رواية عودة الذئاب الفصل الثالث والثلاثون بقلم ميفو السلطان
كانت "وجد" تقف ساهمة، تتأرجح بين الحياة والموت، حين أوغل في عقلها سهم من الشيطان: "أنهيها... أنهيها بيدك قبل أن يوصمك أهلك بالعار."
رائحة الاحتراق كانت تفوح من روحها، كأنها تنتظر نيرانًا تُشعل ما تبقّى منها، دون أن تدري أن النار قد التهمت قلبها منذ زمن... وتركته مضغة دامية بين يدي من قتلها وادّعى الحب.
رفعت الشعلة، تود أن تُشعل في روحها ما لم تستطع إطفاءه بدموعها...– "كفاية... كفاية وجع! خليني أخلص من وجع روحي... ." لكن الله، برحمته، أرسل لها ما يعيدها إلى الحياة.
أتاها صوت قرآن الفجر من بعيد، لكنه تسلل إلى أعماقها كأنه نُودي به لأجلها وحدها،يلمس قلبها، يعلو ويعلو، وكأنه بُعث لها خصيصًا.
سَهِمَت، وبدأت الآية تتغلغل إلى عقلها رويدًا رويدًا، تبعث فيها السكينة... صوته يعلو شيئًا فشيئًا، وكأن الكون كله صمت ليسمع تلك الآية:
"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ"
توقف الزمن. توقفت نيران قلبها بلمسة من الرحمن. اهتزت... سقطت الولاعة من يدها، وسقطت معها على الأرض، تبكي... تبكي حتى خارت قواها، وكأنها تطفئ بجمر دموعها نارًا كادت تودي بها. انهارت وانهار معها شيطانها. الموت كفرًا لم يكن نهايتها... نعم، أخطأت، لكنها لا تستحق أن تُعاقب بنار الدنيا والآخرة.
دخلت تلك الآية إلى قلبها كنَسمةٍ خفيفة،، تُزيح ثقل قلبها.
كان الله قد بعث ما يشدّ به حالها المكلوم. نفضت عنها الرماد، ورفعت رأسها من قاع الوجع. من يُمسك بيدها من حافة الهاوية.
زحفت إلى الحمام تجرّ قدميها المثقلتين بالخذلان، ودخلت كما هي، بملابسها، فتحت الماء البارد وجثت تحته،
تجمد جسدها، لكنها احتضنت نفسها... لا أم تضمها، ولا أب يحتضنها، ولا حبيب يبقى.
برد الماء تسلل إلى عظامها، لكنها ظلت ساكنة، تغمض عينيها،وتدعو ربها فقط.
انتهت، وقامت تتثاقل خُطاها واتجهت إلى الداخل، تنظر إلى حجرتها بنظراتٍ مُتعبة؛ تشعر بضيقٍ يُطبِق على صدرها كيدٍ خفية تقبض على أنفاسها. لبست خمارها، واتجهت إلى ربها، لا ملجأَ إلا هو، ولا أمانَ سواه.
ظلّت تصلي وتدعو... وكل دمعةٍ تنزل، كانت بمثابة انكسارٍ جديد. سقطت أرضًا، لم تَعُد تحتمل. سجدت، وانهارت في حضرة الرحمن، تطلب منه أن يلهمها الصبر، أن يحتضن ضعفها.
– يا رب... ماليش غيرك،يا رب... ماتفضحنيش،أنا غلبانة، والله غلبانة...
.لم تكن تعلم شيئًا عن تلك الحرب الطاحنة التي تدور بالخارج، ولا ماذا يخططون. كانت منفصلةً تمامًا عن الواقع، كأنها تعيش في عزلتها؛ قلبها معلق بين السماء والأرض، وروحها مثقوبة من فرط ما احتملت.
أنهت صلاتها، وجلست تسبّح، تُردِّد أسماء الله كأنها تتشبّث بها وسط غرقٍ لا نهاية له. فجأة، قطع الصمت صوتٌ خافت...
"تنّه موبايلها"... صوت رسالة.
لم تقوَ على النهوض، فقد أُنهكت تمامًا. زحفت بجسدٍ خائر إلى الفراش، مدت يدها المرتجفة، وأمسكت الهاتف.
بإيد بتترعش، فتحت الرسالة... عنيها كانت تزوغ من كتر الدموع، ونبضها يعافر داخل صدرها كإنه بيحاول الهرب مما سيقراه
لتشهق مره واحده شهقت حين وجدت اسم زوجها يضيء شاشة الهاتف.
رسالة منه؟.. رساله من مٓن طعن فؤادها
خفق قلبها بشدة، كأنّه خرج عن طوعه، يرتطم بجدران صدرها من فرط الذهول والخوف.
فتحت الرسالة...
كانت كلمات قليلة، لكنها كالصاعقة.
خطّ نديم سطرًا واحدًا فقط، لم تستوعبه، ولم تدرك مقصده، وكأن بين الحروف رمادًا يحجب الرؤية:
"أنتِ زوجتي... وستظلين زوجتي،
ولن يستطيع أحدٌ أن يمسكِ بسوءٍ طوال حياتي...النديم سيظل امانك حتي يموت وسترين...وسأعود."
تجمّدت مكانها.
الهواء من حولها صار كثيفًا، ثقيلًا لا يُستنشَق، وبدأ جسدها يرتعش دون وعي منها.
– هو مجنون.. فيه إيه ؟!أنا خايفة...
هل فقد عقله؟!قال إنها زوجته... وستظل كذلك؟!كيف؟! أليس هو من اختفى؟! أليس زواجه بها كان خدعة؟ وهمًا؟ نصبًا؟كيف يجرؤ على كتابة ذلك؟بل... ماذا يقصد بـ"سأعود"؟!إلى أين؟ ولأي شيء؟
وضعت يدها على رأسها كأنها تحاول أن تُخرج الضجيج من عقلها.همست، بصوتٍ مخنوق:
– يا مصيبتك يا وُجد...بيعمل فيا كده ليه ؟!مين دا ؟ليه يا رب،؟ ليه يا نديم؟!
ظلت تنظر إلى الرسالة، كأنها محفورة في الشاشة، أو في قلبها...
أرادت أن تكتب له، أن تصرخ، أن تفرغ كل ما احتُبس داخلها منذ رحيله.
فتحت هاتفها، وكتبت:
عارف لو كنت هنا...كنت قلتلك كل اللي دفنته جوا صدري،وكل إللي انت ولّعته جوايا ونهش قلبي،كنت قلتلك إن غيابك ماكانش غياب عادي،ده كان غياب روح...روح كنت بتسندني،غيابك ماكانش لحظة وعدّت،
ده كان خنجر بارد،بيدبحني على مهله،
من غير ما يسيبلي حتى فرصة .
كدبت على قلبي،وإنت؟ كنت عارف...عارف إني كنت بحتاجلك،بس برضو مشيت.
لو كنت هنا،كنت صرخت في وشّك من غير كسوف،ليه سبّتني؟ليه علّمتني أحب،وبعدها نتشت قلبي بحبك ومشيت؟
أنا مشتاقة ليك، آه...بس بلعنّك برضو،
بفكر فيك،بس ما بفتقدكش...أنا بفتقد نفسي قبلك.بشتاق للبنت اللي كنتها قبل ما أشوفك،وبغضب من قلبي عشان صدّقك يوم.
ولو كنت واقف قدامي دلوقتي،مش هعيّط،
ولا هترجّاك،ولا هفتحلك باب ترجع منه.
كنت قلتلك بهدوء:أنا مش مسامحاك...
ومش هسامحك.ربنا ما يسامحك على اللي عملته فيا. كنت هسألك حاجه وآحده... ليه ليه....
دموعها نزلت مرة واحدة... كأنها كانت مستنيّة إذن الانفجار.جسمها ارتعش، ومسكِت الموبايل، عنيها ما بتتحركش من على الكلام،
وصباعها قرب يضغط على "إرسال"...بس وقفت.بصّت للرسالة نظرة أخيرة، ومسحتها.
ورمت الموبايل بعيد عنها،كأنها بتطرد بقايا رماد قلبها في لحظة وجع.
– لأ... ما يستاهلش.ما يستاهلش حتى دمعة.
ما يستاهلش اسمه يتقال.
وقعت على سريرها، مهدودة،ماعملتش حاجة غير إنها تبكي...لحد ما النوم غلبها من كتر القهر، وغابت روحها قبل ما عينها تغمض.
في الناحية الأخرى، كان نديم يجلس صامتًا، لا ينبس ببنت شفة، فقط يستمع... ودموعه تنزل رغمًا عنه، دون مقاومة.
كان يرى رسالتها أمام عينيه، سطرًا سطرًا، وجملة بعد جملة، تقتله ببطء، ولا يقوى على الرد.
لم يعلم ماذا يقول... أو ماذا يبرر...
هو لم يخُنها، لم يكن يومًا ينوي الغدر بها.
هو يحبها، يعشقها حتى الوجع.
ظل يقرأ كلماتها التي تنغرس فيه كنصلٍ مسموم، تمزقه واحدة تلو الأخرى.اختنقت الكلمات في حلقه...هي تراه غادرًا، تراه قاتلًا، وهو عاجز أمام صورتها المنكسرة في خياله.
أراد أن يركض إليها، أن يعيدها إلى حضنه، أن يضمها ويقول:
"أنا ماخنتكيش... والله ماخنتك."لكنه يعرف...يعرف أن ما فعله لا يُغتفر.
شعر بأن قلبه ينخلع من مكانه، وأن روحه تتفلت منه كلما تخيّل نظرتها الأخيرة.
شعر بأن أنفاسه مرتبطة بها، مشدودة إلى صدرها المكسور.
وسالت دموعه بحرقة لم يذقها من قبل.
– حرام... حرام اللي بيحصل فينا ده،
ليه يا رب؟ليه كده؟أنا هموت...البت خدت روحي،موتتها وموتتني.أنا ماكنتش أعرف...
ماكنتش أعرف إنها هتموت كده...وهتموت قلبي معاها."
كان قلبه يحترق من الداخل، كأن لهبًا يتصاعد من جوفه.ضرب كفّه بصدره بعنف، كأنّه يريد إخراج النار بيده.
– أعمل إيه؟ أروح فين؟أنا كنت لازم أعمل كده...كنت فاكر إني لما أحرق قلبه،
قلبي هيرتاح،بس أنا اللي اتحرقت!"
هبّ واقفًا فجأة، يصرخ بحرقة، وضرب صدره بقوة كأنّه يعاقب نفسه:
– آآآه... همووووت يا عالم!مش قادر، مش قادر!"
انهار على الأرض، ركبتيه ارتطمتا بالبلاط، وانكمش على روحه كجنينٍ محطم،
يتوسّل دون صوت، يتكسر داخله:
– حقك عليّا...حقك عليّا يا عمري، سامحيني... بالله عليكي سامحيني!"
انفجرت أنفاسه في بكاء هستيري.
رفع رأسه، وتمتم وهو يضرب رأسه بالحائط:
– أنا... أنا لا، مش أنا!هما السبب، هما اللي كسروني، هما اللي خلّوني مريض! أنا مريض بيهم، والله مريض...أنا كنت عايز أعيش بني آدم، كنت عايز أعيش زي البني آدمين!
بس هما ماكانوش عايزيني أعيش زَيّهم!
موتوني... هما موتوني!"
ظل يبكي، رأسه على الحائط، وجسده يرتجف.تمتم بانهيار:
– أنا مش بني آدم...أنا مش بني آدم.
أنا ميت، والله ميت...أنا هموت، يا رب، أنا مش هقدر!"الوجع اللي جوايا ماحدش يتحمله ماحدش يعرفه... ااااه يا رب مش قااادر.
اندفع فجأة نحو هاتفه، قبض عليه بيدٍ ترتجف، وكتب لها رسالة،كلماته مهزوزة، أصابعه لا تُمسك جيدًا،وحين انتهى...
رمى الهاتف بعيدًا،وانفجر في نحيبٍ مكتوم...نحيب كان يخرج من قلبٍ تمزّق حتى آخر وريد فيه.
سمعته من كتب عليها ان تكون الضهر والسند.. حال النديم وروحه..كانت "مهره" تجلس في غرفتها حين سمعت نحيبًا مكتومًا... صوتٌ تعرفه جيدًا، توأم روحها يبكي!
هبت من مكانها كالملهوفة، هرعت بخوفٍ وانقباض في قلبها، لتجد أخاها "نديم" جالسًا على الأرض، يطوّق وسادة ويكتم بها صوته، يحاول أن يُخفي انكساره، لكنه فشل.
ارتجف قلبها...
هذا ليس "نديم" الذي تعرفه!ارتمت عليه تحتضنه، فهو توأم روحها ..وعيناها تلمعان بالخوف:
– فيه إيه؟ مالك؟ مالك يا نديم؟ المفروض تكون مبسوط، إيه اللي حصل؟
انهار بين ذراعيها، يبكي كطفل ضائع، وراحت تمسّد على رأسه بحنان، علّها تطفئ النار التي في صدره:
– مالك يا قلبي؟ مش خلاص خدت حقك؟ المفروض تفرح، مش كده؟
ابتعد عنها بهدوء، سكونه مريب، نظرته تائهة. وقفت إلى جواره، تراقب سكون العاصفة داخله، تحاول أن تُخرج منه الكلام.
همس بصوتٍ غارق بالدموع:
– مبسوط؟ آه، مبسوط!عملت كل حاجة عشان أبقى مبسوط...بس مش مبسوط.
أنا موجوع، مدبوح من جوايا!
وفجأة صرخ، وركل المنضدة أمامه بقدمه، لتتناثر الأوراق والزجاجات.
اقتربت منه بسرعة، واحتضنته من الخلف:
– نديم... متخوفنيش، فيه إيه؟
ظل يبكي، يحاول أن يتنفس، ثم قال بصوتٍ مهزوم:
– فيه إني بقيت "جابر أبو الدهب"...فيه إني بقيت حقير في نظر أكتر واحدة حسستني إني بني آدم...أنا متّ يا مهره، مت من جوايا...أنا بقيت شيطان، وجابر عملني شيطان.طول عمرك تقوليلي خاف على قلبك، خاف من الانتقام،بس أنا ماخفتش...
سبت نفسي لشره، ووقعت، وغرقت فيه.
آه يا رب، كتير عليا..."
ربّتت عليه، فنظر إليها، ثم مال على كتفها واستند، كأن جسده لم يعد يقوى على الوقوف.فحاوطته بيديها.... شرع يحكي، يحكي ما فعله، وكأن الكلام يقتله من جديد.
ابتعدت عنه فجأة، وجهها شاحب، قالت برعب:
– نهار اسود!اتجوزتها يا نديم؟اتجوزت بنت عمك؟ ورميتها؟
بلع ريقه، تلعثم وهو يحاول الدفاع عن نفسه:
– لا، لا... لا والله!اتجوزتها، آه، بس ما رمتهاش!أنا ماقدرش أرميها، دي روحي، دي وجد! اللي خلتني احس اني بني
ادم يا مهره وأنفع ابقي زي الناس.
هزّت رأسها بحسرة:
– لا يا نديم...ما تضحكش على نفسك،
إنت ما اتجوزتهاش عشانها،إنت خدت خطوة دي عشان توجع أبوها!
صرخ بألم:
– آه، خدتها منه!هو ما يستاهلهاش!
نظرت إليه بذهول:
– وانت تستاهلها يا نديم؟انت بعد اللي عملته، شايف نفسك تستحقها؟فاهم انت عملت إيه؟
صرخ بصوتٍ مبحوح:
– عملت، آه...بس هو السبب!قوليلي كنت أعمل إيه لما حسّيت إن بنته في إيدي؟
جابر يا مهره! جابر!"
اقتربت منه والدموع تملأ وجهها:نظرت اليه بوجع وصرخت ....
– جااااابــــر؟!مش بنته يا أخي.. مشكلتك إنك عمرك ما شفت غيره!مشكلتك إنك شفتها "بنت جابر"، مش "وجد"! إنت قتلتها يا نديم...إنت موتت بنت بريئة مالهاش ذنب،...يا تري عامله ايه. ليه كده انت عملت زيهم. بتكمل عليها!ليه مش كفايه احنا ميتين ليه حرام عليك دانا قلبي محروق كفايه ظلم بقه... حرام، والله حرام!
صرخ بها وهو ينتفض:
– قلتلك هروحلها!هقولها إننا متجوزين رسمي، باسم نديم عمران مش نديم الديب!
هيا طيبة وهتفهمني!هتفهم إني مريض، ومش طبيعي،هتفهمني من غير ما أتكلم... هيا بتحس بيا!
نظرت إليه دامعة:
– طيبة؟!انت مخلول يا نديم؟فاكرها طيبة يعني هتنسى؟هي مش فاهمة حاجة!إنت قتلت روحها وقلبها،إزاي تتوقع تسامحك؟
إزاي؟
صرخ ...مانا قلتلها انها مراتي وهتفضل مراتي وهرجع ....يا مهره انا مش غدار زيهم ولا يوم فكرت الا انها تكون ليا وخدتها وكتبت عشان عارف ابوها استحاله يدهالي ..اه فكرت الف مره اوجعه بيها وهعمل كده بس هيا في الاخر بتاعتي حبيبتي ..يا مهره اخوكي مش طبيعي لما جابر بيخش دماغي بنسي كل حاجه ..انا هروحلها واوطي علي رجليها ابوسها انا لما اروح هفهمها هيا بتفهمني من غير حاجه .
صرخت .. تفهم ايه انت دخلت في سكه الشيطان والكل اندبح والغلبانه مالهاش ذنب .انت ازاي كده ..انت بتحبها انت مصدق نفسك انت قلبك ده حجر يا نديم حجر.بقيت الضحيه التالته ..شجن وانا ووجد ..عارف يا نديم .،هيا اكتر حد محتجالك ومعهاش حد انا معايا نفسي وانت واختك انا معاكم كلنا بنداوي بعض ..قولي هيا مين معاها ..هاه مين ..جابر الجاحد ..دا عايز يموتها فاكرها عار ..ولاد عمها اللي مابيحسوش .،قولي لا اب ولا ام وحبيب غادر ..يا خساره يا نديم يا خساره . انت دبحتها انا قلبي بيوجعني حاسه بيها عمرها ماهتسامحك.
صرخ كالمجنون:
– هتسامحني! بتحبني!إنتي ما تعرفيش الحب،بطلي تقتليني بالكلام!وجد مش زيك، وجد بتحس، وجد قلبي! إنتي غير، متقسيهاش على نفسك!
نظرت له بعيون تلمع، وابتسامة حزينة:تشعر بقلبها يتمزق...
**– أيوه... أنا غير زي ما بتقول...وأهو برافو عليك، صدقت نفسك.بس أنا مش هقدر أشوفك بتكمل على قلبها،أنا قلبي وجعني بجد.عيشه بقت سوده كاتمه علي نفسنا "
تركت الغرفة، وتركته مع ألمه.وقف وحده، كأن روحه تستعد للرحيل،صرخ بأعلى صوته: وروحه ستصعد الي خالقا .. ... لااا وجد بتاعتي واخدها وماحدش هينطق اه انوجعت بس – بتاعتي!غصب عني!غصب عني وجد لازم تبقى ليا!لازم جابر يركع لي، لازم يعرف مين هو نديم!
…
في بيت "أبو الدهب"،كان جابر يثور كالعاصفة،يصرخ كالمجنون،الجد يجلس باكيًا، عاجزًا،أما "الأسمر"... فارس العائلة،
فقد كان في حالٍ آخر.
دخل حجرته، وراح يدور حول نفسه كذئبٍ جريح. دورت عليهم في كل حته.. ماخليتش مكان أعمل إيه اجيبها منين هتجنن دماغي هتشت مني خلاص...
اغمض عينه بوجع.. صور "مهره" تمر أمام عينيه...ضحكتها... صوتها... كلامها.ضرب الحائط بيده، صرخ:
– كانت بتضحك عليّا؟!مشاعرها كانت كذب؟ بس استحالة... استحالة أكون غلطت!
إزاي؟!إزاي لفت عليا كده؟!خدعتني بلُعبتها،وحسّستني إني ولا حاجة! أتاريها كل شويه مش ليك مش ليك.. عارفه هيا
بتعمل إيه...
بتكرهني بتكرهني صوح وتكره الكل... كان يدور كالمجنون.. بس لا لا والله كت بين يدي حرمه تشيط الجته... صرخ بحرقه.. هتجنن هتجنن... كل ده كدب كدب وإلا مش طين علي أيامي... طب لو مش كدب يبقي إيه يبقي إيه...اجيبها منين... كان عقله يرفض بشده إن لايكون بداخلها شيء له
مسك هاتفه، اتصل بها.... . لا رد.جن جنونه، كتب لها رسالة:
– لو فاكرة إنك ضحكتي على أسمر أبو الدهب...تبقي غلطانة!حجي هاخده، حتى لو عدى عمر!هجيبك يا مهره... هجيبك!
رمى الهاتف، وصرخ من أعماق قلبه...صرخة رجلٍ فقد نفسه، رجولته، وكبرياءه.كل ما شعر به كان حقيقًة...والأصعب من الخداع؟
أن تُكذب مشاعرك.
كان جالسًا في عتمته، يراقب الهاتف بصمتٍ متوتّر، لا يعلم أهو ينتظر ردًا… أم يتمنى ألّا يأتي.وفجأة، اخترق السكون صوت الرسالة.
انتفض من مكانه، وكأن تيارًا كهربائيًا ضرب جسده.
ركض للهاتف، فتحه بعنف…وما إن قرأها، حتى اشتعل عن آخره.
كانت رسالة من "مهره"،لكنها لم تكن مثل أي رسالة. كانت صفعة. طعنة.خنجرًا مزّق ما تبقّى من قلبه.... ليقوم مهتاجا يشعر بالجنون يطيح بكل شيء عندما....
يلا هو ابن حلال ويستاهل التسلخات.. شالله عروقك تبقي فرافيت يابن أبو الدهب. بنتنا علمت عليه يا عيال.. المهره القمر.. يا تري قالت إيه والا عملت إيه.. سانام سعيده قريره العين 😅😅😅.. اتفاعلو في ايامكو ال.... 😅😅😅مش هقول الزرقه...
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم