رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل الثامن 8 بقلم بتول عبدالرحمن

 

 

 

رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل الثامن بقلم بتول عبدالرحمن

"ماما في الطريق... وجاية"
يونس اتوتر فجأة وقال بصوت شبه هامس 
"استخبي! استخبي بسرعه!"
فريدة وسالي بصوله باستغراب، 
سالي قالت وهي رافعة حواجبها
"إيه الهبل ده يا يونس؟"
وبعدين كملت
"تيم كلمني وقالي إنه لسه مقالش ليها حاجه، وإنها متعرفش أي حاجه لحد دلوقتي."
فريدة بصتلها باستغراب وقالت بهدوء
"هيحصل إيه يعني لما تعرف؟ أو انتي عايزاني أتصرف ازاي؟"
يونس رد وهو بيحرك راسه بقلق
"هتطردنا كلنا بس!"
سالي قالت بنبرة فيها توتر وصدق
"هتمشيكي يا فريدة... بس أنا مش عايزة كده، هتقولك في الأول تمشي بهدوء، وبعدها... معرفش، المرحلة الجاية ممكن تكون إيه، تيم بس اللي يعرف،
زمان، كانت في واحدة شغالة هنا، بابا اللي جايبها، ورفضت تمشي، بس اختفت بعدها، معرفناش مشيت ازاي، كنا صغيرين وقتها."
فريدة سكتت لحظة، وبعدين قالت بهدوء ونظرتها فيها تسليم
"تمام، لما تيجي هنشوف، فاتحيها وشوفي رد فعلها... بس بعدها، إيه اللي هيحصل؟"
سالي قالت بخفوت
"مش عارفة."
فريدة قالت
"يبقى سيبيها على ربنا، يمكن تقولكم السبب اللي مخليها رافضة تعاملاتكم مع أي مؤنث... أو وجود أي مؤنث قريب من البيت."
يونس وضح
"إحنا مش ماشي علينا القوانين أوي... يعني هي رافضة وجود أي بنت في البيت أو الشركة أو المصنع، بس مش بتجبرنا نمنع التعامل معاهم برا، يعني طول ما إحنا بره البيت أو الشغل، تمام."
فريدة هزت راسها وقالت بنبرة تفكير
"مش هتفرق... المبدأ واحد، حتى لو في البيت بس، وانتوا مش عارفين السبب، وتيم رافض يقول، وده حقكم."

وقفت عربية سودا فخمة قدام البيت.
الباب اتفتح، ونزل تيم الأول، وقف جنب العربية، لحد ما نزلت هي.
طلّت من العربية بهدوء، لابسة اسود بسيط وأنيق وشيك، وقفت بثبات ووقار وهي بتبص حواليها، ملامحها كانت ساكنة.
نزل واحد من البودي جاردات بهدوء وفتح باب تاني للعربية... وخرج منه كرسي متحرك، عليه راجل باين عليه التعب، لكن باين كمان إن ليه مكانته.
سالي كانت واقفة على باب البيت، وأول ما شافتهم نزلت بسرعه وياسين أول ما لمح جده وجدته، سبقها وجرى بأقصى سرعته وهو بيهتف
"تييييييييييتة! جدووووووو!"
ابتسمتله ابتسامة صغيرة دافية، حضنته بحنية، وبصّت لتيم اللي واقف جنبها، وقالتله بصوتها الهادي اللي دايمًا واثق
"وحشتوني يا ولاد."
سالي حضنتها وباستها
"حمد لله على السلامة، نورتوا البيت."
ردّت وهي بتطبطب على وشها
"البيت منور بيكوا."
بصّت لتيم بعدها، وقالت بهدوء وهي بتحط إيدها على دراعه
"ساكت ليه ومش عايز تتكلم"
قال بإيجاز
" عادي، مفيش حاجه اقولها" 
قالتله 
" هنشوف "
دخلوا كلهم سوا، وسكتت لحظة وهي بتبص للبيت… بتحب بيتها حتى لو بعدت عنه ساعه بيوحشها
سألت بهدوء
"يونس عامل ايه ؟!"
سالي ردت بسرعة
"هو كويس… صاحي دلوقتي."
قالت بنبرة ثابتة
"كويس، هطلع أشوفه."
سالي اترددت شوية وقالت
"بس كنت عايزه أقولك حاجه قبل ما تشوفيه."
ردت وهي بتتحرك ناحية السلم
"لما أشوفه ابقي قولي اللي عايزه تقوليه."
قالت سالي بتوتر وهي بتحاول توقفها
"لاء قبل ما تطلعي… عايزه أقولك."
سالي بصت لتيم اللي اكتفى إنه يرفع كتفه وبعدين بصت لمامتها وقالت
"أنا جبت ممرضة تانية مع يونس."
سكتت لحظة، وبعدين بصت لسليمان " شغال في البيت" وقالت بنبرة واضحة
"طلع نصر أوضته يا سليمان."
استنت لحد ما اخده وبعدها بصّت لسالي وقالت بهدوء قاتل
"يبقى تمشي يا سالي… من برا برا، متتكررش تاني يا حبيبتي علشان منخسرش بعض."
سالي اتنفضت وقالت
"بس المرادي يا ماما مش هتمشي، أنا عايزاها في البيت، ويونس اتعلّق بيها و..."
قاطعتها بحسم
"سالي، خليني هادية... مشيها ومحدش تاني ييجي، أحسن ما تضطريني أعمل حاجات مش هتعجبك."
سالي قالت بإصرار ممزوج بدموع على طرف عنيها
"طب ليه؟ يعني إيه السبب يا ماما؟ أنا بجد زهقت، نفسي أقعد هنا بس بحس إني لوحدي، مانعه أي بنت تيجي ليه؟ بجد؟"
ردت بثبات
"دي حاجه تخصني أنا بس، ده بيتي، وأنا حرة أحط القوانين اللي تعجبني، ولو مش عاجبك… يبقى خليكي في بيتك وجيبي اللي يعجبك."
سالي قالت بانفعال
"يعني يا ماما تمنعيني من وجودي هنا في الآخر؟!"
نفت
"بيتك ومطرحك طبعًا، بس لو عايزه تبقي هنا… احترمي القوانين اللي حطاها، واللي مش عاجبه… عارف هو يعمل إيه."
بصت لتيم، وقالت
"ولا إيه يا تيم؟"
تيم قال بنبرة باردة
"أكيد يا ماما، أنا مليش دعوه، أنا عرفتك إني مش في البيت أصلاً."
سالي قالت بانكسار
"بقى كده يا تيم؟ كلكوا بقيتوا ضدي يعني؟"
تيم قال بنفي
"أنا مش ضد حد، بس هي حرة… تعمل اللي هي عايزاه."
سالي قالت بصوت بدأ يعلى
"بس أنا من حقي أعرف إيه السبب اللي مانع وجود أي بنت هنا؟ ليه مانعين من زمان؟ حتى صحابي كنت أنا اللي بروحلهم هما ميجوش، ليه يا ماما؟! هتبقي تعملي إيه مع مراتات يونس وتيم؟ ولا مش هتجوزيهم؟"
قالت بنبرة قاطعة
"لما ييجي وقت الكلام ده نبقى نشوف يا سالي، دلوقتي اسمعي الكلام، هروح آخد شاور واشوف نصر، هتكوني مشتيها، ولما أرجع… ملاقيهاش."
سالي قالت بنبرة متحدية
"ولو ممشيتش؟ هتعملي إيه؟ تخيلي كلنا وقفنا ضدك ورفضنا مبدأك… هتعملي إيه وقتها؟"
تيم اتدخل
"سالي، خدي بالك من كلامك لو سمحتي."
سالي بصتله وقالت بغضب
"انت تسكت خالص! أنت سبب كبير في اللي إحنا فيه أصلاً، دايمًا موافقها على كل كلامها حتى لو كان غلط! وأنا عايزه أعرف دلوقتي بقا، ليه مفيش بنات بتخش هنا؟ ليه القانون ده؟ من حقي أعرف!"
تيم رد بهدوء 
"مش من حقك طبعًا، ومش من حق حد يعرف، البيت ده بيتها، وتعمل اللي هي عايزاه من غير ما نسألها، حقك ده لما تمنعك، لكن هي ما منعتكيش."
سالي علت صوتها أكتر، وقالت بحزم موجوع
"لِعلمكوا بقى… أنا لو مشيت، والله ما هعتب البيت ده أبدًا، مش هتشوفوا وشي تاني، ويبقى القانون بحق وحقيقي، ومفيش أي واحدة تدخل البيت ده، حتى أنا! صدقوني، لو خرجت… مش هرجع أبدًا، انسوني… واعتبروني متّ!"
سادت لحظة صمت تقيلة، محدش نطق، بصتلها بحدة، نظرة مفيهاش اي تردد، وبهدوء مرّ قالت
"خلاص يا سالي… لو دي رغبتك، يبقى براحتك."
سالي اتفاجئت، متوقعتش كده ابدا، ليه الرفض ده لدرجة أنها تتخلي عنها، تيم بص لمامته، وبعدين بص لأخته، عايز يتكلم، يخفف، بس سالي كانت بصاله بعتاب ميتحملوش

وسط الجو المشحون ده، نزلت فريدة بخطوات هادية، هيا سمعت كل كلمه اتقالت وحست أن كده الأمور بتخرج عن السيطره فقررت تتدخل
أول ما دخلت الصالون، بصّت على الموجودين وقالت بنبرة مهذبة وواثقة
"مساء الخير."
الكل لف ناحيتها، بس فريدة… أول ما عنيها وقعت على مامت تيم، اتجمدت.
مفيش نفس… مفيش كلمة… كل اللي في وشها كان صدمة وبس
رجعت خطوتين لورا، وإيدها خبطت في ترابيزه جانبية، كل حاجة عليها وقعت واتكسرت 


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1