رواية ليتك كنت سندي الجزء التانى الفصل الواحد والاربعون والاخير بقلم اسماء عبد الهادى
الرضا هو مفتاح السعادة فمن ملكها أوتي كنوز الدنيا بما فيها
ذهب اليها حيث تجلس وحدها بالغرفة التي كانت تخص ماهر
_ملك إحنا هنتجوز
فهمت لم يخبرها بذلك الأمر في ذلك التوقيت بالتحديد لذا هتفت بهدوء
_؟؟ وليلى!!
_مالها ليلى؟؟
_انت مش قلت هتخطب ليلى خلاص
_ايوة بس غيرت رأيي
_ليه يا ماجد بعد ما عشمتها هترجع في كلامك تاني!!
_أنا معشمتهاش بحاجة ولا عمري لمحت ليها بحاجة أصلا
_بس هيه فهمت ... تصرفاتك وكل حاجة فيك كانت بتتكلم نيابة عنك..اوعي تكسر بخاطرها يا ماجد ... كسرة الخاطر دي أصعب حاجة ممكن تمر بيها وصعب تتخطاها ..بلاش انت ياماجد انا اللي بقول انك طول عمرك غير اي حد.
حزن قلب ماجد من أجل ملك فهو يعرف كم تتألم الآن بسبب تخلي إسلام عنها بعدما صرح لها بإعجابه بها..رغم إصرارها على اخبار الجميع أنها لن ولم تهتم بتلك الأمور ويكفي أن تعيش بهدوء الا انها كأني انثى تحب الإهتمام وتفرح إذا ما صرح أحدهما بذلك ..لذا قرر هو أن يضحي بحبه من أجل سعادة قلبها هي
_بس أنا مصر على رأيي يا ملك..محتاج موافقتك علشان أكلم خالي.
_انت بتحب ليلى وليلى كمان بتحبك ..
وانا مش هكون انانية تاني يا ماجد انا مصدقش اتغير... . لو كنت عايز مصلحتي بجد ادعيلي اتخطى اللي حصلي وأقدر اتابع حياتي من تاني ...ده بس كل اللي أنا طالباه .
_يا ملك يا بنت خالتي أنا مش...
_ماجد من فضلك أنا لما أشوف ليلى مبسوطة كإني أنا كمان مبسوطة .. علشان خاطري يا ماجد اوعى تتخلى عنها بعد ما اتعشمت خلاص.
تنهد ماجد ونظر لتلك الفتاة التي تقف أمامه بإعجاب وكأنها فتاة أخرى غير تلك التي عرفها يوما لذا هتف مبتسما
_طيب تحبي تعتبريني زي أخوكي واي حاجة محتاجاها تطلبيها مني!
ابتسمت ابتسامه خافتة ..لم تستطع أن تكون كاملة منذ تلك الحادثة التي أكتست ملامح وجهها حزنا
_أكيد طبعا .
كسى قلبه الهم من أجلها لكن ليس بيده شىء لفعله كان مستعد أن يتزوجها ان يعطيها الاهتمام والرعاية التي تحتاجها وهي تأبي ذلك فالآن ماذا ماذا عليه أن يفعل
وقف في شرفة غرفته ..يختنق من أجلها كيف السبيل لإسعادها ..فلم يجد سوى أن يسلم أمرها الى رب الكون فهو وحده القادر على جبر قلوب أنهكها التعب ..وكسرتها المصائب .
وبعد عدة دقائق مرت عليه وهو على هذا الحال انتبه الى صوت أصوات وجلبة بالخارج وعندما دقق في الصوت اتضح له انه صوت ملك
فخرج لينظر ما الأمر ليجد خالته تقف بوجه بائس وأعين لم ينضب دمعاتها وقلب مكلوم .. تطلب من ملك السماح تحاول أن تقترب منها ..تمسك يدها تأخذها بين أضلعها لتعبر لها عن أسفها وندمها فهي معترفة بخطأها الذي لا يغتفر
لكن ملك كانت تقف متجبسة ترمق امها بوجه خلى من أي مشاعر ..فما فعلته بها ليس هينا
_لو سمحتي ابعدي عني بقا ..أنا مش عايزة أشوفك تاني ..افهمي بقا
_يابنتي الله يرضى عليكي ...ابوس ايدك يا ملك يابنتي سامحي أمك اللي ملهاش غيرك .. أنا هموت من غيرك...انا كنت عامية وفتحت بالله عليكي ..اغفري لأمك ذلتها .
لم تستطع ملك التحمل وهتفت في خالها ببكاء
_خالي ارجوك مشيني من هنا أنا مبقتش قادرة اتحمل ..خلينا نمشي حالا
ضم ماجد قبضة يديه وشفتيه بأسف فالأحوال تسير بملك وأمك نحو منحدر لا رجعة منه.
ليذهب هو ويقترب من خالته ليأخذها بعيدا عن ملك التي بدت على اعصابها التشنج والعصبية
_تعالي بس يا خالتي... اقعدي استريحي
تعلقت سناء بيديه
_خليها تسامحني يا ماجد أنا هموت من غيرها
أجلسها ماجد بغرفته وتحدث محاولا الابتسام علها تهدأ
_هتسامحك وكل حاجة هترجع زي الاول وأحسن ...بس اصبري... استني عليها لما تفوق من صدمتها وتخرج من اللي هيه فيه...اعطيها الوقت الكافي اللي تحس فيه انها عاقبتك بما فيه الكفاية على اللي عملتيه فيها.
عند تلك الكلمة أنهارت سناء في البكاء
_أنا مني لله أنا اللي ضيعتك يا بنتي ..مني لله مني لله.
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
بعد عدة أيام
عادت ملك مع خالها وزوجته الى اسكندرية وطلب فهمي وماجد من سناء أن تمكث معهم الا أنها ابت وفضلت أن تمكث وحدها بشقتها ترثي حالها لحالها.
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
بقلمي أسماء عبد الهادي
بعد ثلاثة أيام هاتفت سوسن ابنتها لتعرف أحوالها
_ازيك يا ماما وحشتيني اوي
_ازيك يا بت يا رهف عاملة ايه وجوزك عامل ايه معاكي
_الحمد لله يا ماما ..طمنيني على بابا عامل ايه ماجد امبارح بيقول إنه كان حاسس بصداع
_ابوكي كويس متقلقيش عليه ..خدي بالك انتي من جوزك ومن بيتك .
_حاضر يا ماما
سمعت رهف من ينادي عليها فضحكت وقالت
_حاضر يا سوما جاية أهو
لتستغرب أمها مع من تتحدث
_بتكلمي مين يا بت وسوما مين دي كمان
ضحكت رهف وهتفت بتلقائية
_دي طنط اسماء يا ماما ...طلبت مني اناديها سوما
هتفت سندوسن بنبرة ساخرة
_والله ...وعايزة منك ايه سوما دي كمان ؟
_الأكل جهز على السفر ومنتظراني هيه وأيسل علشان نتغدى
_ يا سلام... وجوزك الدكتور فين ؟
_آدم نزل المستشفى ياماما ...طلبوه هناك ضروري واضطر ينزل علشان كدا سوما وأيسل جم يقعدوا معايا
_يلا يا رهف بتعملي ايه؟...هنأكل الأكل ونسيبك
_ ههههه....حاضر يا سوما ..حاضر
_طيب ياختي روحي لسوما بتاعتك قال سوما قال.
_مع السلامة يا ماما
انهت سوسن الاتصال مع رهف وهي تشعر بالغيظ والغيرة من أسماء ام زوجة ابنها .
توجهت رهف الى حيث تجلس أسماء وأيسل لتهتف اسماء باهتمام
_كنتي بتعملي ايه يا رورو ؟؟؟
_ماما كانت بتكلمني يا سوما
_يا خبر ..وأنا عمالة استعجلك... زمانها متضايقة مني .
_لا عادي يا سوما
_طيب ياحبيبتي يلا ناكل.
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
دلف الى أمه المطبخ ليجدها منهمكة في عمل شىء ما وعندما اقترب وجدها تحمل صينية تحوي على بطة مشوية
فهتف بفرحة
_ايوة كدا احبك يا سوسو ...هتأكلينا بط ...حاسة بيا يا غالية ده انا واقع من الجوع.
قالها وهو يمد يده ليقطع ورك منها
لتبعد أنه الصينية عنه في الحال وقالت بتحذير
_اوعي تمد ايدك يا واد يا ماجد... البطة دي أنا رايحة اوديها لأختك وجوزها.
حملق في امه باندهاش
_الله طب واحنا هنأكل ايه
_عندك رز وخضار ..صرف نفسك أنا ماشية
حاول اعتراض طريقها وعينه لا تبرح الصينية المغطاة التي تحملها
_استني بس يا ماما... رهف بتقول ان حماتها بتعملها الاكل كل يوم وموصياها متطبخش هيا وزمانهم اتغدوا دلوقتي.
_لا أنا هروح الحقهم لسه مكلوش ... ابعد من طريقي انت معطلني
_يا ماما طب خليكي يوم تاني تتفقي معاها انك هتعملي لها غدا ...وسيبي غدانا أنا هموت من الجوع
لتهتف سوسن بنفاذ صبر
_انت يا زفت متبقاش طفس عندك الرز والخضار ..اغرف وكل ومسمعش كلمة زيادة ..أنا رايحة لأختك.
تنهد ماجد فقلة حيلة وعلم أنه ليس له نصيب في التهام تلك البطة التي تشعشع رائحتها داخل أنفه
_طب استني ارن عليها أقولها
_ملوش لزوم أنا ماشية ..لما أبوك يجي ابقا اغرفله يا واد
_استنى يا ماما الأصول نتصل قبل ما نروح
_آدم مش هناك يا ولا ..حل عني بقا.
حك ماجد رأسه باستغراب ونظر للأرز والخضار بحسرة
_هأكلكم ما أنا جعان أعمل إيه لأمي .
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
أسماء عبد الهادي
عندما شرعن في تناول الطعام سمعن جرس الباب فهمت رعف لتفتح لتقول أسماء
_استني يا رهف أنا هفتح ..خليكي انتي يا حبيبتي
توجهت للباب لتجد سوسن فابتسمت لها
_اهلا يا سوسن تعالي حماتك بتحبك احنا كنا لسه قاعدين نتغدى
_اهلا بيكي ... طب كويس علشان أنا عاملة بطاية حلوة كدا قلت أجيبها للولاد يتغدوا بيها
_تاعبة نفسك ليه بس ...أنا بعملهم الأكل كل يوم
_لا تعب ولا حاجة لو متعبتش لبنتي هتعب لمين .
عندما رأت رهف أمها قامت من مكانها لاستقبالها
_ماما ...اتفضلي
أشارت لها أمها بأن تبقى في مكانها
_خليكي قاعدة...أنا جاية جنبك أهو
جلست أسماء الى جوار أيسل التي كانت تجلس الى جوار رهف
_معلش يا سوسن أنا كنت بستعجل رهف علشان تتغدى ومكنتش أعرف انها بتكلمك يا حبيبتي اعذريني.
رغم ضيق سوسن منها ولا تدري ما سببه لكنها ابتسمت لها ابتسامة باهتة
_ولا يهمك يا حبيبتي.. محصلش حاجة.
_تسلمي يا حبيبتي...يلا اتفضلي كلوا بالهنا .
بدأت سوسن تقطع البطة التي احضرتها لتلاحظ أن أسماء تضع اللحم في طبق رهف فتقوم هي بوضع قطع البط في طبق رهف مثلها بل وتتعمد أن تضع كمية أكبر مما وضعتها أسماء
هتفت أسماء
_كلي يا رورو... انتي مشغولة بأيسل ومش بتأكلي ليه ؟
_ بأكل يا سوما
_فين ده يا حبيبتي ..طب خدي دي مني .
لا تدري سوسن ما الدافع الذي يجعلها تغضب من ذاك الشىء فقامت بفعل نفس الشىء كما تفعله ...فهي لا تريد أن ترى امرأة أخرى تهتم بابنتها غيرها
فأمسكت بقطعة من لحم البط وأطعمت به ابنتها
_خدي دي من أمك يا رهف ...كلي يا حبيبتي واتغذي .
ابتسمت أسماء فهي فهمت أن سوسن تغار على ابنتها منها لكنها لم تبين الأمر وتركت سوسن تفعل ما تشاء
كررت سوسن محاولة اطعام ابنتها
لتشعر رهف بالاكتفاء
_كفاية يا ماما انا شبعت خلاص الحمد لله
_كلام ايه ده ... انتي لازم تأكلي كويس علشان العيل اللي جاي في طريق ميطلعش ضعيف .
شرقت رهف وأخذت تسعل عدة مرات ...مع تلون بشرة وجهها بحمرة الخجل والارتباك في نفس الوقت فأمها لا تعلم شيئا عن الاتفاق الذي بينها وبين آدم.
فناولتها أسماء كوب الماء وهي تهتف بعتاب لسوسن
_كدا يا سوسن تحرجيها... رورو خجولة أوي وبتتكسف من أقل حاجة
_ياختي هتتكسف من أمها ...ده يوم المنى يوم ما اشوف عدلها ..بيجري ويعلب ويطنطط قدامي.
لتسعل رهف مرة أخرى ولا تعرف أن تنطق كلمة واحدة ولا حتى لأن تنظر في وجه أمها
لتأمن أسماء على كلامها
_ربنا يسمع منك يا سوسن ويفرحهم يارب
..ويفرح سها وماهر هما كمان يارب... بس الكلام ده لسه بدري عليه يا سوسن ...دول مبقالهمش غير ايام بس يا حبيبتي.. متستعجليش.
كادت سوسن لتجيب لتهتف رهف وهي تنهض من مكانها وهتفت بارتباك
_أنا شبعت هروح ادخل طبقي
لتهتف أمها غاضبة
_كلام ايه يا بت يا رهف ..شوف أنا لسه بقول ايه ... اقعدي كملي طبقك كله
_يا ماما والله شبعت .. مش هقدر أكل اكتر من طاقتي.
لتهتف أسماء بهدوء
_سيبيها يا سوسن براحتها ..طالما شبعت خلاص ... يمكن عايز. تكمل أكلها لما آدم يرجع
حركت سوسن رأسها بتفهم
_اه اذا كان كدا ماشي .
بعد انتهاء الجميع من تناول الطعام ..بدأت رهف بتنظيف المطبخ وغسل الأطباق بعد أن قدمت بعضا من الحلويات لسوما وسوسن.
طلبت أيسل أن تفعل مثلما تفعل رهف فابتسمت لها رهف بتسلية وألبستها مريول المطبخ مثلها تماما بعد أن عدلته ليناسبها قليلا وبدأتا بالاستمتاع بوقتيهما بغسل الأطباق .
في الخارج أرادت أسماء أن تتأكد من صحة ما فهمته فهتفت بابتسامة عريضة
_تعرفي يا سوسن أنا حبيت رهف أوي ومبقتش اقدر أقعد من غير ما اطمن عليها ...ده أنا حتى بقيت أتصل بيها قبل ما أنام علشان أشوفها محتاجة حاجة ولا لا ...أنا عارفة ومتأكدة ان آدم ابني مش هيخليها محتاجة حاجة بس بردو لازم اطمن بنفسي .
ابتسمت لها سوسن ابتسامة ظاهرية رغم ان بداخلها يغلي من الغيظ .
ظلت سوسن معهم لا تريد أن تعود لمنزلها حتى تعود أسماء هي الآخرى ... إلا أن ماجد هاتفها ليخبرها أن أبيه يريدها أن تعود في الحال
فاضطرت أن تعود رغما عنها .
أسماء عبد الهادي ....ليتك كنت سندي
في المساء
عاد آدم الى بيته بعد يوم طويل وشاق في المشفى
استقبلته ابنته بالتعلق في عنقه فحملها بحبه وحنانه وبدأ في مداعبتها وممازحتها .
لتهتف أيسل باستمتاع
_بابي أنا ولهف غسلنا الصحون مع بعض وكانت حلوة أوي ولهف قالتي اني بقيت شطولة وكبيلة(شطورة وكبيرة)
قبل آدم وجه ابنته وهتف ليشعدعر ابنته بما حققته من انجاز
_برافو عليكي يا روحي... حبيبة بابا كبرت ياناس وبقت عروسة
ضحكت أيسل بسعادة لإستماعها إطراءات والدها
وقفت رهف الى جواره وهتفت بابتسامة صافية فرحة بعودته أخيرا فهي أعتادت على مرافقته
_حمدا لله على السلامة يا آدم
ابتسم لها ابتسامة خرجت من قلبه لتترجم على قسمات وجهه فكيف لا يرتاح بصحبة تلك الرقيقة البريئة كبراءة الأطفال
فتلقائيا منه مد يده إلى رأسها ليقربه من فمه ليقبل ناصيتها ليعبر لها عن مدى أهتمامه بها وامتنانه لوجودها معهم.
رغم ان رهف لم تعد تشعر بالحرج لمكوثها معه واعتيادها على ممارسة حياتها بوجوده بشكل طبيعي الا انها مازالت تخجل من قربه منها فما بالك بتقبيل جبينها الأمر الذي جعل وجعها يتخضب بحمرة الخجل والارتباك الشديد ..فوضعت يدها على انفها وتنحنحت بارتباك
ليضحك آدم بتسلية عندما لاحظ حرجها ذاك ...لا يدري لما يكون في قمة سعادته عندما يراها على هذا الحال
تعدمت أسماء أن تقوم لاستقبال ابنها متأخرة قليلا لحتى يتسنى له استقبال زوجته كما يحب وعندما اقتربت منه ووجدته يبتسم
هتفت بسعادة بادية على محياها
_الحمد لله يا آدم أخيرا شوفت تاني بتضحك من قلبك ... حمدا لله على السلامة يا حبيبي
قالتها بعد أن عانقت ولدها برضا عن حالته
ثم مسدت على ظهر رهف بامتنان
_ربنا يسعدك يا رورو زي ما رجعتي البسمة لوش ابني من تاني.
ليتخضب وجه رهف مرة أخرى فيضحك آدم ويقول
_خلاص يا ماما ...رهف بتتكسف
ابتسم أسماء
_ايوة عارفة يا حبيبي ..بس ده ميمنعش اني اعبرلها عن امتناني وحبي ليها ...يلا أسيبكم بقا تأخدوا راحتكم .
رغبت رهف بأن تبقى أسماء معهم قليلا بعد
_خليكي يا سوما معانا شوية كمان ..عمو نايم هتروحي تعملي ايه لوحدك هناك
ليؤكد آدم على حديثها
_ايوة يا أمي ده حتى أنا لسه مقعدتش معاكي .
رضحت أسماء لما يريدان وبقيت معهم قليلا بعد
توجهت رهف لتجهيز الطعام لآدم بينما جلست أسماء جوار إبنها يتجاذبان اطراف الحديث
لتقول أسماء وتتذكر أفعال سوسن
_تعرف يا آدم ان سوسن بتغير على بنتها مني
رفع آدم أحد حاجبيه وحرك رأسه جانبا
_معقول!!..إزاي
قصت أسماء كل ما فعلته سوسن أمامها
فابتسم آدم وعلم أنه ربما عرف السبيل لجعل سوسن تحسن من معاملتها لابنتها ألا وهو جعلها تغار ...لذا طلب من أمه أن تستمر على ما تفعله فلربما تؤتي تلك الطريقة النتائج المرجوة فأبدت أسماء استعدادها الكامل لفعل ذلك فهي تحب رهف وتريد لها صلاح الحال مع امها.
تناول آدم طعامه بصحبة ابنته وأمه وزوجته ...بعدها بدأت تشعر أيسل بالنعاس فأخذتها أسماء معها شقتها لتنام معها.
بقيت رهف مع آدم وحدهما فشعرت بالنعاس هي الآخرى فاستأذنت من آدم الذهاب للنوم لكن قبل أن تفعل وجدت هاتفها يرن
وعندما أنهت اتصالها سألها آدم عن هوية المتصل
_دي ماما بتقول انها حبت تطمن عليا قبل ما تنام
فابتسم آدم وتأكد أن ظنون أمه في محلها واسبشر خيرا.
وضعت رهف ظهر يدها على فمها بتثآئب
_آدم أنا خلاص نعست ...بعد إذنك هدخل أنام
أنهى آدم فنجان القهوة الذي في يده على عجل ولحق بها
_تمام وأنا جاي أنام معاكي
نظرت له بتعجب ليهتف سريعا
_هنام قصادك على السرير التاني يا رهف ..فيها مشكلة دي
ابتسمت له وهتفت بهدوء
_لا يا آدم مفيش مشكلة.
اقترب منها آدم وشبك أصابع يده في أصابع يدها ودلف معها لغرفة أيسل ليناما سويا لكن كل في فراشه ...ترى هل سيستمران كثيرا على التهرب من مواجهة حقيقة الأمر؟؟؟
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
عند آذان الفجر ...
استيقظت رهف لتؤدي فريضتها ...فلاحظت أن آدم لم يستمع لصوت منبه هاتفه وأنه يغط في نوم عميق
اقتربت منه على استحياء لتوقظه لحتى يلحق صلاة الجماعة في المسجد لما لها من فضل عظيم
"يُضاعف الله أجر المُصلّي في جماعة إلى سبع وعشرين درجة عمّن يصلّي منفرداً؛ لقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: «صَلَاةُ الجَمَاعَةِ أَفْضَلُ مِن صَلَاةِ الفَذِّ بسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً»، وقد جاء في بعض الأحاديث أنّها تزيد عنها بخمسٍ وعشرين درجة"
مدت يدها تهزه برفق
_آدم... آدم... آدم الفجر آذن ...يا آدم اصحى بقا
تململ في فراشه ومن ثم دار وجهه للناحية الآخرى
زفرت رهف بضيق فهي تعرف أنه متعب بعد يوم أمس الطويل في المشفى لكنه بعذا الشكل لن يدرك الجماعة ...لذا زادت من قوة حركة يدها على جسده
_آدم من فضلك قوم علشان تلحق الفجر ... هيصلوا ويسيبوك.
هب آدم من مرقده في الحال مزعورا
_ايه ... الفجر آذن!!!... المنبة أنا مسمعتوش خالص... طب هما صلوا ولا لسه... الفجر آذن بقاله كم دقيقة... هلحق الجماعة؟؟؟
ضحكت رهف على هيئته وقال وهي نازالت تضحك
_اهدى اهدي ...الفجر آذن مبقالوش ٣دقايق..هتلحق الجماعة بإذن الله
تنفس آدم الصعداء فهو لا يحب أن تفوته صلاة الجماعة وخاصة الفجر.
صلاة الفجر غنيمة لا تعادلها غنائم الدنيا وكنوزها. - النجاة من النار والبشارة لهم بدخول الجنة قال – صلى الله عليه وسلم-« لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل مغربها»، رواه مسلم
نهض من مكانه بعدما رمقها بابتسامة ممتنة
_شكرا يا رورو علشان صحيتني .
_عفوا يا سيدي ابقى عد الجمايل
وقف للحظات يحملق بها
_انتي رهف!! ولا أنا بحلم
ضحكت ثانية
_لا مش بتحلم ...اتفضل يلا ادخل اتوضى علشان تلحق الجماعة.
ظل ثابتا مكانه يرمقها بابتسامة
_لحظة بس ..انتي بدأتي تتغيري على فكرة
_وده شىء كويس ولا مش كويس!!!
_كويس طبعا ..أنا مش مصدق
مدت رهف يدها الى ظهره لتدفشه بخفة نحو المرحاض
_يلا يا آدم
وقف أمام باب المرحاض بغية مناغشتها فالتفت اليها ليقول بمكر
_لا ده احنا اتجرأنا اوي وبقيتي تمسكيني إنتي
تحرجت رهف مما قاله فانتبهت لنفسها وفي الحال وضعت يدها خلف ظهرها وتنحنحت بحرج
لينفجر آدم ضاحكا عليها ثم يدلف الى المرحاض ليتوضأ
أما رهف فتتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعها من حرجها الذي تسبب به آدم
خرج آدم من المرحاض وتوجه للغرفة الأخرى كي يرتدي ملابس مناسبة للصلاة ...لكنه لم يلمح رهف تدلف خلفه للمرحاض فاستغرب سكونها... ارتدى ملابسه على عجل ودلف يبحث عنها في غرفة أيسل
ليجدها متدثرة بالكامل بغطاءها فتعجب من فعلتها فنادى عليها
_رهف ... انتي بتعملي ايه
ليقول رهف من تحت الغطاء
_آدم إمشي دلوقتي من فضلك .
لينفجر آدم ضاحكا مرة آخرى وهو يحرك رأسه باستياء ومن ثم يتوجه الى الخارج ليدرك صلاة الجماعة
ما ان سمعت صوت ٱغلاق الباب حتى نهضت من مكانها وهمت لتتوضأ وتتهيأ للصلاة هي الآخرى .
بعد انتهاء الصلاة عاد آدم ليجد رهف تدعي النوم رغم أنه يعلم أنها مازالت مستيقظة
فتوجه الى فراشه فهو مازال بحاجة الى قليل من النوم بعد قبل أن يذهب الى عمله وهتف بهدوء
_على فكرة ملوش داعي الحرج اللي انتي فيه ده ... انتي زوجتي حاليا ولا نسيتي ...أنا كنت بهرج معاكي وعايزك تكوني على طبيعتك كدا دايما
ما ان قال ذلك حتى فتحت رهف أعينها وقالت له بخفوت
_احم ... طب تحب أحضرلك الفطار دلوقتي
_لا لا مش دلوقتي أنا نازل على ١٠ محتاج بس أنام كمان ساعتين قبل ما انزل
_اوك...زي ما تحب
_وانتي هتعملي ايه
_ممم مش عارفة .. هروح أقرأ وردي من القرآن في الصالة علشان أسيبك تنام براحتك.
اشرأب برأسه لينظر اليها
_ممكن تخليكي تقريه هنا... حابب أنام على صوتك وانتي بتقري قرآن.
في بداية الأمر تحرجت رهف من القراءة أمامه لكنها عندما اندمجت في للقراءة وتعايشت مع الآيات بدأت ترتل بصوت عذب .
غط آدم في نوم عميق وهادىء مستمتع بحلاوة وعذب صوتها
اما هي فوجدت نفسها غفت مكانها بعدما انهت وردها اليومي
استيقظ اثنتيهم على صوت طرقات على الباب ..تلاها صوت الجرس
لينظر آدم الى ساعة هاتفه ليجدها التاسعة فينهض من مكانه فلم يعد هناك وقت وعليه أن يجهز للخروج لعمله
لتهتف رهف بانزعاج
_ياربي انا ازاي نمت ... اسفة أوي هروح أشوف مين أكيد سوما وبعدها أحضرلك الفطار
_هروح أفتحلها أنا وروحي حضريلي الفطار بسرعة معلش يا رورو
_حاضر يا آدم
توجه هو ناحية الباب ومد يده نحو المقبض ليفتحه لكنه لا يدري لم نظر من العين السحرية الموجودة على الباب ليجدها سوسن ..فتراجع عن فتح الباب وانطلق مسرعا نحو رهف
_رهف .. دي مامتك اللي بتخبط
تفآجئت رهف بذلك
_معقولة ماما هتيجي الصبح كدا
خشي آدم أن يفتضح أمرهما أمام حماته فقال مسرعا
_رهف بسرعة ظبطي السراير في اوضة أيسل علشان والدتك متحسش بحاجة
رمقته باستغراب
_حاجة !! حاجة ايه!!
زفر آدم بضجر فلا وقته لسؤالها الغبي ذاك وذهب هو ليرتب الأسرة بنفسه وهو يقول
_روحي افتحي لمامتك يارهف .
حركت رهف كتفيها بعدم فهم
_حاضر
فتحت رهف لأمها
_ماما حبيبتي صباح الخير اتفضلي.
_ازيك يا رهف... صباح الخير عليكم
قالتها وأعينها تبحث عن أسماء في أرجاء المنزل
_اتفضلي يا ماما
_هيه أسماء مش هنا ولا ايه
_لا ياماما ...سوما مش بتيجي غير بعد ما آدم ينزل المستشفى
تنهدت سوسن براحة لأنها سبقتها في المجىء وهتفت تسأل عن آدم
_آدم لسه نايم ولا ايه
أنهى آدم ما كان يفعله وجاء لاستقبال حماته فهتف مرحبا بها
_أهلا أهلا ازيك يا طنط ..اخبار صحتك ايه وعم فهمي أخباره ايه
ردت عليه سوسن بانكشاح وفخر بزوج ابنتها
_أهلا يا حبيبي وجوز بنتي ..ربنا يهنيكم يارب...احنا كويسين طول ما انتوا بخير
هتفت رهف وهي تنهض من مكانها بغية أن تعد الفطور لآدم لحتى لا يتأخر على عمله
_عن إذن حضرتك ياماما هروح أجهز الفطار علشان آدم يلحق ينزل شغله وطبعا علشان حضرتك كمان تفطري معانا .
لتنهض سوسن من مكانها
_لا يا روحي ادخلي مع جوزك شوفي محتاج ايه وساعديه في لبسه ... أنا جايبة ليكم الفطار وأنا جاية ..هروح افضيهم في الاطباق
_تعبتي نفسك ليه بس يا طنط
_تعبك راحة يا حبيبي .. يلا يا رورو روحي مع جوزك يا حبيبتي.
استغرب كل من آدم ورهف وحملق في بعضهما بزهول
أما آدم فاستغرب معاملة سوسن لابنتها فلأول مرة تناديها بكنية تدلل ك "رورو" كانت دائما تقول لها اما رهف او بت يا رهف
أما رهف فكان استغرابها هو أن أمها تطلب منها أن تدلف مع آدم وتساعده على تبديل ملابسه ...لا تعلم أنها كانت تتمنى أن تنشق الارض وتبتلعها من فرط حرجها بسبب وضعها ليدها على ظهره دون قصد منها.
فاق اثنتيهم على صوت سوسن تهتف بتعجب
_ما تتحركوا يا ولاد هتفضلوا مبحلقين لبعض كدا كتير!!
تنحنح آدم ومد ذراعه يلفه حول كتف رهف بتسلية فهو متأكد أنها في قمة حرجها الآن ... لا يدري لم رؤيتها على هذا الحال يروق له الى هذا الحد
_يلا يا رورو ...تعالي ساعديني ..مش عايز اتأخر
اضطرت رهف ان تجاريه لحتى لا تغضب أمها ودلفت معه غرفته بهدوء
وجدها تقف في الغرفة بحيرة بعدما اوصد بابها من الداخل
ليهتف بابتسامة عريضة ماكرة
_مالك واقفة ليه كدا
_أعمل ايه !!
_ساعديني زي ما مامتك قالت
_آدم انت هتهرج!!!
_لا بتكلم جد ... ساعديني ايه انا مش زوجك!
توترت رهف وتخضب وجهها
_ايوه بس .. بص ..أنا ..أنا هجيب لك هدومك من الدولاب وهلف وشي وانت ألبس تمام ... او ادخل البس في الحمام ماشي.
يرفع أحد حاجبيه
_لا أنا هلبس هنا في الأوضة
_تمام ...اتفضل هدومك أهي وأنا هلف وشي
_لا طبعا أنا عايزك تساعديني يارهف اتأخرت
قالها بمكر مستمتعا برؤيتها على هذا الحال المرتبك لا يدري ان قلبه بدأ يدخل في مرحلة الخطر وصافرات الانذار باتت قريبة
وقفت رهف تنظر له بحيرة
_طب أساعدك ازاي ...أنا مش هعرف
_بسيطة يا رهف تعالي ساعديني وفكيلي أزرار البجامة دي .
بدت رهف مترددة فالخجل غلب عليها لكنها استحت أن ترفض طلبه وهو الذي دائما حنون معها وينفذ ما تطلبه
لذا هتفت بقلة حيلة حاضر
اقتربت منه حتى باتت في مقابلته وركزت أعينها على أزرار بجامته لحتى تنهي عملها بسرعة
كان مستمع بالتحديق بها وهي على حالتها من التوتر ...رفعت بصرها عن غير عمد لتجده يرمقها بابتسامة عريضة فزاد حرجها وتوترها أكتر وأخفضت بصرها سريعا تحاول ان تنهي ما بدأته ...لكن توترها جعلها تتأخر وترتعش أيديها
ليضحك هو بقوة
_انتي كدا بتساعديني أتأخر مش العكس ...بسرعة شوية يارهف
تركت رهف بجامته وابتعدت عنه بضجر
_أنا قلتلك مش هعرف ...اتفضل كمل انت مش عاملة حاجة
حاول كتم ضحكته
_لا خلاص كملي مش هتكلم
_لأ ..اتفضل خلص لبسك لوحدك بلاش دلع
ادعى أنه سيهم بمناداة أمها
_خلاص انتي حرة هروح أقول لمامتك انك مش راضية تساعديني
لتركض هي نحوه بسرعة قبل أن يفعلها لتقول بتبرم
_خلاص ..خلاص هساعدك
_ما قلنا كدا من الاول
هتفت بضجر
_آدم من فضلك اقعد ساكت
ضحك بخفوت
_حاضر يا ستي
انهت الازرار كلها سريعا
فقام بخلعه عنه وارتدى قميصه الابيض الخاص بالعمل ليقول لها
_يلا كملي مهمتك.
_ايه تاني!!
_يعني معقولة هخرج والقميص مفتوح
تقدمت منه بتبرم
_ماشي يا آدم حاضر .
انهت فعلتها وخشيت ان يطلب منها شيئا آخر فقالت وهي تتوجه للخارج بوجه متورد من فرط خجلها
_انت تقريبا قربت تخلص لبس ...أنا هروح أساعد ماما .
ليضحك هو عليها وأمسك بنطاله بيده وارتداه ليكمل استعداده
وهو يقول بتعجب
_معقول في كدا... دي بتتحرج من خيالها .
وقف أمام المرآة ليترآئى له صورة زوجته الراحلة تنظر له بابتسامة فيهتف بتساؤل رغم الحنين في نبرة صوته
_معقولة تكوني مبسوطة وراضية باللي بيحصل!! معقولة تكوني فرحانة اني اتجوزت عليكي ..زي ما شفت في الحلم!! عايزة تفهميني انك مش زعلانة بوجود واحدة تانية في حياتي
لم يجد جوابا سوى تخيل صورتها وهي ترمقه بابتسامة راضية تماما
فتنهد بحب
_ربنا يرحمك يا حبيبتي ..هنفذ وصيتك اللي قلتهالي في الحلم وهعيش حياتي الزوجية بشكل طبيعي مع رهف ..بس الاول تكون هيه مستعدة لده وأديني أهو بحاول أزيل الحواجز زي ما نصحتيني ..هتفضلي يا روح قلبي شايلة همي حتى بعد مماتك!! بحبك يا أغلى حاجة حصلتلي .
دلفت رهف لتجده يتحدث ناظرا لنفسه في المرآة
لتتحدث بتساؤل
_آدم انت بتكلم نفسك... انت لسه مخلصتش !! ماما جهزت الفطار
طالعها آدم بنظرة مطولة لا يحيد بصره عنها ليكتشف أن لها بريق خاصا يجذبه كان يحاول إخفاء تلك الحقيقة عن قلبه لكن حلمه بزوجته الراحلة أزاح الستار عن تلك الحقيقة ليكشفها جلية أمام عينيه
هتفت رهف باستغراب
_آدم انت كويس!!! ..آدم
انتبه آدم لمناداتها
_نعم يا رورو معاكي
_من فضلك يلا انت كدا اتأخرت فعلا
نظر لساعة يده الموضوعة على الكومود
_يا خبر انا فعلا كدا هتأخر
مشط شعره سريعا ونثر عطر البرفيوم الخاص به سريعا على ملابسه ليهتف برهف
_رورو من فضلك الشنطة بتاعتي في اوضة المكتب ممكن تجيبيها؟
_حاضر هجيبها ..اقعد انت بسرعة افطر
أحضرتها رهف وعادت اليه لتجده واقفا
_ايه مقعدتش ليه
لتهتف سوسن بانشراح صدر لظنها بكمية الحب بينهما
_مش راضي يقعد الا لما تيجي
ابتسمت له رهف
_يا آدم اتأخرت مش عارفة مالك النهاردة
ليرد عليها بتيه
_مش عارف فعلا .
تناول طعامه في صمت وشرود تام
ثم نهض من مجلسه ليتوجه للخارج ناسيا حقيبته الطبية تماما
لتلحق به رهف
_آدم شنطتك.. واوعي تنزل من غير ما تسلم على سوما وأيسل علشان ميزعلوش
ابتسم لها باعجاب فكل مرة تثبت له أنها الأختيار الافضل فقبل جبينها بحب
_متحرمش منك يا رورو ... حاضر... هخبط عليهم أسلم قبل ما انزل.
أسماء عبد الهادي
ظلت سوسن مع ابنتها طيلة النهار ..تراقب أفعال سوما مع رهف وتتنافس على معاملة رهف أفضل منها
🌼🌼🌼🌼🌼
استمر الوضع على هذا الحال لأسبوع آخر تحسن فيه معاملة سوسن لابنتها تماما..لكن حان وقت سفر والدي آدم لمتابعة أعمالهما ولكن كان عليهما أن يقضيا بعض الوقت مع ابنتهم فقررا أن يسافرا لهما ليقضيا معهما يوما او اثنان ثم يسافران .
ودعت أسماء ابنها ورهف بحرارة وأرادت أن تأخذ أيسل معها لعمتها
لكن آدم رفض حتى لا يفسد عن أخته وزوجه وقتيهما معا
_خليها مرة تانية يا ماما...اتفضلوا انتم استمتعوا بوقتكم وأنا اول ما أفضى من شغلي بإذن الله ..هنسافر احنا كمان
_ماشي يا حبيبي ربنا يسعدكم... خد بالك من بنتك ومراتك يا آدم وحطهم جوا عينيك
أدمعت أعين رهف وهتفت بحزن
_هتوحشيني اوي يا سوما.
_ياروحي وانتي أكتر .. بس انا مطمنة عليكي سايباكي مع زوجك حبيبك ومتأكده انه هيحطك جوة عنيه
ليؤكد آدم على كلام أمه
_أكيد طبعا يا ماما مفيش شك في كدا
ابتسمت امه له برضا
_يلا اشوف وشكم بخير يا حبايبي .
سافر الوالدان وبقيت سوسن على حالها تقضي نهارها ما بين الذهاب لابنتها وبين بيتها
لكنها اليوم لن تستطيع ان تذهب لابنتها فماجد سوف يعود من عمله وعليها أن تعد له الطعام الذي يحبه
لذا بقيت رهف هذا اليوم مع ايسل وحدهما فآدم غادر الى عمله .
لاحظت رهف أن أيسل تتنفس بسرعة كبيرة أثناء نومها وتفتح فمها أثناء التنفس وكأنها تعاني خطب ما
فاقتربت منها بقلق لتتحسس حرارتها لتجدها مرتفعة للغاية
لم تدري ما تفعل فهي ليست معتادة على رعاية طفل مريض
توجهت سريعا لتقوم بعمل كمادات باردة لكن لا جدوى فالبنت ما زالت تعاني
حاولت الاتصال بآدم لكن هاتفه المحمول خارج الخدمة
وقفت في منتصف الغرفة تبكي لا تدري ماذا تفعل ... تخشى أن يصيب أيسل مكروه ..فقررت ان تتصل بأمها لتسألها
_ماما الحقيني ... تعالي بسرعة أيسل تعبانة وأنا مش عارفة اتصرف
_طيب خليكي جنبها وأنا جيالك اهو
ف
واثناء انتظار رهف لأمها ...حاولت ان تهاتف آدم ليأتي ليفحص ابنته واخيرا هاتفه أعطى جرسا ليجيب آدم
_السلام عليكم... اهلا يا رورو عاملين ايه
ليتجيب رهف ببكاء
_آدم الحق أيسل تعالى بسرعة .
لم يستطع آدم أن يستمع لبقية كلام رهف فعلى الفور توجه لسيارته يقودها سريعا ليرى ما حدث لابنته وقلبه يكان يخرج من مكانه من فرط قلقه عليها
وصل الى منزله أخيرا وطرق الباب بسرعة متناسيا انه يحمل مفاتيحه لتفتح له سوسن
فيقول بوجه شاحب
_أيسل ..أيسل فين..
لتطمأنه سوسن
_اهدى يا آدم...البنت كويسة... يخيبك يا رهف ...وقعتي قلب جوزك على بنته
دلف آدم الى غرفة ابنته سريعا ليجد رهف تحتضنها وتبكي.
فيقترب منها وينظر لابنته ليرى ما أصابها
فتهتف سوسن
_اطمن يا دكتور... البنت كانت سخنة شوية ورهف اللي كبرت الموضوع
تنهد آدم براحة بعدما اطمأن على ابنته
فزفر بغضب
_حرام عليكي يا رهف خضتيني انا سبت كل اللي ف ايدي وجيت وانا مش عارف انا كنت سايق ازاي
خشيت سوسن ان تسوء العلاقة بينهما لذلك السبب فآدم يبدو عليه الغضب لذا هتفت محاولة أن تصلح الأمر
_اعذرها يابني ..ماهي متعرفش حاجة عن عيا العيال
لتهتف رهف ببكاء وأسف
_أنا أسفة والله يا آدم .. أنا كنت حاسة اني هموت من الخوف على أيسل .. أنا كلمت ماما بس كنت محتاجاك معانا .. محتاجاك جمبنا تطمني على بنتي.
هدأ آدم بعدما علم أنها لا تستحق ثورته تلك فهي كانت قلقة على ابنته ولأنها رقيقة أعطت الأمر أكبر من حجمه فما كان منه الا أنه أخذها بين ذراعيه يحيطها بحنان هي وابنته التي تأخذها هي بين ذراعيها
_ششش متعطيش ..حصل خير.. والبنت الحمد لله كويسة.... هعطيها العلاج وهتكون كويسة
زاد بكاءها بين يديه
_آدم انا كنت خايفة عليها أوي... آدم أنا أم فاشلة اوي معرفتش اتصرف لوحدي...وفضلت اعيط جنبها ... أيسل تستاهل أم أفضل مني
_حبيبتي متقوليش كدا ...انتي أحسن ام في الدنيا ...وأيسل محظوظة بيكي ...عمرها ما هتلاقي أم تحبها وتخاف عليها زيك كدا... ارجوكي بطلي بكا علشان أيسل متزعلش ومتبكيش هيه كمان.
مسحت رهف دموعها ونظرت لأيسل ومن ثم شددت من عناقها وهي تقبلها بحب
_يا روح قلبي انتي
ابتسم آدم لفعلتها وشدد من احتضانها هو الآخر
لتنسحب سوسن بهدوء من المنزل لتكمل ما كانت تفعله في منزلها وهي راضية تماما عن ابنتها وعلاقتها بزوجها.
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
أسماء عبد الهادي
_يا بنتي الله يهديكي خلينا نخرج ...ماماتك وباباكي سافروا من غير ما نخرج معاهم في أي مكان ... خلينا على الأقل نلحق نتفسحلنا يومين قبل ما أجازتي تخلص.
لكنها مصرة على الرفض
_لا انا قلتلك مش هتخرج يعني مش هتخرج يا ماهر
_يا مجنونة اللي ف دماغك ده انسيه انا بقالي اسبوعين بحاول افهمك وانتي مفيش فايدة.
_لا يا ماهر يعني لا ... انا مش هكرر اللي عملته اول يوم وننزل علشان تشوف المناظر دي تاني
_يا سها افهمي ...بقولك هأخدك مكان هنكون فيه أنا وانتي وبس مش هنشوف حد ولا حد هيشوفنا
_يا سلام عايز تفهمني ان القرية دي فيها مكان نقدر نخرج فيه من غير ما نتصدم بمنظر كدا ولا كدا .
_ايوة يا حبيبتي صدقيني... اسمعي كلامي بس علشان مترجعيش تندمي وتقولي ياريتني خرجت واتفسحت ... اجازتي مش فاضل فيها غير ايام وهنرجع ...انتي حرة .
اخذت تفكر وتدير كلامه في رأسه ومن ثم هتفت مشيرة له بتحذير
_ماهر انا لو خرجت معاك وقابلنا اي منظر مش لطيف ...أنا هقتلك فاهم.
ضحك باستياء من تفكيرها
_ياحبيبتي منضمنش اننا نقابل حد كدا ولا كدا
لتتراجع هي مرة أخرى عن قرارها
_يبقى خلاص مش خارجة .
زفر ماهر بضيق وجلس بلا مبالاة
_انتي حرة... أنا كنت حابب افسحك وانتي اللي مش عايزة
لتتراجع مرة أخرى بعدما تجده يجلس ولن يخرجها وإجازته قاربت على الانتهاء
_لا خلاص خلاص... هننزل ..بس اوعدني يا ماهر
رفز ماهر بحنق
_سها.. اسمعي والله لو فتحتي الموضوع ده بجد هزعل منك .. يابنتي انتي مصدعاني بيه طول شهر العسل مش كدا يا ماما... انا لصبري حدود.
حزنت سها وأسدلت شفتيها لأسفل
_ده الحق عليا اني بحبك وبغير عليك.
تنهد بضجر وأمسك يدها يقبلها
_ياحبيبتي عارف ... بس الغيرة بالشكل ده غلط وبتخنق ..كل شىء لو زاد عن حده ينقلب للأسوء يا سها... انتي لازم تثقي فيا أكتر من كدا لإما هزعل بجد
نظرت لأعينه بحب
_لا مش عايزاك تزعل مني... أنا بس
وضع يده على فمها
_شش .. يلا قومي البسي علشان نلحق يومنا برا من أوله
ابتسمت له برضا
_حاضر يا حبيبي
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
أسماء عبد الهادي
ليتك كنت سندي
هاتفته باستياء بعدما رأت أنه لا يحرك ساكنا ولم يتقدم خطوة واحدة للأمام بجد
أجاب على هاتفه بمرح
_موكا حبيبة أخوها... عاملة ايه ؟
_زعلانة منك
_ياخبر هو أنا اقدر... اعذريني والله مشغول في الشغل سامحيني .
_مش ده سبب زعلي منك يا ماجد وانت عارف فبلاش تحور
_حقيقي مش عارف انتي تقصدي ايه ...ووالله ما بحور في ايه بجد
_ممكن تفهمني انت ليه لحد دلوقتي مروحتش تخطب ليلى!!!
فتح ماجد فهمه
_ها
_ها ايه !!انت بتستعبط بجد يا ماجد .. بتحبها ومش عايزة تأخد خطوة إيجابية ليه
_مش عارف يا ملك ... يمكن مستنى لما أكتب كتابي عليكي الأول
زفرت بضيق وهتفت بغضب
_تاني يا ماجد!!!
_ يا ملك خلينا صرحا مع بعض .. أنا مش هقدر اتخلى عنك افهمي ...على الأقل نكتب الكتاب وبكدا محدش هيقدر يزعجك بأي كلمة كدا ولا كدا وكمان علشان لو جالك نصيبك ..تكوني واثقة من نفسك أن محدش هيقدر يمسك بكلمة.
_مقدرة خوفك وقلقك عليا ... انت ونعم الأخ االي كنت بتمناه طول عمري... بس أنا عايزة أقولك اني دلوقتي مش بفكر غير في مستقبلي واني اقف على رجلي من تاني ... الجواز مش هو اكبر انجاز ممكن أحققه في دنيتي... أنا عايزة اشتغل وأحقق كياني يا ماجد ... عايزة أقف على رجلي واتغلب على ضعفي ..أنا طلبت من خالي يشوفلي شغل وبكرة أنا عندي مقابلة مع المدير.. ادعيلي اتقبل واشتغل وانسى الماضي وأرميه ورا ضهري.
_ياااه هيه دي الأخبار اللي تفرح القلب.... أكيد طبعا هتقبلي مين اللي يقدر يرفض موكا العسل دي....ربنا يوفقك وييسرلك الخير
ضحكت ملك
_ماجد متوهش بقا هتروح تخطب ليلى امتا.
_مممم ... هروح على شرط.
_اوعى تقولي تعالي معايا
_لا يا حلوة ... وجودك معايا أمر مفروغ منه لأنها صاحبتك .
_لا يا ماجد من فضلك
_انتي لو رفضتي يبقى دماغي هتودي وتجيب وانتي عارفاني وممكن الغي الليلة
_لالا ... يا باي عليك... خلاص جاية معاك
_تعجبيني اقول شرطي بقا
_ربنا يستر منك
_تسامحي خالتي يا ملك... حالتها تقطع القلب ... كلنا بنغلط مش معصومين من الغلط ...المهم اننا نفوق ونعرف غلطنا
_مش قادرة يا ماجد
_علشان خاطري... زي ما إحنا غلطنا مع رهف وطلبنا منها السماح ... وانتي بنفسك طلبنتي منها تسامحك ...يبقى ازاي انتي مش عايزة تسامحي أمك... دي أمك مهما كان يا ملك ... ربنا أمرنا ببر والدينا حتى لو كانوا فاسقين ...سامحيها ياملك وصدقيني أمك عرفت غلطتها كويس .. دي قدرت تخلي البوليس يمسك المجرمين اللي عملوا فيكي كدا وهيأخدوا جزاتهم خلاص ..كتبت كل ما تملكه بإسمك انتي..
.بتجي كل يوم تترجاني علشان اتوسطلك علشان توافقي تسامحيها.... كل ده ومش عايزة تسامحي!!... انسي يا ملك ..علشان خاطري وحنني قلبك من تاني على أمك .
اغرورقت أعين ملك وسمع ماجد شهقاتها ليقول بتأثر
_ها يا ملك ريحي قلبي وقلب أمك... وصفي قلبك من ناحيتها علشان تقدري تتابعي حياتك بهدوء ومن غير تعب
_انت صح يا ماجد ...هأخد بنصيحتك... أنا هسامح ماما ماهي الدنيا مش مستاهلة البعد أكتر من كدا ...أخاف يجرالي او يجرالها حاجة واحنا بعيد عن بعض.. أنا بحبها يا ماجد بحب ماما
_برافو عليكي يا موكا ...وهيه كمان بتحب بنتها الوحيدة وندمانة صدقيني.
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
أسماء عبد الهادي
كانت جالسة جوار الصغيرة تعلب معها وفجأة سمعت جرس الباب يرن فاستغربت من الطارق وخاصة أن أمها أخبرتها أنها ستأتي لها في المساء
ارتدت حجابها واقتربت من الباب وهتفت بخوف
_مين ... مين !!
لم يأتيها الرد فعادت أدراجها مرة أخرى ..لكنها قبل أن تجلس مكانها استمعت لصوت الجرس ثانية
فقامت بفتح الباب قليلا لترى من الطارق فإذا به يهجم عليها لتصرخ هي بقوة ولم تستطع غلق الباب في وجهه فهو أحكم قبضته على يدها ودفشها للداخل بعد أن وضع يده على فمها ليمنع صوتها من الخروج
ابصرته بزعر وهو يرمقها بنظرات تحمل في طياتها الكثير من الشر
_والله ووقعتي في ايدي تاني
لتنفض رهف رأسها وتحاول الصراخ بكل قوتها و كل طاقة ممكنة لديها للخلاص منه .
ليهتف هو
_متحاوليش محدش هيقدر ينجدك من إيدي.
ليعلوا صرخات رهف في البيت بأكمله فيهب آدم من نومه فزعا ويتوجه لفراش رهف التي كانت نائمة جوار أيسل ولكن أيسل استيقظت خائفة إثر صرخات رهف المتتالية
اقترب منها محاولا تهدئتها فيبدو أنها نائمة وترى كابوسا مزعجا يكدر عليها نومتها
_رهف... رهف اصحي ده كابوس مش حقيقي
فتحت رهف أعينها وهي تشهق بقوة وكأنما سحب الهواء فجأة من حولها
وتعلقت بعنق آدم بخوف شديد وهي ترمق بابا الغرفة
_آدم الحقني ... متسبنيش ...انقذني منه... مش عايز يسيبني في حالي ... آدم خليك جنبي...احميني منه زي كل مرة
ضمها آدم الى صدره يبثها الأمان
_متخافيش ده كابوس ...استعيذي بالله من الشيطان الرجيم واتفلي عن شمالك ٣مرات .
_لا عامر مش هيسيبني ... هيجي ورايا هنا علشان يأذيني... خليك جنبي يا آدم بالله عليك.
_متخافيش يا حبيبتي...والله محدش يقدر يتعرضلك ...وعامر ده أساسا سافر برا مصر يشتغل هناك... ماجد مسابوش الا لما طفشه من مصر كلها علشان يضمن انه مش هيتعرضلك تاني... بالله عليكي اهدي أنا مش هتحمل أشوفك كدا.
تشبثت هي بملابسه أكثر وكأنها تود الاحتماء فيه
ليربت آدم على ظهر ابنته بيده الخالية كي تعود لنومها ودثرها جيدها.
ثم حمل رهف ووضعها على الفراش لتكون جواره فلم ترفض وظلت متعلقة به طوال الليل تأبى تركه بعد ذلك الكابوس المزعج .
ليمسد هو على شعرها بحنان بالغ ويقرأ بعضا من أيات القرآن الكريم لحتى تهدأ
وبالفعل استكانت بين يديه ونامت قريرة العين
لتعتاد دائما أن تنام لقربه
و أخيرا وجدت صدرا حانيا تميل عليه ...وجدت حضنا دافئا تستأنس به ..وجدت حصنا منيعا تحتمي به...وجدت سكينة وراحة البال التي حالما يبحث عنها قلبها وهي لا تدري
وأخيرا وجدت السكن .. وجدت السند وجدت الحب
تمت