رواية نقطة ثقة الفصل الرابع 4 والاخير بقلم ناهد خالد


 رواية نقطة ثقة الفصل الرابع والاخير

قوليلي يا شهد انتِ ليه قلعتي خاتمك وانتِ عندنا؟

بصتلي البنت ببراءة وهي بتقول:

-ماما اللي قالتلي اعمل كده.

شهد كانت لسه يدوب 5 سنين, ماتفهمش ايه اللي بيحصل حواليها بس بتنفذ اللي بيطلب منها وفي نفس الوقت لو حد سألها بتقول, بصتلها بابتسامة صغيرة وسألتها:

-قالتلك ايه ماما؟ 

ردت بنفس براءتها:

-قالتلي هنلعب مع طنط رغد لعبة, وانتِ بتلعبي عندها فوق حطي الخاتم بتاعك في درج عندها من غير ما تشوفك وتعالي قوليلي وانا هطلع اقولها تدور عليه ونلعب كلنا سوا, بس ماما طلعت من غير ما تاخدني معاها وضحكت عليا. 

كتم غضبه عشان البنت متخافش وقال:

-تعرفي تقولي الكلام ده قدام ماما وبابا وتيته؟ يعني تقوليلهم على اللعبة دي؟ 

مدت شفتها باستغراب وبعدين قالت:

-اعرف... 

جابلها الأيس كريم وخدها ورجع البيت وهو بيتخيل شكل زينب بعد ما بنتها تكشف لعبتها الحقيرة. 

****** 
جمعهم كلهم في شقة ام محمود..
وطلب من شهد تقول اللي تعرفه, فقالت على اللعبة اللي أمها قالتلها عليها, ووقتها وش زينب بهت ومبقاتش عارفة ترد والكل بيبصلها باتهام, هي مكانش عندها رد اصلاً..

-ايه اللي شهد بتقوله ده؟ انتِ ازاي تعملي كده؟ ازاي كمان تدخلي البنت في لعبة حقيرة زي دي؟ 

قالها محمود وهو بيبصلها بغضب, فنزلت دموعها من غير ما ترد, ووقتها اتكلمت رغد بنبرة مخنوقة:

-عشان مش نسيالي إني عرفتك إنها مكانتش عند أهلها, من وقتها وهي حطاني في دماغها.

قالت ام محمود بغضب:

-وده ذنبك ولا ذنبها إنها بتكدب على جوزها والله اعلم بتروح فين.

وهنا خرجت زينب عن صمتها وهي بتقول بصوت عالي من بين عياطها:

-شوفتوا, اهي دي نظرتكوا ليا من يومها, شاكين فيا وبتبصولي نظرات غريبة, ولولا فتنتها يومها مكانش كل ده حصل, انا يومها ماكنتش بتسرمح, انا كنت رايحة مع صاحبتي اشتري شوية حاجات نقصاني, بس محبتش أقول عشان الفلوس دي مش من ابنك اللي هو جوزي, الفلوس دي من ابويا ولو كنت قولتله كان هيقولي هتروحي تصرفي 5 الاف في لبس وحاجات ليكي, طب ما توفري منهم الفين ولا 3 نحطهم في كذا...

هز محمد راسه باستغراب:

-هو يمكن كان هيقولك كده بس اولًا هو ما كانش هياخد منك حاجه غصب عنك, يعني لو كان طلب منك انك تساعديه وانتِ عارفه كويس انه عليه اقساط والتزامات لحاجات انتِ كلفتيه فوق طاقته بيها, فهو ما كانش بردو هيجبرك, كان هيطلب منك, رفضتي ما كانش هياخد الفلوس غصب عنك ,لكن ده ما كانش يستاهل انك تكدبي عليه وتقوليله انك رايحه عند اهلك وانتِ رايحه تشتري حاجات, وبعدين هو الحاجات دي مش هيشوفها بعد كده وهيعرف انك كنت بتكدبي عليه.

 ردت برفض لكلامه وعصبيه:
 -وانا مش ملزمه اني ادفع جنيه في البيت ولا في اي حاجه والالتزامات اللي انت بتقول عليها كلفته فوق طاقته, انا طلبت اللي أي حد بيطلبه, الشقه وعفا عليها الزمن وكان فيها حاجات كتيره عاوزه تتغير وبنتي من حقي ادخلها حضانه كويسه.

 ردت ام محمود:
 
-شقة ايه اللي عافا عليها الزمن؟ انتِ بقالك سبع سنين متجوزه, هو انتِ بقالك 50 سنه! وحضانة ايه اللي رايحه موديه  بنتك فيها بتدفعي لها ولا 10.000 في السنه ده غير الحاجات اللي كل شويه طالعين لكي بيها ده حفله ده مش عارفه عاوزه لبس ايه, ده عاوزين وعاوزين... ما احنا عيالنا اتربوا ودخلوا مدارس واخدوا شهادات حلوه من غير ما يروحوا حضانه بالشيء الفلاني, وبرده ما حدش فينا قالك انتِ بتعملي ايه, وقلنا اللي بينك وبين جوزك احنا ما لناش دعوه بيه, وجوزك نفسه رغم انك ضغطاه ودلوقتي عليه كذا قسط في الشهر وغير الجمعيات اللي انتِ مدخلاه فيها بردو ما قالكيش حاجه, وكل ده بقى ما يهمنيش في حاجه, انا عاوزه اعرف انتِ ازاي جالك الجرأة تتهميها وتسرقيها كده, طب انتِ كده نأمنك علينا ازاي؟ ونعيشك بينا ازاي؟ ما انتِ بكره لو اتخانقتي مع حد مننا ولا حد مننا زعلك هتلبسيه مصيبه هو كمان.

 وهنا خرج محمود عن سكوته وهو بيقول:

- ما تقلقيش يا ماما, مش هتكون موجوده عشان تلبس حد مصايب.

 بصتله زينب بخوف ورعب وهي بتسأله بصوت بيرجف:

- انتَ قصدك ايه؟ يعني ايه مش هتكون موجوده؟

 بصلها وهو بيقول:

- يعني تلمي هدومك وتروحي عند بيت اهلك, يا إما هم يعلموكي الأدب من أول وجديد ويربوكي كويس, وتكوني بني ادمه تستاهلي تعيشي معايا, يا اما كل واحد فينا يروح لحاله.

 اتدخل محمد وهو بيقول:

- ما فيش داعي لكل ده يا محمود ما تنساش بردو ان في بنت ما بينكم, وان كان على حق مراتي فانا مش عاوز غير انها تعتذر لها دلوقتي وبعد كده ما يبقاش لها اي تعامل معاها ولا كلام, حتى صباح الخير ما تقولهاش لها وتشيلها من دماغها خالص.

 بصله محمود وهو بيقول:

- وانتَ مين قالك اني بعمل كده عشان مراتك بس! اللي يخليها تتهم واحده تهمة زي دي وتنام وضميرها مرتاح تخليها بكره تعمل أي مصيبه فيا انا وتنام بردو وضميرها مرتاح, انا مش هعرف اثق فيها بعد اللي عملته ولا ادي الأمان. 
 *********
 الكل واقف زي ما يكونوا في محكمة..
ابوها وامها واخوها ومحمود..
وهي واقفة قدامهم كلهم رافعة راسها وعاندة ولا كأنها عملت اي حاجة..

_ يا بنتي احترمي نفسك بقى، يعني بعد كل ده مش شايفه نفسك غلطانة!

قالتها أمها فردت عليها ببرود:

_لا مش غلطانة، واحدة وأذتني وكانت هتخرب بيتي ودخلت الشك بيني وبين جوزي، ايه اسيبها كده من غير ما اعلمها الأدب على اللي عملته.

رد ابوها بعصبية وهو بيتحرك ناحيتها كأنه هيضربها فوقفت أمها بينهم:

_ تعلميها الادب تقومي تسرقيها، تتهميها باطل, انا ربيتك على كده؟ ربيتك ترمي الناس بالزور! لا وواقفة تبجحي مش معترفة بغلطك.

صرخت فيهم بترد:

-لا مش معترفة, عشان انا عايشة في بيت كل اللي فيه مش طايقني, كلهم مش قابلين يشوفوني ولا يتعاملوا معايا, ومن وقت ما اتجوزت وهي الفرخة البلدي بتاعتهم, المعاملة الحلوة والكلمة الحلوة لها وانا ولا أي حاجة.

رد عليها محمود وهو متفاجئ من الشخصية اللي ظهرت قدامه:

-مش كره فيكي ولا حب فيها من غير سبب, زي ما شوفتي معاملتهم ليها ليه مشوفتيش معاملتها ليهم, رغد بتعمل مع ماما واخواتي البنات اللي انتي مبتعمليهوش, اسألوها كده لما اخواتي بييجوا عندنا ليه بيدخلوا عند رغد مش عندها.

-عشان مابيحبونيش. 

هز راسه بيأس:

-لا مش عشان كده, عشان رغد بتستقبلهم احسن استقبال, وبتضايفهم احسن ضيافة, مش زيك... فاكرة لما جم مره فجأة قولتيلي هعملهم ايه لقمة وخلاص هم ايه اللي جابهم دلوقتي أصلا, وطلعتي وانتي مش طايقة نفسك عملتي بطاطس وبيض وجبنه ونزلتي بالأكل بعد ما قعدتي فوق اكتر من 3 ساعات على حس انك بتجهزي غدا, وفي نفس الوقت اللي طلعتي فيه رغد طلعت فيه ونزلت بعدك عامله فراخ وسلطة وملوخية ورز, وليه وليه انهم سابوا اكلك وكلوا من اكلها, فاكره يومها اتقمصتي وطلعتي رميتي الأكل قدامي في الزبالة وقولتيلي دي اخر مرة هعملهم اكل فيها, بعد كده خلي رغد حبيبتهم تعملهم, رغم انهم مرفضوش اكلك عشان اقل, لكن ماما ورغد اللي ضغطوا عليهم, مهو مش طبيعي يوم واحد في الأسبوع بييجوا عندنا فيه نأكلهم بطاطس وجبنة! واحنا الحمد لله الخير عندنا كتير, وخدوا بقى من ده كتير وفي الاخر تقول اصل بيحبوا رغد عني.. ولا انتي بتنسي أسلوبك معاهم وإنك ساعات بتحدفي كلام ميصحش تقوليه! 

-ايوه صح.. انا وحشة وكخه, واهلك هم اللي ملاك.

وفعلا يأس:

-انا لا بطلعك وحشه ولا بطلعهم ملايكة, انتي الكلام معاكي قلته احسن, اقعدي عند اهلك لحد ما عقلك يرجع راسك. 

اعترضت بغضب:

-انا عقلي يوزن بلد, ومفيش حاجه اراجعها, ايه عاوزني اعتذر للبرنسيسة زي ما خوك طلب؟ طب والله ده لو على طلاقي ما هيحصل.

-اخرصي بقى.. اخرصي انتِ ايه؟ مش هامك بنتك ولا بيتك اللي بيتخرب! كل اللي هامك سلفتك اللي ولا كأنها ضرتك!

صرخ فيها اخوها بغضب وهو بيشدها من دراعها بقوة واعصابه قربت تخرج عن السيطرة بسبب عنادها وبجاحتها, رفع محمود دراعه بيقول:

-اهو قدامكوا, شوفوا بقى انا مستحملها بقالي 8 سنين على الوضع ده, وبمشي حياتي وبقول عشان البيت ميتخربش, لكن واضح انه مش فارق معاها, بنتكوا عندكوا, عقلتوها يبقى لها فرصة تانية, معقلتش يبقى كل واحد يروح لحاله. 

وسابهم ومشي, عشان يعلى صوت أهلها وكل واحد بيبدي اعتراضه وغضبه منها, لحد ما صرخت فيهم:

-محدش له دعوة بحياتي, محدش عاش عيشتي عشان ينصبلي محكمة, انا عارفة انا بعمل ايه محدش يدخل. 

قالت أمها بخوف:

-ولما تخلص بطلاقك, هتبقى حلوة؟ 

-لو رجوعي هيقف على اعتذاري لها, يبقى طلاقي احسن.

قالت جملتها بعناد واضح تحت اندهاشهم, مش متخيلين ان حقدها على سلفتها وكرهها لها وصل لدرجة انها مستعدة تخرب بيتها وتطلق مقابل انها متعتذرش لها! 
والحقيقة ان الانسان مننا لما بيتفنن في كره حد, وبيحط مية سبب لده, فبيوصل لمرحلة إنه عنده استعداد يخسر أي حاجة في حياته مقابل انه ميخسرش ولا يتذل قدام الشخص ده, وهو ده كان حال زينب, اللي اختارت طلاقها وخراب بيتها عن اعتذارها الواجب والناجم عن غلطها, ويبقى السؤال يا ترى لو محمود اتهاون ورجعها من غير ما تعتذر حياته معاها هتكمل؟ ولا لسه في مشاكل كتير تانية مستنياهم من نفس النوعية؟ ويا ترى هيقدر يأمن لها ويثق فيها تاني ولا الثقة لما بتتهد مستحيل تتبني من جديد؟!  
******
عدى كذا يوم بعد الموقف ده وفعلا زينب راحت عند اهلها اللي غلطوها وقالوا لمحمود انها فعلًا محتاجه تتأدب وتأديبها انها تقعد عندهم فتره لحد ما يشوفوا اذا كانت هتتغير وهتعترف بغلطتها اللي هي للآن مش معترفة بيها ولا لأ.
 وبالنسبه لرغد فهي لحد الان واخده موقف من محمد ورغم محاولاته انه  يتكلم معاها وترجع تتعامل معاه زي الأول لكنها لسه شايله وزعلانه من موقفه.
- طب وبعدين هنفضل كده لحد امتى؟ انا بقالي اسبوع عمال الف حواليكي عشان ترضي عني!

- والله لو زهقت تقدر ما تلفش حواليا تاني.

قالتها بنبرة فاترة فبصلها بعتاب وهو بيقول:

- طيب يعني دي تبقى عيشه! لما نفضل عايشين مع بعض وكل واحد فينا في حاله, يا دوب هي صباح الخير صباح النور, وكلمتين كده على الماشي, هو انا مش جبتلك حقك وفضحتها قدامهم واديكِ شايفه بقالها كام يوم عند أهلها, والعلاقة بينها وبين محمود زي الزفت ومتوترة بسبب اللي هي عملته.

- وأنا ما يهمنيش العلاقه بينها وبين محمود تكون متوترة ولا لا, اوعى تفكر ان اللي حصل ما بينهم ده شفا غاليلي! ولا ريحني انا ما كنتش احب ان الموضوع يوصل للدرجادي, حتى لو هي انسانه وحشه وعملت معايا موقف عمري ما هسامحها عليه لكن بردو مش هحب خراب البيوت, ومعتقدش اني طلبت من محمود يوديها عند أهلها!
 
قرب مني وهو بيضحك بلطف وبيقول:
 
-عارف ان قلبك كبير ويساعي الكل وعمره ما يحقد, بس جاي عندي انا بقى ومقسياه عليا.

 ودت وشها الناحية التانية وهي بتقول:

- مش مقسياه عليك, انا بس مش قادره انسى موقفك.

 رفع ايده يرجع وشها له وقال وهو بيمسك كفها بحنيه:

- طب ما تيجي نحاول انا وانتِ ننسيه موقفي, يعني تحالفي معايا ضد قلبك وانا اوعدك انه هينسى اليوم ده خالص مش موقفي بس.

 رفعت حاجبها له وهي بتقول بغرور:

- واثق قوي يعني من نفسك.

 ضحك وهو بيهز راسه وقال:

- جدا انا وثيق من الفوز, اصل خدي بالك بردو قلبك مهما قسي هو في الاخر ما فيهوش غيري فهيحن.

 ابتسمت ابتسامه صغيره وهي بتردد:

- هيحن وترجع تعمل موقفك ده تاني.

 هز راسه بلا وهو بيقول:

- والله اتعلمت ان الانسان في مواقف ما ينفعش ابدا يكون رده فيها سكات , بالعكس ساعتها الموقف بيتحسب ضده او عليه,  وان رغم صدمته لازم يخرج منها فورًا ويعرف يتصرف في اي موقف يتحط فيه.

 عقبت على كلامه وقالت:
 -والاهم انه يثق في الناس اللي عاشرهم وعاش معاهم وعارف اصلهم كويس, وما يسمحش لأي موقف انه يهز ثقته فيهم خصوصًا لو من اهل بيته.

-حصل يا كبير مش ناويه تليني بقى!

 رفعت راسها بابتسامه وهي بتقول:

- هفكر.

تمت بحمد الله 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1