رواية ظلال فيينا الفصل الثانى2 بقلم جميلة القحطاني

 

رواية ظلال فيينا الفصل الثانى بقلم جميلة القحطاني


دراسات عن التحكم في الإدراك؟ ده كان تجربة اجتماعية كبيرة.

وقبل أن يرد أدريان، انقطع التيار الكهربائي فجأة.

سحب كلٌّ منهما سلاحه.

قال أدريان وهو يوجه المصباح إلى الباب:فيه حد دخل المبنى... مش إحنا بس اللي بندور على الحقيقة.

بدأ صوت خطوات سريعة يأتي من الممر، تليه صفعة باب تُغلق بعنف.

انطلقا خارج الغرفة، وفي لحظة، لاحقا شخصًا يرتدي سترة سوداء يركض نحو السلم الخلفي. لم يتردد ليام، قفز من فوق الدرابزين، متدليًا نحو الطابق السفلي، بينما تبعه أدريان بخطوات ثابتة رغم الظلام.

وصلا إلى باب الخروج الخلفي، لكنه كان مفتوحًا... والشارع خالٍ.

قال أدريان وهو يلتقط أنفاسه:الليلة دي مش أول مرة يتحرك فيها حد غيرنا. فيه حد بيطاردنا... وبيسبقنا بخطوة.

سأله ليام:نرجع المكتب؟

هز أدريان رأسه:لا... نروح نزور عضو الفريق اللي لسه عايش:Professor Markus Vahl.

كان شريكها في المشروع. ولو ما اتكلمش... هنخليه يتكلم.

وتحركا في ليل فيينا، بينما تراقبهما العيون من ظلال الشوارع.

9:13 مساءً

حي أوتاكرينغ في فيينا، أحد الأحياء القديمة، بُنيت منازله في القرن التاسع عشر، وفيه يقع منزل البروفيسور ماركوس فاهل، أحد العقول المؤسسة لمشروع MIRROR.

توقفت سيارة أدريان أمام المنزل. رفع نظره إلى النوافذ المطفأة.

لو ما فتحش الباب خلال دقيقتين، هنفتحه احنا.

ليام قرع الجرس... مرة... مرتين... ثم سمعا صوت قفل يُفتح ببطء.

ظهر رجل نحيل، يرتدي معطفًا منزليًا، وشعره أشعث. خلف نظارته، عيون زائغة.

قال ماركوس بصوت متردد:أنا... لم أتوقع الزيارة.

أجابه أدريان:ولا إليزا توقعت تموت، ومع ذلك حصل. ممكن ندخل؟

لم يجب الرجل، لكنّه فتح الباب أكثر، بصمت.

دخل الاثنان وراحا يتفحصان المكان. كان المنزل هادئًا، لكن ليس خاليًا من التوتر. أوراق مبعثرة، ونماذج نفسية مرسومة على السبورة، مع رموز وأسماء.

جلس أدريان أمامه، بينما وقف ليام قرب الباب يراقب.

قال أدريان بنبرة حادة:مشروع MIRROR... اشتغلتوا فيه خمس أفراد. واحدة ماتت، وواحد اختفى من سنتين، والتالت اتجنن. إليزا كانت الوحيدة اللي بتتكلم، والنهاردة ماتت. ليه؟"

تعرّق ماركوس، ومد يده ليمسك بكوب الماء، لكنها كانت ترتعش.

أنت ما تعرفش... إحنا فتحنا باب ما كناش مستعدينله. إليزا كانت مصممة على تطبيق النموذج على حالات حقيقية... مجرمين... أطفال... كانت عايزة تزرع أفكار وتغيّر

الفصل الثالث من هنا

تعليقات