رواية اسير عينيها الجزء الرابع (للعشق قيوده الخاصة) الفصل الثالث 3 بقلم دينا جمال


 رواية اسير عينيها الجزء الرابع (للعشق قيوده الخاصة) الفصل الثالث


العشق نيران 
تحرق القلب 
تجعله رمادا 
رماد النار 
يحي العشق من جديد
من العدم يخلق الوجود
ومن الرماد تتوهج النيران
عنقاء العشق تحلق بجناحيها
تربط بين قلوب العشاق
تختار لهم ولا تخيرهم 

توسعت عينيها علي آخرهما .... بلعت لعابها بذعر تنظر لملامحه المخيفة بالنسبة لها ..تلك الإبتسامة الواسعة الشيطانية .. التي تحتل شفتيه تتفرس عينيها في قسمات وجهه لتري لمعة غريبة تضئ في مقلتيه ...الجميع يراه وسيما الا هي ... تراه مفزعا مخيفا نظراته قاسية حادة تكرهها ..دائما ما تشبه عينيه بالبحر متلاطم هائج الأمواج 
امواج تشعر دائما أنها تبلعها تغرقها تسلب انفاسها حتي الموت ... ولكن في تلك اللحظة عينيه كانت كبحر صافي نقي تتلألا قطراته تحت اشعة عشقه الساطعة ... كورت يديها تقبض علي كفيها تشعر بذلك النابض يكاد ينفجر مشاعرها مختلفة مضطربة مزيج ما بين الخوف والكره والغضب كيف يفرض هيمنته عليها بتلك البساطة .... 
توسعت عينيها بذعر حينما رأته يقترب برأسه منها شيئا فشيئا ببطئ شديد وكأنه يملك وقت العالم أجمع ... التصقت بظهر الكرسي تتنفس بعنف تهدجهت أنفاسها من قربه المباشر تمنت لو تنزع تلك الابتسامة السخيفة من علي شفتيه .. ارتجف قلبها غضبا.. حينما سمعته يهمس بصوت خفيض ماكر : 
- اهلا ....

صمت للحظات يتفرس في قمساتها يروي صحراء قلبه الجرداء بعذوبة عشقه لها ... ليكمل هامسا بعشق :
- وحشتيني يا حبة البندق ... صورتك ما بتغبش عن عيني طول الوقت بس الصورة 
ما تغنيش عن جمال الأصل يا بندقتي 

كلماته عاشقة محبة لطيفة ولكنها تنزل كالحمحم علي قلبها تجعله يزداد  
سخطا عليه وخوفا منه تكرهه تمقته تخافه وهو مستمر بالالتصاق بها كالعلكة صعب التخلص منه .... ترقرقت دمعتين في عينيها تنظر له بمقت شديد :
_ بكرهك 

مد يده ممسكا بخصلة ناعمة من شعرها الطويل الناعم كشلالات من الشكولاتة الذائبة .... ابتسم بثقة يحرك رأسه إيجابا :
_ عارف انك بتكرهيني بس وعد مني اني هخليكي مش تحبيني لاء ... تعشقيني ...تعشقي كلامي صوتي لمستي ... وعد من زيدان الحديدي وأنا عمري ما اكسر وعدي يا بنت خالي 

 اشتعلت عينيها غضبا لتدفعه في صدره بقوة تركض لخارج الغرفة تشتمه في نفسها بكل أصناف السباب التي تعرفها .... سمعت صوت دقات علي باب المنزل اتجهت سريعا تفتح الباب لتنفرج قسماتها فرحا صرخت بسعادة تتعلق برقبة الواقف :
_ جااااااسر وحشتني اوووي اوووي يا جوجو

ضحك ذلك الوسيم الواقف ليطوقها بين ذراعيه برفق يرفعها قليلا عن الارض يغمغم من بين ضحكاته القصيرة :
- يا بت يخربيت دا دلع مهبب 

« جاسر رشيد راشد الشريف ... مهندس زراعي في منتصف العشرينات ... ذراع والده الأيمن يعتمد عليه في كل شئ تقريبا ... هو ولينا أخوه من الرضاعة ...طويل القامة ملامحه شرقيه أصيلة بشرة قمحية اصطبغت بأشعة الشمس عيناه سوداء ... شعره اسود كثيف ..»

جذبت ضحكاتها ونغمات صوتها قلب زيدان فخرج ليري ما يحدث ...قلب عينيه بضجر يتمتم في نفسه حانقا :
-أستاذ سماجة جه ... شوف متشعلقة في رقبته ازاي .. طب ما أنا كمان عندي رقبة ما تتشعلق فيا ... 

انتبه جاسر لوجود زيدان ... ليلف ذراعه حول كتفي لينا يتحرك بها ناحيته مد يده اليمني يصافح زيدان بابتسامة واسعة بشوشة :
- اهلا ازيك يا زيدان عاش من شافك يا جدع ... اخبارك ايه

اجبر شفتيه علي رسم بسمة بسيطة متكلفة يتمتم بكلمة واحدة فقط :
- كويس 

لم يضايق رد فعله جاسر بطيبعته المتسامحة البشوشة ...ليكمل ضاحكا في مرح :
- ايه يا عم زيدان مالك مش طايقني كدة .. دا المثل بيقولك غديني ولا تلاقيني يا جدع .... 

تغاضي زيدان عن مزحة جاسر السخيفة ولم يعلق عليها بل دس يديه في جيبي بنطاله ينظر لكلا من لينا وجاسر معا ليلتوي جانب فمه بابتسامة صغيرة ماكرة :
- ومش هطيقك ليه يعني دا أنت اخو مراتي وخال العيال 
______________
في الاعلي ... فتح باب الغرفة تبحث عينيه عنها بشوق هنا وهناك ولكن للأسف لا أثر لها ..صوت تدفق مياه المرحاض أخبره بمكانها ... تهاوي علي الفراش يخلع حذائه يليها سترة حلته ... لينفتح باب المرحاض وتخرج هي في تلك اللحظة ... متردية ذلك المئزر الأبيض القطني الخاص بها تلف شعرها بمنشفه بيضاء كبيرة ابتسمت برقة ما أن رأته لتقترب من مرآه الزينة أزاحت المنشفة من فوق شعرها تحركه برفق ليتطاير منه الماء بينما ابتسم هو في خبث ليقترب منها يدندن بصوت عالي :
- يا خارجة من باب الحمام وكل خد عليه خوخه

ضحكت عاليا بدلال لتلتفت له تعبث في رابطة عنقه تهتف من بين ضحكاتها :
- يا قديم الناس دلوقتي بتغني إنجلش وانت تقولي يا خارجة من باب الحمام 

قرص وجنتها برفق يغمز لها بطرف عينه اليسري يغني وهو يضحك :
- طب يا خارجة من باب ال bathroom وكل cheek عليه خوخة 

نظرت له بذهول للحظات لتنفجر في الضحك ... حقا ذلك الرجل سيصيبها بالجنون بأفعاله الصيبيانية هذه ... ادمعت عينيها من شدة الضحك تشعر بعضلات فمها تتشنج بصعوبة بدأت تهدئ لتهتف من بين ضحكاتها المتقطعة : - مش معقول يا خالد ما تكبرش ابدا علي الجنان دا 

تجهمت ملامحه بضيق حقيقي تلك المرة ليمد يده يقرص وجنتها بعنف رقيق قائلا بغيظ :

- لينا مش حاجة لذيذة انك تفكري الواحد كل شوية أنه كبر ماشي يا حبيبتي

ختم كلامه بصفعه خفيفة من يده علي رقبتها من الخلف ... نفخت خديها بغيظ علي اثرها لتشهر سبابتها امام وجهه احتقن وجهها بغيظ تهتف بحدة :
- قولتلك ألف مرة ما تضربينش علي قفايا والا 

صمتت حينما اقترب منها محطما بخطواته مساحتها الشخصية رفع حاجبه الايسر يبتسم بشر متمتا بتهكم :
- والا ايه يا ست لينا 

ابتسمت ببلاهة تبحث بعينيها عن اي شئ حولها تحاول تهديده به ... صدقا لم تجد ما تقوله ... لتعاود النظر له تبتسم باتساع :
- ايه يا لودي يا حبيبي مالك قفوش كدة وبعدين مين دا اللي كبر دا أنت شيخ الشباب يا راجل 

ابتسم في خبث وعقله يدور في محور أفكار غير بريئة بالمرة .... ما كاد يقترب منها خطوة يحاصرها بذراعيه ليصدح من الأسفل اصوات صرخات وشجار عالي ... احتدت عينيه بغضب ... بينما أصفر وجه لينا خوفا من تلك الأصوات .... لتنظر لخالد تصيح بلهفة أم خائفة :
- خالد شوف ايه بيحصل تحت وأنا هغير هدومي واحصلك 

قالتها لتهرع الي غرفة الملابس بينما خرج هو من الغرفة غاضبا متجها الي اسفل يتمتم في نفسه بحنق :
 - أنا نزلكوا يا ولاد الكلب مش عارف استفرد بالبت شوية 

اقترب منهم ليجد ابنته تتمسك في ذراع جاسر بقوة تنظر لزيدان بكره تصيح فيه :
 - هي مين دي اللي مراتك يا حيوان يا مجنون أنت 

ليصيح جاسر فيها بحدة : 
- لينا عيب اللي بتقوليه دا 

بينما ابتسم زيدان ساخرا ينظر للينا نظرات ثاقبة واثقة :
- عيب يا بنت خالي أنا مش هحاسبك علي قلة ادبك دي عشان انتي لسه مش مراتي 

اتسعت عيني لينا بفزع تصرخ بجنون :
- ولا عمري هكون إنت ... أنا مستحيل اتجوزك لو فيها 

صمتوا ...صمت قوي طغي علي ثلاثتهم حينما زمجر هو غاضبا :
- بسس أنت وهو وهي انتوا واقفين في سوق 

اقترب منهم ينظر لهم شرزا ... لتترك لينا ذراع جاسر وتندفع ناحية أبيها تختبئ في صدره ترتجف بعنف ليرفع خالد يده يحاوط ابنته برفق ينظر للشابين أمامه بحدة يحاول ان يهدئ حتي لا يخيفها :
- في إيه البهوات كانوا بيتخانقوا ليه 

تدخل جاسر سريعا محاولا فض ذلك النقاش الحاد ... ابتسم يهتف علي عجل:
- ما فيش يا عمي دا مجرد سوء تفاهم مش اكتر  

خرجت من بين أحضان والدها الحامية لها ... لتقف بالقرب منه تستمد منه القوة ... الأمان ... لا تخاف من زيدان وهو موجود ... نظرت ناحية زيدان تصيح بكل الكره المطبق علي خلجات قلبها :
- لا مش سوء تفاهم .. مش سوء تفاهم ابدا 
رفعت يدها المرتجفة تشير بسبابتها ناحية زيدان تصرخ بكره :
- مراته عايزني ابقي مرااااته مش ممكن يحصل ...مستحيل ... أنت فاهم ... أنا مش ممكن في يوم اربط حياتي معاك ... أنت أكتر إنسان أنا بكرهه ... أنت ايييه يا أخي معاندكش دم .... فارض نفسك علي حياتي غصب عني ... بقولك بكرهك ما بطيقش أشوف وشك ... سيبني في حالي بقي ابعد عني اخرج من حياتي ... اعمل إيه عشان اخلص منك يااارب تموت يا رب ولا تغور في داهية تاخدك .. أنت فاكر نفسك ايه .. انا بكرهك وهفضل اكرهك لحد ما اموت ... كفاية اللي عملته فيا زمان ... كفاية ... ما حدش مصدقني ما حدش عايز يصدقني .... كلهم مصداقينك أنت ... أنا بس اللي عرفاك علي حقيقتك ... أخرج برة اطلع برة 

جذب خالد يدها بعنف لتقترب منه تنظر له تبكي بعنف بينما ينظر لها هو له بغضب يتأجج في مقلتيه صاح فيها غاضبا :
- أنتي اتجننتي ايه اللي انتي بتقوليه دا ... اعتذري حالا 

نفضت يدها من يده بعنف تحرك رأسها نفيا بقوة تصرخ غاضبة :
- لاااااا مش هعتذر ... طلعه برة ..طلعه برة بيتنا وحياتنا بقي ... 

انتي قليلة الأدب ...صرخ بها خالد بعنف ليرفع يدها هوي بها بقوة ليسمع صدي صفعة عنيفة دوت في ارجاء المكان ليطغي بعدها صمت مطبق ... لينا تقف تنظر لزيدان بذهول في لحظة وجدته يدفعها من امام أبيها ليتلقي هو تلك الصفعة القاسية بدلا عنها ... ظل واقفا بثبات لم يهتز له جفن ... فقط نظرة لخالد يهتف بهدوء :
- ما تضربهاش .. أنت عمرك ما عملتها .. ومش هتعملها دلوقتي حتي لو عشاني 

التفت للينا بعد ذلك ينظر لها بألم تجسد في حدقتيه وقلبه يغلي كمرجل مارد من نار يسيطر عليه بمعجزة ... ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتيه يهتف بهدوء :
- أنا ماشي يا بنت خالي ... بس انسي أن أنا أخرج من حياتك ... انا اتعذبت كتير في حياتي ... وأنا للأسف ولحظك الوحش .. بعتبرك هديتي اللي هتعوضني عن كل اللي شوفته في حياتي ... فمعلش بقي مش هتعرفي تخلصي مني يا مراتي ... عن اذنكوا 

تركهم ورحل بهدوء .... اقترب خالد من ابنته يقبض علي ذراعيها بقوة يهزها بعنف صائحا فيها :
- انتي إيه اللي جرالك ... أنا حاسس إني واقف قدام واحدة تانية مش لينا بنتي ابدا 

اقترب جاسر منهم سريعا يحاول تخليص لينا من يد والدها يهتف بلهفة :
- يا عمي خلاص حصل خير ... هي غلطت وهتعتذر 

نظر له خالد بحدة يزجره بنظراته المشتعلة القوية :
- ابعد يا جاسر ... ما تدافعش عنها أنا اللي دلعتها زيادة عن اللزوم 

عاود النظر لها ليرتجف قلبه خوفا علي طفلته ... هاله وجهها الأحمر الباكي شهقاتها الخفيضة المكتومة جسدها الذي بدأ في الارتجاف بعنف كادت تهوي ارضا من بين ليسرع يلتقطها بين أحضانه يعانقها برفق لتتسمك به بقوة تهمس باكية من بين شهقاتها العنيفة :
- أنا آسفة يا بابا ... آسفة ... عشان خاطري لو بتحبني ابعده عن حياتي ... أنا ما بحبوش بكرهه بخاف منه ... كفاية اللي عمله فيا ... أنت ليه مش مصدقني 

ابعدها عنه يمسح دموعها بكفي يده بخفة ... حرك رأسه نفيا يهتف بحزم :
- زيدان ما عملكيش حاجة ... زيدان كان معايا ... زيدان مستحيل يأذيكي ... لو مش هبقي ببالغ اقولك أنه بيخاف عليكي أكتر مني ... واللي انتي قولتيه دا يجرح كرامة اي راجل .... وهتعتذري عليه يا لينا ... هتروحي لزيدان تعتذرليه 

اتسعت عينيها فزعا تحرك رأسها نفيا بعنف ليشهر خالد سبابته أمام وجهها يهتف بنبرة قاطعة :
- آخر ما عندي يا بنت السويسي هتيجي معايا بكرة الشغل وهتعتذري لزيدان بكل أدب عن قلة الأدب اللي حصلت من شوية ... يا أما هيبقي فيه معاملة تانية خالص يا لينا ... واضح اني دلعتك زيادة عن اللزوم 

ابتعدت عن والدها لتقف جوار جاسر تنظر له تتوسله بنظراته أن ينقذها من ذلك الموقف ليرفع الاخير كتفيه ينظر لها بهدوء :
- بتبصيلي ليه عمي عنده حق انتي غلطي فيه جامد بصراحة ...ورغم كدة ما استحملش أنك تتضربي وخد القلم عنك ... 

بلعت لعابها بتوتر وعقلها يدور في محور فكرة واحدة أن ذهبت مع ابيها غدا لن تستطيع الذهاب الي الجامعة لن تري معاذ ليومين .. رفعت وجهها تنظر سريعا لوالدها تهتف بتوتر : 
- ما هو يا بابا اصلي عندي محاضرة بكرة مهمة جدا ... كفاية اني ما روحتش النهاردة 

وضع يده اليسري علي خاصرته ... بينما التقط باليمني هاتفه الجوال يعبث فيه لحظات وبدأ يتحدث بصوت مرتفع قليلا يقرأ ما أرسل إليه :
-خالد باشا أنا آسف لازعاج سيادتك ... أنا حبيت بس ابلغ بس حضرتك أن عندي بكرة مؤتمر طبي مهم ... ومش هقدر ادي محاضرة بكرة ... الكلية نزلت اعتذار بس أنا قولت لازم أبلغ حضرتك ... دكتور علاء 

رفع وجهه عن الهاتف يبتسم ساخرا :
- ما فيش محاضرة مهمة ... خدي جاسر واسبقوني عشان ناكل ... وبكرة بدري تكوني جاهزة عشان هتيجي معايا 

حركت رأسها إيجابا بطاعة لتتحرك بصحبة اخيها متجهه الي غرفة الطعام ... تفكر في حل ليخرجها من تلك الورطة 
_________________
يقود سيارته بأسرع ما يكون ... كلماتها كالخناجر كل نصل يطعن فيه بلا هوداة كبريائه كرامته سحقتهم بكلماتها السامة ... تكرهه وهو يعشقها ... تخافه وهو فقط يود أن يشعر بالأمان بين دفئ ذراعيها .... ولكن لا وألف لا لن يتركها لن يتخلي عنها ... هي ملكه 
غنيمة حربه مع الحياة ... حربه اثخنت جسده بالطعنات ليفوز بها في النهاية لن يتركها بتلك السهولة ... هو فقط ينتظر الفرصة ليسترد غنيمه قصرا من بين مخالب الحياة 
شعر بالاختناق حرارة لاهبة تحتاج جسده غاضبا لأبعد حد ... التقط هاتفه سريعا يطلب ذلك الرقم .... وضعه الهاتف امامه بعدما فتح مكبر الصوت لحظات وسمع صوت صديقه يصيح عاليا بمرحه المعتاد :
- ازوز وحشني يا جدع فينك 

ارتسمت شبح ابتسامة علي شفتيه ليزفر بحرقه متنهدا بألم :
- أنا مخنوق يا حسام 

زفر حسام بغيظ من أفعال صديقه ... يهلك نفسه بحب من طرف واحد ... ليهتف بحنق :
- يا عم ما أنا قولتلك سيبك من البت البومة دي البنات علي قفي من يشيل ... 

شد زيدان علي أسنانه بغيظ يصيح في حسام بحدة :
- وأنا قولتلك ميت مرة بطل تقول عليها بومة يا حيوان ... اخلص أنت في المستشفى ولا روحت 

قلد حسام صوت انثوي مضحك رفيع :
- آه يا بيبي أنا لسه في المستشفى عايز تيجي تكشف 

كبح زيدان ضحكاته بصعوبة هاتفا بحدة مفزعة :
- دا أنا هاجي اكشف عليك بصوتك دا ... استناني يا حيوان 

ليصيح حسام بفزع :
- لا يا زيدان ورحمة ابوك المشرحة ما فيهاش مكان ... استني لما تفضي طيب .. الو زيدان 

اغلق الخط في وجه صديقه ليطلق لضحكاته العنان .... حسام الوحيد القادر علي تغيير حالته مهما كانت

____________________
اغلق الخط ينظر لهاتفه يتنهد يأسا علي حال صديقه المقرب ... عشقه لتلك الفتاة من طرف واحد يهلكه يقتله يفتت شرايين قلبه ببطئ ... كم مرة أخبره أن يبتعد عنها ... يتركها سيجد من تبادله عشقه الكبير ولكنه دائما ما يرفض بجملة واحدة 
« لينا دي غنيمة حربي مع الدنيا ... أنا شوفت كتير اوي ومش مستعد اتنازل عنها مهما كان » 

اغمض عينيه يزفر بحرقة غنيمة عصية لا تلين لا قلب لها من الأساس أن كانت تملك واحدا لشعرت بذلك العشق الجارف الذي يفيض عليها من 
ناحية صديقه .... اجفل علي صوت دقات تليها دخول الممرضة تهتف مبتسمة :
- دكتور حسام ادخل لحضرتك الكشف اللي بعده 

حرك رأسه ايجابا يبتسم بهدوء ..لتخرج الممرضة ومن ثم دخلت سيدة تقريبا في منتصف العشرينات يظهر من بطنها المنتفخ انها في شهور حملها الأخيرة ... ترافقها سيدة عجوز متشحة بالسواد ذكرته بتلك الممثلة في أحدي المسلسلات الصعيدية التي تشاهدها والدتها باستمرار ... حمحم يبتسم بهدوء :
- اتفضلوا اقعدوا ...

اخذ ملف حالة المريضة وبدأ يفحصه ... بدقة قبل أن يجري فحصه عليها يسألها بعض الأسئلة الطبية المعتادة ... ليجذب انتباهه صوت تلك السيدة العجوز تهتف متهكمة :
- تخيل يا دكتور إن الهانم عايزة تعمل استشوار علي بطنها 

حرك رأسه نفيا بالتأكيد سمع الكلمة خطأ ..قطب ما بين حاجبيه ينظر للمريضة باستنكار :
- لاء حضرتك هنا عيادة دكتور نسا مش كوافير لولو للسيدات ... وبعدين استشوار ايه اللي علي بطنك 

ابتسمت المريضة بتوتر .. أصفر وجهها حرجا لتهتف سريعا تصحح ما قالته تلك السيدة للتو :
- هي قصدها سونار يا دكتور 

نظر للسيدة يهتف بهدوء :
- طب وفيها يا حجة مش عشان نعرف نوع الجنين ايه 

لوت السيدة شفتيها متهكمة تتشدق ساخرة :
- وانت بقي يا حبة عيني محتاج تعمل البتاع دا هو عشان تعرف ولد ولا بت ... فين إيان دكاترة زمان كان يبص في وش الواحدة كدة يعرف هي حامل في ولد ولا بنت ولا.....

قاطعها حسام يضرب كف فوق آخر يضحك ساخرا :
- ولا ايه .. ما هو يا ولد يا بنت ... ما فيش نوع تالت نزل السوق ... إسألي حتي الدكاترة بتوع زمان ... ما كنوش بيخلفوا كلاب لولو والله 

ابتسمت السيدة باصفرار يبدو أن مزحة حسام لم تعجبها لتهتف بثقة :
- علي فكرة بقي هي حامل في بت باين اوي من منخيرها 

لا يعرف ولكنه وجد نفسه يتحسس أنفه ليضحك ساخرا علي حاله .. مقررا مجاراة تلك السيدة الغريبة هتف ساخرا :
- لاء مش فاهم لمؤخذة هي اللي حامل في بنت بتبقي مناخيرها بفتحة واحدة مش فتحتين زي مناخيرنا عادي 

رفعت تلك السيدة يدها تمسك بيها أنف ابنتها من اعلي تبتسم بثقة لا يعرف من أين تأتي بها :
- انت مش شايف مناخيرها كبيرة ومكعبرة ازاي واكلة وشها كله ... تبقي حامل في بت ... اصل البت بتبقي مكسوفة حتي وهي في بطن امها ما بترضاش حد يشوفها عشان كدة الدكاترة بيعرفوا انها بت من مناخير امها 

بسط راحة يده أسفل ذقنه النامية يستند بمرفقه علي سطح المكتب ابتسم بخمول متمتما :
- مش حقيقي يا حجة .. عشان الكشف اللي قدامك كانت المدام حامل في بنت وظهرت في السونار عادي 

شهقت تلك السيدة بحدة تهتف سريعا تدافع عن شرف طفلتهم التي لم تولد بعد !:
- دول بنات الناس التانية ... إنما احنا بناتنا مؤدبين متربين 

ضيق عينيه يرفع حاجبه الأيسر ينظر لها بذهول تلك السيدة من كوكب آخر ابتسم يغمغم ساخرا :
- انت تبع حزب ما فيش بنت محترمة بتنزل من بطنها عريانة صح 

بصعوبة انتهي من ذلك الكشف العجيب .. ليتهاوي علي كرسيه الصغير اسند رأسه لحافة المقعد الخلفية اغمض عينيه يبتسم كلما تذكر 
تعليقات تلك السيدة الغريبة .. ليسمع صوت باب الغرفة يفتح تليها خطوات قادمة ناحيته ... ابتسم يهتف ساخرا ؛
- طب خبط علي الباب ... عبرني قدرني اديني برستيجي أنا دكتور هنا 

سمع صوت صديقه يهتف ساخرا :
- دكتور علي نفسك يا حيوان ... قولي خلصت ولا لسه 
اعتدل في جلسته يستند بمرفقيه علي سطح المكتب حرك رأسه ايجابا قائلا :
- آه ...آخر حالة خرجت قبل ما تدخل علي طول ... قولي بقي مالك .... ست الحسن والجمال عملتلك ايه

حدجه زيدان بنظرة نارية حادة مشتعلة ليزمجر غاضبا من بين اسنانه المنقبضة :
- حسام 
رفع كفيه كعلامة استسلام يضحك بشدة يحاول ان يتحدث من بين ضحكاته : 
- خلاص يا عم بهزر معاك 
حمحم بهدوء يحاول استعادة جديته مكملا :
-ايه اللي حصل

اغمض عينيه يشد علي قبضتيه بعنف كلمة واحدة همست بها شفتيه ... كلمة خرجت كشطية حرب ادمت قلبه :
- بتكرهني 

اراد صديقه أن يضحك ساخرا ويخبره ما الجديد فهي دائما كذلك ودّ لو يصرخ في وجهه ويخبره ان يتوقف عن استنزاف روحه ... تنهد بألم يحاول الابتسام يهتف بهدوء كلمات رزينة عقلانية :
- طب خلينا نتكلم بالعقل ... هي دلوقتي مش بتحبك هتعمل ايه 

حرك رأسه نفيا بعنف قلبه وعقله يعلمان بكرهها له ... كم مرة صرخ فيها عقله ان يبتعد عنها ولكن قلبه يرفض ويتمسك ويقاوم ويتعذب هو تنهد بيأس يخفي وجهه بين كفيه :
- مش مهم ... مش مهم تحبني .. أنا بحبها أنا هعرف اخليها تحبني ... أنا بس عايز فرصة واهي قربت .. فاضل ايام بسيطة وتبقي بين ايديا 

زفر حسام بغيظ من حال صديقه الذي يذكره بتلك المسرحية المأساوية مجنون ليلي ... التي انتهت بموت البطل والبطلة ... نظر له بغيظ يهتف بحدة طفيفة :
- يا ابني افرض أنها بتحب واحد تاني ... هترضي علي نفسك تتجوز واحدة قلبها مع غيرك 

ازاح يديه من علي وجهه ينظر للفراغ بصدمة عينيه ساخطتين بذهول وكلمة واحدة تتردد داخل كيانه كله ... تحب غيره .. بدأ عقله بسرعة يجمع الأحداث السابقة يدور في محور فكرة تحب غيره ... هب يقف سريعا ليتجه الي خارج الغرفة يهتف علي عجل :
- حسام أنا لازم امشي هكلمك بعدين ... سلام 

تنهد حسام يأسا يودعه :
- سلام يا صاحبي 
______________________
في فيلا خالد السويسي 
علي طاولة الطعام يجلس كلا من خالد ولينا وحسام ولينا الصغيرة ... يأكلون بصمت لا أحد منهم ينطق بحرف ... نظر خالد ناحية لينا يطالعها بنظرات قلقة خوفا عليها ليمد يده يربط علي كف يدها الموضوع علي الطاولة برفق رفعت وجهها له تبتسم بشحوب ليبادلها بابتسامة صغيرة مطمئنة ... يحاول فقط أن يخبرها أن كل شئ سيصبح علي ما يرام ... يتذكر حالتها قبل قليل ... اتجه جاسر ولينا الي غرفة الطعام ليصعد هو باحثا عنها تعجب كثيرا من تأخرها اصوات الشجار كفيلة بأن تجعلها تهرع إليهم ... دخل الي الغرفة ليجدها تقف في شرفة غرفتهم الخاصة تنظر لسيارة زيدان وهي تغادر الفيلا تبكي بصمت .. اقترب منها الي بات خلفها مباشرة ينظر لحالها بأسي فما كان منها الا أن ارتمت في صدره تنشد منه الأمان تمسكت بقميصه بقوة تشهق باكية بعنف :
-ما قدرتش انزل يا خالد ... والله ما قدرت .. ما كنتش هقدر اشوف ولادي الاتنين وهما بيتخانقوا بالشكل دا .. ما كنتش عارفة هراضي مين لينا ولا زيدان ..

رفع يده يربط علي رأسها برفق يغمغم بهدوء يطمئنها :
- كل حاجة هتبقي كويسة ما تشليش هم حاجة انتي بس وكله هيبقي تمام  

عاد من شروده يبتسم في وجهه يحرك شفتيه يخبرها دون صوت « كله هيبقي كويس »
فهمت اشارته لتبتسم تحرك رأسها إيجابا 
 توجهه بانظاره ناحية جاسر الذي يشاكس لينا يحاول إخراجها من حزنها ليهتف بهدوء :
-اخبار رشيد ايه يا جاسر

نظر جاسر له يبتسم باتساع يحرك رأسه إيجابا :
- الحمد لله كويس 
وضع خالد معلقة الطعام من يده ينظر له بتجهم يتمتم فجاءة برود :
- وأنت عرفت ازاي أنه كويس وأنت بقالك شهر ما بتنزلش البلد ... لاء وفوق كدة بقالك اسبوعين ما بتروحش الارض غير ساعة كل كام يوم ... البيه بيروح فين 

بلع الأخير لعابه بتوتر يترك معلقة الطعام من يده يحاول أن يرسم ابتسامة صغيرة علي شفتيه :
- هكون بروح فين يعني ... هو أنا لازم ابات في الأرض 24 ساعة أنا بتابع كل صغيرة وكبيرة فيها ... الوقت التاني دا بتاعي اعمل فيه اللي أنا عايزه ... 

اخترز خالد انفعالته بنظراته الهادئة جاسر يكذب يخبئ شيئا ما يحاول مداراته .... حك ذقنه باصبعيه السبابة والابهام يبتسم بمكر قائلا :
- ابوك بيتشكيلي منك 

وكما توقع تماما ... هب جاسر واقفا كمن لدغه عقرب يصيح بانفعال :
- بيشتكي مني .. بعد كل اللي عملته عشانه بيشتكي مني ... حلمي اللي سيبتي ...دراستي اللي بكرهها .... شغلي في الأرض اللي مش بطيقه شغال مرمطون تحت رحمة رشيد بيه وفي الآخر بيشتكي مني ... ايييه عايزني عبد ليه  

بسط خالد كف راحة يده أسفل ذقنه يستند بمرفقه علي سطح الطاولة يتمتم ساخرا :
- خلصت خلاص ... تتفضل بقي تقعد بدل ما اقوم اطبطب بايدي علي وشك ... نظام خدوهم بالصوت اللي عملته دا مش عليا يا ابن رشيد أنت عشت معايا أكتر ما عشت مع ابوك وعارفك كويس ... فاحسنلك تتعدل عشان أنا لو حبيت اعرف انت بتعمل إيه هعدلك انفاسك مش بس خطواتك .. ودا اعتبره تحذير 

انتقل بمقلتيه لابنته يكمل بابتسامته الساخرة :
- والاستاذة تطلع تنام بدري عشان هنروح بكرة الإدارة ... 
نظر جاسر الي لينا كل منهما يفكر في القادم 
هتف جاسر في نفسه بحزم :
- أنا لازم اخد بالي كويس مش لازم حد يعرف حاجة ...
اما لينا كانت تحترق غيظا تهتف في نفسها :
- اووووف بقي اوف سي زفت وقرف سي زفت 
__________________
في مكتب عمر
 بعد ساعات طوال من مناقشة الصفقة بنسبة خمسة في المئة والحديث عن اي شئ آخر بقية الوقت ... انسجم عمر كثيرا مع ناردين وجد فيها ما يفتقده في تالا ... تحادثه ... تضحك علي مزاحاته السخيفة ... تنظر له وهو يتحدث كأنه يفعل شيئا هاما لا فقط يتحدث ... اتسعت ابتسامته ينظر لها ... بينما وقفت هي من مكانها التفت حول مكتبه تقف جواره بحجة أنه تشرح له احد بنود العقد ... ما ان اقتربت منه اخترق أنفه رائحة عطرها المسكرة ليشعر برأسه يثقل ودقات قلبه تتسارع ... هي تتحدث وتشرح وهو فقط ينظر لها يبتسم كالابلة ... فاق علي يدها التي امتدت امام وجهه تشير الي تلك الصورة الصغيرة تهتف باسمة :
- دول بناتك 

نظر للصورة الصغيرة ليبتسم بحزن يحرك رأسه إيجابا .. لتلقط هي الصورة تتفحصها تبتسم برقة وهي تقول :
- عسولات اوي .. أشارت لصورة سارين تهتف :
دي شبهك اكتر حتي لو عينيك 
وضعت الصورة مكانها لتقترب منه قليلا تبتسم بجراءة تهمس بنعومة :
- تعرف أن الرجالة اللي لون عينيهم بيبقي غامق زي عينيك كدة بتبقي ليهم جاذبية خاصة مستحيل تبقي عند اي حد غيرهم 
بلع لعابه بصعوبة وناقوس الخطر يدق في عقله وشيطانين الانس والجن جميعا تقف جواره الآن تدفعه لأن يقترب منها .. وهو اقترب كثيرا كاد بشفتيه ان يقبل جمر النار لتقع عينيه علي تلك الصورة الصغيرة ليبتعد عنها سريعا يضع يديه علي رأسه يشد علي شعره بعنف يلهث بقوة بينما تقف هي خلفه تبتسم بخبث قريبا ستحقق ما تريد 
________________________
جلست سارة علي فراشها تلعب في هاتفها .. هو منفذها الوحيد لتهرب من شجارات والديها انغمست في عالم الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ... كانت كعادتها حزينة شاردة تفكر بيأس في حالها ... تتمني لو تهرب بعيدا .. ولكنها أضعف من أن تفعل ذلك زفرت بضعف لتشعر باهتزاز الهاتف في يدها .. وصلتها رسالة من شخص يدعي تامر .. فضول ليس أكثر من فضول فتحت الرسالة لتجد فيها 
« شكلك حزينة .. كلامك كله دموع .. اتمني لو اقدر اخفف حزنك ... لو حابة تحكي تفضفضي انا مستعد اسمعك ... وصدقيني هحاول اساعدك علي قد ما اقدر ... هحاول أكون صديق و سند ليكي لو مش حابة ولا كأنك شوفتي حاجة » 

بلعت لعابها بقلق دقات قلبها تقرع بعنف كالناقوص ... سند !! ... صديق يسمع ... اغمضت عينيها بتوتر تعض علي اناملها بعنف تتذكر تحذيرات والدتها بألا تحادث اي غريب علي تلك الصفحات ... وبحركة طائشة غير محسوبة وجدت نفسها ترد الرسالة 
« أنا سارة ..» وصمتت لم تجد ما تقوله .. فقط كلمة واحدة فتحت بها ابواب سد لطوفان سيجرفها في طريقه  
__________________
في صباح اليوم التالي .... صباح يوم جديد استيقظت تلك الصغيرة علي مضض حتي لا يغضب والدها منها تود حرق نفسها حية بدلا من أن تذهب وتعتذر له يكفي انها لن تري معاذ اليوم ايضا بسببه ...بدلت ثيابها الي بنطال ازرق من خامة الجينز وتيشرت أسود طويل باكمام .. وحذاء رياضي أسود ... عقدت شعرها كديل حصان .. نزلت لأسفل تمشي بضجر تتمني لو تسقط من فوق السلم وجدت والدها يقف في الأسفل ينظر الي ساعته بضجر ليهتف بضيق ما رآها :
- سنة يا لوليتا يلا يا ماما مستعجل 

تحركت خلف والدها بهدوء وطاعة لم تنطق بكلمة واحدة تتمني فقط حينما تصل ان تتلقي خبر موته قتيلا والا تعتذر له ... وصلت السيارة الي المكان المنشود لينزل الحرس اولا يفتح لها ولوالدها ابواب السيارة باحترام 
_________________
يجلس علي كرسي مكتبه في غرفة كبيرة يتشاركها هو واربعة من زملائه ولأنه يكره المشاركة ويعشق العزلة ... يجلس منفردا بعيدا في احد زوايا الغرفة البعيدة لا يود الاحتكاك بهم بأي شكل كان ... يفكر كلام حسام يتردد داخل عقله ... هل ممكن بالفعل أن يكون غيره يشغل عقلها وقلبها ... مجرد الفكرة تشعره بنيران تحرق اوصاله. .. تؤجج قلبه .... تنهد يحاول التركيز في الاوراق امامه ليجذب انتباهه صوت احد زملائه يهتف بوله :
- خالد باشا داخل معه حتة مزة صاروخ ارض جو ... حاجة كدة من بتوع شرق أوروبا 

رفع وجهه ينظر لزميله ... وعقله ينفي فكرة وجودها هنا .... قام من مكانه ينظر من نافذة غرفتهم ليري خالد بصحبه لينا ابنته ... التي تمشي بهدوء نظر لملابسها لم يكن بها شئ لافت واسعة طويلة تغطيها بالكامل حتي بنطالها متسع للغاية .... احمرت عينيه بلهيب جمر مشتعل يلتفت برأسه بذلك الذي طلب الموت يبتسم بشر يكور قبضته متجها إليه 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1