رواية طغيان الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم ملك ابراهيم


 رواية طغيان الفصل الثاني والعشرون 

سليم برجاء: يا ابويا انا متجوزتش ورد حب فيها انا اتجوزتها عشان اعرف هي السبب ان اخويا ينتحر ليلة فرحه ولا لأ. 

تحدث اليه والده بترقب: ولو اتأكدت انها السبب هتعمل ايه؟ 

سليم دون تردد: هقتـ " لها. 

كتمت ورد شهقتها بصدمة وارتجف جسدها وهي تتراجع الي الخلف، تتساقط دموعها بدون توقف، التفتت تنظر حولها وهي تضع يديها فوق رقبتها بخوف، تتردد كلمته بداخل اذنيها وتؤلم قلبها بقسوة. سليم يفكر في قتـ" لها! لهذا السبب تزوجها؟ الكثير من الافكار تتسارع بداخلها، عليها الهروب من هذا المنزل والاختفاء بعيدا عنهم وانقاذ حياتها. 
التفتت مسرعة تنظر حولها تبحث عن هاتفها واخذت حقيبة يدها وخرجت من الغرفة وهي تنظر إلى غرفة سليم بخوف مستغله انشغالهم بأغماء والدته وتسير بخطوات هادئه وبترقب حتى وصلت إلى باب الشقة وفتحته وخرجت منه واغلقته بهدوء ثم ركضت بكل سرعتها هاربة الي مصير لا تعلم عنه شئ. 

بداخل غرفة سليم وهو يجلس بجوار والدته يحاول افاقتها ووالده يقف ينظر اليه بترقب عقب استماعه الي كلمته الاخيرة عندما اخبره انه على استعداد لقتـ "ل زوجته اذا تأكد من مسؤوليتها اتجاه انتحار شقيقه. 
ربت الحاج مرزوق على ظهر سليم وتحدث اليه بابتسامة: لو كنت قولتلي انك هتطلقها كنت هتأكد انك اتجوزتها عشان تعرف هي السبب ورا انتحار اخوك ولا لأ.. بس انك تقتـ" لها زي ما قولت انا كده اتأكدت انك اتجوزتها عشان بتحبها يا ابن الشهاوي.

حدق سليم بوالده بصدمة واردف: حب ايه يا ابويا هو انا معقول هحب مرات اخويا! 

تحدث والده بابتسامة: بس هي مراتك انت دلوقتي زي ما قولت مش مرات اخوك. 

خفض سليم وجهه ثم نظر الي والدته الغائبه عن الوعي وتحدث بهروب من حديث والده: المهم امي دلوقتي يا ابويا انا مش عارفه هي مش عايزة تفوق ليه انا هكلم الدكتور. 

تحدث والده: المهم هتقول ايه لامك لما تفوق يا سليم؟ هتقولها انك متجوز بنت البسيوني عشان تقتـ "لها زي ما قولتلي دلوقتي؟ ولا هتقولها انك اتجوزتها عشان حبيتها؟ 

سليم بكبرياء: انا محبتهاش يا ابويا انا اتجوزتها عشان اخويا عواد. 

والده بعدم اقتناع: طيب يا سليم بس عايزك تعرف ان بنت البسيوني دلوقتي مكتوبه على اسمك يعني انت اللي هتتحاسب عليها قدام ربنا لو حصلها اي مكروه حتى لو انت اللي اذتها هيكون ذنبها في رقبتك ليوم الدين.. ربنا يابني حلل الجواز وحطله شروط ان يكون في بينكم مودة ورحمة ولو جوازك منها كان على غدر يبقى جوازك منها باطل. 

حدق سليم بوالده بصدمة وبدأت الحاجة رابحة تصدر انين خافت وتستعيد وعيها. 
تحدث اليه والده مرة اخيرة: فكر في كلامي يا سليم.. انا مخلف راجل ميظلمش حرمه. 

فتحت الحاجة رابحة عيناها ونظرت اليهما بتعب: اااه ايه اللي حصل؟؟ 

نظروا اليها بصمت، تذكرت ما حدث قبل فقدان وعيها وارتفع صوتها بالصراخ مرة أخرى وهي تنتفض من مكانها تجلس فوق الفراش: بنت البسيوني هنا؟ اتجوزت اللي قتلت اخوك يا سليم؟ 

وقف سليم بجوار والده مبتعدا عن والدته وهي تصرخ به وتبكي بنواح: يكسرة قلبي بعد موتك يا عواد.. اخوك بدل ما ياخد تارك راح بتجوز اللي قتلتك. 

صدح صوت الحاج مرزوق يتحدث اليها بغضب: كفياكي يا ام عواد ابنك مش صغير وعارف هو بيعمل ايه. 

الحاجة رابحة وهي تنظر إلى سليم بنظرة خيبة الأمل: ضحكت عليه بنت البسيوني ولفت عليه بعد ما قتلت اخوه.. عايزة تقتل عيالي واحد ورا التاني وتحرق قلبي عليهم.. مش مكفيها حرقة قلبي على عواد عايزة تحرق قلبي على سليم. 

تحدث سليم الي والدته بنبرة قوية: يا أمي انا مش صغير عشان تضحك عليا انا اتجوزتها عشان.... 

قاطعه الحاج مرزوق: اتجوزها عشان نصيبها في ارض عواد.. انتي ناسيه اني كنت كاتب الارض بتاعي نصها بأسم عواد والنص التاني بأسم سليم. 

حدقت به الحاجة رابحة بصدمة ولم تقل صدمتها عن صدمة سيلم الذي حدق بوالده بدهشة. 
الحاجة رابحة بستغراب: بس هي عرفت منين ان ليها ورث عندنا؟ 

ثم ارتفع صوتها الغاضب بصراخ: يعني تقتل ابني وكمان تورثه؟! 

نظر سليم الي والده بصدمة، لاول مرة يعلم بهذا الحديث! متى كتب والده ارضه بأسمه هو وشقيقه ولماذا لم يخبره من قبل؟! 

تحدث الحاج مرزوق: هي متعرفش بس مسيرها تعرف ان لها ورث عندنا وانتي عارفه ان عمها مش هيسكت لو عرف ان ليها نصيب في ارضنا.. دا جوزها لعواد بشرط ان انا اديته كلمة اننا مش هنطلب ورثها منه. 

حدق سليم بوالده بصدمة قائلا: وازاي يا ابويا توافق على حاجة زي كده؟ دي فلوس ورد وحقها ازاي تديه كلمة انها مش هتاخد ورثها منه؟! 

اجاب والده وهو ينظر الي زوجته رابحة: ما انت متعرفش ان كل اهل البلد كانوا خايفين يجوزوا بناتهم لاخوك الله يرحمه بعد موت عروسته ليلة الفرح.. مفيش غير عمران البسيوني هو اللي وافق يجوز بنت اخوه لعواد وحط شرط اننا منطلبش منه ورثها واحنا وافقنا وراح جابها من اسكندرية من عند خالتها وجوزها لاخوك. 

هز سليم رأسه بعدم تصديق! كيف تلاعبوا بحياتها هكذا! 
تحدث الي والده بغضب مكتوم: حرام عليكم يا ابويا.. هي انسانه وليها حقوق ازاي تعملوا عليها صفقة بالشكل المهين ده؟ 

حدقت به والدته: انت كمان بتدافع عنها يا سليم؟ 

سليم بغضب: ايوا بدافع عنها لان اكيد هي ملهاش ذنب في اللي حصل لعواد.. ازاي بنت زيها كانت عايشه في بيت خالتها عمها يعمل عليها صفقة ويجيبها الصعيد ويجوزها لواحد متعروفش غصب عنها وتقدر تعمل حاجة لعواد تخليه ينتحر.. 

ثم اقترب من والده يتحدث بثقة: عوااد يا ابويا.. عواد اخويا اللي كلنا عارفينه بجبروته وقوته ازاي عيله زي دي هتدفعه للانتحار. 

نظر اليه والده بتفكير وتحدثت الحاجة رابحة بغيظ: عرفت تضحك عليك يا ابن بطني زي ما ضحكت على اخوك! 

نظر سليم الي والدته وتحدث بدهشة: ضحكت على عواد ازاي يا امي وهي مكانتش تعرفه اصلا واول مرة شافته فيها كانت ليلة الفرح!

نظر اليه والده باقتناع.. ليضيف سليم علي حديثه مع والدته: وبعدين يا أمي انتوا متكلمتوش قبل كده قدامي عن سبب موت مرات عواد الأولى ليلة الفرح!! مش غريبه ان مرات عواد الأولى تموت ليلة فرحهم ولما يتجوز عواد واحدة تانيه هو اللي ينتحر ليلة الفرح!! 

توترت والدته كثيرا وبللت ريقها وهي تجيب بتلعثم: قدرها كده تموت ليلة فرحها.. اخوك معملهاش حاجة هي اللي كانت بت ضعيفه ومستحملتش الجواز. 

ضيق عيناه على والدته يتابع توترها بستغراب مرددًا: ضعيفه ومستحملتش جواز!!! 

انتفضت الحاجة رابحة من مكانها بغضب قائلة بعصبيه مبالغ فيها: انا مش هقعد هنا دقيقه واحدة مع اللي قتلت ابني.. 

ثم اشارة الي سليم بيدها: وانت حر يا ابن بطني بس خليك عارف ان طول ما بنت البسيوني على ذمتك انا قلبي غضبان عليك. 

ثم تركتهما بالغرفة واتجهت الي الخارج. 
ربت الحاج مرزوق على ظهر ابنه بدعم قائلا: متشلش هم يا سليم امك هتروق وانا هتكلم معاها. 

أومأ سليم برأسه وهو ينظر الي والده بحزن. 
خرج الحاج مرزوق خلف زوجته وخرج سليم خلفهما ينظر الي باب غرفة ورد المفتوح. 
دلف الخفر الي الشقة وتحدث احدهما الي سليم باحترام: الحاج بعتنا ناخد حاجتهم. 

أومأ سليم برأسه واتجه الي غرفة ورد ونظر بداخل الغرفة وجدها فارغه اعتقد انها تختبئ بالمرحاض بعد ما حدث. 
اخذ حقيبة والده ووالدته واعطاها الي الخفر واغلق الباب خلفهما وجلس ينظر امامه بتعب. 

-----
مازالت تركض وتلتفت خلفها من حين إلى آخر تتأكد من ابتعادها عن منزله. 
توقفت بداخل احد الشوارع الجانبيه تلتقط انفاسها بصعوبة. 
نظرت إلى الهاتف وفكرت في صديقتها وعد. 
اتصلت عليها وانتظرت الرد حتى تحدثت وهي تبكي: وعد الحقيني بسرعة. 
-----
يجلس كما هو ينتظر خروجها من المرحاض.. بعد أكثر من نصف ساعة ولم تخرج! 
وقف بقلق ودلف الي غرفتها مرة أخرى واقترب من المرحاض وطرق على الباب بهدوء: ورد.. انتي كويسه؟ 

لم يأتيه رد من الداخل! بدأ يتسلل الي قلبه شعور بالقلق ليرتفع صوته اكثر: ورد انتي جوه؟ 

لم يجد رد! طرق على الباب بقوة اكبر: ورد.. 
لم يجد رد! فتح الباب دون تفكير ونظر الي داخل المرحاض بصدمة عندما وجده فارغا! 
التفت ينظر حوله بصدمة وخفق قلبه بخوف عليها. ركض يبحث عنها بالشقة بأكملها وينادي اسمها بصوت مرتفع. 

جن جنونه! لم يجدها بالشقه! اين ذهبت؟ وكيف ومتى وهو لا يشعر بخروجها!

اخذ هاتف المنزل واتصل على امن العقار وتحدث اليهم بغضب: المدام بتاعتي خرجت من العمارة؟ 

اجاب عليه رجال الأمن بثقة: اه يا فندم. 

سليم بصدمة: نزلت امتي؟ 

الامن: من حوالي ساعة. 

ترك سليم الهاتف وركض الي غرفتها مسرعا وبحث بثيابها وجدها كاملة لم ينقص منها شئ. 
بحث عن هاتفها ولم يجده. 
اخذ هاتفه مسرعا واتصل على هاتفها. 
رواية طغيان بقلمي ملك إبراهيم. 
بداخل سيارة الاجرة. 
تجلس ورد تبكي بجوار صديقتها وعد. 
رن هاتف ورد وخفق قلبها بخوف عندما رأت اسمه يظهر على شاشة الهاتف. 
اغلقت الهاتف بخوف ونظرت اليها وعد بقلق: في ايه يا ورد ايه اللي حصل قلقتيني؟ انتي قفلتي تليفونك ليه هو الدكتور سليم زعلك؟ 

نظرت اليها ورد وهي تبكي: مش هينفع احكيلك دلوقتي يا وعد المهم انا لازم اختفي من هنا بسرعه عايزة اسافر اسكندرية عند خالتي. 

تحدثت وعد بقلق: هتسافري دلوقتي يا ورد ولوحدك كمان؟! مش هينفع. 

تحدثت ورد بخوف وهي تبكي: انا لازم اروح محطة القطر دلوقتي حالا يا وعد مش هينفع اقعد هنا ولما اوصل هحكيلك كل حاجة المهم دلوقتي انا عايزة فلوس للتذكرة. 

فتحت وعد حقيبتها واعطتها كل النقود التي تحملها معاها: خدي يا حبيبتي كل الفلوس اللي معايا بس انا مش هسيبك لوحدك انا هاجي معاكي اسكندرية اطمن عليكي ان انتي وصلتي. 

تحدثت ورد: لا خليكي انتي الطريق طويل عليكي رايح جاي. 

ثم بكت بحزن وانهارت وهي تتذكر كلمة سليم لوالده. عانقتها وعد وتحدثت اليها بقلق: طب قوليلي ايه اللي حصل؟ 

توقف السائق امام محطة القطار قائلا: وصلنا المحطة. 

جففت ورد دموعها وأخذت من نقود وعد ثمن تذكرة القطار فقط واعطتها باقي النقود وتحدثت اليها وهي تترجل من السيارة: انا خدت تمن التذكرة بس خليكي انتي في التاكسي خليه يوصلك للسكن تاني الوقت اتأخر.

وعد برفض: لا مش هسيبك تسافري لوحدك. 

ورد باصرار: اسمعي كلامي انا مش هروح في حته عشان تقلقي عليا انا هركب القطر واول لما اوصل اسكندرية هطمنك.. 

ثم تحدث إلى السائق: وصلها بسرعة لو سمحت. 

واشارة لها بيدها: خلي بالك من نفسك. 

بكت وعد وسيارة الاجرة تتحرك بها وتأخذها بعيدا عن صديقتها. 

التفتت ورد تنظر الي محطة القطار وجففت دموعها ودلفت الي داخل المحطة. 

وصل إلى المحطة القطار القادم من الإسكندرية الي القاهرة. 
ترجل احمد من القطار وهو يحمل حقيبته الصغيرة على ظهره. 

وقفت ورد امام شباك التذاكر: لو سمحت عايزة تذكره الإسكندرية. 

الموظف: قطر الساعة كام؟ 

ورد: القطر اللي هيطلع دلوقتي. 

الموظف: قطر اسكندرية هيتحرك بعد ساعة وللاسف مفيش تذاكر ممكن تحجزي القطر اللي بعده. 

ورد بتوتر: طب مفيش اي مكان في القطر لوسمحت انا لازم اروح اسكندرية دلوقتي ضروري. 

الموظف: للاسف مفيش.

بهتت ملامحها بحزن والتفتت تنظر خلفها ثم عادت ببصرها اليه: طب القطر اللي بعده هيتأخر كتير؟ 

الموظف: لا القطر هيتحرك في ميعاده. 

أومأت برأسها وابتعدت عن شباك التذاكر وهي تسير تنظر حولها بخوف. 
توقف احمد ينظر امامه بصدمة عند رؤيته لها بداخل المحطة بمفردها. 
- ورددد.. 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1