رواية عطر سارة الفصل السادس والعشرون 26 بقلم شيماء سعيد


 رواية عطر سارة الفصل السادس والعشرون 

قبل ساعة..

أغلق محمود الهاتف معها وألقي به على أرضية السيارة بغضب مردفاً:

_ أعمل فيها ايه بس يا ربي اربطها في السرير عشان اضمن لما ارجع الاقيها مكانها..

سمع رنين هاتفه فأخذه من أسفل السيارة وفتح الخط سريعاً مع رؤيته لرقم أحد رجاله القائم بمراقبة أحمد رسلان:

_ قول إللي عندك..

_ سارة هانم يا باشا هنا عند احمد وهو خرج وهي لسه في الفيلا اروح يا باشا وراه ولا افضل واقف مستني الهانم لما تخرج.. 

اللعنه عليكِ سارة، لو خرج بروحها الآن سيكون معه كل الحق، ضرب عجلة القيادة عدة مرات بقوة ثم قال:

_ خليك مكانك واياك عينك تغفل عنها البنت الخدامه اللي انت مصاحبها عند احمد موجوده النهارده وإلا لأ..

_ كانت موجوده يا باشا بس خلاص يومها خلص..

معها بمفردها؟!.. حسنا يا زوجتي العزيزة، قال:

_ اتصل بيها هي اكيد معاها مفتاح بتدخل بيه خليها تيجي عندك حالا واستناني لحد ما اجي لك..

_ أمرك يا باشا..

مر الوقت عليه مثل الدهر وصل أمام فيلا رسلان وكان بانتظاره أحد رجاله والخادمة أقترب منهما وقال:

_ معاكي مفتاح ندخل مش كده؟!..

بلعت ريقها برعب قائلة:

_ مش هينفع يا باشا دي أمانه واحمد بيه لو عرف باللي  عملته مش بعيد يبلغ عني ساعتها هروح ورا الشمس.. 

رد بقوة:

_ اللي مع محمود علام ما تخافش، اذا كان على شغلك هنا فهيبقى لك شغل في مكان تاني، ولو على الحبس اطمني مش هيقرب منك، اخلصي بقى عشان انا بتخانق بسرعه ولو اتخنقت هحبسك في مكان ما يطلعلكيش في نور تاني.. 

حركت رأسها بخوف وذهبت أمام فأشار للرجل بقوة قائلا:

_ مش عايز مخلوق يدخل الفيلا طول ما انا جوا حتى لو كان احمد رسلان نفسه مفهوم؟!..

_ أمرك يا باشا..

دلف معها فقالت بتوتر:

_ دي أوضة أحمد بيه والوحيده اللي في الفيلا كلها ينفع حد ينام فيها..

أقترب من الغرفة بقلب يغلي وضع يده على الباب ليجده مغلق من الداخل فقال:

_ في مفتاح لاوضة دي ولا في اي اوضه تانيه بلكوناتها بتدخل على الاوضه دي..

_ والله يا باشا انا ما اعرفش مكان المفاتيح بس الاوضه اللي جنبها بالظبط البلكونه بتاعتها مفتوحه على التانية.. 

أومأ إليها بهدوء وقال:

_ انزلي انتِ استني مع محروس دورك خلاص انتهى..

كأنها أخذت حكم بالبراءة فرت من أمامه بسرعة البرق، دلف أخيراً لمحل نومها وجدها غارفة ببحر الأحلام بكل أمان، كيف لها إن تشعر بالامان بمكان غريب عليها ؟!.. بمنزل رجل هي على يقين من إعجابه بها ؟!.. انقض عليها بكل ما بداخله من غضب يريها كيف ستكون حالتها إذا قرر أحمد رسلان الإقتراب منها.. صرخ بها بعنف:

_ اياكي يطلع صوتك عايزك تخرسي..

مع سماعها لصوته هدأ جسدها وكفت عن المقاومة، أبتعد عنها ووضع يده على زر الضوء بالغرفة ويا ليته لم يفعل، أرتعبت من تعبيرات وجهه الغاضبة وعينيه النارية، رفعت الغطاء على جسدها وقالت بتقطع:

_ أنت أنت..

_ إيه القطة أكلت لسانك يا حلوة ؟!.. سبتي بيتك وجيتي تعملي إيه هنا انطقي..

كتمت شهقاتها التي تهددها بالنزول وقالت:

_ بس انا مليش بيت ده بيتك أنت..

طفح كيله منها، يتعامل مع طفلة صغيرة مدللة طوال الوقت وكان متقبل لذلك إلا تلك المرة، شهقت برعب عندها جذبها من رأسها لتقف أمامه مردفاً بغضب:

_ يعني بيت جوزك... لما ست محترمه تسيب جوزها وتنام في بيت راجل غريب تعرفي دي يبقى اسمها ايه.. 

وضعت يدها فوق يده لتحاول من تخفيف قبضته عليها وقالت:

_ شيل أيدك أنت بتوجعني يا محمود..

لم يشفق عليها أو يرق قلبه لها مثل عادته، كل ما يراه أمامه زوجته بملابس نوم وغرفة نوم رجل غيره، ضغط عليها أكثر وقال:

_ بتوجعك هو أنتِ لسه شوفتي وجع ده انا هوريكي كل ألوانه واشكاله بتعملي ايه في بيت الكلب ده انطقي...

سقطت دموعها برعب وقالت:

_ هكون بعمل ايه يعني مليش مكان اروحه وهو الوحيد اللي قبل يساعدني..

_ ملكيش ايه يا روح امك ؟!.. مكان تروحيه مرات محمود علام مش لاقيه مكان تروحوا تسيبي بيتك ليه اصلا؟!..

هنا تذكرت ما حدث، أبتعدت عنه بكل قوتها وصرخت:

_ بس انا مليش بيت لتاني مره اقولك ده بيتك انت، سبته عشان خاطر انا مليش مكان فيه عايده هانم رجعت والهبلة اللي كنت بتفرح نفسك معاها يومين شبعت منها خلاص، تفضل قاعده في بيتك ليه؟!.. 

كانت منتظرة تسمع منه كلمة واحدة تريح قلبها، كلمة تجعلها تتأكد من ثبات مكانتها عنده، أومأ إليها بقوة وقال:

_ لما لقيتي الزبون القديم شبع تروحي ترمي شباكك على زبون جديد..

أتسعت عينيها بصدمة أهتز جسدها بالكامل على أثرها، لم تشعر بنفسها فنيران ما قاله أقوي بكثير من قدرتها رفعت كفها وقبل أن يسقط على وجهه كان تحت قبضة يده فصرخت:

_ أنت إنسان قليل الأدب وزبالة..

_ وأنتِ إيه ؟!..

_ أنا غبية عشان كل مرة أسلم نفسي ليك، أنت عندك حق أنا رخيصة لأني خليت واحد زيك معدوم الرحمة يلعب بيا كل ما يحب وأنا بكل غباء أصدقه.. 

بالفعل هي حمقاء، حرك رأسه بسخرية وقال:

_ من ناحيه غبيه فانتِ غبيه اسمي اللي دوستي عليه برجلك وانتِ شايلاه هقطع لك رجلك إللي دوستي بيها عليه.. قدامي..

خافت وعادت عدة خطوات للخلف، حركت رأسها برفض أكثر من مرة وقالت بجنون:

_ مستحيل أمشي معاك أنت عايز تعمل فيا إيه تاني حرام عليك..

بقهر رجل مخفي تحت جبروته قال:

_ تفتكري لما راجل يجيب مراته من سرير راجل تاني ممكن يكون عايز يعمل فيها ايه غير انه ياخد روحها بايده ويرميها لكلاب السكك يسدوا بيها جوعهم..

سقطت دموعها برعب، رأت بعينيه انعدام رحمة شعرت إنه بالفعل سيفعل بها ذلك أرتفعت شهقاتها وصرخت بكل قوتها:

_ أحمد الحقني أرجوك..

تجمد محله وهو يسمعها تتطلب النجدة من رجل غيره، إلي هنا وكفى فإذا وقف أمامها ثانية واحدة سيأخذ روحها مثلها هددها، أقترب منها لتركض بعيداً عنه مردفة:

_ معملتش حاجة والله العظيم حرام عليك بقي أبعد عني أنا تعبت..

كانت خيبة الأمل واضحة على وجهه مثل الشمس، بلحظة جذبها من ساقها وقبل أن تنطق بحرف كان يحملها ويرجع بها مردفاً بقوة:

_ الأحسن ليكي دلوقتي تخرسي..

_____ شيما سعيد _____

بفيلا سارة..

ألقي بها أمام جدتها لتضمها ألفت برعب، أخيرا شعرت بالامان وهي بين أحضان ألفت أغلقت عينيها وهمست بتعب:

_ أنا خايفة يا تيتا..

ساعدتها ألفت بالجلوس ثم وقفت أمام محمود وقالت بقلق:

_ أنت عملت في البنت ايه مخليها مرعوبه بالشكل ده؟!..

أشار لسارة وقال:

_ قولي لجدتك انا جبتك منين وبعد كده تبقى تسأل أنا عملت فيكي ايه..

صمتت ولم تجيب فصرخ بغضب:

_ ما تنطقي ولا دلوقتي بس اتخرستي اقول لك انا يا الفت هانم حفيدتك ومراتي انا جايبها من فيلا احمد رسلان كانت بايته عنده.. 

شهقت ألفت بقوة وقالت:

_ ايه اللي انت بتقوله ده احترم نفسك ساره مستحيل تعمل حاجه زي دي.. 

بصوت مختنق تحدثت سارة وقالت:

_ أنا ما عملتش حاجه يا تيتا واحمد اللي هو بيتكلم عنه ده ما كانش في الفيلا..

ضرب محمود أحد الانتيكات الموضوعه امامه على الطاوله وقال بجنون:

_ هو أنتِ مشكلتك إنه ما كانتش في الفيلا لكن انك تروحي له وتباتي عنده ده بالنسبه لك عادي.. 

رأت ألفت ارتعاش جسدها فقالت بغضب:

_ ممكن تهدى شويه البنت صغيره مش متحمله اللي انت بتعمله ده انت خلاص بقيت مجنون..

_ آمال أنا مطلوب مني اتحمل كل حاجه ليه؟!.. اللي حفيدتك عملته ده مصيبه ولو لاني عارف انها فعلا عيله صغيره وهبله كنت دفنتها.. 

أرتفعت شهقاتها فأقترب منها وجذبها لتقوم تقف أمامه مردفاً:

_ انتِ عارفه لما صحيتي بتصرخي وفاكره انه بيحاول يقرب منك ده نقطه في بحر اللي كان ممكن اي راجل زباله يعمله فيكي مادام جيتي لحد عنده وطلبتي انك تنامي في بيته، انا عايز افهم عقلك ده في ايه بتفكري ازاي؟!..  أنتِ كده على طول ولا دلعي الزياده فيكي هو اللي فسدك؟!.. 

عن أي دلال يتحدث ؟!.. رفعت وجهها اليه وقالت بقهر:

_ دلع ايه اللي انت بتتكلم عنه ؟!.. انت عمرك ما عملتني كويس غير لما بتبقى عايز تدلع كفايه كذب وتمثيل بقى ارجع لمراتك وابنك وحياتك وسيبني في حالي وارحمني.. 

صدمته بحديثها، صدمته من فكرتها عنه ومن تفسيرها كل ما عاشه معها وعاشته بين يديه، أبتعد عنها لتسقط على الأريكة وهو يحدق بها بذهول عاجز عن قول أي كلمة، قالت ألفت:

_ قولت لك من الاول ان العلاقه دي غلط وما رضيتش تصدقني انت مش بتحبها وهي مش بتحبك، كل اللي جواكم مشاعر متلخبطه هتفضلوا توجعوا بعض لحد ما واحد فيكم يروح، ابعد عنها وارجع لحياتك ولو عايز تتجوز اتجوز واحده تشبهك وملكش دعوه بيها، سيبها تشوف حياتها هي كمان حياتها انا مش هقف اتفرج وانا بخسر احفادي الاتنين.. 

أشار إليها محمود بقسوة وقال:

_ أنا عايزك تسكتي خالص لان ما فيش حد بيلعب في دماغها غيرك، رسمتي لها وهم وهي صدقته كل الحب اللي انا حبيته لها ما كانش باين لا قدامك ولا قدامها، خايفه على حفيدتك اوي مني؟!..  اتفضلي هي قدامك اهي اشبعي بيها.. 

_ هتطلقني؟!..

قالتها سارة وهي تتمني أن يتمسك بها فقال بقوة:

_ لأ يا حلوة مش هطلقك أنا عايزك تطلعي الفيلم الهندي ده من دماغك، الكلمه دي مش هتسمعيها مني لحد ما تدخلي قبرك، مش أنتِ عايزه تبعدي عني؟!.. خليكي جنب جدتك لكن هتفضلي شايلة اسمي لحد ما تموتي بس على الورق يا ساره لان النهارده مش هعتبرك مراتي كفايه عليكي كده ..

ذهب ولم تشعر به، لم تشعر بأي شي حولها فقط تأكدت من أنها كانت لعبة بين يد خبيرة حركها كما يشاء، جلست بجوارها ألفت وقالت بخوف:

_ سارة يا حبيبتي أنتِ كويسة ؟!.. 

أومأت إليها وقالت بشرود:

_ مش كويسه بس اوعدك اني من النهاردة هبقى كويسه، ما فيش حد يستاهل إني عشانه أكون مش كويسة وخصوصا حفيدك، تعرفي يا تيتا كنت بقول دايما قد ايه محمود ده شخص وفي قد ايه راجل ما فيش منه في الدنيا عشان يعيش مع ست 15 سنه من غير ما يبص لغيرها ، كنت غبيه محمود عمل كده لانه مش شايف غير عايده وهييفضل مش شايف غيرها حتى لو كانت شويه عضم في قفة، انا اللي ضحكت على نفسي وهمتني بحاجات مش صح، عينه كدبت عليا وفهمتني ان هو بيحبني بس ماشي ما حدش بيتعلم ببلاش...

طبطبت ألفت على ظهرها بحنان وقالت:

_ أنتِ غلطتي يا سارة ما اقصدش في جوازك من محمود اقصد  لما روحتي لاحمد رسلان ونمتي جوه بيته، ازاي يا بنتي توثقي في واحد ما تعرفيهوش؟!.. افرضي كان وحش وفعلا عمل فيكي حاجه وحشه من غير ما نعرف مكانك او حتى نحاول نساعدك ؟!.. ليه دايما بتعرضي نفسك للخطر من غير ما تفكري؟!.. لما اتجوزتي محمود قولت عشان انا وقتها كنت بعيد عنك وما فيش حد يعرفك الصح من الغلط، دلوقتي انا سبت الدنيا كلها وقاعده معاكي ازاي تعملي حاجه زي دي من غير ما تقوليلي من غير ما تعرفي عواقبها؟!..

جدتها محقة، حركت رأسها وقالت بندم:

_ عندك حق يا تيتا انا اتصرفت بغباء ومن غير تفكير اسفه سامحيني..

أخذتها ألفت لتنام على صدرها وقالت بحنان:

_ نامي يا حبيبتي أنتِ تعبانه وكل حاجه هتبقى كويسه..

_____ شيما سعيد _____

امام قصر علام وقفت سيارة علي، نظر لأروي المرتعبة بجواره وزفر بضيق، رؤيته لها بهذا الضعف يشعره بالعجز، أخذ نفس عميق قبل أن يقول بهدوء:

_ تعرفي لما واحده تبقى مرعوبة بالشكل ده وجنبها الراجل المفروض هيبقى جوزها وابو عيالها ده معناه ايه؟!.. 

بللت شفتيها بطرف لسانها وقالت بتوتر:

_ إيه ؟!..

_ إن هو مش راجل وخوفها وهو قاعد جنبها معناه إنه مش هيقدر يحميها، أنتِ شايفاني مش راجل ومش هقدر احميكي يا اروى؟!.. 

نفت بحركة سريعة من رأسها وصممت، بداخلها الكثير ولكنها اعتادت على التحمل بمفردها، كيف تقول له إنها إبنة غير معترف بها بتلك العائلة ؟!.. كيف تقول أن والدها هددها بالقتل إذا أقتربت من بوابة هذا القصر العريق ؟!.. سقطت دموعها وسمحت لنفسها بالضعف أمام مردفة:

_ المشكله مش فيك يا علي المشكله فيا أنا، أنا اللي جبانة ومش هقدر ادخل قصر علام الكبير ،  اتحرمت عمري كله من اني حتى أعدي من جنبه عندي اخين عايشين في العز والخير طول عمرهم وانا بس باخد اللي محمود يقبل يديه ليا، أنت تعرف ان محمود الوحيد اللي اعترف بيا في العيله دي هو الوحيد اللي قابلني بس وقتها ما قدرش يعملي اي حاجه غير ان هو يكملي تعليمي ويجيب ليا بيت ويديني فلوس، ما قدرش يدخلني قصر علام، لان طاهر باشا مش معترف ان انا بنته قالي لو فكرتي تعدي بس من جنب البوابه هقتلك هيكون اخر يوم في عمرك ولما محمود بقى معاه كل حاجه ويقدر يدخلني القصر بغبائي مشيت ورا واحد زي سيد وضيعت اخويا من أيدي، انا مش هقدر ادخل هنا يا علي صدقني مش هقدر..

طفلة صغيرة ضائعة ذاقت كل أنواع الحرمان تخفي نفسها تحت قناع القسوة لعلها تقدر على إخفاء ضعفها وقلة حيلتها، ابتسم إليها وقال بحنان:

_ هو الخسران إللي يبقى عنده بنت زيك ويخسرها يبقى غبي، أروي قولت لك تعالي نروح لمحمود قولتي خايفه منه ودلوقتي مش موافقه تدخل القصر، مش هينفع تعيشي الباقي من عمرك هربانه ومخفية، صدقيني محمود ممكن يكون قاسي من بره لكن مافيش في حنانه اول ما هيشوفك هينسى كل حاجه حتى لو في الاول زعق شويه هبقى جنبك يا ستي لو رافع ايده هنضرب مكانك مع إن ايده مرزبه بس لازم ناخد خطوه يا اروى..

قدر بقليل من المرح رسم إبتسامة خفيفة على وجهها فقال:

_ ايوه كده اضحكي خلي الشمس تدخل، وبعدين انا متعود عليكي مفتريه بصراحه مش قادر اعتبرك طيبة.. 

حدقت به بغيظ وقالت:

_ يا سلام يا سي علي مفتريه؟!.  على فكره بقى انا عمري ما كنت مفتريه لكن امثالك ما يستحقوش الا انا كده.. 

ضحك وقال:

_ عندك حق انا فعلا انسان زباله ولو ما كنتش اتعاملتي معايا كده كان حالي عملت حاجات كتير جدا هموت واعملها روحي منك لله يا شيخة.. 

_ أحترم نفسك بقى شكل العلقه اللي اكلتها في شرم ما علمتكش حاجه خالص..

لماذا تذكره بفعلتها الكارثية عض على شفتيه ونظر إليها نظرة وقحة واضحة ثم قال بوعد:

_  دي بالذات مش هقدر انساها وهعلم عليكي زي ما علمتي عليا بس مش دلوقتي مسيرنا يتقفل علينا باب واحد وهيبقى البقاء للاقوى..

رفعت رأسها بكبرياء قائلة:

_ يبقي زي العادة أنا إللي هطلع منها سليمة، خاف على نفسك بقي لتخسر شويه الفاضلين من صحتك..

رسم على وجهه ابتسامة ساخرة وقال:

_ تصدقي دمك خفيف يا بت اخلصي هندخل ولا هنقابل محمود الاول؟!..

_ مش عارفة يا علي تفتكر ايه الصح؟!..

_ نقابل محمود الأول يا أروي هو ده الصح لازم تتصافوا قبل ما ندخل المعركه الكبيره مع طاهر بيه..

_ ماشي يا علي إللي أنت شايفه صح هعمله...

____ شيما سعيد ____

بصباح اليوم التالي..

دلفت ألفت لغرفة سارة لتطمئن عليها وجدها تقف أمام المرايا تلقي على نفسها نظرة راضية بعدما تحلت بثوب سيدة الأعمال الراقية، رفعت حاجبها بتعجب مردفة:

_ سارة يا حبيبتي ايه اللي أنتِ بتعمليه ده انتِ تعبانه ومحتاجه ترتاحي؟!..

ابتسمت سارة وقالت:

_ اطمني عليا يا تيتا انا مش تعبانه ولا حاجه وبعدين أنتِ ناسيه انا عندي كليه وعندي المصنع بتاعي ده كان حلم عمري يا تيتا ولازم اشتغل عليه.. 

_ طيب ومحمود هتعملي معاه ايه؟!..

حركت كتفها بهدوء وقالت:

_ هعمل معاه ايه يعني ولا اي حاجه محمود جوزي وهيبقى ابو ابني وعايده ومعتز مراته وابنه من قبلي فانا ما عنديش مشكله إنه ردها.. 

صرخت ألفت:

_ أنتِ بتقولي ايه؟!.. يعني ايه ما عندكيش مشكله هتقبلي على نفسك انك تعيشي على ضرة تبقي اتجننتي يا ساره وكل ده عشان خاطر ايه؟!.. 

أخذت نفس عميق وقالت:

_ حضرتك ليه واخدة الموضوع بعصبيه كده عايده مش ضرتي محمود بقى له 15 سنه ما قربش من ست غيري يعني وجودها في حياتنا هيبقى زي عدم وجودها بالظبط، يبقى ما فيش داعي أخرب بيتي واعيش ابني الحياه اللي انا عشتها عشان خاطر حاجه مش موجودة.. 

بها شئ غير طبيعي هذه امرأة أخري غير سارة، كانت أمس تموت قهراً والان تقف أمامها بكل بساطة متقبلة ما حدث ؟!.. قالت ألفت بذهول:

_ اكيد في حاجه غلط انتِ مين لاعب في دماغك كده هو كلمك تاني سلمت له دماغك برضو ؟!.. 

أقترب منها سارة وقبلت رأسها قائلة:

_ يا تيتا يا حبيبتي انا مش في الحضانه عشان حد يلعب في دماغي وعلى فكره حتى البنات اللي في الحضانه دلوقتي ما حدش يقدر يلعب في دماغهم، عايزاكي تطمني عليا كل كلمه قولتها دلوقتي واعيه لها كويسه اوي وفاهمها ومتقبلاها وعلى فكره محمود ما كلمنيش من امبارح، بالعكس ده انا اللي هروح له النهارده المستشفى اعتذر له واعتذر لعايده ومعتز كمان مهما كانت دي ست يا حرام اتاخد منها جوزها في غمضت عين من حقها تتقهر وتعمل كل اللي عملته... 

تركت جدتها بحالة ذهولها والقت لها قبلة بالهواء ثم ذهبت لتقول الفت برعب:

_ هي ناوية على إيه المجنونة دي ؟!..

_____ شيما سعيد _____

بالمشفي..

جلس معتز بجوار والدته على الفراش وقال بحنان وهو ينظر لوالده:

_ طبعا عايده هانم صحتها رجعت لها وبقت زي الفل مدام محمود بيه قاعد معاها ليل نهار.. 

ابتسمت عايدة بتوتر وقالت:

_ انا ما عنديش في الدنيا دي كلها اغلى منك انت وباباك يا معتز ولما محمود ردني رجعت فيا الروح تاني..

كاذبة وهو يعمل وهي تعمل أنه يعمل ومع ذلك يسمعها بصمت، رسم على وجهه ابتسامة ساخرة عندما قال معتز:

_ معنديش أغلي من محمود بيه..

_ وأنا ليا مين غيره ؟!..

هنا لم يتحمل الصمت وقال بقوة:

_ ليكي معتز يا عايده سندك وضهرك وهيبقى سندي وضهري انا كمان..

أومأت إليه سريعاً وقالت:

_ معتز ده حتة منك يعني حتة من روحي..

هل لو قتلها سيحمل ذنب ؟!.. ريما لأ لأنها تستحق القتل عن جدارة، أخذ نفس عميق قبل أن يقول بهدوء:

_ روح هات لماما الفطار بتاع يا معتز وهات لي معاك فنجان قهوه..

_ حاضر..

ظل صامت حتي خرج معتز من الغرفة ثم أقترب منها بغضب شديد قائلا:

_ ايه اللي أنتِ بتعمليه ده لسه مصممه على الكذب وانا مش قادر اتكلم عشان ما اعقدش ابني اكتر ما هو معقد، ارحمي نفسك بقى شويه واهتمي بابنك اليومين اللي فاضلين لك الولد خلاص بقى مجنون من كتر ما هو شايف امه بتفكرش في حد غير ابوه حتى مش قادره تشوف ابنها.. 

بحزن قالت:

_ ما هو انت اللي عودتني على كده يا محمود، ومن واحنا عيال صغيره وانا ما ليش غيرك، ليه دلوقتي ما بقيتيش متحمل اني بقى ما ليش غيرك؟!.. البنت دي اخدت مكاني يا محمود ربنا يخدها. 

_ إن شاء أنتِ يا عايدة.. 

قالتها سارة بكل براءة بعدما أغلقت باب الغرفة خلفها، صوتها بمفرده جعله يشعر بالاشتياق لها دار وجهها ليراها في كامل جمالها، فقال بذهول:

_ سارة ؟!..

أومات إليه بدلال وقالت:

_ تؤ بسبوسة يا روح بسبوسة..

صرخت عايدة:

_ أنتِ ايه اللي جابك هنا جايه تشمتي فيا يا بنت أنتِ ؟!..

نفت بهدوء ووقفت بجوار محمود ثم وضعت يدها حول خصره بنعومة قائلة:

_ اخص عليكي يا أبله عايدة وانا وحشه برضو عشان اشمت في المرض لا بصراحه انا جاية اخد جوزي، امبارح كان ليكي والنهارده ليا مش ده حق ربنا برضو يا بيبي؟!.. 

بيبي ؟!.. معقولة تكون اتجهت لشرب مخدرات؟!.. فما تقوله بين قوسين ( دماغ  متكلفة) أومأ إليها من بين أسنانه فقالت عايدة:

_  ده اللي هو ازاي ان شاء الله انت رديت البنت دي تاني يا محمود؟!..

ردت بدلاً منه حتي لا تتعب فمه بالحديث وقالت ببراءة:

_ وهو يعني هيردك ومش هيردني طب دي تيجي ازاي ؟!.. ده انا الدلع كله والحلويات كلها تقدري تقولي عني كده حته البسبوسه اللي بتظبط مستوى السكر عنده..

لقد أرتفع مستوي السكر لدي عايدة بشكل مخيف أو ربما قل الأكسجين لديها، أشارت لمحمود بتعب:

_ اطلب الدكتور بسرعه يا محمود هموت مش قادر اخد نفسي..

جذب سارة معه للخارج إلا أنها قالت:

_ لأ روح أنت انا هاهتم بيها لحد ما ترجع بالدكتور افرض خرجنا احنا الاتنين جات لها ساكته قلبيه ماتت، تموت من غير ما اشوفها بتموت حرام يا بيبي.. 

بالفعل بدأت عايدة تختنق بنفس لحظة دخول معتز فنظرت إليه مردفة:

_ الحقني يا معتز هموت..

بأسف شديد نظرت لها سارة وقالت:

_ الحقها يا معتز .. 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1