رواية جريمة القناص الفصل الثالث 3 بقلم حمدى مغازى


 رواية جريمة القناص الفصل الثالث بقلم حمدى مغازى

فتحت المحضر اللي قدامي وقرأته كويس.. بعد كده طلبت من أمين الشرطة يدخلهم لي واحد واحد.. ولعت سيجارة.. وفي نفس الوقت دخل أول واحد فيهم ووقف قدامي.. سندت بضهري على الكرسي وانا بنفخ الدخان في الهوا وبقول...
"الجزء الثالث" 
- أقعد.
- متشكر يافندم.
- أسمك وسنك.
- محمود العسال.. ٤٠ سنة.
- قولي يا عسال.. كنت فين وقت ما الجريمة حصلت؟.
ظهر على ملامحة الخوف.. وبدأ يطرقع في صوابعه.. قبل ما يرد ويقول...
- كنت.. كنت.
- كنت فين ماتنطق؟.
- كنت عند واحدة صحبتي سعادتك؟.
- عندها فين؟.
- هيكون فين يعني ياباشا.. اكيد في شقتها.
- أتكلم عدل احسن لك.. وجاوب على قد السؤال.
- حاضر ياباشا.
- عرفت إن منار طليقتك لقوها مقتولة في شقتها؟.
- عرفت ياباشا.
- وعملت ايه؟.
- هعمل ايه يعني سعادتك؟!.. اديك قولت بنفسك طليقتي.. يعني ماعدش ليا علاقة بها.
- هي خلعتك ليه يا عسال؟.
اتعدل في قعدته وقال...
- هقولك ياباشا.. انا كنت بحبها فوق ما أي حد يتخيل.. بس مشاكلنا كانت كتير.. وفي يوم الوضع اتطور.. وانا اتهورت وضربتها بسكينة في كتفها.. الضربة سببتلها عاهة مستديمة.. وقتها هي رفعت عليا قضية خلع.. ده بعد ما حبستني بتهمة الشروع في قتل.
- عشان كده لما خرجت قررت إنك تنتقم منها وتقتلها؟.
- لا ياباشا.. عمرها ما توصل معايا للقتل.. بص يا باشا فيا كل العبر صحيح.. وممكن اعمل أي حاجة في الدنيا.. بس اجي عند القتل وأقف.. وبعدين انا جربت مرار السجن ياباشا.. يعني مستحيل افكر ارجعله تاني.
- قريب كل حاجة هتبان.. خده ياعسكري نزله الحجز.
أمرت أمين الشرطة يدخلي المتهم التاني.. أول لما دخل كان في عينيه نظرة كلها شر ليا.. لأ وايه قعد من نفسه كمان.. قولتله بعصبية...
- قوم اقف ماتقعدش.
قام وقف وهو بيبصلي بقلق.. وساعتها سألته... 
 - أسمك وسنك.
- فوزي مندور.. ٥٣ سنة
- اكيد دلوقتي عارف انت هنا ليه؟.
- صدقني ياباشا مش هقول لسعادتك غير اللي قولته قبل كده.. لأن دي الحقيقة.. وبعدين واحدة انا وهي اتصالحنا ليه افكر في أذيتها؟.
- ما يمكن عملت كده عشان تبعد الشبهات عنك.. ليه لأ؟.
- أنا مستحيل أعمل حاجة زي كده.. اقتل بني ادم عشان حتة شقة.
- ومين قال إن أنت اللي قتلتها.. أنت راجل كبير يافوزي.. ماتقدرش تشيل قناصة ولا تقدر تنشن حتى.. بس ممكن أوي تأجر شخص يعمل كده.. خصوصًا إنك راجل مقتدر.
- دور على اللي عملها ياباشا.. عشان صدقني مش انا اللي عملت كده.. ولا حتى ليا علاقة لا من قريب ولا من بعيد.. وده اخر كلام عندي.
- تمام يافوزي.. تمام.. خده ياعسكري نزله الحجز.
أمرت بتحويل الاتنين للمعمل الجنائي لأخذ عينة منّهم.. لأكتشاف إذا كان عقب السيجارة اللي لقيناه يخص حد فيهم ولا لأ.. لحد دلوقتي مش قادر امسك أي دليل قوي ضدهم عشان اتهمهم به.. ومضطر لازم استنى تقرير الطب الجنائي.. حسيت إن عيني زغللت.. ودماغي صدعت من التعب وقلة النوم.. طلبت قهوة.. وسندت دماغي على الكرسي.. قبل ما اسمع صوت الباب بيخبط.. كان دكتور محمود.. رحبت به.. بعدها قعد قدامي وفي أيده التقرير النهائي للمجني عليها.. أتكلم وقال...
- ده التقرير النهائي يافندم.. بس هلفت نظر سعادتك لحاجة.. وقت التشريح.. اكتشفت إن كتف المجني عليها مقطوع فيه وترين وده كان مسبب ليها إعاقة.. وباقي التفاصيل هتلاقيها في التقرير اللي قدام سعادتك.
- تمام يادكتور متشكر جدًا.
مسكت التقرير في أيدي.. وانا بقول.. كده أتأكدت إن محمود العسال فعلًا اتسبب لمنار بعاهة مستديمة.. مرت الأيام ولسه مافيش جديد ظهر في القضية.. خليت عماد يستعجل خبير الأسلحة النارية بالتقرير واللي بالفعل كان خلصه وجاي يقدمه.
- عندي معلومات مهمة لازم حضرتك تعرفها يافندم.
- أتفضل 
- بعد ما فحصنا مكان الحادث.. لقينا إن الإصابة كانت نتيجة طلقة نارية واحدة.. والظاهر إن الطلقة جاية من سلاح قنص دقيق ل‍مسافات قريبة. السلاح اللي استخدم نوعه "H&K G36C" عيار 5.56 ملم.. وهو سلاح بيتمتع بدقة عالية في القنص من مسافات قصيرة ل‍متوسطة..الطلقة اللي اتفحصت تطابق نوع الذخيرة اللي بتتستخدم في السلاح ده.. والذخيرة دي قوية جدًا في اختراق الأجسام من مسافات قريبة وبتكون دقيقة جدًا في التصويب.. أما بالنسبة لزاوية الإصابة.. فإحنا شُوفنا إن الرصاصة جاية من مكان مرتفع شوية.. يعني القناص كان واقف في مكان أعلى من مستوى الضحية.. من المسافة اللي حسبناها بين الإصابة والهدف.. بنقدر نقول إن القناص كان على بُعد من 50 لـ100 متر تقريبًا.. طريقة الطلقة وحركتها بتبين إن القناص كان محترف في استخدام السلاح.. والرصاصة دخلت تحت رقبة المجني عليها مما أدى للوفاة فورًا.. ومن الأدلة دي.. نقدر نستنتج إن الحادث ده كان مُخطط له بعناية.. والقناص استخدم مكان مرتفع علشان يضرب الهدف بدقة.. وده خلى في  صعوبة في تحديد مكانه.. بنوصي بالبحث في المناطق المحيطة بمكان الحادث عشان حضرتك تلاقي أدلة تساعد في تحديد مكان القناص أو لو في أي آثار تانية ممكن تفيد في التحقيق.
- إحنا فعلًا عملنا كده.. ومستنيين تقرير الطب الجنائي عشان نتأكد من الأدلة اللي لقيناها في المكان المتوقع.. متشكر جدًا.
- العفو يافندم.
خرج من المكتب بعدها بصيت لعماد وقولتله...
- كويس إننا خدنا الخطوة اللي عملناها دي من بدري ياعماد.. التقرير ده بيأكدلنا اكتر إن القاتل كان في العمارة اللي دورنا فيها من كام يوم.. وبالتحديد على السطح.
- مظبوط سعادتك.
في اللحظة دي الباب خبط.. كان الفني المختص.. دخل وفي ايده ملف.. قرب من المكتب وناولني الملف.. بعدها قال...
- ده تفريغ موبايل الضحية يافندم.. كل الرسايل اللي بعتتها أو جاتلها يوم الحادث.. وكمان المكالمات اللي حصلت.
- قولي.. في أي حاجة لفتت نظرك؟.
- ايوة.. في رسالة جاتلها الساعة 2 بالليل وفيها تهديد بالقتل.
- الساعة 2 بالليل!.. من مين الرسالة دي؟.
- من رقم متسجل باسم محمود العسال.
- محمود العسال!.
ماكنتش قادر افهم اللي بسمعه.. الرسالة وصلت بعد موتها.. هو كان عارف ولا كان ناوي يقتلها والقدر سبقه؟.. بصيت لعماد الي كان مندهش هو كمان.. بعدها بصيت للمختص وقولتله...
- مافيش أي رسايل تانية غريبة؟.
- لا يافندم.
- تمام شكرًا لك.. اتفضل انت.
خرج المختص وساعتها بصيت لعماد وقولتله...
- يعني العسال كان بيهددها بالقتل.
- أو يمكن هو اللي قتلها.
- ازاي يا عماد؟!.. فرد الأمن سمع صوت الصرخة الساعة 1 بالليل.. وصاحبتها بلغت الساعة 2 إلا ربع.
- ايوة يافندم.. ماهي صاحبتها قالت إن منار اتصلت بها قبل الجريمة وكانت مرعوبة.. وطلبت منها تروح تبات عندها.
- ما لو الكلام صح يبقى منار ماكنتش خايفة من تهديد العسال.. لإن توقيت الرسالة بعد الجريمة.
- ما جايز يكون كلمها وهددها في التليفون.
فتحت الملف وبصيت على سجل المكالمات وماكنش في أي مكالمة بين منار والعسال.. رجعت بصيت لعماد وقولتله...
- ماكلمهاش يومها خالص.
بص قدامه وهو بيقول باستغراب...
- حاجة غريبى فعلًا.. اومال كانت خايفة من ايه؟.
- ده اللي لازم نوصله.
بعت طلبت العسال من الحجز.. وبعد ما قعد قدامي سالته...
- انت بعت رسالة تهدد فيها منار بالقتل؟.
رفع حواجبه في استغراب حقيقي.. ماكنش بيمثل.. وقال بتعجب...
- انا!.. لا طبعًا.
- احنا لقينا على موبايلها رسالة من رقمك وفيها تهديد بالقتل.
قام وقف في مكانه وهو بيصرخ...
- مستحيل.
- اقعد مكانك تاني.. واهدى.
قعد بهدوء وبعدها بص لي وقال...
- انا مابعتش رسايل لمنار يافندم.. صدقني مابعتلهاش.
- بص يا عسال انا متأكد إن انت ماقتلتش منار.. وده لسببين.. السبب الأول إن الرسالة اللي لقيناها اتبعتت بعد ما هي اتقتلت.. يعني لو انت اللي قتلتها فمش هتبعتها.. والسبب التاني.. إن منار اتصلت بصاحبتها قبل ما تموت بساعة تقريبًا وقالتلها إنها خايفة.. بس ماقالتلهاش خايفة من ايه.. وطبعًا لو كانت خايفة منك كانت هتقولها على طول.. انا بقى عايزك تساعدني وتقولي كنت مع مين؟.. لإن اكيد اللي كنت معاه وقتها هو اللي بعت الرسالة.. واكيد هو اللي قتل منار وحب يلبسهالك.
سكت شوية وبعدين قال...
- ابن الكلب!.. عايز يلبسني انا ويكوش على كل حاجة.
- مين بقى ابن الكلب ده؟.
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1