رواية اسرت قلبه الفصل الثالث والخمسون 53 بقلم سولييه نصار


 رواية اسرت قلبه الفصل الثالث والخمسون 

لم يرد عليها بينما يمسك كتفيها يقرب وجهه من وجهها سانداً جبينه على جبينها ..أغمضت عينيها والدموع تنهمر منهما ..لقد فهمت الأمر ...هو أن ينسى ولن يغفر ...ولا يمكنها أن تلومه ...ورغم حبها الشديد له وألمها أنها سوف تتركه ولكنها سوف تتحمل هذا الألم ...ستعتبره كعقاب آخر على ما فعلته ....
ابتعدت قليلاً ومدت كفها وهي تمسح الدمعة التي انسابت من عينيه دون أن يدري ...ثم أمسكت كفه وقبلته وهي تقول :
-مش هتنسى ولا هتغفر يا جاسم ...وانا مش بلومك ومحدش ليه الحق أنه يلومك من الأساس ...أنت عملت اللي عليك وزيادة ..من هنا بقا أنا هتصرف ...عيش حياتك ...حب واتجوز وأفرح انت تستحق السعادة ...تستحق كل حاجة حلوة يا  جاسم ....
كان ينظر إليها فقط ...يصرخ داخلها ألا يدعها يذهب ...أن كان وجودها يحرقه ...فذهابها سوف يقضي عليه كلياً ...ولكنه عجز عن الحديث ....عجز عن أن يقول لها أن تبقى ...كان يراها تنسحب من حياته بكل بساطة وهو لا يملك إيقافها ...
تمسك بها مجدداً...بكتفيها وهو ينظر إليها ...عينيه تصرخان ...تخبرانها أن تبقى ولكن بدا أن فمه مكمم وكأن رجولته المجروحة بسببها تكبله بقوة....
-أنا لازم امشي...
قالتها بينما تبتسم والدموع تنهمر من عينيها ثم أكملت :
-متتمسكش بيا بالطريقة دي ...بتديني أمل ...وقلبي مش هيتحمل ان امل تاني يتقتل في نفس اللحظة ....مادام مش هتقدر تسامح سيبني عشان متعذبنيش وتعذب نفسك أكتر من كده ...شوف حياتك يا جاسم ...
أمسكت بساعديه وهي تزيحان كفيه برفق عن كتفيها وتعطيه ابتسامة حزينة وتقول :
-خلي بالك من نفسك يا جاسم ......
ثم أمسكت حقيبتها وهي تستدير ..تبتعد عنه ..تكسر قلبها بيديها وتحرر جاسم منها ....أرادت أن تكون أنانية وتتمسك به ...تضغط عليه كي يسامحها ..ولكنها تعرف انها لن تفعل ...فنوران الجديدة ليست بهذة الأنانية ...هي قررت تحمل اخطائها ...الرضا بأي عقاب يُفرض عليها ....سوف تنسحب من حياته كي ينساها ويبدأ من جديد ..تلك الفكرة جعلت قلبها يتألم...ولكن هذا هو الشئ الصحيح الذي يجب أن تفعله ...ربما يوماً سوف يغفر لها لأنها أخطأت بحقه...ربما سوف ينسى إساءته لها ...ربما !!
وقفت قبل أن تخرج من العمارة السكنية ...وضعت حقيبتها أرضاً ...ثم مسحت دموعها بقوة كي لا يرى شقيقها انها تبكي ...أخرجت نظارة شمسية من حقيبة اليد الخاص بها ثم ارتدتها وهي تخفي عينيها الذابلتان بفعل البكاء ...ثم خرجت من العمارة واتجهت لسيارة شقيقها ...وجدت أن أمجد وجيلان هما فقط من أتوا ...والدتها لم تأتي 
-السلام عليكم....
قالتها بهدوء وهي تجلس بالمقعد الخلفي. ...
نظر إليها شقيقها من المرآة وهو يقول :
-أنتِ كويسة ؟!
هزت رأسها وهي تقول بخفوت :
-أيوة ....
-هو منزلش معاكي ليه حتى يوصلك ...ولا هو ملوش عين يقابلني ....
قالها بنبرة هجومية لترد هي بدفاع:
-أمجد لو سمحت متتكلمش عنه بالطريقة دي ...قولتلك أنا اللي غلطانة لو غضبان ومحتاج اووي تطلع غضبك في حد انا موجودة قدامك ...
زفر بضيق وقال بعصبية :
-هو مادام انتوا الاتنين بتموتوا في بعض كده هتطلقوا ليه ...ولا انتوا عايزين ترفعوا ضغط دمي وخلاص  ..
-أمجد أهدى لو سمحت ..
قالتها جيلان بقلق وهي ترى إنفعاله فيرد هو :
-اهدى ازاي واختي ناوية تموتني ناقص عمر ...
-متقولش كده ...
قالتها جيلان بلوم وهي تنظر إليه وتشير خلسة إلى نوران ....كانت خائفة أن تتاذى نفسيتها أكثر ...لقد تحدثت مع أمجد واقنعته الا يضغط على شقيقته ويحاول أن يتحدث معها بهدوء 

ولكن أمجد كعادته ترك غضبه يتحكم به  ..كان لا يصدق هذا ...وهي لم تلومه على حزنه وغضبه ...أن تعود شقيقته مطلقة بعد زواج أقل من شهرين هذا سوف يثير الاشاعات وسوف تتأذى نوران ...ولمن نوران تتصرف بغرابة 
.هي حزينة ومنهارة وتضع اللوم عليها ...لا ترغب في أن يشير اي احد بإصبعه إلى جاسم ..وهذا يوضح حبها الشديد له ...وهو أيضا يحبها ...إذن لماذا الطلاق...هذا يثير شكوكها ...هي تكاد تجن وهي تفكر وتفكر دون جدوى ولن تلوم أمجد أبداً...ولكن أمجد يصر على تحميل كل الذنب لجاسم ...رغم أن نوران أخبرته أن هذا ليس خطأ جاسم الا أن أمجد لا يصدق هذا ..
............
كان ينظر إليها من النافذة بينما تستقل سيارة شقيقها وتُغادر آخذه معها قلبه ...قلبه الذي عصى جميع أوامره وغادر معها ...ماذا يفعل بجزء منه أحبها ولم يستطع أن يحب غيرها ...بينما تغادر شعر وكأن روحه غادرته...كان يختنق ...أراد أن يركض خلفها ويتوسل إليها ألا تذهب ولكنه يعرف أنهما لو استمرا سوياً سيؤذيها ...ويكفي ما تحملته ...نعم هي مخطئة ولكن لا يجب أن تُعاقب حتى تموت ...ربما يكون افضل لو تزوجت من شخص آخر ...شخص لا يعرف ماضيها ...وعند تلك النقطة شعر بالإختناق ...صعب عليه تخيل أن زوجته تتزوج من آخر...الغيرة الحمقاء بدأت بالتصاعد داخله ...نفخ بضيق وهو يتجه إلى الأريكة ويجلس عليها ...وضع اصبعه على شفتيه وهو يتذكر قبلتهما ...تلك القبلة التي لن ينساها أبداً ...كان هذا اول تلامس حقيقي بينهما بعد ليلة زفافهما ويبدو أنه سوف يكون الأخير فهو قد قرر أن يستمر مع آخرى..حتى لو لم يكن يحبها ولكنها لم تؤذيه عكس نوران التي أحرقت قلبه أخرج هاتفه وهو يقرر أن يكلم والدته ليخبرها بشأن الطلاق قبل أن تعرف من دلال 
....
بسم الله الرحمن الرحيم ...
‏" الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ "
كانت شقيقها مفعل الراديو على إذاعة القرآن الكريم ...كانت تضع رأسها على المقعد الجلدي للسيارة وهي تردد مع القارئ بينما تغمض عينيها والدموع تنهمر منهما خلف النظارة التي ترتديها ...كانت تهمس داخلها بدعاء 
-اللهم يا جبار السموات والأرض، يا من لا يعجزك شيء في الأرض ولا في السماء، اجبر كسر قلوبنا واشفِ جراحنا، وارزقنا السعادة والراحة والطمأنينة
كانت تردده بينما دموعها عاجزة عن التوقف ...أخرجت من حقيبتها مسبحة رقمية خاصة بجاسم ...كانت قد اخذتها خلسة ...أرادت أي شئ يذكرها به .....سوف تحتفظ بكل ذكرى معه ..تلك الذكريات سوف تكون الاجمل بحياتها ...لن يطأ اي رجل قلبها بعده أبداً...سوف تحتفظ به وبذكرياتهما سوياً يقلبها ...لمست المسبحة وهي تبتسم بحب ...كانت تلك هي المفضلة لديه مسبحة زرقاء بسيطة ...يجلس دوما ويسبح بها ...اخذتها من غرفته عندما استيقظت قبله ...تعرف أنه تصرف طفولي منها ...ولكن هي يائسة تبحث عن أي شئ يجعله في ذاكرتها للأبد ...
أغمضت عينيها وهي تمسك المسبحة وقد تذكرت الليلة السابقة التي نامت بها بغرفته ...بين ذراعيه .....لم تتخيل ابدا أنها تكون جريئة لتلك الدرجة ...لكنها عرفت انها الليلة الآخيرة .....
......
فركت كفيها بتوتر وهي تقف أمام باب غرفته ...منذ أن ضربه أمجد وغادر وهو يلزم غرفته ...أرادت أن تدخل وتعتذر له ...هذا ما أقنعت به عقلها ..لكنها تعرف وعقلها أيضاً أنها ليست أمام باب غرفته لتعتذر منه...هي تريد أن تبقى معه لمدة أطول ...تصنع ذكريات معه ..مهما كانت بسيطة لكن تلك الذكريات التي سوف تعيش عليها ..ستتركه نعم ولكن ستأخذ ذكرياتهما سوياً...ستتذكر دوما ان في يوم ما تزوجت من رجل رائع مثله ..اسمها ارتبط بإسمه ...ستتذكر أنه لمسها...ليس جسدها فحسب بل لمس روحها ...امتلك قلبها ...
تنهدت وهي ترفع كفها وتطرق الباب برفق ...
-أدخلي يا نوران ...أتى صوته من الداخل لتدير مقبض الباب وتدخل وهي تنظر إليه بتوتر ...كان جالس على الفراش ...حول عينيه احمر قليلاً بسبب لكمة شقيقها ..
شعرت بالذنب وهي ترى حالته تلك ...كل هذا بسببها ...
فكرت وهي تكره نفسها أكثر واكثر ..اقتربت بهدوء منه وجلست على الفراش وهي تمد كفها وتلمس عينيه بينما تقول :
-أنا اسفة ...اسفة ....
أمسك كفها وأبعده بلطف وهو يقول :
-محصلش حاجة ....هو بيحبك عشان كده زعلان عليكي ...
-بس برضه انت ملكش ذنب أنا اللي غلطانة أنا اللي مفروش اتعاقب مش انت....مفروض....
شد على كفها وهو يقول :
-نوران اسمعيني كويس ..اياكي..اياكي تقولي لأمجد حاجة ...لو سألك اخترعي اي حكاية لكن اوعي تكشفي سترك ....
-مش هيكون افضل لو قولتله ...اصلا كان لازم أقوله من البداية مكانش ده كله حصل ...
قالتها بيأس ليهز رأسه بالنفي ويقول :
-لا مكانش لازم يعرف ومش لازم يعرف ...نوران اوعي تضعفي وتشكفي سرك ...اوعي خلاص اللي حصل انسيه انتِ بدأتي صفحة جديدة مع ربنا ادعي بس أن ربنا يسامحك ومهما أمجد ضغط عليكي اوعي تتكلمي ....
انهمرت الدموع من عينيها وهي تفكر أنها لا تستحق شهامته تلك أبداً ....
-احلفي يا نوران انك مش هتكشفي سرك لحد مهما كان ...احلفي ابوس ايديكي...
كان يقولها بيأس ...يخاف أن تضعف وتفتح عليها أبواب الجحيم .....لتهز رأسها وهي تبكي وتقول :
-والله ما هكشف سري ابداً...
تنهد براحة لتقول هي بنبرى مخنوقة بفعل الدموع :
-أنا اسفة ...اسفة يا جاسم ...أنا ....
تنهد هو يربت على كفها لتقترب منه وهي تقبل عينيه بجراءة غريبة عنها بينما دموعها تنهمر وتختلط بشفتيها ....تنهد وهو يغمض عينيه ثم برفق جذبها ليتسطح على سريره وتنام هي على صدره ثم تنفجر بالبكاء ....
عادت من شرودها وهي تبتسم ...تلك اللحظات ستظل الاجمل بذاكرتها !!

............ .........
-يا حبيبتي جبس ايه اللي عايزة تأكليه...بطلي عبط عشان متغباش عليكي بس ...
قالها أمير بضيق وهو يبعد عنها قطعة الجبس التي اكتشف انها معها ...لقد شعر بالذعر وهو يراها تضعها بفمها وتقطمها ...صحيح أنه يسمع أن النساء في فترة الحمل يشتهين اشياء غريبة ولكن لم يتوقع أن يصل الأمر إلى هذا الحد من الغرابة ...لقد رآها تحاول من قبل أن تتناول معلقة من الملح ...في كل مرة تفعل كارثة تجعله يرتعب منها حتى أنها أصبحت عصبية بدرجة غريبة ...لن ينسى أبدا ما فعلته منذ يومين مع سهيلة ....ابتسم وهو يتذكر ما فعله 
.......
-ألف مبروك يا سما ...عرفت انك حامل ...
قالتها سهيلة بنبرة كريهة وهي تنظر الى سما بكره ...نظرت إليها سما بقرف ولم ترد.. كانت متضايقة لأنها اتت هي وزوجها لتزور حماتها ووجدت تلك البغيضة عندها ....
-ابقي بصي في وش أمير  كتير عشان الولد او البنت تطلع شبه مش شبهك يعني ولا حاجة ..
قالتها ثم ضحكت بسخرية ....
قلدتها سما ساخرة وقالت:
-هيطلع شبه أمير متقلقيش يا حبيبتي ...مش أبوه وجوزي حبيبي ...
نظرت إليها سهيلة بكره شديد وقالت :
-وماله يا حبيبتي ...يطلع شبهه وياريت في أخلاقه كمان ...
ثم أمسكت كف أمير وقالت؛
-مش كده ولا ايه يا ميرو ...
-شيلي ايديك عن جوزي ...
قالتها سما ببرود ....فرفعت سهيلة حاجبيها وقالت :،
-أفندم ... 
نهضت سما وسحبت كفها بعنف ثم دفعته حتى صدم كفها وجهها فصرخت بمفاجأة وقالت سما ؛
-شيلي ايديك عن جوزي ...لو لقيتك قريبة منه بالشكل ده هنتف شعرك واعلمك الادب اللي الست الوالدة كانت مشغولة لدرجة أنها مش علمتهولك !!!
خرج من شروده وضحكة كادت أن تخرج من شفتيه ...وهو ينظر إلى زوجته التي أصبحت شرسة ...لن ينسى أبدا وجه سهيلة المصدوم
يعترف أن سهيلة في كل مرة تتصرف بوقاحة وتتجاوز حدودها ولكن سما أصبحت عصبية بدرجة مخيفة جدا  ...لقد جعلت الفتاة تخاف حتى أن تنظر إليه ....حتى أنها ذهبت ولم تأتي في اليوم التالي. ..يعترف أن جزء منه سعيد لأنها فعلت هذا ...فهذا يدل على غيرتها الشديدة عليه ...تلك الغيرة التي تسعده حقاً لانه يعرف كم هي تحبه...حتى. لو أخفت هذا هو يعرف أن سما لم تتوقف يوماً عن حبه ...هو نادم على الطريقة التي عاملها بها في بداية زواجهما وخاصة بعد ما عرف أنها تحبه و ..
-آه ...
صرخ بألم عندما انغرست أسنانها في ساعده ....
نظر إليها بذهول وهي تعضه بقوة ...
-يا عضاضة ابعدي...آه يا ايدي !!
قالها وهو يحاول ابعادها عن ذراعه  وبعد لحظات استطاع اخيراً أن يبعدها ...
-أنتِ بقيتي شرسة ..
قالها وهو ينظر لعلامة عضتها على ذراعه...لتنظر إليه بتشفي وهي ترجع خصلات شعرها للخلف وتقول :
-أنت اللي عصبتني...أنا حامل وبتوحم استحملني شوية انت متعرفش احنا بنعاني ازاي في الفترة دي ...بنكون عايزين ناكل حاجات متتوقعهاش ...
ضحح بذهول وقال :
-شوفي يا حبيبتي ...أنا ممكن اعدي ليكي انك تاكلي ملح....تأكلي فسيخ عديتها دي رغم اني كنت مرعوب عليكي تتسممي ولا حاجة بس أنتِ فضحتيني في الهايبر والناس افتكروا اني مجوعكم ...تاكلي صابون ودي حاجة اتقبلتها كمان...لكن توصل للجبس ليه يا أما ...مجوعك أنا ....
-أنت مش فاهم  ...احنا بنكون عايزين ناكل حاجات مختلفة ...
-يا ستي كلي حاجة مختلفة تكون صحية مش تموتك...يا روحي انا لسه عايزك برضه. ...لا مستحيل اخليكي تأكلي الجبس ...
ربعت ذراعيها وقالت بضيق :
-شوفت انك بقا مبتحبنيش ...
ضحك بذهول وقال:
-يعني هو انا عشان اكون بحبك أكلك جبس واجيبلك تسمم ...ايه الحب التوكسيك ده ...بت أنتِ ..أنتِ رجعتي للروايات التوكسيك تاني ولا ايه ...احنا مش كنا توبنا ولا ايه ...
ضحك وهي تنظر إليه وقالت:
-لو بتحبني هتعمل اللي انا عايزاه ....
-لا غلط ...لو بحبك بجد همنع عنك اي حاجة تأذيكي ...
اقترب منها وحملها بين ذراعيه وهو ينظر إليها بحب ويقول :
-لاني بحبك ...واللي يأذيكي يأذيني... اطلبي اي حاجة اجيبهالك الا الحاجات اللي ممكن تأذيكي ..ماشي ؟
هزت رأسها مبتسمة ثم قبلت خده ...
..........
في المساء ....
في الجلسة الثالثة لهما سوياً ....
كانا يجلسان بجانب بعضهما ...هي ما زالت على جمود ملامحها رغم مشاعرها التي بدأت تنمو مجددا ...كانت تقاوم في البداية وتخبر نفسها أنها لا تحبه ولكن كل يوم يذوب جليدها مع محاولاته العديدة للإصلاح ....
ابتسم إبرام لهما  ابتسامته المعتادة ....ابتسامة اللطف والإطمئنان ...لن تنكر أن إبرام قد ساعدهما  كثيراً ..أكثر مما تتخيل ...لقد حاول أن يقرب بينهما ...جعل جورج يتحدث اولا ليعترف بمشاعره كلها لها ....بفضل إبرام رأت أشياء في جورج لم تكن تراها من قبل ...عرفت أن ما وصلا إليه ليس خطأ  جورج فقط بل خطأها هي أيضاً...قد لا يكون بنفس نسبة الخطأ ...ولكن هي أيضاً تتحمل المسؤولية ...فهي من تزوجت بشخص لم يحبها ...حاولت قسراً أن تجعله يراها وتجاهلت كبرياؤها ....لم يكن عليها أن تريق كرامتها من أجله ....كان يجب أن تحتفظ بكبرياؤها ....تصرفها بتلك الطريقة جعل جورج يأخذها كأمر مسلم به ...وكأنه يمتلكها ولديه الحق لي فعل بها أي شئ يريده..هي من تنازلت من البداية عن الكثير ....
تنهدت بتعب وهي تنظر إليه لتجد أنه أيضاً ينظر إليها بطريقته المعتادة ...تلك الطريقة التي يشعرها بها أنها أجمل ما في حياته ...نظرات شوق وحسرة لانه أضاعها تلك النظرات تخفف من جرح كبريائها منه ...لأنها تتذكر أنها مثلما كانت تطارده من قبل هو يطاردها الآن بإصرار دون توقف ...وهذا يشعرها بالراحة ....اشاحت بناظريه عنه وهي تفكر بعناد أنه يجب أن يعاني مثلها ...يحترق قلبه كما احترق قلبها أن يراها بعيدة عنه رغم قربها منه ...ذلك سيشعرها بالراحة ....
ركزت بعينيها على إبرام الذي كان ينظر إليها بإبتسامة هادئة وبدأ حديثه ..:
-احنا سمعنا جورج كتير ...وهنسمعه اكيد اكتر بس المرة دي انا عايز اسمع ماريانا اللي بقالها جلستين مش عايزة تتكلم ...وواخدة وضع الصامت ...أنا عايز اسمعك يا ماريانا واعرف بتفكري في ايه ...بتحسي بإيه ...ومشاعرك السلبية ناحية جورج اتغيرت ولا لا 
-مظنش أن ده مهم ....
قالتها ببرود فرد إبرام وهو يشير إلى جورج الذي تجهم وجهه وقال:

-لا ازاي ده مهم جداً...جورج ليه حق يسمعك زي ما سمعتيه...لو عايزة تصلحي العلاقة دي يبقي يسمعك زي ما سمعتيه. ...لازم تحاولي تبذلي جهد ....
ربعت ذراعيها وهي تقول بضيق:
-والله هو اللي غلطان ...يبقى هو اللي يحاول يصلح ...أنا اكتفيت من اني اعمل كل حاجة عشان اصلح  العلاقة دي ...خليه هو يصلح شوية ....
ابتسم إبرام وقال:
-بس ده مش غلطه بس ...غلطك أنتِ كمان ...وأنتِ عارفة كده !
نظرت إليه بضيق فقال :
-دي الحقيقة يا ماريانا ...مش هتقدري تهربي من الحقيقة  ..
-غلطه هو الأكبر ...
أخبرته وهي تشيح وجهها عنه بينما احمر وجهها بغضب ليرد ببساطة :
-صحيح بس ده مينفيش غلطك ...عشان كده لازم تتكلمي وتساعدينا شوية معلش ...
-كلامي هيزعله 
قالتها بوجوم ليتدخل جورج ويقول بلهفة :
-قولي اللي عايزاه أنا هتحمل...مهما كان اللي هتقوليه وحتى لو غلطتي فيا مش هزعل لاني استاهل اي حاجة تعمليها فيا ...أنا غلطت كتير في حقك وانا مستعد اتحمل اي حاجة تخليكي تغفري ليا اللي انا عملته...اغلطي فيا زي ما أنتِ عايزة ...هتحملك ..زي ما أنتِ اتحملتيني كتير ...أنا كل اللي عايزه انك ترجعيلي يا ماريانا ..ترجعي زي الاول وانا مستعد اتحمل كل حاجة ...
-صعب ارجع زي الاول ...فيه حاجات لما تتكسر مش بتتصلح...وانت كسرتني !!
قالتها ببرود وهي تشعر بالإختناق ...كلما تذكرت كيف كانت تريق كرامتها بسببه الغضب يتزايد داخلها...تشعر بالإشمئزاز من نفسها....هو لم يستحق ابدا ان تفعل هذا لأجله ...
تنهد بيأس وهو ينظر إليها ...ثم نظر إلى إبرام ...كان يتوسل ليساعده  إذ بدت ماريانا وكأنها تعود لنقطة الصفر ...تعود لتحقد عليه مجدداً...هو يفعل المستحيل لتحبه من جديد ولا يمكنه أن يعود لنقطة البداية ...
مد كفه وأمسك كفها بلهفة ثم قبله وهو يقول ؛
-أنا اسف اسف ...
شدت كفها بضيق وهي تشيح بوجهها من الناحية الآخرى لكي لا يرى بريق الدموع بعينيها ...تنهد إبرام وقال:
-لازم تتكلمي يا ماريانا اتفقنا أننا نساعد بعض ...ممكن ....
أغمضت عينيها بإستسلام وهزت رأسها وهذا جعل الغيرة تشتعل داخل جورج ...كيف يملك إبرام تلك القوة على إقناعها ...
.................
أنا جوايا غضب كبير ..غضب وقهر من نفسي قبل ما يكون منه !
قالتها وهي تتنفس بصعوبة ...احتشدت الدموع بعينيها وهي تشعر بثقل على قلبها كلما تتذكر كيف قللت من نفسها وهي تركض خلفه ...أكملت وهي تفرك كفيها بكلمات متقطعة.:
-أنا غضبانة..غضبانة جداً كمان ...حاسة بالقرف من نفسي عشان كنت إنسانة من غير كرامة ؛!!!
نظر إليها جورج بحزن ...كان يعرف أنه من اوصلها لتلك الحالة بلامبالاته وحماقته. ...
-كل لما افتكر أنا عملت ايه ؟!اتنازلت عن ايه في سبيل أنه يحبني بكره نفسي ...أنا رميت كرامتي تحت رجليه ...عملت المستحيل عشان يشوفني ...يحبني ....كنت بقول مش مهم لو اتجرحت شوية بس يحبني ...بس مكنتش عاملة حسابي اني هموت بسببه ....بس برجع وبقول أنا السبب أنا اللي اتجوزت واحد قلبه مش معايا ...كنت بتعذب كل يوم وانا بسمعه بيتلخبط في اسمي ويناديني بإسمها ...بموت وهو بيهلوس بإسمها وهو نائم ....كنت بموت من جوايا وامنيتي أنه يشوفني ...يحبني زي ما بحبه 
مسحت دموعها واكملت بأسى :
-لا أنا حتى دي مكنتش بطمع فيها ...مكنتش طمعانة أنه يحبني قد ما بحبه.   لاني كنت بحبه ..جدا اكتر من اي حاجة ...كنت عايزاه بس يحبني. ..ولو بنسبة بسيطة ولو نسبة واحد في المئة من حبي ليه هتبقى كتيرة بالنسبالي ...لكن هو جرحني وفضل يدوس على الجرح....اخدني كأمر مسلم بيه ...يجرح ويكسر وكده كده ماريانا هبلة وبتحبني ...ماريانا هبلة وبتسامح ...ماريانا معندهاش كرامة وهترجعلي ....غضبه من أهله وحبيبته السابقة طلع فيا أنا ..كأني أنا اللي غلط ...كأني أنا اللي جرحته ...مشافش حبي ليه عامل ازاي ...أنا كنت مستعدة اعمل اي حاجة عشان يحبني ...بس هو مشافنيش ...وجرحني ...ازاي اسامح ...ليه الكل بيقول سامحي سامحي محدش ليه حس باللي عشته معاه ....محدش ليه حس بقلبي اللي كان بيوجعني من تجاهله ليا ومعاملته السيئة أنه.يضحك مع الكل وأنا لا ...يكلم كل الناس وانا لا ...لطيف مع الكل وأنا لا كأني عدوته اللي سؤقت حبيبته مش مراته أبداً!!!
أمسك جورج كوب المياه وأعطاه له وهو يطرق برأسه أرضاً...كان خجل من كل ما سمعه ...لقد جرحها ..عمل أشياء هو يخجل منها ...هو كان حقير للغاية معه ...رباه لديها كل الحق الا تسامحه ...ولكنه يحترق وهي بعيدة عنه ...وهو أناني بحق إذ يريدها أن تعود إليه ...أجل هو أناني ...لن ينكر ولن يجمل صورته ...هو يريد عودتها ويقسم أنه سيفعل المستحيل حتى تسامحه تلك المرة ...سوف يتحمل كل شىء منها ...غضبها وابتعادها عنه حتى تغفر ولكن يجب أن تغفر ...رباه سيموت لو غادرت حياته وهو يعرف أنه السبب في هذا ....
شربت الماء ثم أخذت تتنفس بسرعة ليقول إبرام بلطف :
-حابة تكملي ؟!
هزت رأسها وهي تكمل حديثها وتقول :
-حتى لما ربنا كرمه وحبني كان حبه ناقص ...مشاعره ناقصة ...كان بيقول أنه بيحبني وبيقابلها هي ...كنت بشوفه سرحان وكنت عارفة أنه بيفكر فيها هي  بس كنت بقول أن الحمدلله أنه حبني ومرة في مرة هينساها...كتمت غيرتي جوا قلبي وانا مستنية أنه ينساها ويلتفت ليا ...بس ...بس في اليوم ده اكتشفت اني اكبر مغفلة ...لما كنت في خطر مفكرتش الا فيه هو ...اتصلت وردت هي عليا  ...وقتها انكسرت ...حسيت اني بموت...مكنتش مصدقة أن جورج يعمل كده ...بس نبرتها كانت كلها شماتة. ..كأنها بتقول أن جوزي معاها ...جوزي بدب ما يكون معايا أنا. ..معاها هي ....عيشت الرعب والخذلان لوحدي لساعات...المشكلة أنه راجع يقول سامحيني !اسامحه ازاي يا إبرام ...ازاي انسى ده كله ...أنا مش قادرة كل لما افتكر اغضب واكرهه ...نفسي افضي على غضبي وغلبي فيه ....
صمتت وهي تتنفس بعنف بينما الدموع تنهمر من عينيها ...كان جورج صامت وهو ينظر أرضاً...للمرة الأولى يكره نفسه لتلك الدرجة ....
تنهد إبرام وهو ينظر إليها وقال :
-طيب اهدي ...
أمسكت المحرمة وهي تمسح دموعها ليقول إبرام ...:
-أنا كنت بقترح خطوة تعملوها يمكن تساعدكم في العلاج ...
-ايه هي ؟!
قالتها ماريانا بحيرة ليرد هو :
-أنك يا ماريانا ترجعي بيتك تاني ...تعيشي مع جورج !

.......
-سمعت أن اللي اسمه عمر خطيبك السابق جه هنا وكلمك ...
قالها بلهجة حاولت أن تبدو عادية رغم الغيرة المشتعلة داخله ...هذا الأمر ما زال يضايقه رغم أن مياس تصرفت بشكل أسعده معه ....
عبست مياس وهي تفكر هل يريد تدمير تلك اللحظة الجميلة بينهما ...حيث أنهما كانا يشاهدان أحد افلامها المفضلة ...بينما تجلس هي على ساقه تمسك بطبق  الفشار وهو يضع ذراعيه حوله ...يضع شفتيه على رأسها ويقبلها من حين للآخر ....
ادرات رأسها وهي تنظر إليه وتقول بفضول وتعجب :
-من فين عرفت ؟!,
-خليت كرم يجي وراكي ويراقبك ...مكنتش هخاطر انك تمشي وتبقي لوحدك.يا مياس ....
رفعت حاجبيها وقالت:
-خليت حد يراقبني أنا مش مصدقة اللي بتقوله ...
نظر إليها دون خجل وقال :
-أنتِ فاكر اني اسيبك تمشي كده من غير ما اطمن عليكي  ده مستحيل يا حبيبتي ...أنا من اول يوم مشيتي بعت وراكي كرم عشان يطمنني عليكي ...مكنتش هغامر مرة تانية وابعدك عن عيني ...لو كنت اعرف السبب الحقيقي اللي خلاكي تبعدي والله كنت حبستك في البيت 
ارتسمت ابتسامة رائعة على شفتيها وقالت :
-للدرجادي بتحبني ....
قبل رأسها وقال:
-بحاول افتكر أنا حبيت بالشكل ده امتى وبلاقي اني محبتش بالطريقة دي قبل كده وكأن اللي قبلك كان سراب ...كأنك الحاجة الحقيقية في حياتي ....
-حبيت كام مرة قبل مني ؟!
قالتها وهي تخفي غيرتها بمهارة ...تشيح قليلاً بنظراتها كي لا يكشف غيرتها ...ابتسم بلطف وهو يمسك خصلة من شعرها ويقول :
-مش مهم تعرفي ...المهم انك تعرفي انك لوحدك حالياً في قلبي ...وهتفضلي لوحدك دايماً...
-بس أنا حابة اعرف يا سيف ...حابة اعرف كان كام واحدة في حياتك قبلي ...
-مش مهم يا حبيبي صدقني ...
-لا مهم ...
قالتها بعناد ثم أكملت :
-كل حاجة خاصة بيك مهمة ...عشان كده قولي قبلي كان كام واحدة في قلبك 
-مش هتزعلي يعني لو اتكلمت عنهم ولا هتغيري
هزت رأسها بثقة وقالت :
-لا مش هغير ...عشان انت دلوقتي بتحبني أنا بس ...صح ولا ايه ..
.ابتسم وهو يقول بتأكيد :
-صح طبعا ....
-طيب يا ستي اسمعي أنا حبيت مرتين قبلك ...
قالها ببساطة وكان يبدو أنه شرد قليلاً ولم يرى الغيرة التي غشت عينيها...
-مرتين ...حلو 
قالتها بسخرية لم ينتبه هو عليها وأكمل :
-المرة الأولى كانت بنت معايا في الكلية ...اتعرفت عليها في السنة الأولى من الكلية كنت وقتها مبكلمش اي بنت غير  نوال اللي كانت أقرب صديقة ليا..كانت اسمها ماهيتاب ...كان دلعها ماهي ...اول مرة شوفتها خطفت قلبي ....كان أول مرة قلبي يدق بالقوة دي ....اول ما شوفتها مكنتش قادر أشيل عيني من عليها ...والسبب مكانش جمالها بس ...هي كانت مميزة ...كان واضح من استايل لبسها ...رقيها في التعامل ....كانت مميزة فعلاً فضلت تلات شهور بحاول بس اكلمها ...وبعدها بفترة طويلة ارتبطنا ...سنين الكلية كلها كنا مع بعض ...كنت بعد الايام عشان اتخرج ونتجوز ...كنت مبسوط اووي حاسس اني طاير من السعادة وكنت كلمت بابا ...بس فجأة في السنة الأخيرة لينا مع بعض حصل بيننا جدال غريب  بسببها ....

صمت قليلا وسيطر الحزن على ملامحه لتقضم أظافرها بتوتر وهي تسب نفسها ...لم تتخيل أن تغار لتلك الدرجة ...تشعر أنها طفلة تافهة لتغار بتلك الطريقة. ...ولكن رغم أنها تحاول أن تخبر نفسها أن كل ذلك ماضي ولكنها أيضا تغضب وتغار....
-بعدها بفترة بسيطة لقيتها اتخطبت لأبن صاحب باباها فجأة كده ...واكتشفت أنها كانت بتخرج معاه لما كانت مرتبطة بيا ...وقتها دخلت في حالة نفسية سيئة واللي ساعدتني هي نوال...ومن وقتها حبيت نوال وهي سابتني برضه وجيتي أنتِ ...
-صدق اللي قال قلب الراجل زي الرمانة ...
قالتها مياس وهي تشيح بوجهها غاضبة عنه غاضبة ....
ضحك وقال :
-الله مش كنتي عايزة تعرفي ...
-خلاص يا سيف سيبني اقوم لو سمحت ...
قالتها بضيق وهي تحاول النهوض ..إلا أنه امسكها جيدا ...
-بتغيري عليا ؟
قالها برضا وعينيه تفيض عشقاً لتصرخ به وهي تمسك قميصه بتملك :
-ايوة بغير ..مش انت جوزي...
أمسك كفيها وقبل باطنيهما بعشق وقال:
-أكيد يا حبيبي ..أنا جوزك وملكك ...بس مش هتهربي من سؤالي ...عملتي ايه مع عمر ؟!
-أكيد كرم قالك ..
قالتها ببسمة ليرد :
-ايوة قال انك لطشتيه حتة قلم ...هاا عملتي حاجة تانية ...
هزت رأسها وقالت :
-كان عايز يرجعلي ...
ابتلع ريقه وظهر عليه التوتر وهو يقول :
-ردك كان ايه ...
أمسكت كفه وقبلته وهي تضع كفه على قلبها وتقول :
-قولتله اني ملك لشخص واحدة بس ...قولته اني مِلك سيف الحسيني ...وهفضل ملكه أحد ما أموت !
................
بعد أسبوع ...
-طيب ممكن تهدي. ..اهدي ابوس ايديكي ....
قالها عاصي وهو يضمها إليه بينما هي تبكي ...سوف يتم طلاق شقيقتها في الغد ...منذ ان أتت وهي معها بمنزل والدها ...تحاول ان تكون قوية ولكن اليوم انهار كل شئ عندما أتت للمنزل ورأت عاصي ...عاصي اخبرها انه مستعد ليكلم جاسم ويحاول إصلاح الأمر ولكن رحيق توسلت إليه ألا يفعل ....منذ اسبوع والنيران تشتعل ببيتهما خاصة بعد ان عرفت والدة جاسم التي حاولت ان تعرف ما السبب ولكن نوران وجاسم رفضا إبداء أي اسباب وامام رغبتهما رضخ الجميع ...
-مسكينة اختي يا عاصي ...متستحقش ده ابداً...
قبل رأسها ثم أبعدها قليلاً وهو يمسح دموعها ويقول :
-ده نصيب يا حبيبي ....نصيبها كده وربنا أكيد هيعوضها خير ...مش ربنا بيقول بسم الله الرحمن الرحيم (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) صدق الله العظيم ...وربنا هيفرح نوران بس أنتِ كأختها لازم تكوني قوية عشانها ...هي محتاجة حد قوي تتسند عليه ....
ضمته مرة أخرى وتنهد وهي تقول :
-يارب عوضها خير عن صبرها يارب ....
.....
في اليوم التالي....
كان قد اتى جاسم بمفرده...رفضت والدته ان تأتي معه ..وفادي أيضا حتى لا يحرج أمجد بسبب جيلان ...
استقبله أمجد بوجوم وجلس على الأريكة وقال؛
-خالتك بتحضرلك الأكل...بس تاكل وترتاح هنجيب المأذون ونخلص ...نوران عندها شوية شروط ..عايزة انها تبريك من أي حاجة ...ومصممة على القرار ده فلو سمحت متتناقشش فيه عشان منضيعش وقت كتير ...
هز جاسم رأسه ثم قال :
-متزعلش مني يا أمجد ...كل شئ نصيب ...نوران مفيش منها ...انسانة تقدر تسعد أي واحد بس ده نصيب ....
رفع أمجد رأسه وقال :
-وليه ازعل ...يعني هي هتقعد ...بكرة تشوف نصيبها ....
ابتلع جاسم ريقه بعسر وقال؛
-يعني ايه الكلام ده؟؟
نظر إليه أمجد بتشفي وقال:
-يعني بعد ما تخلص عدة نوران بيوم واحد أنا هجوزها!!!

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1