رواية روضتني عنيدة الفصل الخامس و العشرون بقلم لادو غنيم
عاد درغام إلي بيت العائلة في تمام الساعه الثامنة صباحا بعد عملية بحث فاشله طوال الليل عن غزل
_تحرك بتسرع أتجاه حجرة أدم الذي ينام علي سريره "أقتحم عليه الحجرة وهو يصيح بصوت جش جعلا أدم يستيقظ بهلع:::::
البت ملهاش أثر يا زفت كل ده عشان أعتمدت علي فاشل زيك"!
سحب أدم من لايقة التيشرت واوقفه أمامه وهو ينظر له بغضب شديد بينما الأخر بلع لعابه بتوتر::::::
طب أنا ذنبي ايه _جدتك هي اللي شبطط فيا ومشتها"!
زمجر الأخر بحده وهو يشدد من قبضتة علي لايقة التيشرت::::::وجدتك عرفت منين أن غزل عندي_هـــــــــــا ما تنطق عرفت منين"
تنهد بقلق وهتف:::::
هقولك_ لما_ كلمتني_ جدتك_ كانت_ قاعدة _جنبي_وسمعت_اللي_قولت_هولي؟!
قضم علي شفاه السفليه بحده::::::لا والله_معنا كده أنك كنت فاتح الميكرفون"!
زاغت عيناه وهو يرا الانفعال بدء يذيد علي وجه درغام مما جعله أدم يهتف بتسرع:::: لاء_لاء_ والله ميكرفون إيه بس _أنت مش فاهم قصدي يعني أن"
صمت أدم بأستغراب بسبب صوت الجدة الذي يملاء أرجاء المنزل بقول::::: الـــفــا-جــــــره ديـــــــــة تـــخـــرج بــــــــره"؟
نظرا إلي بعضهم بأستغراب شديد وركضا إلي خارج الغرفة ودلفا من فوق الدرج وفور وصولهم للأسفل وجدو الجدة تقف وبجانبها حسناء و دلال ويونس وأمامهم يقف أثر ويمسك با أيد غزل الذي يظهر عليها الدهشة مما تسمعه_أما درغام فور روئيته لها شعرا بالسكينه وتنفس بااطمئنان وركض إليها ودون الأهتمام با أحد جذبها من يدها ضمها إلي صدره محاوط جسدها بذراعيه وهو بهتف بنبره قلقه::::::كنتي فين أنا دورت عليكي في كل مكان_خوفتيني عليكي يا غزل_
_حدقة عسليتيها بدهشه وهي تسمع كلماته و ترا ذاتها بين أحضانه مما جعلها تبتعد عنه بأستغراب شديد :::::: أنت مين وبتحضني ليه _وبعدين مين ديه غزل مين ده يا أثر"؟
نظرت إلي أثر تنتظر اجابته لكنها وجدت يد درغام تمسك بكفة يدها جاعلها تستدير له لتصطدم بعيناه التي ترمقها بحده:::::: غزل بقولك إيه سيبك من العبه اللي بتلعبيها ديه_أنا عارف أنك مش فاقدة الذاكرة "
سحبت يدها من بين اصابعه وتحدثت بانفعال:::::: من فضلك ايدك متلمسنيش_وأنت يا أثر مالك سايبه يفعص فيا والا أكني خطيبتك "
نفخ الهواء من فمه بحده..... أثر ايه اللي بيحصل هنا بالظبط
تحدث أثر بجدية.... يا جماعه ممكن تهدوا وانا هفهمكم كل حاجه بس الاول خلوني اطلعها اوضتي عشان تنام وترتاح
أقتربت منه الجده بانفعال... أنا قولت البت ديه مش هتقعد هنا دقيقه واحده _
حك درغام رقبته وتنهد بجمود.....استني انتي بس يا جدتي وأنت يعني اية تطلعها أوضتك
يونس بتدخل.... أثر ممكن تفهمنا مين ديه وخطبتها امتي وليه معرفتناش.!
تنهد أثر باختناق....ماهو ده اللي أنا عايز اقوله من الصبح وانتو مش مديني فرصه.
صاحت الجده من جديد.... تفهمنا أيه أنك جايب البت اللي رمتها باايدي من جوه أوضة نوم درغام في الڤيلا التانيه. عشان ابعدها عنه. _! تقوم ساعتك تجيب هالي هنا في قلب بيتي وكمان عايزها تعيش معانا ياتره بقى السنيورة هتبقي ليك والا لدرغام والا ليونس وبالمرة ادم ماهي البضاعه الرخيصه لزم شباب البيت كلهم يجربها._
أمتزجت عين غزل بالدموع وهتفت بحده...... الست دية بتقول اية أنا مش فاهمع حاجه
وقف درغام أمام الجده ينظر داخل عيناها الغاضبة وصاح بحده.....دلال خدي غزل وطلعيها اوضتك وإنت
يا اثر تعاله معايا.. "
أمسك بيد اثر وذهبا إلي حديقة البيت ثم وقف أمامه عاقد ذراعيه أمام عضلات جزعه العلوي وهتف.... فهمني حالا أيه اللي بيحصل وقبلت غزل فين وامتي خطبتها."
تنهد الاخر بجدية.... أولا كده أنا لسه مخطبتهاش أنا فعلا ناوي اخطبها لأني معجب بيها والأعجاب ده حصل لما قابلتها يوم افتتاح المول بتاعك اتكلمت معاها وعجبتني شخصيتها جدا وادتها الكارت بتاعي عشان كان عندها موتوسيكل قديم تصدير 1970 قولتلها لو حبه تصلح المتوسيكل عندي وبعد المقابله ديه مشوفتهاش تاني غير امبارح بالليل وانا جايلك الڤيلا علي الطريق كانت خارجه من شارع بتجري ولسوء الحظ ملحقتش أفرمل وخبطها بالعربيه وخدتها المستشفى والصبح لما فاقت دخلت عشان اعتذر لها علي الحادثة وأثناء كلامي معاها قولتلها انها المفروض كانت تبقى خطيبتي لو كانت كلمتني بعد مقابلة المول"... واول ما قولتلها كده لقتها صدقتني ومن كلامي معاها فهمت إنها فقدت الذاكره عشان كده قولتلها إني هجبها تعيش معانا هنا الحد لما الذاكره ترجع لها."
تنهد درغام برسميه.... الدكتور فحصها وأكد انها فقدة فعلا الذاكره.؟!
تحدث الاخر باستغراب....ايوه بس الإشاعات اثبتت انها معندهاش فقدان في الذاكره بس في نفس الوقت الدكتور أكد إنها فعلا فقدة الذاكره بس بشكل تاني.!
حك لحيته الخفيفه باختناق..... يعني اية. الإشاعات بتثب إنها مش فقده الذاكره وازي الدكتور بياكد انها فعلا عندها فقدان ذاكره ده لغز والا ايه. "!
لاء مش لغز انا هتصل بالدكتور واخليه يحكيلك اللي حكي هولي...........هتف بجدية واتصل علي الطبيب الذي أجاب بعد عشر ثواني...... خير يا استاذ أثر المريضه حصلها حاجه."
أثر برسميه.... من فضلك يا دكتور عايزك تقولي تقريرك مره تانيه اللي قولت هولي عن حالة فقدان الذاكره اللي عندها لان في شخص قريبها واقف معايا وعايز يفهم حالتها منك اتفضل اتكلم انا فاتح الصوت."
الطبيب بجدية.... المريضه معندهاش خلل في المخ والا اي كدمه قويه تسبب لها فقدان في الذاكره هي من الحاله الطبية كويسه جداا وذاكرتها موجودة وفاكره كل حاجه. بس من الجانب النفسي هي فعلا فقدت الذاكره."
نفخ درغام الهواء من فمه وهتف.... دكتور ياريت توضح معنا كلامك. "
الطبيب بجدية..... المريضه بتعاني من مرض نفسي صعب واضح ان الفتره الاخيره من حياتها اتعرضت لصدمات ومواقف صعبه وقوية عليها اتسببت لها في تعب نفسي شديد وكل صدمه كانت بتذود من التعب اللي عندها الحد لما بقت بتعاني من مرض نفسي وبسبب المرض النفسي اللي وصلته قررت هي بنفسها إنها تنسى نفسها كل اللي حصل لها قبل الحادثة اللي اتعرضت لها امبارح من عربية الأستاذ اثر
حك جبينه باستغراب.... ممكن توضح اكتر
الطبيب بجدية..... في ناس كتير بتتعرض لصدمات ومواقف صعبه في حياتهم مبيعرفوش انهم يعالجوها وبسبب المواقف الازمات ديه بيتعرضوا لتعب وإرهاق من الداخل مبيقاش عندهم قدره على تحمل اي صدمه جديده او حتي اي حاجه تفكرهم با ازماتهم ومواقفهم القديمه وده طبعا في الاخر بيتسبب بمرض نفسي شديد بيخلي الحاله من دول عايزه تنسي كل اللي عشته من تعب او أزمات مبتبقاش عايزه تفتكر اي حاجه حصلت لها وده اللي حصل للمريضه بتاعتكم لما اتعرضت لحادثة العربيه امبارح وأثناء فقدنها للوعي قررت إنها لما تفوق هتبقى فاقدة الذاكره ومش هتبقى فاكره اي حاجه عن حياتها القديمه لانها بكل اختصار مش عايزه تفتكر اي حاجه حصلت لها قبل حادثة العربيه يعني من الاخر كده المريضه هي اللي وهمه نفسها انها فقدة الذاكره واضح ان في ذكريات صعبه ومواقف شديده اتعرضتلها مش عايزه تفكرها عشان كده اقنعت مخها وهي نايمه انها لما تفوق هتبقى فاقدة الذاكره.. _!.... انا كده شرحتلكم كل حاجة لزم اقفل عشان عندي مرور على المرضى. معا السلامة "
أغلق اثر الهاتف ونظرا الي درغام الذي ظهرا علي وجهه بعضا من تعابير الحزن و لف يديه خلف عنقه وينفخ الهواء من فمه ويتحرك بهدؤ كان يشعر بالأسف الشديد على ماحل بغزل فقد كان يدرك جيدا كل المواقف الازمات التي تعرضت لها الفتره الماضية منذ اول موقف حين تم خطفها حتي اخر موقف حيث طردتها الجده كان يدرك كم الألم والتعب النفسي التي كانت تتحمله داخل صدرها طول المده الماضية لم يكن يعرف ماذا عليه إن يفعل لكي يساعدها في ان تتعلج من ذلك المرض وتعود لها ذاكرتها التي محتها بيدها لكي لا تتذكر تلك الالام التي كانت تتذكرها كل ثانيه.
اديك فهمت كل حاجه ممكن تفهمني إنت بقى هتعمل اية وتعرف البنت دية ازي "..............تحدث اثر بجدية أمام درغام الذي بلل شفاه السفليه بلسانه وقبل إن يردف بااي كلمه وجد دلال تتقدم منه بهلع حتي وقفت أمامهم وهتفت بتسرع...... الحق يا درغام البنت هربت من الڤيلا........."
