رواية سيطرة ناعمة الفصل التاسع و العشرون 29 بقلم سوما العربي

 رواية سيطرة ناعمة الفصل التاسع و العشرون


في عقلك الطيب تعتقده غير واعي، لكنه كان واعي، رشيد مدرك على ما يفعله وكل خطوة يخطيها، هو يريد جميلة، إنها تأجج رجولته، تؤلمه، تسكن أحلامه، باتت بأيام قلال مسيطرة على تفكيره ومهيمنه على حواسه، ولم يزد رفضها ولا مبالاتها به سوى شوقه العاصف.

أيامه بالبلاد باتت معدودة، وإجازته على وشك الإنقضاء، وهي تشعله ولا تعطيه وجه، وهو بات غير قادر على الإبتعاد.

لأيام وليالي وهو يراقبها عبر نافذة غرفته وهي تخرج بالصباح أو تعود في المساء متأنقة بزيها الرسمي، كتلة من الأنوثه تسير على الأرض تستفز اي شارب قد يراها .
فانقلبت أيامه لجحيم وهي لا تبالي وربما لاتدرك حتى ما فعلته...وبات غير قادر على العودة لحياته السابقه كما كان يعيش قبلما يجيء للقاهرة ويلتقي بها بعدما كبرت.

اندلع الخوف يفتك أحشائها وهي تدرك انه معها الأن بغرفتها وقد شاهدها بهيئتها تلك...لا ويقترب منها والتصميم بعينه، تراهم وهما يأكلان جسدها أكلاً.

اتسعت عيناها برعب وصرخت فيه:
-رشيد؟؟ انت بتعمل ايه هنا؟ ودخلت هنا ازاي؟

صرخت بالأخيرة عل الحارس يسمعها لكنه هتف:
-بعته للبوابة الرئيسية يجيب لي حاجات.

إذا فقد خطت ودبر،ارتعبت أكثر، صرخت فيه:
-وايه اللي جايبك هنا وبتقرب كده ليييه؟
هجم عليها بخطواته يسأل:
-ماجيتيش العشا ليه؟
-وانت مالك.

صرخت برعب وهي تتعرقل في قدم الكرسي فتسقط عليه ليدنو منها مهاجماً:
-ماجيتيش عشان انا موجود، عشان ماتشوفينيش، عشان انا بأثر فيكي، لو مش فارق لك كنتي جيتي عادي مش كده؟
-لا مش كده.
كذااابه.
دنا منها زياده وهمس أمام شفتيها :
-بتهربي مني ليه؟
-انت بتحلم.
 انه مقبل على شفتيها، كان يميل عليها ليقبلها،فدفعته وصرخت وهي تدفشه في صدره بكل قوتها، إرتد خطوة للخلف أثر دفعتها العنيفه وهتف:
-وليه ماتقوليش ان انتي الي بتكابري.

وقفت لتبتعد عن الكرسي وتعدم اي فكرة لان يميل عليها على كرسي أو سرير، نجحت وابتعدت لتفر ناحية الباب تفتحه لكنه أوقفها يمنعها بقوة موجعه مسك بها رثغها ثم قربها لعنده يهزها بغيظ وهو يصرخ فيها:
-رايحه فين تعالي هنا.
-امشي يا رشيد، امشي ارجع لبيتك ومراتك وابنك بلاش تهور.
صرخ بجنون:
-انا لسه ماتهورتش...بس أوعدك اعملها.
ردا برعب:
-ليه؟!!! انا عملت لك ايه؟
-انتي؟!!!
قبض على يدها وقربها منه يردد:
-أنتي مجنناني .....

رعب عيناها أيقظه، حاول محاولة أخيرة، ربما هنالك شيء عليه فعله وهو لم يجرب للأن لذا خفف قبضته واعتدل في وقفته بعدما كان يهم بالهجوم عليها، وجرب:
-طيب، جميلة انا أسف وندمان على الي حصل زمان، بندم كل يؤمّ وأنا بشوفك قدامي، لو ماكنتش صديتك يومها وعملت كده كان زمانك ملكي دلوقتي ويمكن ده عقاب من ربنا ليا وياستي انا بقولك أهو أنا غلطان وندمان ومش وش نعمة عشان رفضت واحده زيك.

كانت تسمعه وهي تهز رأسها بوفض، غير متقبله كلامه.

عكس ما توقع كانت النتيجة تهز رأسها رافضه، جذبها بعنف لتصبح ملامحها متقاربه من ملامحه يهتف من بين أسنانه:
-ارجوكي تنسي الي حصل وخلينا نفتح صفحة جديدة.
دفشته بعنف والخوف قد سيطر عليها من هيئته المختله وهتفت وهي تحاول الفرار منه:
-صفحة ايه، شكلك مجنون فعلاً، انت متجوز وعندك ابن.

جذبها لعنده من جديد ومسك وجهها بكفيه يثبتها أمامه كأنه يحاول إقناعها:
-الشرع محللي أربعه، أنا مش اول واحد يعملها، أنا هتفاهم مع علياء وابني مش هيحس بأي تقصير...عشان خاطري وافقي.
-انت مالكش خاطر عندي وروح حلل في الشرع بعيد عني انا الي مش عايزه اتجوزك.

كانت تتحرك بهلع تحاول فتح الباب ونجحت، لكنه أحبطها واغلق الباب ثم جذبها لعنده يردد بانفاس لاهثه:
-لا انتي بتقولي كده عشان زعلانه مني، حقك، انا عارف انه حقك، خدي وقتك واتدلعي براحتك بس في الاخر وافقي....هتوافقي.
-أبعد عني، عيب الي بتعمله ده، بتتهجم على بنت خالك في بيته.
-بنت خالي ماخلتليش طريقه غير كده، انتي جننتييينييي.
صرخ بالاخيره وهو ينظر عليها، لانت ملامحه وهو يتحسس بيده لجلد بشرتها الطري ينظر على فستانها الجميل مردداً:
-قمر، فستانك تحفه عليكي...وشعرك جنان، وشخصيتك قوية، عيونك فيها اسرار خطفاني...أنا اكبر مغفل في الدنيا.

حاولت التحدث معه برويه وهو هادئ هكذا:
-أمشي....أمشي يا رشيد وأنا والله مش هقول لحد على الي انت عملته.
رفع احدى حاجبيه يردد:
-ماتقوليش هقول انا.
-يعني ايه؟
ابتعد عنها يردد:
-هسيبك يومين تفكري.
-يعني ايه كلامك ده وأفكر في ايه، انت متجوز وعندك أسره وانا مخطوبه.
-يعني هي دي مشكلتك بس؟!
توقف بها الوقت لدقيقه وهو كاد ان يبتسم لكنها عادت تهز رأسها:
-لا...انت لو اخر راجل مش هتجوزك.
-مانا هبقى أخر راجل بس في حياتك.
-بتحلم .
صرخت فيه بضيق فرد:
-هتجوزك يا جميلة.
-مش هيحصل وامشي اطلع برا.

حك فكه بضيق ثم قال:
-همشي...همشي عشان اسيبك تفكري.

نظر لها بهدوء وهي مازالت خائفه من اي تهور قد يفعله، اقترب من جديد فانتفضت ومالبس أن شهقت مصدومه وهي تشعر به اقترب يميل عليها بهدوء يقبل وجنتها ثم همس:
-بحبك يا جميلة.
اتسعت عيناها من فعلته وتصريحه تنظر له بذهول تراقب وقوفه الثابت مع نظرة الأعجاب بعيناه ثم رحيله الهادئ من الغرفه.

وبدأت تسأل نفسها هل اعترف رشيد بحبها؟!! وهل هذا ما تريده؟؟ أم ماذا تريد بالأساس

______سوما العربي_______

استيقظت صباحاً بنشاط عالي وتأنقت في فستان رقيق من بلون الروز ووقفت تصفف شعرها أمام المرآة.

لف في السرير يبحث عنها كي يسحبها لأحضانه ويستغرق زيادة في النوم  لكنه لم يجد من يحتضنه ، مرر يده على الفراش يشعر يبرودته فانتبه واعتدل من فراشه يتثائب بخمول يبحث عنها لتثير إنتباهه وهو يراها متأنقه جاهزه للخروج فهتف مستغرباً بصوت مازال خامل من النوم:
-صباح الخير يا حبيبي.

التفت له ترد بابتسامة مشرقه:
-صباح النور، كل ده نوم.
وقف عن فراشه يتثائب من جديد ويرد بكسل:
-ااااه...كل الي عيشته معاكي كوم وانك تنامي معايا في سريري الي طول عمري بنام فيه لوحدي كوم تاني، نمت نووم.
أبتسمت له ليبادلها الابتسامة وهو يمرر عيناه على جمالها الغير عادي ثم سأل:
-ايه الجمال ده كله، لابسه ليه من بدري كده...لابسه ليه اصلا؟! حد يلبس مع جوزوا.

هزت رأسها بجنون منه تردد:
-ايه الي بتقولوا ده،انت المفروض في حالة حداد جدك ماكملش أسبوع ميت.
جذبها لصدره يردد:
-الحزن في القلب و دي نقره ودي نقره،وبعدين هو كان جدي لوحدي، لابسه بينك وجدك ماكملش اسبوع.
-جدك انت.
لم يعجبه حديثها وقال:
-لووونا..الراجل دلوقتي مات وبقى بين ايدين ربنا ومايجوزش عليه غير الرحمه، وبعدين ده سايب لك ورث كبير قوي.
-ورث مشروط يا حبيبي، مربوط بيك العمر كله.
جذبها من حصرها يلصقها بنصفه السفلي وهو ينظر على شفتيها مردداً:
-قوليها تاني كده؟
-ايه؟
-حبيبي.. عارف انك ماتقصديش بس اهي اي حاجه منك.
نظرت له بكبر ليقول:
-قولي بقا يابت ...قولي أي حاجة.
-تؤ.

همست بدلال ثم ابتعدت عنه فجاه تنثر عطرها ليجذبها مجدداً في الوضع السابق ويهمس أمام شفتيها:
-وحشتيني يا بت ...ماهر وحشته لونته وهيموت عليها.
جاوبت محذره:
-بس يا ماهر لازم انزل.
-تنزلي!
قالها بحاجب مرتفع فهزت رأسها مؤكده ليقول:
-تنزلي على فين إن شاء الله.
-على شغلي.

قالتها بثقه فبهتت ملامحه لثواني وبعدها حاول إستجماع عقله وسأل:
-ماشاءالله أنتي اشتغلتي؟
جلبت صندلها الخفيف ترتديه وهي تحدثه دلاله على حرصها على الوقت:
-اه.
-فين؟! 
-في شركتي..انت غريب جداً.
-شركتك؟!!!
-ايوون.
-أيون!!!!!! 
وقفت وقد انتهت من ارتداء الصندل تعيد إسدال ثوب فستانها الرائع ثم قالت:
-ورثي من جدي .
ابتسمت بسماجه ترد:
-الله يرحمه.

التفت لتتحرك لكنه مسك ذراعها ولفّها أعادها لعنده ولم يبالي بشهقتها  وهتف:
-ده مين اللي قال كده ومين هيسمحلك أصلا.
-ماهر عزام الوراقي.
اندهشت ملامحه وهو يسمعها في الوقت الذي اتسعت فيه ابتسامتها كون أن حيلتها الجديدة التي تعلمتها نجحت من أول تطبيق فعلي لها واردفت تكمل:
-أنت الي هتسمحلي وانا عارفه.
عزمت على اكمال جرعتها فكملت:
-أنا بقيت عارفاك، انت بتحبني مبسوطة، وانت عارف أني هبقى حابّه أرجع الشركة اشتغل وسط ناس نضيفه واكمل تعلم الجرافيك في شركتي تحت عين جوزي، فانا قررت ارحم جوزي اصلك عارف منين ما اروح الف عين تبص عليا وانا جوزي غيور...غيور قوي..بيهد الدنيا لو حد بصلي، أروح انا أخبط دماغي في الحيطه واقول مش بتعدي ليه؟! ماهي حيطه...فليه العند لما ممكن اعمل كل ده تحت عينه ورعايته ويجيب لي كمان ساندوتشات شاورما لحمه الي بحبها و حوواشي.

ضحك يعض باطن فمه، رغم فطنته لعبتها الا انها أحرجته بحديثها الذي كان مقنعهاً فعلام العند؟!
همس أمام شفتيها يقول:
-اجيب لك كل الي نفسك فيه، عايزه أيه؟
اندفعت تردد:
-عربية بورش حمرا.
-نعم؟!!!
-أنا عارفة انك كريم وسخي ومش هتستخسر في مراتك عربيه صح.
ضحك، لعبه جديده، لكنه همس:
-اجيب لك...مانتي بقيتي مليونيرة.
فهتفت على الفور:
-لااااااا
أرتفع حاجبيه وهو يسمعها تقترب منه وتصرح:
-أنا عايزة فلوسي صحيحة على بعضها.

قهقه عالياً يصفق بيده من شدة الضحك ولا يستطيع تمالك نفسه.
لدرجة أن عيناه قد أدمعت وحاول التحدث من بين ضحكاته يقول:
-يا بنت اللذينا...مش معقوول..هههههه ماشي يا لونا...اجيب لك عربيه وسيبي فلوسك صحيحه على بعضها.
لم تصدق ان حيلتها التي بالامس فقط علمتها لها مشتشارتها النفسيه قد فلحت فاقتربت منه تردد غير مصدقه:
-وحياةً أمك؟!
-بت؟! هتجيبي سيرة امي...هرجع في كلامي والله.
-لااا ده امك دي حبيبتي.
-انتي الي حبيبيتي….هاتي حضن.

ضمها بحنان واحتياج لحضنه يشعر بطراوة جسدها الغض وقماش فستانها الغالي وشعرها المتطاير من فرط نظافته وخفته، انها نسمه صيف بارده ومنشعه، جميله ومحظوظ أنه نالها.

اخرجها من أحضانه يكاد صدره ينفجر من فرط الفرحه والشعور بالفوز انها له والأمور تمام، الفوز بلونا كان الأعظم بحياته، وهنيئاً له من كانت لونا فوزه، الطله لوجهها خير وصحه وجمال، إنها تنعش روحه وتعيد شبابه.

مسح على وجهها وشعرها يتشابك مع أصابعه فيقول:
-استنيني هلبس وننزل مع بعض نروح الشغل، ايه رأيك؟
-حاضر…على ما تخلص هكون حضرت لك الفطار.
-طب ماتيجي تحميني انا محتاج حد يحميني.

هزت كتفيها تردد:
-وقح.
-بس لذيذ..وربنا لذيذ.

ابتسمت رغماً عنها، ثم قالت:
-بصراحة؟
هز رأسه ينتظر ردها لتنفجر في الضحك وهي تصرح:
-اه.
ضحك بسرور فأخيراً لانت لونته.

خرجت من الغرفة بشقاوة وهو استدار يتحرك للمرحاض يردد:
-بموت فيها بنت اللذينا…هتعمل فيا ايه تاني.

_________سوما العربي______

تحركت بخفة فراشة تهبط الدرج تذهب للمطبخ تساعد الطباخ في إعداد الفطور ببعض الأشياء البسيطه ثم خرجت ومعها كوب نسكافيه لتجد فاخر وعزام يجلسان في بهو البيت، أبتسمت باستمتاع؛ انها فرصتها…فاقتربت تستغلها.

دنت منهم تردد:
-ايه ده؟ خالو فاخر وخالو عزام! قاعدين كده ليه زي المطلقين!
احتدمت عيناهم بمجرد ظهورها أمامهم وصولاً لكلامه وفحواه، وهي لم تبالي بل أضافت:
-صحيح قلبي عندكم، بقيتوا لا شغله ولا مشغله.

وقف فاخر يردد:
-انتي عايزه ايه يابت انتي على الصبح.
-الحق عليا، الحق عليا اني قولت اجي أشوف معاك فلوس للنهاردة ولا لأ؟؟ بس ماتشيلش هم! هفطرك معانا عادي وخد…حد مد ايدك ماتتكسفش.

اخرجت من حقيبتها عمله ورقيه فئة الخميسن جنيه، كورتها بكف فاخر تردد:
-عشان لو حبيت تشرب لك حاجة ولا تجيب سجاير، خد ماتتكسفش ومش هقول لحد .

هب ليهجم عليها يلقنها درساً:
-اه يا بنت الو…

قاطعه عزام الذي كان يجلس يتابع كل ما يحدث بصمت تام الى أن نطق مردداً:
-فاااخر.
نظر كل من فاخر و لونا له فوقف قائلاً:
-ايه يا فاخر هتمد ايدك عليها، ألحق عليها يعني…ده بدل ماتاخد منها الفلوس وتقول شكراً.
-شكراً!!!!
هتف فاخر بضيق وهو شيئاً فشيئاً يفهم نوايا شقيقه، وقف عزام واقترب من لونا يردد:
-شكراً يا حبيبتي، طلعتي أصيلة، تمااام زي امك رحيل، وانا الي كنت فاهمك غلط وفاهم انك شريرة وناويه على طمع، ماتعرفيش كبرتي في نظري أد إيه لما عملتي كده شكراً، وشكراً على الفطار.

رفعت احدى حاجبيها غير مرتاحه لنعومته المستجده وهتفت:
-وصيتهم يرودوا لك البيض…شكلك بتحبه.
حاول الإبتسام يداري اصطكاك أسنانه من الغيظ فتحركت من امامهمها لا تستطيع المكوث أكثر من ذلك في مكان واحد معهما.

وما ان فعلت حتى جذب فاخر شقيقه من يده يعنفه:
-ايه؟ قولت بقت مرات ابني وزيتنا هيبقى في دقيقنا وهتلعبها خارصه لوحدك، لاااا ده انا عظيم بيمين أهدم المبعد على دماغ من فيه.

ضحك عزام:
-مرات ابني؟ طول عمرك غشيم ومتهور، البت دي مش لازم تعرف اني عارف انها مرات ماهر، عشان نحبكها صح، وانت خف شويه واتعدل معاها، دي الحصان الربحان بعد ما ابوك ضيعنا…لو هدينا فاروق دويدار بيها هيدينا تسهيلات في السوق ومن البنوك تخلينا نبدأ من تحت تحت الصفر بحبه
-وليه ماتقولش نطعن على الوصيه 
-وليه مانعملش الأتنين،بس المحاكم سكتها طويله، فاروق دويدار سكته مختصره.
جمع فاخر الحديث برأسه وشعر انه الصواب فنظر لشقيقه يسأل:
-طب ما تنور اخوك، ناوي على ايه؟
-هقولك بس تنفذ الي اقوله من غير مناهده.
-حاضر.

_________سوما العربي______

بعد رحيل الجد لم يعودوا يجتمعوا على الفطور، جنا بجامعتها وكمال خرج من بعدها و والدته مريضه وجيلان تركت البيت لعزام، فلم يتبقى سواهما ليقول:
-يالا نبقى نفطر في الشغل طالما مافيش غيرنا
سحبها معه وخرج يقود السيارة وهي لجواره كانت سعيدة تشعر بالانتصار، اخرجت هاتفها من حقيبتها وبدأت تضغط على الشاشة لمدة فسألها:
-حبيبي مشغول عني في ايه؟!
أبتسمت ترد:
-ببعت رسالة لصاحب الشغل في روما بعرفه اني خلاص، مابقتش عايزه الشغل عنده واخيراً هخلص منه ومن تحكماته وفي النهاية ختمتها وشتمته.

ضحك بجنون على تصرفاتها ثم ردد:
-يانهار أبيض، طب بتسيبي الشغل وماشي لكن ليه تشتمي الراجل؟! 
-عشان تنح وكان مضيقها عليا انا بالذات وكان دايماً مراقبني انا بالذات ليه شايفني حراميه؟؟

أرتفع حاجبه بضيق (يراقبها وحدها دون غيرها وتركيزه منصب عليها؟! هل كان معجب بها ومراقبته ماهي الا اهتمام صامت من رجل بارد؟!!)

ظل عقله يدور ويدور الى أن وصلا للعمل، ترجل من سيارته ونظر لها وجد على وجهها سعاده حقيقية ، لأول مره تقريباً يرى صدق مشاعرها فاقترب منها يحاوط خصرها بتملك مردداً:
-نورتي شركتك يا لونا هانم.
سحبت نفس عميق بعد ما استمعت لكلماته..شركتك..لونا هانم، هذا ما يناسبها ولا يناسبها ماهو أدنى…كما قال والدها.

اخرجت نفسها العميق بتهمل ثم تقدمت تدلف معه للداخل وهو يسحبها من يدها تحت أنظار الجميع.

دلف لغرفة مكتبه يغلقها عليه وسكرتيرته معه قائلاً:
-هاتيلي كل الشغل المتأخر وكل العقود و ورق الحسابات وخدي مدام لونا لقسم الجرافيك.
-مدام.
همست بها دينا مستغربه لكنه لم يملك فرصه للتوضيح حيث هتفت لونا معترضه:
-انت مش هتعملي مكتب.
نظر لها وقد اتسعت حدقتا عينه مستغرباً وحاول ألا يضحك ثم قال:
-لأ.
-ليه؟!
نظر لدينا وقال:
-روحي انتي دلوقتي شوفي شغلك واطلبي لنا فطار.

خرجت دينا فنظر للونته  ليجدها تنظر له بضيق، مد يده جذبها لعنده يجلسها على قدميه ثم داعب شفتيها بأصبعه يقول:
-الجميل بتاعي مكشر ليه؟ 
-عايزة مكتب، زي بتاعك
-انا ماقعدتش على مكتب زي ده غير لما بقيت عارف كل مكتب من مكاتب الشركة دي شغال ازاي او على الأقل عندي فكره وانتي كمان مش هيحصل معاكي كده غير لما تتعلمي.

اقتنعت على الفور، ما كانت بحاجة للتدليل، لونا تقتنع بالحجج وحجة ماهر كانت قوية لذا غادرت منفذة على الفور.

مر الوقت عليهما الى ان حضر الفطور كما أراد ثم طلب من دينا أن تذهب وتنادي لونا.

لكنه هب من مكانه متذكراً حينما قالت له ان معظم العاملين بشركته كانوا يغازلونها، تحرك بغضب لعندها يدعي ان يلتقي بأي من هؤلاء كي يلقن كل واحد منهم درساً.

لكنه وقف خلف زجاج المكتب وقد انمحى غضبه وحلت مكانه إبتسامة صغيرة وهو يراها عبر الزجاج تجلس بجوار مدير القسم يملي عليها بعض الأوامر يراقبها بإثناء فهي تعمل بجد وشغف تريد التعلم وتطبق بسرعه وتتقبل النقد والتوجيه لأنها تريد التعلم.

هز رأسه بضيق يدرك كم كان غبي وهو من منع السعاده عن نفسه وليس هي، فلونا لم تكن تحتاج سوى الحب والحنان والاحتواء وبعدها ستتفتح بين يديه كالوردة الجميلة ببرعم صغير، وها هي من مجردة رشه  صغيره بدأت تزهر وتعطي الكثير تضيف على حياته السرور، حتى لو لم تبادله يكفيه رضاها عنه.

___________سوما العربي_________

استيقظ من نومه ينهج بلهاث يدرك بما كان يحلم، مدد الملائة حول خصره ثم نظر على جزعه السفلي وردد بضيق:
-يعني خلاص على اخر الزمن يحصل معايا كده.

عاد برأسه للخلف يستند على الفراش وتفاصيل حلمه وهو يجامعها لا تغيب من مخيلته، تتكرر فتلهب انفاسه ، مسح بيده على كفه يردد:
-أنا كده عنديّ مشكله ولازم أدور لها على حل..مش هقعد اتفرج على نفسي وأنا كده…مش هينفع…لازم حل يارشيد

نفض غطاء السرير من على قدميه ودلف للمرحاض يستحم متطهراً ثم خرج من البيت كان سيذهب له بمقر عمله لكن لمح سيارته تصف أمام المنزل فدلف للداخل يسأل عنه.

جلس أمامه في مكتبه ببعض التوتر لكن خاله هتف:
-صباح الخير يا رشيد، مالك كده شكلك متضايق.
-أنا…أنا عندي مشكلة كبيره قوي يا خالي وعايزك تقف جنبي وتساعدني.

استرعى خاله القلق وسأل بريبه:
-خير يا رشيد…عندك مشكله في شغلك اللي برا ولا ايه، قول وانا رقبتي سداده من جنيه لعشرة مليون.
-لا يا خالي مش عايز مساعده في شغلي.

استوى خاله على كرسيه يردد:
-مانا بردو استغربت، اصلك طول عمرك رافض تشتغل معانا وصممت تسافر بالفلوس الي معاك وفتحت شغل برّا ودايماً كنت رافض مساعدتنا فشغلك مع اننا بنعملها مع الغرب، الله!!! أمال عايز ايه عشان احل لك المشكله الي عندك.

استجمعت قوته مع بعض البجاحه ليردد بثبات:
-عايز جميلة.
-ايه!!!

________سوما العربي__________

دلف بسيارته داخل الحرم الجامعي يهاتفها عدة مرات وهي لا تجيب.

توقف بغضب وهو يراها تجلس مع مجموعه من الشباب والفتيات تضحك على احدى النكات.

نهشه الغضب وعرفت الغيره طريقها اليه، تقدم عندها يهتف:
-اتفضلي معايا
-كمال؟! جيت هنا ازاي؟؟وازاي سبوك تدخل عادي؟
-يالااا يا جنا.
نظرت حولها بتوتر تشعر بالاحراج، زم شفتيه بضيق كونه وضعها بموقف كهذا ثم حاول التحدث برويه:
-يالا يا جنا لو سمحتي.
كادت ان تتحرك لولا صوت احدى الفتيات التي وقفت تقول:
-طب مش تعرفنا بنفسك…
مدت يدها تردد:
-أنا فريدة صاحبت جنا.
-أهلاً وسهلاً…أنا كمال أبن عم جنا.
-اهلاً وسهلاً.
-أهلاً…يا يا جنجونه.

ارتاحت قليلاً مادام قال "جنجونه" يعني انه عاد لوضعه الصحيح معها ونسى تخريفات الزواج تلك التي كان يهزي بها مسبقاً.

لذا تحركت معه بلا خوف ليجلسا بالسيارة ويقودها يخرج من الجامعة ونطاقها كله ثم يقف على جانب الطريق يشد فرامل اليد ويضغط عيناه فظهرت على ملامحه علامات الغضب المكظوم ثم ردد من بين أسنانه:
-مين الولدين الي عندك على إنستغرام دول، هااااا.

صرخ فيها لتنتفض ثم هتف: 
-ردي
انفزعت تجيب:
-وانت مالك 
-انطقي احسنلك، دول عاملين ريأكت على كل صورك، معجيبن مش كده؟ 
-انت مااااالك.
-هو ايه اللي انت مالك انا ابن عمك وهبقى جوزك.
-وانا مش موافقة 
-توافقي او ماتوافقيش مش قصتي دلوقتي انا عايز اعرف مين دول وصفحتك مفتوحة للجميع ليه اصلاً الصفحة هتتقفل من بكره والباسورد هيبقى معايا انتي فاهمه ولا لأ.

اتسعت عيناها وهي تسمعه، انه العجب العجاب، من تمرمغ يأخضان الفتيات من الشرق والغرب حين أحب تحولت شخصيته اللطيفه،،سيغلق على حبيبته بالضبه والمفتاح،بالطبع يخشى أن يجري معه ما فعله بغيره، زير النساء كمال الوراقي…

_________سوما العربي______

ناداها محذراً:
-حبيبي…سيبي النسكافية ده وتعالي افطري.

تقدمت لتجلس بجواره لكنه سحبها لعنده يقول:
-طب ما تيجي على رجلي وأكلك.
شهقت بخجل:
-ولما حد يدخل علينا.
-ماحدش يقدو يدخل غير لما يخبط وبعدين ما يدخلوا، واحد وحر في مراته.

نظر له بصمت ليقول:
-انا خارج بعد شويه…عندي مشوار 
-رايح فين؟!
-هقابل بابا جميلة، لازم أنهي معاه كل حاجة بشياكة كده افضل، انا لازم اعلن جوازي منك بقا، ونعمل فرح بعد كام شهر عشان حالة الوفاة اللي عندنا..بس انا عايز أعملك فرح بصراحة، فرح يليق بلونا.

أبتسمت له باتساع تستقبل كلماته متقبله ثم همست:
-وانا على ما تخلص هروح ازور بابا، الدكتور بيقول ان كتر مقابلاتي بيه الأيام اللي فاتت من ساعة ما رجعت من برا حسن حالته، صحيح بيطئ بس بيتحسن.
-روحي يا حبيبي، هبعت معاكي السواق ….بس تخلصي فطارك الأول.
-حاضر.

كادت أن تشرع في استكمال طعامها لكن دقت دينا على الباب فانتفضت لتقف لينهرها مردداً:
-ايه يابت ده هو انا شاقطك ماتثبتي انتي مرات  ماهر الوراقي.
ضمها من خصرها بزياده وقال:
-أدخل.

دلفت دينا لتتسع عيناها بصدمه من وقاحة مديرها المستجدة وهي تراه يجلس فتاه على قدميه ويطعمها في فمها لتتعلثم مردده:
-سسسس..سعادة الوزير فففاروق دويدار برا جاي يقابل حضرتك.
-اه دخليه على طول.

قالها بحماس بعدما وضع الطعام و وقفت لونا تبتعد عن قدميه وهي تردد:
-فاروق دوي..دويدار…انا سمعت الاسم ده قبل كده
-يمكن في التليفزيون ماهو وزير.
-يمكن.

ليذلف فاروق بكياسه وفخامه نافخاً ريشه عين على ماهر وعين ماكرة على لونا التي ما ان أبصرته حتى وقع قلبها بين قدميها

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1