رواية أحببتها ولكن الجزء الثالث (ابناء الدمنهوري) الفصل الثاني والعشرون
فى قصر ليل
كانت روز تجلس وتحاول مهاتفه بيسان التى كانت لا تجيب مما جعلها تشعر بالخوف عليها
جاءت رضوى وجلست معها وقالت:مالك يا عمتو؟
روز بقلق:بيسان مبتردش عليا وقلقانه عليها
رضوى:ممكن تكون مش سامعاه يا عمتو
روز بقلق:تفتكرى؟
رضوى:أكيد
روز بخوف:مش عارفه...جوايا خوف مش طبيعى
ربتت رضوى على كتفها بمواساه وقالت:متخافيش يا عمتو خير أن شاء الله
فى المستشفى
ذهب قاسم الى شقيقته وعندما دلف وجد شقيقته فاقده للوعى طلب الطبيبه مى التى جاءت إليه مُسرعه وقالت:فى ايه يا قاسم طالبنى بسرعه كدا ليه
قاسم بقلق:بيسان أختى جايه بالمنظر دا ومعرفش فيها ايه
مى:دى أختك الصغيره؟
قاسم:أيوه
مى بتهدئه:متقلقش هكشف عليها دلوقتى وهشوف مالها
قاسم بقلق:ياريت تطمنينى عليها يا مى فى أسرع وقت مش هستنى كتير
مى بهدوء:حاضر أهدى ومتوترش نفسك كتير بسيطه أن شاء الله
خرج قاسم وترك مى مع بيسان وهو خائف عليها كثيراً ولا يعلم ماذا عليه أن يفعل
فى قصر ليل
ذهبت كارما الى روز التى كانت جالسه وتشعر بالخوف وأحبت مدايقتها جلست وقالت:مالك يا ماما؟
زفرت روز وقالت بتوتر:مفيش
كارما بغمزه ومرح:يا روزى مش عليا الباشا زعلك ولا ايه
روز بضيق:لا يا كارما لا مزعلنيش
كارما:طيب مالك
روز بضيق:بيسان أختك مبتردش عليا
كارما بذكاء:ما هى فى درس هترد عليكى أزاى؟ بالعقل
نظرت لها روز وقالت بغضب مكتوم:أصطبحى على الصبح انا روحى فى مناخيرى
كارما بأستفزاز:روحك فى مناخيرك أزاى مش فاهمه
روز بغضب:قسماً بالله لو ما قومتى من هنا بالشبشب وعلى دماغك
كارما بضحك:ايه يا ماما مالك يا حبيبتى فى ايه أهدى حجوج محتاجك لسه يا جميل
غضبت روز أكثر وقالت وهى تبحث عنه نهضت كارما عندما وجدت روز تُمسك به وركضت أختبأت خلف ليل وهى تضحك
روز بغضب:أستغفر الله العظيم
ليل بتساؤل:ايه فى ايه مالكوا؟
كارما بخبث:كل دا عشان بفرفشها شويه يا حجوج يرضيك
ألقت عليها روز الوساده وهى تقول بغضب:شوف البت
أختبأت كارما خلف ليل وقالت:شوفت يا بابا عصبيه أوى أزاى
روز بغضب:شوف البت انا بردوا
ليل بحده:بس انتِ وهى خلاص هتتخانقوا
أسندت روز رأسها بيدها وهى تقول بقله حيله:أستغفر الله العظيم
نظر ليل لكارما وقال بخفوت:يرضيكى كدا
كارما بمرح:ما البركه فيك بقى يا حجوج تصالحها انتَ
ليل بغمزه:أفضلى ولعيها من هنا ومن هنا وليل اللى بيشلها فى الأخر
كارما:طب ايه رأيك بقى أن انا كنت كسبانه فيك ثواب لما أتعصبت وكدا ثبتها وقولتلها أن حجوج محتاجك لسه وكدا
ليل بغيظ:طياره على أوضتك ومشوفكيش غير بعد ما تتجوزى المحروس
كارما بذهول:ايه دا ليه كدا بس يا حجوج
ليل بجديه مصطنعه:على فوق
زفرت كارما وقالت:ماشى يا حجوج انتَ اللى جبته لنفسك بقى
نظرت لروز وقالت:على فكره بقى يا ماما حجوج بيخونك وشوفت دا كمان بعينى
نظرت لهُ روز بشراسه وغضب ونظر هو لكارما وهو لا يصدق ما يسمعه
روز بحده:الكلام دا صح يا ليل
نظر لها ليل وقال:لا
كارما بخبث:بأماره كمان مسميه نفسها أميره الأحلام وكانت بتعاكس فى بابا وعاوزه تتجوزه عشان هو أمور وأى واحده تتمنى تكون مراته
وضع ليل يديه على وجهه ونظرت لهُ روز بغضب شديد رفع رأسه ونظر لها وهو يقول:لو حلفتلك بالله دلوقتى إنه محصلش أكيد هتصدقينى صح؟
نهضت روز بغضب ووقفت أمامه وقالت بغضب:مين أميره الأحلام دى يا ليل اللى بتخونى معاها
ليل:روز أبوس إيدك مش ناقص
روز بغضب:مين أميره الأحلام دى بقول
كتمت كارما ضحكتها ونظر لها ليل وتصنعت الجدية وضربها ليل بالوساده وهو يقول:ولعتيها يا حريقه
روز بغضب ودموع:رد عليا وملكش دعوه بيها مين دى
زفر ليل بهدوء وقال:يعنى بذمتك هخونك دلوقتى بردوا
روز بغضب:ومين عارف
ليل:اه كدا ضمناها خناقه وبعدها هتطور وتوصل للطلاق وبعدها نتمرمط فى محاكم الأسره بقى
روز بغضب وحده:رد عليا ومتتوهش فى الموضوع بقولك
ليل:بالعقل لو عاوز أخونك مش هخونك دلوقتى كنت خنتك زمان وبعدين البت دى كدابه
روز بإحتجاج:يا سلام وانا أضمن منين أن كلامك صح...قسماً بالله يا ليل لو دا صح
أمسكته من ياقه قميصه وجزت على أسنانها وقالت بتوعد:لاكون دبحاك وبايعه الكيلو منك بمية جنيه
وضعت كارما يدها على فمها وكتمت ضحكتها بصعوبه ونظر هو لها بصدمه وقال:على أخر الزمن تدبحينى وتبيعى منى الكيلو انتِ قولتى بكام؟
روز بشراسه:بمية جنيه
ليل:مية جنيه يا قادره
تحدثت كارما بخبث وهى تحاول الا تضحك:قليل يا ماما مشيها مية وخمسين
ليل بإنفعال مضحك:انتِ تسكتى خالص انتِ وسط المصايب دى كلها بقى دى أخرتها؟
كارما بأبتسامه:دى محبه يا حجوج والله
جز ليل على أسنانه بغيظ فنظر لروز وقال بهدوء وحنان:بذمتك يا شيخه فى حد عاقل فى الدنيا يخون القمر دا
نظرت لهُ روز ولم تتحدث فأكمل هو وقال:دا انا معايا قمر معقوله هبص بره يعنى ما انتَ عارف معزتك عندى يا جميل
أشارت لها كارما من خلفه علامه لا فنظرت هى لها وتحولت فجأه فكانت مخدره بسبب كلماته التى لامست قلبها ولكن أفاقت فجأه وعادت لما كانت عليه وجذبته من ياقه قميصه بخفه وقالت بحده:وانتَ فاكر نفسك هتضحك عليا بكلمتين
أشارت لها كارما من خلفه وهى سعيده بعلامه نعم وقال هو:روز هو انتِ مجنونه!
روز بزمجره:مجاوبتش على سؤالى يا ليل
ليل بنفاذ صبر:لا اله الا الله ولا حول ولا قوه الا بالله
روز:انتَ لو متصلتش بيها حالاً وسمعتنى صوتها انا هكون داخله فيك السجن وحالاً
ليل بتعجب وعدم فهم:صوت مين وأتصل بمين يا قاسم تعالى شوف أمك
تركته روز وكأنها جُنت وقالت وهى تبحث عن هاتفه:هو فين
ليل بتساؤل:هو ايه؟
سمعت كارما تقول لها وهى تمد لها يدها به وتقول:أهو يا ماما
أخذته منها روز ونظر لها ليل بغيظ وفجأه جذبها من شعرها وتألمت هى وضحكت بقوه وهى تقول:جرا ايه يا حاج فى ايه مالك بس
بحثت روز فى هاتفه كالمجنونه وهى تتوعد لهُ بينما نظر لها ليل وقال:وحياه أمك لربيكى حاضر
ضحكت كارما أكثر وقالت بصوتٍ عالِ:يا قاسم...يا باسم حد يلحقنى...بابا انتَ عامل ايه انا بقيت شبه البطيخه وهى متشاله راسى يا حجوج
لم يجيبها ليل ولكن سمع روز تقول كمن كانت بتحث عن شئ قديم ضاع منها لسنوات ووجدته أخيراً
روز بصراخ:أهو رقمها أهو يا أستاذ...وكمان مكلمها واتس وانا أقول بينام وهو مخبى الفون ليه
ليل بعدم فهم:هو ايه؟
وضعت روز الهاتف أمام عينيه وقالت بسخريه:أهو مش دى محادثتك معاها...وقال ايه حد يكون معاه القمر دا ويخونه
دلفت على المحادثه وقرأتها بصوتٍ عالِ تحت صدمته وهو لا يصدق ما يسمعه فهو لا يعرف أحد بهذا الأسم
روز بترقب:حبيبى نمت ولا لسه...لا يا حبيبتى انا صاحى ايه اللى مصحيكى لحد دلوقتى...مش جايلى نوم وانتَ...كنت مستنيكى تكلمينى أصلك وحشتينى أوى
نظرت لهُ بنظرات تملئها الغضب والشراسه وهو يقف أمامها ينظر لها بصدمه وذهول مما يسمعه فأكملت روز وقالت:خلاص ايه رأيك نتكلم فون شويه عشان وحشنى صوتك
نظرت لهُ روز وقالت بردح:نعم ياخويا...وحش يلهفها ورب العزه لوريك انتَ وهى يا انا يا انتَ النهارده بقى
طلبتها وفتحت مكبر الصوت وأنتظرتها تجيب وليل لا يصدق حتى الأن وكارما تضحك بخفوت وهى تضع يدها على فمها
سمعت صوت أنوثى يجيبها قائله:لحقت أوحشك يا ليلو
روز بشراسه:وحش يلهفك يا بعيده انتِ مين يا حيوانه انتِ
_انتِ اللى مين يا ست انتِ..ناديلى سيدك يلا
روز بصراخ وغضب:سيد مين يا معفنه يا اللى متعرفيش يعنى ايه تربيه انتِ مين بقولك
فى غرفه قاسم
كان قاسم جالس ومعه باسم الذى يضحك بخفوت
ضربه قاسم على ذراعه وهو يشير لهُ بأن يصمت فقال بصوت أنوثى:انا مش هرد عليكى عارفه ليه
روز بغضب:ليه يا حلوه
قاسم بصوت أنوثى:عشان انا محترمه طبعاً هى محتاجه ذكاء؟
روز بتوعد:قسماً بالله لو ما قولتى انتِ مين لاكون مندماكى
قاسم:مندمانى؟
روز بغضب:اه
قاسم:لعلمك انا مش لوحدى اللى بكلمه
روز بترقب:يعنى ايه؟
قاسم بصوت أنوثى:سماح لبانه بتكلمه معايا أصل أحنا الأتنين لينا معزه خاصه عند ليلو فمبيحبش يزعلنا فبينفذلنا طلباتنا مش كدا يا بت يا سماح
باسم بصوت أنوثى:طبعاً وهو انا هكدبك يا حبيبتى
نظرت لهُ روز بصدمه وأغلقت الهاتف بوجههما ونظر قاسم لباسم وهو يضحك بقوه ومعه باسم
باسم بضحك:صدقت
قاسم بضحك:قوم خلينا نلحق بابا قبل ما تعمل فيه حاجه
نهضا وركضا للخارج كى ينقظانه منها
فى الحديقه
نظر ليل لها وهو مصدوم ولا يستطيع أن يصدق وفجأه وقفت أمامه روز وقالت بشراسه:ها مش سامعه صوتك ليه
كارما بخفوت:يارب يا قاسم انتَ وباسم تيجوا بسرعه قبل ما تدبحوا بجد
روز بحده:رد عليا ولا مش لاقى كلام تقوله
ليل:يا روز أفهمينى
روز بمقاطعه:لا مش هفهم هتقعد تدخلنى فى حوارات وأصلها بت غلبانه وانا اللى بطلع غلبانه فى الأخر
تقدم منهم كلاً من قاسم وباسم ركضاً وحاول قاسم إبعاد روز عن ليل وهو يقول بتهدئه:يا ماما أهدى مش كدا
روز بحده:أبعد عنى يا قاسم سبنى عليه
باسم بتهدئه:عشان خاطرى انا خلاص الراجل شويه وهيعيط
روز بغضب:أبوك اللى بتدافع عنه دا بيخونى...راجل ها واخد بالك معايا عاقل وفاهم أنه لسه صغير بيخونى مع واحده أسمها...أسمها ايه يا بت
نظرت لها كارما وليل مازال ممسك بها وقالت:أميره الأحلام يا ماما وصاحبتها أسمها سماح لبانه
روز:أيوه هى دى تخيل يا قاسم بتقولى روحى نادى على سيدك وقالت كلام حرقت دمى بيه
شهق قاسم بصدمه مصطنعه ونظر لليل وهو يقول:كدا يا بابا...بقى دى أخرتها تخون القمر دا مع واحده أسمها أميره الأحلام وسماح..أسمها ايه؟
باسم:سماح لبانه
قاسم بأشمئزاز مصطنع:ايه الأسم المعفن دا ليه تعمل فى نفسك كدا يا بابا عاوز تخونها قولى وهنقيلك واحده حلوه
ضربته روز وتألم هو ووضع يده على ذراعه وهو يتألم وهى تقول:شوف الواد وقله أدبه
باسم بشفقه:انتَ صعبان عليا والله
قاسم بألم:طب ايه رأيك بقى ان دا كان مقلب مننا
صمتت روز ونظرت لهُ وقالت بهدوء وعدم فهم:مقلب ايه
قاسم:بصراحه بقى دا كان مقلب واللى كانوا بيكلموكى دول أحنا وبابا ميعرفش حاجه أساساً
ليل بذهول:عوض عليا يارب فى عيالى...دا أكيد ذنب عملته وعشان كدا ربنا بيعاقبنى فيك...وانتَ يا باسم انتَ ايه بقى هو قاسم بهت عليك ولا ايه مش فاهم
باسم بضحك:ما انتَ مش راضى تجوزنى كارما يا عمى
ليل:اه قول كدا بقى
قاسم بضحكه مكتومه:وقعت يا أهطل...ألبس
باسم:وايه يعنى وبعدين انا مبعملش حاجه غلط انا بحبها وعاوز اتجوزها
كارما: بابا انا هنا لو نسيت يعنى
نظر لها ليل وقال وهو يشدد على رأسها:ما انا عارف مبحسش يعنى
كارما:طب ما تسبنى يا حاج
ليل ببرود:لا
باسم برجاء:عشان خاطرى يا عمى
ليل:بشرط
باسم:أشرط براحتك
ليل:تصلح اللى انتَ عملته انتَ والبأف دا
باسم بذهول:بس كدا؟ دقيقتين وتكون مرضيه يا سلام
ترك ليل كارما واعتدلت بوقفتها فنظرت لهُ بأبتسامه فقال وهو ينظر لها:بيحبك أوى على فكرة
أكتفت كارما بأبتسامه صغيرة فضمها ليل وهو يبتسم
*****************************
*****************************
*****************************
فى اليوم التالى
كان قاسم جالس بالحديقه ولا يعلم ماذا سيفعل وماذا سيقول لليل وروز ويشعر بالحيره فالأمر صعب للغايه تقدمت منه كارما وجلست بجانبه وهى تقول:مالك يا قاسم قاعد ساكت كدا ليه مش متعوده على هدوءك دا
نظر لها قاسم وصمت قليلاً وقال:مش عارف يا كارما انا حاسس بالتشتت ومش عارف أعمل ايه
كارما بجديه:مالك يا قاسم فى حاجه مديقاك صح؟
أمأ قاسم رأسه بنعم فقالت هى:طيب قولى مالك ايه اللى مخليك مش عارف تتصرف ومخليك حيران كدا؟
نظر لها وقال:كارما انا وندى...تقريباً شبه منفصلين
كارما بذهول:ندى؟...ليه ايه اللى حصل انتَ مش كنت هتكلم بابا فى الموضوع يا قاسم زى ما كنت قايلى
نظر قاسم أمامه بشرود وقال:الأمور أختلفت يا كارما وكل اللى كنت مرتبه ضاع فى لحظه...البنت اللى كنت عندها هى وجدتها لما سبت البيت وهربت جاتلى المستشفى من فتره وقالت أنها بتحبنى وكلام كتير بتاع أى بنت لسه مش فاهمه مشاعرها وبتقول كدا وهو إعجاب مش حب بصراحه ومكدبش عليكى انا أتحرجت...وفى لحظه كانت قريبه منى وقالتلى انا بحبك فى اللحظه اللى قالت فيها كدا كانت ندى دخلت وشافتنا كدا
شهقت كارما بذهول ولا تصدق الذى تسمعه يبدوا أنها مزحه منه نظرت لهُ وقالت بصدمه:شافتك؟
أمأ قاسم رأسه وهو يقول:أيوه شافتنى
كارما:وانتَ عملت ايه ولا وقفتها أزاى
قاسم:مدتنيش فرصه وطلعت تجرى ولحقتها وشرحتلها الموضوع وحاولت أفهمها أنى مظلوم مش راضيه تسمعنى ورافضه وقالتلى انتَ خاين
رأت نظره الحزن بعينيه وتلك اللمعه بعينيه تدل على حزنه وضعت كارما يدها على كتفه وقالت:وبعدين ايه اللى حصل
قاسم بحزن:مشيت خلاص ومعرفش عنها حاجه...حاولت أوصلها بس معرفتش
حزنت كارما كثيراً لقاسم وسمعته يقول بصوتٍ أقرب للبكاء والدموع تلمع بعينيه:هى جت بوظت كل حاجه يا كارما...انا بحب ندى أوى وكنت هتكلم خلاص مع بابا وهى كلمت بباها وأتفقت معاه وكل حاجه كانت خلاص شبه منتهيه وبابا كان هييجى معايا نروحلها بس فى لحظه كل دا راح وانا أنتهيت معاها...انا نفسى أقولها أن انا معملتش حاجه ومظلوم..الأحساس دا وحش أوى يا كارما لما تلاقى اللى بتحبيه سابك مره واحده بمجرد أنه شافك بوضع انتِ عمرك ما تتمنى تبقى فيه وتكونى مظلومه فى الموضوع صعب وبيوجع أوى...انا قلبى محروق يا كارما انا مكنتش حابب الموضوع عشان متوجعش...بس غصب عنى حبيتها
أدمعت أعين كارما بتأثر وتساقطت بدون إراده حزناً عليه ربتت على كتفه ورأت روز ورأهما تُشير لها بالذهاب أمأت لها ونظرت لهُ ومسحت دموعها ونهضت تاركه روز معه وذهبت نظرت لها روز ونظرت لقاسم وألتفتت إليه وجلست بجانبه وكان منحنى برأسه للأسفل بحزن وضعت روز يدها على كتفه وضغطت عليه بخفه وقالت:عيط يا قاسم
سمع صوتها فرفع رأسه ونظر لها بدموع فقالت بحزن:عيط يا حبيبى متشيلش جواك حاجه ومتكتمش حزنك خرجه يا قاسم عشان ترتاح لو فضلت كاتمه جواك هتتعب أكتر
وكأنها كانت أشاره منها ليبدء بالبكاء أحتضنته روز بحزن وهى تربت على ظهره بحنان ومواساه
قاسم ببكاء:انا تعبان أوى يا ماما...انا ليه بيحصل معايا كدا...ليه مش مكتوب الفرحه تكمل ولو لمره ليه لازم تحصل حاجه كفيله تدمرنا وتسيب أثر جوانا...حتى البنت اللى كنت بحبها سابتنى ومشيت من غير ما تسمعلى وتعرف أنى مظلوم...عمرى ما خونت حد ولا كنت سبب فى زعلوا انا دايماً بحب راحه اللى حواليا وبدور على مصلحتهم قبل ما أدور على مصلحتى...انا كل اللى طالبه أفرح بس والله ما عاوز حاجه تانى
روز بحزن ودموع:بس..بس متزودش وغلاوتى عندك...قول الحمدلله ورضيت بقضاءك يارب وبس كل دا خير ليك والله بس انتَ مش حاسس يا قاسم...هتفرح يا حبيبى فى الأخر وهترجعلك أن شاء الله وكل حاجه هتتصلح بس انتَ تهدى وبلاش الكلام اللى يوجع القلب دا وجعت قلبى وخلتنى عايزه أعيط
بكى قاسم وظلت هى تربت على ظهره وتنظر للسماء
فى الداخل
عبد الرحمن:حد جعان يا جماعه؟
باسم:لا زهقانين تقصد الأكل سهل أنما هتعمل ايه فى الزهق
معاذ:لو هتخرجوا هتروحوا فين يعنى
عُدى:يا عم أى حته بس نشم هوا شويه الواحد زهق وعاوز يفرح شويه
بدر:طب ما فرحى بعد كام شهر أعملك ايه أكتر من كدا
عُدى:نعم يا حلو انتَ بتتكلم لسه فى الفرح اللى بعد كام شهر وانا بتكلم فى هعمل ايه دلوقتى
عمر:نروح فين طيب أختارلكوا مكان بس كلكوا تتناقشوا بهدوء وتتفقوا على مكان واحد من غير ضرب وقله أدب
طارق:بذمتك انتَ تعرف عننا كدا؟
عمر:انتَ بقى بالذات تسكت خالص عشان انتَ أول واحد بيعترض وبيتخانق
طارق:ما يا تختاروا مكان عدل يا إما بلاها خروج عشان كل مره بتتخانقوا على المكان ودا مش عاوز المكان دا ودا عاوز يروح معرفش فين
معاذ:طب أستنى عندى حل مين عاوز يروح أسكندريه
تحدثوا جميعاً معاً بصوتٍ واحد بأعتراض فقال معاذ بصراخ:بس انتَ وهو بس ايه هتدبحوا بعض انا بسأل لسه مقولتش هنروح ايه الغباء دا يا ربى أنتوا لو بترضعوا برسيم وأنتوا صغيرين مش هتبقوا بالتخلف دا
دلف قاسم ومعه روز وهو صامت نظر باسم لهُ وقال:أهو المعلم وصل أهو دا اللى هيحللنا مشاكلنا كلها تعالى كنت فين فاتك مدبحه هنا
ذهب قاسم لهم بهدوء وعينيه يسودهما الحزن ووقفت روز تنظر لهُ بحزن على ما وصل إليه
معاذ:بص يا كبيرنا بقى دلوقتى هما بيتخانقوا على مكان يروحوله وانا تعبت معاهم بصراحه أول ما قولت نروح أسكندريه كلوا قام فى بعض وشويه كانوا هيجيبوا سكاكين ويدبحوا بعض فتعالى يا معلم حط رأيك اللى هيمشى عليهم كلهم
قاسم بهدوء:معترضين على أسكندريه ليه؟
خالد:يا باشا أحنا تقريباً مبنروحش غيرها ومن كتر ما انا بروحها حفظتها خلاص
تذكر قاسم نوران وأنه كان بالأسكندريه فقال:لا بلاش أسكندريه...حابين تروحوا فين طيب؟
لف عُدى ذراعه حول كتف قاسم من الخلف وقال:بص يا باشا عندكوا مكانين ملهمش تالت يا إما نروح دهب يا إما مرسى علم بس كدا أجمد مكانين انا بحبهم عن نفسى
بدر:طب ومالهم ما انا عارف أنهم حلوين
عُدى:لا يا ظريف مش وقته ظُرفك دا أحنا دلوقتى بنتناقش فى مسأله حياه أو موت
باسم:والله انا بقول نخليها دهب والمره الجايه أن شاء الله نبقى نروح مرسى علم
عُدى:ها يا جدعان يلا دهب ولا ايه؟
صمتوا جميعهم فتره ثم قال بدر:ماشى بينا دهب
خالد:أشطا معنديش مشكله يلا دهب
عُدى:يعنى انا وقاسم وبدر وخالد بس؟
معاذ:ايه يا شحط انتَ وانا فين مش أخوكوا انا ولا لاقينى فى علبه تونه؟
عُدى:ما انا عارف يا عم أن انتَ طالع خلاص
معاذ:لا قول ومعاذ ايه دا
عُدى بمسايسه:ومعاذ يا جماعه ها مين تانى
معاذ بخفوت:مهزق صحيح
عمر:انا بقول كلنا دهب لأن محدش أعترض
عُدى:خلاص دهب؟
عمار:خلاص ماشى شوف هتعمل ايه وهنروح أمتى
عُدى:ايه رأيكوا بكرا؟
عمر:أشطا حلو بكرا ومالوا انا موافق وش عشان تكون عارف
عُدى:طبعاً دا انتَ عمر باشا صاحب الفساد
عمر بمرح:حبيبى تسلم يا غالى
جاء ليل ومعه أشرف وحمزه وهو يقول:متجمعين عند النبى أن شاء الله..خير اللمه دى بتقول أن وراها مصيبه
معاذ:لا يا حاج ربنا ما يجيب مصايب
ليل بأطمئنان:طب الحمدلله...أومال قاعدين كدا ليه
عُدى:أصل بعيد عنك زهقانين ومش عارفين نروح فين والحمدلله بعد مشاورات ومشادات كانوا شويه وهيرفعوا المطاوى على بعض بس فضناها
أشرف:ودا ليه بقى؟
باسم:أصل هما زهقانين وقالوا تعالوا نخرج وطبعاً زى كل مره بتطلع بخناقه وضرب بسبب المكان وفى الأخر بنروح أسكندريه
أشرف:طب دا مفيش أحسن من أسكندريه يا أهبل انتَ وهو
باسم:لا أزاى بقى
ليل:وأستقريتوا على ايه فى الأخر يعنى؟
بدر:دهب
نظر ليل لبدر وباسم وقال:انتَ عارف انتَ وهو لو ميرنا أو كارما عرفوا أنكوا روحتوا دهب مش بعيد تدبحوا وتتباعوا
باسم:ليه يعنى
ليل:انتَ فاهم انا قصدى ايه كويس يا سوسه انتَ
نظر باسم لأشرف وقال:يرضيك كدا يا حاج انا قاعد ساكت وفى حالى
ليل:حربايه ياض يا باسم
باسم:خد هنا أستنى
ربع أشرف ذراعيه أمام صدره وقال بسخريه:والله؟
باسم:لا عمى مبيزعلش،منى صح يا عمى
ليل:انتَ اللى هتجيبه لنفسك وترجع تزعل مش عاوز أجوزك كارما ليه
باسم بفزع:لا خلاص انا أسف حقك عليا انا عيل والله معقوله هتسمع لكلام عيل؟
أبتسم ليل وضرب بكفيه وهو يقول:يارب أشفيه يارب وصبرنى
باسم:جوزهانى وأوعدك مش هتشوف خلقتى بعدها
ليل بنفاذ صبر:خلاص فرحك انتَ وهى أول ما عبد الله يرجع أهدى بقى
باسم بسعاده كبيره:قول والله كدا..يا أحلى خبر سمعته فى حياتى انا مش مصدق نفسى أقسم بالله
ليل:يارب نسكت بقى صدعتنى
أشرف:ما انتَ اللى جايبه لنفسك بصراحه
ليل:صح انتَ صح انا اللى غلطان
حمزه:ليل عاوزك ثانيه
نظر لهُ ليل ثم نظر لهم وقال:طب عن أذنكوا
ذهب ليل مع حمزه وجلس أشرف مع الشباب وجاء يامن ومحمد ويعقوب وجلسوا معهم
كانت كارما بالحديقه ومعها قاسم الذى أخبرها بأمر بيسان
كارما بخوف:يالهوى وهى فى المستشفى دلوقتى؟
قاسم بهدوء:أيوه...انا هروحلها مى طمنتنى عليها أمبارح وقالتلى أنها كويسه بس لازم العمليه تتعمل فى أسرع وقت
كارما:تصدق فكرتنى ماما زمان كانت كدا بردوا...طب انا هاجى معاك أشوفها
قاسم:طب يلا
أخذها قاسم وخرجا من الحديقه أستلقى السياره ومعه كارما وتحرك متجهاً الى المستشفى للأطمئنان على بيسان
فى المستشفى
"وبالتحديد فى غرفه بيسان"
دلفت الطبيبه مى إليها ووجدتها مستيقظه
مى بأبتسامه:أزيك
بيسان بأبتسامه خفيفه:كويسه الحمدلله
مى:حاسه بأى تعب؟
بيسان بتعب:شويه صداع مش راضى يروح
مى:معلش مش هتحسى بيه ولا يجيلك تانى خلاص
بيسان:هو قاسم مجاش؟
مى:أتصل بيا وقال أنه جاى فى الطريق
أمأت لها بيسان بأبتسامه ولم تتحدث قالت مى بأبتسامه:لو عوزتى حاجه انا جنبك هشوف المريض اللى فى الأوضه دى وجيالك تانى لأن قاسم موصى عليكى أوى بيحبك جداً والخوف باين فى نبره صوته وملامحه ربنا يخليكوا لبعض
أبتسمت بيسان وتركتها مى وخرجت وشردت هى قليلاً ولم تنتبه لصوت طرقات الباب الذى فُتح ودلف منه شخص أنتبهت لهُ بيسان وقالت:أيوه
أبتسم وأغلق الباب خلفه وتقدم منها حتى وقف أمام الفراش وقال بأبتسامه:حمدلله على سلامتك يا بيسان
بيسان بأبتسامه خفيفه:الله يسلمك
وضع بوكيه الورد بجانبها على الطاوله وجلس على الكرسى المجاور للفراش وقال:بقيتى أحسن دلوقتى؟
بيسان بهدوء:الحمدلله
أيمن:أول ما عرفت النهارده قولت لازم أجيلك وأتطمن عليكى بنفسى
بيسان بخفوت:شكراً يا أستاذ أيمن
أيمن بمرح:لا أستاذ ايه قوليلى يا أيمن على طول وبعدين فرق السن بينا مش كبير يعنى
بيسان بنفى:لا أزاى كبير حضرتك وبعدين اللى انا أعرفه أنك كبير
أيمن:ايه دا قصدك ايه؟
بيسان بتوتر:لا مش قصدى يعنى قصدى أن حضرتك يعنى
ضحك أيمن وقال بتهدئه:بس أهدى محصلش حاجه انا بهزر معاكى أتوترتى كدا ليه؟
بيسان بتوتر:انا خوفت بعد جملتك بصراحه وحسيت أنى عكيت الدنيا
أيمن بأبتسامه:لا يا ستى مفيش عك ولا حاجه متقلقيش انا بهزر والله..انا مش كبير للدرجه اللى هى يعنى لعلمك انا خمسه وعشرين سنه
بيسان بصدمه:أفندم؟
أيمن:أه والله مش مصدقانى ولا ايه؟
بيسان:بصراحه اه
أيمن بأبتسامه:انا أيمن وعندى خمسه وعشرين سنه لعلمك انا أعرف سياده اللواء كويس وهو عارفنى وبنتكلم عادى
بيسان:أيوه بس أزاى وانتَ دكتور معاذ وعمار فى الجامعه
أيمن:لا بصى دى بصراحه مش عارفها أزاى
نظرت لهُ بيسان بتعجب وصمتت فقال هو:ايه رأيك فى بوكيه الورد والشيكولاته دى
بيسان بأبتسامه:حلوين جداً شكراً
أيمن:بأبتسامه:العفو...أحم انا أسف بس مضطر للأسف أمشى
بيسان بأبتسامه:نورت يا أستاذ أيمن
أيمن بضيق:تانى أستاذ أيمن؟
بيسان:أيوه أومال أقولك ايه يا عمو؟
نظر لها بغيظ وقال:قولى أيمن بس
بيسان:أيوه بس...
قاطعها قائلاً بجديه:مفيش بس أيمن من غير أستاذ
نظرت لهُ بيسان قليلاً ثم قالت:أسفه لو دايقتك
أيمن:صدقينى مدايقتش ولا حاجه انا بس مبحبش الكلمه مشيها أيمن بس
بيسان بهدوء وخجل:حاضر يا أيمن
أيمن بإعجاب:الله هو انا أسمى حلو أوى كدا
خجلت بيسان أكثر فضحك هو وقال:خلاص...على العموم هجيلك زياره تانى عشان أتطمن عليكى
بيسان بهدوء:شكراً تعبتك
أيمن بأبتسامه:ولا تعب ولا حاجه
أبتسمت بيسان بخفه فتركها وذهب وأغلق الباب خلفه ونظرت هى لأثره بأبتسامه ونظرت لبوكيه الورد الذى جلبه لها وأخذته من على الطاوله وأشتمته بعمق وقالت بأبتسامه:الله ريحتوا حلوه أوى وشكله يجنن..طلع ذوقوا حلو فى الورد
فى قصر ليل
كانت روز تقف مع نعمه بالمطبخ وتتحدث معها جاءت عبير ووقفت بالخارج تستمع إليهم وتنظر لما تفعلانه ألتفتت نعمه وأختبأت عبير سريعاً
نعمه:انا هودى القهوه للأستاذ أشرف وأجى لحضرتك تانى
روز:أتفضلى يا نعمه..على مهلك
خرجت نعمه وقالت روز بخفوت وعدم رضا:الست كبيره فى السن مش عارفه ليل سايبها تشتغل الشغل دا كلوا وهى فى السن دا أزاى
كانت تقطع الخضار وكانت تُعد الطعام لليل دلفت عبير وتسحبت بهدوء وكانت روز لا تنتبه لها ولا تشعر بها أخذت عبير السكين وتقدمت من روز بهدوء كى لا تشعر بها الأخرى ظلت تتقدم ولكن لسوء حظها ألتفتت لتأخذ شئ ورأت عبير ورأها تُمسك السكين وتنظر لها صرخت روز بخوف ويبدوا بأنها تريد فعل شئ ما