رواية ليتك كنت سندي الجزء التانى الخاتمة 7 بقلم اسماء عبد الهادى

    



رواية ليتك كنت سندي الجزء التانى الخاتمة 7 بقلم اسماء عبد الهادى


أخذت الأفكار والظنون  تجوب بعقلها فما كان منها الا أنها توجهت بسرعة نحو زوجها الذي كان يتابع شاشة التلفاز فجلست جواره وكأنها تحمل هم الدنيا بداخلها
التفت اليها متسائلا 
_مالك يا ام ماهر شايلة طاجن ستك ليه 
لتقول وكأنها تفجر قنبلة موقوتة
_انت لازم تتصرف بأسرع وقت  البت شكلها متخانقة مع الدكتور آدم 
أجابها بهدوء شديد
_ربنا يهدي سرهم ..يا ما بيحصل بين اي زوجين..  يومين كدا وهيرجعوا لبعض ولا كأن حاجة حصلت 
هتفت بحنق ممزوج بخوف 
_ وأنا مش هستنى بنتي لما تضيع تاني يا فهمي ... الجوازة دي أنا عمري ما كنت أحلم بيها للبت بعد اللي حصل، والدكتور آدم راجل ولا كل الرجالة .. علشان كدا أنا مش هسيبهم متناكفين أبدا ولازم تتصرف.. طلع تلفونك وكلم آدم وهدي النفوس ما بينهم 

____
أمسك هاتفه ليتصل بها 
فأجابت على الفور ليتحدث هو بحنق مازحا 
_ايه ما صدقتي يازفتة اول ما ارن تفتحي علطول ... طب اتقلي شوية ده التقل صنعة ..ايه الناس المدلوقة دي ياربي .

رفعت هي حاجبيها وردت بغيظ 
_لا ياغبي أصلا الموبايل كان في ايدي بلعب جيمز وانت اتصلت ففتحت من غير ما أقصد .

_ممم يعني أفهم من كدا أنك مكنتيش هتفتحي وتسبيني ملطوع كدا على الموبايل أرن بالدقيقتين والثلاثة.

_اه طبعا وأرد عليك بتاع ايه جوزي خطيبي!! 

_ايوة حيث كدا بقا.. تعاليلي هنا ده انتي يومك أسود من شعر رأسك... في واحدة محترمة تقول لخطبيها وجوزها المستقبلي ياغبي!! انتي انجنيتي يابت انتي لا إيه!! 

_اه طبعا عادي هو انت عايز تقولي يا زفتة وأنا أقف اتفرج عليك .

لوى فمه بامتعاض وأجاب بتهكم
_لا جدعة يابت لازم ترديلي الكلمة كلمتين وعشرة كمان
_طبعا ..اومال انت فاكر إيه 

_ممم بقولك ايه يا بنت أم ليلى .. أنا بفكر اصرف نظر على الجوازة دي انتي إيه رأيك .

_تصرف نظر مين يا ابن طنط سوسن هو دخول الحمام زي خروجه يابابا .. لا عندك ..انت خلاص اتدبست واتحكم عليك خلاص 

ليضحك هو بصوت عالي وادعى المسكنة
_يعني خلاص اتحكم عليا بالمؤبد الازلي .. عيني عليك يا ماجد مكانش يومك يا حبيبي.. كنت شاب حليوة وصغير ولسه في عز شبابك يابني .

لتضك هي بشدة على طريقته الكوميدية 
ليتحدث هو بجدية فجأة بعد وصلة الكوميديا التي بدأها 
_بس خلاص ضحكنا كتير وجه وقت الجد ...هنقضي السنة كلها ضحك وهزار ولا ايه 

لتستمر ليلى في الضحك محاولة أن تكبت ضحكاتها لكنها فشلت 
_انت مشكلة يا ماجد أنا هموت من كتر الضحك .
_اومال انتي لسه شوفتي حاجة ده أنا ههريكي ضحك.. هطلع عقدي المكبوتة كلها عليكي ..
ليدلف ذلك الذي استمع لضحكاتها فعبس بوجهه قائلا بضيق 
_انتي يا زفتة بتضحكي مع مين بالشكل الاوفر بتاعك ده 
لتلتفت هي لأخيها 
_ده ماجد يا اسلام قالبها شكوكو ومش عارفة اوقف ضحك .

أخذ إسلام الهاتف من أخته وتحدث بضيق لماجد 
_وانت يا استاذ شكوكو... متخف شوية في ايه .

_عايز ايه يالا دي خطبيتي ..وبعدين مسمحلكش تقولها يا زفتة أنا بس اللي أقول 

_خطيب ايه وكلام فارغ ايه .. انت لسه مجرد اجنبي عنها فخف كلام في الموبايل .
_يا عم فاهم.. هو أنا قلتلها ايه يعني 
_لا ولا حاجة الضحكة من الودن للودن وبس 
_أعملك ايه .. انت تفرح وتفتخر كدا بخطيب أختك.. بقدر أغير المود المتعكر في ثواني بعون الله 

_شكرا ياسيدي لخدماتك .. اقفل يلا 

_ماشي يا اسلام انا هقفل بمزاجي علشان مش فاضي .. وخليك فاكرها ها 
_لا فاكرها ولا ناسيها يا بني أنا كل الحكاية خايف على أختى وبغير عليها .
_ماشي يانسيبي في دي عندك حق ...سلام 

خرج ماجد من غرفته بعدما اغلق الهاتف مع ليلى وأخيها ليستمع لما تقوله أمه لأبيه فهو لم ينتبه على قدوم أخته للمنزل ولا ما حدث لها 

ليتجهم وجهه ويهتف بغضب من أجل أخته 
_مالها رهف يا ماما.. إوعي يكون آدم عملها حاجة ده أنا كنت أطير فيها رقاب دلوقتي 

دفعته أمه بحنق 
_ياشيخ تف من بوءك ربما ما يجيب مشاكل بينهم .. أكيد شوية دلع من أختك وكل حاجة هتبقى تمام أبوك هيكلم آدم وادخل انت لأختك قررها وأعرف في ايه .. هيه بتحكي معاك أكتر من أي حد .

استجاب ماجد لأمه فهو يريد ان يدلف ليطمئن على أخته وما الذي حدث معها 
أما فهمي فلم يستطع الا أن يستجيب لزن زوجته  المتكرر وأمسك هاتفه واتصل بآدم الذي آجاب على الفور مبتسما وكأن شيئا لم يحدث 
_السلام عليكم .. ازيك يا عمي وازي صحتك .

_وعليكم السلام ..ازيك يا دكتور عامل ايه ... احنا بخير طول ما انت بخير يابني 
_الله يعزك  ..  أي خدمة ياعمي ..خير !! 

_في الحقيقة يابني أنا مش عايز أعطلك.. بس انا كنت بسألك انت في حاجة حصلت بينك وبين رهف  !! 
أراد آدم أن يخفي وجود اي توتر بينه وبين رهف 
_حاجة !! حاجة ايه يا عمي .. مفيش حاجة طبعا رهف بس حبت تقضي كم يوم عندكم مش أكتر 
اطمأن فهمي ونظر لزوجته براحة 
_طمنتي يابني الله يطمنك .. ربنا يسعدكم ويهدي سركم .. أسيبك تشوف شغلك 

_اللهم آمين .. في أمان الله يا عمي 

نظر فهمي لزوجته مغتاظا 
_ارتحتي واتبطيتي أهو بنفسه اكد ان مفيش حاجة ..فاهدي كدا البنت أكيد جاية تقعد معايا يومين 

لم تقتنع سوسن بما قاله لذا قالت بشك 
_أنا لسه مصممة انهم متخانقين والا ايه اللي يخلي البت تعيط بالشكل ده وتدخل على اوضتها ومش عايزة تكلم حد 

_يا سوسن قلتلك ياما بيحصل بين اي اتنين واكيد خلاف بسيط هيحلوه مع بعض بس بنتك رهف اللي مزوداها حبتين.. كبري دماغك وبكرة الدنيا هتتحل ... وقومي يلا حضريانا الأكل أنا راجع من الشغل تعبان .

___

دلف ماجد إلى غرفة أخته مناديا بمرح 
_قطتي حبيبة قلبي وحشتيني اوي 

لترتمي رهف بين ذراعيه تبكي وجعا يشعر به قلبها لكنها لا تستطيع ان تبوح به 

ليهتف ماجد بتأثر 
_ياااه يا قلبي للدرجة دي انتي زعلانة.. احكيلي ياقلب اخوكي فيكي ايه!! 

لكن رهف فضلت الصمت كعادتها ولم تنطق بشىء ليتحدث ماجد بجدية 
_احكيلي يارهف علشان لو في مشكلة أتدخل معاكم في حلها .. هتخبي عن اخوكي يا حبيبتي 

لتتحدث رهف من بين شهقاتها المختنقة 
_مفيش حاجة يا ماجد... مشكلة بيني وبين آدم وانا مش حابة أخرج اسرار بيتي برا .

ربت ماجد على شعرها وطبع عليه قبلة بحنان 
_تمام يا قلبي زي ما تحبي.. بس مش عايزك تزعلي كل مشكلة وليها حل .. ربنا يسعدكم يارب... ممكن تفكي التكشيرة وتبطلي دموعك دي بقا 

_حاضر يا ماجد بس من فضلك انا محتاجة أنام دلوقتي مصدعة 

_تمام ارتاحي براحتك .. ونتكلم بعدين 

___
خرج ماجد وترك اخته تنام قليلا ليذهب هو الى غرفته عازما على ان يهاتف آدم الذي أجاب متوقعا سبب اتصال ماجد 
_ايوة يا ماجد خير 
_يا عم قول السلام عليكم
_السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. ها هتسأل في مشكلة بيني وبين رهف صح 
_صح ايه اللي حصل ممكن أعرف !! 
_والله تقدر تسأل رهف وهيه تقولك 

_رهف مش راضية تقول حاجة وبتقول أنها مش عايزة تخرج اسرار بيتها برا ... بس هيه مموته نفسها بكا فممكن أعرف في ايه بالظبط 

اعجب آدم برد رهف على سؤال أخيها لكنه ادعى عدم الاهتمام 
_مفيش حاجة يا ماجد اطمن مشكلة بسيطة وهتتحل بإذن الله متكبرش الموضوع 

_ماشي يا آدم أنا عارف انت قد ايه عاقل ومحترم بس مهما كان دي أختي ومش هتحمل عليها أي حاجة 

_تمام يا ماجد .. بعد اذنك أنا لازم اقفل عندي عمليات حالا 

_ربنا معاك يا دكتور سلام .

ظل الوضع كما هو عليه رهف ترفض الخروج من غرفتها ومشاركتهم الطعام وتكتفي بالصمت طيلة الوقت فلا تريح أحدا بالرد على أسئلتهم وآدم يؤكد انه ليس هنالك شىء 

وصل الخبر لكل من ماهر سها الذين قدما على الفور ليؤكد ماهر 
أنه ليست هناك اي مشاكل بين كل من رهف وآدم وان رهف على هذا الحال منذ مدة وآدم لا يعرف ما بها 

أما سها فدلفت لغرفة صديقتها لكنها لم تستطع ان تعرف أي شىء منها وسبب حزنها الى هذا الحد 

ليصر فهمي على ماهر ان يتصل بآدم ليأخذ زوجته إلى البيت فلربما هنالك خلاف بسيط فليتفاهما في حله بهدوء

استجاب ماهر لطلب والده وهاتف آدم الذي أجاب بحزم شديد 
_رهف محتاجة تغير جو يا ماهر خليها يومين وأنا بنفسي اللي هأجي أخدها لما أحس أنها مبقتش محتاجة تقعد أكتر .
أغلق ماهر الخط ليهتف أبيه متسائلا 
_ايه يا ماهر قالك ايه 

_بيقول يومين يا بابا وهيجي بنفسه يرجعها البيت 
لتسأل سوسن سها 
_وانتي يا سها متعرفيش فيه ايه 
_لا والله يا طنط ..ده حتى آدم كان قلقان على رهف ومش عارف ايه اللي تاعبها 

لتهتف سوسن بخوف من ان يتطور الخلاف بين رهف وآدم فيؤدي الى الانفصال وهو الامر الذي ترهبه وبشدة 
_ وبعدين هنعمل ايه هنسيب البت حالها يميل تاني .. أنا ماصدقت حالها ينصلح 

ليقترب منها ماهر متحدثا بجدية 
_ ان شاء الله مفيش حاجة يا ماما سيبي رهف كم يوم لحد ما نفسيتها تهدى ومحدش يسألها على حاجة خالص وبإذن الله خير .. آدم بيأكد ان مفيش حاجة يبقى ليه نعمل مشكلة من لا شىء 

ليتحدث ماجد بقلق على اخته 
_طب ورهف هنسيبها كدا ..انا خايف يجرالها حاجة 
ليتنهد ماهر باستياء  
_ما انت عارف اختك يا ماجد حساسة زيادة عن اللزوم ..ربنا يهديها
____

 على طاولة الطعام تحدثت أمه بحماسة كبيرة وهي تضع هاتفها جواره لينظر لتلك الصورة الموجودة على حساب الماسنجر الخاص بها 
_بص كدا الصورة دي وقولي ايه رأيك 

تحدث وهو ينهي طبقه 
_صورو ايه !! 

_صورة البنت اللي اختارتهالك ..هيه بنت واحدة كانت جارتنا في بيتنا القديم .. كلمتها وقلتها ابعتيلي صورة حلوة فبعتتلي دي .. شوفها وقولي رأيك 

كان أحمد يمسك بهاتف أمه بينهما هي تتحدث وما ان رأى الصورة حتى ابعد وجهه سريعا وهو يضع الهاتف مكانه 
ثم ضيق ما بين حاجبيه باشمئزاز 

_ بالزمة يا أمي في بنت محترمة تبعت صورة زي دي على النت  عادي كدا!!! 
_وفيها ايه يا أحمد ماهي بعتاها لست زيها مش باعتها لراجل يعني.

_وحضرتك يا أمي بعتهالي ..هل ينفع أنا أشوف واحدة بمنظرها ده 
_ما هي دي الصورة الوحيدة اللي بعتتهالي يابني 

تحدث هو بحنق واشمئزاز من صاحبة الصورة 
_اه يبقى هيه تلاقيها عارفة اللي فيها فحبت تبعتلك صورة ليها بشعرها وفستان كاب مبين جسمها كله من فوق .. علشان ايه أنا اول ما أشوفها أطب واقول هيه دي مش كدا ؟؟ 

_متظلمهاش يا احمد يمكن نيتها سليمة يابني زي ما احنا نيتنا سليمة 

_يا امي بالعقل كده مفيش واحدة  بتبعت صورة ليها بمنظرها ده الا لو في نيتها حاجة ... يعني أي بنت لو واحدة قالتلها وريني صورتك هتوريها صورتها بالحجاب او على الاقل بشعرها .. لكن تبعتلها صورتها بفستان سواريه وكله مكشوف وهيه أصلا ملهلش كلام سابق معاكي قبل كدا يعني مفيش بينكم علاقة قوية ولا ثقة متبادلة .

_يا احمد بقولك دي بنت جارتنا في بيتنا القديم يعني عارفاها من وهيه قد كدا 

_ودلوقتي كبرت وبقت لا تؤتمن يا أمي .. اللي زي دي لا يمكن أثق فيها او أءتمنها على بيتي وأولادي 

_احمد من فضلك متكبرش الموضوع 

_لا ماما الموضوع كبير.. والبنات فعلا بتتساهل في موضوع الزفت الفيس والماسنجر والحالات ده .. وبيحطوا صورهم عادي كدا وبيتبادلوا الصور بينهم وبين بعض وياريتها صور محترمة وعادية وانما بيكونوا عاملين البدع .. طب افرض الصور دي وقعت في ايدين أخوات صاحباتهم وشافوها هيكون تصرفهم ازاي دلوقتي .

_معاك حق يا احمد بس نرما أكيد واثقة فيا فبعتتلي الصورة عادي .. الغلطة غلطتي اني مقلتلهاش تبعتلي صورة تانية بحجاب علشان اوريهالك بدل دي .

_لا يا ماما الفكرة دي شيليها من دماغك أنا هختار البنت اللي هرتبط بيها بنفسي 

لا يدري ما ان قال هذا الكلام حتى أتت صورة ملك في مخيلته تلقائيا 

لتهتف أمه محاولة ثبر أغوار قلبه 
_يبقى أكيد انت حطيت بنت معينة في دماغك او حتى لسه بتفكر وبتدرس الموضوع بينك وبين نفسك 

تحمحم أحمد وهتف بارتباك
_بصراحة يا ماما .. أيوة في بنت بدات في الفترة الأخيرة تشد انتباهي بجديتها وانضباطها 

هتفت امه بفرحة وتركت ما بيدها ونظرت لابنها متلهفة 
_هيه مين وانا اروح اخطبهالك من النهاردة قبل بكرة 

_مش للدرجة دي يا ماما وبعدين انا لسه بدرس الموضوع زي ما قلتي ..  ثم إني لازم اختبرها الأول بصراحة بعد الصورة اللي بعتتها البنت دي ..وأنا قلبي بقى متوغوش من اي بنت 

لوت أمه فمها بامتعاض غير راضية عن حكمه الذي حكمه وعممه على كل الفتيات لمجرد فتاة واحدة أرسلت صورة لها بملابس مكشوفة 

_وهتختبرها ازاي بقى 

التمعت أعينه ببريق ماكر 
_هقولك يا ماما .

____

وجدها تمسك في يدها ملابس لابنته وتقول 
_يلا يا أيسوا علشان أجهزك 

ليهتف هو وقد عاد للتو من عمله بالمشفى 
_ليه انتي رايحة فين !! 

_رايحين لرهف يا آدم.. بقالها ٣ايام مشافتش أيسل وبتقول انها وحشتها أوي وعايزة تشوفها 

ليتحدث هو بوجه صلب وبصوت صارم 
_لأ
_لأ إيه!! 
_أيسل مش جاية معاكي عند رهف عايزة تروحي روحي انتي اتفضلي لكن أيسل لا 

رفعت سها أحد حاجبيها باستغراب ذلك الرد القاسي ولأول مرة من آدم تجاه رهف 
_في ايا يا آدم .. أيسل علطول بتروح معايا بيت طنط سوسن وبعدين انت عمرك ما كنت قاسي بالشكل ده وخصوصا على رهف.. لدرجة ان الكل كلمك علشان ترجع رهف بيتها وانت مش راضي .. للدرجة دي هانت عليك العشرة ما بينكم .. انا متأكدة ان في سبب وسببب كبير انتوا مش عايزين تقولوه فانتوا أحرار .. لكن بالنظام بتاعك ده يا آدم بصراحه مش صح .. على الأقل اعمل أعتبار لعمو فهمي وطنط سوسن .. وحلوا مشاكلكم في بيتكم ومن غير ما حد مننا يحس ولا ايه يا آدم .
زفر آدم بضيق وادعى عدم الاهتمام بما قالته أخته 
_سها من فضلك بلاش تفتحي في الموضوع ده ... واتفضلي انزلي يلا 

 طالعته سها بعتاب 
_بقا كدا يا آدم!! 
_سها ارجوك قلتلك مش عايز كلام كتير في الموضوع ده أنا عارف أنا بعمل ايه كويس اوي 
تنهدت سها بقلة حيلة فهي مشفقة على صديقتها حقا فآدم يقسوا عليها كثيرا رغم انها لا تعرف سبب الخلاف بينهما لذا هتفت بخفوت غاضب 
_اوك يا آدم أنا مش هناقشك لاني متأكدة انك مش هيهون عليك زعل رهف ...هطلع أجيبلكم الغدا أنا مجهزاه فوق من بدري 

_لأ 
_لأ ايه تاني هو انت مالك فيك ايه النهاردة 
_أنا هجهز أكلي وأكل بنتي بنفسي يا سها .. اهتمي انتي بصحتك وأكلك كويس 
_على فكرة أنا مش بتعب وأنا بعمل الأكل، ثم ان انت من امتا بتعمل فرق بينك وبينا يا آدم .. ايه اللي اتغير ممكن أفهم 

_اسمعي الكلام من غير مناقشة ومناهدة يا سها ممكن !!... من هنا ورايح متعمليش حسابي على الأكل .. وأنا في الشغل أكلي أيسل لكن لما أرجع أنا ابوها وأنا اللي مسؤل عن أكلها .

لم تجد سها مفر من أن ترمق أخيها بنظرة طويلة معاتبة ومن ثم تغادر على الفور 
___
ذهبت الى صديقتها على الفور لتحدثها بحدة 
_ممكن أعرف بقا في ايه يا رهف .. ايه اللي بيحصل بينك وبين آدم انتم عمروا مكنتوا بالقسوة دي 

لتهتف رهف بهدوء 
_فين أيسل ... أنا قلتلك هاتيها عايزة أشوفها 

لتهتف سها بحنق 
_آدم مرضيش ..
حزنت رهف كثيرا لمنعه أيسل عنها 

لتعود سها لحدتها مرة أخرى 
_ اسمعي بقى أنا مش هسيبك غير لما تحكيلي ايه اللي بيحصل بالظبط .. ما هو مش معقول هسيب الامور ما بينكم تتطور بالشكل ده 

ازدردت رهف ريقها ونهضت من مكانها مولية صديقتها ظهرها 
_سها معلش أنا مش عايزة أتكلم في الموضوع ده 

أدارتها سها اليها وهي على نفس الحدة 
_لا يا رهف هتتكلمي وهتقوليلي أنا صاحبتك ايه اللي بيحصل انا لا يمكن استنى العلاقة ما بينكم تسوء أكتر من كدا 

لتهتف رهف بحسرة على حالها 
_مش لما تكون في علاقة حقيقية فعلا ما بينا ياسها علشان تسوء ! 

فتحت سها أعينها وفمها باستغراب 
_يعني ايه !! 
عادت رهف لصمتها مرة أخرى وأخفضت رأسها أرضا 

لتهتف سها بحنق 
_رهف اتكلمي يعني ايه الكلام اللي بتقوليه ده 

قالت رهف وهي لا تشعر بنفسها بينما تسيل دمعاتها بلا توقف ولا إرادة منها 
_أدم اتجوزني مجرد شفقة .. اتعاطف مع اللي حصلي وحالتي وقتها علشان كدا اتجوزني .

زهلت سها مما تسمع من صديقاها والتي لم تقتنع بحرف واحد مما تقوله 
_رهف انتي فاهمة انتي بتقولي ايه !! ..معقولة بعد العشرة ما بينكم طول الفترة اللي فاتت مش قادرة تحددي آدم بيحبك ولا لأ!! 

لتهتف رهف بوجع بعدما ادركت انها باحت بمكنونات نفسها لصديقاها الأمر الذي كانت لا تريد أن تفعله 
_سها افهمي ..  آدم علشان انسان طيب وقلبه كبير فهيبان معاملته دي على أنها حب في حين انها مش أكتر من مجرد احساس بالعطف والشفقة 

ضحكت سها ساخرة من تفكير رهف 
_له حق آدم فعلا انه يزعل منك ويمنع عنك ايسل والله يا رهف انتي بتهرجي بجد 

لوت رهف بوزها وهتفت بضيق
_سها انا بتكلم جد علفكرة.. بصي اقولك اعتبري اني مقلتكيش حاجة واقفلي على الموضوع ده 

_أقفل ايه .. ده سواد طافح يا بنتي انتي بتتكلمي في ايه ... رهف آدم بيحبك جدا وكلنا متأكدين من دا .. ازاي انتي شايفة حبه ليكي على إنه شفقة أنا عايزة أفهم.. آدم بيقابل حالات كتير في المركز عنده محتاجين شفقة وعطف أكتر منك بمراحل تقدري تقوليلي ليه متجوزش حد فيهم واتجوزك انتي رغم انه كان مضرب عن الجواز من بعد موت شيماء الله يرحمها !!! ... آدم من يوم ما عرفك وحبك والبسمة رجعت تاني لوشه .. بقيت دلوقتي أشوف الحب في عيون  آدم أخويا اللي اتولد من جديد على ايديكي انتي ..

طالعتها رهف بدهشة لما تقوله وقالت بحزن 
_كل اللي في المستشفى بيتكلموا عن اني مش مناسبة لآدم وانه اتجوزني شفقة وعلشان اربي بنته 

لتردف سها بحنق 
_وتفتكري لو اللي سمعتيه ده صحيح .. ليه آدم هيطلب منك تسيبي أيسل معايا وتنزلي تشتغلي معاه في المستشفى ..مش كان من باب أولى يقعدك في البيت علشان تهتمي بالبنت! 

_سها انا معنديش أي مانع اني اهتم بأيسل انتي عارفة أنا قد ايه بحبها ومتعلقة فيها 

_عارفة ومعندنيش شك في ده ... لكن انا مش قادرة أصدق انتي ازاي مش قادرة تشوفي حب آدم ليكي .. رغم اننا كلنا شايفينه ومتأكدين منه ... انتي حتى لو شفتي حالته في اليومين اللي انتي بعيدة فيهم .. عاملة ازاي .. بقى عصبي ومزاجه متعكر وعلطول مبوز ومكشر ..كل ده ليه علشان انتي غايبة عنه يارهف 

لتهتف رهف بوجع 
_اه واضح يا سها بأمارة إن ماهر وماجد كلموه علشان يرجعني البيت وهو مهتمش وكأنه ما صدق اني أبعد

_مش يمكن زعلان منك وبيعاقبك على تفكيرك اللي ملوش أساس من الصحة ده ... وخير مثال انه منع أيسل عنك 

التفت اليها رهف بزعر 
_يعني ايه !! يعني آدم فعلا بيحبني يا سها .. أدم بيحبني زي ما أنا بحبه ؟؛

_يا عبيطة ويمكن أكتر كمان 

بهتت رهف وعلمت أنها أخطأت في ظنها ووجعها الذي كان وهما لا حقيقة له 
_طب وبعدين .. آدم زعلان مني !! هتصرف ازاي ساعديني يا سها 

تخطها سها وتقدمت تجاة الغرفة مغادرة وهي تقول بحنق 
_دي مشكلتك وانتي السبب فيها اتصرفي بقى .. أنا رايحة لماهر .
____
وقفت تميز من الغيظ من نفسها ولكن بداخلها تكاد تطير من الفرحة 
_آدم بيحبني زي ما أنا بحبه أنا مش مصدقة نفسي

لكنها سرعان ما تذكرت أنها افسدت الأمور بتسرعها وغباءها فعبس وجهها وهتفت 
_طب وبعدين هتصرف ازاي .. أرجع البيت!! لا بردو مش هيكلمني وهيبعد انا متأكدة .. ياربي أعمل ايه .. أنا مني لله 😭😭😭

دلف ماجد ليطمأن على أخته ليجدها تجلس على الأرض تبكي فاقترب منها ووجه شاحب من القلق عليها 
_رهف قطتي !!

ما ان رأته رهف حتى هبت معتدلة من مرقدها وأمسكت بأيد ماجد بتشبث 
_ماجد ارجوك ساعدني بالله عليك انت الوحيد اللي هتقدر تخرجني من المشكلة دى .

ساعدها ماجد عل النهوض وهتف بلهفة 
_اكيد هساعدك ياقلبي .. قوليلي فيه ايه! 

_آدم .. آدم زعلان مني وأنا عايزاه يسامحني.

_بسيطة ارجعي بيتك .. تعالي اوصلك وهناك الامور بينكم هتتحل 

_لا يا ماجد هيفضل زعلان مني .. ارجوك اتصرف خليه يجي هنا .. لو جه يبقى في أمل انه يسمعني ويصالحني .. ساعدني يا ماجد .

فكر ماجد قليلا 
_ممم خلاص أنا عندي فكرة ... أنا هتصل بيه واقوله تعالى إلحق بسرعة رهف تعبانة .
لتكمل رهف بحماس ولهفة 
_فأكيد هيجي على ملا وشه علشان خايف عليا .. صح يا ماجد برافو عليك يلا نفذ بسرعة 

أمسك ماجد بهاتفه ليتصل بآدم بينما ارتفعت درجة حرارتها بتوتر تريد أن تعرف رد فعل آدم عندما يعلم بأمر مرضها المزعوم 

لكن آدم خيب رجاءها عندما قال 

ماجد_ آدم تعالى بسرعة رهف تعبانة أوي ولازم تيجي تفحصها 

_أكيد شوية برد مش حكاية يا ماجد .. انزل هات لها كونجستال من الصيدلية .

_لا يا آدم رهف فعلا تعبانة .. دي وشها أزرق وكأنها بتتخنق بسرعة يا ماجد 

كاد قلب آدم يطير خوفا على رهف لكنه تماسك في اللحظة الأخيرة وهتف ببرود
_معلش يا ماجد لو رهف تعبانة جامد تقدر تأخدها لدكتور باطنة يفحصها أنا دكتور نفسي مش هيفيد في حالتها وكمان عندي عمليات دلوقتي ..عن اذنك يا ماجد انا لازم اقفل .

أغلق هو الخط مع ماجد ليتصل على الفور بعمه فهمي والد رهف والذي أخبره بحقيقة كل شىء عندما رأي الحزن والغضب في نبرة صوته فذهب اليه لمكان علمه وأعلمه بخطته في تلقين رهف درسا لن تنساه 
_ايوة يا عمي ممكن تطمني على رهف هيه كويسة!! 
أستغرب فهمي سؤاله في ذلك التوقيت لذا عندما وجد سها أمامه فسألها 
_سها يا بنتي انتي كنتي لسه عند رهف .. هيه كويسة

_اه يا عمو رهف كويسة وماجد كان لسه  داخل عندها دلوقتي 

_يبقى كويسة الحمد لله لو كان في حاجة كان ماجد قالنا 

أخبر آدم ان كل شىء على ما يرام فتنهد آدم براحة وعلم أن تلك ما هي إلا حيلة من ماجد كي يجعله يأتي الى رهف .

أما عند رهف فلقد خاب ظنها وكسر قلبها كثيرا وظلت تبكي بحسرة على حالها 
_زعلان مني جامد يا ماجد .. مفرقش معاه أنا تعبانة ولا لأ.. طلع موجوع مني لدرجة إنه قسى قلبه عليا

ليهتف ماجد بجدية لتهدئتها 
_رهف اصبري يومين أكيد هيجي
_مش هيجي يا ماجد انا عرفت خلاص 

_لو مجاش خلال يومين أنا هتصرف وعندي فكرة تانية هتخليه يجي على ملا وشه .

____

اتجهت صوب المكتب التي تعمل فيه هي بجد واتقان وكأنها تحاول الهروب من تفكيرها التي بات يخنقها بالأونة الأخيرة 

اقتربت من المكتب وهتفت برزانة 
_السلام عليكم 
انتبهت لها وردت بعملية 
_وعليكم السلام ورحمه الله... اي خدمة يا فندم!! 

_في الحقيقة أنا عايزة أقابل أحمد بيه ضروري 

_أنا أسفة والله يا فندم وقت أحمد بيه مش هيسمح يقابل حد دلوقتي .. نص ساعة بالكتير وممكن ادخله وأحدد لحضرتك معاد معاه .. ممكن أتشرف باسم حضرتك 

_مدام سهام.. احمد بيه يعرفني كويس 

_أهلا وسهلا بحضرتك اقعدي.. تحبي تشربي ايه 
_ملوش لزوم .. أنا بستأذنك بس هنتظره هنا لحد ما وقته يسمح إني أقابله 

_اكيد طبعا يا فندم بس لازم تشربي حاجة 

_  خليها لمون فريش لو مش هتعبكم 

ابتسمت لها ملك بروتينية 
_لا أبدا .. حضرتك ضيفتنا هنا 

ضغطت ملك على زر ما ليأتي الساعى بعد دقائق 
_تحت أمرك يا أنسة ملك 
_من فضلك يا عم عباس .. ممكن لمون فريش  
_من عنيا يا انسة .. ثواني ويكون عندك..ومجبلكيش القهوة بتاعتك!
_لا شكرا يا عم عباس الله يخليك 

_ويخليكي لأهلك يابنتي .

ابتسمت له ملك بروتينية والتفتت نحو حاسوبها تتابع عملها تحت نظرات سهام المتفحصة 
عاد عم عباس بالليمون لتقدمه ملك لتلك الزائرة التي تود مقابلة المدير وعلى ما يبدو ان لها صلة قرابة به 

تناولته سهام وهتفت بتساؤل 
_أنتي جديده هنا مش كدا أنا متعودة أشوف عم ابراهيم هو السكرتير لأحمد بيه 

_ده صحيح يا فندم خالي ابراهيم نقل نفسه علشان يسيب ليا فرصة الشغل هنا 

_ممم بس شكلك فعلا طيبة وبنت حلال 
_ربنا يخليكي ..شكرا لحضرتك 
ادعت سهام انها تعبث بحقيبتها لتخرج هاتفها وهي تقول 
_الاولاد عندي أصروا اني أعمل حساب شخصي على الفيس بوك وأنا مش بفهم فيه فعملوا ليا واحد .. بس لسه فاضي مفهوش حد .. ايه رايك لو عندك حساب انتي كمان عليه تكوني من الاصدقاء عندي علشان أكلمك وأعرف ايه مواعيد أحمد بيه علشان مضطرش اقعد الوقت ده كله وأعطلك.

_تمام مفيش مشكلة .. أنا اسفة اني خليت حضرتك تنتظري كل الوقت ده 

_لا ولا يهمك الغلطة غلطتي أنا .. اتفضلي ده تلفوني ضيفي نفسك لإني لسه زي ما بقولك مش بفهم فيه 

ابتسمت لها ملك ابتسامة ودودة  وهي تعبث بازرار الهاتف
_حاضر.. انا بعت من حساب حضرتك لنفسي طلب وبإذن الله لما اروح هقبله لاني مش بفتح فيس من الشغل هنا .
ادعت سهام الغباء 
_ليه هو مفيش هنا شبكة واي فاي في الشركة 
_لا فيه طبعا .. بس انا مش بفتح هنا غير للشغل وبس 

اعجبت سهام بصنيعها وتفانيها في عملها .. بعد حوالي نصف ساعة كانت سهام تطرقت فيها لعدة مواضيع لتجد ملك ترد عليها بأدب جم 
دلفت ملك للمدير وأعلمته بشأن انتظار مدام سهام بالخارج فسمح لها بالدخول  فورها 

نهضت من مكانها وعلى محياها ابتسامة كبيرة أما هو عندما رآها حتى نهض من مكانه مرحبا بها 

واربت ملك الباب خلفهما بهدوء وذهبت لتباشر عملها بدون اهتمام بأي شىء يحيط بها 

انتهت زيارة سهام للمدير وخرجت لتجد ملك كما تركتها منكبة على عملها فمرقتها بابتسامة راضية 
_شكرا يا ملك على القعدة اللطيفة دي يارب مكنش عطلك 

نهضت ملك من مكانها ما ان رأتها تخرج وقالت بحرج 
_لا أبدا يا فندم حضرتك نورتينا 
_تسلمي يا حبيبتي .. يلا أشوفك على خير 
_في أمان الله مع السلامة 

___
عاد من عمله ليتوجه الى أمه باندفاع شديد
_ها يا ماما عملتي ايه شوفتيها ونفذتي الخطة 
_ايوة يا أحمد .. بنت عسولة وباين عليها طيبة وشها سمح ومش متكبرة 

_طيب الحمد لله ..ها وجبتي حسابها على الفيس بوك .. 

_ايوة جبته 

_طب هاتي أشوفه .... علشان أكلميها 

_طيب نتغدى أول وبعدين نشوف الموضوع ده 
_لا أنا هجرب أكلمها من أكونت فيك وأشوف رد فعلها 
لم تروق لها الفكرة فلوت فمها بضجر 
_مش شايف ان الفكرة دي عبيطة شوية يا أحمد الفيس بوك عمره ما كان مقياس لشخصيتنا 
 
_يا ماما انا بس عايز اشوف بتتكلم مع شباب ولا لا وهل بتتساهل معاهم كدا يعني 

_اعمل اللي يريحك
بسرعة بحث احمد عن حسابها وارسل لها رسالة"ازيك يا أنسة ملك .. عاملة ايه" 

وبدا في تناول طعامه وبين الفنية والاخرى ينظر هل رأت رسالته ام لا 

لتهتف أمه 
_أهي فتحت وقبلت الطلب 

ليتفقد أحمد الرسالة ثانية ليجدها لم ترها بعد 
انهيا تناول طعامه وهي لم ترد على رسالته بعد 
ذهب لينظف يده بعد الطعام ليستمع الى صوت استلام رسالة ماسنجر فركض على الفور ليقراها "ايوة مين حضرتك"

ليرد هو " وحتي لو قلتلك أنا مين .. هتصدقي مش ممكن بضحك عليكي او بشتغلك" 

ليضرب أحمد السفرة وقال معبرا عن استياء 
_لاااا .بالسرعة دي عملتلي بلوك 

لتضحك أمه شامتة فيه 
_والله جدعة انت تستاهل أصلا .. لان الاسلوب ده مكانش عاجبني من الاول 

_بس ريحني يا ماما ....كدا اطمنت شوية من ناحيتها..  أنا بإذن الله هسأل عنها كويس وحضرتك بردو تنفذي اللي اتفقنا عليه وتبلغيني بردها 

_انت خلاص قررت يا أحمد !! 

_هيه مش هاجباكي ولا ايه ياماما 

_لا من الناحية دي اطمن .. انا ارتحت للبنت جدا صراحة.. لكن انا فكرت إنك هتختار مهندسة زيك او على الاقل كلية من كليات القمة 

_ميفرقش معايا الكلاك ده يا أمي .. لان الكليات ده نصيب وكل واحد بيأخد نصيبه .. أهم حاجة البنت أكون واثق فيها ومأمنلها 

_اللي يشوفك كدا يا أحمد يقول انك اتقرصت قبل كدا 

_انتي بتقولي فيها يا ماما هو أنا قادر انسي اللي بنت جارتك عملته كل لما افتكر بشمأز منها اوي .

__
عدى اليومان على رهف على أحر من الجمر تنظر قدوم آدم كما وعدها أخيها لكنه لم يأتي فاصيب قلبها بالكمد والحزن كما أنها اشتاقت اليه واشتاقت لأيسل أيضا فكرت في مهاتفته لكنه لم يكن يجيب على أي اتصال منها 
مسحت دمعاتها التي تهطل كالشلال بلا توقف ووقفت في منتصف غرفتها كالشريدة لا تدري مازال تفعل .. فكرت أن تذهب له للمشفى وتبدي لها أسفها فهناك سيضطر لأن يسمعها 
دلف ماجد اليها كعادته ليطمأن عليها وايضا بإلحاح من أمه عسى ان تخبره رهف بشأنها فهي تجلس وكأنها تجلس على موقد نار يشعل قلبها خوفها على مستقبل حياة ابنتها الزوجية 

ليجدها تستعد للخروج فهمت متسائلا 
_انتي رايحة فين 
أجابت وهي تعدل من خمارها 
_رايحة لآدم المستشفى مش قادرة استنى اكتر من دا 
نهرها ماجد من أن تذهب وهي بتلك الحالة 
_هتروحي ازاي بحالتك دي ده انتي مش قادرة تصلبي طولك من قلة الأكل... اصبري هنجرب الخطة اللي قلتلك عليها وأنا متأكد المرة دي إنه مش هيتحمل وهيجي 

لم توافق رهف على اقتراحه وأمسكت بحقيبة يدها 
_لأ انا رايحة 

ليمسكها ماجد مانعا اياها من الخروج 
_قلتلك هنفذ الخطة الاول .. اسمعي الكلام 

اضطرت رهف لأن تجلس مكانها وهتفت وأعينها تلمع بالدمعات 
_وريني هتعمل ايه .. أنا تعبت .

غمز لها ماجد
_اصبري وشوفي أنا هعمل ايه 

أمسك بهاتفه ثانية واتصل بآدم الذي أجاب بعد مدة 
ليتحدث ماجد هذه المرة بصرامة وجدية 
_اسمع بقى يا آدم أنا اتحملتك كتير وصبرت اني أشوف أختي بالمنظر المحزن ده قلت يمكن معاند شوية وبعد كدا هيفوق لكن كل ومفيش فايدة فيك ومش عايز تيجي ترجع مراتك لبيتك وكأننا بنشحت منك 

زفر آدم بملل 
_عايز ايه يا ماجد أنا مش فاضي 

_اسمع يا دكتور .. انت لو مكنتش عايز أختي فنفضها سيرة أفضل بدل المهزلة اللي بتحصل دلوقتي 

جحظت أعين رهف فهي لن توافق على هذا أبدا  فكادت ان تتحدث ليشير اليها أخيها لأن تصمت 

أما آدم فتفاجىء بما يقوله ماجد فهتف غاضبا 
_انت بتقول ايه ... هو مفيش حد بيتخانق مع مراته وزعلانين من بعض  الايام دي ولا إيه !! 

_ده في حال لو خناقة عادية ... أنا قعدت مع رهف وأكدلتي على موافقتها في الانفصال 

هبت رهف من مكانها ثانية لتنفي ما يقول ليمنعها ماجد بيده وبنظرة محذرة فجلست مكانها على مضض 

ليهتف آدم غاضبا 
_انت متأكد هيه بنفسها قالتلك كدا 

_ايوة امال هكدب عليك يعني .. هيه شايفة انك بايعها تماما وكمان السبب الاصلي للخناقة كان الدافع علشان تفكر في الانفصال فياريت الموضوع ده يتم بهدوء 

وضعت رهف يدها على قلبها من فرط التوتر تخشى ان تفشل خطة أخيها ويتسبب في انفصالها عن زوجها 

كظم آدم غيظه وهتف بتماسك
_وانا مش هعمل أي خطوة الا لما اسمع منها ده بنفسي 

_والله براحتك تقدر تيجي تسمعه بنفسك في أي وقت 

_أنا جاي حالا 
ليهتف ماجد ساخرا 
_مش كنت بتقول مش فاضي من شوية 
_ماجد قول لرهف اني جاي أسمع منها بنفسي سلام .

انهى آدم الاتصال لينظر ماجد لإخته بانتصار 
_شوفتي أهو جاي وابقي عدي الجمايل يا قطتي 

قبلته رهف من وجنته 
_حبيبي يا ميدو انا متشكرة أوي.. أنا فرحانة اوي أوي 

ليضربها أخيها على رأسها بخفة 
_على الله تعقلي واللي حصل ده ميتكررش تاني 

حركت رأسها بسرعة 
_توبة أخر مرة تحصل 

___

_ها يا ماما عملتي ايه !
_في ايه!!
_كلمتيها يا ماما!! 
_ايوة يا أحمد بقيت أكلمها كلام عادي طول اليومين اللي فاتوا 
_طب ايه يلا 
_أعمل ايه 
_اطلبي صورتها يا ماما مالك كدا فوقي معايا 

رمقته امه بغيظ من خطته السخيفة تلك 
_حاضر يا أحمد

ارسلت لها رسالة نصية" ملك بقولك ايه يا جميلة ممكن تبعيلي صورتك .. انا بحب احتفظ عندي  بصور الناس اللي بحبهم وانتي دخلتي قلبي علطول ❤️"

بعد قليل ردت ملك
"أنا آسفة مش هينفع يا طنط " 

لتنظر سهام الى ابنها 
_شوفت اهي مش بتبعت صورها لحد.

_ يمكن لسه موثقتش فيكي يا ماما .. بصي قوليلها الصراحة انك جايباها عريس 

_وبعدين بقا يا أحمد 
_يا ماما اعملي اللي بقولك عليه علشان خاطري 

ارسلت سهام رسالة أخرى
"بصراحة بقا يا ملوكة أنا جايباك عريس ومحتاجة صورة ليكي علشان أعرضها عليه" 

ازبهلت ملك مما قرأت وأرسلت لها "ايه!!"

قبل ان تقوم بسرعة بقفل حسابها على الفيس بوك ومن ثم تلقي بهاتفها بعيدا وكأنه لعنة وتضع يدها على قلبها الذي يرتجف بشدة ومن ثم تضع أرجلها الى صدرها وتنخرط في البكاء والقهر مما حدث بها 

استغربت سهام ما يحدث فهي باتت لا تستطيع التحدث اليها فجاءها اشعار بأن الحساب تم غلقه 
فنظرت لابنها 
_أحمد ايه اللي حصل .. ليه قفلت الحساب .. وكأنها اتصدمت لما قلتلها في عريس هيتقدم لها 

حك أحمد رأسه بتعحب 
_مش عارف يا ماما.. غريبة أوي ..بقولك ايه يا ماما ممكن تروحي لها المكتب بكرة وتصارحيها بالحقيقة وتشوفي رأيها علشان اروح اتقدم لخالها 

_حاضر يا أحمد بكرة هروحلها .

____
وقفت أمام باب شقتها تنتظره على أحر من الجمر عندما رآها أخيها ماهر على هذا الوضع هتف متسائلا 
_في ايه مالك واقفة مش على بعضك ليه 
لتقول هي باشتياق 
_آدم جاي دلوقتي يا ماهر .. أخيرا هشوفه وحشني أوي 
ليهتف ماهر متعجبا من تغير حالتها بتلك السرعة
_والله انتي مجنونة وملكيش حل 

لتستند سها بظهرها على الحائط وهي تعقد ساعديها أمام صدرها بتسلية فهي أخبرت أخيها بأنها علمت ما حدث وأخبرت رهف بالحقيقة التي كانت تغفل عنها الى أن تفهمت وأصبحت متلهفة لآدم ومصالحته على عجل إلا أن آدم أخبرها أنه لابد من معاقبتها حتى تتعلم الدرس جيدا .

وما هي الا ثواني حتى سمعت رهف جرس الباب فركضت بسرعة لتفتح له وما ان رأته امامها حتى ارتمت بين ذراعيه بعناق مُحِبة لمحبوبها الذي غاب عنها لسنوات ..عناق لهفة وحب واشتياق وهي تقول بين شهقتتها الفرحة والحزينة معا 
_آدم وحشتني اوي اوي ... أنا آسفة على كل اللي حصل .. سامحني أنا بحبك ومش هقدر استغنى عنك 

أصيب آدم بالحرج فلقد تناسب رهف نفسها فالجميع يحدقون بهم ثم رمقها بتعجب 
لتهتف رهف
_أدم أنا أسفة اوي سامحني علشان بحبك مقدرتش اتحمل فكرة ان انت مش بتحبني 
لكن أنا دلوقتي فهمت واتعلمت سامحني ،أنا حتى لو انت مش بتحبني فأنا يكفيني وجودك جنبي يا كل دنيتي 

 ضيق آدم عينيه 
_غريبة يعني انتي مش عايزة تطلقي!!

 تشبثت رهف بعنقه 
_بقولك بحبك وعايز اعيش العمر كله
 معاك 

لتهتف سوسن بحنق
 _تف من بوءك طلاق  ايه كفا الله الشر.

ليتسحب ذلك الذي خدعه محاولا الهرب فينظر له آدم بغضب وهو ينزع حذاءه استعداده لإلقاءه في وجه
_بقى كدا بتضحك عليا يا متخلف والله ما أنا سايباك

ضحك ماجد بقوة وانسل سريعا نحو غرفته وأغلقها قبل ان يطاله حذاء آدم
ليهتف فهمي متعجبا فعلته
_في ايه يا آدم يا بني 

ليكز آدم على أسنانه 
_في ان ابنك اوهمني ان رهف طالبة الطلاق ، وربنا ماسايبه  الا لما اوريه جزات كدبه عليا .

لتقول رهف بحزن 
_وانت جيت علشان تطلقي زي ما قال؟ 
 
_لا طبعا أنا قلتله هسمع منها بنفسي علشان كدا قطعت عقابي ليكي وجيت 

ليخرج ماجد من مخبأه وهو يقول 
_الحق عليا بوفق راسين في الحال ..شوفي ياقطتي جبتهولك على ملا وشه ازاي 

لكن هذه المرة من ألقته بالحذاء هي أمه التي كانت تخاف من كلمة طلاق ولديها عقدة منها 
_والله ما أنا راجعة عنك يا ماجد

ليهتف ماجد رافعا يده باستسلام 
_والله أنا مهدور حقي في البيت ده 
التفت رهف لزوجها بأعين متلهفة متناسية ما حولها 
_يعني خلاص مسامحني يا آدم !

_مش هسامحك الا لما تتعلمي الدرس! أنا مقدر زعلك من الكلام اللي سمعتيه لكن طريقتك وقفلتك على نفسك بالشكل ده حتى انا سألتك أكتر من مرة ومفيش فايدة كتمتي في نفسك وكإن كل اللي عملته قبل كدا راح هدر علشان كدا زعلت منك ومكنتش ناوي أسامحك بسهولة

_لا ارجوك يا آدم أنا اتقرصت اوي في اليومين اللي فاتوا دول قولي بس، اثبتلك ازاي اني اتعلمت الدرس!
_لما يجي وقته هتأكد بنفسي 

أجابت بتوجس 
_وطول الوقت ده ايه !!
_هترجعي معايا ونرجع نعيش مع بعض عادي من تاني ولكن وربي وما اعبد لو اتكررت لهيكون رد فعلي قاسي اوي ومش هتتحمليه 
_لا لا اوعدك خلاص والله اتعلمت 
_مش متفائل أبدا
تحدثت بدلال 
_خلاص بقا يا آدم علشان خاطري 

ابتسم لها آدم بأعين لامعة فرحة برؤية من أحبها قلبه وهتف بهيام
_وحشتيني أوي 
أجفلت مكانها وتورد خداها بخجل شديد ومن ثم ابعدت يدها عنه بحرج منه 
ليضحك هو بقوة 
_يعني كلمتي دي اللي اتحرجتي منها واللي انتي كنتي عاملاه دلوقتي وقدام العيلة كلها كان إيه .. انتي عجيبة اوي 

نظرت رهف حولها لتجد الجميع بالمكان فوضعت رأسها بين أيديها لتخفي حرجها فينفجر الكل ضاحكا من فعلتها تلك.. ليتلقفها آدم معانقا اياها بذراعيه وهو يهمس لها 
_على فكرة دول أهلك يعني مفيش داعي للحرج.
___
في اليوم التالي 
ذهبت سهام لمكتب ملك لكنها وجدته خاليا فدلفت المدير تسأله عنها فأجاب أنها لم تأتي اليوم وخالها يقول أنها ليست على ما يرام 

أخبرت سهام ابنها بالأمر فذهب من فوره هو وأمه للمكتب الذي يعمل به خالها وأخبراه بكل شىء وأن أحمد يود التقدم لخطبة ملك ليجفل هو مكانه ويعرف سبب تعب ملك المفاجىء 
فيضطر لأن يخبرهم بالحقيقة كاملة 
_علشان كدا البنت تعبت لما مدام سهام كلمتها في موضوع الجواز 
ليهتف أحمد مستفهما 
_في حاجة يا عم ابراهيم حضرتك مخبيها عننا 
_بصراحة يا باشمهندس وعلشان انتم لازم تعرفوا الحقيقة علشان تكونوا على نور من اولها ... ملك اتعرضت للاغتصاب للأسف من كم شهر 

أجفل الجميع أماكنهم وتخشب وجه أحمد ليهتف بوجع 
_ايه!!

أخذ ابراهيم نفسا عميقا وقالت بخفوت 
_دي الحقيقة المرة للأسف والبنت بتعاني من يومها وتابعنا مع طبيب نفسي والحمد لله اهي بدات تشوف حياتها ومستقبلها 

نظر كل من أحمد وأمه لبعضهما البعض بصمت فما سمعاه شديد على أي أحد أن يتقبله أحس أنه  والكرسي الذي يجلس عليه واحد من قسوة ما سمعه 

لاحظ أبراهيم صمتهما الذي طال فخمن أنهم ربما يعيدا النظر في الأمر لذا تنهد بقلة حيلة وهتف بتماسك 
_خدوا وقتكم في التفكير، اللي سمعتوه صعب ومحدش يقدر يتحمله بسهولة وأنا متفهم لأي قرار تخدوه .

فتحت سهام فمها بصعوبة لتتحدث نيابة عن ابنها الذي أصيب بالصاعقة في قلبه 
_شكرا يا عم ابراهيم وأسفين على العطلة اللي اتسببنا لك بيها ..وألف سلامة على ملك ..عن إذنك هنستأذن 

وقف ابراهيم مودعا اياهم ولكن بنفس منكسرة من اجل ابنة أخته 
_مع السلامة.. نورتوا وآنستوا 

انتظر لأن ينهض أحمد من مكانه لكنه لم يفعل بدا شاردا وكأنه في عالم آخر 
لتقترب منه أمه ممسكة بذراعه 
_يلا يا أحمد 

انتبه أحمد ليد أمه على ذراعه ونظر لها ببلاهة ثم صار معها منوما وكأنه طفل صغير تسحبه أمه من يده لحتى لا يتوه عنها 

ضرب ابراهيم كفا بكف وهو يحوقل ويسلم أمر ملك لله فالزيجة التي كانت ستقر أعين ملك وتعوض قلبها مما الم بها بؤس، يبدوا أنها لن تتم .
_لا حول ولا قوة الا بالله .. لله الامر من قبل ومن بعد .
وبينما هو على الهم الذي أصاب قلبه اذا جاءه اتصال من أخته سناء 
_ابراهيم الحقني يا خويا دخلت أطمن على ملك لقيتها واقعة في الأرض وقاطعة النفس.

لم يشعر ابراهيم بنفسه الا وهو  يهرول خارج الشركة دون حتى ان يستأذن من رب العمل 

___ 
في اليوم التالي جاءه اتصال هام وما ان علم هوية المتصل حتى اتسعت ابتسامته وهتف بنبرة بدت سعيدة للغاية
_ياااه أخيراً حنيتي علينا .. أخبارك ايه يا بنتي 
_..........
_انتي  جاية هنا في مصر ..ده خبر جميل جدا 
_........
_عيوني هاجي أخدك من المطار إحنا عندنا كم ميرفت .. هتوصلي أمتا ... خلاص ان شاء الله هتلاقيني في انتظارك.

استمعت هي لكل محادثته فهتفت متسائلة 
_مين دي اللي هتروح تجيبنها من المطار ومبسوط اوي برجوعها 

_أنا مش عارف ليه شامم ريحة غيرة في الموضوع 
_لأ يا آدم أنا واثقة فيك مش غيرانة ولا حاجة 
_ دي يا ستي ميرفت كانت زميلتي في الجامعة وبالصدفة اتقابلنا تاني برا مصر وبقينا على تواصل دايما انسانة هايلة مجتهدة ومكافحة ... ايه رأيك تيجي معايا نجيبها من المطار 

لم تستطع رهف ان تفوت الفرصة وهتفت على عجل بإبداء موافقتها على اقتراحه 
_اه يا ريت .

_تمام على الساعة اربعة هاجي أخدك بس هروح دلوقتي المستفى أخلص شوية حاجات مهمة 

___
في مطار القاهرة
هبطت ميرفت من الطائرة لتجد آدم في انتظارها لتتحدث معه بحميمية وألفة شديدة جعلت رهف تشتعل من الغيرة 
_آدم وحشتني اوي ..عامل ايه وأخبارها ايه سوسو الجميلة 
_الحمد لله  تمام ومفتقدينك كلنا 
أخذا يتسامرا لبعض الوقت متناسيين رهف بالكلية إلى أن هتف آدم أخيرا معتذرا لرهف 
_ايه ده انا نسيت أعرفك على رهف مراتي.. أسف يا رهف أصل ميرفت كنت مفتقدها جدا 

رحبت ميرفت برهف ببرود شديد 
اقترح آدم أن يتناولا الغداء في أحد المطاعم في الطريق قبل أن يعودا 

التفوا حول الطاولة يتناولون الطعام ويتجاذبون اطراف الحديث ورهف فقط تستمع اليهما وترد عند الضرورة القصوى 
استأذن آدم ليرد على هاتفه في مكان به شبكة قوية 
فبقيت رهف مع ميرفت لوحديهما .. كانت ميرفت محجبة ولكن حجابها ليس كاملا كحجاب رهف 
رمقتها بنظرة متفحصة شملتها من رأسها وحتى أخمص قدميها ثم قالت ساخرة 
_ممم انتي بقا مرات آدم !! 

ردت رهف بخفوت 
_اه أنا مرات آدم 

لتهتف ميرفت بغيظ وهي ترمق رهف شزرا 
_انا مش عارفة فيكي ايه مميز علشان يفضلك عليا أنا .. أنا دكتورة ميرفت صبري لكن انتي مجرد نكرة مش لايقة بمستواه

لترد رهف بنزق ولأول مرة متخلية عن ثوب الرقة والسذاجة  التي كانت ترتديه طوال حياتها

_فيا كل حاجة مميزة والدليل إن آدم فضلني أنا عنك رغم انك صاحبته وزميلته كمان 

ضحكت ميرفت مطولا ثم هتفت بتهكم 
_الظاهر انك واخدة مقلب في نفسك جامد أوي .. معروفة آدم اتجوزك علشان تربي بنته .. ده غير إني خلاص انا رجعت مصر وناوية افضل هنا علطول جنب آدم ومش هسيبه غير وأنا ضرتك او ممكن أخليه يركنك على الرف نهائي وأكون أنا الاولى والاخيرة في حياته 

ظنت ميرفت أنها بكلماتها ستدفع رهف للغضب او بالخوف من أنها ستكون منافسة قوية لها 
الا أن رهف أجابت بهدوء شديد على عكس ما في قلبها وأعينها تلمع بتحدي وشر لم يعهده أحد عليها 

_فكري بس تقربي من جوزي وأنا هأكلك بسناني فاهمه .. آدم مش بيحب ولا هيحب غير رهف وبس ..
_لا انتي الظاهر خايفة وهتموتي من الرعب علشان أنا منافسة قوية ليكي.
 
_بالعكس أنا مش معتبراكي موجودة أصلا.. لاني واثقة في آدم وفي حبه ليا فوفري تعبك ومجهودك لانه ملوش اي لازمة .
تغيرت ملامح ميرفت للغضب وهتفت بتوعد 
_بقى كدا يا بتاعة انتي بتتكلمي عني أنا بالشكل ده ..انتي الجانية على نفسك .. أنا أعرف كل حاجة عنك طبعا آدم حكالي حالتك والسبب فيها لانه مش بيخبي عني أنا حاجة ، وهفضحك في كل حتة ووريني ازاي هتردي على كلام الناس والصحافة وبعدها بقا يا حلوة ابقى سلميلي على جوازك من آدم ...هيه 

_ممكن يكون آدم حكالك فعلا بس مش علشان مش بيخبي عنك حاجة وانما بحكم مهنته فبيستشيرك في الحالة واكيد حكالك قبل ما كان يفكر انه يتجوزني .. الا اني شاكة في الموضوع ده اصلا لإني أعرف آدم وأمانته المهنية كويس اوي وانه مش بيخرج أسرار مرضاه لحد أبدا ... أما بقا الفضيحة اللي بتتكلمي عنها دي هتكون ليكي انتي لأنك هتنزلي من  نظر آدم لو اتكلمتني في موضوع حساس زي ده ... ولعلمك الموضوع ده مش بيسببلي أي حرج دلوقتي لاني كنت الطرف المظلوم فيه ومفيش اي لوم عليا بالعكس انتي هتعملي مني بطلة وتريند أول.. بصي من الاخر كدا انصحك تبدأي في تهديدك من دلوقتي متشوقة اوي اكون في دور البطلة ومتشوقة كمان اشوفك ورا القضبان لاني طبعا وقتها هرفع عليكي قضية تشهير وكمان ممكن تفقدي عملك كطبيبة لانك افشيتي سر المريضة اللي المفروض  آدم مستأمنك على سرها بحكم المهنة 

بهتت ميرفت بما قالته رهف والثقة الكبيرة التي يحملها كلامها 

لتنظر لها رهف بانتصار وتعيد ظهرا للخلف ومن ثم ترفع كوب العصير الى فمها وتشربه بتلذذ وكأن لا شىء حدث 

أما آدم بعاد بعد عدة دقائق معتذرا 
_أنا آسف اتأخرت عليكم الشبكة مكانتش راضية تجمع اضطريت أخرج برا المطعم كله 

قالها وهو يغمز لميرفت 
ردت رهف بهدوء 
_ولا يهمك يا آدم .
أما آدم فوجه حديثه لميرفت 
_ها ايه الاخبار
لتهتف ميرفت بادعاء المسكنة 
_سوفت يا آدم مراتك اللي فرحان بيها بتهيني أنا الدكتورة ميرفت صبري!! مديرة مستشفى ....!!

لتهتف رهف بدفاع عن نفسها 
_محصلش دي هيا اللي كانت بتقلل مني وبتهددني باللي حصلي قبل كدا وكمان ناوية تأخدك مني .. دي انسانة مريضة يا آدم خد بالك منها 

لتهتف ميرفت بإعجاب شديد وهي ترفع ابهامها بانبهار أمام وجه رهف
_انا منبهرة جدا يا آدم .. ?



لتهتف ميرفت بإعجاب شديد وهي ترفع ابهامها بانبهار أمام وجه رهف
_انا منبهرة جدا يا آدم .. رهف نجحت في الاختبار اللي عملته ليها اسمع اتصرفت ازاي معايا وبدأت تقص عليه الحوار الذي ساد بينهما 
وسط زهول رهف بما يحدث والتي ادركت ان كل هذا ما هو الا خدعة وبترتيب منهما 
ليهتف آدم بفرحة وسعادة حقيقة 
_أنا حقيقي فرحان بيكي يارخف أخيرا اتعلمتي الدرس كويس .. عرفتي تدافعي عن نفسك بثبات من غير ما تتهزي او تضعفي .. بقى عندك ثقة في نفسك وثقة فيا وفي حبنا وأخيرا مكتمتيش في نفسك زي كل مرة وحكيلي اللي ضايقك علطول ..أنا بجد سعيد بالتقدم الملحوظ ده ..

أما ميرفت فهتفت بنبرة صوت جادة غير التي كانت عليه سابقا وهي تعرف نفسها لرهف 
_أنا بقا يا رهف يا جميلة أكون بنت خالة آدم صحيح  كنا زملا وأكتر من الأخوات بس كل اللي قلتله ليكي كان اتفاق من آدم وطبعا هو محكاليش على أي حاجة حصلتلك قبل كدا .. هو بس قالي أهددك اني أعرف كل حاجة علشان يشوف ردة فعلك ايه ويطمن انك عديتي المرحلة بنجاح 

لتنظر لها رهف بغضب فتقول ميرفت مسرعة 
_والله انا مليش دعوة عايزة تزعلي ازعلي من آدم دي خطته وأنا كنت مجرد دور فيها 

ليهتف آدم مدعيا الغضب من ميرفيت 
_ايه يا بنتي تزعل مني ليه .. رهف دي حبيتي ومراتي وكل حياتي وأنا قلتلها اني مش هسامحها الا لما تثبتلي انها اتعلمت الدرس وأهو الاثبات خلاص عرفته 
قالها وهو ينظر في أعين رهف بحب ورضا تام 

أما هي فكانت متخبطة ..هل تحزن لتلك الخطة التي حيكت لها أم تفرح لأنها حقا تخطت مشكلتها 

لتهتف ميرفت برجاء 
_رهف علشان خاطري متزعليش .. ده اول لقاء ما بينا وأنا مش حابة تأخدي مني موقف أنا حبيتك وعايزة نكون أصحاب 

لتبتسم لها رهف 
_لا خلاص مش زعلانة منك 

ليهتف آدم بخوف 
_اوبااا .. يبقى زعلانة مني أنا 

لتهتف رهف بتدلل 
_اه انت زعلانة منك .. بس ممكن اسامحك بس بشرط واحد 
_الحقيني بيه هو أنا أقدر على زعل حبيبتي !! 
_عايزة أسافر في رحلة برا مصر ممكن!! 

ليهتف آدم بادعاء الضجر 
_ياااه انتي داخلة على طمع بقا 

لتضع رهف ساقا فوق الاخرى 
_طبعا 
ضحكت ميرفت 
_اشرب يا آدم انت اللي جبته لنفسك.. برافو عليكي يارهف طلعتي جامدة 

مسك آدم أيدي رهف وقبلها بحب وهتف بينما يحدق في أعينها بهيام 
_اللي تطلبه حبيبتي واجب التنفيذ فورا .. بس استسمحك فترة أضبط شغلي و وقتي ونطلع الرحلة فورا 

لتشعر رهف بسعادة منقطعة النظير .. سعادة شعرت بعدها ان قلبها قد ارتوى وأزهر من جديد وشعرت وكأنما ولدت من جديد كرهف أخرى بنفس وشخصية جديدة لم تعهدها في نفسها قبلا .. شخصية عمادها الحب والثقة الذي ثبتا أوتادها فلم يعد تهزها المتاعب والمشكلات وانما بدأت تقابلها بثقة وبكل تحدي .
___
في المشفى 
التف جميع الأهل حول ملك الراقدة على فراش المشفى فالكل جاء ليطمأن على صحتها التي تدهورت في الأونة الأخيرة واستدعى ذلك مكوثها في المشفى لعدة أيام 

رهف 
_ألف سلامة عليكي يا ملوكة .. كدا توقعي قلبي عليكي يا حبيبتي 

اما آدم فهتف ممازحا 
_ينفع كدا يا ملك تبوظي كل شهور العلاج اللي بدأناها سوا .. أنا عارف ان بنات العيلة دي متعبة وهتغلبني معاها 

ضحك الجميع بينما ابتسمت ملك رغم وجعها 

لتأخذها رهف بين ذراعيها وكأنها تحاول أن تخفف عنها وتضمد جرحها الذي ينزف 

ليهتف ماجد مدعيا الجدية 
_ممكن كلكم برا من غير مطرود أنا عايز ملك لوحدها في كلمتين .. اتفضلوا 

لتهتف ملك بخفوت شديد 
_ملوش داعي أي كلام عايز تقوله يا ماجد .. أنا كويسة 

انصاع الجميع لماجد وغادر الغرفة ليقترب ماجد لفراش ملك قائلا بحب أخوي 
_ حبيبة أخوها طبعا هتكون كويسة علشان متزعلهوش وعلشان كدا أنا جايبلك مفآجئة هتفرحك أوي .. او مش جايبها صراحة هيه جت لوحدها 
مد بصره تجاة باب الغرفة وقال بصوت عال
_اتفضلوا 

ليدلف كل من أحمد ووالدته وهو يحمل معه باقة زهور كبيرة وجميلة كدا 
لتهتف سهام بخوف حقيقي
_ملك ، الف سلامة عليكي ❤️

أما أحمد بدا عليه التأثر برؤيتها زابلة ووجها باهت ومتعب 
فهتف 
_سلامتك يا أنسة ملك .. ممكن تتقبلي الورد ده مني 

طالعته ملك بنظرة خاطفة ثم أخفضت بصرها أرضا سريعا وهي تشعر ببركان حزن يتأجج داخلها .. لماذا أتى لماذا يريد ان يجدد الوجع بداخلها ولماذا ذلك الذي ينبض عن يسارها ينبض بقوة هكذا عندما رآه .. لماذا انشغل به وهي التي اقسمت عليه أن يبقى مقفلا صامتا للأبد فمثلها لا يجوز له الحب .

لتجد أحمد قد انحنى على احدى ركبتيه وأمسك بعلبة من القطيفة الحمراء 
_أنسة ملك تقبلي تتجوزيني !! 

عندها انهارت حصون ملك واغرورقت عيناها بالقهر وشعرت وكأنما الدنيا تميد بها فها هو حلم جميل كاد يرفرف أعلى سماء قلبها لكنه ويالا الأسف سيتبدد سريعا عندما يدرك ما حدث لها 
لتقترب منها سهام وتمسك بيدها وكأنما أنقذتها من غرقها المحتم في بحر أحزانها 
_ملك خالك حكالنا على كل حاجة .. ارفعي راسك ومتزعليش يا حبيبتي انتي مش ذنبك أي حاجة وده ميقلش منك أبدا وأحمد لسه عند طلبه وجالك بنفسه يتقدم ليكي قلتي ايه 

لترفع ملك رأسها وتهتف بدموع اسيل على وجنتاها 
_ليه !.. انت مش هتتحمل هتفضل فاكر اللي حصلي وأنا كمان مش هقدر انسى 

_أبدا ولا عمري هفكر فيه .. ملك أنا لما اخترتك ولما فكرت اتجوز .. كنت بختار الروح قبل الجسد ... صدقيني أنا استخرت ربنا ومرتاح لارتباطنا جدا وربنا يقدرني اني انسيكي اللي حصلك وكأنه لم يكن .. قلتي ايه وافقي وفرحي قلبي يا ملك .

ليهتف ماجد بمرحه المعتاد 
_وافقي يا بنتي واجبري بخاطر الباشمهندس الغلبان ده بقاله اسبوع بيتحايل عليا يجيلك هنا وانا اقوله اصبر لما صحتها تتحسن واول ما سمع إن الحمد لله الدكاترة سمحوا بالزيارة جه جري .. يابنتي ده شكله واقع لشوشته .. اعطفي عليه واقبلي شكله غلبان معلش 

لينفجر احمد وأمه ضاحكين ..بينما يدلف الآخرون راسمين البسمة على وجوههم وتقترب منها رهف مقبلة رأسها بحنان
_وافقي يا ملك وارمي اللي فات ورا ظهرك ده ربنا عوضه جميل أوي.

___
بعد عدة أشهر 
تمت خطبة ملك وأحمد وتحديد موعد زفاف ماجد 
في حفل الزفاف 
كان الحفل يسير على ما يرام والأجواء سعيدة وهادئة ولم يقطعها سوى صوت صرخات رهف التي صدعت في الاجواء فتوقف الحفل وسكن أصوات الغناء وتلفت الجميع حول مصدر الصوت 
ليصرخ آدم وعلامات الفزع تعتلي وجهه 
_رهف بتولد بسرعة حد يتصل بعربية الاسعاف 
لينقلب الحفل من السعادة الى السعادة ايضا المخلوطة بالخوف على رهف وجنينيها فلقد كانت حاملا في توأم 

لتقول أمها بخوف شديد 
_يا مصيبتي البنت لسه في السابع هتولد ازاي .. دي سها في التاسع ولسه مولدتش 

أما فهمي فتصبب عرقا وأخذ يردد
_جيب العواقب سليمة يارب 

أما ماجد فوضع كلتا يديه على رأسه وهو يندد بحسرة 
_يادي حظك الفقر يا ماجد اهو فرحك اللي بتحلم بيه طول عمرك باظ ياخسارة تعبي وشقايا في فلوس الفرح 

لتلكزه ليلى في كتفه بعيظ
_ماجد ايه اللي انت بتعمله ده .. دي اختك اللي بتولد على فكرة 

لينهض ماجد وكأنه تذكر انها رهف اخته 
فهتف بفرحة 
_اه صح دي رهف أختي بتولد.. قطتي هتجيبلي قطط صغيرة ألعب بيهم ...يااااه واخيرا 
صرخ بها عاليا ليحدق به الحضور مستغربون اما ليلى فكانت في قمة حرجها من زوجها الذي بدا كالمعتوه في تلك اللحظة 
اسماء عبد الهادي
في المشفى 
انجبت رهف توأم  جميل بنتين  صغيرتين للغاية 

حملهم ماجد ومنع آدم او اي أحد الاقتراب منهما 
_محدش يقرب دول قططي أنا ....

كاد آدم الاقتراب منه وهو يرمقه بغيظ الا أن ماجد أشار له بتحذير 
_متفكرش أنا اللي هربي الصغنين دول زي ما ربيت أمهم  

وتمت

انتهت احداث الرواية نتمني ان تكون نالت اعجابكم وبانتظار ارائكم في التعليقات وشكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم


للمزيد من الروايات الحصرية زورو قناتنا علي التليجرام من هنا
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1