برفق ليقترب من فراش ابنته جلس يحرك يده علي خصلات شعرها برفق يبتسم متألما ... طال الوقت وهو يجلس مكانه دون أن ينطق بحرف ... يحرك يده بحرص شديد علي وجهها كأنه يحاول مداوتها مما جنته يداه

اجفلا معا علي صوت دقات علي باب الغرفة قام هو ليجد زيدان يقف أمامه همس له بهدوء يحمل خلفه الكثير :
- البيه مرمي تحت 
خرج من الغرفة يغلق الباب خلفه ليتحرك بخطئ سريعة غاضبة نزل لأسفل ليجد ذلك الفتي ملقي ارضا في وضع اشبه بالمخطوفين ساقيه ويديه مقيدتان شفتيه مكممة ... اقترب خالد منه لينزل الي مستواه ينزع تلك القماشة من علي فمه ابتسم في شر يهمس له متوعدا :
- اهلا بدكتور معاذ شرفتنا ...ونعم الضيف حقيقي .. ولكل ضيف ليه كرم ضيافة ولا إيه يا زيدان 

بلع معاذ لعابه ذعرا ينظر للواقفين امامه بفزع صرخ في حدقتيه ليهمس بتلجلج :
- خالد باشا أنا حقيقي مش فاهم في إيه 

تعالت ضحكات خالد الساخرة نظر لزيدان يقول في تهكم :
- لذيذ معاذ وهو عامل عبيط 

توقفت ضحكاته فجاءة حين عاد ينظر لمعاذ ليكسي الوجوم قسماته الحادة ربط علي وجه معاذ بعنف يتشدق متهكما :
- كان في مثل قديم بيقولك ايه اللي يلعب بالنار تحرقه وأنت بقي مش لعبت بيها دا أنت رميت نفسها جواها ... 

مد يده يقبض علي فك معاذ بعنف شد علي اسنانه بقوة ليزمجر غاضبا :
- بتلف علي بنتي دا أنا هندمك علي اليوم اللي اتولدت فيه ... اوعي تكون لمستها 

اتسعت عيني معاذ فزعا ليحرك رأسه نفيا يهمس متالما من قبضة خالد :
- لا والله ابدا أنا بحب لينا وعمري ما افكر اضحك عليها ... أنا حتي طلبت منها اكتر من مرة تصارح حضرتك بعلاقتنا بس هي اللي رفضت 

اشتعلت عيني خالد من كلمات ذلك الفتي ليقبض علي تلابيب ملابسه بعنف يهتف ساخرا :
- يعني بنتي هي اللي غلطانة وأنت مالكش ذنب 

حرك معاذ رأسه نفيا ينظر له بذعر ليهمس بتلجلج :
- مش قصدي اااا 
وسكت يبدو أنها كان يحاول العثور علي كذبة ما ولكنه لم ينجح ... بعنف انتزع خالد الحبال التي تقيده جذبه خالد يلقيه علي احد المقاعد وقف امامه يبتسم متوعدا :
- بص يا موزو إنت قدامك حلين مالهمش تالت .. تسمع الكلام وتنفذ اللي هقولك عليه مش هنبقي حبابيب بس هتنجني نفسك ... هت 
قاطعه معاذ يصيح سريعا بقلق :
- هعمل اللي حضرتك عايزه 

ابتسم خالد ساخرا ينظر له باستنكار :
- كان نفسي لينا تبقي موجودة عشان تشوف حبيب القلب متمسك بيها قد ايه .. 
___________________

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1