رواية همس بلا صوت الفصل الثاني بقلم نور محمد
فجأة... سكون.
كل الأجهزة توقفت.
جسمها ارتعش لحظة، بعدين سكن.
الحركات اللاإرادية اختفت.
عنيها اتقفلت فجأة، ونفسها اختفى بهدوء.
أمجد بص على الشاشة قدامه، وصوته طالع بنبرة ثابتة:
"النشاط الحيوي اتوقف. القلب سكت تمامًا."
أحمد من غير ما يرفع عينه:
"ابدأوا الإنعاش."
زين بدأ يعدّ الضغطات.
أمجد جهّز الشحنة الكهربائية.
كل شيء كان بيتم كأنه إجراء روتيني... كأنهم بيصلّحوا جهاز مش إنسانة.
لكن جوّا سيلا... كانت سكتة مختلفة.
كانت في مكان تاني، سجن تاني.
الوجع رجع لها بالكامل.
كل صرخة، كل إبرة دخلت جسمها،
كل مرة صحت فيها وهي مربوطة،
وكل مرة كان فيها الجرح بيكبر وهي مش قادرة تنطق ولا كلمه
افتكرت لما كانوا يدخلوا الغرفة وهي مرعوبة،
افتكرت الكهرباء، افتكرت الصراخ اللي ماكنش حد بيسمعه غير الجدران المتعفنة.
افتكرت خوفها، وكرهها... وعجزها.
ضغطات الإنعاش مستمرة.
امجد: "واحد... اتنين... تلاتة
الملامح متغيرتش
ولا حد فيهم بان عليه التوتر ولا الخوف
وبعد دقيقة كاملة الإشارات رجعت ببطء.
أحمد رفع عينه: "الاستجابة بدأت .... لاحظ المؤشرات العصبية."
سيلا فتحت عينيها ببطء.
نفسها راجع ببطء بصوت ضعيف جدًا.
زين قرب وسألها: "سامعاني ..... اسمك إيه؟"
سيلا: " ......
كانت بتبص في السقف كأنها مش شايفة، أو كأنها رجعت من الموت مش في وعايها
أمجد حاول يكلمها هو واحمد
بس مفيش اي رد.
مجرد صمت ونظرة ميتة.
بعد دقائق، خرجوا من الغرفة.
أحمد كان أول واحد يتكلم وهو بيكتب في التقرير: "
أول حالة تعدي المرحلة دي .... المؤشرات تثبت إن الوعي تعرّض لإعادة تشكيل
زين: "يعني التجربة ماشية مظبوط
أمجد وهو بيبص وراهم: " تخيل المره دي هننجح ؟
أحمد بص له وقال ببروده المعتاد: "ولي لا دي اول واحده تعدي المرحله دي
زين: " انا حاسس فعلاً إن دي هتبقي غير الباقي
احمد بابتسامة: " طب يلا كل واحد يروح ويرتاح ورانا شغل كتير بكرا
وسابوا وراهم فتاه عايشه بلا روح
-------------
عند غيث
كان قاعد قدام الملفات اللي بتوثق كل قضايا الاختفاء اللي مرت عليه ... صور .. تقارير بس برضوا مش عارف يوصل لي حاجه
قاطع شروده صوت خبط علي الباب
فتح الباب ودخل حازم بهدوء غير معتاد
رفع راسه مع علي الملف واستغرب هدوء حازم
غيث بسخرية: " مش من عادتك تدخل كده بهدوء مالك عامل مصيبه ايه
حازم بجديه: " لقيت تقرير طلع امبارح بالليل من جهه غير معلومه مفيهوش اسم جهه رسميه بس عليه كود داخلي بيستخدموه في تقارير الطب الشرعي
غيث بانتباه: " طب وده يخصني في ايه
حازم: " فيه جمله واحده بس شدتني
فتح ورقه مطبوعة وقرأ بصوت منخفض: " احنا بنصنع مستقبل جديد ....والتمن لازم يندفع
غيث باستغراب وعدم فهم: " ايه ده .... مش فاهم
انت جايب الكلام ده منين
حازم: " مانا قولتلك من جهه غير معلومه ... بس الكود حاسس ان في حاجه مش مظبوطه
غيث: " مش مظبوطه ازي يعني
حازم: " في ايه يابني راكز معايا بقولك من جهه غير معروفه ازي بقي عليي كود من طب شرعي ولما بحثت عرفت انه مش خارج من الطب الشرعي علشان كده مش عارف طلع منين التقرير ده واكيد الكود ملعوب في
غيث: " قصدك إن ده سبب اختفاء البنات
حازم: " عليك نور ... ده غير تقرير الطب الشرعي بتاع ملك حسين الي انا قولتهولك امبارح
غيث بتفكير: " يعني ممكن يكونوا بيعملوا فيهم حاجات مش طبيعيه
حازم: " كل الادله بتثبت كده ... يعني اكيد بيعملوا فيهم تجارب
غيث بتذكر: " فاكر الطالبة الي لقوها ميته في البحر ... مش فاكر اسمها ايه بس ساعتها الطب الشرعي قال انها ماتت من زياده الكهرباء في جسمها
حازم بانتباه: " اه قصدك علي شروق احمد ... مالها
غيث: " تفتكر الموضوع ده لي علاقة بيها هي كمان يعني ممكن يكونوا عملوا فيها نفس الي عملوا مع ملك
حازم: " ممكن لي لا
غيث بتفكير: " طلع تصريح بفتح قبرها واعرضها علي الطب الشرعي وخليهم يشوفوا الجثتين الاعراض بتعتهم متشبها ولا لا وخليهم يركزو علي المخ
حازم: " تمام .... هستأذن انا اروح اعمل الي قولتوا
غيث: " اتفضل
بعد لما خرج اتصل غيث علي رقم واستني الجانب الآخر
غيث ببرود: " لسه مفيش اخبار
الجانب الآخر: " لا يفندم لسه منعرفش عنها حاجه كانها اتبخرت
غيث بعصبيه: " انا امتي هصبر اكتر من كده بقالي سنه مكلفك المهمه دي ولسه معرفتش حاجه عنها
الجانب الآخر: " يافندم والله احنا بندور في كل مكان ومفيش ليها اثر
غيث بنرفزه: " دي اخر فرصه ليك ... قال ذلك وقفل
غيث اتنهد بتعب: " ياترا انتي فين ... يا سيلا
-------
عند سيلا فتحت عنيها اول لما خرجوا وحاولت تفك نفسها بس مش عارفه حاولت مره واتنين وتلاته بس بدون جدوى
بصيت حوليها بتحاول تشوف حاجه تفق بيها نفسها لحد ماعنيها وقع علي مشرط علي بعد صغير منها حركت ايدها ببطء وحاولت توصلوا بس برضوا مش عارفه حاولت تحرك السرير وفعلاً قاعدت تهز جامد في لحد ما تحرك شويه وبعد كده مدت ايدها وحاولت تاخده وبالفعل نجحت
اخدته بسرعه وحاولت تفك بي نفسها بس الحزام سميك اوي قعدت تحاول لحد ما قطعت جزء صغير منه حاولت تشد ايدها بقوه لحد ما مره واحده قطعت الحزام استغربت قوتها مش عارفه ازي قطعت الحزام السميك الي كان يصعب قطعه راحت بسرعه تفك رجلها وبالفعل قاطعته بكل سهوله زي ايدها
قامت بسرعه بس اول لما وقفت علي رجلها وقعت بس حاولت تقوم بسرعه وخرجت برا الاوضه وحسن حظها إن الباب كان مفتوح قعدت تجري في طرقات المستشفى الي كانت مدمره
كانت مرعوبه وبتحاول تلاقي مخرج للمكان ده دخلت لمين ولقيت علي بعد منها باب اسرعت إلي بس قبل لما توصل شعرت بضربه جامده علي دماغها والدنيا اسودت قدامها
-------
غيث خرج من مكتبه وراح ركب عربيتوا وتحرك بيها نحو البيت
رن موبيلوا
غيث: " الو يا زياد في حاجه ياحبيبي
زياد بعياط: " الحق يا بابا
غيث بخوف: " في ايه يا زياد في حد حصلوا حاجه
زياد بشهقاط: " تيته وقعت ..... وم .. ... ومش بتتحرك و داده سعاد طلبت الإسعاف واحنا رايحين دلوقتي علي المستشفى
غيث بخوف: " رايحين اني مستشفى
زياد: " مستشفى......
غيت: " انا جاي حالا خليك جنب تيته متسبهاش ماشي ياحبيبي
زياد بطفوله: " حاضر بس تعالي بسرعه
غيث: " حاضر يا حبيبي خلي بالك من نفسك
قفل معاه وسرع العربيه وبعد مده قصيره وصل المستشفى خرج بسرعه من سيارته ودخل
المستشفى سأل الاستقبال علي غرفه وطلع بسرعه
اول لما وصل شاف زياد قاعد برا وعمال يعيط اول لما شافوا جري عليي و حضنوا
غيث: " اهدا يا حبيبي تيته هتبقي كويسه إن شاء الله
غيث بخوف وهو بيوجه كلامه لي داده: " الدكتور خرج
سعاد: " لسه يا بيه م ....
قطع كلمتها خروج الدكتور من الغرفة غيث جري عليي
غيث بقلق: " مالها يا دكتور هي كويسه صح
الدكتور: " متقلقش يا غيث بيه ضغطها بس كان عالي واحنا ظبطنا و علقنلها المحاليل وشويه
وهتفوق وتقدر تمشي معاكم
غيث شكر الدكتور وبعد كده دخل الغرفه
غيث وهو بيبوس ايدها: " كده ياست الكل تخديني عليكي
زينب بتعب: " الدكتور قالك ايه
غيث: " الضغط كان عالي عندك ... مش قولتلك متقليش اي حاجه ترفعلك الضغط
زينب: " هو انا اكلت حاجه
زياد بطفوله: " لا اكلتي يا تيته شكولاته وانا شوفتك وقولتلك هتتعبي وانتي قولتيلي مش هاكل غير حتي صغننه وقالتلي مقلكش
زينب: " بقي كده يلا بتبعني .... ماشي يا زياد انا زعلانه منك
غيث بعتاب: " بقي كده يا ماما مش عارفه إن ده بيتعبك
زينب: " انا كان نفسي فيها وقولت اكل حيته صغيره مش هتأثر يعني
غيث: " بعد كده متكليش شوكولاته تاني ولا تقولي صغيره ولا كبيره انا معنديش استعد اخصرك
زينب: " حاضر يا حبيبي
لمتابعه باقي الروايه اسرار الحكايات
الكل يخص هنا بعد كده هنزل الروايه هنا👆🏻
------
احمد بغضب: " بقي بتحولي تهربي مني انا ماشي ابقي وريني هتعرفي تهربي تاني ازي
سيلا بصتلوا بخوف ومكنتش قادره تتكلم
زين: " انت هتعمل ايه
احمد بغضب: " زود الجرعه يا امجد
امجد بتوتر: " بس المفروض دي ندهلها بكرا
احمد بصوت عالي: " بقولك زودها
زين بهدوء: " اهدي يا احمد .... احنا لو زودنها وادنهلها انهارده ممكن تموت عقلها مش هيستحمل كل ده في يوم وكده هنفقدها وهنجيب واحده غيرها هنعمل فيها نفس الحاجة وممكن تموت زي الباقي دي الوحيده الي فيها امل انها تنجح
احمد: " هتعملوا ولا اعمل انا
امجد وزين بصوا لبعض بتوتر
احمد: " يبقي هعمل انا
امجد بتردد: " خلاص هعمل بس لو ماتت انا مش هشتغل علي التجربه دي تاني
احمد: " ابدا
امجد ثبت الجهاز علي راسها بص لي احمد بتوتر وشغل الجهاز
زين: " انتم مجانين دي اكيد هتموت فيها اعصابها مش هتستحمل
سيلا بدا جسمها يتهز بعنف ويحصلها تشنجات ومره واحده صرخت وجسمها اتنفض بقوه والاربطه المربوطه بيها اتقطعت وكسلت الجهاز الي متوصل بدمغها وقامت وقف من علي السرير وعنها احمرت وبصتلهم ببسمه شر
خليت عينهم تتسع بصدمه وزهول
امجد بصدمه: ".....