رواية اسير عينيها الجزء الرابع (للعشق قيوده الخاصة) الفصل الواحد والثلاثون
لم يعي اي شئ صدمة حلت والظابط يخبره بأن هنا ليلقي القبض عليه توسعت عينيه في صدمة الجمت لسانه يناظر للواقف امامه في ذهول .... حمحم يردف اخيرا :
- مطلوب القبض عليا أنا ... ليه أنا عملت ايه
حمحم الضابط بحدة يشير للعساكر ليضعوا الاصفاد في يد حسام يغمغم في هدوء :
- اشتباه في جريمة ... هتعرف باقي التفاصيل في القسم .... هاتوه
غمغم بها بحدة للعساكر ... ليتحركوا بحسام وضعوه في سيارة الشرطة من الخلف وركب الضابط جوار السائق ....تحركت سيارة الشرطة ليخرج الضابط هاتفه يطلب ذلك الرقم :
- أيوة يا باشا ... اللي امرت بيه تم
ارتسمت ابتسامة خبيثة صغيرة علي شفتي الجانب الآخر ليتمتم في مكر :
- حلو اوي .... حطوه في الحجز علي ما اجي ... وخلي كام عيل من اللي في الحجز يرازوه من غير ما يمدوا ايدهم عليه ... مفهوم يا شريف
حرك الضابط رأسه إيجابا يقول متعجبا :
- حاضر يا باشا اللي تشوفه
أما حسام كان في عالم آخر يجلس ذاهلا كأن صاعقة حلت به ... متشبه به في قضية قتل ... سيتصل بزيدان هو الوحيد الذي يقدر علي مساعدته من ذلك المأزق ... ليعاود تحريك رأسه نفيا زيدان تزوج قبل يومين فقط ... وبشق الأنفس تم ذلك الزفاف لن يشغل صديقه الآن ... اخيرا بعد وقت طويل حصل علي السعادة التي تمناها .... لم يبقي له سوي والده !!!! احمرت عينيه غضبا ما أن طرقت الكلمة رأسه ليحرك رأسه نفيا بعنف لن يطلب مساعدته ابدا .... حين خرج من دوامة كانت سيارة الشرطة توقفت امام أحد الأقسام جذبه العساكر لينزل ... سار خلف الضابط ينظر حوله متوترا قلقا ... وصل الضابط امام غرفة الحجز ... ليدخل اولا غاب لدقيقتين علي الأكثر حين خرج فك له العساكر الاصفاد ليدفعه الضابط لداخل الحجرة مردفا :
- ادخل علي ما الباشا يجي
دفعه الي الداخل يغلقون الباب عليه من الخارج .... وقف ينظر لغرفة الحجز بلع لعابه يحاول الا يظهر خوفه ليتجه ناحية ركن بعيد للغاية من الغرفة يجلس بعيدا الجميع ... لا يعرف لما هو هنا حتي واي قضية تلك التي هو متهم فيها ... اغمض عينيه يحاول أن يهدئ حتي يفكر كيف سيتصرف ليشعر بحركة بالقرب منه فتح عينيه ليجد ثلاث رجال يقتربون منه الإجرام واضح كالشمس علي قسمات وجوههم الشرسة ... التقط انفاسه يحاول أن يخفي خوفه .... لن يكن لقمة سائغة لهم .... اقترب منه الثلاثة ليغمغم احدهم ساخرا :
- الله الله دا احنا عندنا عريس جديد في الحجز ... يا تري بقي تحرش ولا اغتصاب ولا مخدرات ولا سرقة
لكزه زميله الواقف جواره يتمتم متهكما :
- سرقة ايه يا حمار بقي الايافة دي كلها تقول حرامي ...البيه اكيد اكيد خطف أطفال او بيع اعضاء
نظر الرجل الاول لحسام باشمئزاز يتمتم حانقا :
- اخس ... كاتكوا الارف ماليتوا البلد
توسعت عيني حسام في حدة بلغ منه الغضب مبلغه اشتعلت أنفاسه ليجد يده تتحرك تلقائيا بعنف قبض علي تلابيب اقربهم إليه يصيح فيه مزمجرا :
- اوعي تكون فاكرني بيه هتتسلوا عليه لا يا حلو دا أنا جايبها من تحت أوي وشوفت امثالك كتير أوي .... فتتلم للعريس يقلب الفرح جنازة ويزفر بدمكوا بلاط الزنزانة
نظر الرجال لبعضهم البعض في قلق دون إنكار شعروا بالقلق من لهجة الفتي الحادة ولكن الكثرة تغلب الشجاعة كانوا علي وشك التهجم عليه حين انفتح باب غرفة الحجز بعنف ليدخل العسكري يهتف بصوت عالي :
- حسام مختار عادل
نفض حسام الرجل من قبضته ... وقف ينفض الغبار عن ملابسه يقترب سريعا ناحية العكسري يغمغم بتلهف:
- أنا ايوة
امسك العسكري بذراعه يسحبه لخارج الغرفة يغلقها من الخارج .... يتجه معه الي غرفة المكتب ... دق الباب يفتحه ليجذب حسام للداخل رفع يده يؤدي التحية :
- المتهم يا باشا
اشار له ذلك الذي يوليهم ظهره بكف يده فخرج العسكري من الغرفة مغلقا الباب خلفه .... بينما وقف حسام مكانه يقطب جبينه متعجبا حمحم يهتف مستفهما :
- ممكن اعرف أنا هنا ليه وجريمة ايه اللي أنا متهم فيها
لحظات والتف الكرسي ليظهر الجالس عليه توسعت عيني حسام في ذهول بينما اكتسحت ابتسامة خبيثة شفتي خالد يغمغم في مكر :
- حركة افلام كان نفسي اعملها من زمان ... ازيك يا حس وحشاني يا حبيب بابا
_________________________
حين بدأت تفتح عينيها صباحا كان وجهه اول ما قابلت قطبت جبينها تحاول تذكر ما حدث بالأمس ....آخر ما تذكرته انها ضمت زيدان بين ذراعيها ونامت اذا لما هي الآن علي صدره تريح رأسها عليه كأنه مهدها الواسع .... رفعت وجهها تنظر لملامحه الهادئة وهو نائم لتبتسم شاردة رفعت يدها تبسطها علي وجنته برفق تغمغم متنهدة :
- ليه بتحبني اوي كدة ... أنا شخصية معقدة مش عارفة هي عايزة ايه ... أنا بخاف من الناس يا زيدان ... حتي أنت أوقات كتير بخاف منك ... اللي حصل زمان هيفضل حاجز بيني وبينك .... عارف لما اترميت في حضنك بعد الجواز ... وأنت حاولت تلمسني ما كنتش نفس الايد يا زيدان ... مش نفس الايد اللي حاولت تغتصب برائتي زمان أنا عمري ما انسي لمستها ابداا ما كنتش هي نفس اللمسة ... أنا حقيقي مش فاهمة حاجة ودا دايما مخليني متلغبطة ...
مدت يدها تتلمس وجنته الاخري برفق لتنساب دمعات بسيطة من عينيها تهمس بتألم :
- أنا آسفة حقك عليا ... أنت مستحمل مني كتير اوي
ابعدت يديها سريعا عن وجهه تمسح دموعها تغلق عينيها حين شعرت به يقطب جبينه يحاول فتح عينيه ..... اغمضت عينيها تتصنع انها لا تزال نائمة لحظات وفتح هو عينيه ابتسم فقط ابتسامة صغيرة ما أن رآها نائمة او تدعي النوم .... مسح علي رأسها حمقاء أن ظنت أنه كان نائما ولم يسمع ما قالت ... تنهد يعتدل في جلسته يضع رأسها علي الوسادة ليجدها تحرك جفنيها كأنها تستيقظ الآن ... ابتسم ما أن التقت عينيه بعينيها قرص مقدمة انفها برفق يغمغم وهو يبتسم :
- صباح الخير
ابتسمت ابتسامة صغيرة ناعمة ... انتصفت جالسة تعيد خصلاتها خلف أذنيها تهمس بخفوت :
- صباح النور
تحرك من الفراش متجها ناحية المرحاض بعد أن التقط بعضا من ثيابه التفت لها يقول مبتسما :
- أنا هروح الحمام اللي برة ... البسي عشان نخرج
وجهت له نظرة خاطفة تحرك رأسها إيجابا لتخرج حقيبة ملابسها تبحث بينها وقعت عينيها علي ذلك الشئ لتلتقطه تبتسم في توسع ... والدها لم يكن يسمح ربما زيدان سيسمح .... التقطته سريعا تتجه الي مرحاض الغرفة ...
وقف زيدان في الخارج بعد أن انهي اغتساله يغلق ازارار قميصه الابيض يمشط شعره ابتسم ساخرا علي حاله ينظر لسروال الجينز الذي أصر حسام أن يشتريه له ... حسام وذوقه الغريب في الملابس ... اتجه لغرفته ليري ان كانت انتهت أم لاء ليجد الباب يُفتح من الداخل وظهرت هي
اطال النظر لما ترتدي تفحصت عينيه تلك الملابس الغريبة التي ترتديها لتشتعل اوردته غضبا .. من تظنه لترتدي مثل تلك الملابس ... تنهد يأخذ نفسا قويا يطفئ به حمحم غضبه ... اقترب منها يعقد ذراعيه أمام صدره يغمغم في هدوء :
- ايه اللي انتي لابساه دا
رفعت عينيها إليه تقطب جبينها متعجبة من سؤاله الغريب الا يري انها ترتدي ملابس رفعت كتفيها تكمل بتلقائية :
- سلوبتة
رفع حاجبه الأيسر مستهجنا ما تقول ليرتفع جانب فمه بابتسامة صغيرة ساخرة يعلق متهكما :
حقيقي .... سلوبتة فوق الركبة بحملات ...معلش سؤال هو لو خالي اللي كان واقف قدامك دلوقتي كان هيسمحلك تخرجي بالمنظر دا
اخفضت رأسها خزيا تحرك رأسها تبلع لعابها الجاف ... ليقترب منها خطوة اخري بسط كفه اسفل ذقنها يرفع وجهها لها يكمل في مرح باهت :
- وايه الفرق بقي خالي راجل وأنا كيس جوافة مثلا
اخفت ضحكة صغيرة حاولت التسلل لشفتيها تحرك رأسها نفيا لتجده يبتسم في حنو يردف برفق :
- ممكن يتغير
ابتسمت بتوسع تحرك رأسها إيجابا ابتعد يتحرك خطوة للخلف يفسح لها المجال لتعود للغرفة حين سمعها تهمس باسمه التفت لها لتتوسع عينيه في دهشة حين شبت قليلا تقبله علي وجنته تهمس بصوت خجول :
- شكرا يا زيدان
قالتها لترحل كالفراشة الي غرفتهم بينما اتسعت ابتسامته المذهولة يضع يده علي خده ينظر في اثرها مصدوما بلع لعابه يتمتم مع نفسه :
- هو أنا لو اغتصبتها هتزعل مني !!!
________________
فتحت عينيها فجاءة تنظر حولها متعجبة آخر ما تتذكره انها نامت وهي جالسة علي الأريكة في انتظاره كيف وصلت الي غرفة النوم .... قطبت جبينها تنزل من الفراش خرجت من الغرفة لتجده يجلس علي مقعد في الشرفة امامه كوب قهوة يتصفح هاتفه .... دخلت الي الشرفة تحمحم بصوت خفيض ليرفع رأسه لها يبتسم في مرح :
- صباح الخير يا قلقاسة ... صاحية متأخر نموسيتك بتنجاني
ضحكت بخفة لتجلس علي المقعد الخشب المقابل له ... التقطت كوب قهوته ترتشف منه ليغزو شفتيه ابتسامة يآسه ..... لتسأله هي متعجبة :
- اتأخرت ليه إمبارح ... أنا كنت مستنياك بس نمت
مال بجسده يلتقط كوب قهوته منها يرتشف الباقي منه وضعه علي الطاولة يستند بمرفقه علي فخذه يغمغم مبتسما :
- ابدا يا ستي كان في مشكلة في حسابات المطعم الايردات والمرتبات بتاعت العمال .... اتأخرت علي ما حلتها ...رجعت لقيتك نايمة شيليتك علي ايديا الحونين دول ودخلتك أوضتك ... قوليلي مش جعانة أنا واقع من الجوع
حركت رأسها إيجابا تبتسم بخفة ليمد يده يجذب كفها خلفه الي المطبخ .... وقف في منتصف المطبخ ترك كفها يعقد ذراعيه امام صدره يسألها مبتسما :
- ها يا ستي هتفطرينا ايه ...شوفي انتي شاطرة في ايه واعمليه
توسعت عينيها تبتسم ابتسامة واسعة بلهاء رفعت سبابتها أمام وجهها تقول في حماس :
- لاء مش عايزة اقولك أنا شاطرة جدااا .... في الأكل ... وانما والله ما بعرف اسلق بيضة حتي
تعالت ضحكاته يدوي صداها لتبتسم هي ببلاهة ... شهقت تنفجر وجنتيها بركان من الدماء حين شعرت به يحملها يجلسها علي
« رخامة » المطبخ .... توسعت عينيها تنظر له خجلة ... ليستند بذراعيه علي الرخامة بجانبها يغمز لها بطرف عينيه مشاكسا :
- ايه يا سوسو مكسوفة من اخوكي تؤتؤ دا ينفع بردوا
نظرت له متجهمة غاضبة تهمس في نفسها بغيظ :
- ابو شكلك غبي !!
بينما اتجه هو الي البراد اخرج ما فيها من طعام والكثير من حبات الطماطم والفلفل والبيض .... التقط حبة بصل يقشرها يقطعها بسرعة واحترافية ... بينما هي كالعادة تفغر فاهها مما يفعل تحدثت بذهول تسأله :
- انت بتقطعها بسرعة كدة ازاي مش خايف لتتعور
التف لها يبتسم في خفة يكمل ما يفعل قبل أن ينطق بحرف عقد جبينه متألما حين جرحت السكين إصبعه .... لتشهق سهيلة مذعورة تصيح باسمه ... قفزت من مكانها تهرول ناحيته امسكت بيده تصيح متلعثمة مذعورة :
- جاسر أنت كويس ... ايدك بتجيب دم
جذبته خلفها بعنف ناحيته صنبور المياة تفتحه بتلهف تضع يده تحت الصنبور تتمتم ، تبكي تحاول ايقاف قطرات الدماء البسيطة التي تراها هي شلالا :
- أنا آسفة ... أنا آسفة ... يا ريتني ما كلمتك .. أنت اتعورت بسببي
امسك بذراعها لترفع وجهها الباكي له رفع حاجييه متعجبا من حالتها يتمتم في ذهول :
- ايه في ايه يا سهيلة اهدي يا ماما دا جرح بسيط أنا يا اما اتعورت من السكينة ... ليه الفزع دا كله
رفعت وجهها تنظر لعينيه تغرف فيهما تنساب دموعها دون توقف تنظر له عاشقة لتجد لسانها يتحرك دون إرادة منها تهمس في هيام :
- جاسر أنا بحبك ... بحبك أوي اوي
___________________
لحظات طويلة من الصدمة ينظر للجالس أمامه في ذهول ... لا يصدق أن صاحب الأمر بالقبض عليه هو والده !!!
توسعت عينيه اكثر يقترب من المكتب يصيح محتدا :
- أنت .... أنت اللي خليتهم يقبضوا عليا ... ليه ... ولا هو عشان تثبت أنك جبروت
تجهم وجه خالد من تلك الكلمات الغبية التي نطقها حسام .... أراد ان يذهب ويصفعه علي ما قاله ولكن بالعكس احتفظ بابتسامة ساخرة أعلي شفتيه يغمغم في تهكم :
- عشان اوريك اللعب علي أصوله ... ميزة او عيب في عيلة السويسي بيأجلوا حقهم ما ينسهوش .... بردلك لعبة سارة ... أنت دلوقتي مشتبه وأنا بحقق معاك فتقف عدل وتتكلم باحترام احسنلك
اقترب حسام من مكتب خالد يصفع كفيه علي سطح المكتب بعنف يصيح غاضبا :
- لااااااا دا أنت باينلك كبرت وخرفت .... أنا همشي من هنا برضاك او غصب عنك .... وسارة هانم بنت أخوك ... أنا مش هسيبها دخلت دماغي هخليك جدو قريب
عند ذلك الحد بلغ الغضب بخالد مبلغه قام من مكانه وقف بالقرب من حسام يدس يديه في جيبي سرواله لحظة اثنتان ثلاثة ... وكانت قبضة يده تعرف طريقها لوجه حسام في عنف ... جعله يرتد للخلف خطوتين يمسك بفكه متألما يمسح الدماء السائلة من جانب فمه ... ليزمجر في حدة كور قبضته يود أن يرد تلك اللكمة لتتوقف يده في الهواء شد علي أسنانه يهمس مغتاظا :
- أنا مش عايز امد ايدي عليك أنت راجل كبير مش حمل بوكسين
ارتسمت ابتسامة واسعة علي شفتي خالد ليخلع سترة حلته يلقيها أرضا تليها رابطة عنقه .... فك ازرار قميصه الاولي يشمر عن ساعديه .... لتتوسع عيني حسام ينظر لعضلات خالد في دهشة يتمتم في نفسه :
- هار احوس .... هو عامل زي the rock كدة ليه
أخرجه من شروده لكمة اخري عرفت طريقها لوجهه مرة أخري يليها صوت خالد الساخر :
- لاء اضرب يا حبيب ابوك ما تخافش علي الراجل الكبير العجوز .... لسه بيعرف يدافع عن نفسه
ابتلع حسام لعابه مرتبكا هو لم يكن ليمد يده علي والده حتي لو لم يسامحه .... نظر له بلامبلاة ليآخذ طريقه الي باب الغرفة يتمتم ساخرا:
- أنا ماشي عايز تلبسني قضية تلبسني مصيبة اعمل اللي تعمله
ما كاد يمسك باب الغرفة يفتحه سمع صوت خالد يأتي من خلفه يقول في هدوء :
- كنت فاكر أن بعد آخر كلام بينا ... أنك هتصفي شوية
ابتسم حسام متهكما يتذكر آخر حوار دار بينه وبين والده في غرفة التدريبات يوم زفاف لينا وزيدان
Flash back
قام خالد من مكانه ينظر لابنه حزينا يآسا ...ابتسم يتمتم متهكما :
- لأني كنت مريض نفسي يا دكتور ... انا هحكيلك كل حاجة
قطب حسام جبينه في دهشة التف ينظر لخالد في صدمة ليحرك الاخير رأسه إيجابا يبتسم في سخرية ... يقص عليه ما حدث منذ أن وقعت عينيه علي لينا حتي مرحلة علاجه من مرضه النفسي الذي كان ينهش فيه كوحش قاتل وحسام يستمع بانصات ... للحظات شعر بأنه رأي دموع في عيني حسام مسحها بعنف حتي لا تنزل .... ليتهاوي علي المقعد المجاور له يخفي وجهه بين كفيه للحظات طويلة سمع خلالها صوت خالد يقول بتنهيدة حارة مثقلة :
- أنا كنت إنسان وحش اوي واتعاقبت علي كل غلطة عملتها ... دفعت التمن غالي اوي .... أختك اللي يوم ما عيني عليها اول مرة كانت جثة .... فلوسي اللي راحت واشتغلت ميكانيكي .... حتي لينا اذيتها بابشع مما تتخيل ... وشالت الرحم ... ما بقاش عندي غير لينا وأنت يا حسام .... أنت مش عارف أنا فرحان قد ايه إن عندي ابن .... هيشيل اسمي هيفضل ورا اسم ولاده ... هيكون سند لاخته بعد ما أموت ... هيحافظ علي امبراطورية السويسي ويكبرها
ابعد حسام كفيه عن وجهه ينظر لخالد للحظات متألما عاني والده كثيرا ولكنه لن ينسي ابدا ما فعله بوالده ... وأنه حاول قتله وهو جنين في رحم والدته .... تنهد بحرقة يحرك رأسه نفيا قام متجها لخارج الغرفة يتمتم في عتب :
- مش قادر اسامحك ... رغم كل اللي قولته بس اللي شافته والدته عذاب لطفلة صغيرة عمرها 17 سنة .... عن إذنك
قالها ليغادر بينما تنهد خالج يآسا ولده ورث كل شئ منه حتي عناده ومكابرته
Back
التفت حسام لوالده يدس يديه في جيبي بنطاله يغمغم متهكما :
- عايزني اسامحك فقررت تحبسني ...لا حقيقي تفكير جبار
حسنا الي هنا ويكفي ذلك الوقح نسخة مصغرة منه قديما ... اقترب خالد منه يقبض علي تلابيب ملابسه يصيح غاضبا :
- لحد امتي يا حسام لحد امتي ... انتي ابني برضاك او غصب عنك ...
اشاح حسام بوجهه بعيدا غاضبا نافرا كاد أن يرد ... ليصدح أصوات عراك عالية قادمة من خارج غرفة المكتب .... بفضول أراد حسام أن يخرج من الغرفة ليري ما يحدث ...ليجد خالد يشده بعنف يبعده عن الباب يصيح فيه :
- ابعد عن الباب لو في خناقة برة أنت هتتأذي
دفعه حرفيا دفعه بعنف بعيدا عن الباب ليفتح هو الباب يندفع لخارج الغرفة فوجد مجموعة من البلطجية قادمون في عراك حاد يتنشابون فيما بينهم .... اندفع هو وبعض العساكر يفضون العراك يجذبونهم لغرفة الحجز ... احد فتح نصل مادية ( مطوة ) يرد طعن آخر ليقبض خالد علي نصل المادية بعنف لتجرح يده صدم الواقف برأسه بعنف ليتهاوي ... انفض الموضوع سريعا في لحظات ليعود خالد الي الغرفة يقبض علي قطعة قماش صغيرة يوقف بها الدماء وجد حسام ينظر له قلقلا خاصة لقطعة القماش التي استحال لونها أحمر في يده في لهفة هرع إليه دون أدني تفكير ... أسند يجلسه الي أحد المقاعد ليتمتم خالد ساخرا :
- ما تقلقش يا دكتور دا جرح سطحي .... لسه مش هموت دلوقتي ... اتفضل امشي يا دكتور ضيعنا وقتك معانا
حرك حسام رأسه ايجابا التفت ليغادر وصل الي منتصف الغرفة ومن ثم التفت ينظر لخالد يرفض المغادرة .... قدميه تعجزان عن اطاعة اوامر عقله العاصي .... ابتسم خالد يتمتم ساخرا :
- ايه يا دكتور عايزني اوصلك بنفسي للباب حاضر
قام من مكانه متجها اليه وقف حسام يبلع لعابه للحظات ينظر لخالد يشعر بحرارة تحرق عينيه انسابت دموعه .... رغما عنه ليندفع ناحية أبيه يعانقه بقوة يبكي بين ذراعيه كطفل صغير خائف من فقدان كل ما يملك ... ابتسم خالد يشعر بقلبه ينفجر فرحا طوق صغيره بذراعيه يشدد على احتضانه يغمغم في سعادة :
- اخيرا يا أخي ... يا ابني انت تطول تبقي ابن خالد السويسي اصلا ...
ضحك حسام بخفوت يمسح دموعه ابتعد عن والده ليمسح خالد بكفه النازل من دموع حسام يغمغم في مرح :
- يعني دكتور وحليوة ولابس ليسنز وبتعيط ... عرتنا كاتك الارف
مسح حسام الباقي من دموعه بعنف نظر لوالده يغمغم بصوت حزين باهت :
- أنا لسه زعلان اوي .... زعلان علي حياتي اللي كانت كلها كدبة ... كدبة كنت حاسس بيها أنا مش شبه ابويا ولا امي ... شبه حد تالت مش بس في الشكل في الطباع والدي اللي رباني الله يرحمه كان شخص مسالم سلبي في حقه جدا ... أنا لاء كان جوايا طاقة غضب رهيبة لأي حد يحاول يجي علي حقي ...طول عمري حاسس أني عايش في غربة جوايا ... شخص اتولدت بيه وشخص تاني بيحاولوا يزرعوه فيا ... الغربة دي ما بدأتش اخرج منها غير لما شوفتك وعرفت أنا كدة ليه ... مش قادر اسامحك ... قلبي لسه شايل زعلان ... بس مش قادر غير اني ارمي نفسي فئ حضنك زي عيل صغير بيشوف ابوه بعد غياب طويل
هو حقا لا يريد أكثر ... حتي لو لم ينل سماحه الآن سيحصل عليه يوما .... ابتسم يحرك رأسه ايجابا ليصدح صوت هاتفه ... التقطته ليقطب جبينه متعجبا لبني زوجة علي لم تتصل به يوما لما الآن ... فتح الخط سريعا ليسمع صوتها تصيح مذعورة :
- الحقني يا خالد ... مصيبة الحقني
توسعت عينيه في ذعر يفكر في اسوء ما يكون .... صاح سريعا بتلهف :
- أنا جايلك حالا
اغلق الخط ينظر لحسام يهتف سريعا :
- حسام أنا لازم امشي في مصيبة عند عمك علي
هرول للخارج لترتسم ابتسامة صغيرة علي شفتيه حين راي حسام يلحق به يغمغم في تلهف هو الآخر :
- أنا جاي معاك
___________________
عند جاسر وسهيلة .... ظلت ينظر لها وهي تبكي تنظر لعينيه بلا حراك ... ابتسم يبسط يده علي وجنتها يتمتم مشاكسا :
- طب ما أنا عارف
توسعت عينيها تنظر له ذاهلة يعلم منذ متئ وهو يعلم ومن اخبره هل يمكن أن تكن لينا هي من فعلت هي الوحيدة اللي تعلم علاقتهم ... او اسوء سمعها وهي تتحدث إليه حين ظنته نائما في اليوم التالي لزفافهم ... شهقت تتمتم في ذهول :
- عارف ازاي ... سمعتني وانا بكلمك كنت عامل نايم صح
ابتسم في خبث يحرك رأسه نفيا قرص مقدمة انفها بخفة يغمغم ضاحكا :
- هو أنا آه سمعتك وانتي بتتكلمي بس أنت عارف من قبلها بكتير ومش لينا اللي قالتلي علي فكرة .... سهيلة انتي بتحبيني ومن انتي في ثانوية عامة ... عينيكي بتطلع قلوب اول ما بتشوفني من زمان وأنا واخد بالي قولت يمكن عيلة صغيرة وحب مراهقة بس هي هي نفس النظرة .... كل مرة بتشوفيني فيها ... زي الغريق اللي لقي طوق نجاته ولا ايه
اخفضت رأسها ارضا تبلع لعابها متوترة خجلة ... لتشعر به يرفع وجهه برفق قابلت عينيها عينيه لتحرك رأسها إيجابا تلقائيا تؤكد ما قال ... تتمتم بصوت خفيض خجول :
- طب وأنت بتحبني ولا بردوا شايفني زي لينا
ابتسم في عبث ليعاود حملها مرة اخري يتمتم ضاحكا :
- شايل لعبة يا ناس ... بصي يا ست الكل ورقة و قلم واكتبي ورايا
وضعها علي طاولة المطبخ من جديد يشير لقلبه يتمتم بابتسامة حانية :
أنا قلبي عمره ما حب عمره ما عرف يعني ايه حب عمري ما حسيت اني بحب واحدة ولا بكراش عليها ولا كل الكلام دا ... فما اقدرش اقولك أنا آه بحبك ولا لاء ... بس أنا بحس إن أنا مبسوط اوي وأنا معاكي أنك مسؤولة مني ... بفرح بابتسامتك ... لو هو دا الحب فاعتقد أن أنا بحبك لو مش هو ... فاتمني نوصل ليه سوا
ارتسمت ابتسامة واسعة علي شفتي سهيلة تنظر له بهيام كعادتها عينيها علي وشك ان تخرج قلوب ....ليبتسم هو رفع حاجبيه متعجبا حين وجدها تلف ذراعيها حول عنقه تتمتم في مرح :
- طب إيه ...اقول لابويا ايه يا خضر
تعالت ضحكات جاسر الصاخبة مجنونة تزوج بها قرص خدها برفق يغمغم وهو يضحك :
- قوليله الصبر يا سعدية ... الفرنجة دخلوا علي التتار بعد 14 يوم ... اوعي سيبني يا متحرشة الواحد يقعد بعد كدة بطويل ومقفل ...
ابعد ذراعيها عن رقبته يعود ليكمل ما كان يفعل وهي تراقبه تبتسم في هيام تتنهد مع نفسها بحالمية :
- هييييح مز اوي ... هيبقي شبهي وشبهك ... لا يا رب يبقي شبهك انت بس
___________________
ذراعه اصاب بالخدر من شدة تعلقها به وضغطها عليه منذ أن خرجا من الغرفة وهي تتعلق به كسلطعون امسك فريسته يرفض تركها تنظر للجميع حولها في هلع ... منذ نصف ساعة وهما في الطريق الذي لا يستغرق سوي خمس دقائق فقط .... تنهد يقول تعبا :
- يا لينا فرهدتيني بقي ... بقالنا نص ساعة بنتحرك ... دراعي وقف
نظرت له متوترة تبلع لعابها تحرك رأسها إيجابا في خوف ليتنهد يآسا سحب ذراعه من يدها بمعجزة يلفه حول كتفيها يدفعها للسير الي ان وصلا الي أحدي الطاولات جلست منكمشة كعادتها تنظر للجميع علي انهم اشباح تقريبا .... لا يعرف كيف سيفعل ذلك ولكنها تعليمات الطبيب ويتمني الا يصل الامر لفيضحة ... هب فجاءة يلتقط هاتفه يغمغم في عجل وهو يرحل :
- لينا أنا عندي تليفون مهم جدا كنت ناسيه اطلبلنا الفطار علي ما أجي
توسعت عينيها ذعرا لم يعطيها الفرصة حتي لترد بل غادر للخارج اختفي من امام عينيها تسارعت انفاسها علت دقاتها ، جسدها بارد كالثلج يتفصد عرقا كأنه يغلي علي مرجل خوفها .... نظرت هنا وهناك تبحث عنه بعينيها تحاول إيجاده بين جموع الناس ... لتتسمر عينيه عند فتحت عينيها واغلقتها عدة مرات لتتأكد انها لا تحلم وهو حقا لم يكن حلما هناك بالقرب منها يقف ينظر ناحيتها مباشرة... معاذ !!!
❤❤❤❤❤
توسعت عينيها تنظر له تفتح عينيها وتغقلها عدة مرات علها فقط تحلم او يهيئ لها ولكنه كان هناك يقف .... لم تره منذ أشهر تقريبا بعد أن أخبرها بكل بساطة أن علاقتهم ليست سوي صداقة بعد أن تركها تواجه غضب والدها بمفردها واختفي هو ... لما عاد الآن وهنا تحديدا هل يراقبها .... لما ينظر لها بذلك الغضب المشتعل في عينيه .... وقفت تود التحرك ناحيته خطوة اثنتين ثلاثة في طريقها إليه ... لتسمع صوت زيدان ينادي من خلفها متعجبا :
- لينا رايحة فين
التفت لزيدان تنظر له نظرة خاطفة لتعاود النظر لمعاذ لتراه يختفي وسط جموع الناس كأنه يذوب بينهم ... كانت تراه والآن لاء ... اختفي تماما من امام عينيها لفت رأسها بسرعة هنا وهناك تبحث عنه بذهول .... انتفضت حين شعرت بيد توضع علي كتفها برفق نظرت جوارها سريعا لتجد زيدان يبتسم لها كعادته يردف في رفق :
- ايه يا لوليا بتدوري علي مين يا حبيبتي
توجهت بعينيها له ابتسمت متوترة تحرك رأسها نفيا تردف متعلثمة :
هااا لا ابدا انا اتهيئلي اني شوفت واحدة شبه سهيلة
ابتسم لها برفق ليأخذ يدها عادا الي الطاولة ليلاحظ أنها تنظر حولها هنا وهناك كأنها تبحث عن أحد ما .... انتفضت حين شعرت بيد زيدان توضع علي يدها بمعني آخر أصابعه امسكت بأصابع يسراها يلبسها في بنصرها خاتم ... حين وجهت انظارها للخاتم توسعت مقلتيها تنظر له ذاهلة ... هي حقا لم تري في جماله والدها اغرقها طوال حياتها بالكثير والكثير من الحلي باهظة الثمن ...هي ووالدتها لم يبخل عليهم يوما ... ولكن حقا ذلك الحجر الازرق المستدير الذي يتوسط الخاتم سلب لبها ... ابتسمت ابتسامة صغيرة متوترة رفعت وجهها تنظر لعينيه لتراه ينظر لها كعاشق متيم كعادته مردفا بوله :
- خاتم خطوبتنا كانت ذكراه مش كويسة ما احبش تفتكريها ... وكويس أنك قلعتيه ... اتمني دا يعجبك
ابتسمت تحرك رأسها ايجابا تخبرها أنه حقا اعجبها ... إفطار خفيف تناولته بصحبته عقلها شارد تفكر هل حقا رأت معاذ أم فقط يهيئ لها ... ربما فقط هلاوس ولكن لاء رأته وهو يتحرك كأنه تعمد أن يراها ثم يختفي من أمامها ....ولكن لما أليس هو من انهي علاقتهم بملئ إرادته هو من جعلها تتجعل كأس الخزلان بمفردها ... لما يظهر الآن ... اجفلت علي يد زيدان تتحرك أمام وجهها انتبهت له سريعا ليبتسم يردف :
- يا اما نفسي ابقئ أنا اللي واخد عقلك ... ايه يا لوليا السرحان دا من الصبح وانتي علي الحال دا
حاولت الابتسام تحرك رأسها نفيا بخفة .... قطبت جبينها فجاءة رفعت وجهها اليه تنظر في عينيه تسأله مستفهمة :
- لوليا ؟!! ... دلع غريب اول مرة اسمعه
رفع كتفيه بلامبلاة ركل حصي صغيرة امامه يردف مبتسما :
- ابدا حاسه لايق عليكي .. مش اكتر
هل يخبرها بمعني الاسم الحقيقي ربما لا ليس الآن علي اقل تقدير
انتبهت لينا انهم يسيران علي الشاطئ وخاصة أن اعداد الناس بدأت تتزايد من حولها بشكل أصابها بالذعر .... لتقبض علي يد زيدان التصقت به تهمس له بصوت متوتر مرتعش :
- زززيدان ككفاية كدة يلا نرجع السويت
حرك رأسه نفيا بعنف ... ليتركها وقف امامها امسك بذراعيها بين كفيه يغمغم في حزم :
- لاء طبعا .... احنا في شهر العسل ...هنخرج ونتفسح ونروح في كل حتة ... شيلي من مخك هاجس أن الناس هتأذيكي ... أنا وبابا وسهيلة وجاسر وماما من ضمن الناس عمرنا فكرنا حتي نأذيكي
حركت رأسها نفيا تضطرب حدقتيها بشدة ليرفع وجهها يجعل مقلتيها تواجه عينيه يهمس لها بحنو :
- كل إنسان فينا يا لينا فيه جانب كويس وجانب وحش بس في ناس جانبهم الوحش اكتر ... دا مش معناه أن كل الناس وحشين ..
حركت رأسها نفيا بعنف لتنساب دموعها رغما عنها تغرق وجهها تهمس بصوت خفيض مضطرب :
- اذوني يا كلهم اذوني اوي أنت مش عارف هما دمروني ازاي ... كلامهم عمري ما نسيته ... ولا عمري هنساه ...
أغمضت عينيها ليمر امامها مشهد سريع لما حدث قديما .. لتنزل دموعها بغزارة لتشعر بيده تمتد تمسح دموعها بترفق ومن ثم سمعت صوته يهمس بهدوء :
- طب افتحي عينيكي بصي علي المشهد دا كدة
فتحت عينيها بتردد تنظر لما يشير بيده لتجد رجل وامرأة يسيران بينهما طفلة صغيرة تتعلق بايديهم تقفز ... تضحك مشهد متناغم سعيد جعل ابتسامة صغيرة تتسلل لشفتيها مشهد ذكرها بوالديها في طفولتها ادمعت عينيها تتمني لو أنها لم تكبر يوما ... اجفلت حين رأت يده تشير الي ناحية اخري يردف بنفس الابتسامة :
- طب بصي دا
تلك المرة كان شاب وفتاة يسيران متجهين ناحية رجل عجوز .... عانقت الفتاة الرجل ليساعده الشاب علي القيام ومن ثم تعلق كل منهما بأحد ذراعي الرجل يرحلون بعيدا .... ومن هنا لهنا تنظر عائلات صغيرة ... ضحكات سعيدة .... لأشخاص يشبهونها وهي تشبههم ..قلبا وقالبا
شعرت بيد زيدان تجذبها يتحرك بها ناحية الشاطئ جلسا بالقرب من البحر علي الرمال ربع ساقيه أمامها يردف مبتسما :
- تيجي نتكلم بالعقل ... افترضي معايا كدة انك فضلتي حابسة نفسك في وهم خوفك ... تبصي علي الناس من ورا ازاز عامله عقلك عشان يبعدك عنهم ... ايه هيحصل بعد كدة
صمت للحظات يراقب ردة فعلها ليري حدقتيها تضطرب كعادتها تقطب جبينها كأنها تفكر فيما يقول .... اخذ نفسا قويا يتنهد يهمس في ترفق :
- يا لينا مع ذعري بس مش بس خوفي من الفكرة .... بس خالي مش هيعيشلنا العمر كله ... مش هيعيشلك عمرك كله .... وأنا ، أنا حياتي متعلقة وارد جدا في عملية من العمليات اخد رصاصة في دماغي ولا في صدري خلاص الموضوع خلص .. هتعملي ايه بعد كدة ... عشان خاطري وأنا معاكي هاتي ايدك نحاول نخرج من حاجز الازاز اللي حابسة نفسك وراه دا
كالعادة اضطربت حدقتيها ولكنها تلك المرة ... نظرت له رفعت وجهها تنظر له حائرة قلقة شاردة فابتسم له ابتسامة هادئة يحاول طمئنتها ولو قليلا .... لحظات ورآها تحرك رأسها إيجابا لتتوسع ابتسامته ... لتشهق متفاجئه حين رأته في لحظة يخفيها بين ذراعيه يشدد علي عناقها قبل جبينها يعدها بابتسامة واسعة :
- اوعدك بحياتي يا اغلي من حياتي إني هعمل كل اللي اقدر عليه عشان تعيشي بس حياتك
كلماته آه منها مسكن قوي ناسف للألم والخوف لفت ذراعيها تبادله عناقه تخبئ رأسها في صدره تهمس له ممتنة :
- شكرا يا زيدان
ابعدها عنه يلثم جبينها بقبلة طويلة حانية ابتعد عنها ينظر له يبتسم في اتساع .... لتبتسم له خجلة .... لتراه ينظر حوله يمينا ويسارا ليعاود النظر له يغمغم :
- انتي مش ملاحظة أن الشط مش عليه حد ..
لفت رأسها تنظر حولها لتقطب جبينها تنظر للفراغ حولها .... تعجب لم يدم طويلا فمعظم من كانوا حولهم اتجهوا الي تلك الباخرة السياحية الضخمة لرحلة سياحية في الماء .... عاودت النظر له لتتوسع عينيها حين حملها بين ذراعيها متجها بها ناحية الماء لتتعلق برقبته تصيح فيه متوترة :
- أنت بتعمل ايه يا مجنون
تعالت ضحكاته الصاخبة ليدخل بها الي الماء نظر لها يلاعب حاجبيه بعبث يردف مشاكسا :
- بعملك وجبة لل Hungary fish
قالها ليلقيها بخفة الي الماء ... هو يعرف أنها تعرف السباحة جيدا نظرت له مغتاظة مما فعل لتقذفه بالماء تخرج له لسانها .... عقد جبينه يضيق عينيه ينظر له بغيظ اجاد تصنعه ليقفز بخفة في بقعة فارغة جوارها .... رفع وجهه ينفض الماء عن شعره ينظر لها يبتسم في خبث .... ليقذفها هو الآخر بالماء وهكذا ظل الحال بينهما تتعالي ضحكاتهم علي شط الماء الفارغ .... بينما هناك من يراقب من بعيد الغضب يأكل قلبه هي من حقه هو ...هو من يجب أن يكن مكانه .... سيريه كيف يسلبه ما هو حقه
_________________
علي صعيد آخر ... في سيارة خالد استقل حسام مقعد السائق وخالد جواره يشق الطريق لمنزل علي يسير كما يخبره خالد بالعنوان ... عينيه مرتكزتين علي الطريق وعيني الجالس جواره ترتكز عليه ... يبتسم رغما عنه رغم قلقه الشديد وخوفه من أن يكون أصاب اخيه او ابنه مكروها ... ولكن جلوس طفله جواره نسخته وهو في شبابه سعادة لها مذاق لا يوصف .... ما يشغل باله حقا في تلك اللحظات لينا ماذا سيكون رد فعلها حين تعلم أنه بات لديه إبن ظهر فجاءة .... وابنته بالطبع ستسعد لوجود شقيق لها .... في تلك اللحظات صدح صوت حسام بنغمة أشعار من رسائله التقط هاتفه يفتح الرسالة لتتوسع ابتسامته حين رأي صورة لزيدان وهو يعانق لينا يقفان جوار الحر يبتسمان من السعادة ملابسهم تكاد تغرق في الماء .... وأسفل الصورة من زيدان يغيظ فيها صديقه
« أنا وأختك 😛😛 »
تعالت ضحكات حسام علي تصرفات صديقه .. ليمد يده بالهاتف تلقائيا ناحية خالد يردف ضاحكا :
- مجنون والله زيزو
التقط خالد الهاتف من حسام ينظر للصورة ارتسمت ابتسامة صغيرة مطمئنة على شفتيه للحظات ... لتشتعل عينيه غضبا شد قبضته علي الهاتف يتمتم حانقا :
- الحيوات لافف ايده عليها ازاي وكمان واقفة في الهواء وهدومها مبلولة عشان صاحبك المجنون ....لما تتعب افرح بيه دا أنا هولع فيه
نظر حسام لوالده للحظات عينيه تتسع بذهول ليتمتم متعجبا :
- ايه يا عمنا في ايه بس دا جوزها .. دا بنتك نشفت ريقه علي ما وافقت يتجوزها ... أنت مش عارف زيدان بيحبها ازاي
في اللحظة التالية كان حسام يتأوه من الألم حين صدمه خالد في رأسه يردف حانقا :
- في واد محترم يقول لابوه يا عمنا يا حيوان ما تقولي يا اسطا أحسن ... كاتكوا الارف عيال تعر ....
تعالت ضحكات حسام مرة أخري يعاود النظر للطريق امامه .... صمت للحظات ليتنهد يهمس حائرا :
- تفتكر هيكون شعور لينا ايه لما تعرف اني أخوها
ابتسم خالد في هدوء ليعقد ذراعيه امام صدره يسأله مبتسما :
- أنت كان شعورك ايه لما عرفت انها أختك
ارتسمت ابتسامة صغيرة حانية علي شفتي حسام تلاها تنهيدة حارة يردف بتلقائية :
- مش عارف ... أنا من ساعة ما عرفت زيدان وأنا عارف أنه بيموت فيها .. وكنت بتضايق منها ومن دلعها ... وكنت بردوا بديها العذر الحب مش بإيدينا ... لما جيت عندكوا يوم ما كانت تعبانة لما شوفت حالتها قلبي اتنفض في مكانه ... مش عارف ليه بس اتفزعت عليها .... أنا صحيح متلغبط بس مبسوط اني عندي أخت ... صحيح إنت ليه ضربتها يومها زيدان ما حكليش الموضوع دا خالص
غص قلب خالد ألما كلما يتذكر أنه رفع يده علي ابنته بذلك الشكل المروع يحتقر نفسه زفر بمرارة يهمس نادما :
- عرفت أن لينا كانت بتحب واحد من ورانا ... كانت علي علاقة بيه صداقة ، حب أنا مش عارف
في اللحظة التالية كان حسام يدعس مكابح السيارة تحت قدمه اوقفها فجاءة يصيح فجاءة :
- نعم !!!!!!! يعني ايه والحيوان دا فين ...دا أنا أقتله ....اوعي تكون سيبته
ضحك خالد ساخرا يحرك رأسه نفيا يتمتم ساخرا :
- خلاص يا حبيبي دا أنت شبهي جدا ... ما تقلقش زيدان قام معاه بالواجب ... اتفضل بقي اطلع يا ابن خالد
زفر حسام انفاسه اللاهبة يحرك رأسه إيجابا ليعيد إدارة محرك السيارة ....تنهد يبلع لعابه متوترا نظر لابيه بجانب عينيه حمحم يهمس في هدوء :
- بقولك ايه يا حج ... أنت عارف طبعا أن لكل عاشق وطن ولكل طير مرساه ولكل قلب حبيب مكتوب عليه يلقاه
وعارف بردوا أن جحي اولي بلحم طوره ... وإن الزيت لازم يتحط في الدقيق
وزمان من زمان يعني معروفة أن البنت مصيرها لابن عمها والواد مصيره لبنت عمه ... يعني يرضيك اسم العيلة يروح لحد غريب ... املاك العيلة تتقسم ويجي عيل صايع يضيع اللي ورانا واللي قدامنا ... طب هل يرضيك أنك تكسر قلب عاشق علي بابك غني وبيحلم يرجع للجنة هل يرضيك يعني
انتظر خالد الي أنهي حسام كلامه بأكمله ليرميه بنظرة ساخرة يرفع حاجبه الأيسر مستهجنا ما يقول ليتمتم في برود :
- آه يرضيني ... وما فيش جواز ....واخرس بقي خالص
شد حسام علي أسنانه غاضبا ينظر لابيه مغتاظا يتمتم في نفسه متوعدا :
- والله لاتجوزها يا اما هغتصبها واتجوزها بردوا.... يا أنا يا أنت يا خالد يا سويسي
علي بعد عشرة امتار نظر حسام للصف المرتص أمامه يهتف فجأة :
- اوووبا دا في لجنة وعطلة
نظر خالد له مستهجنا من جديد ما يقوله يسأله ساخرا :
- أنت معاك حشيش .... لو معاك حشيش قولي عادي أنا زي ابوك
صمت حسام مغتاظا بدأت السيارات في التحرك وقفت امام الكمين الصغير ... ابتسم حسام يمد يده يلتقط الرخص يعطيها للضابط لتتوسع عيني الأخير نظر للجالس جوار حسام يؤدي التحية يقول سريعا باحترام :
- باشا ... ازيك يا باشا اخبارك ....افتح يا ابني الكمين ....
أعاد الرخص لحسام ليدير الاخير محرك السيارة يكمل طريقه بينما ينظر حسام لوالده في إعجاب ... يتذكر مختار والده حين كان يقترب من اي كمين للشرطة يرتجف ذعرا وكأنه يحمل جثة في حقيبة سيارته ... وهو حقا كان يكره ذلك ...
علي صعيد آخر بالقرب من منزل علي في سيارة عمر يستقل مقعد السائق جواره سارين ابنته تنهد يغمغم مغتاظا من نفسه :
- أنا مش مصدق اني طاوعتك ... قعدتي تعيطي طول الليل ورافضة الاكل مش عايزة الماية تشربيها عشان اجيبك تشوفي عثمان وأنا زي الاهبل وافقت ....
التفت برأسه لابنته يحذرها بحدة :
- بس قسما بالله يا سارين لو قعدتي تعيطي وتعملي اللي عملتيه المرة اللي فاتت لهرجعك لأمك ومش هخليكي تشوفيه تاني لو حاولتي حتي تنتحري
وجهت لابيها نظرة ممتنة تحرك رأسها إيجابا بتلهف ... فقط تراه لن تنطق بحرف ... تطمئن أنه بخير وهي ستصبح بخير ... لا يهم انها حقا تشعر بالوهن والدوار لانها لم تأكل منذ أمس لتضغط علي والدها ليوافق وهو اخيرا وافق ... اقتربت سيارة والدها من منزل علي ما أن وقفت وجدت سيارة عمها تقف هي الاخري نزل خالد منها ومعه ذلك الشاب .... قطب جبينها متعجبة أليس هو الطبيب صديق زيدان ماذا يفعل بصحبة عمها هنا والآن ... نزل عمر يصافح أخيه ليسأله خالد متعجبا :
- هي لبني اتصلت بيك انت كمان
حرك عمر رأسه نفيا يوجه انظاره للواقق خلف خالد بالقرب منه في اول مرة رآه فيها في خضم ما كان يحدث لم يهتم للشبه بينه وبين أخيه فما كان فيه كان يكفيه وي ويزيد ليتمتم مستفهما :
- لاء دا أنا جاي اطمن علي عثمان .... خالد مين الواد دا ... مش دا الدكتور بردوا ... اللي ما يعرفش يقول أنه ابنك ... شبهك اوي بصراحة
ابتسم حسام ساخرا بالطبع خالد لن يقول أنه ولده سيجد اي حجة يقنع بها اخيه لتتوسع عينيه حين هتف خالد بهدوء تام :
- وهو فعلا كدة حسام ابني يا عمر
توسعت عيني عمر فزعا ... ذهول ... صدمة ... ابن أخيه كيف ومتي نظر لسارين يبحث عنها ليجدها تقف بعيدا عن المصعد تنظر لوالدها برجاء أن يسرع ليرميها بنظرة حادة بأن تنتظر .... عاود النظر لأخيه يسأله مذهولا :
- ابنك ازاي وامتي وفين قصدي من مين ... أنت اتجوزت
بعد لينا بس دا شكله اصلا اكبر من بنتك .. فهمني يا خالد
تنهد خالد حائرا لا يعرف ما يقول رفع يده يدفع أخيه امامه برفق يغمغم متعجلا :
- مش وقته يا عمر .... المهم نطلع نطمن عليهم لبني كلمتني وهي بتصرخ .
حرك عمر رأسه إيجابا يتوجه مع أخيه الي اعلي في المصعد يقف حسام بالقرب من سارين يكاد يحترق ويسألها عن حال سارة بصعوبة الجم لسانه حتي لا يقتله والده داخل المصعد ... وصلا الي الطابق ليتقدمهم خالد دق الباب ليجده ينتفح سريعا بعنف ظهرت لبني تنظر له كالغريق الذي وجد طوق نجاته تصيح متلهفة :
- الحقني يا خالد .... عثمان عايز يسيب البيت وعلي موافقه علي الجنان دا .... وحياة لينا عندك اقنعه أنه يقعد ما تخليهوش يمشي
توسعت عينيها سريعا حين وجدت سارين تقف بالخلف لتهرول إليها تعانقها بقوة تغمغم راجية :
- سارين عشان خاطري يا بنتي قوليله يقعد مش هستحمل يبعد عني
حركت سارين رأسها إيجابا لا تجد ما تقوله تنهد خالد يآسا من تصرف لبني هل كل هذا الصراخ لأجل ذلك السبب فقط ....تقدم الي الداخل ليجد علي يجلس علي أحد الارائك ولا أثر لعثمان .... رفع علي وجهه ينظر لهم ليغمغم حانقا :
- بردوا اتصلت بيك اللي في دماغها في دماغها ...
اقترب خالد يجلس علي الأريكة جواره يشير له بالجلوس يتمتم في هدوء :
- اقعد يا علي فهمني بس حصل ايه
جلس علي جواره وأخذ كل مقعده سارين تبحث بعينيها عنه في كل مكان ... حسام يجلس هادئا تماما ... عمر يجلس متوترا خائف من ردة فعل ابنته وان تنهار كالمرة السابقة .... كاد علي أن يتحدث حين سمعوا صوت عثمان يهتف في هدوء شديد :
- أنا هفهمك يا عمي .... أنا عايز اسيب البيت ... هروح شقتي اللي بابا كان شريهالي عشان لما اتجوز ....
توجهت أنظار الجميع الي عثمان الذي يجلس علي كرسيه المتحرك بالقرب من غرفته ليغص قلب سارين ألما بمعجزة منعت دموعها من الهطول تنظر له قلبها يشتعل حزنا عليه ... بينما توجه خالد بعينيه الي عثمان يسأله متعجبا :
- ليه يا عثمان .... ايه السبب
حرك عثمان إطارات مقعده يقترب منهم ينظر لهم نظرات فارغة من اي مشاعر يردف ببرود :
- هشتغل علي مشروع التخرج بتاعي ... وأبدأ في جلسات العلاج الطبيعي .... مش هقعد اندب حظي كتير ... انا لازم أخد حقي ومش هعرف اخده طول ما أنا مرمي علي الكرسي دا
لأول مرة يقتنع بكلام عثمان ولكن يبقي حلقة مفقودة لما لا يفعل ما يرغب فيه هنا في بيته لما يريد الانفراد بحاله ... لم يدع السؤال يشغل عقله أكثر بل اردف كلامه يسأله مستفهما :
- عظيم جدا اللي أنت بتفكر فيه دا ... بس ليه ما تعملوش هنا في بيتك ليه عايز تقعد لوحدك
التفت عثمان برأسه ناحية والدته التي تبكي بلا توقف تنظر له برجاء الا يتركها ليعاود النظر لخالد يغمغم متهكما :
- مش هقدل صدقني ... شايف ماما ما بتبطلش عياط ... شايف عجزي في عينيها ... في كلامها اللي بتقوله من خوفها ... دي بتسألني كل خمس دقائق تقريبا عثمان يا حبيبي مش عايز تروح الحمام اناديلك باباك لو مكسوف مني .... بشوفه في نظرة الكسرة في عين بابا اللي بيحاول يداريها .... صدقني يا عمي أنا محتاج ابعد ...
اقتنع ويري أن كلام عثمان منطقي مئة بالمئة قبل أن ينطق بحرف سمع سارين تهتف سريعا بفزع :
- ازاي تقعد لوحدك مين هياخد باله منك افرض تعبت ولا حصلك حاجة ... لالالا افرض تعبت ولا وقعت من علي الكرسي ولا عوزت حاجة بليل ولا بالنهار لا يا عثمان ما ينفعش
رفع حاجبه الايسر ينظر لابنه أخيه متعجبا من ردة فعلها المبالغ فيه من وجه نظره هو .... بينما احتقنت الدماء في عيني عمر ينظر لابنته متوعدا ... ليتحرك عثمان بمقعده ناحية سارين يبتسم لها ساخرا يتشدق متهكما :
- سارين انتي تستاهلي واحد طبيعي نضيف مش أنا .... ابعدي يا سارين صدقيني طرقنا عمرها ما هتتقابل .... انتي انضف وابرء من أنك تعلقي حياتك بواحد زيي ...
حسنا ... حسنا باتت الصورة واضحة امام عينيه الآن سارين تحب عثمان وابنه الاحمق يحب شقيقتها ..... قبل أن ينطق بحرف وجد عمر اخيه الذي علي وشك أن يشتعل من غضبه يهب واقفا يجذب رسغ ابنته ينظر لها متوعدا ... عمر يبدو مشتعلا مما حدث نظر لهم يبتسم في اقتضاب :
- طب يا جماعة عن اذنكوا احنا لازم نستأذن يلا يا سارين
نظرت سارين لعثمان للمرة الاخيرة فوالدها لن يسمح لها برؤيته مرة أخري بعدما قالت ... نظرة طويلة حزينة عاشقة معاتبة لتشعر بيد والدها تجذبها خلفه الي باب المنزل ... ما كاد يقترب بها من الباب سمعت صوت عمها يصدح من خلفهم بقوة :
- استني يا عمر ما تمشيش
التفتت سريعا تنظر لعمها لتشعر بدوار حاد يهاجم رأسها والأرض تميد من تحتها كان هو آخر من وقعت عينيها عليه قبل أن تسقط ارضا فاقدة صرخ عمر باسمها فزعا ... ليعلو فوق صوت صرخاتها .... صوت صرخات عثمان الذي يحاول أن يدفع بجسده يحاول التحرك بأي شكل ليذهب دون فائدة لا مجيب .... نظر لها بضعف عاجزا يشعر بألم بشع يقتل جسده .... حمل عمر ابنته الغائبة عن الوعي يضعها علي الأريكة ... نظر خالد لحسام ليتنهد الأخير يآسا ... متي سيقنعهم أنه فقط طبيب في قسم ( النساء والولادة ) فقط !!!!
اقترب من سارين يفحص نبضها ... يفتح حدقتيها بأصابعه ينظر لبؤبؤ عينيها نظر لعمر يسأله متعجبا :
- هي ما كلتش بقالها قد ايه ... واضح جدا انها اغمي عليها من التعب وقلة الأكل ...
لحظات وبدأت سارين تستيقظ من جديد جلبت لها لبني كوب كبير من العصير ... ساعدها عمر علي الجلوس يسند جسدها بذراعه يساعدها علي شرب ما في الكوب ... ليقف خالد متجه ناحية عمر اخذ كوب العصير من يده ... نظر عمر له مستفهما مما فعل ليبتسم الأخير يغمغم في حزم :
- أنا عايز اتكلم مع سارين كلمتين لوحدنا خدوا بعضكوا كدة وروحوا الصالون التاني ، السفرة ، الشقة واسعة قدامكوا
نظر الجميع الي بعضهم في عجب لينسحبوا من الغرفة واحدا تلو الآخر عدا عمر الذي ظل جوار ابنته ينظر لأخيه مستنكرا ما يقول ليتنهد خالد يآسا يرمي عمر بنظرة حادة غاضبة ... تعب حقا من كثرة مشاكل تلك العائلة ... ترك عمر ابنته وخرج من الغرفة ليقترب خالد منها جلس جوارها يمد يده بكوب العصير لتأخذه منه ترتشف منه علي مهل متوترة توقف العصير في فمها تجحظ عينيها في صدمة حين سمعت عمها يتمتم بهدوء :
- انتي بتحبي عثمان يا سارين مش كدة
بصعوبة شاقة ابتلعت ما فمها ... حركت رأسها نفيا اول الامر ليرفع خالد حاجبه الايسر مستهجنا ما تقول .... ابتسم لها برفق يمسح على شعرها برفق مردفا :
- ما تخافيش يا حبيبتي ... اوعدك اني هساعدك بس احكيلي
بلعت لعابها متوترة تنظر ارضا تهمس بصوت خفيض مضطرب :
- أنا دايما كنت مقررة اني عمري ما هتجوز بعد اللي شوفت بابا وماما بيعملوه ... قررت مع نفسي اني عمري ما هحب ولا هتجوز في يوم .... بس غصب عني أنا حبيت عثمان ..حبيته أوي ، عثمان إنسان كويس مش وحش زي ما بيقول علي نفسه ...هو بس محتاج يخرج من اللي هو فيه ... يقف علي رجليه ... أنا كنت هموت من الخوف لما عرفت أنه وقع واتشل ...
ابتسم لها بخفة يربت علي رأسها بحنو ليقم من مكانه متجها لخارج الغرفة وقف أمام الجميع يتمتم في رزانة :
- طيب نمسك العصاية من النص ... عثمان يتجوز سارين ويعيشوا سوا في شقته
احتدت عيني عمر غضبا ليصيح في أخيه بحدة :
- أنت بتقول ايه يا خالد أنت اتجننت أنا مستحيل اوافق علي العك دا .... سارين لسه صغيرة .... مشاعرها ناحية عثمان مشاعر مراهقة ... أنا هاخد بنتي وامشي ... سلام
قالها ليتجه ناحية الغرفة حمل ابنته بين ذراعيه يخرج بها من المنزل غاضبا لينظر خالد لحسام يتنهد تعبا :
- عيلة متعبة ...
وجه نظرة لعثمان ليجده يرحل الي غرفته القي نظرة أخيرة علي باب شقتهم المغلق ليكسو الألم حدقتيه دخل الي غرفته يصفع الباب خلفه ليقطب خالد جبينه يعقد النية في نفسه تلك الزيجة ستتم رغما عن انف الجميع كل منهما يحتاج وهذا بالظبط ما سيفعله
_________________
♥♥♥♥♥♥
«للعشق قيوده الخاصة»
«الجزء الرابع من أسير عينيها»
الفصل الحادي والثلاثون
الجزء التكملة
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
في غرفة عثمان يجلس علي مقعده المتحرك بالقرب من النافذة يشاهد بألم ... واعين دامعة يديه يشدان علي مقبض المقعد بعنف .... عمر يضع سارين في سيارته ويغادر ...اغمض عينيه يشد عليها سارين تستحق شخص مثلها تكن هي أول فتاة في حياته يحبها بكل قلبه ... شعوره ناحيتها في تلك اللحظات هو فقط احتياج نعم هو حقا اناني لا يحب سوي يرغب في أن تظل جواره الآن تحديدا لتساعده علي تجاوز حالته ... منذ حدث له ما حدث وهو يحلم بها تجذب يده فيقم بسهولة من علي مقعده المتحرك يتحرك يمشي علي قدميه ... ربما هي فقط هواجس سببتها صدمته مما حدث له ولكنه حقا في حاجة إليها أكثر مما تتخيل
بعد قليل نزل خالد بصحبة حسام اتجها الي سيارته ما أن جلسا التفت حسام لخالد يسأله في غيظ ظاهر:
- حضرتك تحب تروح فين
التفت خالد لحسام يرفع حاجبه الايسر مستهجنا نبرة صوته ليتمتم في تعالي :
- أطلع علي بيت عمك عمر .. اكيد فاكر العنوان
ضيق حسام عينيه يركز للحظات ليحرك رأسه إيجابا حين تذكر ذلك العنوان ادار محرك السيارة ينطلق بها يشد بقبضته علي المقبض يتنفس بعنف ليصيح فجاءة حانقا :
- لاء بقي ما أنا مش قادر ما اعترضش اشمعني موافق علي جواز عثمان من سارين ومش موافق علي جوازي من سارة ...
اكتسح الجمود قسمات وجه خالد ينظر لولده للحظات بنظرات فارغة ليرفع يده فجاءة يصفعه علي رقبته من الخلف يتمتم في برود :
- عشان عثمان اكبر من سارين ب3 سنين بس ... أنت اكبر من سارة ب13 سنة وزيادة .... هتعمل بيها ايه هتوديها الحضانة .... سوق وأنت ساكت يا حيوان
مسد حسام رقبته من الخلف برفق يغمغم بصوت خفيض حانق :
- ايه الظلم دا ...راجل ظالم مقتدر مفتري
صمت تماما حين سمع صوت خالد يهتف متوعدا :
-بتبرطم تقول ايه
نظر حسام له يبتسم ابتسامة كبيرة صفراء يتمتم من بين أسنانه في غيظ :
- بدعيلك يا بابا يا حبيبي
ابتسم خالد ساخرا ينظر لابنه متهكما ليغمغم باستفزاز :
- طب ادعي من قلبك عشان الدعوة تتقبل ... وشد شوية مش هنقضي اليوم كله في الطريق
دقائق ووصلت السيارة الي بيت عمر ....
في الاعلي ما أن دخل عمر التفت لابنته يقبض علي رسغ يدها يصيح فيها غاضبا :
- عجبك اللي عملتيه هناك دا فضحتيني وخليتي رقبتي قد السمسمسة قدام الناس بكلامك وافعالك ... دا اللي اتفقنا عليه يا هانم ... اعملي حسابك أنا هرجعك لأمك ... أنا اللي غلطان قولت نبقي اصحاب واحاول اعوضك عن تقصيري في حقكوا قبل كدة بس ما توصلش للدرجة دي يا سارين
اطرقت رأسها ارضا تتساقط دموعها الصامتة للحظات فقط ... لترفع وجهها تنظر لوالدها خرجت من بين شفتيها شهقة قوية لتهمس نادمة في رجاء :
- أنا آسفة يا بابا عارفة اني غلطت كتير واني اللي عملته النهاردة غلط كبير اوي ... بس غصب عني أنا بحبه اوي يا بابا وأنت عارف ... عشان خاطري سامحني أنا خلاص مش هشوفه تاني ولا هقولك عايزة اروحله خالص ... بس عشان خاطري ما تزعلش مني
كان يود حقا أن يقسو قلبه أكثر ولكن أمام عينيها الباكية ونظرات الرجاء الصارخة فيها ... تنهد حانقا من نفسه وقلبه الضعيف ... ليحاوطها بذراعيه يضمها لصدره يربط علي رأسها برفق ... لثم قمة رأسها بقبلة صغيرة يغمغم بصوت خفيض حنون مرح :
- وبعدين في قلب الخصاية اللي عند ابوكي دا ... مش عارف اقفش عليكي خالص ... خلاص يا ستي مش زعلان منك ... بس اعملي حسابك لو وقفتي فوق راسك مش هتروحي تاني عند عثمان ولا هتشوفيه ولا حتي أسمعك بتجيبي اسمه ... مفهوم
بلعت غصتها القاسية ... قلبها يعتصر ألما لتحرك رأسها إيجابا تتساقط دموعها من جديد ... ابعدها عمر عنه ابتسم في هدوء يمسح وجهه بكفيه من الدموع يردف مبتسما :
- روحي يلا اعملي لي كوباية شاي من غير صابون يا سارين بالله عليكي
خرجت منها ضحكة صغيرة خفيفة تسمح ما ينزل من دموعها تحرك رأسها إيجابا تركت والدها تتجه الي المطبخ لينظر عمر في اثرها يتنهد حزينا علي حالها يهمس في نفسه متحسرا علي حالها :
- صغيرة اوي علي أنك تحبي وتتجرحي ... بس صدقيني يا بنتي أنا بعمل كدة لمصلحتك عثمان ما ينفعكيش
اجفل من شروده علي صوت دقات علي باب المنزل ... اتجه ناحية الباب يفتحه ليجد خالد وخلفه ذلك الشاب الذي حقا لا يتذكر ما هو اسمه .... ابتسم عمر ساخرا يعقد ذراعيه أمام صدره يتمتم متهكما :
- اهلا بالكبير اللي صغرني بين الناس .. بتقرر جواز بنتي وأنا قاعد قفص جوافة
نظر لخالد لعمر غاضبا ليبعده جانبا ويدخل الي المنزل هو وحسام ليغلق عمر الباب بعنف متجها الي اخيه جلس علي احد المقاعد امامه يهتف حانقا :
- اوعي تكون جاي تقتنعني اني اوافق علي الكلام اللي حضرتك قولته واحنا في بيت علي ... خارج تقول بكل بساطة عثمان وسارين يتجوزوا .... طب خد رأيي قولي ... مش تقعدني زيي زي الكرسي اللي قاعد عليه ... عايز تجوز بنتي العيلة الصغيرة لواحد كل ليلة في علاقة مع واحدة شكل ...
ابتسم خالد ساخرا ينظر لعمر في استخفاف كأنه يقول له انظر من يتحدث عقد ذراعيه أمام صدره يردف متهكما :
- شوف مين بيتكلم .... ايه يا موري أنت ناسي أنا جايبك منين قبل كدة ولا ايه ولولا بس خاطري أنا كان زمانك محبوس في قضية محترمة في بوليس الآداب فاكر ولا ناسي
اصفر وجه عمر يحمحم بحرج حين مرت امام عينيه سريعا تلك الذكري البعيدة حين جلبه خالد من احدي دور الدعارة من فراش احدي العاهرات ... بينما توسعت عيني حسام في صدمة ينظر لعمر في دهشة يتمتم مع نفسه :
- دا انت قديم بقي يا عمي
بلع عمر لعابه الذي جف فجاءة حمحم بحدة يتمتم في حرج :
- كان طيش شباب يا خالد وكلنا غلطنا واحنا صغيرين
رماه خالد بنظرة حادة غاضبة يصدح صوته الغاضب :
- يبقي ما تحللش الحاجة لنفسك وتحرمها علي غيرك ... هي حرام عليك وعلي غيرك ... وبعدين عثمان بعد اللي حصله مستحيل يرجع للقرف دا تاني
هب عمر واقفا ينظر لأخيه مغتاظا حانقا نفرت عروقه حين صدح صوته الغاضب :
- دا مشلول يا خالد عايزني اجوز بنتي لواحد عاجز مشلول ... ويا عالم هيرجع يمشي تاني ولا لاء أنا مش هحكم علي بنتي بجوازه زي دي ابدا ..
قام خالد من مكانه وقف امام أخيه يدس يديه في جيبي سرواله .... ليلمح بطرف عينيه سارين تقف بعيدا تنظر لوالدها تبكي في صمت .... تنهد يقترب من أخيه يهمس له بحدة متوعدا :
- بنتك محتاجله زي ما هو محتجلها دي بنت أخويا اخاف عليها زي لينا بنتي .. عمري ما افكر ارميها ابدا .... بنتك بعد اللي شافته منك إنت وامها كرهت الرجالة والجواز ... كون أن قلبها اتعلق بعثمان دا في صالحك ... بكرة تشوف عثمان هيبقي ايه .... الخيل لما بيقع بيقوم اقوي من الأول ... صدقني بنتك محتاجله زي ما هو محتاجلها ...فكر كويس عشان في الآخر كلامي أنا بردوا اللي همشي ....
انهي كلامه ليوجه لسارين ابتسامه صغيرة حانية .... التفت لحسام يحادثه :
- يلا يا حسام .... مستني ردك يا عمر
اتجه مع ابنه الي أسفل يستقل سيارته من جديد ... الآن فقط بقي لديه مكان واحد يذهب إليه شهد عليه اقناعها بأن تتخلي عن فكرة الزواج بأي شكل كان .... التفت برأسه ناحية حسام حمحم يغمغم في هدوء :
- حسام بقولك ايه .... دلوقتي والدته شارطة عشان تسامحني علي اللي عملته في حقها اني لازم اتجوزها .... وأنا مش هقدر يا حسام بعد السنين دي كلها اتجوز علي لينا ...لو تقدر تقنعها تغير رأيها
قطب حسام جبينه متعجبا .... لم يكن يعلم أن والدته اشترطت ذلك الشرط الغريب لما ترغب في أن يتجوزها والده من جديد .... من المفترض أن تكره النظر في وجهه بعد ما فعل لا أن تطلب منه إن يتزوجها هناك حلقة مفقودة تجعله عاجزا عن الفهم تنهد يحرك رأسه إيجابا يردف متعجبا :
- أنا ما اعرفش أنها اشترطت الشرط الغريب دا ....ومش فاهم ليه بصراحة .... بس حاضر هحاول اقنعها
ابتسم خالد ابتسامة صغيرة ليصدح صوت هاتفه في تلك اللحظة التقطته لترتسم ابتسامة صغيرة علي شفتيه ينظر لاسمها الذي يزين الشاشة فتح الخط سريعا يضع الهاتف علي اذنه ليسمعها تصيح حانقة :
- أنت فين يا خالد من بدري بتصل بيك .... جاسر ورؤي ورعد علي وصول
توسعت عينيه يصدم جبينه براحة يده يتمتم بصوت خفيض :
- اوووبا دا أنا كنت ناسي انهم جايين النهاردة
حمحم يهتف سريعا علي عجل :
- معلش يا حبيبتي كان في مشكلة عند علي ولبني أنا جاي حالا مسافة السكة
ودعها يغلق الخط ليلتفت الي حسام يهتف سريعا :
- حسام .... لف وارجع الفيلا وابقي خد العربية وروح بيها ... كنت ناسي حكاية خطوبة مايا بنت عمك خالص ...
هنا انفجر حسام غاضبا ضعط علي مكابح السيارة بعنف يصيح مغتاظا :
- نعممممم يعني أنت موافق علي جوازة عثمان وسارين .... وجوازة مش عارف بنت عمي مين ومين وجاي علي جوازتي أنا و لاء يعني لاء هو أنا ابن البطة السودا .... طب ايه رأيك بقي هتجوزها يا هخطفها واتجوزها ...
انتظر خالد أن انهي حسام كلامه ليصفق له ببطئ يتمتم ساخرا :
- خلصت خلاص ... افتح باب العربية وانزل لافتح دماغك ...
رماه حسام بنظرة غاضبة مغتاظة ليفتح باب السيارة وينزل منها صافعا الباب خلفه .... اتجه خالد الي مقعد السائق فتح نافذة السيارة المجاورة له يلوح لحسام بحافظة النقود التي تخص الأخير ابتسم يغمغم متهكما :
- ابقي روح مشي بقي يا دكتور يا حليوة وحاسب علي نفسك من التحرش
توسعت عيني حسام في صدمة يمد يديه سريعا يبحث عن حافظته الجلدية لتتوسع عينيه في دهشة ليلوح خالد له وداعا ... ضغط علي مكباح السيارة تاركا حسام يقف مكانه متصمنا ينظر في اثره ذاهلا
_______________
في فيلا السويسي
كانت لينا في غرفة مايا لم ترد أن تتركها ولو دقيقة حتي لا تشعرها بألم فقدان والدتها في تلك اللحظات تحديدا ... جلست علي الفراش خلف مايا تنظر لها وهي تقف أمام المرآه تلتف بفستانها الطويل المميز لذلك اليوم .... ابتسمت تقترب منها تلبسها قلادة تلائم لون الفستان قبلت جبينها تهمس لها بحنو :
- زي القمر يا ميوش .... رعد شاب ممتاز وبإذن الله يحصل بينكوا قبول ونفرح بيكوا في اقرب وقت
ابتسمت متألمة تمنع دموعها بصعوبة لا تعرف ما تقول هل تخبرها بأنها احب اخاها !!! ... من يملك سيصدق ما تقول سيظنها الجميع جنت .... ابتسمت لزوجة عمها تحرك رأسها إيجابا ... لتتوسع ابتسامة لينا تهتف سريعا :
- أنا هروح ابص بصة اخيرة علي المطبخ وأشوف عمك اتأخر ليه وجاية علي طول
تركتها لينا ونزلت سريعا الي أسفل تتأكد من كل شئ يسير علي ما يرام بينما جلست مايا علي الفراش تضم يديها تخفض رأسها ارضا تتساقط دموعها في صمت .... هي حقا لا تعرف ..... رفعت رأسها سريعا حين اخترق أنفها رائحة عطره المميز لتجده يقف امامها بحلته السوداء القاتمة اطال النظر لها لتري مقلتيه تحترق بالكاد يحكم زمام غضبه ارتفع جانب فمه بابتسامة ساخرة يتمتم متعجبا :
- ايه يا عروسة بتعيطي ليه ... في عروسة تعيط بردوا .... الناس تقول غاصبينك علي العريس
ابتلعت لعابها تنظر له ترجوه بنظراتها أن ينطق فقط قولها ...قامت تقف امامه لا يفصلهم فاصلة تذكر بسطت يديها صدره تنظر لعينيه لتشعر بنابضه يكاد ينفجر تحت كفها .... إن لم ينطق ستخبره هي لم يعد هناك مجال للتراجع ركزت مقلتيها علي سوداء عينيه بلعت لعابها تهمس بتلجلج:
- ااا ... أدهم اانا .... اانا
ولم تكمل بل صدح صوت قريب منه صوت والدها وهو يقول :
- أدهم أنت هنا أنا بدور عليك ... انزل استقبل الضيوف علي ما اكمل لبسي وعمك خالد يجي
نظر لوالده للحظات يبتعد عن مايا يحرك رأسه إيجابا .... ليتركها ويخرج من الغرفة دون أن يوجه لها ولو نظرة واحدة لتقف تنظر في أثره غاضبة متألمة حزينة ....
نزل أدهم الي اسفل ليجد احدي الخادمات تفتح الباب للضيوف الاعزاء .... دخل جاسر مهران ومعه زوجته وخلفه اولاده رعد وجوري ... كل منهم يحمل هدية مغلفة ابتسم أدهم ساخرا ليقترب منهم سريعا يرحب بهم بحرارة ترغب في حرق ذلك الواقف في الخلف :
- اهلا اهلا نورتوا .... اتفضلوا ، اتفضلوا الصالون من هنا
اصطحبهم أدهم الي غرفة الصالون .....جاءت احدي الخادمات تضع الضيافة اتجه جاسر بالسؤال الي أدهم :
- اومال خالد ولا استاذ حمزة فين
أنا هنا اهو .... اهلا اهلا بشيطان الاقتصاد في منزلنا من جديد .... هتف بها خالد بمرح وهو يدخل من باب غرفة الصالون ليقترب يصافح جاسر بحرارة .... تلاه رعد الذي ربت علي كتفه بحزم يغمغم في مرح :
- اهلا بعريسنا .... اقعدوا يا جماعة واقفين ليه ....أدهم اطلع شوف ابو العروسة فين ...
جلس خالد يتحدث مع جاسر في امور العمل المختلفة الي أن نزل حمزة صافحهم يأخذ مقعده جوار أخيه ... ليحمحم جاسر بهدوء ابتسم يوجه حديثه الهادئ الرزين الي حمزة :
- شوف يا استاذ حمزة ...يسعدني طبعا ويشرفني اني اطلب ايد بنتك مايا لابني رعد .... رعد خريج كلية تجارة انجلش ماسك شغلي كله ... شاب مستقيم من البيت للشغل مالوش في اي سرمحة ولا لف ولا دوران حتي السجاير ما بيشربهاش الحمد لله .... مش بشهدله عشان ابني والله ... وطبعا هتلاقي خالد جابلك تاريخ حياته من يوم ما اتولد
ابتسم خالد في ثقة يرفع تلابيب ملابسه في زهو ليضحك الرجلين ويقول حمزة :
- جاسر مهران رجل اعمال سمعته الطيبة سبقاه واكيد ابنه زيه .... أنا عن نفسي ما عنديش اي مانع .... المهم رأي العروسة لو وافقت يتجوزوها بكرة لو عاوزين
وادي العروسة جت اهي .... هتفت بها لينا وهي تدخل بصحبة مايا الي الغرفة تبتسم في سعادة بينما ابتسامة شاخبة تعلو ثغر مايا ... اتجهت مايا تجلس جوار والدها بينما جلست لينا علي احد المقاعد جوار رؤي .... التفت حمزة الي مايا ربت علي رأسها يسألها في رفق :
- مايا حبيبتي .... رعد طالب ايدك ... واخدة قرارك ولا محتاجة وقت تفكري
بلعت لعابها الجاف لترفع وجهها تبحث عنه بين الحضور أين هو .... لا اثر له عادت تخفض رأسها تفرك يديها بعنف تهمس بصوت خفيض مضطرب :
- أنا محتاجة وقت افكر
ساد الصمت لحظات ليقطعه جملة رعد انتي نطقها باريحية :
- ومالوا خدي الوقت اللي تحبيه ... بس لو ينفع يعني بعد اذنكوا نقعد انا ومايا نتكلم ... نتعرف علي بعض اكتر
نظر خالد وحمزة كل منهما للأخر للحظات كأن كل منهما يسأل الآخر ليحركا رأسيهما سويا بالإيجاب ... قام خالد يتمتم مبتسما :
- ومالوا يا عريس... تعالوا نطلع الجنينة اللي جنبنا دي ... قومي يا مايا
اتجه رعد خلف خالد وخلفهم تتحرك بخطي بطيئة متلكئة تتحرك مايا بالكاد تجر ساقيها تبحث بعينيها عنه طوال الطريق لتصل في الأخير الي أحدي الطاولات جذب لها خالد المقعد مال علي اذنها يتمتم بصوت خفيض :
- ادي فرصة لرعد يا مايا
لم تفهم مقصد كلام عمها قطبت جبينها تنظر له متعجبة لتراه يرحل بعيدا بعد أن قال ما قال .... جلست مقابل رعد صامتة لا تتحدث لا تنظر له حتي تفكيرها بأكمله يذهب إليه رغما عنها ... اين هو لما يختفي فجاءة ... مقابلها كان يجلس رعد يراقب حركاتها المضطربة لتتأكد شكوكه ... حمحم يهتف فجأة بهدوء افزعها :
- أدهم مش اخوكي ... مش كدة
توسعت عينيها فزعا تنظر له مذهولة ليبتسم يتمتم في هدوء :
- علي فكرة باين جدا ... من نظراته ليكي ونظراتك ليه ... أنا صحيح مش عارف ايه الحكاية ... بس يمكن لو عرفت اقدر أساعدك
نظرت له بحذر قلقة مما يقول لتجده يبتسم ابتسامة لطيفة طمئنتها يردف في هدوء :
- ما تخافيش ... والله أنا مش في نيتي آذيكي أنا بس عايز أساعدك ...لو حابة تحكيلي واساعدك تمام مش حابة مش هضغط عليكي
للحظات شعرت بالاطمئنان لذلك الغريب بلعت لعابها تقص عليه معرفتها بأن أدهم ليس اخاها وشعورها بالحب ناحيتها وشعورها أيضا أن أدهم يبادلها المشاعر ولكنه فقط خائف من الافصاح بالأمر .... رفعت وجهها إليها ما أن انتهت تردف باضطراب :
- رعد أنا مش عايزة استغلك .... بس أنا حقيقي بحبه هو ... بحبه اوي
اتسعت ابتاسمة رعد يري بطرف عينيه ذلك الشاب يقف في احدي الشرفات يراقبهم ليوجه نظراته الي مايا يتمتم في خفوت :
- أدهم واقف يراقبنا شكله بيغلي يبقي بيحبك وأنا هعرف اخليه ينطق ... اضحكي بصوت عالي
توسعت عيني مايا في ذهول للحظات لتتعالي ضحكاتها الرقيقة تهتف بصوت تحاول جعله مرتفعا :
- مش ممكن يا رعد دمك خفيف جدا
دمه خفيف !!!!!!! .... سيريها أن دمه اسود قاتم اثقل من الطين حين يجز رقبته امام عينيها .... يقف في شرفه غرفته يراقبها بأعين حادة غاضبة كالصقر ... تجلس تضحك تبتسم تخجل .... ماذا يقول لها بما يتهامسان .... لما تتعالي ضحكاتها .... تعالت انفاسه الثائرة يقبض علي سور الشرفة يرغب في القفز منها وتهشيم وجهه الوسيم وتشويه ابتاسمته الواسعة .... وخطف تلك الصغيرة والزواج منها رغما عن انف الجميع .... اتجه الي مرحاضه يصفع وجهه بالماء بعنف ...عدل من وضع حلته ينزل الي أسفل ليجد مايا تدخل من باب الفيلا تسير جوار ذلك الرعد تضحك معه بتناغم افقده صوابه ... صوب نظراته النارية نحوهم لترتجف مايا خائفة منه بينما ابتسم رعد في ثقة يتحداه بنظراته أن يفعل شيئا .... تركهم أدهم متجها الي الغرفة جلس علي أحد المقاعد ينظر للجميع غاضبا .... نظر لمايا التي تجلس جوار ادهم متوعدا .... ليعاود النظر لجاسر يتمتم بصوت هادئ رزين :
- احم لو سمحت يا عمي ....
نظر جاسر له مبتسما في هدوء مردفا :
- خير يا ابني ... أدهم مش كدة
ابتسم أدهم في أدب أجاد تصنعه حرك رأسه ايجابا يردف مبتسما :
- أنا طالب ايد جوري بنت حضرتك !!!!!!!
________________
عشان نظبط المواعيد ونرجع سير الحياة لمسارها قررت انزل فصل النهاردة وما نخلهوش عشان ترجع المواعيد زي ما كانت
بإذن الله من يوم الإتنين والاربع والجمعة
جزء صغير من الصراع الدائر بيني وبين نفسي
أنا : الفصل قصير صح
أنا بردوا : ايوة خلاص اجليه لبكرة وكملي عليه
أنا : ما اهو أنا لو نزلت بكرة هلغبط المواعيد هنزل حد وثلاث وخميس ولا هعمل ايه
أنا بردوا : آه صحيح طب والعمل
أنا : ننزله زي ما هو واكيد الناس هتعذرني أنا كنت مريضة بردوا
أنا بردوا : يلا يا ماما من هنا
عقلي : كان بودي اكمل معاكي الصراع الاهبل دا ... بس الساعة داخلة علي 12 وعندنا شغل الصبح بدري 😂😂😂😂