رواية رحلة زينة الفصل الثالث بقلم ياسمين طارق
| تاني يوم |
"صحيت وصليت الصبح وطلعت افطر مع عيلتي، وفضلنا نتكلم سوا مع بعض، فعرفكم افراد عيلتي اللي هما اخواتي، اول واحدة هي مريم 19 سنه اصغر مني ب3 سنين وبتدرس في كلية تجارة، تاني واحد كان دياب 15 سنه في تالتة اعدادي يعني شهادة وربنا معاه، اخر العنقودين توأم بنت وولد ريان وليان 10 سنين ودول يعتبر دوشة البيت بس بحب خناقهم دايمًا سوا، يلا نسمع سوا حوار العيلة الكريمة."
ابو زينة: صباح الخير يحبايب ابوكم، هاا هنحكي في اي انهاردة؟
مريم اخت زينة: انهارده عندي محاضرات كتير اوي بجد، اكتر يوم مليان هو انهارده، فكنت عايزة منك يبابا مصروف زيادة شوية عشان عايزة اجيب حاجه وانا راجعة لو ممكن يعني.
والد زينة بص لمريم: عايزة كام يا مريم قولي؟
مريم وهي بتاكل: يعني ٢٠٠ جنيه حلوين ولو مثلًا ١٠٠ زيادة يبقى كتر خيرك .
ابو زينة: مش كتير شوية؟
مريم بصت لبباها وقالت: اصل يعني في كتاب كده عايزة اجيبو، وطول اليوم هبقى في محاضرات فهجيب اكل مع صحابي .
ابو زينة: تمام، بس الكتب كترت اوضتك ناقصة تتفتح مكتبة من اللي فيها، على العموم اتفضلي الفلوس اهي 'وخرج الفلوس وعطاها المبلغ' .
مريم باست بباها وقالت: تسلملي يارب، هروح البس بسرعه وانزل بقى عشان متأخرش .
مامت زينة: وانا مليش بوسة يعني؟
مريم ضحكت وراحت باستها وقالت: ده انتي ست الكل لازم ابوسك طبعا .
وراحت مريم تلبس عشان تنزل، وبابا بعدها وجِه كلامه لدياب: وانت يا اخ دياب، عندك اي انهاردة .
دياب اخو زينة: انا عندي تلات دروس، انجليزي ودراسات ورياضة كمان، والتلاتة ورا بعض وعايز فلوس السنتر بعد اذنك يعني .
ابو زينة: وطبعًا المادة ب١٠٠ صح كده؟
دياب بص للطبق وقال: ايوة صح .
ابو زينة: اتفضل يا اخ دياب، ٤٠٠ اهو بس هاتلك اكل سامعني؟
مامت زينة: اسمع كلام ابوك، الا انت شوية وتختفي ومحدش هيشوفك في البيت بعد كده برفعك ده، مش عارفه طويل على اي .
دياب بضحك: حاضر يا ست الكل .
"وضحكنا كلنا على رد دياب وخرجت مريم من اوضتها وهي سامعة كلام مامتها وضحكت هي كمان، واستأذنت ونزلت للجامعة."
بابا وجِه كلامه للتوأم: وانتو يا مشاغبين البيت، اي الجديد احكو .
التوأم ريان وليان اخوات زينة "ريان" : انا يبابا امبارح جبت درجة حلوة في المدرسه لكن ليان مجابتش "وطلع لسانو لليان"
مامت زينة: وانتي مجبتيش درجة حلوة ليه يا ليان؟
ليان ربعت ايدها وقالت وعينها في الارض: لا جبت بس اقل من ريان بدرجتين بس مش وحش اوي يعني "وعينيها اتملت دموع" .
ابو زينة: مينفعش تغيظ اختك كده، ده بدل ما تشجعها وتخليها شاطرة زيك؟ انا كده زعلان منك يا ريان .
ريان حس بالذنب ان اخته زعلانه منو، طبطب عليها وحضنها وقالها: خلاص يا ليان متزعليش، انا هبقى اذاكر معاكي وهتبقي اشطر مني المرة الجاية .
ابو زينة: ايوة برافو عليك، لازم تشجعو بعض في كل حاجه، لان انتو ايد واحدة وفي نفس السنة مع بعض يعني محدش يغيظ التاني عشان درجات سامعين؟
ليان وريان ردو في وقت واحد: سامعين يا بابا .
مامت زينة: يلا قومو اجهزو عشان المدرسة .
ابو زينة: وادي مصروفكم اهو، ٢٠ جنيه ليك يا ريان و٢٠ جنيه ليكي يا ليان يلا .
"قاموا باسوهم وجريو يلبسو وبعدها متفضلش غيري."
ابو زينة: يا هلا ببنتي الكبيرة، مش سامعين صوت ليكي خالص، في حاجه حصلت؟
زينة بإبتسامة: أبدًا يحبيبي، بس انا نازلة انهارده يعني افُك عن نفسي شوية .
مامت زينة: امبارح لما جيتي حسيت انك مضايقة، احكي لو في حاجه حصلت معاكي يبنتي .
زينة: لا خالص يماما بس امبارح كنت في الكافية المفضل ليا اللي قولت عليه قبل كده، فكنت واخدة نوت ليا اكتب فيها قدام البحر عشان الكافية نحية البحر، فنسيت النوت بتاعتي على الكرسي هناك فهروح اجيبها وبفكر بعدها اروح المكتبة اقرء كتاب كده واجي يعني مش هتأخر، ده بعد اذن حضرتك يا بابا واذن حضرتك يا ماما .
"ابتسمولي ووافقوا انزل لان عارفين اني لسة بتعافى من العلاقة الي طلعت منها، قومت لبست وجهزت نفسي ونزلت."
"ركبت المواصلة ووصلت عند الكافية بالظبط، ودخلت اسأل عن النوت تبعي."
| في الكافية جوا |
"لمحتها وهي نازلة من العربية، وعرفت انها اكيد جاية عشان النوت بتاعتها، بيني وبينكو مش عايز اديهولها مع اني مقربلهاش حاجة عشان اخد حاجه مش بتاعتي، بس انا مصدقت ان في ايدي حاجه ليها ومن جمالها، لحد ما جت وقفت قدامي وسألتني."
زينة: السلام عليكم، حضرتك انا كنت هنا امبارح ونسيت النوت بتاعتي وفيها حاجات مهمة، فحضرتك مشوفتهاش او اي زميل هنا لحضرتك شافها وشالها؟
"كنت هطير من السعادة عشان واقفة بتتكلم معايا، ماشاء الله صوتها يخطف القلب زي جمالها ورقتها، سرحت فيها وقُلت لنفسي 'يا ليتني لها، ويا ليتها لي' بس فوقت من تخيلاتي ورديت عليها."
_احمم، ايوة .. ايوة حضرتك انا .. انا شوفها امبارح و .. واخدتها يعني اشيلها عشان محدش يشوفها وياخدها ثواني .. ثواني اجيبها لحضرتك .
قولت لنفسي وانا داخل اجبلها النوت: انا اي الهبل اللي بعملوا ده ! مش لدرجة اتلجلج في الكلام قدامها هتفكرني اي هي دلوقتي؟ غبي .
"دخلت جبتلها النوت بتاعتها، وانا بصراحة بيني وبينكوا مش عايزها تاخدها، مصدقت بقى بين ايدي حاجه منها، عقبال ما اشيل عيالها يارب، انا كده هتجنن لازم اخرج اديهالها بقى."
خرجت اديها النوت وقولتلها: اتفضلي حضرتك .
قالت: شكرًا، كنت عايزة المشروب المفضل ليا بعد اذنك .
قولتلها بإبتسامة: تحت امر حضرتك .
| عند زينة |
"اخدت النوت وروحت قعدت قدام البحر، وخمس دقايق بالظبط لقيت الطلب بتاعي وصل شكرته ومشي، مش عارفه ليه حسيت بشعور غريب نحيتو، برغم اني هنا بقالي كتير ومعرفش هو مين ولا اي حاجه عنو."
وقولت لنفسي بستغراب: بس في ناس كتير غيرو هنا ليه هو الي روحت سألتو؟ واشمعنا هو الي اخدها؟ وليه فضلِت معاه يوم كامل؟ وليه بسأل نفسي الاسئلة دي! هتجنن انا عارفة، انا هتجنن قريب .
"مركزتش في الي حصل، وفتحت صفحة جديدة وانا بفكر اكتب اي المرة دي، ففكرت وكتبت الآتي:
أشعُر بشيءٍ عجيب! لا أحتاجُ للتفكير عن هذا الأمر ولكن! لا أدري ما هذا الشعور، يحدُث لأولِ مرة داخلي، هل هذا حقًا حقيقي؟ أن أُشغِل عقلي في أشياءٍ عجيبة! يبدو أنني لم أُعجب بِه أليس كذلك أيُها القلب؟
"مفهمتش حاجه صح؟ ولا أنا فاهمة الي بيحصل، بس الغريب ان قلبي بيدق جامد لما بلمحو قدامي، الا تكوني وقعتي يا زينة! لا! لا وألف لا مش هيحصل تاني، انسي."
"طلبت الحساب والمرة دي اتأكدت اني مش ناسية حاجه، وخرجت برا الكافية، وروحت قصاد البحر مباشرةً وقعدت وانا بتنفس بصعوبة، مشاعري متلخبطة، ودماغي فيها مليون سؤال على الي حاسة بيه."
"حطيت راسي بين رجلي وحاوطت جسمي بإيديا، لكن سمعت صوت قطع افكاري."
_احمم، ممكن اقعد جمبك؟
بصيت لمصدر الصوت وقولت بإستغراب لنفسي: اي ده! ده هو! اوافق ولا موافقش؟
وبدون تفكير قولت: اتفضل !
"لقيتو قعد جمبي بس بعد عني بشوية وهو متوتر، وحسيت انه عايز يقول حاجه بس مش عارف يبدأ ب اي، فرجعت بصيت للبحر تاني لحد ما قال."
_عارف انك مستغربة انا بعمل اي هنا، بس .. بصراحة يعني .. انا معجب بيكي .
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم