رواية زين وزينة الفصل الثالث عشر 13 بقلم منال كريم

 رواية زين وزينة الفصل الثالث عشر


دقائق من الصمت و الذهول، بعدما اصطدمت سلمى بالسيارة، و لم تكن إلا سيارة هذا العاشق المهووس زين، ليجمع  القدر بينهما  مرة أخرى ، كسائر الصدفة التي تجمعهم...

كان المكان مزدحم...

هبط مسرعاً  هو و أمير ليروا الفتاة التي صدمت بالسيارة.

كانت تجلس زينة و مريم على الأرض و هي فاقدة الوعي.

قال زين بندم: اعتذر ، اعتذر.

صرخت زينة بعصبية: هذا أنت أيها المختل.

مريم بدموع: ليس وقت حديث ، يجب علينا الذهاب إلى المستشفى.

نهضت زينة و قالت: يلا يا مريم نسند سلمى و نروح عربيتي.

و بالفعل أخذوا سلمى إلى سيارة زينة، حتي يذهبوا إلى المستشفى.

و زين خلفهم بسيارته مع أمير.....

في المستشفى 

تقف زينة و مريم بتوتر ، ينتظرون  خروج الطبيب.

و يقف زين و أمير معهم.

جاءت أكثر من ممرضة ،وذهبوا إلى زين و قالت احداهن: ممكن صورة سيدي.

هو لم يكن في حالة تسمح له بذلك، خصوصاً أن المصابة من عائلة زينة، لكن مثل ما يقال ضريبة الشهرة، لذا أبتسم و قال: بالطبع.

انفجرت هي بعد هذه الاجابة، تحركت خطوتين وقفت أمامه و قالت بصوت عالي: أيها المختل الغبي، صديقتي في الداخل و لا نعلم حالتها، و أنت هنا تبتسم و تريد التقاط الصور ، هي تعاني بسبب تصرفك بغباء.

جاءت مريم إليها و قالت بدموع: مش وقته تعالي 

و اخذتها و جلسوا على  الأريكة.

كانت رحلت الممرضات و هنن أدركوا أن تصرفهم في هذا الاثناء خطأ.

أما زين كان ينظر لها بمشاعر كثيرة، حب ، عشق، حزن..

أما أمير يريد قتل هذه الفتاة التي تبدع بجرح صديقه..

خرج الطبيب ،هرول إليه الجميع.

سأل زين: هل هي بخير؟

أجاب بهدوء: هي بخير، يوجد كسر في الذراع الايمن، و حالتها مستقرة، و الجنين بخير.

نظرت زينة و مريم إلى بعض بصدمة ، سألت مريم بعدم فهم: لم أفهم ،هل هي حامل؟

أجاب بهدوء: أجل ، عمر الجنين شهر.

قالت زينة:  لكن الطيب أخبرنا أنها لا تستطيع الانجاب.

قال الطبيب: ممكن توضيح الأمور.

قالت مريم: هي لا تستطيع الانجاب منذ سنوات، و منذ لحظات كنا عند الطبيب و قال إن من خلال الفحوصات لا تستطيع الانجاب و لم يقوم بفحص صديقتي و طلب فحوصات أولا.

قال: أرني الفحوصات التي طلبه الدكتور.

رأى الفحوصات و قال: الطبيب طلب فحص حمل، إذا هو حديثه كان على الفحوصات السابقة، و قرر عدم قول شي إلا بعد الفحوصات.

سألت زينة بعدم تصديق: دكتور ،بعيد عن هذا الحديث، هل هذا الحمل أكيد؟

أجاب بهدوء: بالطبع.

سألت مرة أخرى: هي حامل، لا يمكن وجود خطأ في الفحص.

قالت مريم سريعا: بالفعل دكتور ممكن إعادة الفحص مرة أخرى.

قال بابتسامة: هي حامل ، مبارك  فتيات.

قالت زينة: ممكن أن نراها.

أجاب: هي نائمة بمفعول الأدوية..

و رحل الطيب..

نظروا إلى بعض ثم ذهبوا إلى عناق جميل، و هنن بحمدون الله.

كانوا الشباب ينظرون لهم بابتسامة..

جاءت الشرطة

وقفت أمام زين و سأل الضابط: ماذا حدث ؟

ابتعدت عن مريم و ذهبت الى الضابط و قالت بعصبية: هذا المختل حاول قتل صديقتي.

تنهد الظابط و قال : السيدة زينة يوسف عز الدين ، من فضلك بهدوء ليس داعي للعصبية، كاميرات المراقبة توضح  أن الخطأ على الفتاة.

قالت بعصبية: الفتاة هي المصابة،كيف هي المخطئة؟

قال أمير بعصبية: ما هذا الجنون؟ هل أنتِ فتاة طبيعية؟ الضابط يقول أن الخطأ على الفتاة، و أنتِ لا توقفي عن الحديث، اصمتي، اصمتي، صديقتك كانت تسير دون أن تنبه على الطريق.

سألت بعصبية: لماذا تتحدث أنت؟

أجاب ببرود: صديقي، و أجعلني أسألك نفس السؤال، ما شأنك أنتِ بذلك؟

قال بهدوء: أمير.

قاطع حديثه و قال: سوف اصمت زين، سوف اصمت و أنت أسمح لهذه المغرورة أن تقلل من شأنك أكثر فأكثر.

قال الضابط: الكاميرات موجودة إذا رأيتها سوف تعلمين من المخطئ؟

و رحل الضابط، جاءت مريم التي كانت تنظر إلى زينة بصمت، و قالت: اهدي يا حبيبتي شوية، الله يخربيتك تلات رجال مش ملحقين عليكي كلامك، أنا و أنتي عارفين أن سلمى كانت ماشية مش واخدة بالها علشان زعلانة اقفلي بقا شوية..

و اخذتها و جلسوا بعيد عنهم.

كانت بينهم مسافة....

قال زين بهدوء: اعتذر عن ما حدث، و سوف اتكفل بكل المصاريف.

نظرت له بسخرية و قالت: هذا ما يحدث، أنت من فعلت ذلك و أنت سوف تتحمل المسؤولية كاملة.

أجاب بهدوء: لم اعترض على ذلك.

قالت مريم بهدوء: شكرا لك.

أبتسم أمير بسخرية و قال: جميع عائلتك أشخاص جيدين لكن أنتِ.

نظرت له بتحذير و قالت: ماذا؟

قال بعصبية: يكفي أمير، يكفي.

و نظر لها و قال بهدوء: من فضلك يكفي شجار، سوف أفعل كل ما تريدين، سوف أتحمل مسؤولية ما حدث، أنا مخطئ ، أعتذر ، اعتذر، لكن من فضلك يكفي شجار...

نكزتها في كتفها ، قالت بألم : اه.

قالت مريم : كفاية بقا يا زفته انتي، الراجل يعملك ايه تاني.

قال أمير: هل نقضي الليلة هنا؟

أجاب: سوف اقضي الليلة هنا , لم اترك الفتيات بمفردها....

ضغط على أسنانه بعصبية و قال: سوف ارحل.

قال زين: ابقي معي.

أشار إلي زينة و قال: ابقي مع هذه المغرورة.

من حسن ظنه زينة لم تراه.

قال زين: ابقي دون شجار معها.

سأل أمير: هذه مغرورة و متكبرة و  و لا تستطيع تقديم الشكر عند المساعدة، و الان نكتشف أنها لا تحبذ صرف الاموال، اعطني صفة جيدة جعلتك تقع في غرامها.

نظر لها نظرة سريعة ، ثم نظر إلى أمير و قال بحب شديد: كل هذه الصفات، صفات سيئة بالنسبة لك و بالنسبة لأي شخص، إلا أنا، لاني أنظر لها بعيون عاشق، أرى أنها جميلة في كل شيء ، العصبية ، الصوت العالي، حتي عندما تجرح قلبي لا أستطيع أن أحزن منها، و السبب أنا عاشق لزينة.

قال أمير: خطأ صديقي، هي أصبحت بالنسبة لك ادمان....

قال بابتسامة: لم اعتراض، تعال معي.

سأل : الى أين؟

قال : نأتي للفتيات  ببعض الوجبات السريعة و بعض العصائر..

قال أمير : هل هذه المغرورة تقبل شئ مثل هذا ؟

قال بهدوء: هيا أمير.

ذهب زين مع أمير..

مريم: تلفيون سلمى مش مبطل رن.

أجابت بهدوء:مين سامر.

أومأت رأسها بنعم 

قالت زينة: ردي عليه.

قالت بحزن: اقول ايه .

أخذت زينة الهاتف و أجابت: ازيك يا سامر.

أجاب بهدوء: الحمد لله ،عاملين ايه.

أجابت بهدوء : الحمد لله بخير.

سأل سامر : فين سلمى يا زينة.

أجابت بهدوء: بتاخد حمام.

سأل بتوتر: هي كويسة ، اصلا قلبي مقبوض، و حاسس انها وحشتني اوي..

أبتسم زينة على حب سامر لصديقتها و قالت بهدوء: هي كويسة متقلقش.

قال : تمام ابقي خليها تكلمني..

حاضر:::: قالتها زينة و أغلقت الهاتف ، و نظرت إلى مريم و قالت: الحمد لله ربنا عوض سلمى أنها يتيمة بزوج كويس زي سامر...

قالت مريم: فعلا سامر كويس بس أمه عقربة.

أجابت بعصبية: عندك حق عقربة اوي، بقولك اروح الحمام.....

ذهبت زينة إلى الحمام..

جاء زين و أمير و يحملون اكياس بها وجبات خفيفة و عصائر، و مد زين الاكياس إلى مريم و قال بهدوء: تفضلي مدام.

سألت مريم بهدوء: ما هذا؟

أجاب بهدوء:وجبات خفيفة و عصائر و اعتذر مرة أخرى عند ما حدث، لم أقصد.

أجابت مريم: شكرا لك ، لكن لا نريد شئ.

قال أمير: مازالت الليلة طويلة ، ضعي الاشياء هنا معك.

أخذت مريم الاشياء و هي تبتسم.....

كان يبحث عنها بعيونه و يسأل : أين ذهبت؟؟

جاءت زينة وجدت الاكياس بجوار مريم، ظنت أن مريم هي من جلبت الاشياء، أخذت علبة عصير، و أخذت رشفة من العصير و قالت: انتي نزلتي أمت تجيبي الحاجات دي.

قالت بابتسامة: مش أنا دي الناس اللي انتي نازلة تهزيق فيهم...

قالت بعصبية: و انتي  تاخدي منهم حاجة ليه.

قالت بهدوء: اهدي بقا شوية ، ايه عاملة كده ليه.

أجابت بهدوء: و أنا قولت ايه يعني.

قالت بهدوء : زينة الناس مش غلطانين و كتر خيرهم قاعدين معنا و كمان جابوا حاجات بطلي بقا.

وضعت يدها على فمها و قالت: اخرس خالص علشان ترتاحي بس مش اكل حاجة من دي، و بعدين فين  القهوة.

قالت بمزح: تحبي تطلبي منهم.

قالت بسخرية: دمك خفيف يا عسل، بقولك أنزل أنا الكافتيريا اجيب لي و ليكي.

قالت : خلي عندك دم و هاتي ليهم زي ما عملوا معنا..

نهضت و هي تقول: حد طلب منهم حاجة.

قالت بتحذير : زينة.

جلست مرة و  قالت: خالص انزلي انتي، بس أنا مش اجيب ليهم حاجة.

نهضت مريم و قالت: طيب يا اختي 

جاء زين عليها و قال: لو تحتاجين شيء ، سوف أذهب أنا.

قالت بابتسامة: شكرا لك ، ليست مشكلة سوف أذهب أنا....

و ذهبت مريم 

قال أمير: كيف هذه الفتاة تكون قريبة هذه المغرورة؟

نظر له بغضب و لم يتحدث ، و نظر إليها و هي تتصفح الهاتف ، و يحدث نفسه: ياليت تشعرين بحبي لكِ، ياليت يأتي اليوم و يجتمع أسمك مع أسمي، زين و زينة، هل القدر يجمعنا في جملة ؟ هل ياتي يوما و قلبك ينبض باسمي؟

جاءت مريم بالقهوة، و تمر الساعات و لم تستيقظ سلمى بسبب الأدوية......

الساعة الثالثة فجراً 

كانت غفت مريم 

و أيضا أمير.

أما هي لا تستطيع النوم و أيضا هو عيونه عليها....

وضعت يدها على رأسها بتعب شديد ، فهي  لا تحب السهر ، و ايضا لا تستطيع النوم خارج المنزل...

حركت مريم بهدوء و قالت: مريم، مريم.

نهضت بفزع و قالت: سلمى كويسة.

قالت بهدوء: اهدي اهدي هي كويسة، أنا أروح  الكافتيريا أجيب قهوة و قولت اقولك.

أومأت رأسها بالموافقة.

ذهبت زينة و الحارس الشخصي خلفها...

هما في الدور الرابع ، ذهبت إلى المصعد، وجدت شاب بداخله ، قررت عدم الدخول  و تهبط على الدرج ، و هو خلفه و لا يعلم لماذا لكن أعجب بهذا التصرف؟

تشعر أنه خلفها، لكن هي ليست في حالة تسمح لها بالشجار، تشعر أن رأسها ينفجر...

في الكافتيريا.

تجلس على طاولة و تاخذ من كوب القهوة مع شطيرة الجبنة.

و هو يجلس على  الطاولة التي أمامها...

بعد وقت انتهت من القهوة و نهضت حتي تصعد مرة أخرى إلى الأعلى...

و هو يسير خلفها، حتي صعدوا إلى الأعلى....

جلست بجوار مريم التي مازلت نائمة، و هو بجوار أمير النائم....

مرت الليلة و في الصباح استيقظت سلمى و كانوا معها في الغرفة.

زينة بابتسامة: حمد لله على السلامه يا سوسو..

أجابت بحزن: الله يسلمك.

قالت مريم: في خبر ليكي حلو.

لم تجيب ، أكملت زينة و مريم معنا: انتي حامل يا سوسو..

لم تستوعب الكلمة، أو ما تصدق قالت بدموع: بلاش هزار في الموضوع ده.

قالت زينة بابتسامة: و الله العظيم انتي حامل يا حبيبتي.

أكملت مريم بابتسامة: احنا فاهمين الدكتور غلط، هو كان بيشك أنك حامل و قال يعمل تحاليل الاول.

قالت بدموع: الكلام ده بجد و أو هزار.

أجابت زينة: أن شاء الله تكوني أحلي أم في الدنيا..

انهارت بالبكاء من السعادة.

و قالت بدموع: الحمد لله يارب، الحمد لله يارب، أنا عايزة امشي من هنا و عايزة ارجع مصر لازم أقول لسامر

قالت مريم: تمام نسأل الدكتور و نشوف يقول ايه.

دق الباب ، أجابت مريم.: تفضل 

يدلف زين مع أمير.

سأل أمير : كيف حالك؟

أجابت بهدوء: أنا بخير..

قال زين بندم: اعتذر عن  ما حدث. 

أجابت سلمى بهدوء: الخطأ يقع على عاتقي ،ليس أنت، اعتذر لك.

أجاب بابتسامة: لم  يحدث شيء و مبارك على الجنين.

قالت بابتسامة: شكرا لك.

غادر زين و أمير.

قالت سلمى : محترمين اوي، كان لازم الخناقة يا زوزو 

قالت بابتسامة: أنا مش بعمل خناقات أنا بحب السلام اوي...

ابتسموا الفتيات بسعادة.....

عادت مريم و سلمى إلى مصر.

بعد مرور عام 

لا يختلف شيء الروتين اليومي لزين و زينة و أمير .

زين يسير خلف زينة في الصباح و المساء و هي لا ترى و لا تنبه له،لكن هو كل يوم يعشقها أكثر و أكثر..

قرر زين فعل شيء مجنون و لم يعلم ردة فعل زينة، و لم يدرك الاختلاف بينهما ، ليس اختلاف واحد بل اختلافات كثيرة، و لكن هو لم يهتم إلا إلى دقات قلبه....

في صباح يوم جديد و لكن سوف يختلف في كل شيء.

تهبط زينة من المنزل، لتجد أمام المنزل ،عبارة عن لوحة فنية، مزين بطريقة جميلة بالورد ، و يقف زين أمامها، نظرت بتعجب و كانت ترحل.

لكن قال زين : انتظري زينة.

نظرت له بعصبية و قالت: توقف عن نطق أسمي.

جلس على ركبتيه و قال بحب: زينة أنا أحببتك من أول نظرة، كنت أظن أن هذا مجرد اعجاب، لكن اكتشفت أن هذا عشق، كلا ليس عشق، هو جنون ، أجل أنا مجنون بيكي ، اعتذر عن أي  فعل ازعاجك مني ، أنا أحبك ، هل تقبلين الزواج مني؟

كانت تتحدث ، لكن قال بحزن و هو على يقين  أن هذا الارتباط مستحيل ، لكن قلبه من أخبره بفعل ذلك، قال بدموع: الاختلافات بينا كثيرة، فرق السن كبير، اختلاق في الجنسية، اختلاف في كل شيء ، لكن الاختلاف الاصعب هو أني ليس مسلم، أنا مشوش بالكامل ، أحبك و لا أستطيع الابتعاد عنك.

لم تشعر بشيء ، أو يتحرك قلبها من هذه الكلمات المعسولة، و هذا ما يثر تساؤلات نفسها  دائما، رغم أنها تسمع كلمات غزل كثيرة لكن قلبها لم يدق أو يعطي اي اشارة،أحيانا تسأل هل عائلتها و اصدقائها على حق هي بل قلب؟

أخذت نفس عميق و قالت: ما شاني بكل ذلك؟ جنسية مختلفة ، ليس مسلم، لا أهتم و أخبرتك بذلك لا أهتم بك ، و طلبت منك الابتعاد عني.

ذرفت دموعه و قال: أحبك.

أجابت بهدوء: لست أحبك.

و رحلت و تركت خلفها قلب مكسورة 

و للأسف تم تصوير كل شيء ، و أصبح هذا المقطع حديث السوشيال ميديا.

ماذا تكون ردة  فعل عائلة زين و زين عن هذا المقطع؟

تعليقات