رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل السادس عشر 16 بقلم بتول عبدالرحمن

 

 


رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل السادس عشر بقلم بتول عبدالرحمن

" لو في يوم... حبيت واحده... هتسمحيلي؟"
صابرين وقفت مكانها، بصتله بتركيز، لكن ملامحها كانت مشوشة بلحظة صمت طويلة، كأن السؤال خبط في قلبها.
مقالتش حاجة، بص ناحيتها بسرعة، كأنه خاف من سكوتها، وكمل وهو بيحاول يرميها بنبرة عادية
"يعني، مجرد سؤال... مش أكتر."
سابت الباب، ومشيت خطوات بسيطة ناحيته، وقالت وهي بتقرب، نبرة صوتها ما بين الحنية والوجع
"وأنت هتسمح لنفسك الأول يا تيم؟"
سابت السؤال يترن في ودنه وخرجت من الأوضة.

إيناس طلعت بهدوء على أوضة فريدة، خبطت خبطتين خفاف، وفتحت الباب، دخلت لقتها قاعدة على السرير، ضامة رجليها ليها، وباصّة في الأرض، ملامحها مقفولة.
إيناس قربت وقعدت جنبها، وقالت بلطف
"أنا عارفة إنك مش مرتاحة، وعارفة إنك زعلانة، بس حبيت أقولك إني بحبك، إنتي وإسلام أهم حاجة في حياتي."
فريدة بصتلها من غير كلام، وعينيها فيها عتاب، قالت بصوت واطي بس واضح فيه الغيرة والحزن
"مش عايزة حد يشاركني فيكي، مش عايزة حد يقاسمك معايا، أنا بحبك أكتر من أي حد، أكتر من بابا كمان، ومش عايزاكي تتجوزي، مش عايزاكي تسيبيني، وكمان مش عايزاكي تعملي حاجه غلط"
إيناس سكتت، قلبها بيتشد، بس كانت بتحاول تثبت، مش باين عليها، بس من جواها وجع كبير، عينها غصب عنها نزلت منها دمعة وهي بتحاول تخبيها.
فريده كملت
"أنا مش عايزة غيرك... أنا حتى مش عايزة أتجوز، أنا عايزاكي معايا على طول، زي زمان، زي ما كنتي ليا أنا بس."
إيناس خدت نفس عميق، وبصتلها، وقالت بصوت فيه غصة
"أنا عمري ما كنت هسيبك... ولا هخلي حد يشاركك فيا، متخافيش، أنا مش هتجوز حد، ومش هكلمه تاني، ولا حتى هروح النادي تاني لو ده هيريحك."
فريدة رفعت وشها بسرعة وقالت
"بجد؟"
ردت إيناس بابتسامة صغيرة فيها وجع
"طبعًا... معنديش أغلى منك إنتي وإسلام."
فريدة قربت منها وحضنتها، حضن طويل وهيا فرحانه، هيا عايزه مامتها ليها هيا وبس 

تاني يوم الصبح، كانت فريدة في أوضتها، بتجهز شنطتها وبتظبط شكلها في المراية، وشها متغير، شكله هادي بس مش مرتاح.
خرجت من أوضتها وراحت ناحية الباب، لقِت إسلام واقف في وشّها، وملامحه باينه فيها عتاب مكتوم.
قال بنبرة حادة وهو بيبصلها
"يعني انتي ناوية تمشي كده عادي؟"
فريدة ردت ببرود وهي بتحاول تمشي
"رايحة شغلي، في حاجه؟"
وقف قدامها ومنعها تمشي
"في حاجه؟ آه في... أنانيتك دي مش طبيعية يا فريدة."
وقفت مكانها، رفعت حاجبها باستغراب
"أنا أنانية؟ عشان عايزة أمي تبقى معايا؟ عشان بمنعها من الغلط"
رد بعصبية
"لاء، علشان شايفة نفسك بس! شايفة إن وجود مامتك جنبك أهم من إنها تعيش، تحب، تتحب! هي تستاهل فرصة، تستاهل تبقى مرتاحة! وبعدين انتي اصلا عندك شغل، واخد كل وقتك، وكذلك انا مشغول، فايه المانع تشوف حياتها، تعيش حياتها وتصلح غلطها"
قالت ببرود أكتر
"هي مرتاحة معانا، وأنا مش هقبل النوع ده من الشغل تاني، كده كده كلها يومين وهسيب يونس، وهرجع لشغلي في المستشفى، وهقضي وقت أكتر معاها."
هز راسه وقال
"يعني هتفضلي أنانية، حرمتِ أمك من حب حقيقي، وافتكري كلمتي، في يوم هتقعي في الحب وهتتحرمي منه بنفس الطريقة."
ضحكت بسخرية وهي بتلف وشها الناحية التانية
"أنا؟ أحب؟ وأتجوز؟ مستحيل، أنا مش محتاجة الكلام ده، كفاية عليا أمي، ولو حتي حصل فأنا مش متجوزه"
بصلها بصدمة وسكت لحظة، وقال بنبرة أهدى
"انتي مش شايفة غير نفسك، بس الزمن هيخليكي تشوفي..."
فريده ضحكت وقالت بسخريه
" لسه الزمن هيخليني اشوف؟ اسلام انت بتقول ايه ولا بتبرر ايه؟ ماما غلطت وهتفضل غلطانه ولما تقولي اني انانيه أو تحاول تفهمني اني غلطانه مش هقتنع، انا كبيره كفايه وعارفه الصح من الغلط، ولك أن تتخيل مين اللي علمني الصح من الغلط، ماما اللي علمتني، اه وقعت في الغلط بس دورنا نبدل الأدوار ونفهمها انها غلط، مش نشجعها تكمل فيه" 
قال بصوت عالي 
" وطبيعي تغلط، بس غلطها سهل يتصلح، وناتج عن وحده، أو ضعف أو أيا كان، وبعدين الكل بيغلط، وهيا ده غلطها، لو كل واحد اترفع عنه الستر محدش هيبص في وش التاني، لو ده غلطها الوحيد يبقى انا قابله عادي، طالما هيتصلح، ولعلمك هخليها تتطلق، حتى لو متجوزتش، كفايه لحد كده"
فريدة سابته ومشيت، وإن كانت الكلمات فضلِت بتزنّ في دماغها... بس مكابرتها كانت أقوى من أي صوت تاني جواها.

بعد يومين...
فريده وصلت بيت يونس، دخلت الريسيبشن، لقت صابرين قاعدة بتتفرج على التلفزيون ويونس قاعد جنبها، رجله ممدودة شوية، بس واضح إنه بيتحسن، وبيتحرك براحة.
أول ما شافها، ابتسم وقال
"ديدا، ممرضتي الجميله اللي بحبها"
ضحكت فريدة وقالت وهي بتقعد قدامه
"أنا ضيفه النهاردة... مش ممرضة، جاية أودّعك."
يونس هز دماغه وقال بنبرة فيها حزن خفيف
"ما توقعتش اليوم ده ييجي بسرعة كده... كنت فاكر هتفضلي لحد ما أجري ماراثون."
ضحكت صابرين وقالت
"وداع ايه بس يا فريده، البيت بيتك تيجي في اي وقت، مفيش وداع"
فريدة ابتسمت وقالت
" وداع كممرضه، مش هنشوف بعض زي الأول"
يونس قال بسرعة
" يعني نرجع تاني للفيتامينات والمسكنات والتمارين؟"
ضحكت وقالت
"لا لا، كفاية عليك كده، اكيد هشوفك برضو، بس بعيدا عن التعب وكده"
ضحكت صابرين، وقالت
"طب خدو صورة سوا بالمرة."
فريدة قالت 
" فكره حلوه والله" 
يونس طلع فونه وهيا قربت منه، خدوا صوره سيلفي لذيذه قبل ما تمشي.

خرجت للجنينة، الجو كان هادي، وتيم واقف بعيد، ضهره ليها، باصص على الزرع وسرحان.
قربت بخطوات هادية، وقالت وهي واقفة وراه
"أنا خلاص همشي..."
لف ناحيتها بهدوء، ملامحه جامدة وقال
"عارف."
سكتت لحظة وقالت
"يعني مبقاش في داعي تتضايق من وجودي... مش هتشوفني تاني."
حس بغُصة حاول يخفيها وهو بيقول
"ربنا يوفقك."
ابتسمت بسمة باهتة وقالت
"مش هتحتفل إنك هتتخلص مني؟ يعني كنت مش متقبل وجودي من الأساس."
قال بنبرة واضحة
"أه، مكنتش قابله... ومازلت، بس ده ميخلنيش أكرهلك التوفيق."
بصتله لحظة وقالت
"ممكن اتوقع منك أي حاجه فعلاً."
سكت شويه وبعدين قال 
" عموما شكرا" 
قالت باستغراب 
" على ايه ؟!" 
قالها 
" على اهتمامك بيا لما كنت تعبان، اول مره حد يهتم بيا ويخاف عليا غير ماما" 
بصتله شويه وبعدين قالت ببرود مزيف
" انا بقوم بشغلي وبس، انا مجرد ممرضه" 
بصلها بصدمه شويه، يمكن متوقعش ردها بس هيا بسرعه قالت بابتسامة خفيفه
" بهزر، حاولت اتعامل معاك بطريقتك، عموما بعض الديون لا ترد" 
مردش، بس نظرته كانت فيها حاجة مختلفة، كأنه نفسه يقول حاجه، بس ساكت.
قالت بهدوء
"خلي بالك على نفسك."
هز راسه من غير ما يقول حاجة، وبص بعيد تاني كأنه بيهرب.
فريدة وقفت ثواني، كأنها مش عايزة تمشي فعلًا... كأن في حاجة رابطاها....
وبخطوات هادية، بدأت تمشي بعيد، وهو فضل واقف في مكانه، عينيه بتلاحقها من بعيد

قبل ما تخرج من البوابه، قابلت حسام داخل في وشها، قبل ما تكمل طريقها قال 
"استني لحظه... أنتي فريدة صح؟"
بصّتله بدهشة وقالت
"أيوه... حضرتك تعرفني؟"
مد إيده وقال بابتسامة لذيذة
"أنا حسام، صاحب تيم، شوفتك كذا مره بس معرفناش بعض، الحقيقة أنا كنت عايز أقولك من زمان إن شكلك... يعني... جذاب جدًا."
ضحكت بخجل وقالت
"شكرًا، ده من زوقك حضرتك."
قال بمزاح
"سيبيكِ من حضرتك دي..."
قالت وهي بتضحك
"طب يا حسام... اتشرفت بمعرفتك"
كانت هتمشي بس وقفها بسرعة
" ثواني مستعجله ليه؟!" 
قالت 
" اتفضل عايز تقول ايه؟!" 
رد بسرعه
"بصراحة... أنا عندي شركة، وكنا بندوّر على حد بالشخصية دي واللباقة دي، فـلو تسمحي، تحبي أبعَتلك التفاصيل ؟"
قالتله بهدوء
"أنا آسفة، مش هقدر أقبل حاجة دلوقتي... عندي ظروف خاصة."
قال وهو بيهز دماغه
"طبعًا، مقدّر ده جدًا... بس فكري، العرض قائم الي ما لا نهايه، مش هضغط عليكي "
قالت بابتسامه
" موعدكش، بس حاضر"
ابتسم وقال
"تمام يا فريده، فرصه سعيده"
قالت بود
" انا اسعد، عن اذنك"
ومشيت، وهو واقف بيبصلها وهي بتبعد.
دخل لتيم اللي كان واقف من بعيد، شايف كل حاجة، ملامحه متغيرة، ضيقه واضح في وشه، وبيشد في طرف التيشيرت من العصبية.
حسام دخل عليه وقال وهو بيضحك
"إيه يا عم، عامل ايه؟"
تيم مردش، باصصله بس.
حسام قال وهو بيضحك
" شوفت فريده دلوقتي، أنا عرفتها بيا يعني، بصراحه... البنت دي عاجباني جدًا، مش عارف ليه بس مش راضيه تخرج من دماغي من ساعة ما شوفتها... بسبوسه"
تيم شد نَفَسه، عينيه فيها نار، بس كاتم كل حاجه جواه

بعد ما فريدة خرجت من بيت تيم، راحت تقابل سالي زي ما كانوا متفقين.
سلموا على بعض، وقعدوا في كافيه هادي، على ترابيزة في الركن.
فريدة ابتسمت وقالت وهي بتشرب عصيرها
"أنا مشوفتش أعند منك والله."
سالي ردت وهي رافعة حواجبها بشوية حِدّة لذيذة
"مش عند، بس أنا مش هرتاح غير لما أفهم، أنا فرد من العيلة، ولازم أفهم اللي بيحصل حواليا، خصوصا لو كنت فضوليه"
فريدة أخدت نفس وقالت
"بس دي حريتها الشخصية، يعني انتي ليكي حياتك، وهي ليها حياتها، مجبرتش حد يعمل حاجه مش عايزها، وبعدين أنا متأكدة إن مامتك عمرها ما هتوافق إن أي واحدة تدخل البيت غير اللي هي تسمح بيها، لأنها غالبا شايفاهم ممكن يهددوا استقرار البيت"
سالي استغربت، قطبت حواجبها وقالت
"ليه يعني؟ ليه أي بنت ممكن تأثر على استقرار البيت؟ يعني أنا لو جبت شغالة في البيت، أو حتى ميس لياسين، هتأثر على الاستقرار؟ ده اللي هو ازاي يعني؟"
فريدة قالت بهدوء وهي بتفكر بصوت عالي
"من وجهة نظرها... أيوه، بصي، أنا مش بفهم أوي في الحاجات دي، بس أنا وصفت لصاحبتي اللي هي دكتورة نفسية حالة مامتك وتيم بالظبط، من غير ما أقول أسامي ولا أوضح أوي، وهي قدرت تفهم وتوصفلي حالتهم"
سالي قربت بفضول وسألت
" طب قولي قالت ايه؟!" 
فريدة بصّت قدامها كأنها بتفتكر كلام صاحبتها وقالت بهدوء
"بصي، صاحبتي قالتلي إن مامتك غالبًا عندها PTSD، حاجة شبه اضطراب ما بعد الصدمة بس مش بالطريقة اللي بنشوفها في الأفلام... يعني هي عندها خوف مفرط من أي عنصر خارجي ممكن يهدد استقرار بيتها أو حياتها، وده ناتج من تجربة قديمة أو ضغط نفسي كبير، غالبًا بسبب اللي حصل بينها وبين أهلها زمان أو حاجه حصلت في حياتها بعدها خلاها كده، خصوصا انها مش ضعيفه"
سالي كانت مركزة جدًا، ففريدة كملت
"وقالتلي كمان إن الناس اللي بيمروا بتجارب فقد أو تخلّي أو عيشة فيها قمع، ساعات بيبنوا حوالين نفسهم جدران... بيبقوا عندهم وساوس حامية، يعني دايمًا متوقعين الأسوأ، فبيرفضوا أي حاجة جديدة أو مختلفة، وليه البنات؟... لإن البنات بالنسبالها خطر مش لأنهم بنات، لكن عشان ممكن يغيّروا شكل البيت أو يأثروا على ولادها اللي هما مركز حياتها، أو لأن في حاجه حصلت قديمه عقلها هيئ لها أنهم السبب"
سالي سألت
"طب وتيم؟"
فريدة قالت بتنهيدة
"تيم حالة تانية خالص... هي قالتلي إن اللي أنا وصفته عنه يشبه نوع من أنواع الرهاب الاجتماعي المرتبط بالتجارب المؤلمة من الجنس الآخر، غالبًا تيم مرّ بحاجة خلت علاقته بأي بنت تكون مربوطة بالتوتر، وده بيخليه يبان عدواني أو بارد... بس الحقيقة إن دي طريقة دفاع، صاحبتي قالتلي إنه محتاج مساحة آمنة عشان يقدر يثق، بس هو مش بيدي فرصة لحد، وعشان كده مش بيخف."
سالي فضلت ساكتة شوية، ملامحها بقت أهدى، كأن الصورة بدأت توضح.
فريده أخدت نفس خفيف وكملت كلامها وهي بتحاول توضح أكتر
"أنا لما وصفت حالة تيم، وصفتها بالظبط، يعني ردود فعله، طريقته مع الناس، تصرفاته اللي مش مفهومة ساعات... هي قالتلي إن ده غالبًا نتيجة صدمة نفسية قوية، وخصوصًا لو الصدمة دي مرتبطة بحد قريب منه جدًا... وده تقريبا حصل معاه، بس اكيد انا معرفش اي حصل بالظبط."
سالي كانت مركزة معاها، وقالت باستغراب
"بس هو بيبان جامد من بره، وبيزعق وبيتحكم وبيطرد أي بنت، يعني شكله مش ضعيف خالص."
فريده ابتسمت ابتسامة باهتة وقالت
"ده المظهر بس، لكن الحقيقة إن شخصيته مهزوزة جدًا من جوه، هو مش واثق في حد، ومش واثق في نفسه كمان."
سالي اتشدت أكتر وقالت
"طب ليه؟ يعني ايه وصله لكده؟!"
فريده بصت لها نظرة فيها ثقل وقالت بصوت واطي
" يمكن مثلا ارتباطه بمامته، بيعملها حساب وحاطط لنفسه قيود، مش علشان هو مش عايز، علشان هو مجبر، هو قدم حياته لمامته وبس، مش عايش حياته زي ما هو عايز، وبعدين ربنا وحده يعلم هو يعرف ايه عن البنات، أو ايه الصوره اللي مامته وصلتهاله في يوم من الايام"
سالي اتنهدت وقالت
"طب ده يخوف... بس هو مش المفروض يتعالج؟"
فريده هزت راسها وقالت
"هو مش شايف إنه مريض... هو شايف إن تصرفاته طبيعية، هو بيحاول يسيطر على أي حاجة حواليه علشان مفيش حاجة تخرج عن إيده... ولما أي بنت تدخل البيت، بيحس إن في حد هيخربله نظامه، أو هتشكل تهديد، وده ناتج عنه احتمالين، يا اما بيخاف منهم أو بيخاف عليهم"
سالي قالت
"يعني دي حاجه نفسيه معقده؟"
فريده ردت
"جداً، والدكتورة قالتلي إنه غالبًا مصاب بحاجة شبه اضطراب ما بعد الصدمة، بس متطور معاه على شكل اضطراب في الشخصية، زي اضطراب الشخصية المرتابة أو الحدية، لأنه بيبالغ احيانا في ردود فعله."
سالي كانت مذهولة وقالت
"معقول كل ده جواه؟! "
فريده كملت
"وبصراحة... تيم مش بارد، هو مفيهوش برود بجد، هو مكبوت... يعني مش بيعرف يعبّر عن اللي جواه، يمكن عشان عمره ما اتعلّم إنه يعبّر، أو يمكن محدّش شافه وهو بيقع فساعده، في حاجة في عينيه دايمًا بتقول إنه بيكتم حاجات، كتير، بس عمره ما بيطلّع ده على هيئة ضعف... بيطلّعه على هيئة تحكم، أو جفاء، أو عصبية زيادة."
سالي حركت شعرها بعصبية وقالت
"طب وانا أعمل ايه يعني؟ أنا عايزة أعرف، نفسي أفهم، مش هرتاح غير لما أفهم أوي... مش طبيعي اللي بيحصل في البيت، ومش طبيعي تصرفاتهم، وأنا بجد تعبت من كتر ما بفكر."
فريدة بصّتلها بهدوء وقالت
"بصي... لو بجد عايزة تعرفي، يبقى لازم تقربي من تيم... تقربي من غير ما تبيني إنك بتحاولي تعرفي حاجة، يعني تحسسيه إنك جنبه، وتحاولي تجسي نبضه، يمكن وقتها يفتحلك قلبه، أو يلمّح بحاجة، أو حتى يسيبلك طرف خيط."
سالي قالت بتنهيدة
"تيم؟! ده مبيبصش في وش حد أصلاً، بيكلم الناس كأنهم موظفين عنده، حتى أنا! ابن أمه في كل حاجه."
فريدة قالت بابتسامة باهتة
"ما هو ده تيم... كل حاجه فيه مقفولة، بس انتي قلتي إن مامتك مش بتخبي عنه حاجة، صح؟ سرها معاه، وبيشاركها في حاجات حتى انتي مش عارفاها... يعني بنسبة كبيرة هو عارف كل حاجه، أو على الأقل شايف أكتر مننا بكتير."
سالي سألتها بقلق
"ده شايف وموافق كمان "
فريدة هزّت راسها
"معتقدش، بس هو متربي على كده، متربي على السكات، على السيطرة، على إن مش كل حاجه تتقال... بس في حاجه حصلت له أكيد، حاجه خلته يبقى بالشكل ده، شخصيته مش طبيعية، فيها عقدة خوف، فيها كبت... تيم أصلاً لازم يتعالج، أنا متأكدة إنه لو راح لدكتور نفسي محترم هيفهم نفسه، ويفك اللي جواه شويه."
سالي سكتت، وفضلت تبص لفريدة بتفكير، واضح إنها بتفكر في الكلام ده لأول مرة بجدية
فريدة كملت وهي بتبص لها بتركيز
"لو عرفتي توصلي لنقطة ضعف تيم، انتي هتوصلي للي انتي عايزاه... تيم المفتاح يا سالي."
سالي قالت بنبرة فيها رجاء واضح
"يبقى انتي يا فريدة اللي لازم تقربي منه... لازم تكوني معاه" 


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1