رواية زين وزينة الفصل العشرون
مجرد أن غادرت زينة، لم يشعر بنفسه من كثرت الغضب ، أمسك كوب الماء الذي بجواره و القى على سميران الكوب، و انجرح جبينها، تحت صدمة و ذهول الجميع...
وضعت يدها على جبينها و نظرت إلى الدماء بخوف.
تصرخ بريتا: ما هذا الجنون؟
ليجيب بغضب شديد: هذا الجنون من أفعالك ابنتك الحقيرة و الغبية التي تظن أنها تنال شرف أن تكون زوجتي، و حتي أنتِ زوجة عمي، تسعى خلف أموالي لكن دعني اخبرك من الان تم انقطاع راتبك الشهري أنتِ و سيمران و حتي أنيل.
نظر إلى أنيل و قال بهدوء: أعلم أنك لم تكن مثلهم، لكن أنت أمامهم ضعيف الشخصية و سوف يأخذوا منك الراتب.
قالت سميران بانهيار : كل ذلك لأجل هذه الحقي.
لم يتحدث بل نظرة منه كانت كفيلة أن تجعلها تصمت و لا تكمل الجملة.
قالت الجدة بعصبية: زين ما هذا الأفعال ؟
ليجيب بهدوء: جدتي يجيب عليك أن تقولي هذا الحديث إلى سميران.
كانت سيما صامتة لأنها لا تريد سميران زوجة زين.
بريا و تينا و ياش و أكاش لا يحبون سميران.
خال زين و زوجته كانوا صامتون لانه أمور لا تخصهم.
أنيل أخو سميران مثل ما قال زين ضعيف الشخصية.
أمير يريد حرق هذه العائلة، لا يرون أن زين مصاب و كانت حياته في خطر، و يفعلون هذه الأمور.
الجد ينظر بصمت لكن عيونه تحرق زين.
أما فير، توقع أن تحدث هذه الدراما ، لذا إنتظار في كافتيريا المستشفى...
تحدث برتاب بغضب : لم تكفي من إهانة عائلتك لأجل هذه الفتاة.
أغمض عيونه بغضب ، يريد الآن أن يغادر و يركض خلفها ، حتي يخبرها أنه لا يفعل ذلك.
أكمل الجد بعصبية: لماذا لم تجيب سميران حامل، هل تتركها هكذا؟
للاسف برتاب متأكد أن زين لا يفعل ذلك، لكن حتي هو يفكر في ثروة زين الهائلة التي أصبحت لا تحصي ، و هما بدون نقود زين لا شيء.
لذا يريد زواج زين من سميران حتي تكون عائلة واحدة .
أبتسم بهدوء ، و لم يتحدث بل نظر الى صديق عمره، رفيق الرحلة، جاءوا إلى لندن معدومين بلا شيء ، قضوا أيام و شهور في الشوارع بلا مأوى و لا طعام.
حتي أصبح كل منهما يكمل ثروة هائلة.
أبتسم زين إلى أمير، وجذب سميران من يدها و قال : هيا
قالت بتوتر: الى أين؟
ليجيب امير: سوف نطمن على الطفل هذا طفل زين فير سينج.
بريتا بتوتر: أترك ابنتي.
لم يجيب عليها ، اخذها دون الاهتمام بصرخ بريتا و تهديد بريتا....
أما هو عاد رأسه إلى الخلف و قال بحزن: اعتذر صاحبة الضحكة و العيون الجميلة، أعلم أنك منزعجة من هذه الحقيرة.
في السيارة
يوسف بغضب: بس ناس قليلة ذوق بجد.
سعاد : خلاص يا يوسف يمكن علشان زعلانين أن ابنهم في الحالة دي بسبب بنتنا.
لتقول زينة بغضب: حد كان قال له هو يعمل فيها بطل و يساعدني.
قال يوسف بهدوء: كلامك صح يا زوزو
سعاد : نقفل الموضوع ، زوزو خالتك سامية حجزت على امريكا، و احنا كمان حجزنا.
قالت بحزن؛ الكل مسافر.
قالت بهدوء: أيوة يا حبيبتي ، تحبي تجي معنا
أومأت رأسها اعتراضا ، و قالت : عندي شغل كتير.
سألت : مسافرين أمت.
يوسف : بليل.
ابتسمت و قالت: توصلوا بالسلامة.
كانت حزينة لأنها تعود وحيدة مرة أخرى.
و بالفعل جاء المساء و عادت زينة وحيدة و المنزل الذي كان ممتلئة ، أصبح فاضي...
في المستشفى
كانت سميران مع بريتا في الخارج بعدما اكتشفت خطتهم ..
صرخ زين: هذا التحليل لا يوجد حمل، كفي كذب و خدع ، كفي.
قال أمير بعصبية و هو ينظر إلى سيما: ماما زين مريض ، و ما يحدث ليس جيد على صحته.
نهض برتاب بغضب و قال: حسنا زين ، سوف نغادر ليس إلى منزلك ، بل إلى الهند.
نهض فير و قال بهدوء: هو لم يقصد شيء ، سميران اخترعت كذبة كبيرة و زوجة أخي تساعدها في ذلك، هو عصبي لأجل هذا الشئ.
كاجول بابتسامة: هو بخير الآن من الافضل أن نعود ، نحن لم نغضب منك زين، نغضب من سميران ..
قال زين باحترام: اعتذر جدي، أعتذر جدتي و أنت أنيل، اعتذر منك، لكن أفعال سميران لا تحتمل، و سوف ارسل رواتب سميران و زوجة عمي مع راتبك أنتِ و جدتي و أنت اعطيهم كأنه منك، ليس مني، و اعتذر مرة أخرى.
اقترب منه برتاب و عانقه و رحل بصمت، و فعلت كاجول و أنيل، ليعودوا إلى الهند ..
أخذت ريا نفس عميق و قالت: أخيراً رحلت هذه سميران
و أخيرا تحدثت سيما: حقيرة، هي تظن أنها تكون زوجة أبني؟
قال تينا: أفعال سميران اخجلتن مع الفتاة، الآن تظن أن كل فتاة هندية تنجب بدون زواج....
شرد بحزن و هو يسأل نفسه: ما شعورها الآن ؟
ظلوا يتحدثون و هو في عالم آخر ، ليس كان تفكيره في زينة فقط، أصبح يستعد كلمات زينة ، أفعال زينة، نظر إلى ثياب تينا و ريا الشبه العارية، و اغمض عيونه و تخيلها أمامه بثابها المحتشمة، و التي رغم ذلك تظهر جمالها، و تذكر عندما ذهب لها اول مرة و طلب قضاء وقت معها، كانت ترتدي ثوب الصلاة ، قال لنفسه: حتي هذا الثوب البسيط كان يظهر مظهرها الجاذب ، أحبك زينة، و احببت هذه التربية و الديانة التي شكلت هذه الفتاة الجميلة....
أما هي
مجرد أن رحلت عائلتها ، سمحت لنفسها بالبكاء، ليس الأمر سهل عليها، أحببت شخصاً لا يجوز لها، و ايضا هذا الحقير أقام علاقة مع فتاة و هي الآن حامل بطفله.
و يأتي و يقول ، أحبك زينة.....
تقف أمام المرآة ،لتنظر لنفسها، و لم تجد زينة الفتاة القوية، وجدت فتاة ضعيفة، إزالة دموعها الغزيرة و قالت: ايه دي يا زينة دموع ، من امت دموعك تنزل علشان حد، عادي انتي كويسة مفيش حاجه ، مفيش حب، بس مجرد أنه ساعدني بس، أيوة صح كلامي صح
وضعت يدها على قلبها الذي يدق سريعاً و قالت بعصبية: و أنت مالك أنت كمان، أيوة فهمت أنا زعلانة علشان اهلي سافروا، أيوة أنا مش بحبه ، مش بحبه.
كانت دائما تتلاشي نطق أسمه.
القت نفسها إلى الأرض بتعب, و نظرت إلى الأعلى و قالت برجاء: لا يارب ، لا يارب، مش بعد ده كله يكون ده اللي قلبي يدق لي، أنا ديما بسعى لفعل ما يرضيك ، و ببعد عن أي فتن و شبهات علشان كده، أقف جنبى يارب و ريح قلبي ، يارب.
وقضت ليلتها في البكاء، و الحقيقة القادم لها سوف تكون الدموع و العذب..
مر شهر
كانت عادت عائلة زين إلى الهند.
و هو يجلس في المنزل لا يذهب إلى العمل أو البرنامج.
كان يقضي وقته في القراءة عن الدين الاسلامي ، قراءة القرآن الكريم و تفسيره بالغة الانجليزية، كان يتعلم اللغة العربية ،كان يترجم برامج دينيه من العربية إلى الإنجليزية و يشاهدها، كان يقرأ كل حرف يتحدث عن الاسلام، و عن الله عز وجل و عن الرسول صل الله عليه وسلم ، و معهم تعلم اللغة العربية.
عندما بحث علم أن الأزهر الشريف له مكانة عاليا، تواصل معهم اون لاين ، و أصبح يأخذ دروس في الدين الاسلامي، ليس بمفرده بل أمير الذي أيقن أنه لا يعلم شئ عن ديانته..
أما زينة ، تحمد ربها أن لديها القدرة على التظاهر أنها بخير، كانت تذهب الى العمل ، دائما في تواصل مع عائلتها و هي قوية كعادتها.
لكن كلما أصبحت بمفردها تبكي و تبكي، و لا تستطيع منع نفسها من ذكريات زين.
كانت تشعر بالوحدة لانه لا يظهر امامها، أيقنت أنه تزوج سميران بالفعل و هي كانت مثل ما قال عنها فاكهة محرمة، و عندما تاكد أنها لا تقبل ذلك، أبتعد عنها بعدما علق قلبها بالمجهول...
اقتربت من الله أكثر و أكثر و تدعو الله أن يغفر لها أنها وقعت في غرامه.
مر خمس شهور
كانت تعيش هي في عذب و دموع.
بينما زين و أمير يعيشون في راحة نفسية بعدما ما تعرفوا عن هذا الدين العظيم ، الاسلام.
في منزل زين
سأل امير: و الآن ماذا تفعل؟
ابتسم و قال: أولا سوف أعتنق الاسلام، ثانيا سوف أذهب إلى الهند و أخبر عائلتي أني اعتنقت الاسلام، و ايضا أني سوف اتزوج زينة.
سأل أمير: هل انت متاكد زينة تقبل بك؟
ظهر ملامح الحزن عليه و قال: لست متاكد، لكن أنت شاهد و تعلم أن قرار اعتنق الاسلام عن اقتناع ، ليس لأجل الزواج من زينة.
أجاب بهدوء: بالتأكيد متاكد، حتي أنا اكتشفت أشياء عن ديني كنت لا أعلم عنها شئ ، لكن أظن زينة تقول لك أنك فعلت ذلك لأجل الزواج.
أبتسم و قال: أعلم ، لقد اشتقت لها أمير ، سوف أذهب اليوم إلى منزلها لعل اراها قبل السفر الى الهند، لكن أولا سوف اتحدث مع شيخ الأزهر و أشهر أسلامي.
أبتسم أمير و قال: مبارك لك صديقي...
اغمض عيونه بسعادة غامرة ، و هو شعر بالغباء من نفسه, كيف هو بذلك الذكاء و لم يفهم الطريق الصحيح هو القرب من الله؟ كيف بعد كل التقدم و التكنولوجيا و أنا أظن أن مجرد صنم هو الإله ؟يالله أغفر لي.
بعدما تحدث زين مع الشيخ و أخبره ما أركان الاسلام و كل ما يخص الاسلام.....
ها هو الآن اغتسل و يقف و دقات قلبه عاليه، هو الآن يستعد لاجل لقاء الله عز وجل ، يشعر بالخوف الشديد و الرهبة و لكن يوجد سكينة و راحة لم يشعر بها قط.
بخطوات مرتعشة ، يقترب نحو سجادة الصلاة التي كانت بحوزة أمير و لم يكن يستخدمه.
يقف على السجادة ، رفع يديه إلى الأعلى و قال بصوت مرتعش: الله أكبر.
و هنا ذرف الدموع بغزارة و هو يعتذر إلى الله على ما فاته من الجهل و الكفر ، و يدعو الله أن يهدي عائلته إلى الدين الاسلامي.
و هل ينسي زينة، ساجد لله و ينجي ربه و قال بدموع: يالله أغفر لي ، اغفر لي كل الذنوب أعلم أني افترقت ذنوب كثيرة ، زنا و شرب الخمر ، و أشياء كنت لا أعلم أنها خطا، أطلب منك السماح و الغفران.
و يالله زينة كانت سبب أن أبتعد عن كل العادات السيئة ، هي من جعلتني أرى أن الدين الاسلامي هو دين الحق،الهي أرزقها السعادة و الصحة و راحة البال ، و اجمعني بها على خير، أنت تعلم أن قلبي عاشق لها، الهي أزرع حبي في قلبها،و اجمعني بها، ليصبح زين و زينة شخص واحد...
كان في غرفة أمير ، يقضي الصلوات الفائتة ، بعدما جدد التوبة، و لم تخلي من دعائه لزينة، فهي كانت النور الذي أنار طريق زين و أمير إلى طريق الحق بدون مجهود منها.
فهي عندما كانت تتصرف بتعاليم الاسلام و العادات التي نشأت عليها جعلت الجميع ينظر لها أنها ملكة متوجة ، و هذا ما كانت تسعي اليها،تخبرهم كيف تكون فتاة عربية مسلمة؟
في منزل زينة
كانت تقضي صلاة قيام الليل و هذه الدعوة التي لم تتغير منذ شهور، أن ينزع الله حب زين من قلبها.
أعلن الهاتف عن وصول رسالة عبر المسنجر ، لم تهتم أكملت صلاتها، و لم يتوقف الهاتف عن الاشعارات.
انتهت من الصلاة و جدت أنه إيهاب، زفرت بضيق و أرسلت رسالة مكتوبة: عايز ايه يا ايهاب
لياتي الرد رسالة صوتية و يظهر صوت إيهاب الباكي: أنا تحت البيت انزلي حالا.
نهضت بفزع و سألت : في ايه يا إيهاب في حاجة حصلت في مصر.
ارسل الرد مكتوب: لا ، أنا اللي بموت.
أرسلت رسالة مكتوبة: مالك يا ايهاب، مالك أنت كويس
ليرسل رسالة مكتوبة: انزلي.
أخذت الهاتف و المفاتيح و غادرت الشقة بثوب الصلاة ذو اللون الأسود الذي يظهر نقاء بشرتها و جمالها الهادئ و الرقيقة.....
هرولت على الدرج بتوتر ، نسيت أن يوجد مصعد.
و في نفس الأثناء كان أقترب زين إلى منزل زينة برفقة أمير ، لعل يستطيع رؤيتها قبل السفر الى الهند.
وقفت أمامه بتوتر، و سألت: في ايه.
كانت حالته ليست جيدة ، واضح أن اكتفي من البكاء،قال بدموع و رجاء: لآخر مرة بطلب منك الجواز ، أنا بموت يا زينة ، بموت و ده بجد ، أنا بموت، و عايز آخر ايامي تكون معاكي.
سألت بعدم فهم: مش فاهمة
قال بحزن: أنا اكتشفت أن عندي سرطان مرحلة رابعة و أيامي في الدنيا معدودة، أمنيتي الوحيدة هي أنتي ، انتي اللي سرقتي قلبي و عقلي من أول يوم.
وضعت يدها على فمها بحزن ، و قالت : أنت متأكد
أومأ رأسه بنعم، و سأل برجاء : تحققي لي آخر أمنية، تقبلي تتجوزني.
لم تجيب , لكن كانت حزينة لاجله، و لا تعلم كيف تساعده؟
الآن الأمر أختلف، كانت في السابق قلبها خالي، لكن الآن قلبها عاشق متيم بهذا الزين.
لكن أيضا لم تتحمل أن ترى إيهاب هكذا هي طالما تنظر له أنه أخ ، و لا تقبل أن يعاني، سوف تتنازل لأجل مساعدة إيهاب.
في هذا الوقت كان وصل زين، هبط من السيارة ، و سار بعض الخطوات حتي وصل أمام العمارة، نظر لها بتعجب ، لماذا هي هنا في الوقت المتاخر؟!
و من هذا الذي الشخص الذي تتحدث معه؟
كانت طلتها تخطف قلبه و عقله.
أمام الشخص الذي أمامها، يعطى ظهره لزين.
سار ليصل اليها، لكن توقف مثل التماثل عندما قالت زينة : طبعا يا إيهاب موافقة اتجوزك و أكون معك حتي آخر العمر.
لم يتعلم فقط اللغة العربية ، بل شاهد أفلام مصرية حتي يتقن اللغة العامية المصرية لأجلها حتي تكون سعيدة،ليقطع كل المسافات بينهما، لكن الآن ندم على فهمه لهذه اللغة، ياليت لم يفهم هذا الحديث الذي يحطم قلبه ؟
سأل إيهاب مرة أخرى: زينة بجد موافقة تتجوزني.
أومأت رأسها بالموافقة مع الدموع الشديدة.
كان يظن زين أن دموع زينة ، دموع سعادة.....