رواية الارابيسك الفصل الثاني 2 بقلم حور طه

 

رواية الارابيسك الفصل الثاني بقلم حور طه


آيلا مرتجفة: ابعد عني! ابعد بقى... سبني! في حالي...
الشاب ساخر: هتفضلي تصــ ـرخي لحد إمتى؟
آيلا مذعورة: سيبني!
الشاب بارد: ما حدش هيسمعك... ما حدش هييجي ينقذك، فاهماني؟
آيلا تتوسل: قلتلك ابعد!
الشاب متلذذ: صوتك حلو وانتي خايفة...
آيلا مشمئزة: إنت مجنون!
الشاب مقزز: بس هيكون أحلى لما تسكتي...
آيلا ترتجف: حرام عليك...
الشاب يهمس: متأكد إني هبسطك؟
آيلا تبكي: بقولك سبني!
الشاب يعاند: متأخرة قوي الصـ ــرخة دي... إحنا في مكان مقطوع.
آيلا تقاوم: عايز مني إيه؟ ابعد عني بقى!
الشاب يضحك: عايزك... إنتي، وبصراحة انتي جامدة قوي.
آيلا تصرخ: مش هسيبك تلمسني!
الشاب ببرود: ده بقى التحدي اللي بحبه...
آيلا تدفعه: ابعد!
الشاب يشدها: كل ما تقاومي، كل ما تعجبيني أكتر.
آيلا تصرخ: ساااعدوني!!
الشاب يمسكها: بلاش تجبريني أكون عنيف معاكي!
آيلا تصيح: لاااا! سيبني!

سكــــ ــين.
غرست في جنب غيت من ورا، بكل خسة.
طعنــ ــة غادرة، كأنها جاية تعاقبه على إنسانيته.

الهوى اتسحب من صدره،جسمه ترنح
وإيده راحت تلقائيا على الجرح
الــــ ـدم دافي، بيغرق كفه.

وقع على ركبته، بس عينه ماغابتش عنها.
آيلا لسه بتصـــ ــرخ...
صوتها بيضعف، زي قوتها.

لكن فجأة
الصوت اللي جواه رجع، أقرب، أشــ ــرس:
ــ شوفت؟ كل مرة تعاندني، بتدفع التمن. 
دي مش قصتك... دي نهايتك لو فضلت!

غيت عض على شفته، وجاب آخر نفس في صدره.
سحب السكــ ــين من جنبه، بإيد مرتعشة...
رماها على الأرض، كأنه بيتخلص من ضعف

لحظة!
ثم...
قام!

ضـــ ــرب اللي طعنه بقبضة مليانة وجع
وقع التاني، مترنح.

غيت ما بصش وراه.
عينه كانت عليها هي بس.

اقترب منهم.
خطواته كانت ثابتة، بطيئة...
لكن كل خطوة كانت تقطع خوفه
وتثبت إنه جاي علشان يحميها.

هنا، صوت غيت دخل المشهد بقوة، ببرود مرعب:
ــ سيبها.

الشاب اتجمد.
إيده كانت لسه ماسكة دراع آيلا
بس عينه لقت في عين غيت حاجة غريبة...
حاجة مخيفة.

غيت كررها، المرة دي أبطأ، وأقوى:
ــ قلتلك... سيبها.!

آيلا بصت له، وهي بتنهج، والدموع مغرقاها
أول مرة تحس إن في حد حقيقي واقف جنبها.
أول مرة ما تحسش إنها لوحدها.

الشاب اتحرك، كأن فيه تردد في عضلاته
بس كان واضح...
اللي جاي مش هيعدي بسهولة:
ــ يلا يا حبيبي... خد عربيتك وامشي قبل ما تندم.

غيت ملامحه ما تغيرتش.
نبرة صوته ما زالت هادئة
لكن فيها نغمة تنذر بالخطر:
ــ قلت لك سيبها... علشان ما أزعلكش.

الشاب اللي كان ماسك البنت ضحك بسخرية
دفعها وبدأ يمشي نحوه، وقال:
ــ واضح ان روحك رخيصه عليك 

لكن قبل ما يكمل...
غيت تفادى لكمته بحركة سريعة
ورد له بلكمة قوية في وجهه.
الراجل اتلوى ووقع على الأرض، يأن.

الشاب التاني اتقدم وقال بصوت متحفز:
ــ إنت بقى البطل؟

انقض عليه ببوكس عنيف
بس غيت صده، ورد الضـــ ـربة بأسرع مما توقع.
ثم لكمه تلو الأخرى...
سقط هو كمان جنب صاحبه، يتلوى من الألم.

في اللحظة دي، كانت ايلا واقفة بتترعش
مغمية عينيها بإيديها كأنها بتحاول تحمي نفسها من كل اللي بيحصل.

غيت بص لها وقال بهدوء:
ــ خلاص... اهدي.

ايلا سمعت صوته.
شالت إيديها من على عينيها... ببطء.
نظرت له.نظرة كلها ذهول وخوف وأمل متلخبطين.

وبدون تردد...
ركضت نحوه وانهارت في حضنه وهي تبكي.

غيت بصوت مطمئن:
ــ تمام... اهدي. الموضوع خلص.

ايلا ارتجفت، وبعد لحظات سكتت...
سحبت نفسها بسرعة من حضنه كأنها رجعت لوعيها:
ــ انا... أنا لازم أمشي.

وخطت خطوتين للخلف...
لكن غيت كان لسه واقف...
وفي عينه سؤال...
وإحساس إن الحكاية دي لسه ما خلصتش...؟!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
«بعد مرور يومين...في منزل ادريس الرملي»

جلس إدريس على طرف السرير، بين يديه ورقة مهترئة، عيونه تغوص في كلمات مكتوبة بحبر قديم. لحظة 
ثم دخلت روما. وقفت عند الباب للحظة
ثم اقتربت ببطء.

روما بصوت مبحوح:
ــ الورقة دي؟

إدريس يرفع نظره ببطء
بصوت هادئ يخفي تحته عاصفة:
ــ قولي لي... إنك ما بتحبيهوش...
وإن اللي بينكم مش كدا؟!

روما تتوتر، تنظر نحوه
ثم تغلق الباب خلفها سريعا
بهمس مرتبك:
ــ إدريس ارجوك... اسكت...
هو بره، ممكن يسمعك...!

إدريس وهو ما زال جالسا
لكن صوته بدأ يعلو:
ــ جاوبيني يا روما... قولي كنتي طفلة
ومشاعرك انتهيت. خلصت!

روما تنفجـ ــر من الألم:
ــ ما خلصتش! ما انتهتش!
تعرف؟ قلت لنفسي مليون مرة
إن اللي جوايا ده غلط...
دعيت كل ليلة، وقلت يا رب
طلعوا من قلبي...بس ما نفعش!

إدريس ينهض فجأة
يتقدم نحوها بغضب
يمسك بذراعها بقوة،بصوت مهتز من القهر:
ــ ده أخوكي! أخوكي يا روما!

روما بدموع حارقة:
ــ لا!
مش أخويا... ده الراجل اللي حبيته!

إدريس يضع إصبعه على شفتيها بسرعة
يحاول يكتم صــ ـراخها.بهمس غاضب:
ــ ششش! مستحيل! ما تقوليش الكلام ده...
ما فيش حاجة اسمها كده.
ده حرام... مستحيل يحصل!

روما بدموع :
ــ أنا حاولت... والله حاولت
بس مش قادرة أمنع نفسي...
أنا تايهة، مش عارفة أكون طبيعية زي ما أنتو عايزين!

إدريس بصوت يختنق بالغضب والخذلان:
ــ انتي... طفلة... عقلك مشوش...
انتي مش فاهمة اللي بتحسي بيه...

روما بصوت مكســـ ــور:
ــ أنا فاهمة... بس إنتو مش قادرين تفهموني...

إدريس وهو يضــ ـرب الحائط بيده:
ــ انتي فتحتي علينا طاقه من جهنــ ـم يا روما!
يا عالم هتتقفل إزاي!

روما بصوت مكســ ـور يرتجف:
ــ وانت... انت ما عدتش أخويا اللي كنت أعرفه!

إدريس ينظر لها بعيون تلمع بالغضب والخذلان:
ــ ولا انتي اختي اللي كنت
فاكر اني اعرفها ومربيها على ايدي!

روما تكاد تبكي، لكنها بتكابر: 
ــ ليه؟
كنت بستأمنك على كل أسراري... 
كنت بفضفضلك...
ليه دلوقتي شايفني غلط؟

إدريس يقاطعها بانفعال
صوته يرتجف وهو يقترب منها:
ــ سرك المرة دي مش هينقذك... سرك هيــ ـدمرك.

روما تتراجع خطوة، عيونها تتسع بخوف:
ــ إنت بتخوفني ليه يا إدريس...؟

إدريس ينظر لها نظرة طويلة،ثم يهمس
كأن الكلام خارج منه غصب عنه بغموض:
ــ في حاجات... لو طلعت للنور، النور نفسه بينطفي!

يلتفت، يفتح الباب بهدوء ويرحل
ويتركها واقفة وسط الغرفة
قلبها بيرجف، ونورها... بدأ ينطفي فعلا!

ثم يفتح الباب تاني بهدوء... 
صوت المفصلة يتسلل كأنفاس مختنقة.
روما تلتفت، عنيها تترقب
تتأمله كأنه طالع من حلم قديم.

روما بصوت خافت مرتعش:
ــ ما كنتش محتاجة أكتر من نظرة منك...
نظرة تقول إني مش مجنونة...
إني مش وحشة...

تتقدم خطوة... وكأنها بتحكي لقلبها مش ليه.

روما بهمس مهزوز:
ــ كنت بدور عليك في كل حاجة...
في ضحكة ماما، في صمت إدريس
في خوف كل ليلة بنام فيها وحيدة...

تصمت لحظة، ثم تنظر للأرض
تكمل بصوت أعمق، كأنها بتنتزع السر من قلبها:
ــ بس الحقيقة؟
أنا كنت بدور على قلبي...
قلبي اللي انت سرقته...
من أول مرة لمست فيه إيدي...

تضحك ضحكة قصيرة... 
باكية، حزينة، مكسورة:
ــ كنت عارفة إنه غلط...
وكنت بقول لنفسي كل يوم
هتفوقي، هتعقلي، هتبطلي تحلمي بيه.
بس أنا ما فوقتش...
أنا غرقت... فيك.

روما،تمد يدها، تلمس الهواء قدامه
كأنها بتلامس ملامحه الغايبة:
ــ هو الحب غلط لو ما عرفش طريقه؟
ولا إحنا اللي غلطنا لما دفناه في السكوت؟

تلف ناحيـة الدرج، تفتحه بإيد بتترجف
وتخرج سلسلة معدن باهت، فيها مفتاح قديم.

تمسكه بلين، تبصله كأنها بتشوف آخر أمل.

روما بصوت مشوش بين الحنين والانكسار:
ــ كنت دايما تقول إن كل باب له مفتاح؟
بس أنا ما كنتش عايزة غيرك...
تبقى مفتاحي!

تقبله وتحطه في جيبها...
دموعها نازلة، بس عنيها ساكنة...
مطفية، كأنها خلصت من نفسها.

روما بهمس شبه مسموع:
ــ تعبت من الجري...
تعبت أهرب منك وإليك.
لو نهايتي عندك، فهسلك الطريق...
حتى لو آخره هاوية.

لحظة صمت ثقيل...

صوت المفتاح... بيدور في القفل ببطء...

لكن فجــأة...

صوت غريب... مش من الباب.

روما تتجمد، عنيها تتسع.
من وراها، في آخر الغرفة... 
المراية بتصدر صوت شروخ... 
خافت، لكنه مستمر... 
كأنها بتتشقق من جوه!؟

تلف ببطء، أنفاسها تتقطع...
وتلمح في انعكاس المراية... 
شخص واقف؟!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
«في قصر رسلان»

المكان صامت إلا من صوت عقارب الساعة.

إيلا واقفة قدامه، وعيونها متصلبة
ماسكة في نفسها بالعافية.

رسلان بابتسامة متعجرفة:
ــ لما كلمتيني وقلتي إنك عايزة تشوفيني
قلت أخيرا عقلتي...
عرفتي إنك ملكيش غيري!

إيلا بهدوء جامد:
ــ اللي جابني انسان بيمــــ ـــوت...؟
محتاجة فلوس، وهشتغل عندك لحد ما أسد الدين.

رسلان يضحك بخفة، يقوم ويمشي ناحيتها
صوته بين النعومة والتهديد:
ــ تشتغلي؟!
إنتي تقعدي هنا ملكة، الكل يخدمك.
اللي انتي عايزاه... واللي أنا عايزه... واحد!

إيلا ترمش ببطء، صوتها حاد:
ــ لا، مش واحد!
أنا عايزة أنقذ شخص بيمـــ ــوت؟
وانت... عايز ترضي غرورك.

رسلان يبص للفلوس اللي على الترابيزة
يقرب منها ببطء كأنه بيصطاد فريسة:
ــ خدي اللي يكفيكي...
بس خليني... أشم ريحة شعرك؟

إيلا تغمض عينيها، كأنها بتبتلع ألمها...
بتسمح له يقرب منها.
بيشم شعرها... لحظة صمت خانقة
هوسه باين في نفسه اللي بتتسارع.

لكن رسلان يتمادى...
إيده تتحرك...
نفسه يتقل...
نواياه تبان!

إيلا تفتح عينيها فجأة، تلمح الفازة جنبها
تمد إيدها بسرعة وتضــ ــربه على دماغه بكل قوتها.

صوت اصطدام عنيف...
رسلان يترنح، يقع على الكنبة وهو بيئن من الألم.

إيلا، بسرعة تخطف الفلوس من على الترابيزة
ترميهم في شنطتها، وتتحرك ناحية الباب.

لكن...
قبل ما توصل للمخرج
تسمع صوت خطوات في الكوريدور.

رسلان قاعد على الكنبة
الـــ ـدم نازل من راسه
والشر في عيونه بيولع، بهمس شيطاني:
ــ هاتـــوها!
فاكرة هتهربي يا إيلا؟
ده كان أول مشهد في لعبتي...

أبواب القصر تفتح بعنف
رجال رسلان ينطلقوا وراها.

إيلا تجري... الكعب بيخبط في الأرض
أنفاسه تتلاحق... قلبها بيصــ ــرخ جواها:
ــ اخرجي بأي تمن!

إيلا تجري بكل قوتها، الشنطة بتخبط في جنبها والهوى بيقطع وشها. الباب الرئيسي قدامها...
بيبان النجاة خلاص قرب.

لكن قبل ما تمد إيدها على المقبض!

صوت طلــ ــقة نــ ــارية يشق الصمت.

الصورة تسود فجأة.

صدى الطلــ ـــقة يفضل يتردد في الفراغ...

ثم صمت تام؟

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1