رواية ابتسامة الشيطان الفصل الخامس و العشرون بقلم اسماء ندا
انطلق الجميع خلف فيكتور الذي هرول الى السيارات، لكن يد راؤول اوقفته وهو يصيح به
-الطريق من هنا بعيد لن تصل فى الوقت المناسب، انتظر لقد طلبت من قائد الطائرة العودة نصعد نحن بها ويلحق بنا اصدقائك من خلال سيارتهم، الان سوف اتواصل مع "ريد بيك" ليسبقنا الى هناك
فيكتور ركل مقدمة السيارة بقوة، ثم اشار ل دايمون، و كوبر، بالانطلاق، قام كوبر بمهاتفت بعض من رجالهم الذين يدينون بالولاء ل فيكتور حتى يسرعوا لحماية الطبيبة حتى وان قتلوا رجال "ارس" فعل نفس الشيئ دايمون وهو يقود السيارة الاخرى، وبعد رحيلهم بخمس دقائق وصلت طائرة هليكوبتر، صعد بها راؤول وفيكتور.
داخل حديقة القصر امسكت أسلين يد اختها الصغرى أستلين وهى تهرول اتجاه أسطبل الخيول، بعد ان هاتفتها ماري، واخبرتها بما يسعى خلفه زوجها "ارس ريمور"، اخرجة المهره ثم انطلقت بها الى بوابة المحمية الطبيعية، التى خلف القصر من الجهه اليسرى ثم مرت من البوابة واطلقت صراح المهر ليعود، تقدمت و صعدت إلى سيارة الدفت الرباعى المتواجدة قرب الباب من جهة المحمية من الداخل، واغلقتها عليهم جيدا.
وصل ادريان ومعه أستلين الى قصر فيكتور الذي كان امتلأ بالفعل برجال التابعين ل"ارس ريمور" الذي يقف وسط ساحة القصر يامر رجاله بالانتشار والبحث عن ابنته و الطبيبة،ثم احضارهم احياء، استدار على صوت ياتى من خلفه و وقف فى دهشه ينظر لها
-أرس، ماذا تفعل؟ هل تريد قتل حفيدة ليو؟ هل تعتقد انه لن يهتم بموتها كما لم يهتم بموت اليزبث زوجتك وابنتها
-انت؟! كيف؟!
-نعم، انا أستلين اختك، عدت لك من قبري، لكن لا تقلق لن احاول قتلك مثل ما حاولت انت، لقد عاهدت شخص ما ان اتركك له
وقف واضع يده بخصره ثم قال
-هل من المفترض ان اشعر بالخوف الأن؟ هيا ابتعدى عن طريقى، لن يوقفنى هذا العجوز عما اريد.
ادريان تحرك اتجاه أرس، ووقف امام وجهه ثم قال
-لن تقترب من الطبيبة او من أستلين الصغيرة
-ليس شأنك، انها ابنتى وتلك الطبيبة لن يكون لها وجود بالحياة، سوف اجعل فيكتور يقتلها بيده
اقترب ريد بيك الذي كان قد وصل للتو، وهمس ل ارس
-تلك السيدة (مهيار) استطاعت فك القيود وهربت، وهى الان بالحديقة الخلفية ما بين المستشفى و القصر هنا
ارس، اجاب بهمس
-تبا، كيف فعلتها، لا يهم الان كيف، اجمع الحراس وفتشوا عنها بين المستشفى والقصر، لا يجب ان يراها راؤول
ريك بيك انطلق يجمع الحراس، فتبعه (أرس) كي يبحث عنها بنفسه فهو لن يترك تلك المراة تعود ابدا الى حبيبها، فقد تملكه الهوس بها بعد ان راها اول يوم،عندما جاءت تحمل صغيرها فيكتور بين زراعيها.
لم يحاول ادريان ايقافة فقد امسكت يده أستلين تمنعه وهمست
-اهدأ، ان ذلك الحارس معنا
مر النهار باكمله، وانتشر ظلام الليل الذي غطى الحديقة بعد ان غاب القمر بين الغيوم، اصوات الحرس التى تتحرك بين اشجار المحمية بعد ان فقدوا الأمل بالعثور على نلك السيدة فى الحديقة، تتردد بخفوت كالصدى فى الهواء بالمكان فينتبه لهم قطيع الأسود ويترصد بهم بين الظلام، فاصبح الصياد فريسه سهله لصياد محترف.
اما بالحديقة بالخارج، استطاعت (مهيار) الاختفاء داخل اسطبل الخيول، اسفل اكوام القش، وعندما شعرت باختفاء الأصوات وهدوء المكان بنسبة كبيرة، تسللت وخرجت تهرول تجاه البوابة الخلفية للقصر كما اشار لها ذلك الشخص الذي فك قيودها وساعدها للهرب.
تجرى وهى تتعثر وتقع ثم تنهض لتكمل طريقها ملتفتة إلى الخلف برأسها تنظر هل لازالوا هناك ، و رغم سكون الليل وانعدام الأصوات فصوت أنفاسها المتقطع يتسابق صعودا وهبوطا يرج الظلام ، وهى تحاول الهروب قدر الأمكان ولكن يصطدم جسدها بصدر ضخم بارد يشبة صخر من الجرانيت فى قوته و برودة ملمسة ، تكاد ان تسقط مرتطمة بالأرض لولا ان يد قوية امسكت خسرها جاذبة اياها اليه ، فترفع رأسها ناظرة لوجهه المظلم ذات الأعين السوداء التى تترقب فريستها مثل الصقر وتهمس فى عقلها
-سحقا ، كيف كانت حياتي قبل ان ألقاك ، اكاد اتذكرها بصعوبة
يهمس بصوت يشبه فحيح الأفعى فى اذنها
-انت ملك لي ، لا مفر لك مني
فتسقط هى ارضا باكيه وهى تردد
-سياتى ويخرجنى من هنا، لم ينسانى، انا على يقين من قدومه
فيصيح بها وهو يركلها بقدمه
-اخبرتك انه قد نساك وانه تزوج ويحيا الان مع زوجته واولاده، انه حتى لا يتذكر اسمك
امسك شعرها وجذبها خلفه كى يعود إلى مبنى المستشفى حيث باب القبو اسفلها، تحاول هى جاهدة المقاومة وعدم العودة، ولكن جسدها الهزيل والضعيف لم تكن مقاومته ذات جدوى، استطاع هو سحبها فوق الارض.
عيون تتبع ما يحدث فى الظلام، تنتظر شي ما ، ويتبعهم بهدوء كى لا يشعر بوجوده احدهم، اهتز هاتفه الصامت بيده، فرفعه وفتح المكالمة دون حديث فجاه صوت المتحدث
-اين انت؟ و اين ارس؟ ريد بك
همس مجيبا
- بالقرب من الباب الخلفى للمستشفى، يوجد ذلك الباب الحديدى بالارض الذي يؤدى إلى قبو المبنى، لقد اخبرنى "كريك"انه اطلق سراح سيدة كانت اسفل ذاك المبنى، تدعى (مهيار) لقد كان "كريك" الحارس الجديد لذلك المكان واستلم العمل منذ امس فقط ،لكن (ارس) استطاع الامساك بها وهو يحاول اعادتها الان، هل اتدخل
-لا، لا يجب ان يشك بك الان، انا خرجت من القصر سوف اتوجه له
-انتظر، لقد خرج وخلفه "كريك"، تبا، قتله ثم القى بجسده بعيدا، انه عائد باتجاه احدى السيارات
دام الصمت لحظات، ثم قال
-انطلقة السيارة اتجاه القصر
دام الصمت خمس دقائق ثم عاد راؤول مجيبا
-رأيته، مر من جوارى الان، افتح ذلك الباب وانا قادم اليك
انقطع الاتصال ومر خمس دقائق اخرى، وصلت سيارة بها راؤول، الذي توقف وهبط منها مهرولا ليجد ان ريد بيك قد نجح بفتح الباب الذى كان مغلق ببصمة يد (ارس ) ويد الحارس كريك فقط ، كان يقف مبتسما وهو يرفع بيده كف مقطوع،وقال وهو يشير إلى الكف
ريد بيك :-اعتقد انه لم يحتاج لهذه بعد الان
تصلق الدرج الخشبى نزولا، حتى وصل مكان فسيح به ادوات طبية مخزنة، بدا البحث مع (ريد بيك) عن اى باب سرى متواجد وهم يحركون كل ما يقترب من الجدران، حتى وجدوا باب من الحديد المغلق ايضا ببصمت كف
ريد بيك. رفع ذلك الكف الذي كان قد قطعه من جسد الحارس المتوفي، ووضعه على جهاز بجوار الباب انفتح الباب،وظهر ممر خلفه، تقدموا سوايا بخطوات سريعة حتى وصلوا لساحة كبيرة بها عدة ممرات ، انحنى "راؤول "ينظر للاثار على الارض،ثم نهض وهرول تجاه ممر جانبى، فصاح خلفه ريك-بيك
-أبطأ يا رجل، انا اصغر منك عمرا ولا استطيع اللحاق بك
-لان قلبك لا يشتعل غضبا وعشقا فى ان واحد
-غضبا وافهمها ولكن عشقا ؟ هل احببت بعد فتاة الاساطير تلك
-غبى
-تبا، هى تلك ال….، اللعنه على
رفع فيكتور يده مشيرا بالتوقف ثم صاح
- اغمض عينك
ريد بيك نفذ الامر ثم تراجع عدة خطوات، اما راؤول فتقدم بهدوء وعينيه تنهمر بالدموع لما يراه، فقد كانت مقيدة من عنقها بطوق متصل بسلسله مثبته فى اعلى الجدار، اما ييها فمقيدة للخلف ومتصله بسلسة مثبته خلفه ارضا فتجبر على رفع راسها لاعلى اما جسدها فيتجذب للارض ، كانت ملابسها ممزقة وملقاه بعيدا عنها، وعينها مخفيتان اسفل قطعة من القماش، كما وضع قطعة قماش اخرى داخل فمها .
يستمع لانيننها ويرى تلك الدموع الهاربة من اسفل القماش، اقترب مسرعا يحاول نزع تلك القيود ولكن السلاسل مغلقة بقفل الكترونى مع محاولته نزعها تصدر تيار كهربائى مباشرة لجسدها ، نزع عنه القميص ووضعه عليها ثم نزع ما بفهما وهو يهمس
-لا تخافى، حبيبتى ساخرجك من هنا
تبسمت رغم الالم وقالت
-راؤول، كنت اعلم انك لن تنسانى
-وهل ينسي المرء ان قلبه النابض
صاح ب( ريد بيك )قائلا :- هيا تعال و اجد طريقة لوقف التيار الكهرباير
ريد بك وقف ينظر إلى الجدران ثم ابتسم وقال
-يعتقد انه ذكى، سوف تلك الأسلاك وعليك فى غضون ثلاث دقائق تنزع مقابض السلاسل من الجدران
-هل جننت سوف تصعق ان مكابس الكهرباء كى تصل اليها يجب ان تمر من ذلك الحاجز المائي
-لا ارى حل اخر
-حسنا، سوف انزعها فانا جسدى يستطيع تحمل صعق الكهرباء وانت اسرع ونفذ الباقى
-حسنا مع العد ، تذكر لا تخرج المكبس بالكامل لانه متصل بمفجر فقط اخرجه يقطع الطيار و بعد ثلاث دقائق اعده حتى وان كنا سنصعق انا وهى ، افضل من ان ننفجر جميعا
-اسرع انت
-واحد، اثنان ، ثلاث
راؤول نزع المكبس واصبح جسده بديل وموصل الكهرباء بالمكان لكن لا يتصل بالسلاسل ، اما ريد بيك فاستطاع كسر الحجارة المثبت بها مقابض السلاسل قبل انتهاء الدقيقة الثالثة بعدة ثوانى، ثم قفذ و دفع يد راؤول ليدخل المكبس فتتحول الدائرة الى سلوك الجدران ويسقط راؤول ارضا.
داخل القصر
وقف فيكتور والشرر يتطاير من عينيه بل وكان النيران التمست لهيبها من شرارات لهيب أنفاسه، تيقف بجوارة ادريان صامت، فهو اكثر من يدرى بلهيب العشق بالقلب او هكذا ظن ان غضب لوسيفر توقف على قلقه على من يحب، لا احد يدرى ما يحدث بعقله من حروب فكرية لكيفية انتقامه من ذلك الرجل الذى أدعى طوال سنوات حياته، انه هو والده، ظل يعيد بذكرياته كل ما اجمعه من حقائق متتاليه
ارس ريمور اختطف والده وعذبه طوال سنوات، حبس والدته الحقيقية واستغلها كالجارية، قتل أمه التى راعته حتى وصل للعاشرة من عمره، دفعه ليكون قاتل ، مظلم كظلام الثقب الأسود الذي ياكل كل من حوله، جعله يحمل أثام خلف أثام، حتى صار يغرق بدماء الكثرين.
نظرت أستلين (العمه) الى وجه فيكتور، كم فزعت من تلك السواد الذي اغمق عينيه، قاقتربت من ادريان وهمست بقلق
-يبدوا ان هناك ما لا نعرفه يحدث بعقل فيكتور
-انه قلق على حبيبته
-لا ، ليس ذلك،فانا اعرفه جيدا، هناك شئ اخر، اين كوبر ودايمون
قطع حديثها دخول ارس من باب القصر الداخلى، ووقف ينظر إلى فيكتور، ثم قال
-لماذا اخذت ابنتى لتقيم عندك دون أذن مني؟
فيكتور:-لماذا انت هنا؟ ما الذي يدفعك للبحث عن الطبيبة؟
أرس:- انها هى ابنة ذلك الذي قتل والدتك
دفع فيكتور المقعد الذي امامه بقوة فتطاير وارتطم بمدخل القصر، وهدر بصوت رج المكان
-قتل امى، أيهما ، اجبنى اى من هما، مهيار او اليزبت ؟
ساد الصمت قليلا ثم قال أرس
-ما هذا السؤال؟ والدتك مهيار ماتت بعد انجابك ببضع اشهر،انت تعلم ذلك
-حقا، اذا من هى المرأة التى فى القلعة أسفل المستشفى؟
بدأ صوت ارس بالأهتزاز وهو يقول
-من اخبرك عنها؟ انها سيدة خائنه ليست والدتك
قبل ان يتكلم فيكتور، دخل كوبر و انفاسة تتقطع، وقال
-علينا الذهاب الان الى المستشفى الخاصة، ان راؤول فاقد الوعى لقد تعرض لصعقة كهربايية، ولا احد من الاطباء يستطيع فعل اى شئ
اقترب فيكتور ووقف امام ارس وقال
-ان مات ابى، لن تستطيع حتي ان تتخيل ماذا سافعل بك، أرس
خرج فيكتور وتركه مسرعا ، فوجد دايمون يجلس بالخارج ،فصاح به
-ابحث عن اسلين واستلين واذهب بهم الى قصر ليو وارسل من تثق به يخرج ماري ويذهب بها الى ليو
ثم اخذ سيارة اخرى مع كوبر وانطلق الى المستشفى، اما ارس فاستغل انشغال فيكتور و خرج مسرعا ثم اخذ سيارته وانطلق كالسهم يسابق الريح حتى يصل إلى ليو قبل وصول كوبر بالنساء، ينوى قتلهم جميعا وهو يقول
-لن اسمح لك فيكتور بهدم كل ما سعيت اليه طوال تلك السنوات ان كنت انت لوسيفر ابن الشيطان فانا الشيطان نفسه
