رواية ليتك كنت سندي الجزء التانى الفصل الخامس بقلم اسماء عبد الهادى
ليهتف آدم بضيق مستنكرا
_يعني إيه .. إوعي تقولي إنك هتسامحيه وهتتنازلي عن حقك في اللي عمله معاكي!!!
حركت رأسها بالنفي تهتف بوجع
_عمري ما هسامحه أبدا على اللي عمله فيا ولو كان بإيدي كنت بلغت البوليس بنفسي
_أنا بنفسي اللي هبلغ..ليه رافضة؟
_لا ,لا يا دكتور.. أنا مش عايزة شوشرة كل حاجة هتنكشف وإخواتي ممكن يكونوا ف خطر.
_رهف إخواتك عرفوا كل حاجة ..
هتفت رهف بصدمة وتعبيرات وجهها وجلة للغاية
_إيه ...ليه يا دكتور انت وعدتني
_كان لازم أهلك يعرفوا اللي حصلك، مكانش ينفع اخبي عنهم..وأديكي شوفتي نظرة الندم في عينيهم.
هتفت بخوف، تقضم أظافر يدها بتوتر
_مش هيسكتوا ..حرام عليك يا دكتور.. هيودا نفسهم في داهية .. مش هتحمل يحصلهم حاجة بسببي .
ليزفر آدم بحنق من خوفها الزائد
_قلتلك مش بسببك إنتي ضحية يا رهف... واللي آذاكي لازم يتعاقب
هتفت بنبرة جامدة، فأهلها في المرتبة الأولى دائما حتى لو على حساب نفسها وسمعتها
_مسمحاهم ... خلاص مسامحة عامر وحسن وأي حد ..بس المهم إخواتي ميدمروش مستقبلهم .. مش عايزة حد يتعاقب، اللي حصل حصل ومش هنعرف نغيره .
_وصورتك قدام الناس... ومستقبلك إنتي اللي ضاع.. وسمعتك وشرفك اللي الكل داس عليها يا رهف.. لازم الكل يعرف إنك بريئة من الافتراءات دي.
هتفت بضياع، ففي نظرها لا جدوى من فعل أي شىء فما حدث قد حدث
_مش مهم عندي أي حد ... أهلي اللي كنت عايزاهم يعرفوا الحقيقه من نفسهم لكن أديهم عرفوا كل حاجة منك، خلاص ميهمنيش حد تاني... لكن أرجوك بلاش تبلغ
هتف آدم بعدم فهم ما تفكر به
_ليه ..ليه يارهف؟؟
تنهدت بهم وظهر على وجهها أمارات الحزن جليا
_من غير سبب ،مش عايزة أبلغ وخلاص
طالعها بنظرات حانقة لا يفهم لما تصر على ذلك، لذا قرر أن يكون جامدا معها
_مفيش حاجة اسمها من غير سبب، أنا هبلغ عن عامر لو مقلتيش سبب مقنع وده آخر كلام عندي يارهف
زمت شفتيها بأسف وأخفضت أعينها لأسفل تنظر ليديها التي تفرك فيهما بتوتر...صمت قليلا بينما آدم ينظر إليها منتظرا ردها ..فتنهدت فقلة حيلة وفتحت فمها لتخبره .. لكن ما حدث ألجمها وجعلها تنتفض مرة أخرى في مكانها...وتصيح بخوف
_لالا.. ابعدوا عني.. مش عايزة حد منكم هنا.. سيبوني في حالي بقا.. بلاش تأذوني تاني!!
ابتلع إثنتيهم غصة مريرة علقت في حلقيهما ..ليقترب منها ماجد متألما لحالها
_رهف حبيبتي...متخافيش مش هأذيكي أبدا... إحنا جاين نطمن عليكي ونكون جنبك.
ليتشجع ماهر ويلحق بأخيه نحوها هاتفا بندم
_ايوة يا رهف ياحبيبتي... من النهاردة مش هنسيبك أبدا .. هنكون معاكي دايما ..هنحاول نصلح اللي فات.
إستفزتها كلماتهما لذا تناست خوفها منهما وهتفت غاضبة حانقة عليهما ..وتقول بسخرية متهكمة
_بعد إيه عايزين تكونوا جنبي..دلوقتي!! ..بعد ما عرفتم الحقيقة!!!..بعد ما كنتم أكتر حد أذاني...بعد ما اتخليتم عني.. بعد شككم فيا..بعد ما بعتوني لعامر علشان اقضي بقيت عمري في عذاب وضرب وإهانة... بعد إيه وبأي حق تطلبوا تكونوا جنبي وإنتم من أول وهلة بعتوني ورميتوا كل اللي تعرفوه عني ورا ضهركم ..حكمتم عليا بأشد انواع العقاب ..أذيتوني نفسيا وجسديا..جايين دلوقتي عايزين تكونوا جنبي!! ياريت لكن للأسف أنا متبقاش فيا حاجة ، أنا بقيت رماد..فتتات قلب مجرد إنه بينبض بس مستني ميعاد موته ..اللي منتظره بفارغ الصبر ماهو متبقاش حاجة أبكي عليها او أعيش علشانها.
كانت تقول كلماتها بانفعال شديد بينما يستمع إخوتها حديثها بقلب يتقطع ألما وندما على ما فعلوه بها وعلى الحالة التي وصلت أختهم إليها
ليهتف ماجد بدموع ألم وحب صادقيْن
_أقسملك إننا هنعوضك كل اللي فات يا رهف..بعترف إننا غلطنا ..سامحينا يا حبيبتي..أنا عارف إن قلبك كبير وهيسامح
هتفت بغضب وسط دموعها الملتاعة
_وأنا لما فكرتوني غلطت محدش سامحني ليه ها؟؟.ا شمعنى إنتم جايين تطلبوا المسامحة!!
ليهتف ماهر بينما يزم شفتيه بندم
_غلطة عن غلطة تفرق يارهف.. وانتي كان غلطتك كانت كبيرة أوي.. اقصد اللي كنا فاهمين إنها غلطة
لتهتف مستنكرة بينما دموعها لا تتوقف عن الهطول
_ودي كانت أكتر حاجة بتوجعني يا ماهر.. إنتوا اللي مربيني وعارفين عني كل حاجة..إزاي وبالسهولة دي تشكوا فيا وتصدقوا إني ممكن أعمل كدا.
حاول ماهر فتح فمه،لتصيح به رهف صارخة
_متحاولش تبرر .. عندك أهو دكتور آدم مصدقش أي حاجة عني ..وهو ميعرفنيش زيكم..مجرد سمع عني من أخته اللي علطول كانت بتحكيله عني...انتم بقا حجتكم إيه !! هل لمجرد إني رجعت يوم فرحي إني فرطت في نفسي.. كان فيه ألف سبب و سبب تاني.. ليه مفكرتوش غير ف ده..مش مسامحاكم أبدا ولا عمري هسامحكم وأنت بالذات يا ماجد مش هسامحك مهما حصل.
قالتها وهي تنتفض بشدة من إثر انفعالها وبكاءها...لينفطر قلب ماجد على أخته ويصعق بما يسمعه منها فهي متألمة منه وبشدة
فيمد يدها نحوها محاولا أن يربت على رأسها، ويهتف بلوعة
_رهف.. قطتي!!
لتهدر به بصوت أشبه بالجنون بينما تبعد يده عنها
_متقولش قطتي!! قطتك ماتت من زمان.. انت دبحتها بسكينة تلمة ...فمتجوش دلوقتي تعيطوا عليها ..لانها عمرها ما هترجع تاني ..اتفضلوا امشوا مش عايزة أشوف حد فيكم تاني.. سيبوني في حالي.. مش عايزة اشوفكم.
عند هذه اللحظة تدخل آدم الذي فضّل الصمت ومتابعة تصفية الحسابات بين الإخوة بهدوء..لكن على ما يبدو أن الأمر خرج عن السيطرة
_رهف إهدي..أعصابك مش كدا
ليهتف ماهر بإصرار على جعل أخته تعطي لهما فرصة
_مش هنمشي ومش هنسيبك يا رهف... الغلطة اللي عملناها مش هنكررها تاني .
لتصيح رهف بجنون
_وأنا مش عايزاكم.. بكرهكم بكرهكم...دكتور أدم خليهم يمشوا .. مش عايزة أشوفهم ..أرجوك ..مشيهم.
قالتها وهي تغمض أعينها بقوة حتى لا تراهم أمامها .
مما إضطر آدم ليتحدث بجدية
_من فضلكم اتفضلوا دلوقتي حالتها هتسوء أكتر.. انتم ليه دخلتم دلوقتي بس .. أنا كنت هشوف الوقت المناسب وأدخلكم.. استعجلتم على قرار المواجهة والعتاب ده ..رهف مكانتش مستعدة لده خالص
ليهتف ماجد بألم
_مكانش ينفع نسيبها يادكتور..اتخلينا عنها في عز احتياجها لينا فدلوقتي مينفعش نسيبها تاني
_وأنا بقولكم إنكم هتضطروا تبعدوا عنها للأسف.. رهف تعبانة ومحتاجة وقت ...ووجودكم جنبها وهيه رافضة ده هيتعبها أكتر فمن فضلكم سيبوها لما أعصابها تهدا وأنا بنفسي هطلب منكم التدخل بس ف الوقت المناسب
ليهتف ماهر متألما
_يعني إيه يادكتور.. انت عايزنا نسيبها ف وضع زي ده
أشار آدم بيده نحو رهف التي كانت تغمض أعينها بقوة وتبكي دون توقف
_زي ما إنت شايف دي حالتها لما دخلتم.. لكن قبلها كانت هادية وبتحاول تحكي كل اللي ف قلبها .. علشان تعرف أن دخولكم كان في التوقيت الغلط.. لو حضراتكم بتحبوها فعلا ..اعطوها فرصتها في أنها تسامحكم.
________
مد ماجد يده تجاه أخته وتحدث بصوت متحشرج وكلمات مبعثرة
_رهف!
لتنتفض رهف أكثر في مكانها، ليصر عليه آدم بالخروج مع أخيه، فاضطرا للخروج يجران ذيول الخيبة والاخفاق ،حتى تهدأ أختهم
أغلق آدم الباب خلفهما وهتف مقتربا منها
_خلاص يا رهف مشيوا ممكن تهدي
لكن على ما يبدو أن رهف مازالت متأثرة بما حدث فلقد شعرت بأنها قد هانت عليهم ليفعلوا بها ما فعلوا، فظلت تنتفض بنحيب
رأى آدم تأزم حالتها فقال بصوت حان بينما يجهز الحقنة المهدئة
_أنا هعطيكي مهدئ علشان أعصابك تهدى وتنامي.. لكن دي آخر مرة هتأخدي مهدئ فيها يارهف... ارتاحي ولينا الصبح كلام تاني مع بعض .
تأكد أنها غفت بفعل المهدىء ،فرمقها بحزن شديد على حالها ومن ثم خرج ليباشر أعماله ..
خرج آدم،
(أسماء عبد الهادي)
ليجد ماجد يضرب الحائط برأسه بحدة بينما ينهر نفسه ويؤنبها
_غبي .. غبي .. تستاهل كل اللي يجرالك ياماجد ..ضيعت قطتك بإيديك
بينما يضع ماهر رأسه بين يديه وتسقط دموعه أنهارا في صمت
وبمجرد أن رأوا آدم يغادر الغرفة حتى انطلقوا نحوه ليطمئنوا منه على رهف
تحدث ماهر بلهفة متطلعا إلى عينيه ليستشف منه أي خبر
_أخبارها ايه يا دكتور
زفر آدم بإشفاق لكنه تحدث معهم بضجر
_مش كويسة، مش كويسة خالص بسببكم... المشوار مع رهف مش هيكون سهل ..لو بتحبوها بجد ادعولها تعدي المرحلة دي بسرعة
تحدث ماجد بصوت ملتاع
_طيب بتعمل إيه دلوقتي... ونقدر ندخلها إمتى!!
_أنا اديتها مهدىء ونامت وده أفضل ليها دلوقتي... لكن دخول ليها ممنوع الا لما هيه تسمح بده فمن فضلكم متصعبوش العلاج عليها.
ليهتف ماهر بحماس
_خلاص هندخلها ونكون جنبها وهيه نايمة ولما تفوق هنمشي بسرعة ... لكن منقدرش نفضل كدا من غير ما نشوفها
_يا كابتن ماهر .. ارجوك قدر اللي أختك فيه، وخليك متعاون علشان خاطر رهف
ليرحب ماجد بفكرة أخيه ويهتف برجاء
_ارجوك يا دكتور .. إحنا فعلا ندمنا على اللي عملناه معاها علشان كدا مش هنقدر نبعد عنها.... أؤكد لك إننا هنفضل معاها وهيه نايمة وأول ما نحس إنها ابتدت تفوق هنمشي بسرعة ومش هتشوفنا .. ارجوك .. قدر إنت الوجع اللي إحنا حاسين بيه.
لم يجد آدم مفر من موافقتهما على طلبهما فهز رأسه بخفوت وأستأذن منهم لمتابعة عمله.. لينطلقا إلى الداخل بلهفة كبيرة.
_____
جابت الغرفة ذهابا وايابا وزفرت بضيق مما فعلته ابنتها
_ بقى انتي يا عبيطة داخلة أوضة ماجد بالذمة مش مكسوفة من نفسك.
هتفت ملك بلا مبالاة وهي تحرك قدمها بلا اهتمام
_ماما انتي عارفة إني بحب ماجد مش الغتيت ماهر اللي خطبتهولي غصب..فاسكتي بقا ها؟
لتجلس أمها جوارها بامتعاض تضرب بيدها على ظهر يدها الأخرى
_بس هو مبيحبكيش ...إيه هتخليه يحبك عافية؟؟... خطبتك للي شاريكي وجه بنفسه طلبك مني ...يبقي ترضي بنصيبك كدا ومتتبتريش على النعمة
لتهتف ملك بحنق وهو تنهض من مكانها واقفة
_نعمة إيه دي يا ماما...قولي ده كابوس ...مصيبة ...بعدين هو مش بيحبني بيقولي إنه خطبني قال ايه علشان يربيني... جته داهية تاخده وتأخد ملافظه.
لتقف أمها مقابلتها وتهتف بتهكم
_والله ألف بركة إنه هيربيكي... يمكن تتلمي وتذاكري شوية وتسيبك من الشلة الحمضانة بتاعتك دي.
رفعت ملك حاجبيها وهتفت بحدة
_جرى إيه يا سناء انتي هتقلبي عليا!! ... مش إنتي اللي قيلالي بعضمة لسانك"اتجدعني يا بت وخليكي الكل ف الكل في الجامعة وخلي الكل يتشحتف عليكي" جاية دلوقتي وزعلانة ليه ..ليه غيرتي رأيك.
_غيرته لما لقيتك نسيتي دراستك يا ختي .. لما بقيتي تاخدي السنة في سنتين .
حركت ملك يدها في الهواء
_بلا خيبة هما اللي اتعلموا أخدوا إيه
لتهتد بها أمها هادرة بحدة
_لا ياختي إنتي هتتعلمي وهتنجحي وتتخرجي كمان ولا عايزة رهف بنت خالتك تبقى أحسن منك ..تتخرج وانتي لا.
زمت ملك شفتيها تدعوا على ملك
_يادي رهف اللي طالعالي في البخت ... ذاكري زي رهف.. انجحي زي رهف.. اتخطبي زي رهف... يقطع رهف وسنين رهف اللي قارفاني بيها...لا وكمان مقعداني في أوضة رهف... أنا اتخنقت ... إنتي معايا ولا ضدي
لتقترب منها أمها وتهتف بفحيح كالحية
_يابت أنا عايزة مصلحتك... أنا عايزاكي تكوني أحسن واحدة في الدنيا مبحبش حد يكون أحسن منك... تعرفي أنا لما لقيت عامر عايز يتجوز رهف ومصر عليها رغم اللي حصل .. خوفت ليكون بيحبها ويعوضها اللي فات وتعيش معاه سعيدة ... روحتله وقلتله كلام في حق رهف خلاه اتجنن وشايط كأنه أنبوبة غاز وهتنفجر ...وكل ده ليه مش علشان إنتي تكوني أحسن منها وعايشة ومتهنية عنها.
لتبتسم ملك لأمها وتلمع أعينها في خبث على مافعلته أمها لكنها سرعان ما عادت مرة أخري تجهم وجهها لتهتف
_بس أديهم أهو عرفوا الحقيقة وحنوا ليها تاني ولابدين ليها ف المستشفى ولا معبرينا
لتهتف أمها بخبث
_متخافيش هنعرف إزاي نوقعهم فيها تاني... علشان كدا بقولك اتخطبي لماهر وبكدا هنعرف نخليهم يقلبوا عليها تاني وعندك خالتك في صفك مليون في المية.
لتحك ملك ذقنها باستغراب
_صحيح يا ماما..خالتي سوسن أنا مستغربة ردة فعلها الباردة دي مع رهف حتى بعد ما عرفت الحقيقة
أجابتها أمها وهي تعاود الجلوس على الفراش ثانية
_خالتك سوسن بتخاف من كلام الناس جدا... كل حاجة بتعملها بتعمل حساب للناس فيها ..وأنا استغليت النقطة دي كويس أوي..قعدت أكلمها وأبين لها إنها مهما عملت هتفضل صورتهم قدام الناس وحشة وكله بسبب رهف...لو مكانتش رهف موجودة مكانش حصل اللي حصل .. علشان كدا لما عرفت الحقيقة متغيرش رد فعلها لأن لسه الناس معرفتش الحقيقة وصورتهم لسه مشوهة قدام الناس ... وهفضل ازن على ودانها وأفهمها كدا، إن فكرة الناس عنهم مش هتتغير..علشان تقسى على رهف أكتر وأكتر.
جلست ملك جوار أمها ترمقها بابتسامة شيطانية سعيدة بما فعلته أمها لكنها هتفت متسائلة
_ماما هو إنتي بتحبي خالتي سوسن
غامت أعين سناء بنظرات خائرة فظهر السواد المغلف على قلبها وهتفت بحقد دفين
_أنا عمري ما كرهت حد زي ما بكره أختي سوسن... طول عمرها بتأخد الحاجة الحلوة وأنا لا... طول عمرها سابقاني دايما في كل حاجة... شغل واشتغلت الأول .. جواز واتجوزت قبلي...العرسان بقوا يتقدموا ليها وأنا لا..رغم إني الكبيرة ..بس عمرها ما قدرت ده ورفضت العرسان علشاني..واتخطبت أكتر من مرة بس محصلش نصيب إلا مع فهمي الراجل الطيب الغلبان ده ...وأقع أنا في أبوكي اللي مشفتش معاه يوم حلو..والحمد لله أهو راح وريحنا .
لتهتف ملك متفآجئة من كلام أمها
_غريبة بتكرهيها بالشكل ده ..بس اللي بيظهر غير كدا .. دايما عندها وعلطول تعملي إنك واقفة جنبها.
لتهتف سناء بشر
_كان لازم أعمل كدا... لازم اكسب سوسن لصفي علشان أعرف كل كبيرة وصغيرة في حياتها.. لازم أخليها تشوف الهم اللي أنا شفته مع أبوكي...علشان كدا لازم تكسبي ماهر لصفك يا بت وتخليه زي الخاتم في صوباعك كمان وساعتها نطلع البلا كله على دماغها ونخلي عيشتها مرار.
____
في اليوم التالي
استيقظت رهف لتجد الطبيب آدم معها بالغرفة ولجواره الممرضة
رمقها آدم بابتسامة هادئة
_كل ده نوم ..إنتي ما صدقتي ولا إيه.. قلقتينا عليكي.
حركت رأسها لتنظر حولها ومن ثم تطالع النافذة بأعينها لتهتف متسائلة بصوت خفيض
_إحنا بقينا إمتي!؟
_العصر يا رهف... حمدا لله على سلامتك.
_ياااه أنا نمت كل ده .
قالتها ومن ثم تنهدت بهم
_جايز بهرب من الواقع اللي عشته يا دكتور
_الواقع خلاص عشتيه وانتهي يارهف...إنتي دلوقتي قدامك الدنيا سالكة والكل مستعد يصلح غلطته ونادمين على اللي عملوه معاكي.
_جايز في نظركم خلص..لكني لسه بعاني منه يا دكتور...لسه آثاره سايبة ندبات في قلبي مظنش إنها هتروح.
أجابها بثقة
_هيختفي كل ده وهتنسي وهتتجاوزي كل اللي حصلك أنا متأكد... تعرفي ليه علشان أنا عارف إن رهف قوية وهتعافر علشان تتخطى اللي حصل
رمقته بابتسامة مستاءة
_هعافر علشان مين.. مبقاش عندي حد أعافر علشانه
_عندك وكتير كمان.. تنكري إنك لسه مستعدة تعملي أي حاجة علشان أهلك؟
_ايوة مستعدة أضحي بعمري كله علشانهم..بس مش مستعدة أعافر علشان أتعافى من الخذلان اللي حسته ناحيتهم... أه بحبهم ومقدرش أشوفهم متأذيين..لكن في نفس الوقت مش قادرة أتقبل إني أعيش وسطهم تاني.. مش قادرة أتقبل وجودهم في حياتي.
_كلامك متناقض يا رهف وكأنك في دوامة ما بين قلبك وعقلك علشان كدا إنتي تعبانة.. خلينا نأجل كلام ف الموضوع ده دلوقتي..علشان ساعات الانسان لما بيكون زعلان بيكون قاسي شوية ولما يهدا ..ردود أفعاله بتختلف تماما
دلوقتي مس هبة هتجيب لك فطار خفيف كدا.. علشان تأخدي علاجك..وأنا هكمل دورية الاشراف وأرجعلك تاني.
___
جاءها بعدما إنتهى من عمله في الإشراف على المبنى بأكمله ومتابعة سير العمل بالمشفى..وعلى وجهه ابتسامة واسعة صافية
_ها أخبارك دلوقتي أحسن!
رمقته بامتنان
_الحمد لله يا دكتور ..شكرا لحضرتك
مد يده ونازلها كوبا من العصير أحضره بنفسه لأجلها
_طيب اتفضلي اشربي العصير ده
تحرجت رهف لأن آدم أحضره خصيصا لها
_يااه حضرتك جايبه ليا بنفسك.
رمقها بابتسامة خفيفة
_يلا اشربيه علشان عايز أتكلم معاكي.
ارتشفت جرعة من العصير ومن ثم انتبهت بحواسها كله له
_اتفضل .
_رهف أنا جاي أبلغك إني هبلغ النهاردة عن عامر.
هتفت رهف بزعر
_لا لا يا دكتور قلت لحضرتك إني مش عايزة أبلغ!
_ليه!!! جاوبي من غير ما تتهربي وياريت تنسي السلبية اللي إنتي فيها دي..الدنيا كلها لازم تعرف براءتك
قالها بنبرة متعصبة بعض الشىء
لتقابل هي عصبيته بهدوء تام
_أنا لو بلغت عنه .. صحيح هيأخد جزاؤه وده شىء يفرحني..لكن أمه هيكون مصيرها إيه لو ابنها اتسجن... هيه ست كبير وملهاش حد غير عامر ...ثانيا ...يعني...
_كملي .. ثانيا إيه؟؟
_ثانيا لو بلغت كدا ..الدنيا كلها هتعرف مشكلة حسن ومستقبله هيضيع
ليصيح بها آدم مستنكرا ما تتفوه به
_ما يضيع ولا يروح في داهية...أومال عايزة مستقبلك إنتي اللي يضيع..عايزة سمعتك إنتي اللي تتشوه بالشكل ده
تنهدت باستسلام للأمر الواقع
_صدقني يا دكتور لو قلتلك إن دلوقتي مبقاش يهمني كلام أي حد طالما أهلي عرفوا خلاص إني بريئة من الافتراءات دي
_عايزة تقولي إيه!! إنتي عايزة تضحي بسمعتك في سبيل السكوت عن اللي عمله حسن علشان مستقبله ميضعش!!
هزت رهف رأسها بخفوت
ليصيح آدم بحنق
_لا إنتي بتهرجي يا رهف.. ولا إنتي الظاهر حبيتيه!!! علشان كدا خايفة على مستقبله
قالها بريبة منتظرا جوابها.