رواية عودة الذئاب الفصل العشرون بقلم ميفو السلطان
كانوا إخوة.. … دمهم واحد، واللقمه بينهم مكسور، والسّند أيام العوز كان اسمه "العم".
لكنه الطمع… الطمع لما يسكُن قلب القريب، بيخلّي الضهر اللي اتسندنا عليه، هو أول من يطعنّا.
في غفلة من الزمن، اتبدّلت الوجوه، وباع العم دم أخوه، وسرق من العيون الضحكة، ومن القلب الأمان.العم خان، آه…
بس الخيانة ما كانتش آخر المصايب،
الخيانة كانت الشرارة… النار اللي ولّعت بعدها، كانت من جوّه البيوت
كبروا، آه…
بس مش بالحب، كبروا بالحقد،
والذكريات الحلوة؟اترمت على رفّ النسيان، واستبدلوها بسيرة مين خد ومين خان.
أهو العم باع،
والقلب اللي كان بيرقّ، مات،
ومات الأب… مات والقهر في صدره، والخذلان في عينه، ومفيش غير الصمت كفن له.
كبروا العيال على وجع، على فراغ مالهوش دوى…
كبروا على حكايات اللي كانت بتبدأ بـ"كان يا ما كان… كان في عم خان"
والعيال… كبروا وفي قلوبهم النار والتار.
رجعوا… مش علشان يصافحوا، لكن علشان يحاسبوا.رجعوا…
رجعوا شايلين في عيونهم صور الأب وهو بيكتم وجعه،
رجعوا بقلوب مات فيها العفو…
وجوّاهم قسم إنهم يردّوا الكف بألف كف، ويكسروا اللي كسرهم ويخطو عليه ويدوسو باقدامهم.
بس محدّش قال لهم…
إن اللي بيجري ورا الانتقام، بيوصل في الآخر لمقابر مفتوحة بس مين إللي هيندفن.. جايز بريء مالوش ذنب.و. جايز عويل ليه الف ذنب. …
رجعوا والسؤال بيلحّ:
هل يستاهل الصراع ده ندفن الحنين؟ ننسى حضن كان بيضمنا كلنا؟
هل الانتقام هيرجع الغايب؟
ولا بس هيكمّل سلسلة الخسارات؟
في لحظة، وقف أحدهم وسط العيلة وقال:
"احنا ورثنا عنكم الدم، بس هل لازم نورّثه لأولادنا كمان؟"
اللي خان ترك لعنة وراه،
خلّى الأحفاد يولدوا وفي دمهم غصة…
وفي صوتهم نبرة شك…
وفي عيونهم دمعة مالهاش مكان تنزل فيه.
وكل ما حد يفتكر العيلة،
يحط إيده على قلبه،
مش من الحب…
من الوجع.
والسؤال اللي بيفضل يطاردهم:
"هو اللي راح… يستاهل كل اللي ضاع؟"
"هو الدم اللي ممكن بتسكب، هرجّع أب، ولا يرجّع حضن، ولا يرجّع صُبح من غير خوف؟"
لا…
الانتقام خلّانا نكسب وهم، ونخسر كل حاجة كانت حقيقية.
خلانا نحط الطين على صورنا، ونقول لبعض: "إحنا كنا عيلة… وبقينا تاريخ ماتتحكّيش نهايته."ونخاف نحكي النهايه يا تري هتتختم بختم النار و كرباج الغل وإلا هتتختم بقلب نابض يشد القلوب لحضن كبير ينسو فيه كل الوجع..
هل للحب مكان وسط الذئاب..هل أتحكم الذئاب قلوبهم تفضل من الشيل بتصرخ وجع.. . بس لو عرفنا طباع الذئاب هنعرف إن النبل مأصل والحب مدفوف بس عايز نبشه.. نبشه من قلب صادق.. نبشه من قلب عايز حب الذئاب.. حب مدفون بوجعه.. حب لو خرج هيغطي علي الف وجع.. .. والواضح ان قدام الذئاب قلوب كتيره عايزه تنبش مش تنهش.. يا تري نبشه الذئاب هتطلع إيه.. يا تري هتفضل الجمله بوجعها.. كانو أخوه. كنا عيله..... والا الماضي هيقلب حاضر وتبقي..... .
.......... بقينا أخوه بقينا عيله..