رواية ليتك كنت سندي الجزء التانى الفصل الثامن و الثلاثون بقلم اسماء عبد الهادى
تململ في فراشه ومن ثم فتح أعينه ببطىء بعدما نعم بنوم هادئ وعميق وكأنه لم ينم في حياته قط
ليجد كراميلته تتطلع في عينيه بحب وما إن انتبه لها تحدق به ..حتى أخفضت هي عينيها حرجا منه ..فلقد انتهزت فرصة نومه لتتفرس في ملامحه عن كثب
ابتسم لفعلتها فهي مازالت تخجل منه بعد أن أصبحت زوجته بالفعل
ليردد بهيام يقفز من عينيه
_صباح الهنا على كراميلتي القمر دي
شعرت بسعادة الدنيا بأكملها وردت عليه بحب هي أيضا
_صباح النور يا حبيبي.. نمت كويس!!
_الا نمت كويس .. أنا حاسس إني مكنتش بنام قبل كدا ...وجودك جنبي خلى كل حاجة في حياتي ليها طعم تاني
عانقت عينيه باستمتاع بتلك الكلمات الرقراقة ...ليذوب هو في سحر عيونها والتي ترسل له أسهم تخترق قلبه مباشرة فيذوق بها عشقا
_أنا بحمد ربنا على جنته اللي وهبهالي في الأرض ... انتي جنتي يا سها .. ربنا يخليكي ليا ويباركلكي فيكي يارب
قالها وهو يقبل جبينها بامتنان وشكر للمنان الذي وهبه زوجة تقر بها أعينه وتطيب بها معيشته.
🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰
استيقظت مبكرا كعادتها لتنظر لتلك الصغيرة التي تغط في النوم فمسدت على شعرها وطبعت قبلة حانية على جبينها ...ثم نظرت الى الفراش المقابل ظنا منها أن آدم ما زال نائما لكنها وجدت مكانه خاليا ..فتصاب بالخجل من فكرة كونه رآها وهي نائمة تخضب وجهها بالحمرة ..ومكثت محرجة في الفراش لبضع دقائق قبل أن تغادره بعد ان اقنعت نفسها بأن هذا شىء عادي فهو رآها مرارا في المشفى وهي نائمة .
قررت ان تنهض من فراشها لتنعم بحمام منعش ومن ثم تحضر طعام الفطور لأيسل وبالطبع لآدم فمن سواها سيفعل ذلك ....لكنها استغربت أين ذهب هو
دلفت أولا لغرفة نومها لتختار ما سترتديه ..ومن ثم دلفت للمرحاض الملحق بالغرفة
ما ان انتهت من حمامها المنعش ومشطت شعرها وربطته على هيئة ذيل الحصان المحببة لديها ثم خرجت لتشم أنفها رائحة ذكية فتوجهت مباشرة للمطبخ لتجد آدم يقف في المطبخ يصنع بنفسه طعام الإفطار ويبدو أنه متمكن من ذلك فالرائحة لا تقاوم.
لذا هتفت بحرج لأنه يقف بالمطبخ بدلا عنها
_يا خبر يا دكتور .. حضرتك بنفسك اللي بتعمل الفطار ..طب كنت صحيتني وأنا أعمله لحضرتك.
التفت اليها ببسمة صافية على صفحة وجهه _صباح النور يا رهف ..معرفتيش تنامي ولا متعودة زي على الصحيان بدري!
أجابته وهي تتقدم نحوه
_ايوة فعلا انا متعودة أصحى بدري... اتفضل انت أقعد وأنا هحضر الفطار.
وضع ما كان يعده على الطاولة الخشبية التي تتوسط المطبخ
_أنا خلاص خلصت تعالي يلا إفطري معايا
تحرجت رهف أن تجلس معه وحدها على طاولة طعام فقالت بتلعثم
_أنا هعمل الشاى ... حضرتك بتحب تشرب ايه شاي ولا قهوة ؟
ضحك آدم وأشار بيده إلى القهوة التي يعدها على الموقد أمامها
_ما أنا خلاص عملتها ... اللي واخد عقلك يارهف القهوة قدامك على النار أهي.
حملقت بالقهوة باستغراب فهي حقا من ارتباكها من وجودها معه بمفردهما لم تنتبه لها فتنحنحت بحرج
ليهتف هو بعد أن أطلق ضحكة هادئة
_تعالي أقعدي يارهف.. أنا مش بعُض على فكرة... بعدين المفروض تكوني انتي متعودة عليا ...مالك بس بتتعاملي كأني واحد غريب وكمان لسه بتناديني بدكتور ... بزمتك يا شيخة في واحدة تنادي زوجها دكتور؟
سقّت رهف أسنانها وابتسمت بسخافة من نفسها فهي في السابق كانت تتعامل معه ببساطة فلما الآن تتكلف معه الى هذا الحد؟.
أشار الى الكرسي جواره لتجلس لتشاركه فطوره .. ومن ثم وضع أمامها طبق البيض الذي أعده
_ دوقي عمايل إيديا ... بس متضحكيش عليا ... كنت بتعلم شوية حاجات كدا من سها
اقتربت من الكرسي وجلست بهدوء شديد
_حاضر هدوق ..طعمه باين من ريحته ..ريحته تجنن شميتها وأنا في الأوضة..
أخذت لقمة صغيرة في فمها لمتضغها بإعجاب شديد
_اممم حقيقي تسلم إيدك يا دد... قصدي .يا ...آدم البيض طعمة جميل جدا
ابتسم لها
_طيب الحمد لله مضيعتش عليكي الفطار
شرع في تناول فطوره ليلحظ أنها لا تأكل
_ايه تاني مش بتأكلي ليه؟
_مش عايزة أيسل تزعل لما تعرف اننا فطرنا وسبناها .
نظر لها بإعجاب لإهتمامها بابنته
_لا اطمني أيسل مش هتأخد بالها بالموضوع ده ...ده غير ان سها معوداها على الفطار متأخر فعلى ما تصحى وتبتدي تطلب أكل هتكوني جعتي وممكن تأكلي معاها تاني .
لوت رهف شفتيها
ليضحك هو
_اه صح نسيت إن أصلا أكلتك خفيفة وبتأكلي بالعافية ..وكل خناقات مامتك معاكي علشان الأكل .
هزت رأسها بتأكيد ما يقوله ورددت بأسف
_ماما مش بيعجبها أي حاجة أنا بعملها أصلا ...وعلطول تغصبني على إني أعمل اللي هيه عيزاه وأنا بحاول على قد ما أقدر معصيش أوامرها
نظر لها نظرة ذات مغزى
_امممم ... زي مثلا غصبتك على الجوازة دي مش كدا .
ابتلعت رهف ريقها فأمها حقا هددتها كي توافق على الزواج منه
ففتحت فمها لتردد بتلعثم بغية ألا تغضبه إن علم أنها مجبرة على الزواج به
_مم .. ما أنا قلت لحضرتك إني مش عارفة أنا عايزة ايه.
هتف بحدة
_جاوبي بأه أو لا ...
عضت على شفتها السفلى وهتفت ودموعها على وشك الهطول فهي ظنت أن آدم غاضب لأنها تزوجته رغما عنها
_أنا قلت لحضرتك إني كنت رافضة فكرة الجواز نفسها لكن الكل شجعوني إن حضرتك غير وو..
قاطعها ليهتف بحدة أكثر من سابقتها ونهض من مكانه
_رهف قلتلك جاوبي بأه أو لا ..وبس ..مامتك غصبتك على الجوازة دي وهددتك كمان صح ولا أنا غلطان؟
عند تلك النقطة سقطت دمعات رهف وهتفت بلوعة
_صح يا دكتور ... أنا أسفة أوي .. أنا ..
أغمض آدم أعينه بضيق ومن ثم جلس مكانه ثانية وهتف يؤنبها
_ليه كدا يا رهف... ليه تتجوزي غصب عنك ... ليه مرفضتيش وصمتتي على الرفض طالما مش عايزة ده ... ليه كل مرة تُجْبَري إنك تعملي حاجة إنتي مش عايزاها لمجرد ترضي أهلك... أنا كنت شايف فيكي حاجة مش طبيعية بس أنا قلت أكيد التجارب السابقة مخوفاها وخايفة تخوض التجربة من تاني... متوقعتش إنك هتفضلي سلبية بالشكل ده.
أخفضت رهف رأسها بقلة حيلة لا تدري ما تقوله فلا حيلة لها من أي شىء في أمرها ..صمتت تستمع تأنيبه باستسلام تام
ليردف هو كلامه مغتاظا منهت
_إخواتك كان رأيهم ايه معقولة مفكرتيش تستعيني بيهم ..ولا هما كمان أجبروكي على الزواج مني .
ضمت رهف شفتيها بأسف
ليردد هو
_ردي على سؤالي يا رهف
تنهدت بصوت مسموع فها هي الزيجة الثالثة لها على وشك الانهيار أيضا ، هي متأكدة أن آدم لن يسمح بأن تكون مجبرة على شىء وسيُسرحها حتى تكون بكامل حريتها
ليهتف بغضب بعد أن فهم أن إخوتها أجبروها على ذلك أيضا
_كمان !!!.كمان ماجد وماهر ..غصبوكي على الجواز ..أنا مش فاهم ليه بيعملوا معاكي كدا ..أنا عارف إنهم ممكن شايفني الشخص المناسب ليكي بحكم اني ساعدتك لكن مش مبرر على انهم يجبروكي على حاجة انتي مش عايزاها... كان بإمكانهم يعطوكي الوقت اللي انتي محتاجاها علشان تفكري... أنا كنت هقدر ... كنت متأكد انك هترفضي لإني أكتر حد عارفك وعارف بتفكري إزاي .. علشان كدا كنت هكرر طلبي مرة واتنين لحد ما تأخدي قرارك الصح ....بس في الاول والآخر انتي اللي غلطانة انك بتسمحي لهم إنهم يغصبوكي على حاجة مش عايزها.
قالها وتركها ذاهبا من أمامها بعد أن أغلق الموقد على القهوة التي على ما يبدو أن لا أحد سيتذوقها .
في حقيقة الأمر لم يكن حزينا منها بقدر ما هو حزينا عليها .. كيف له في كل مرة أن يراها قليلة الحيلة في حياتها هكذا ... هو يتمنى لها حياة كريمة سواء معه او مع غيره المهم أن تكون حياة متوازنة حياة تكون هي الوحيدة المتحكمة في قراراتها ...لا يريدها أن تعيش تابعا او مفعولا به طوال حياتها .
أسماء عبد الهادي
لم تستطع رهف أن تلومه على اي قرار سيتخذه فهي الملومة الوحيدة
لذا بقيت مكانها منتظرة القرار الذي سيتخذه بشأنها ....وايا كان هو ،فلن يكون أقصى من سابقيه ...لا تدري لوهلة ظنت أن حياتها معه سيكون أفضل مما سبق وخاصة أنه بطبعه لين هين معها ... أحبت صحبة ابنته واحبت فكرة كونها ستكون أما لتلك الطفلة اللطيفة ...لكن هكذا الدنيا لا تدوم أيامها الجميلة وسرعان ما تصفعها بمرارتها بسرعة قبل أن تتمتع بما هو جميل فيها .
💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔
أسماء عبد الهادي
اقتربت منه تداعب أنفه بإصبع سبابتها تريد أن توقظه فهي كلها حماس لأخذ جولة في تلك القرية السياحية التي طالما تحلم بها .
لذا لم تستطع الانتظار بغرفتها أكثر وتود الخروج والاستمتاع بوقتهما معا.
حرك رأسه بانزعاج وأصدر همهمة وهو مازال نائما مغلق عينيه لم يفتحهما بعد
كررت المحاولة عدة مرات إلى أن شعر بالضجر وفتح أخيرا أعينه وتحدث وهو يتثائب
_مممم في ايه يا حبيبتي بتصحيني ليه ؟
ابعدت عنه غطاءه قليلا وتحدثت بحماس
_حبيبي قوم يلا إحنا هنقضي شهر العسل نوم ولا ايه ؟
_لا طبعا بس خلينا النهاردة في اوضتنا هنا ومن بكرة ..هننزل نتفسح براحتنا زي ما انتي عايزة .
تحدثت بدلال وصوت طفولي
_ماهر .. علشان خاطري يلا ننزل بقا انا متحمسة أوي.
_حبيبة قلبي والله اوعدك هعملك جولة في شرم كلها وهفسحك في أماكن هتعجبك اوي ... بس خلينا النهاردة مع بعض .
مدت شفتيها لأسفل وبدا عليها الضيق كوسيله لجعله يوافق على ما تقوله ..لم يستطع أن يكون سببا في حزنها ولم يتحمل أن يرى تلك العيون بلون الكراميل يطفأها ذاك العبوس فرضخ لطلبها مستسلما ومد ذراعه يحيط عنقها
_حبيبتي مقدرش على زعلك مني أبدا ... حاضر هننزل النهاردة بس نطلب أكل الأول ولا إيه
اتسعت ابتسامتها وحركت رأسها بفرحة عدة مرات تعبيرا على الموافقة
فأمسك بالهاتف يطلب الطعام وتوجه إلى المرحاض ليشرع في أخذ حمام دافئ استعدادا للخروج .
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
وجدها تعد نفسها استعدادا للخروج بينما هو ما زال يعاني من آثار تعب يوم أمس والأيام السابقة في معاونة ابنه على تشطيب شقته لذا هتف بتعجب بينما يتثائب بنعاس
_بتعملي ايه يا ولية ع الصبح ..ورايحة فين كدا!!
أجابته وهي تنظر للمرآة وتكمل لف حجابها
_رايحة يا خويا أطمن على البت ... قوم انت كمان هز طولك وجهز نفسك خلينا ننزل .
كشر بوجهه وهدر بها
_ننزل نروح فين الوقتي يا ولية يا مجنونة انتي
_الله يا راجل ما انا لازم اطمن على البت مش هسيبها تتوكس للمرة الثالثة ..يا خويا ده أنا كنت أروح فيها .
ابتسم لها ساخرا رافعا شفته العليا
_وهتروحي تعمليلها ايه بقا ان شاء الله ... ده انتي مش متخصصة غير في انك تسمي بدنها كل شوية بكلامك اللي زي السم
زمت شفايها بضيق من كلامه فهي ترى أنها تفعل الصواب معها دائما
_أومال عايزني أسيبها على دلعها وعبطها ده ...ده العبيطة دي كانت رافضة دكتور آدم... شوف بنت العبيطة ..بترفض النعمة بإيديها لولا اني غصبت عليها أنا وأخواتها علشان توافق .
كان يسمع تلك الكلمات لأول مرة ..فشعر بالانزعاج وظهر جليا على تفاصيل صفحة وجه ليهب من نومه قائلا بغضب
_بتقولي ايه؟؟؟ غصبتوها... ازاي الكلام ده .. وأنا آخر من يعلم والله عال... هوا فين الزفت ماجد انا ليا كلام تاني معاه .
زفرت سوسن بضيق من تصرفات زوجها ولامت نفسها لأنها أخبرته بذلك فهو وكما تقول عنه دائما يحابي لصف ابنته دوما ... لكنها على أي حال لم تهتم وأكملت إعداد نفسها لتذهب لابنتها.
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼 أسماء عبد الهادي
ظلت على وضعها تنتظره لتسمع قراره لكن طال انتظار وربما مضت أكثر من ساعتان وهي على هذا الوضع ...نهضت من مكانها وعزمت هي على أن تتحدث معه وتشجيعه على أي قرار سيتخذه فهي لم ولن تبالي بالأمر أولا خطأ إخوتها وثانيا خطئها هي كما يقول آدم ...استقامت في وقفتها وحاولت إعادة الأطباق الى مكانها بعدما قامت بتنظيفها جيدها فهي إن تركت المنزل فلن تتركه غير نظيف
أنهت ما تقوم به وأخذت نفسا عميقا خرج معه كل ما تشعر به من اختناق وضيق مما يحدث لها معاهدة نفسها بأنها ان تطلقت من آدم فلم تتزوج مرة أخرى ما دامت على قيد الحياة ..فعلى ما يبدو أنها ليس لها نصيب في ذلك ...لامت إخوتها في نفسها فحياتها كانت مستقرة وراضية مما هي به لماذا أدخلوها ثانية في دوامة أخرى لا قبل لها به
التفتت لتغادر المطبخ لتجد آدم أمامها يرمقها بوجه خال من التعابير
فتنهدت بخفوت ومن ثم تحلت بالشجاعة لتتحدث
_دكتور آدم ... أنا كنت.. عايزة...
أشار لها آدم بهدوء لتجلس الى الطاولة ليتحدثا ثانية
_اقعدي يا رهف عايزة أقولك كلمتين
ابتلعت رهف ريقها رغم انها شبه متأكدة مما سيقوله فجلست بهدوء
تحدث آدم بجدية شديدة واختفت تلك البسمة التي كان يحاول ألا يريها سواها
_رهف عايزك تنسي اننا اتجوزنا وهسألك من الاول تاني ...انتي موافقة على الجواز مني ولا لا ؟؟
طالعته بدهشة فما هكذا كانت تنتظر أن تسمع
ليردف هو
_هقولهالك بمعنى تاني... انا بخيرك بين إننا نفضل متجوزين او ننفصل ...كل ده حسب راحتك أنا مش عايزك تكوني مغصوبة على حاجة انتي مش حاباها ... القرار ليكي ... تحبي تجاوبي دلوقتي ولا هتفكرى؟؟
أجابته بسخرية من حالها
_حضرتك القرار مش ليا دلوقتي خلاص ..
تنهدت قليلا ثم أردفت
_تفتكر لو اخترت قرار الانفصال ورجعتلهم تاني يوم من الفرح ...ده هيكون الحل المناسب؟؟ ...دي كانت ماما ماتت بحسرتها... وبابا النكد كان هيلازمه طول حياته صدقني قرار الانفصال مش هيشكل اي فارق معايا ..لإني جربته قبل كدا ومعتقدش المرة دي هيكون أصعب من اول مرة فعادي يعني ... يمكن أنا رضخت لطلبهم علشان شفت انهم قد ايه واثقين في حضرتك وانك أكتر حد مناسب ليا وعارف حالتي وكل حاجة عني فشايفين ان حضرتك هتكون عوض ربنا ليا بعد اللي شفته ..لكن هل أنا مناسبة لحضرتك ده السؤال اللي كنت بسأله بيني وبين نفسي... ليه أنا، ليه اخترتني أنا ... أنا واحدة خارجة من تجربتين ألعن من بعض... الكل بيقول عليا إني ساذجة وعبيطة واني ممكن ينضحك عليا بسهولة ..او اتخذ قرارات مش صح ...ومكملتش دراستي الجامعية.. فليه اخترتني أنا يا دكتور غير دافع الشفقة او رد للعرفان علشان إنقاذ سها؟؟ فلو كان أي دافع من دول فأنا مش موافقة أكمل أنا أسفة أوي .
قالتها ثم أخفضت رأسها لأسفل تضغط على طرف ملابسها تنتظر قراره
ليهتف هو بصدق
_وليه متقوليش إني شفت الايجابيات اللي فيكي أكتر من السلبيات اللي ممكن تتعالج ؟؟
رهف انتي بنت طيبة وبراءة قلبك هيه اللي بتخلي الناس تفكر انك ساذجة لكن انتي في الحقيقة انا شايفك غير كدا ... انتي بتحملي كل الصفات اللي أي راجل ممكن يطلبها في شريكة حياته اخترتك علشان أخلاقك وتدينك واعتقد انك هتكوني الزوجة الصالحة ليا وأم تانية لبنتي اقدر ءأتمنك عليها ... عاهدت نفسي قدام ربنا اني هكون عند حسن ظن اهلك فيا واكون العوض ليكي.. هحاول أخليكي أسعد زوجة في الكون .
رفعت بصرها تنظر له بزهول فهكذا يراها؟ فالجميع يراها لا تصلح لشىء .. ظنت أنها ستكون عبئا عليه وربما حملا ثقيلا زاده على حمولته ..لذا كانت لكلماته أثر كبير في نفسها
رمشت عدة مرات تستوعب جميل ما يقوله بحقها فتبسم ضاحكا وقال بنبرة تشوبها بعض الصرامة
_بم اني عرفت خلاص جوابك وانتي عرفتي جوابي ...فاستعدي للي جاي يا رهف .
فتحت فمها باستغراب من تحوله ونطقت بتيه
_ها
هتف وهو مازال محتفظا بصرامته
_الأول قبل ما نبدأ حياتنا مع بعض لازم أعالج السلبيات اللي هتوديكي في داهية دي وتتعلمي من اول وجديد إزاي تأخدي قرارك بنفسك وتقوي شخصيتك الضعيفة دي . فاستعدي لإني مش هكون دكتور آدم اللي عرفتيه قبل كدا .
حملقت به عدة مرات لا تفهم ما يقوله ولا ما ينوي فعله لتجده يبتسم لها بابتسامة عريضة لم تريحها فتوجست في نفسها خيفة مما هو مقدم على فعله.