رواية هالة الفصل التاسع عشر بقلم جميلة القحطاني
شهقت هالة وغطّت نفسها بالشرشف بسرعة.
إيه ده؟ أنا فين؟ ده مين؟ هو… هو عمل فيا حاجة؟!
اتسعت عينيها بالرعب وهي تحاول تفتكر…
أنا اتخطفت!
حاولت تقوم من السرير، رجليها تترنح من الخوف، لكنها فجأة حسّت بشدّة مؤلمة في قدمها.
بصّت لتحت…
سلسلة حديدية مربوطة في كاحلها ومثبتة بحلقة في الحائط.
هالة مش عارفة إيه حصل بالضبط، ذاكرتها مشوشة، وده بيخلي خوفها مضاعف.
وجود سراج جنبها كده بيخليها تحس بتهديد دائم، حتى وهو نايم.
هالة تبدأ تفكر بصوت داخلي:هل لمسني؟ هل استغلني؟ طب أنا لابسة كده ليه؟ طب إزاي وصلت هنا؟
وجود السلسلة بيمنعها حتى من إنها تهرب أو تدافع عن نفسها.
المكان مهجور، الإضاءة خافتة، والهدوء ثقيل، كأنها في سجن نفسي قبل ما يكون جسدي.
سراج بيصحى فجأة، وبنظرة غريبة يقول:إنتِ أكتر واحدة لازم تبقي هنا… ومش هتخرجي غير لما أفهمك مين إنتِ فعلًا."
تبدأ هالة تشك في كلامه، كأن فيه لغز…
هل في حاجة هي متعرفهاش عن نفسها؟
على الطاولة ورقة ممزقة، مكتوب عليها بخط نسائي:
احذر من اللي حواليك… مش كل اللي شايفينه عدوك هو العدو الحقيقي.
استفاقت هالة مرة تانية على صوت حركة بجانبها، لكن المرة دي كانت عيونها مليانة ألم وذعر.
سراج كان قاعد على طرف السرير، يراقبها بعينيه الباردة، وهو يبدو أكثر هدوءًا.
لكن هالة شعرت بشيء غريب في نظراته، كأنها كانت محاصرة في فخ لا مفر منه.
أنت فين؟ ليه حابسة هنا؟
فجأة، رفعت رأسها بنظرة عميقة، محاولة أن تكون شجاعة، رغم شعورها بالضعف.
سراج ابتسم ابتسامة باردة، ثم قال بصوت خافت، متأكد من تأثير كلماته:لو حاولت تهربي أو تعملي أي حاجة ضد رغباتي، هقتل خالك… وعمتك… وكل اللي حواليك.
هالة تجمدت في مكانها، عيونها تتسع من الصدمة.
خالي؟! أنت مش معقول!
سراج استمر:أنا عارف كويس إنتي مين. ومش هسمح لك تهربي. خالك حاليًا في خطر، وكل ثانية ممكن تمضي حياته.
هالة شعرت بدمائها تجمدت في عروقها.
يعني أنت… يعني لو قلت لحدا… هتقتلهم؟
سراج:بالضبط. وأنتِ دلوقتي مش في مكان يسمح لك بمساعدة حد. أنا هنا علشان أجبُرك على خدمتي، وعلى فعل كل شيء أطلبه. وكلما أطعتي، هتعيشين. وكلما تمردتي، هتكون نهايتك قريبة.
في تلك اللحظة، هالة شعرت بكل خلية في جسدها تئن من العجز.
سلسلة حديدية مربوطة في قدمها، والأمل الوحيد في عينيها انطفأ
في اللحظات التي كانت هالة تغرق فيها في بحر من التعب
