رواية عشقت طفلة زين وليان الفصل السادس
الصبح دخل بهدوء على قصر الراوي…
الشمس بتتسلل من بين ستاير الصالون، وصوت العصافير بيملأ المكان بسكينة، كأن الحياة بتحاول تمحي أثر اللي حصل امبارح.
في المطبخ…
ثريا واقفة وسط الخدم، بتدي تعليمات بسرعة:
ثريا (بتركيز): – عايزة السفرة تكون كاملة قبل ما يوصلوا. ناصر بيحب كل حاجة منظمة… ومتنسوش أدهم، بيحب الأكل الشرقي.
الخادمة: – حاضر يا هانم.
ثريا بصّت على الساعة وتنهدت، قلبها فيه قلق مش مريحها…
زيارة ناصر كانت مهمة، بس تفكيرها مشغول بزين، وبليان، وباللي ممكن يحصل بينهم.
---
في أوضة زين
زين قاعد على الكنبة، ملفوف بشال خفيف، وعينه سرحانة في السقف.
عمر قاعد جنبه:
عمر: – بصراحة، انت كنت شجاع امبارح… أنا لو مكانك كنت هربت.
زين (بضحكة متعبة): – الهرب عمره ما كان حل… خصوصًا لو الخطر داخل بيتك.
عمر: – ناوي تعمل إيه؟
زين (بعين مركّزة): – هعرف مين اللي ورّا اللي حصل، بأي طريقة… حتى لو اضطرّيت أشك في الكل.
عمر بلع ريقه، وسكت… كان عايز يقول حاجة، لكن تراجع.
---
في أوضة ليان
ليان واقفة قدام المراية، شعرها منسدل وعيونها فيها سهر واضح.
كانت بتحاول تبين قوية، بس وشها باين فيه القلق… زين رجع بس كان باين إنه متغيّر.
ثريا دخلت وهي ماسكة فستان أنيق بلون بنفسجي
ثريا (بهدوء): – جربي ده، هيليق عليكي.
ليان (بصوت واطي): – حاضر…
ثريا قربت منها، سلّمتها الفستان وسكتت، كأنها بتقول كتير بس من غير ولا كلمة.
خرجت وهي بتفكر… نظراتها كانت مليانة حيرة.
ليان فضلت واقفة شوية، وبعدها بدأت تلبس الفستان بهدوء.
قلبها مش ثابت… بتحس بشيء غريب جواها، مزيج من الخوف والانتظار.
---
الصالة
الكل بدأ ينزل… خالد، ماريا، جلال، عمر، ووراهم ليان، لابسة الفستان الجديد.
وشها بسيط، ناعم، بس عيونها دايبة… دايبة في اللي حصل… وفي زين.
زين نزل بعدهم بلحظات، خطواته تقيلة، لكن واثقة…
نظر بسرعة ناحية ليان، عنيه فضلت عليها ثواني طويلة…
وهي لما شافته، حاولت تبص بعيد، بس قلبها اتشد له غصب عنها.
ثريا (بقلق): – عامل إيه دلوقتي؟
زين (بهدوء): – أحسن… تعالوا نفطر.
السفرة كانت جاهزة… والجو متوتر شوية، بس الأكل خلى الناس تهدى.
---
بعد الفطار بشوية
صوت الباب الخارجي بيرن…
الخدم فتحوا، ودخل ناصر الراوي، راجل في الخمسينات، طويل ووسيم، هيبته واضحة من أول لحظة.
مراته سهير داخلة وراه، شيك وأنيقة، ووراهم شاب طالع
لهيبة أبوه
أدهم ناصر الراوي – طويل، عريض، وسيم… عينه فيها دقة، ولسانه جاهز للكلام.
جلال بفرحة ناصر وحشتني اوي
ناصر وانت كمان والله يجلال
جلال ازيك يا ادهم
ادهم الحمدلله الله يعمي انت طمني عليك
جلال الحمدلله بخير يبني
بعد السلامات
أدهم عينه وقعت ع ليان
نظراته علقت بيها، وابتسم بخفة وهو بيقرب:
أدهم: – انتي ليان؟ ماما كانت دايمًا بتقول إنك أحلى من الصور.
ليان (بتوتر): – أه… شكرًا.
صوتها كان هادي، بس جواها عاصفة… حسّت بنظراته، والريحة الجديدة اللي دخلت القصر مش مريحة.
أدهم (بضحكة خفيفة): – بتحبي الرسم؟ ولا ماما كانت بتبالغ؟
ليان ابتسمت ابتسامة مترددة… كانت بتحاول تهرب بنظرها، لكن حسّت بخطوات…
زين داخل
عينه وقعت فورًا على المشهد قدامه…
أدهم واقف قريب من ليان، بيضحك، وهي واقفة متوترة…
جواه حاجة اتحرقت، حاجة غيرته
زين (بصوت واطي لكن حاسم): – أدهم… تعالي عايزك
أدهم لف بسرعة، وابتسم:
أدهم: – تمام، يلا بينا.
مشوا سوا، وزين ساب ليان بنظرة فيها ألف سؤال…
أما ليان، فكانت واقفة مكانها…
قلبها بيدق بسرعة، ووشها ملوّن، مش عارفة من الغيرة… ولا من الخوف… ولا من إحساسها إن زين… لسه بيغير عليها.
---
في ركن مظلم جوه القصر
المجهول واقف، وصوته واطي ومخيف:
المجهول: – عايز الورق اللي في مكتب زين… النهاردة.
عمرو (بصوت مهزوز): – إنت عايز توديني في داهية؟
المجهول: – لو ما جبتش الورق… التسجيل اللي معايا هيوصل لزين.
وهتشيل أنت اللي حصل امبارح.
عمرو سكت… قلبه بينبض، وإيده بتترعش.
المجهول: – آخر فرصة يا عمرو… تبقى معايا… أو تبقى العدو.
عمرو (بصوت مكسور): – هحاول… بس دي آخر مرة
بعد الغداء– في الليڤينج الكبير
الشمس دافئة، وريحة القهوة مالية المكان…
الكل قاعد في الليڤينج على الكنَب المريح… صوت ضحك بسيط، وحديث دافي.
جلال بيحكي عن موقف حصل له زمان مع ناصر:
جلال (ضاحك): – فاكر يا ناصر لما وقعت بالعجلة في الترعة وإنت اللي كنت بتصورني بالموبايل؟
ناصر (بضحكة جامدة): –يااااة؟! لسه عندي الفيديو لحد دلوقتي!
الكل ضحك، حتى ثريا كانت مبتسمة وهي بتصُب القهوة.
زين قاعد في طرف الكنبة، صامت شوية بس عينه مش بتتحرك عن أدهم…
لأن أدهم كان كل شوية يرمق ليان بنظرات طويلة، مفيهاش خجل… مفيهاش حدود.
وكان كل ما ليان تضحك أو ترد رد بسيط، أدهم يركز أكتر…
وزين بيغلي جواه.
ليان كانت حاسة بالنظرات، متوترة… بتحاول تتصرف بطبيعية، بس كانت بتحس عيون زين بتخترقها من بعيد،
وفي كل لمحة منه… قلبها يضطرب.
ماريا كانت قاعدة على جنب، نظرتها رايحة جاية بين زين وليان…
أول مرة تشوف زين بيركّز كده…
الغيرة كانت بتنهش فيها،
ومش قادرة تفهم… إيه اللي بيخليه يبص لواحدة زيها بالشكل ده؟
ماريا (بصوت واطي وهي بتقرّب من زين): – زين، مش هتحكيلنا عن رحلتك الأخيرة؟ كنتَ بتكلّمني عن دبـي.
زين (من غير ما يبصلها، وعينه على ليان): – مش وقتها دلوقتي.
ماريا عضّت شفايفها بغيظ… كأنها اختفت من قدامه.
أما زين، فكان متشوّش، متلخبط، وكل حاجة جواه بتصرّخ:
"هو فاكر نفسه مين يبصلك كده؟"
وأدهم… قاعد في وسطهم، لكن كان واضح إنه مش مع العيلة…
كان مع نظرة طويلة ما بينه وبين ليان.
زين بعصبية صدمت الكل
_ ليان اطلعي ع اوضتك
_حصل اي
زين بعصبيه زايده
_قولت اطلعي اوضتك
ثريا _ف اي يا زين
زين _مفيش
طلعت ليان اوضتها وهي مش عارفه ليه زين عمل كده
ادهم _مالك يا زين م كنت سيبها قاعده معانا
زين بحزم
_لا
خالد خلاص يا جماعه عايز اقول حاجه
الكل بانتباه
_قول
خالد _انا مسافر دبي بكره
الكل باستغراب
_ليه
ناصر _ده انا ملحقتش اقعد معاك ياخي
خالد _ان شاء الله مش هتاخر
جلال _مسافر ليه
خالد _عشان الشغل اللي هناك
ماريا هتقعد كتير هناك
خالد مش عارف
الكل
_تروح بسلامه يارب.
خالد الله يسلمكم
وفجأة زين بيبص حوالية مش بيلاقي ادهم
زين لنفسة _راح فين ده